طبقات الخواجكان اللششنددة 4 ٠ و سادات المشائخ الخالدية المحمودية شعيب أفندي بن إدريس الباكني قدس سره المتوفى سنة ١7٠‏ دار الرسالة وصفه المرشد المحقق مريده الشيخ حسن حلمي القحي بقوله : الشيخ الكامل المكمّل قطب دائرة الإرشاد 3 هذه الإقليم 3 وموصل العباد إلى الملك العلمي . حافظ كلام الله المجيد . ومزيل الشبهات في ملة الإسلام والدين . مصنّف علم السير والسلوك . الفقيه المتصوّف . العالم الربّاني . والعارف الصمداني : الحاج شعيب أفندي الباكنى القصرخى . والده : العالم المتورع الشيخ إدريس أفندي رحمه الله تعالى . بدأ حياته بقراءة القرآن الكريم على والده المذكور في قرية قنداخ , وله من العمر سبع سنين . وأخذ في قصار السور بادءا بالمعوذتين . فظهرت عليه أعجب علائم النبوغ . حيث لم يحتج لأكثر من سورة الإخلاص من توفيق الله عليه ؛ الأمر الذي أذهل والده متعجّباً من سرعة فهمه وغلبة وصول ذهنه إلى حقيقة قراءته . حرص والده على تأديبه زيادة على العلم . وكان يؤدبه تأديياً بليغاً؛ بحيث لا يذهب به إلى وليمة أو لغو ولهو. بل يصطحبه إلى مجالس العلماء والعقلاء . إلى أن حصلت له ملكة طبيعية . وهو ما يزال فى ميعة الصبا . قرأ العلوم الشرعية على كبار فحول 06 وتبخّر في شتى 0 وصنف الكتباء وحلَّ المشكلات . وألف المصئّفات القيمة , حتى أقرّ له فحول عصره وانتشر صيته . باشر التدريس في قرية زاخور من قرى سمبور سنة 17١17‏ ها . التقى المشائخ الكمّل الثلاثة ؛ الشيخ الحاج جبرائيل أفندي . والشيخ الحاج حمزة أفندي . مأذوني الشيخ محمود أفندي . والشيخ الحاج قصيّ أفندي مأذون الشيخ إسماعيل أفندي السواكلي . في السنة المذكورة . وصحبهم أسبوعاً . فتعلق قلبه بهم . ودخل في تربيتهم . لا سيما الشيخ جبرائيل حيث لزمه حتى توفي . ثم استخار الله تعالى أن يرشده إلى شيخ كامل مرشد . فوقعت استخارته على الشيخ الأكمل أحمد أفندي التلالي . ولكن دخل خدمة الشيخ قصي بلا اختيار منه . فربّاه أحسن تربية . وسلكه أجمل تسليك . وكانت له به عناية خاصة وتوجّه كبير ليجعله خليفته . واتخذه ولده الروحي حتى أدخله الخلوة تسعة أشهر متوالية . ولازمه حتى توفي سنة : 1 هاء وكانت قد اطمأنت حاله . وأجازه إجازة تامة سنة 1701 ه . ولكنه كتمها استحياءً وأدباً . وعاد فسلك عند أحمد التلالى تلبية لاستخارته السابقة . إلى أن أجازه بالرشاد والتسليك . وعمٌ نفعه تلك الديار . وانتفع به الكبار والصغار . وأكرمه الله تعالى بمزيد من العطاء والمواهب والمئن السئيّة . آلف :من الكدن. د خدمة” هذه الطريقةالعلية هذا السفل الجليل « طبقات الخواجكان النقشبندية الخالدية المحمودية» وقد وكذا كتاب «١‏ الفريدة المخمّسة ». توفي رحمه الله تعالى في جمادى الآخرة من سنة ثلاثين وثلاث مئة وألف ودفنه فى قرية 0 الباكنى » . وقبره مشهور معروف يزار للتبرك . ش ' رحمه الله رحمة واسعة . وأسكنه مع سابقيه ولاحقيه . وأسكنا معهم فسيح جنته وكريم نزله . إنه سميع قريب مجيب . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين يسم الله الرحمن الرحيم على الله في كل الأمور توكلي ولوصل أصحاب العباء توسلي الحمد لله الذي أرسل إلينا رسولاً سيّد الإنس والجانٌ . وأنقذ به أمة الإجابة عن المهاوي والمهالك والنيران . وجعله باباً أعظم للوصول إلى حضراته . والتقَدٌب إلى نظراته لكل جبان وشجعان . وجعل علماء أمته كأنبياء بني إسرائيل ٠‏ وكمّلٍ بني إبراهيم بالفضل والإحسان ٠‏ وأقام مشائخ الطرق وأولياء الفرق وسائل للخروج عن خبائث النفس والطغيان . وفضّل الطريقة النقشبندية على جميعها كلها لبقائها على ما كان عليه جوهرة ولد عدنان . وعلى ما عليه أصحابه وأتباعه بلا تطرق خلل وخذلان . بحيث لا يقدر أحدٌ ما على قدحه من العلماء الظاهرية . وإن أمعنوا بالإمعان . ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل والغفران . فسبحان الله الظاهر الباطن المنان . يهدي من يشاء لما يشاء لما قدَّره في الأزل بلا زمان . فنحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ريّنا إيرضيق الملك الديان . لإنقاذه إيانا من الإنكار للأولياء والجهل والحرمان . وإرقاته إيانا بمنّه وكرمه وشفاعة رسوله وبركات أوليائه إلى ذروة العلم والعرفان . وسبحان الله الفاعل المختار وكل يوم هو في شأن ٠‏ الذي رَشَْ من أنوار تجليات ذاته وكمال صفاته على أراضي قلوب مخلصيه ومحبيه بالمَنٌ واللمعان . وجعل الخلق مظاهر أسمائه ومرايا ظهوره لنوع الإنسان . وخصٌ خواصٌ عباده بمشاهدة نور جماله وجلاله بالحق والإيقان . ونشكرك اللهم يا من بنعمته تتم الصالحات وتعمٌّ البركات في البرايا والأكوان . ونسألك اللهم صل على حبيبك أفضل الموجودات . وأشرف المخلوقات من أهل السماوات والأرض بالنصوص والقرآن . صلاةٌ تنجينا بها عن جميع الأهوال والآفات والأعداء وخيانة الخْوَّانَ . وتقضي لنا بها جميع الحاجات بالوصول إلى أعلى الدرجات بالرحمة والامتنان . وترفعنا بها أعلى المقامات وتجلى الذات والصفات بالوصول والرضوان ٠‏ وعلى آله المُوْتَوين من رحيق زُلاله وكمال وصاله بالمشاهدة والعيان . وأصحابه الفائزين المفلحين بمعاينة أخلاقه ومصاحية أفعاله بالإيمان والإذعان . أما بعد؛ 2 فيقول أحقر القرى وأدنى الورى في البلدان . وأخسٌ أجناس الوجود في الظهور والإمكان . المحمدي الشافعي الأشعري في المذهب والإيقان . التقشبندي الخالدي المحمودي الأحمدي في الطريقة والصحبان . شعيب بن العالم العامل إدريس أفندي المولود في داغستان . جعلهما الله تعالى مع آبائهما وأحبابهما بفضله وكرمه في روح وريحان : إِنّْه طالما كان يختلجح في صدري ويدور في خَلَدي في أيام شبابي والعٌنفوان . علم مناقب المشائخ النقشبندية : من أولها إلى آخرها في الكتب بالبيان . لَمَا أن سلكتٌ مسالكهم . وإن لم أكن منهم بالظن والزمان . وكانت طريقتهم طريقٌ محبّةِ . وبها يحصل لهم الحضور والفيوض كالخلجان . وصار محبتهم مربوطة غالبا لأمثالنا العاجزين الغافلين بعلم مراتبهم ومناقبهم بالمعرفة من الكتاب واللسان . ولمّا لم أصادف إلى الآن مَن يعرفها ويُعرّفها من الخلان. ووجدت كتاب « الباقيات الصالحات في تقريب الرشحات » وموشّى به به نفائس السائحات في تذبيل الباقيات الصالحات » لذوي العلوم والإذعان ؛ حداني فكري الفاتر ونظري القاصر إلى اختصارها واقتصارها في الحين والأزمان . وتعليق مناقب مشائخ السلسلة الباقية إلى شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى في كل وقت وآن قطب الزمان الشيخ الحاج أحمد أفندي بن مصطفى التلالي رحمهما الله تعالى مهدي كل ضال وغضبان . ليعمّ نفعه ويصل خبره إلى الخاصٌ والعامٌ . وكل جائع وعطشان . ويكون لي ذخيرة وتذكرة للإخوان في الدنيا . وقائدي إلى دار الجوار والجنان . ويدعو لي ولوالدي ولأبنائي أهل 7 الصدق والصفا . وح الفضل والوفا . وقتّ المطالعة والأحيان بوصولنا معهم في الدنيا . وباللقاء في العقبى لحضرات الرحيم الرحمن . وبحسن الخواتم والتعرّذ من شرور النفس والأخلاق الذميمة والشيطان . فإنهم أحرى لاستجابة وإجابة الدعاء . وأليق لسؤال المسؤول بلا نسيان . وللارض من كأس الكرام نصيبٌ بالنص والبرهان . والصدقات الواجبات ات مفرّضات على أهل الكرم والبستان . فسبحان من 8 رَفَعَ بَعْصَكُمْ هوق بَْعْضٍ درجت لِمبَلوكُمْ فى مآ #اتلكد 4 ١‏ تَأسْتبفُوا لحرت #4 بالسجلدن + ربا ايان الدُنيكا حَسئهٌ وف الآخْرَةٍ حَسنَةٌ وَقِنَا عَدَّابَ ألثَّارٍ # والخسران ٠‏ ربا افتّح يننا وب وم اا يا حنان . يارب لَجْعَلن مُقِيمَ الصَّلوةِ ومن دصق رَينَا وتَفَلْ 00 رَينَاكَغْفْرَ لي لوال ولترييت يوم يَقُومٌ حاب (00) 26 10 استجب بحق الصحف والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان . ويصيرٌ كتابي هذا تحفة للسالكين الصادقين المتعوذين من الجنان ليحفظوه ويأخذوه بالنواجذ والأسنان . وهدية لهم وأستاذاً دا كاملا في الليل والنهار والإضحيان . حافظاً للجوارح'" الجوارح”"والقلوب والعيون والأذنان . فلعله يقبله كل أهل الإسلام والملل واليهود والنصارى والرهبان . فمن علمه وعَمل به يكفيه عن جميع الكتب السلوكية والآدابية في جميع الأديان ف( أل يطو ممم مُكَهوا رتم آم رون 4 . فط وَل حَافٌ مَقَامْريِ نََانِ # . لأن فيه ملخص علوم أهل الله تعالى في الطريقة النقشبندية للعاطش والريّان . ومن أنكر كلامي هذا فلينظر من أوله إلى آخره من سلسلة الخواجكان . ومن أبى واستكبر وأنكر وطغى فليس لنا معه نزاع وميدان :ولعو بما شاء وليعش في طغيانه إلى آخر الزمان . عي ونقول في حمقه إن اسْتَطعمُمَ أن تَسدُوانَ أقطار لسوت وَالْرَضٍِ اندرا ل . أعضاء . (هامش الأصل)‎ )١( . جمع جارحة . (هامش الأصل)‎ )5( تمدو إلا بلطن ( يي َال لي ريا تَُكدَبان 120 * ٠‏ « وَيَلْلك الْأَمتل تَصْرِيُها لِلنَاينَ وَمَايَمْقِدُّهسآ إِلّا ألْصَيِمُونَ 4 . فإنهم رجال لهم مساكن وبيوت ليس لها سقوف وأبواب إلا الجدران . ثم لا يخفى على العالم العاقل والجاهل الفاضل أنَّ تفاضل الناس ليس بالمال والعشيرة والولدان. ولا بالقوة والفتوّة والحسب والنسب والأبدان ٠‏ بل بقدر تفاوتهم في التقوى ومعرفة المبدئ المعيد الغفران . «إإنَ حرم يندأ سكم © ؛ في العبودية ومقام الإحسان . وبه صار الأولياء الكرام والمشائخ العظام ملوك الأحيان . بعد الأنبياء والمرسلين والصحابة صلوات الله عليهم . ورضي الله تعالى عنهم وعنّا في كل وقت وآن . فبذلوا الأشباح وأخذوا الأرواح وأذابوا النفوس بالشوق والشكران . فجزاؤهم بما صبروا جنتان فيهما عينان تجريان . وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ ! وأنحلُوا الأجسام بالرياضات وهجروا لأجلها الخلائق والأوطان'" وسلكوا صراطاً مستقيماً وجاهدوا للنفوس والأخلاق الذميمة والغيلان . فحازوا قصبات السبق فى مضمار المجاهدات وفازوا بمقامات التمكين والإسكان . ١‏ :فين صرت الطَْفِ لَر يَطمِئهُنَ إل مَبَلْهُم ولا ان # وتيشر لهم الخروج من عالم الزور إلى عالم النور الذي فيه عَنَِانِ تصَّاحَتَانِ © . فأرادوا بمنطوق :9 وَأمَآبعمَةٍ رَيِكَ فَحَرّتْ 4 إظهارهم بالأقلام ورؤوس البنان نبذة من شكر تلك النعمة الجزيلة اللائقة للتبيان . وإبراز ثمرة من شجرات تلك المنحة الجليلة بلا كتمان ؛ في ضمن مناقبهم الجميلة رغبة ع جه 5 د لمضمون 8 لين سحَكَرَثْرٌ لََرِيدَتكُمْ © بلا نقصان . وقد قيل : عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ؛ وعند الطالحين اللعان . ٠‏ مع ما فيه من تكثير الفوائد والفرائد للأقران ٠‏ وتخليد ذكر المشائخ الكرام في بطون الأوراق إلى آخر الدوران . فكتبوا في الباب كتباً كثيرة ورسائل ٠‏ وتوسّلوا بها إلى استمطار الفيوض والفيضان . (1) أي : الأوطان الظاهرة والباطنة . تدبر تنل . (منه رحمه الله تعالى) . 84 ومن أبدع ما صنف في مناقب المشائخ الخواجكان النقشيندية قدس الله تعالى أسرارهم بالإيضاح والبيان كتابٌ : « الباقيات الصالحات في تقريب الرشحات » بلا نقص ولا خسران . للعالم الرباني والفاضل الصمداني مولانا علي بن حسين الواعظ الكاشفي الكاشف للطغيان . 03 ولعمري إنه لكتاب عزيز (١‏ لابه ليلل من ين يَدَيْهِوَلَاِنْ خَلَفِوِ # فريد في بابه في خانٍ . تل أفز يتوق اشغ © ونه لتم ملم َك 0) . وإنه لكتاب كريم « لَايمَسُهه إلا المطهروت 4 . ولا يدرك حقيقته وطريقته إلا الكاملان. حقيق بأن يجعله السالك جليسه وأنيسه في غربته وإيابه لمقاصده بالطيران ؛ فإنه لم يترك دقيقة من دقائق الطريقة ؛ فهو كالياقرت والمرجان . ولطيفة من لطائف الحقيقة إلا مكتوبة فيه ومعلّقة على نحور البيان . وكذلك كتاب « نفائس السانحات في تذييل الباقيات الصالحات » لمولانا محمد مراد القزاني المنزلوي صاحب العلوم والعرفان . كان أصلاً أصيلاً فى بابه بحيث يقبله أهل الله بالاطمئنان . لكونه مأخوذاً عند صفوة اهز مثارت القوم قبل تكدّرها باختلاط سائر المياه والهوان . وقبل ظهور من يدّعي المشيخة والإرشاد مع كونه ليس أهلاً لها . بل باتباع النفس الأمّارة كالسرحان . ولكن لما كانت كسوتهما منسوجتان بالحشو والتطويل في العبارات واللغات الفارسية واللسان . وتعدَّر الوصول إلى فهم جميع ما حويا لمن لم يعرفهما ولم يألفهما من رجال ولايتنا الداغستان . ولم أعثر إلى اليوم على مَن تصدى لتهذيبهما وتنقيحهما بالإيضاح والبيان ؛ شرعت لأخذ زبدهما من مخيضهما . والتقاط دُرَرهما من يمتهما قائلاً : منك التوفيق يا سبحان ... وشغرت عن ساق الجد وذراع الجهد مستعيناً من المعين المستعان لاختصارهما على مقاصدهما الأصلية ومعانيهما الأصيلية محيّاة رؤوسها بالتيجان . وأخرجت سوادهما إلى 1١ بياضهما كما أخرج الليل إلى النهار . والظلمة إلى الضياء ؛ بتوفيق القريب المجيب المنَّان . فحصل من دونهما جنتان ٠‏ :ل( فيس فَكهه وخَلٌ ووكاُ * و لِيدْلٍ هنذا ْمَل الْمَِلُونَ # فصار بحوله تعالى وقوّته كتاباً لم يكتب مثله في أزمان . ولم يمرّ مثل مصنفه ومؤلفه في ميدان . ولم يبن بناءً مثل بنائه في بنيان . وروضة من رياض الحقيقة والطريقة تمايلت منها الأغصان . وتدلت منها الفروع والأفنان. ولا يجحد لكلامي هذا إلا الكافران . ولا يكفره ويعانده وينكره إلا الفاسقان . لا يجنيان منه أنواع الثمار وأجناس الأزهار مع أن ا فِيسَاعِنَكل مَكهَةَروَجَانِ *# : وٌجد تحت العنوان في الصحيفة الأولى ما يلي‎ )1١( ١‏ مطلب مهم جدا واعلم أن السر المصون في الدعاء بالأسماء أن نأخذ عدد حروف الاسم بالجمّل وعدد صورته الرقمية التي يرسم بها ثم يدعو بعد ذلك . مال ذلك انم بالق 800 إن أريمةا احرف وعلامة بالكل بخة وسون ٠‏ فيكون مجموع ذلك سبعين فتستغيث به سبعين مرة ثم سل حاجتك . ثم تذكره أيضا بعد اسم الحاجة . ويكون ذلك بجمع همَّة وإخلاص اله ججاب لك الجن . (شرح تائية السلوك إلى ملك الملوك للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري رحمه الله تعالى وإيانا ورزقنا من بركته) . مطلب ونقل العارف الشعراني قدس سره في طبقاته عن سيدي محمد أبي المواهب الشاذلي قدس سره أنه قال: رأيت رسول الله يت في المنام . فقال لي : قل عند النوم : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (خمسا) . ويسم الله الرحمن ن الرحيم (خمسا) . ثم قل : اللهم بحق محمد أرني وجه محمد يأ حالا ومآلا. ٠‏ فإنك إذا قلت ذلك تراني في المنام ولا أتخلف عنك . (منه في فضائل البسملة) . وقال سيدي أحمد الدمنهوري 1 شفاء الظمآن » : من قرأ البسملة في وجه ظالم (خمسين مرة) أذله الله تعالى . 8 ومن قرأها عند النوم (إحدى وعشرين مرة) أمَّنهِ الله تعالى في تلك الليلة من الشيطان الرجيم . ومن السرقة . ومن فجأة الموت . ويدفع عنه كل البلاء (منه) . 1١١ « طبقات الخواجكان النقشبندية وسادات المشائخ الخالدية المحمودية » وأسأل الله تعالى أن يجعله”" خالصاً لوجهه الكريم الرحمن . وأن يقبله هو ورسوله وأولياؤه بالفضل والإحسان . وأن يستر بكرمه العميم وفضله الجزيل عجزي وزللي بالنقص والعصيان . وأن ينفع به كما بأضلئه كل حرٌ كريم ذي قلب سليم لا سكران ٠‏ وأن يصونه عن كل خب لئيم ذي طبع سقَيم وفكر عقيم وشبعان . وأن يحفظني وجميع إخواني به في جميع أفعالنا وأقوالنا وخواتم أعمارنا من فتنة الشيطان . وأن يرحمنا به في بيت التراب حين كنا بين ظلمة وضيق وديدان . وأن يجعله سببا للوصول في الدنيا واللقاء في الآخرة في دار فيه حور وقصور وغلمان . فسبحان الله الفتاح الوهاب للفتوح لمن يشاء ؛ ولو للنسوان . وما حداني إلى ارتكاب هذا الأمر الجسيم والخطب العظيم الشان إلا رغبة خدمة مناقب المشائخ الكرام قدس الله أرواحهم العلية بحمل مطلب واعلم أن الذكر والدعاء بالأسماء على وجهين : الأول أن يكون بحرف النداء بأن تقول (يا الله) . والثاني بإسقاطه أن تقول (الله . الله) . ثم ينبغي للداعي أن يستحضر المدعوٌ بقلبه وأن يذكر اسمه على أحسن كيفية وهو كونه على طهارة كاملة ؛ مستقبل القبلة #جالسا مثل جلوسة في العيلاة..:مائاد برأسه نحو القبلة . فإذا قال : (الله) فينبغي أن ب يفتح الهمزة . ويمذ اللام ٠‏ ويسكن الهاء وإلا لم يستفد جميع الخصائص كر سن دعر هنا الاسم على هده الكنة في خلوة كان له في العالم الروحاني والجسماني تصريف عظيم عجيب . وأمر غريب ٠‏ ومن تقيّد به سبعة أيام بصيام وأكثر من ذكره في خلوة صار مجاب الدعوة مطاعا للروحانيين . (منه) . #* ولد ولدنا الجدير الأعرّ الذي سمَّيناه باسم شيخنا الحاج أحمد أفندي التلالىٌّ رحمه الله سي سي 1ك ادع م نينا . الهم أنبته نباتاً حسنا . واجعله من العلماء العاملين الخالصين المخلصين البارين لأبويه وشفيقا لهما آمين . )١(‏ تذكير الضمير باعتبار كونها كتاباً . تديّر لتلا يخطأ ابن أخت خالتك بالكتابة عليه والله أعلم . (منه رحمه الله) . 1١ مشقة الكتابة وجمع أطراف الفنون للإخوان . بإشاعة مناقبهم السئّة ومراتبهم العليّة . فإن من أحب شيئاً أكثر ذكره بلا نسيان . مع ما فيه من تشويق إخوان الصفا لهم وترغيب الخلان ذوي الوفاء والأخدان . فإن مطالعة مناقب رجال الحال والوقوف على أحوال الرجال في الأزمان مما تحرّك القلوب . وتنوّر الألباب عن الرجس والأوثان . وتزيد الرغبة في طلب مطالب أهل الكمال ولو للعميان . وأيضاً فيه إبطال دعوى النفس بفضله بالاطلاع على فضل غيره بالعيان . ومن كلامهم : لا تزن الخلق بميزانك . وزن نفسك بميزان الصديقين بالفكر والإمعان . لتعلم فضلهم وعلوّهم وإفلاس نفسك بالخسران . اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه . وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا منه البعدان . وثبت قلوبنا على محبة أوليائك . ولا تباعدنا عن سواد َلْص أصفيائك يا منان . فإنهم قوم لا يشقى جليسهم . ولا يخيب أنيسهم من كل إنسان . وإني وإن لم أكن منهم ولكني من محبي زمرتهم وإنك تعلمها يا رحمان . وإني لمغترف على ساحل بحر التمتي بِغَرْفة الترجي من بحار معرفتهم في الباطن والظهران . لي سادة مِنْ عِرّهم أقدامّهم فوق الجباه إذلم أكن منهمفلي في حبهمعِزَ وجاة وأرجو ممن اطلع كتابي هذا أن يدرأ سيئاته بالإحسان . وما عثر فيه على زلة القدم وعن سمت الصواب على انحراف القلم بالصواب والبيان . لأني في محافل المصنّفين هذيان . وفي مجالس العلماء العاملين بطلان . وتصنيفي هذا بحماقتي وعدم بضاعتي ضياع وبهتان . ولكن أصحاب العلوم والتقوى يُروّجون الأمتعة المزجاة في أسواق العرفان . 1 ورتبنا الكتاب ترتيباً عجيباً ٠‏ ورصفناه ترصيفاً غريباً . بحيث يقبله الطباع . ولا يمجّه السماع ؛ على مقالة وثلاثة مقاصد وخاتمة . المقالة : في ذكر طبقات أكابر السلسلة النقشبندية قدس الله تعالى أرواحهم ونوّر ضريحهم من حضرة أبي بكر الصديق إلى شيخنا ومولانا الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي قدس سره الكمالي على الإجمال . َأنيلُ الحَوَغٌ يي ألكبيل © . المقصد الأول: في ذكر المشائخ النقشبندية والسادات الربانية الكائنين فى قطعة مولانا على بن الحسين الواعظ الكاشفى المُشْتَهَر بالصفيّ . الذي عرّب الرشحات من الفارسية إلى العربية جعل الله سعيه مشكوراً . وسقاه الله تعالى معنا شراباً طهوراً مبتدثاً من أبى بكر الصديق سيد الأبرار . إلى انتهاء مناقب مولانا خواجه عبيد الله أخراز قلسن شزة على التفصيل . المقصد الثانى : فى ذكر طبقات الأولياء وسلسلة الأصفياء الذين يل بهم العالم العائل!) مولانا محهد مراف القزاني -أوضله للا تعال ماعنا إلى كل الأماني - مبتدثاً من خواجه محمد الزاهد قدس سره إلى قطب الإرشاد ومعدن الإمداد مولانا خواجه محمد خالد البغدادي . دوّح الله تعالى روحه المغردي . المقصد الثالث: في ذكر طبقات المشائخ الباقية بلا تحرير في الرسالة . ولا عد في الكمالة ؛ مبتدثاً من مولانا وأولانا خواجه إسماعيل أفندي الشروانيَ الكردميري . إلى شيخنا وروحنا مولانا الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالى قدس سره الجمالي والجلالي على التفصيل بقدر وسع هذا الفقير ء وطاقة ما وصل إليه من مناقبهم بعناية اللطيف الخبير . . لقطعة مولانا عليّ الكاشفي الصفي قدس سره‎ 0 )١( 1 والخاتمة في بيان نبذة من كيفية طريقة النقشبندية وآدابهم وقواعدهم وأساليبهم العليّة . أعلى الله تعالى مقاماتهم الرفيعة . وأحوالاتهم الجليّة . وشرعنا في التحرير ودخلنا في التقرير قائلين”" ل ربا َل ينا نه 5 د أنتَ ألسّمِيعٌ ألْمَلِيِمٌُ 1 بآ وَجْمَلنَا مُسْلِمنِلكَ وَمِن دُرِيَيآأمَةُ كُنْلِمَةٌ لك وَأ كوي انك أنتَ لتاب التصم * ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ياك قو مره جا سْبِحََكَ لَاعَلم لآ إلَامَاعَلَمسَنا نك أت اليم ا كيز > . المقالة في ذكر طبقات أكابر السلسلة قدس الله تعالى أرواحهم الجلية من أولها إلى آخرها على وجه الإجمال . فلا يخفى أن هذا الفقير والراقم الحقير أخذ هذه النسبة وتلقّنها عن مولاه الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي قدس سره عن حضرة قطب العارفين الشيخ محمود أفندي الألمالي قدس سره عن شيخه”" الكامل الشيخ الحاج يونس أفندي الللالي قدس سره عن شيخه الواصل الحاج يحيى بيك القدقاشيني ثم المهاجري المكي قدس سره عن شيخه المرشد محمد صالح الشرواني . عن شيخه الفاضل إسماعيل أفندي الشرواني . عن شيخه غرّة الواصلين الشيخ خالد البغدادي قدس سره . والفقير أيضاً تلقّنها عن شيخه الكامل المجذوب الشيخ الحاج قصي أفندي الجنيغي السمبوري . عن شيخه العالم الألمعي الشيخ الحاج إسماعيل أفندي السواكلي قدس سره . عن شيخه وقطب زمانه الشيخ محمود أفندي الألمالي قدس سره والشيخ إسماعيل أفندي المذكور أيضاً أخذها (1) وإيراد هذا الدعاء من المؤلف الفقير في هذا المقام وإن كان إيراده مناسباً للأخير لتبعته بتمام الكتاب وللتفاؤل به أيضا والله أعلم . (منه رحمه الله تعالى) . (؟) والشيخ محمود أفندي قدس سره أخذ أيضاً عن الشيخ هاشم أفندي اليمشاني قدس سره . عن الشيخ ضياء الدين ذبيح الله الشرواتي قدس سره ٠‏ عن مولانا خالد قدس سره ٠‏ كما سيجيء في ١57”‏ . وهذه السلسة أقرب للضيط وأبعد عن الاختلاف . فراجعه . (للكاتب الفقير رحمه القدير) . 1١6 عن شيخه شيخ المشائخ الداغستانية الشيخ جمال الدين الغازي الغموقي قدس سره البلدي ثم المهاجري الشمويلي . ثم المهاجري القسطنطني . المدفون فيها . عن شيخه الشيخ الفائق الشيخ محمد أفندي اليراغي قدس سره . عن شيخه الشيخ السابق الشيخ خاص محمد أفندي الشرواني قدس سره عن شيخه شيخ الأولياء الشيخ إسماعيل أفندي الشرواني قدس سره . عن شيخه غوث الزمان الشيخ محمد خالد البغدادي قدس سره عن شيخه الشيخ المفرد المذكّر الشيخ عبد الله الدهلوي قدس سره. عن شيخه الشيخ الكامل الشيخ حبيب الله المرزجاني قدس سره عن شيخه الشيخ سره. عن شيخه الشيخ محمد المعصوم قدس سره . عن شيخه الشيخ المجدد أحمد السرهندي الفاروقي قدس سره . عن شيخه الشيخ محمد الباقي قدس سرة ٠‏ عن شيخه الشيخ خواجكي الإمكنكى قدس سرة ء, عن شيخه مولانا درويش محمد قدس سره . عن شيخه مولانا محمد الزاهد قدس سرةء. عن شيخه مولانا عبيد الله أحرار السمرقندي قدس سره . عن شيخه مولانا خواجه يعقوب الجرخى قدس سره . عن حضرة الشيخ إمام الطريقة خواجه بهاء الدين المشتهر بشاه نقشبند قدس سره . عن الشيخ السيد الأمير الكلال قدس سره . عن الشيخ مولانا محمد بابا السماسي قدس سره . عن الشيخ خواجه علي الراميتني قدس سره . عن الشيخ خواجه محمود الإنجير فغنلوي قدس سره. عن الشيخ الخواجه عارف الريوكري قدس سره . عن شيخ مشائخ العالم الخواجه عبد الخالق الغجدواني رئيس أكابر السلسلة . عن الشيخ الخواجه يوسف الهمداني القاسم الجرجاني قدس سره . وانتساب الشيخ أبي القاسم في علم الباطن إلى طرفين : 11 أحدهما إلى الشيخ أبي الحسن الخرقانيَ قدس سره . وانتسابه الخرقانى قدس سره بعد وفاة أبى يزيد قدس سره بمدّة كثيرة . وإنما كان تربيته له بحسب الباطن والروحانية . لا بحسب الظاهر والصورة . ونسبة إرادة الشيخ أبي يزيد إلى الإمام جعفر الصادق رضي الله تعالى عنهما وعنا آمين . وقد ثبت بنقل صحيح أن ولادة الشيخ أبي يزيد أيضاً بعد وفاة الإمام بمدة كثيرة . وتربية الإمام له بحسب المعنى والروحانية . لا بحسب الظاهر والصورة . ونسبة الإمام جعفر الصادق 2ه على ما أورده الشيخ أبو طالب المكي :د في ٠‏ قوت القلوب » إلى طرفين : أحدهما إلى والده الماجد قبلة الأماجد الإمام محمد الباقر رضي الله تعالى عنه عن والده الماجد الإمام عليّ زين العابدين رضى الله تعالى عنه عن والده الماجد سيد الشهداء الإمام حسين رضي الله تعالى عنه عن والده الماجد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وكرم تعالى عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وسلم . وتسمى سلسلة نسبة أئمة أهل البيت لعزَّتها وشرفها بسلسلة الذهب عن مشائخ الطريقة قدس الله تعالى أرواحهم العلية . قول الشيخ أبي طالب المكي رضي الله تعالى عنه إلى جده لأمه ؛ أحد الفقهاء السبعة المشهورة : الإمام قاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق الرسالة صلى الله تعالى عليه وسلم إلى أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه بعد انتسابه إلى النبى 24 . 17 وثانيهما من انتساب الشيخ أبي القاسم الجرجاني قدس سره إلى الشيخ عثمان المغربي . وله لأبي علي الكاتب قدس سره . وله لأبي علي الروذباري قدس سره . وله لسيد الطائفة جنيد البغدادي قدس سره . وله لسري السقطي قدس سره وله لمعروف الكرخي قدس سره وله نسبتان : إحداهما لداود الطائي قدس سره. وله لحبيب العجمي قدس سره . وله للشيخ حسن البصري قدس سره وله لأمير المؤمنين علي كرم الله تعالى وجهه . وله لسيدنا ومولانا محمد المصطفى 34 . وثانيهما إلى الإمام علي الرضا ه . وله لوالده الإمام موسى الكاظم د . وله لوالده الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه وعن آبائه الكرام إلى آخر النسبة . كما مر والله تعالى أعلم . انتهى من مولانا عبيد الله أحرار إلى آخره من « الباقيات الصالحات » ومن عبارتها بلا تغيير . تنبيهات : الأولى : اعلم أن الله تعالى خلق الخلق لطاعته وعبادته وعرفانه كما قال 9 وَمَا سَلَقَتٌ لَلْنَّوَلإن إلا لبدو #4 . وأفضل العبادات ما يوصل إلى الله تعالى وهو السلوك . ولا بد لذلك من مرشد كامل وأستاذ فاضل ؛ لما أنه طريق غيب غير محسوس . مبني على مخالفات النفوس . ألا ترى أن كثيراً من الأطباء يعجزون عند تمرّضهم عن علاج نفوسهم لخفائها على صاحبها. وهى أعدى أعدائه فى ثياب أصدق أصدقائه . ولهذا ورد «١‏ المؤمن مرآة الو ٠‏ فباستعانته بنافذ نظر أخيه المؤمن الحاذق يتسلط على دسائسها . لكن مع التسليم الصادق . ولهذا قال الكمّل : من لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان . فإن طريق الله تعالى لما كان في غاية الشرف والعزة لكونه موصلا إلى أعرّ المطالب . خف بالقواطع والمهلكات من كل جانب . فإذا عرفت بهذه الورطات المهلكة فلا جرم أن السالك يحتاج إلى المرشد الكامل والشيخ الفاضل . ليحفظ المريدين عن المهالك ويرشدهم إلى المسالك . فلا يسلكه إلا مريد متقدّم صادق 18 بإرشاد دليل كامل . فإذا توجه المريد إلى الله تعالى وصدق في قصده فإنه سبحانه يوصله إلى د شيخ كامل ناصح . ٠‏ ينهضه حاله ولحظه . وينفعه مقاله ولفظه . كما هو في مولانا ضياء الدين خالد المجدّد . وقال نجم الدين الكبريّ : وكما أن المطرقة والسندان والمنفح والفحم وغيرها من الآلات إذا اجتمعت ولم يكن ثمة أستاذ يضع الأشياء في محلها لا يتحقق وجود شيء ؛ كذلك لا يصفى قلب المريد بدون ربط القلب مع الشيخ وترك الاعتراض ٠‏ ودوام الرضا بما قدر من القدر والفتح من ٠‏ ملاحظاً قوله تعالى 9 وعموح أن حَكرَهُوأ يما وَهْوَ حيرا لَك 4 يتحقق بأن الله تعالى أرحم بالعبد من الوالدة بولدها . وأعلم'" بمصلحة العبد من نفسه . والشيخ أعرف بمصالح المريد . والانقياد إلى الشيخ والتسليم شرط أهمٌّ بكل وجه . انتهى من « جامع الأصول في الأولياء » للشيخ ضياء الدين أحمد الكمشخانوي النقشبندي قدس سره . (1) ولم أتحقّق بأنَّ الإنسان لا بدّ له من شيخ إلا حين اجتمعت بهؤلاء الأشياخ . وكنت قبل ذلك أقول كما قال غيري : وهل ثم طريق توصل إلى حضرة الله تعالى غير العمل بما في أيدينا من الشريعة . يعني على مصطلح غير القوم حتى وجدت الأمر بخلاف ذلك . وكفى شرفا لأهل الطريق قول السيد موسى عليه السلام للخضر عليه السلام : «( هَل أببعْك ع أن ن تمن مما عْلَمَتَ دا # . واعتراف الإمام أحمد بن حنبل <ه وأرضاه لأبي حمزة البغدادي بالفضل عليه . واعتراف الإمام أحمد بن سريج لابي القاسم الجنيد رضيهما الله تعالى . وطلب الإمام الغزالي 2 له شيخا يدله على الطريق مع كونه كان حجة الإسلام . وكذلك طلب الشيخ عر الدين ابن عبد السلام له شيخا مع أنه قد لقب بسلطان العلماء . وكان الإمام الغزالي 42 يقول لما اجتمع بشيخه : ضيّعنا عمرنا في البطالة . يعني : بالنسبة لما ذاقه من أحوال القوم . وكان الشيخ عر الدين نهد يقول : ما عرفت الإسلام الكامل إلا بعد اجتماعي على الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه . فإذا كان هذان الشيخان قد احتاجا إلى الشيخ مع سعة علمهما بالشريعة فغيرهما من أمثالنا من باب أولى . ٠‏ لطائف المنن » من الباب الأول فى 14 . 1 قال سلطان العارفين وسيد الفقهاء الكاملين عبد الوهاب في « لطائف المئن الكبرى » في مقدمته . قدس سره وتوّر ضريحه : ولو أن طريق القوم يوصل إليها بالفهم من غير شيخ يسير بالطالب فيها لما احتاج مثل الإمام حجة الإسلام الإمام الغزالي والشيخ عز الدين ابن عبد السلام رحمهما الله تعالى أخذا أدبهما عن شيخ ! مع أنهما كانا يقولان قبل دخولهما طريق القوم : كل من قال إن ثمَّ طريق للعلم غير ما أبدينا فقد افترى على الله عز وجل . فلما دخلا طريق القوم كانا يقولان : قد ضيعنا عمرنا في البطالة والحجاب . وأثبتا طريق القوم ومدحاها . وقد سلك الإمام الغزالي على الشيخ أبي محمد البازغاني . وسلك الشيخ عز الدين بن عبد السلام على الشيخ أبي الحسن الشاذلي قدس الله تعالى أرواحهم جميعهم العلية ورزقنا من بركاتهم الجلية ٠‏ وصار يقول : مما يدلك على أن القوم قعدوا على قواعد الشريعة وقعّد غيرهم على الرسوم ! ما يقع على أيديهم بن اكراقات والخوارق ٠‏ ولا يقع ذلك على يد فقيه إلا إن سلك طريقهم . انتهى فعلم أن مثال من يحفظ تقول أهل الطريق بغير ذوق ولا تخلق ؛ مثال من حفظ كتابا في علم الطب عن ظهر قلب من غير معرفة الداء والدواء . فكل من سمعه وهو يقرأ ويقول : الداء الفلانى دواؤه الشيء الفلاني يقول : ما هذا إلا طبيب عظيم ! فإذا قال له : أعلمني باسم هذا الداء الذي فيّ . وأخبرني باسم الدواء . وقال له : لا أعلم ذلك . يقول إنه جاهل بعلم الطبّ . وقد كان علماء السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم وعنا يعملون بكل ما يعلمون على وجه الإخلاص لله تعالى فيه . فنارت قلوبهم وخلصت من العلل القادحة في الإخلاص . فلما ذهبوا وخلف بعدهم أقوام لا يعتنون بالإخلاص في علمهم وعملهم أظلمت قلوبهم ٠‏ وحجبت عن أحوال القوم فأنكروها . وبعضهم إذا سمع شيئاً من أخلاق القوم يقول هذا منزع صوفي لاا شرعي ٠‏ فيوهم السامعين أن التصوف أمرٌ * خارج عن أصل الشريعة . والحال أنه لب الشريعة ! فإن حقيقة طريق القوم علم وعمل . سداها ولّحمتها شريعة وحقيقة . لا أحدهما فقط ! فينبغي للفقيه إذا قال عن مسألة هذا منزع صوفي أن يعقب ذلك بقوله لا يقدر أحد من أمثالنا على المداومة على العمل به . ليزيل ما في نفوس السامعين ممن لا يفهم الأمر على وجهه . وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله تعالى يقول كثيراً : لاتسلكنّ طريقاً لست تعرفها بلا دليل فتهوى في مهاويها انتهى . ولم تزل طريق القوم عزيزة في كل عصر . لقلة صبر من يصبر نحت تربية شيخه ومناقشته في جميع أعماله . ولذلك صار الشيخ يرى الأخلاق المحمدية من ورع وزهد وخشية وخوف من الله تعالى ونحو ذلك في يد أهل الله تعالى . فلا يقدر على الوصول إلى التخلق بخلق منها على وجهه . لأن طريق القوم كلها مجاهدة للنفس ٠‏ وأين من يقدر على التخلّق والتقيد بمخالفتها إيثاراً لجناب مراد الحق تعالى على مرادها ؟ هذا لا ينال إلا ببذل الروح . فعلم أن الأئمة المجتهدين والعلماء العاملين هم الصوفية حقيقة . فإن قال قائل : لو أن طريق التصوف أمرٌ مشروع لوضع فيه الأئمة التتكيدرة كااولا نري لبو قط كانا في .ذلك . قلت له : إنما لم يضع المجتهدون في ذلك كتاباً لقلة الأمراض في أهل عصرهم ٠‏ وكثرة سلامتهم من الرياء والنفاق . ثم بتقدير عدم سلامة أهل عصرهم من ذلك . فكان ذلك في بعض أناس قليلين لا يكاد يظهر لهم عيب . وكان معظم همّة المجتهدين إذ ذاك هو في جمع الأدلة المنتشرة في المدائن والثغور مع أئمة التابعين وتابعيهم التي هي مادة كل علم . وبها يعرف موازين جميع الأحكام . فكان ذلك أهمَّ من الاشتغال بمناقشة 731 بعض أناس في أعمالهم القلبية التي لا يظهر بها شعار الدين . وقد لا يقعون فيها بحكم الأصل . ولا يقول عاقل أن مثل الإمام أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد رضي الله تعالى عنهم وعنا أجمعين . يعلم أحدهم من نفسه رياء أو عجباً أو كبراً أو حسداً أو نفاقاً ثم لا يجاهد نفسه ولا يناقشها أبداً ! ولولا أنهم يعلمون سلامتهم من تلك الآفات والأمراض لقدموا الاشتغال بعلاجها على كل علم . فافهم . انتهت عبارة « اللطائف » من عينه . قال ولي الله الشعراني في «١‏ لطائفه » أيضاً في الباب الأول قدس سره: وقد كان السلف الصالح لصفاء * قلوبهم لا يحتاجون في طريق العمل بعلمهم إلى شيخ لعدم الموانع ٠‏ وصار الناس اليوم لهم موانع تحصى . ساس الم ور ونحو ذلك فلا يصل إلى التخلّق بها ٠‏ فلذلك أوجب بعض علماء الشريعة على الطالب أن يتخذ له شيخاً يرشده إلى طريق إزالة هذه الموانع من باب : ما لاا يتم الواجب إلا به فهو واجب . وقالوا : من لم يجد له شيخاً في بلده وجب عليه السفر في طلبه . # ومن لو سطع السثر وت عليه مجاهدة نفسه بغير شيخ . قال الله تعالى جا دن لم يُصِسيهَا وال فطل 4 ومراد جميع أشياخ الطريق بتسليكهم الناس أن يوصلوا المريد إلى 2 العمل بالإخلاص الذي كان عليه السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم وعنا آمين أو بعضه لا غير "قن أفتدل حدم بعد لك بالسطع ار أو صام أو حجٌ أو تورّع أو زهد كان محفوظاً من الرعونات التي تجرح مقام الاخلاص أو تحبط العمل . وإِنَّ حقيقة الصوفي هو عالم عمل بعلمه على وفق ما أمر الله تعالى به لا غير . وكان صور مجاهدتي لنفسي من غير شيخ أني كنت أطالع كتب القوم كه رسالة القشيري » . وه« عوارف المعارف » . و« القوت » لأبي طالب المكي . و« الإحياء » للغزالي رحمهم الله تعالى ونحو ذلك . وأعمل بما ينقدح لي من طريق الفهم . ثم بعد مدة يبدو لي خلاف ذلك 3 فأترك الأمر الأول وأعمل بالثاني وهكذا . فكنت كالذي يدخل دربا لا يدري هل ينفذ أم لا . فإن رآه نافذاً خرج منه وإلا رجع . ولو أنه اجتمع بمن يُعرّفه أمر الدرب قبل دخوله لكان بيّن له أمره وأراحه من التعب . فهذا مثال من لا شيخ له . فإن فائدة الشيخ إنما هي اختصار الطريق للمريد لا غير . ومن سلك بغير شيخ تاه وقطع عمره . ولم يصل إلى مقصوده . لأن مقام الشيخ مثال دليل الحجاج إلى مكة في الليالي المظلمة . انتهى وفى « عوارف المعارف » لعمدة أهل التحقيق عمر السهروردي قدس سره : العلماء أدلاء الأمة ومْمُد الدين . وسراج ظلمات الجهالات الجبلية . ونقباء ديوان الإسلام . ومعادن حكم الكتاب والسنة . وأمناء الله تعالى في خلقه . وأطباء العباد وجهابذة الملة الحنيفية . وحملة عظيم الأمانة ٠‏ فهم أحق بحقائق التقوى وأحوجهم إلى الزهد في الدنيا لأنهم لأنفسهم ولغيرهم ٠‏ ففسادهم فساد متعدٌ ٠‏ وصلاحهم صلاح متعدٌ . قال سفيان بن عيينة رضي الله تعالى عنه : أجهل الناس من ترك العمل بما يعلم . وأعلم الناس من عمل بما يعلم . وأفضل الناس أخشعهم . وهذا قولّ صحيح يحكم بأن العالم إذا لم يعمل بعلمه فليس بعالم ٠لا‏ يغرنك تشدّقه واستطالته . وحذاقته وقوته فى المناظرة والمجادلة . فإنه جاهل وليس بعالم . إلا أن يتوب الله تعالى عليه ببركة العلم . فإن العلم في الإسلام لا يضيع أهله . ويرجى بركة العالم ببركة العلم . انتهى قلت : هذا صاحب «١‏ عوارف المعارف » عمر مات سنة ائنين وثلاثين وستماثة . وعبد الوهاب الشعراني قدس سرهما ختم كتاب « اللطائف » مستهل ربيع الأول سنة ستين وتسعماثة . فإنهما ينطقان بالكلام المتقدم . ومثله كثير في كلامهما وغيرهما. فماذا يقولون إذا نظروا إلى جهلاتنا الظلمة . وعلمائنا الفسقة . الدائمين على جب التتون وشرب النبيذ ويقولون : إنما تُقَلّد في شربه أبا حنيفة 2 . ولا يعتبرون شروط التقليد ولا يعتبرون أيضاً بأن قول أبي حنيفة بذلك مردود وباطل بإجماع أصحابه . 1 7 ومن المعلوم أن إجماع المناظرين يرفع الخلاف المتقدم . ولا يقلدون الله تعالى ورسوله في قولهما :كل امتشكر خرام 1 «اوكل اما أسكر كثيره فقليله حرام » . 32 وَمَايِقُ عن وك (8) إن هو إلا وح يويك (8) 4 الات ب و و عون م التنبيه الثاني في ثمرات طريق القوم : وفي « لطائف » الشعراني أيضاً قدس سره : ومما وقع للجنيد مع ابن سريج قدس سرهما أن حلقة الجنيد كانت الأصوات فيها ترتفع على أهل حلقة ابن سريج وكان ينكر على الجنيد . فتنكر ابن سريج يوما وحضر حلقة الجنيد ثم رجع إلى أصحابه فقال : لم أفهم من كلامه شيئا . إلا أن صولة كلامه ليست بصولة مُبطل . ثم إنه قال للجنيد : طريقنا أقرب إلى الله تعالى من طريقكم . فقال الجنيد : لا بد أن تأتينا ببرهان . فقال للجنيد : ائت لنا أنت ببرهان . فقال الجنيد : يا فلان خذ هذا الحجر فألقه وكات الفعريو داكو عرو ةا للا .لمان ل ل الوه الفضل لكم فإِنْ أساس طريقنا مما معكم من العلم . فقال ابن سريج : بل لكم الفضل فإنكم زدتم علينا بحسن معاملة الله تعالى . انتهى وقد نقل القشيري رحمه الله تعالى في ترجمة أبي علي الثقفي رضي الله عنه وأرضاه قال : لو أن رجلا جمع العلوم كلها . وصحب طوائف الناس كلهم . لا يبلغ مبلغ الرجال إلا بالرياضة من شيخ أو إمام أو مؤدّب ناصح . . ومن لم يأخذ أدبه من أستاذ يريه عيوب أعماله ورعونات نفسه لا يحل الاقتداء به في تصحيح المعاملات . انتهى . ع3 ومما وقع لابن أسعد اليافعي رضي الله تعالى عنه وأرضاه قال : مكثت خمس عشر سنة ونفسي تنازعني هل أدوم على الاشتغال بالعلم أم أنتقل عنه إلى صحبة الصوفية واقتفاء آثارهم ؟ فبينما أنا يوماً أمشي في شارع من شوارع زبيد . إذ لقيني شخص من أرباب الأحوال فقال لي مكاشفاً : يكفيك ما حصّلته من العلم الظاهر . واتبع طريق العمل على طريق القوم من اليوم فإنهم أولى . فقلت له : وما وجه كونها أفضل ؟ فقال لي : تعال حتى أريك وجهه . فدخل زاوية من زوايا الفقراء وأنا معه . فجلس وقال لفقير : ادع لي العالم الفلاني . فدعاه . فلما أقبل قال للحاضرين : لا أحدٌ يردٌ السلام على هذا إذا جاء إلا بعد قليل ؛ بحيث لا يطول الفصل . ولا أحد يتحرك له ولا يفسح له في المجلس ففعلوا فتكدّر لذلك وقال : يحرم عليكم عدم رد السلام . فقال له الفقراء : لهم عذر في ذلك . فقال : كذبتم ليس لكم عذر . فقالوا له : بلى لنا عذر وهو أنك مستحق للهجر لارتكابك العجب والكبر . فقال : ما أنا عجبت ولا تكبرت عليكم إلا بحق . فقال له الشيخ : الفقراء في نفوسهم منك شيء ! وقال : أنا أيضاً في نفسي منكم أشياء . وأشار بأصابع يديه كلها . فخرج وهو يسبٌ الفقراء ومن دعاه إليهم . فقال شخص لليافعي : انظر ثمرة علم هؤلاء ماذا يفعلون . ثم قال لفقير : ادع لنا الفقير الفلاني . فدعاه . فلما أقبل قال الشيخ للحاضرين : افعلوا معه كما فعلتم مع ذلك العالم . ففعلوا . فبادر إلى نعال الفقراء وجعلها في عنقه وعلى رأسه . ووقف خاضعاً ذليلاً عند النعال . ولم يمر على خاطره ما قاله ذلك العالم من الإنكار عليهم بعدم المبادرة إلى رد السلام . وعدم تفسيح المجلس له ٠‏ بل ولا خطر على باله أنه من العلماء أبدا . فقال له فقير من الحاضرين : الفقراء في نفوسهم منك شيء . فقال : أقول أستغفر الله تعالى في حقهم . وأسألهم أن يلحظوني بلحظهم . فلعل الله تعالى يصلح حالي . وصار >30 يبكي وهو واقف حامل نعالهم . فقال الشيخ لليافعي : انظر ثمرة اتباع طريق القوم . قال اليافعي رضي الله عنه وعنا : فقوي عزمي من ذلك اليوم في ذلك المجلس على اتباع طريق القوم حتى كان ما كان . انتهى من « اللطائف » ومثله كثير في كتب السلوك فراجعه . أرشدكم الله تعالى . التنبيه الثالث في بيان المرشد الكامل : وشروط الشيخ الذي يلقي المريدٌ إليه نفسه خمسة : ذوق صريح . وعلم صحيح . وهمة عالية . وحالة مرضية . وبصيرة نافذة . فمن فيه خمسة لا تصح مشيخته : الجهل بالدين . وإسقاط حرمة المسلمين . والدخول فيما لا يعني . واتباع الهوى في كل شيء . وسوء الخلق من غير مبالاة . انتهى من « جامع الأصول » . وقال الوليٌ الشعراني في « لطائف اه قدس سره : وسمعت سيدي غلبا اخراص رحبد ال ايعان يقوك :قلا اجمم أشباخ الطريق غلن أنه له يجوز لأحد التصدٌّر لتربية المريدين إلا بعد تبحره في الشريعة كما عليه السادات الشاذلية . وكان الشيخ أبو الحسن الشاذلي يه . وسيدي أبو العباس المرسي . وسيدي ياقوت العرشي . والشيخ تاج الدين بن عطاء الله رضي الله تعالى عنهم وعنا لا يدخلون أحداً في الطريق إلا بعد تبحره في علوم الشريعة . بحيث يقطع العلماء في مجالس المناظرة بالحجج الواضحة . فإن لم يتبحّر كذلك لا يأخذون عليه العهد . وهذا الأمر قد صار أهله في هذا الزمان أعزَّ من الكبريت الأحمر . فعلم أن كل من لم يسلك الطريق على هذه القواعد لا يقدر على التخلق بشيء من أخلاقهم . وقد قالوا : مَنْ ضَيّع الأصول حرم الوصول . انتهى . قال العارف السهروردي قدس سره وأمثاله السادات الأعيان : إنه لا بد لك من شيخ مرشد إلى طريق الحق ؛ مربٌٍ عن الأخلاق السيئة . 371 مطلب مهم جداً . وشروط الشيخ وشروط الشيخ الذي يمكن أن يكون نائباً لرسول الله يت : أن يكون تابعاً لشيخ بصير يتسلسل إلى سيد الكونين ب ٠‏ وأن يكون عالماً ٠‏ لأن الجاهل لا يصلح للارشاد. وأن يكون ا عن حب الدنيا وحبٌ الجاه . محسناً لرياضة نفسه من قلة الأكل والنوم والقول . وكثرة الصلاة والصدقة والصوم . ومتصفاً بمحاسن الأخلاق كالصبر والشكر ٠‏ والتوكل واليقين . والسخاوة والقناعة . والحلم والتواضع . والصدق والحياء . والوفاء والوقار . والسلوك وأمثالها . ومثل هذا الشيخ نور من أنوار النبي يه ٠‏ يصلح للاقتداء به . ولكن وجوده نادر أعرٌّ من الكبريت الأحمر والترياق الأكبر. وإن ساعدت السعادة فوجدت شيخاً كما ذكرنا لا تفارقه ٠.‏ وكن ادم “لت وافد بنفسك ومالك وأولادك في حقه . وأفن أوقاتك فيه . فإنه يوصلك إلى الله تعالى كما قال الله تعالى #[ وَكُونُوأ مَمَ ألصّديِيت * وأ أحوال غالب المشائخ في هذا الزمان على خلافه ؛ يسارعون إلى نوافل الخيرات . ويتكاسلون عن المفروضات والواجبات . وذلك من اباع الهوى . واشتغالهم فيما لا جدوى . .قال الرازي رضي الله تعالى عنه : واعلم أن الشيخ المرشد لم يزل ورا ند بين أولياء الله تعالى ٠‏ فضلاً عن غيرهم من العوام فلا يعرفه إلا أربات البواطن والبفتاكرردون اهل الظاهر . وقد ورد أن الله تعالى يقول : إن « أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري ». وسبب اختفاء الكمّل من الواصلين إلى الله تعالى قلة صدق الطالبين. فصار طلبهم للطريق غير خالص ٠‏ بل مشوب بالحظوظ النفسانية . والأهواء والأغراض الفاسدة . وكثرة دعوى الناس للمشيخة بغير إذن من أشياخهم . ومن غير إذن صريح صحيح بنوا عليه أمرهم . فنعوذ بالله من شرور أنفسنا . وسيئات أعمالنا. وكذب ظنوننا الصلاح بأنفسنا . انتهى . 7/ 00 ب ا ام 0 رسول الله يد . وإن لم يكونوا كذلك فاعلموا م طاع لخر الدرمر إلى الله . ومن ادعى الإرشاد بغير إذن فهم أولاد الزنا . وأتباعه هم الفاسقون المغرورون الهالكون ٠‏ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . اللهم احفظنا من ادّعاء المشيخة الباطلة . وكوننا مع أتباعنا من أولاد الزنا بحرمة السادات النقشبندية . والأقطاب القادرية . والأولياء الشاذلية قدس الله تعالى أسرارهم . التنبيه الرابع في ذكر معنى قوله ينه : « علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل » وتوجيه أقوال أهل الحقيقة من ولاية صغرى . وتارة ولاية كبرى 0 ولاية النبوة . وتارة ولاية الملأ الأعلى . كيف يستقيم المذكور؟ مع المقطوع : لا يبلغ ولي درجة نبي ا القت لمر ا فأقول وبالله التوفيق : قال ولي الله تعالى الشعراني قدس سره العالي في ١‏ اللطائف » : وما منَّ الله تبارك وتعالى به عليّ أنه جعلني من ورنة خريجة تحكد لقي لكرزيا تجقع اكات الرمل كلها فلا لخر عنها مقام . وقلّ فقيرٌ يعطى ذلك ! إنما يكون أحدهم وارثا لموسى 3 عيسى . أو زكريا. أو يحيى . ونحوهم عليهم الصلاة والسلام . حتى ربما نطق أحدهم بموسى أو بعيسى عند طلوع روحه . ويكرّر ذلك الاسم . فيعتقد من لا معرفة له بما قلنا أنه تهرّد أو تنضَّر عند الموت . ومات على ذلك . وليس كذلك ! وإنما نطق باسم من كان ورائه من الأنبياء عليهم السلام . كما ينطق الإنسان باسم شيخه عند الموت . مع أن شيخه من باطنيّة محمد يخ بيقين . فلا يضره ذكر اسم ذلك النبي كما لا يضرّه اسم شيخه . ا ل ل الرسل بقدر حظه ونصيبه منها . 18 لأنه لا يصحٌ مقام نبي على التمام أبدا . وقد كان أخي الشيخ أفضل الدين إبراهيمي المقام . وسيدي علي الخواص محمدي المقام . وسيدي إبراهيم المتبولي قدس الله تعالى أسرارهم محمديا إبراهيميا . فكان تارة يقول: شيخي السيد إبراهيم الخليل . وتارة يقول : شيخي رسول الله 3 . قلت: ويجمع بينهما بأنه كان تلميذاً في بدايته للخليل عليه السلام . ثم صار تلميذا لرسول الله يَتْدْ في نهايته فافهم ذلك ترشد . انتهى من باب الحادي عشر في 788 . وفي « اللطائف » أيضاً : إن بداية مقام النبوة يبتدئ من بعد انتهاء مقام الولاية . فلا تشترك الولاية مع شيء من أجزاء النبوة . انتهى . وفيها أيضاً فى المقدمة : وكما أن دائرة النبوة تؤخذ بدايتها من بعد نهاية الولاية . فكذلك علم التصوف ! يبتدئ من بعد نهاية أهل الفهم والفكر . فلا يسمى صوفيا إلا من عمل بما علم على وجه الإخلاص ٠.‏ كما عليه الأئمة المجتهدون وصالحوا مقلديهم . انتهى . وكذا يقال للفاني من السالكين في التجلي الأفعالي : آدميّ المشرب . ويقال للولاية القلبية : ولاية آدم . وللفاني في التجلي الصفاتي الثبونية : نوحي المشرب . وإبراهيمي المشرب . ويقال لولاية الروح : ولاية نوح وإبراهيم عليهما السلام . وللفاني في التجلي الشؤوني الذاتية : موسوي المشرب . ويقال لولاية السر: ولاية موسى عليه السلام . وللفاني في التجلي الصفات السلبية : عيسوي المشرب . ويقال أيضا لولاية الخفي : ولاية عيسى عليه السلام . وللفاني في التجلي الشأن الجامع : محمدي المشرب . ويقال لولاية الأخفى : الولاية المحمدية صلى الله عليه وعليهم وعلينا أجمعين . حلا ومن المعلوم المحقق عندهم أن التجليات كلها سواء كان للأنبياء والأولياء ! من مدد محمد يك . فلما حصلت التجليات للأولياء بلا واسطة للأنبياء منه يي . حَقَّ قوله ية : علماء أمتى كأنبياء بنى اسرائيل . وف أسرار ودقائق لا يعرفها إلا من ذاقها . اللهم أعرفها وأذقها لنا ولإخواتنا بجاه السادات النقشبندية قدس سرهم . أصل الموجودات . وفخر الكائنات . قطب الأنبياء وقلب الأصفياء . وحبيب ذي العزة والكبرياء . منبع الفيوض والصدق والصفاء ٠.‏ وسلطان المخلوقات محمد المصطفى عليه وعلى أصحابه وأتباعه وعلينا وسلم تسليما كثيرا . ولد يد بمكة المكرمة في عام الفيل يوم الاثنين بعد الصبح على الأصح ٠‏ في الثاني عشر من ربيع الأول على الصحيح . وأرسله الله تعالى رسولاً إلى الخلق من الجن والإنس اتفاقاً . والملائكة والحجر والمدر على الأصح . في السنة الحادية والأربعين من عمره الشريف . ثم أقام بمكة ثلاث عشرة سنة على الأصح . ثم أخرجته قريش منها . وخرج معة أبو بكر ذه حتى أتيا إلى الغار المعروف ودخلا فيه الليلة . فلما أصبح لقنه النبي يَ هناك كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) بالقلب على الكيفية المعهودة. وكان ذلك التلقين على وجه التثليث . وقد خصّ النبي يق الذكر الخفي أبا بكر ذه من بين الصحابة . وصبٍّ في صدره جميع المعارف الإلهية التي هي أقرب المراتب إلى مرتبة النبوة . فلذا قال ف : «ما صب الله تعالى في صدري شيئاً إلا وصببته في صدر أبي بكر » . ثم خرجا من الغار وهاجرا إلى المدينة المنورة . وقد تُوفّي عليه الصلاة والسلام بعد مكثه فيها عشر سنين وشهرين . في نصف نهار يوم الاثنين من ثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادية عشر من الهجرة . ودفن في بيت عائشة رضي الله تعالى عنها . عليه وعليهم وعلى سائر الآل والصحب أفضل الصلاة وأكمل التسليمات . انتهى من ٠‏ تحفة الأحباب » بتغيير قليل . 0 المقصد الأول : في ذكر المشائخ الخواجكان النقشبندية من أبي بكر الصديق هك , إلى انتهاء مناقب عبيد الله أحرار قدس الله تعالى أسرارهم . ورئيسهم أفضل الأمم مطلقاً بعد الأنبياء والمرسلين اتفاقاً : سيدنا أبو بكر الصديق ذينه أول من آمن برسول الله يي على الإطلاق . أو من الرجال على اختلاف من الأقوال. وأفضل الناس جميعاً بعد الأنبياء عليهم الصلاة فى الجاهلية عبد رب الكعبة .» ووصفه العتيق . ولقبه الصديق . امن بالنبي ين في أول أمره . ثم دعى الناس إلى الإيمان به . فاستجاب له طلحة وعثمان والزبير بن العوام وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين . كان رضي الله تعالى عنه يكسب المعدوم . ويعين الضعفاء . ويواسي الفقراء . وقد أعتق ستّ رقاب في الإسلام قبل أن يهاجر . وبلال رضي الله تعالى عنه سابعهم + ٠‏ فأنزل الله تعالى هذه الآية وَسَبْجئَيَ الى (8) الى يوق َال يتك 05 4 السورة وأنزل فيه أيضاً قوله تعالى « إَِّا تضم وه تكد تسر تصسره أللّهُ إِذ أ أيه ادن كمروا > الآية : عليهم السلام قال في « تفسير الخازن » تحت هذه الآية قال الشعبي : عاتب الله تعالى عز وجل أهل الأرض جميعا في هذه الآية غير أبي بكر . وقال الحسن بن الفضل رضي الله عنهما : من قال أن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله يد فهو كافر لإنكاره نص القرآن . وفي سائر الصحابة إذا أنكر يكون مبتدعاً لا كافراً . إن «دأنت م ل 0 وقال حديث حسن غريب . وقال فيه بعد سرد قصة الهجرة : فصل في الوجوه المستنبطة من هذه الآية الدالة على فضل أبي بكر الصديق 2ه . منها : أن النبي ب لما اختفى في الغار من الكفار كان مطلعاً على أبي ديهم وإعلانه . وأنه من المؤمنين الصادقين الصديقين المخلصين . فاختار صحبته في ذلك المكان المخوف لعلمه بحاله . ومنها: أن هذه الهجرة كانت بإذن الله تعالى . فخصٌ الله تعالى بصحبة نبيه يق أبا بكر دون غيره من أهله وعشيرته . وهذا التخصيص يدل على شرف أبي بكر وفضله على غيره'" . ومنها : أن الله تعالى عاتب أهل الأرض بقوله تعالى 98 إِلّا تَصرُوهُ سدح اك لحر را را ا رادار علي فوا ومنها : أن أبا بكر # لم يتخلّف عن رسول الله 2 ل في سفره وحضره . بل كان ملازماً له ٠‏ وهذا دليل على صدق محبته له وصحة صحبته به . ومنها : مؤانسته للنبي مَل يكو . وبذل نفسه له . وفي هذا دليل على فضله . ومنها : أن الله تعالى جعله ثاني رسول الله ع بقوله # تاف أنينٍ إِذْ هُمَا ف الْمَارٍ * وفي هذا نهاية فضيلة لأبي بكر ذه . وقد ذكر بعض العلماء أن أبا بكر كان ثاني رسول الله يل في أكثر الأحوال . )5 من الصحابة وجميع الأمم المتقدّمة مطلقاً . ٠‏ فهذه الخصوص والمزايا تكفي جواباً للروافض الحاكمين بفضيلة علي < على الصحابة مطلقاً ٠‏ ويدّعون الإمامة له مطلقاً .(للكاتب رحمه الله تعالى) . نض منها : أن النبي يت دعى الخلق إلى الإيمان فكان أبو بكر أول من آمن . فكان ثانيه في الإيمان. ثم دعى أبو بكر ذه إلى الإيمان بالله ورسوله فاستجاب له جماعة . فكان ثانيه فى الدعوة . ومنها : أن النبي #ة لم يقف في موقف من غزواته إلا وأبو بكر معه في ذلك الموقف . ومنها : أنه لما مرض رسول الله يد قام مقامه في الإمامة فكان ثانيه فيها . ومنها : أنه ثانيه فى تربته # . وفى هذا دليل على فضله . ومنها : أن الله تعالى ثالثهما . ومن كان الله معه لا يشك في فضله وشرفه على غيره . ومنها : إنزال السكينة على أبي بكر الصديق هه . واختصاصه بها دليل على فضله ؛ في قوله تعالى 10 يل أَسَهُ سَحكِيِئتَهُ عَِكّهِ # قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أنزل السكينة على أبي بكر لأن النبي يل كان على السكينة من قبل ذلك . انتهى . ومما نقل عن أبي بكر في وقعة الغار قوله : لاتخش شيئاً فإنالله ثالغشنا ‏ وقد تكمّل لى منه بإظهار وإنما كيد من تخشى بوادره< كيدٌالشياطين قد كادت لكفار الله مهلكهم طرَاً بما صنعوا 2 وجاعل المنتهى منهم إلى الثار ولو لم يَرِدْ في حقه ذه شيء سوى حديث الهجرة لكفى ذلك دليلا على رفعة رتبته . وعلوٌ منزلته على من سواه . ولذلك قال عمر بن الخطاب ذه حين ذكر عنده أبو بكر #ه : وددت أن عملي كله مثل عمله يوماً واحداً من أيامه . وليلة واحدة من لياليه . مه أما ليلته : فليلةٌ سار مع رسول الله يْ إلى الغار فلما انتهيا إليه قال : والله لا تدخل حتى أدخل قبلك . فإن كان فيه شيء أصابني دونك فدخله فكنسه ووجد في جوانبه ثقبا فشق ردائه وسذه به . وبقي ثقبان فألقمهما رجليه . ثم قال لرسول الله ة : أدخل . فدخل . ووضع رأسه في حجره ونام . فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر . ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله # . فسقطت دموعه على وجه رسول الله # فقال : ما لك يا أبا بكر ؟ فقال : لَُدغْتٌ فداك أبى وأمى . فتفل عليه رسول الله ل تأعد نا هد ته القن عله ركان مني عزتة, وأما يومه : فلما قبض رسول الله يك ارتدّت العرب وقالوا : لا نؤدّي الزكاة . فقال'" : لو منعوني عقالاً لجاهدتهم عليه . فقلت : يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم . فقال لي : أجيّارٌ في الجاهلية خرَّارٌ في الإسلام إنه قد انقطع الوحي وتم الدين . أينقص وأنا حي ؟ ! أخرجه في « جامع الأصول » ولم يرقم عليه علامة لأحد . انتهى من ٠‏ الخازن » 9 ل جر ور م قال: خطب النبي 3 : « إن الله سجاه كر اذا “ب بين الدنيا وبين ما عنده . ٠ 0‏ مك أو بكر ب فقلت في نقسي : ما يبكي هذا الشيخ إن يكن الله خيّرَ رَ عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله ! فكان رسول الله يِ هو العبد . وكان أبو بكر ذه أعلمنا . فقال : يا أبا بكر لا تبك إن من أمنّ الناس عليَ في صحبته وماله أبو بكر . ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر ٠‏ ولكن أخوّة الإسلام ومودته . لا يُِمَيّن في المسجد باب إلا سُدَّ إلا بابٌ أبي بكر » . وفيه أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ٠‏ خرج رسول الله ييه فى مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة . فقعد على المنبر . )١(‏ أبو بكر . 3 فحمد الله تعالى وأثنى عليه . ثم قال : إنه ليس من الناس أحد أمنّ علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة . ولو كنت متخذاً من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا . ولكن خلة الإسلام . سدّوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر » قال الشراح : وأخرج مثله مسلم عن أبي سعيد الخدري ه . وجندب ه . غير أن في حديث جندب : سمعت رسول الله ي يقول قبل أن يموت بخمس ليال . فذكره . وفي « طبقات » ابن سعد عن معاوية بن صالح رضي الله تعالى عنهم : أن ناساً قالوا : أغلق أبوابنا وترك باب خليله ! فقال رسول الله 8# : قد بلغني الذي قلتم في باب أبي بكر . وإني أرى على باب أبي بكر نوراً . وعلى أبوابكم ظلمة . فائدة: ذهبت طائفة من العلماء إلى أن هذا الحديث مع كونه محمولاً على ظاهره . فيه إشارة إلى الخصوصية لأبي بكر #ه بالخلافة , وإنه هو المستخلف بعده دون سائر الناس . وطائفة إلى أنه مصروف الظاهر . متروك الحقيقة . بل هو كناية عن الخلافة . وسدٌّ أبواب المقالة . وحسم أطماع الناس عنها دون النظر إليها والتطلع عليها . وإلى هذا مال العلامة النوريشي . وابن حبّان. وغيرهما. وقرٌوا ذلك بأن منزل أبي بكر ذثنه كان في السنح . واستيفاء المرام بالنقض والإبرام . « فتح الباري » للحافظ ابن حجر وغيره من شروح ١‏ البخاري » . وقال أهل الحقيقة ومشائخ الطريقة قدس الله تعالى أسرارهم : فيه إشارة إلى الخلافة الباطنية . وأنَّ لأبي بكر ذه كمال النسبة الحبيّة إلى رسول الله يي . فأشار النبي يد في هذا الحديث إلى أنَّ جميع النسب والطرق مسدودة في جنب النسبة الحبّيّة . وما هو الموصل إلى المقصود ليس إلا هذه الحبية . والرابطة المعروفة عند أربابها عن تلك النسبة الحبية إلى صاحب دولة لائقة بالوسائط . >36 وانتساب الطريقة النقشبندية قدس الله تعالى أسرار أهلها إلى أبي بكر الصديق ذه من حيئية هذه النسبة لاختصاصها بها دون غيرها . وطريقة هؤلاء الأكابر في | لحقيقة هي المحافظة على تلك النسبة الشريفة ويؤيّد ما اختاره أهل الحقيقة ما ورد في باب علي كرم الله وجهه من الأحاديث كما سردها الحافظ ابن حجر في شرح ١‏ البخاري » منها : حديث سعد بن أبي وقاص # : « أمر رسول الله ي بسدّ الأبواب الشارعة فى المسجد . وترك باب على » . أخرجه أحمد والنسائي وسنده قوي . زاد.الظبزائن فى : الأوسظ:» ورجاله 'ثقات: .فقالوا+ يا رسول الث مدت أبؤاننا ؟ ففال .ما أنا سددتها ولكن الل سدّها ..وروئ مكله أيضا عن ريديق أرقم ذيهد وابن ن عباس وجابر بن سمرة وابن عمر رضي الله تعالى علهم . أخرجه أحمد والنسائي والطبراني والحاكم وغيرهم . انتهى مختصراً . وجه التأييد : أن الخلافة غير مختصة بأبي بكر وعلي رضي الله عنهما . بخلاف نسبة الطريقة والخلافة الباطنية . فإنها مع كثرة طرقها ينتهي'"' انشعابها إلى هذين البحرين التيارين . وينتمي أنجمها إلى ذينك ليّرين السيارين دون غيرهما . مع تحقّق اتصافهم بأقصى مراتب الولاية . وبلوغهم في ذلك وراء الغاية . كما لا يخفى على أربابها . وصحة الإشارة بأن الخلافة المعنوية ونسبة الطريقة مسدودة أبوابها وممنوع انشعابها إلا لهذين الإمامين . قد علم كل أناس مشربهم . واستطاب كل فريق مآدبهم . وفوق كل ذي علم عليم . وما قيل من أن متأخري مشائخ النقشبندية يجرون سلسلة أخذهم إلى أبي بكر الصديق بواسطة سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنهما . (1) فيه إشارة إلى أَنَّ مرادهم ليس نفي الخلافة الباطنية عن غيرهم مطلقاً . بل نفي كونها بحيث تنتشر منهم نسبة الصوفية وتنتهي إليهم طرق المشائخ . فلا ينافي ما ذكره بعضهم : من أن في الصحابة وغيرهم من اتصف بالخلافة الظاهرية والباطنية . (منه رحمه الله تعالى) . 1 ويذكرون ذلك في إجازاتهم - وهذا شيء لم يثبت عند أهل النقل انتهى - فمدفوع ومردود عليه . فإنك قد علمت مما سيق أن القائل لذلك هو الشيخ أبو طالب المكي قدس سره وأين زمان أبي طالب المكي من زمان قدماء المشائخ التقشبندية ؟ فضلاً عن متأخريهم ! فإن اسم النقشبندية إنما أطلق على هذه السلسلة من لدن الخواجه بهاء الدين النقشبندي قدس سره . وقبله كانت تسمى بسطامية وطيفورية نسبة إلى أبي يزيد البسطامي ذه . وقبله كانت تسمى صديقية . كما لا ا ع ا 0 3 . مما يقضي منه العجب ٠‏ كيف يصدر هذا الكلام ممن له ا من العلم . فإن أهل الطريقة لا ينقلون طريقتهم بواسطة أئمة التقل ححتى ينتاج إلى تقريزهم !1 بل ليم :-طريقة خاصة بهم مرورئوها أكابر عن أكابر ؛ من الأول إلى الآخر . قال في « آخر الرسالة القشيرية »: والناس إما أصحاب النقل والأثر . وإما أرباب العقل والفكر . وشيوخ هذه الطائفة ارتقوا عن هذه الجملة . فالذي للناس غيب فلهم ظهور . والذي للخلق من المعارف مقصود فلهم من الحق سبحانه موجود . فهم أهل الوصال ؛ والناس أهل الاستدلال . وهم كما قال القائل . شعر ليلي بوجهك مشرق وظلامه في الناس سار والناس في سدف الظلام 2 ونحن في ضوء النهار انتهى . وكذلك قوله : وكذا لا يصجححون لقاء حسن البصري لعلي رضي الله تعالى عنهما مردود أيضا بما ذكر في « قوت القلوب» و« تهذيب التهذيب » وغيرهما من كتب المحققين : أنه. ولد لستين بقيتا من خلافة عمر 6ه . ولقي عثمان وعلياً . ومن بعدهما من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين . وناهيك بهم قدوة . ير إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام ومن قال سواه فكذبوه أماهومتكر رعى الذمام؟ توفي مه في المدينة بين المغرب والعشاء . في الثاني والعشرين من جماد الأخرى . سنة ثلاث عشر من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سابق الفرسان ومقدم الركبان سيدنا سلمان الفارسى رضى الله تعالى عنه كان أبوه من أعيان قرية بنواحي أصبهان . وكان مجوسياً فصادف ممرٌ سلمان ذيه مرة لكنيسة النصارى القاطنين في تلك القرية . فاستحسن دينهم لما رأى فيه قراءة الإنجيل والخشوع والخضوع . ورغب قلبه عن عبادة النار ودين المجوسي . فأظهر لهم رغبة في دين النصارى . وعجز عنه لمنع أبيه . فأخرجوه إلى الشام ؛ فأقام هناك مدة وخالط كبار الرهبان وخدمهم . ؛ ولما قرب وفاة من صاحبه أخيراً استفسره ه عمن يصحبه بعذه ! فقال : والله لا أدري الآن أحداً أدلّك عليه «ولكن هذ كرب نان بعلة بي آخر الزمان . فأخبره بعلامته وشمائله ومبعثه ومحلّ هجرته ودلائل نبوته . وصحب قافلة بعد وفاة الأسقف تريد الحجاز. وأعطى أهلها جميع ما عنده . ولما وصلوا إلى وادي القرى غدروا به وباعوه من يهودي يسمى بعبد الأشهل . ثم ابتاعه منه ابن عمه . وحمله إلى المدينة المنورة . وقد شرّفها النبي يك بنزوله فيها . فوصل إلى مجلسه #ة وتيقن بالعلامات التي أخبر بها الأسقف أنه نبئّ مرسل . فأسلم وحكى له ينه قصته وما جرى عليه في الطلب . فتعجب النبي ل منه . وأمر أصحابه باستماع قصته . وذلك في سنة خمس من الهجرة . فقال له النبي 3 : ٠‏ خلّص نفسك من رقَيّة المخلوق » فالتمس ذلك من سيده ؛ فتقرر الأمر 31 بعد قيل وقال على أن يغرس لسيده ثلاثمائة نخلة ويربيها حتى تثمر. وأن يعطيه أربعين أوقية ذهباً . فأخبر النبى 2 بذلك فقال لأصحابه : أعينوا اكاك ٠.‏ فجدعوا له كلاتياتة تله فعرييها النى بيده 'الشريقة إلا واحدة فإنها غرسها عمر بن الخطاب # . فأثمرت كلها في تلك السنة بإذن الله تعالى إلا ما غرسها عمر د . فقلعها النبى ين وغرسها بيده فأثمزت.فن حالتها + “قسلمها لسيده..وأغظاء التى 12 مقدار بيشة النعاجة من الذهت مز "مال الفيمة فسلمة السيلاة أو خلضن: انفسيه “مز الرقيّة . ثم حضر مع النبي ين الغزوات وشهد الوقائع . قيل إنه بيع إلى سبعة عشر شخصاً . واختلف فيه المهاجرون والأنصار أنه من أي الفريقين ؟ فقال النبي يه : سلمان منا أهل البيت . وكفى بذلك شرفاً ولذا قيل . شعر : لعَمْرك ما الإنسان إلا ابن دينه فلا تترك التقوى اتّكالاً على النسب فقد فاز بالإسلام سلمان فارس2 وقد حَط بالجهل الشريف أبو لهب ولما سمع النبي يل تحزّْب الأحزاب أشار إليه سلمان 5 بحفر الخندق في أطراف المديئة . فقبله النبي #5 وعمل فيه بنفسه الكريمة . رغبة في أجره وترعّباً لغيره . فعرضت لسلمان رضي الله تعالى عنه فيه صخرة كبيرة فأعجزته . ورسول الله يد قريب منه . فلما رأى رسول الله 3 شدة المكان وعجزه نزل الخندق وأخذ المعول من يده . فضرب به ضربة فلمعت تحت المعول برقة . ثم ضرب به ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى . ثم ضرب به ثالئة فلمعت تحته لمعة أخرى . فقال سلمان هه : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا الذي رأيت من البرق واللمعان تحت المعول حين ضربت ؟ قال : أوقد رأيت ذلك يا سلمان ؟ قال : نعم . قال : أما الأولى فقد فتح الله لي بها اليمن . وأما الثانية فقد فتح الله بها الشام والمغرب . وأما الثالثة فقد فتح الله بها المشرق . ا مطلب ولا يخفى ما في ضمن هذا الحديث من الثبات لأرباب الإشارة من أنه لا بدّ في هذا الطريق الموروث من صاحب الترجمة من وجود المجاهدات والمشاق . ومقاساة الشدائد فى أولها . وظهور التجليات فى آخرها . وترتب الفتوحات عليها . ولما فتحت بلاد ١‏ لعجم واستولت جيودش الإسلام على مدائن كشْرَّى سُلم ولايتها لسلمان الفارسي ذه . وكان بقية عمره واليا هناك . وكان يأكل من شغل يديه . وقد كان أميراً على ثلاثين ألفاً من المسلمين . وعطاؤه خمسة آلاف . وكان يخطب الناس في عباءة يفرش بعضها . ويلبس بعضها . ولم يكن له بيت . بل كان يستظل بالفيء حيث دار . وكان يعجن عن الخادم حين يرسله لحاجة . ويقول : لاا نجمع وكان لا يأكل من صدقات الناس . بل كان لا يكاتب عبداً إذا لم يكن عنده كسب . ويقول : أتريد أن تطعمني أوساخ الناس . مطلب وكان يقول: عجياً لمؤمّل الدنيا والموت يطلبه ! وغافل ليس بمغفول عنه ! وضاحك ولا يدري أربّه راض عنه أم ساخط ؟ ! وكان 2د يقول : عهد إلينا رسول الله يي وقال : « ليكن بُلعَةٌ أحدكم مثل زاد الراكب » . ولما وقع الحريق مرة فى المدائن أخذ سيفه ومصحفه وسجادته 00 عاش ذه مائتين وخمسين سنة . وقيل غير ذلك . وتوفي في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه . وقيل'" في سنة ثلاث وثلاثين . والله سبحانه وتعالى أعلم . الإمام أبو عبد الرحمن قاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم أجمعين ‏ أحد الفقهاء السبعة المشهورين بالمدينة'” . قيل أمه من بنات ملوك العتجم . وذلك أنه لما أتي عمر بن الخطاب كه ببنات. يزدجرد بن شهريار سبيّات أراد بيعهن . فأعطاهن على يد دلال ينادي عليهن في السوق . فقال على رضى الله تعالى عنه : يا أمير المؤمنين إِنَّ رسول الله # قال : « أكرموا كريم قوم ذلّ. وغنياً افتقر» . إن بنات الملوك لا يبعن في الأسواق مثل غيرهن من بنات السوقة . ولكن قوّموهن فيشتريهن من يختارهن . فمُوّمن فأعطى علي أثمانهن وقسمهن بين الحسين بن علي . ومحمد بن أبي بكر . وعبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهم . فولدن ثلاثة هم خيار أهل زمانهم . أعني : الإمام عليا زين العابدين ابن الإمام حسين ١.‏ والإمام قاسم بن محمد . وسالم بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم . قال ابن سعد : إنه ثقة رفيع . عالم فقيه . إمام ورع كثير الحديث . وقال يحيى بن سعيد رضى الله عنهما : ما أدركنا بالمدينة أحداً 1 لعل قيل هيا زائد من قلم الناسخ في الأصل . تدبّر .(من الكاتب رحمه الله تعالى) . (؟) ممن انتشر عنهم العلم والفتيا في الدنيا. وقد جمع بعض العلماء هؤلاء في هذين البيتين : ألا كل مَنْ لا يقتدي بأكمة فقسمته ضيزى عن الحق خارجه فخذهم عبيد الله عروة قاسم سعيد وسليمان أبو بكر خارجه « الحدائق الوردية 7 ا وقال أبو الزناد : ما رأيت أحداً أعلم بالسنة منه . وما كان الرجل وقال أيوب : ما رأيت أفضل منه . وقال أبو نعيم في « الحلية » : كان لغوامض الأحكام فائقاً . وإلى محاسن الأخلاق سابقاً . وفيها أيضاً ؛ عن أيوب قال : سمعت القاسم د يُسأل بمنىٌ فيقول : لا أدري . لا أعلم . فلما أكثروا عليه قال : والله لا نعلم كل ما تسألون عنه . ولو علمنا ما كتمنا عنكم . ولا يحل لنا أن نكتم . نعلم كل ما نسأل عنه . ولأن يعيش الرجل جاهلاً بعد أن يعرف حق الله تعالى عليه خيرٌ له من أن يقول ما لا يعلم . وفيها ؛ عن محمد بن إسحق ذه : جاء أعرابي إلى القاسم بن محمد رضي الله تعالى عنهما فقال : أنت أعلم أم سالم . قال :ذلك . فنزل سالم فلم يزده عليها حتى قام الأعرابي . قال محمد بن إسحق : كره أن يقول هو أعلم مني فيكذب . أو يقول : أنا أعلم فيزكي نفسه . وفيها أيضاً؛ عن رجا بن أبي سلمة ذه قال: مات القاسم بن محمد بين مكة والمدينة حاجًا أو معتمرا فقال لابنه : سنَّ علي التراب سنا . وسوٌ عليّ قبري . ثم الحق بأهلك . وإياك أن تقول كان كان . ووفاته 5ه سنة ست ومائة على الصحيح . رضى الله عنه وعنا وعن جميع إخواننا آمين . د مجمع البحرين وملتقى النهرين الإمام الحادق سيدنا جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين ابن الإمام حسين رضي الله عنهم اجمعين ولد ذه سنة ثمانين . وقيل ثامن رمضان من سنة ثلاث وثمانين ١‏ وأقبل ذه على العبادة والخضوع . وآثر العزلة والخشوع . وأعرض عن الرياسة والجموع . عن عمر بن أبي المقدام د قال : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيّين . وقال مالك , بن أنس ذه : قال جعفر بن محمد لسفيان الثوري ذه حين قال : لا أقوم حتى تحدثني : أنا أحدّثئك ! وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان ! إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقائها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر عليها . فإن الله تعالى قال في كتابه «9 لين سَّحَكَرثْرٌ لَأَرِيدَئخ * وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار . فإن الله تعالى قال في كتابه 8 أسْمَعْفِروا رب يَكُْ كات عَفَاا #6 الآيات . يا سفيان ! إذا أحزنك أمرٌ من سلطان أو غيره فأكثر لا حول ولا قوة إلا بالله . فإنها مفتاح الفرج . وكنز من كنوز الجنة . فعقد سفيان د بيده وقال : ثلاث . وأيٌٍّ ثلاث ! قال جعفر : عقلها والله أبو عبد الله ولينتفعنّ بها . عيذ واه 2 رجات عار لومطيظ نيالوا ابيا روي هذا من لباسك . ولا لباس آبائك . فقال لي : يا ثوري ! كان ذلك زماناً مفقراً . وكانوا يعملون على قدر إفقاره وإقتاره . وهذا زمان أقبلَ كل 6 شيء فيه عر إليه . ثم حسر عنه جبّنه . فإذا تحتها جبّةَ صوف بيضاء فقال: يا ثوري! لبسنا هذا لله تعالى . وهذا لكم . فما كان لله تعالى أخفيناه . وما كان لكم أبديناه . ومن كلامه رضى الله تعالى عنه : أوحى الله تعالى إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني . وأتعبي من خدمك . وقال في قوله تعالى «(لِلسَوَيِمِينَ © : للمتفرّسين . وقال : كيف أعتذر وقد أحججت . وكيف أحتجٌ وقد علمت ؟ وقال : الصلاة قربان كل تقي . والحج جهاد كل ضعيف . وزكاة البدن الصيام . والراجي بلا عمل كالرامي بلا وتر. استنزلوا الرزق بالصدقة . وحصّنوا أفعالكم بالزكاة . وما غالى من اقتصد . والتدبير نصف العيش . والتؤدة نصف العقل . وقلة العيال إحدى اليسارين . ومن حرّن والديه فقد عقّهما . ومن ضرب بيده على فخذيه عند مصيبة فقد حبط أجره . والصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب ودين . والله تعالى مُنزل الصبر على قدر المصيبة ٠.‏ ومنزل الرزق بقدر المؤنة . وقال: الفقهاء أمناء الرسل . فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فانْهوهم . مطلب وقال : لا زاد أفضل من التقوى ٠‏ ولا شيء أحسن من الصممت ؟: ولا عدو أضر من الجهل . ولا داء أودى من الكذب'" . )١(‏ # وقد أجمع أهل الله تعالى على أنه لا يصح دخول حضرة الله تعالى في صلاة وغيرها إلا لمن تطهر من سائر الصفات المذمومة ظاهرا وباطنا . بدليل عدم صحّة الصلاة لمن صلى وفي ثوبه أو بدنه نجاسة غير معفوَّ عنها . أو ترك لمعة من- 23 وقال : إذا بلغعك من أخيك ما تكره ! فاطلب له من عذر واحد إلى سبعين عذراً . فإن لم تجد له عذراً فقل لعل له عذراً لا أعرفه . 0 ا لاح ع كر دن -أعضائه بغير طهارة . ومن لم يتطهر كذلك فصلاته صلاة لا روح فيها لا حقيقة . كما أن من اختجب عن شهود الحق تعالى بقلبه في لحظة من صلاته بطلت صلاته عند القوم كذلك . وقد نبّه الشارع يل با اشتراط الطهارة الظاهرة على اشتراط الطهارة الباطنة ٠‏ فأراد أهل الله تعالى من المريد أن يطابق في الطهارة بين باطنه وظاهره . لنخرج من صفات النفاق ٠‏ فإن المنافقين في الدرك الأسفل من النار . وفي حديث مسلم مرفوعا « إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم » . وكذلك أجمع أهل الطريق على وجوب اتخاذ الإنسان له شيخا يرشده ا ا ا ا يتم الواجب إلا به فهو واجبٌ . ولا شك أن علاج الأمراض الباطئة ؛ من حبٌ 3 0 والعجب والرياء والحسد الحقد والغل والنفاق ونحوها كله واجبٌ . كما يشهد له الأحاديث الواردة في تحريم هذه الأمور والتوعّد بالعقاب عليها . فعلم أن من لم ينّخْذ له شيخا يرشده إلى الخروج عن هذه الصفات فهو عاص لله تعالى ولرسوله 8 . ؛ لأنه لاريهتدي لطريق العلاج بغير شيخ ولو حفظ ألف كتابٍ في العلم ! فهو كمن يحفظ كتابا في الطب ولا يعرف تنزل الدواء على الداء . فكل مَنْ سمعه وهو يدرّس في الكتاب يقول : إِنّه طبيبٌ عظيم . ومَنْ رآه حين يسأل عن اسم المرض وكيفيّة إزالته قال : إنه جاهل ٠‏ فاتخذ لك يا أخي شيخا واقبل نصحي . وإيّاك أن تقول : إِنَّ طريق الصوفيّة لم يأت بها كتابٌ ولا سنَهُ . فإنّه كفر! ! فإنها كلها أخلاق محمّدية . وسيرة أحمديّة . وسنن إلهيّة . واعلم أن كل من رزقه الله تعالى السلامة من الأمراض الباطنة كالسلف الصالح والأئمة المجتهدين رضي الله تعالى عنهم فلا يحتاح إلى شيخ (١‏ لانن عَلَ نفسو بصيرة 4 . فأحسن يا أخي النظر في هذه . «١‏ لواقح ١‏ نوار القدسية في بيان العهود المحمدية ») للوليّ الشعراني رحمه الله تعالى . 6 وصيته لابنه موسى الكاظم ومما أوصى به ابنه الإمام موسى الكاظم رضي الله تعالى عنهما : يا بُني من رضي بما قسم له استغنى ٠‏ ومن مد عينه إلى ما في يد غيره مات فقيراً. ومن لم يرض بما قسم الله تعالى له انهم الله في قضائه . ومن استصغر زلَّة نفسه استعظم زلّة غيره . ومن استصغر زلّة غيره استعظم زلّة نفسه . يا بنيّ ! من كشف حجاب غيره انكشفثُ عورات بيته . ومن سل سيف البغي قتل به . ومن حفر بثراً لأخيه سقط فيه . ومن داخل السفهاء 0 ' ومن تخالط الملماء ار ا :ايا ييا ا الله 00 تالياً ا مك 0 المنكر ناهياً . ولمن قطعك واصلاً ٠‏ ولمن سكت عنك مبتدثاً . ولمن سألك معطياً ٠‏ وإياك والنميمة ! فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال . والتعرّض لعيوب الناس ! فمنزلة المتعرّض لعيوب الناس بمنزلة الهدف . ومن دعائه 2ه : اللهم أعزّني بطاعتك . ولا تخذلني بمعصيتك . وقال لسفيان الثوري رضي الله تعالى عنه : إذا بلغت البيت الحرامٌ فضع يدك على الحائط ثم قل : يا سابق الفوت . يا سامع الصوت . ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت . ثم ادع بما شئت . مات ذه بالمدينة المنورة في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة . ودُفن في قبة أهل البيت رضي الله تعالى عنه وعنا . ورزقنا من بركاتهم ف ضناد 1 -017 وفيوضاتهم أمين . 61 سقط من هذا الموضع صحيفة هذا الكتاب الجليل 17 ولعلها كانت جبيرة لا مكيفة ولاورية ثامة .مورت فى الأثر للجدينها ٠‏ فألهمني الله تعالى أن أتفحصه من تأليف المرشد الكامل قطب زمانه وغوث أوانه حسن أفندي القحي قدس سره « سراج السعادات في سير السادات » فبحمد الله تعالى وجدت فيه ما سقط من هذا الموضع ونقلته في هذه الورقة . (وأنا الفقير الغبي محمد بن العالم علي العوري) . ا سلطان العارفين ظ 4 03 ابو يزيد البسطامي ذه اسمه : طيفور بن عيسى بن آدم . كان جده نصرانياً فأسلم . كان قدس سره من أقران أبي حفص الحداد . ويحيى بن معاذ . ولقي الشقيق البلخى . قال قدس سره : ما زلت أسوق نفسي إلى الله تعالى وهي تبكي . إلى أن م25 وهي 2 0 وقال: رأيت رب العزة في المنام فقلت : كيف الطريق إليك يا وسيْلَ بأي شيء وجدت هذه المعرفة ؟ فقال : ببطن جائع . وبدن عار . وقيل له : ما أشدَّ ما لقيت فى سبيل الله تعالى ؟ فقال : لا يمكن وصفه . فقيل : ما أهون ما لقيت نفسك منك ؟ فقال : أما هذا فنعم , دعوتها إلى شيء من الطاعات فلم تجبني فمنعتها عن الماء سنة . وقال : الناس كلهم يهربون من الحساب ويتجافون عنه . وأنا أسأل الله تعالى أن يحاسبني . فقيل : لِمّ ذلك ؟ فقال لعله يقول فيما بين ذلك : يا عبدي . فأقول : لبيك . وسمع مرةٌ قارناً يقرأ «إيوم تش ْنَل اَن وَفْدًا 4 فبكى حتى جرى الدمع على المنبر . وصاح قائلا : يا عجبا! كيف يحشر إليه من كان جليسه ؟ وقال له رجل : دلني على عمل أتقرب به إلى ربي . فقال : أحبٌ أولياء الله ليحيّوك . فإن الله تعالى ينظر إلى قلوب أوليائه . فلعله ينظر إليك في قلب ولي فيغفر لك . وسئل عن المحبة فقال : استقلال الكثير من نفسك . واستكثار لع قال العارف الجامي رحمه الله تعالى : إن أبا يزيد كان من الواصلين الواقفين . فإنه لما وصل إلى سمعه خطاب ارجع غشي عليه من خوف الفرقة . فجاء الخطاب أن ردُوا إلىّ حبيبي فإنه لا صبر له عني . ولذلك 0 اع بحر ول امسلل لنت 0 ال ب ل 0 مطلب رآه واحد في المنام بعد موته فقال: كيف حالك بعد الموت ؟ فقال : قيل لي ماذا جئت به إلينا يا شيخ ؟ فقلت إذا جاء فقير يباب الملك لا يقال له : ماذا جئت به إلينا ؟ بل يقال له ما تريد ؟ واختلف في لقائه الإمام جعفر الصادق 2 ! والصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنه لم يره . بل ولد بعد وفاة الإمام بمدة ؛ منهم : الخواجه محمد يارسا والسيد الشريف الجرجاني . ومال إليه صاحب « الرشحات » وإنما كان تربيته من روحانية الإمام . وقال في مرض موته : إلهي ما ذكرتك إلا عن غفلة وما خدمتك إلا عن فترة . قال ذلك ومات على الصحيح سنة 56١‏ . انتهى'" وقيل 3754 . )١(‏ وفي نسخة : ودفن بوصيته تحت قدم شيخه الأجل المشهور بالكردي . لكن اشتهر مزاراته في مواضع عديدة . ولعلها مقاماته . انتهى من ٠‏ التحفة » . وقال في مرض موته : إلهي ما ذكرتك إلا عن غفلة . وما خدمتك إلا عن فترة . قال ذلك ومات ذه . . انتهى من ٠‏ رشحات » ١14‏ . وفي كتاب ٠‏ اليواقيت » للشعراني أنه ذش كان يقول خطاباً للمنكرين عليه في زمانه : قد أخذتم علمكم ميت عن ميت . وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت ٠‏ انتهى . ومما قاله ذف : عملت في المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت شيئاً أشد علي من العلم ومتابعته . ولولا اختلاف العلماء اء لبقيت . واختلاف العلماء رحمة . إلا فى تجريد التوحيد . انتهى من ١٠‏ الرسالة القشيرية » ١‏ . وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه على تلك الرسالة على قوله من- 10 اسمه علي بن جعفر . كان أوحد أهل زمانه . وغوث أوانه , وكانت الرحلة في وقته إليه . وانتسابه في التصوف إلى الشيخ أبي يزيد البسطامى رضى الله عنهما . وتربيته إياه بحسب الروحانية . قال لأصحابه : ما أفضل الأشياء ؟ قالوا : السماع من الشيخ أولى . قال : القلب الذي ملئ من ذكر الله تعالى . وقال : الصوفي من كان فانياً عن وجوده في عالم الشهادة . وإن الصوفي لا يحتاج إلى الشمس في النهار . وإلى النجوم والقمر في الليل . بل هو عدمٌ محضٌ . لا يحتاج الوجود لاستغراقه في بحر الشهود . وسئل : إن الإنسان من أين يعرف أنه غافل أم يقظان ؟ قال : إذا ذكر الله تعالى فكان من الفرْق إلى القدم من خشية الله تعالى ملآنا فهو يقظان . -العلم ومتابعته : أي بالأعمال . لأنهما لا يتمّان للعبد إلا بمخالفة هواه . واجتهاده في تقواه . وفي ذلك من المشقة ما لا يخفى ؛ لا سيما العلم المتعلق بالقلب من الرياء والعجب والكبر وغيرها من الأخلاق الذميمة . والورع والزهد والإخلاص وغيرها من الأخلاق الحميدة . انتهى . وعلى قوله : ولولا اختلاف العلماء . أي في المسائل . لبقيت ؛ أي على اجتهاد واحد . وهو ما اتفقوا عليه . وكنت في مشيئة زائدة بالملازمة لنوع واحدء » وفي نسخة لتعبت أي زيادة تعب بذلك . انتهى . وسئل <#ه عن ابتدائه وزهده فقال : ليس للزهد منزلة . فقلت : لماذا ؟ فقال : لأني كنت ثلاثة أيام في الزهد . ٠‏ فلما كان اليوم الرابع خرجت منه . اليوم الأول زهدت في الدنيا وما فيها ٠‏ واليوم الثاني زهدت في الآخرة وما فيها ٠‏ واليوم الثالث زهدت فيما سوى الله . فلما كان اليوم الرابع لم يبق سوى الله تعالى فهمتٌ . فسمعت هاتفا يقول : يا أبا يزيد لا تقوى معنا فقلتٍ : هذا الذي أريد . فسمعت قائلا : وجدت وجدت . وقال ذه : منذ ثلاثين سنة أصلّي . ٠‏ واعتقادي في نفسي عند كل صلاة أصليها كأني مجوسي أريد أن أقطع زناري .وذهب #2 ليلة إلى الرباط ليذكر الله تعالى على سور الرباط فبقي إلى الصباح لم يذكر . فقيل له في ذلك . فقال : تذكرت كلمة جرت على لساني في حال صباي . فاحتشمت أن أذكره سبحانه وتعالى . انتهى من ١‏ الرسالة القشيرية ؛ مع اختصار وتصرف في العبارات . انتهى . 13 وقال : إن وارث رسول الله ين شخص يكون مقتدياً بفعله . ومتبعاً لأثره يت . لا من يُسؤّد وجه الورى . وقال : أنا منذ أربعين سنة على حال واحد . وينظر الله تعالى إلى قلبي فلا يرى فيه غيره. وتريد نفسي منذ أربعين سنة شربةٌ من الماء البارد أو اللبن الحامض فلم أعطها إلى الآن . وقال : إن العلماء والعباد كثيرون في الدنيا . لكن ينبغي أن يكون من الذين يُمسون بما يرضي الله تعالى . ويصبحون كذلك بما يرضي الله تعالى . وقال : إن أنور القلوب قلب لا يكون فيه ما سواه تعالى . وأفضل الأعمال عمل لا يكون فيه فكر رؤية المخلوقين . وأطيب الرزق ما يكون بسعيك . وأفضل الرفقاء ما يكون عيشه بالله تعالى . توفي يوم عاشوراء سنة 450 . رضي الله عنه وعنا وأرضاه وإيانا . 2. ٠ ءِ‎ ٠. الشيخ أبو علي الفارمدي فدس سره‎ اسمه فضيل بن محمد . كان فريد وقته وشيخ الشيوخ في خراسان في طريقته الخاصة . وكان تلميذ الإمام أبي القاسم القشيري ه في الوعظ والتذكير . وانتسابه في التصوف إلى طريقين : أحدهما الشيخ أبو القاسم الجرجاني . والثاني الشيخ أبو الحسن الخرقاني . قال قدس سره: كنت في ابتداء أمري مشغولاً بطلب العلم في نيسابور . فسمعت أن الشيخ أبا سعيد أبا الخير قد قدم إلى نيسابور وفتح مجلس الوعظ . فذهبت عنده لأراه . فلما وقع نظري على جماله صرت عاشقاً له . وزادت محبة هذه الطائفة فى قلبى . وكنت يوماً قاعداً فى حجرتي بالمدرسة فظهر فيّ شوق رؤية الشيخ . ولم يكن إذ ذاك وقت 0 زه خروج الشيخ . فأردت أن أصبر إلى وقت خروجه فلم أقدر. فقمت وخرجت . ولما وصلت السوق رأيت الشيخ يذهب مع جمع كثير. فمشيت أيضا من أثرهم . فوصلوا إلى محل فجلس الشيخ والجماعة حوله . وجلست أنا في ناحية بحيث لا يراني ي الشيخ ‏ ولما شرعوا في السماع وطاب وقت الشيخ . وظهر فيه أثر الوجد وشقٌّ الجيّة . وفرغوا من السماع وقسموا الجيّة . أخذ الشيخ قطعة منها ووضعها بين يديه وقال : يا أبا علي الطوسي أين أنت ؟ فلم أجب . وقلت : إنه لا يراني ولا يعرفني . ولعل في مريديه من يُسنّى بهذا الاسم ! فنادى ثانياً فلم أجب . ثم نادى ثالثاً . فقال جمع من أصحابه : إن الشيخ يعرفك . فقمت من مكاني وجئت عنده . فأعطاني القطعة وقال : هذه لك . فلففتها بشيء ووضعتها في محل نظيف ٠‏ وكنت أجيء في خدمته على الدوام ٠‏ فحصلت لى فى خدمته ا 0 ولما خرج الشيخ من نيسابور حضرت عند الأستاذ أبي القاسم القشيري وقلت له ما ظهر لي من الأحوال فقال: اذهب واشتغل بطلب العلم . ففعلت ما أمرني به . وكانت تلك الأنوار تزيد يوما فيوما . فاشتغلت بالتحصيل ثلاث سنين أخرى . حتى أخرجت القلم يوما من المحبرة فخرج أبيض . فقمت وجئت عند الإمام أبي القاسم وقصصت عليه القصة فقال : لما أعرض العلم عنك أغرض أنت عنه واشتغل بالشغل الباطني . فتحوّلت من المدرسة إلى الخانقاه . واشغلت بخدمة الأستاذ الإمام . وقال: دخل الأستاذ مرةً الحمّام وحده. فذهبت وصببت دلاء من الماء الحارٌ في الحمّام “وكيا عبيع الانتاة من الحقام وصلى قاله: من صب الماء في الحمام ؟ فسكتٌ . وقلت في نفسي : أخطأتٌ في هذا حف ترات على مث العاة من غير إذته .. فأعاد ثانا ٠‏ فلم أجب ء ولما قال ثالثاً؛ قلت : أنا. فقال : يا أبا على قد وجدتٌ بدلو واحد ما له يجفة أو القاصم ستحين بنة ركنت عد الإساع عقن -واتعدلك 6, بالمجاهدات . حتى ظهرت لي يوماً حالة قويّة بحيث غبت عن نفسي وصرت مضمحلاً ومتلاشياً فى تلك الحالة . فقصصتها على الأستاذ الإمام فقال : يا أبا علي ! إن جياد فكري لم يتجاوز هذا المحلّ . وما كان فوق ذلك لا أعرف طريقه . فتفكرت فى نفسى أنى قد احتجت إذا إلى شيع يزترتي إلى :مقاء أغلن تمق هذا المقام من خزيل أثللك الالة. .وقد سمعت اسم الشيخ أبي القاسم الجرجاني + تتوجهت إلى طوس » ولما وصلت هناك سألت عن منزل الشيخ فدلُوني عليه لها دخلت وجدته قاعداً في المسجد مع جماعة من مريديه . فصليت 0 تحية المسجد ثم جئت عنده . فأطرق قليلاً ثم رفع رأسه وقال : تعال يا أبا علي وهات ما عندك . فسلمت عليه . وقعذت بين يديه . وقلت له واقعتي . فقال : نعم ! يبارك لك الابتداء . ولم تصل إلى درجة بعد . ولكن إن صادفت التربية تصل إلى درجة عالية . فقلت في نفسي : إن شيخي هو هذا. فأقمت عنده . فأمرني بالرياضات والمجاهدات مدة مديدة . ثم عقد لي مجلس الوعظ والتذكير وزؤَّجني كريمته . مطلب قال الإمام حجة الإسلام الغزالي رحمه الله تعالى عنه : سمعت الشيخ أبا علي الفارمدي قدس سره يقول نقلاً عن شيخه أبي القاسم الجرجانى قدس سره : إن الأسماء التسعة والتسعين تصير أوصافا للعبد السالك . وهو بعد في سلوكه غير واصل ! فك حضرة الشيخ الخواجه يو سف أبو يعقوب الهمداني قدس سره أورد الشيخ قطب الأولياء الحافظ خواجه محمد يارسا قدس سره في كتابه المسمى ب« فصل الخطاب » : رأيت مكتوياً بخطّ مولانا شرف الملة والدين العقيلي الأنصاري البخاري - روّح الله روحه - وكان من كبار العلماء ومنسلكاً في سلسلة الأكابر النقشبندية العلية : أن الشيخ يوسف الهمداني قدس سره لما بلغ ثمانية عشر سافر إلى بغداد وتفقه على الشيخ أبي إسحاق . وبلغ درجة الكمال في علم النظر . وكان على مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنهم جميعا . واشتغل أيضا بالتحصيل في بخارى وأصفهان . وكان مقبولا في بلاد العراق وخراسان وخوارزم وما وراء النهر. وأقام مدة في جبل زر ولبس الخرقة من يد الشيخ عبد الله الجويني . وانتسب في التصوف إليه وإلى الشيخ حسن السمناسي والشيخ أبي علي الفارمدي رحمهم الله تعالى . وكان ولادته في سنة أربعين وأربعمائة . ووفاته سنة خمس وثلاثين وخمسمائة . وذكر الإمام اليافعي ده في تاريخه أن الشيخ الخواجه يوسف الهمداني كان صاحب الأحوال والكرامات . واستفاد في بغداد وأصفهان والعراق وخراسان وسمرقند وبخارى . وأفاد وتعلّم علم الحديث . وكان واعظاً وانتفع به خلق كثير . ونزل في مَرْو وأقام فيه مدة . ثم ذهب إلى هراة وجلس فيها زماناً . ثم رجع ثانياً إلى مزق .ثم خرج بعد مدة إلى هراة وسكن فيها مدة . ثم عزم ثالثاً إلى مو وتوفي في الطريق . ودفن في موضع وفاته . وقيل : إن مريده ابن النجار نقل جسده المبارك من مدفنه إلى مرو . وقبره الآن فيه يزار ويُتبرَك به . ولما قرب وفاته اتتخب أربعة من ع0 أصحابه للإرشاد . وشرّفهم بالخلافة والنيابة على رؤوس الأشهاد فكان كل من هؤلاء الأربعة في مقام دعوة الخلق . وهداية الطالبين إلى طريق الحقٌّ . وقام الباقون من أصحابه في مرتبة المتابعة والملازمة لهم رعاية للأدب . وسنورد كلاً منهم مع خلفائهم طبقة بعد طبقة إلى آخر السلسلة النقشبندية على الترتيب وبالله التوفيق : الشيخ الخواجه عبد الله البرّقي قدس سره أول خلفاء الشيخ خواجه يوسف الهمداني قدس سره . خوارزمي الأصل كان عالما وعارفا . صاحب الكرامات والمقامات . وذكر في أنساب الشيخ عبد الكريم السمعاني رحمة الله تعالى عليه : إن نسبة الخواجه عبد الله إلى برّق بفتح الراء المهملة المشددة . معرب بره . لأن بعض آبائه وأجداده كان صاحب غنم وكان يبيع أولادها . وبره بالفارسية هو ولد الغنم . وقبره المبارك على رأس شورستان يعني في بخارى . قريب من مزار الشيخ أبي بكر إسحق الكلاباذي رحمهما الله تعالى . الشيخ الخواجه حسن الإنداقي قدس سره : ثاني خلفاء الشيخ الخواجه يوسف الهمداني قدس سره وكنيته أبو محمد . واسمه حسن بن حسين الإنداقي . وهي قرية على ثلاث فراسخ من بخارى . وأورد السمعاني في أنسابه أن في مرو قرية على فرسخين من البلد . يقال لها أيضاً إنداق معرب إندك بالفارسية . ونسبة الخواجه حسن إلى إنداق بخارى لا إنداق مرو . وقال فيه : كان الخواجه حسن شيخ وقته ومرشد زمانه . وكانت له طريقة مقبولة في تربية الطالبين . ودعوة الخلق إلى الحق سبحانه , وصفاء الوقت . ودوام العبادة . وكثرة الرياضة . ومتابعة الآثار والسنة النبوية . وملازمة الاداب المصطفوية . وصحب خواجه يوسف الهمداني فك قدس سره ولازمه سنين . وكان من خواصض أصحابه ومريديه . وسافر معه إلى خوارزم وبغداد . ولقيته أولا في خانقاه الشيخ يوسف الهمداني قدس سره بمرو ولكن لم يحصل التعارف بيننا . ثم لقيته ثانياً في بخارى فكنت أتردد إليه . وأطلب التبرّك بصحبته والمثول لديه . وهو يكرمني فوق الغاية . وسمعت منه بعض الأحاديث برواية شيخنا الخواجه 20 الهمداني قدس سره . وولادته سنة اثنين وستين وأربعمائة . ووفاته في السادس والعشرين من شهر رمضان . سنة اثنين وخمسين وخمسمائة . وحل في مرقده الشريف في الليلة السابعة والعشرين من الشهر المذكور . وهو حفيد الإمام العالم الرباني الكامل الفقيه الحقاني : الشيخ عبد الكريم أبي حنيفة الإنداقي . الذي هو من كبار تلامذة شمس الأئمة الحلواني رحمهما الله تعالى . وحكى أنه لما وصل الخواجه حسن الإنداقي إلى ملازمة الخواجه يرسك الوماني فددن طررهها أو ادش الطريقة . وصيل اله من دام الاشتغال بالذكر والفكر في مدة يسيرة إلى مرتبة صار فيها مغلوب الحال . ووقع كثير من مهماته الضرورية في التفريق والاختلال. ولم يتيسّر له كفاية معاش الأولاد . فقال له شيخه الخواجه يوسف : إنك محتاج وصاحب عيال . ومباشرة بعض الأمور ضرورية . والإهمال فيه والإمهال غير جائز شرعا وعقلا . فقال له في جوابه : إن حالي على وجه ليس لي معه مجال مباشرة أمر آخر . فحصل لخواجه يوسف من هذا الكلام غيرةٌ فعاتبه . فرأى ليلته في منامه رب العزة وهو سبحانه وتعالى يقول : يا يوسف ! إنا أعطيناك البصارة . وأعطينا الحسن البصارة والبصيرة . المراد من البصارة عين العقل . ومن البصيرة عين القلب . فأكرمه خواجه يوسف بعد ذلك غاية الإكرام . ولم يكلفه بشيء من أمور الدنيا . 6060 وقبره المبارك في بخارى خارج باب كلاباذ . قريب مزار الشيخ أبي بكر إسحق الكلاباذي في جانبه الشرقي . رحمهما الله تعالى وإيانا آمين . حضرة الخواجه أحمد اليسوي رحمه الله تعالى : ثالث خلفاء الشيخ يوسف قدس سره ويقول له الأتراك أتا يسوي . وه أتا» لفظ تركي بمعنى الأب . وهم يطلقونه على المشائخ الكبار تعظيما لهم . مولده يسوى : وهو بلد مشهور من بلاد تركستان . مرقده هناك . كان قدس سره صاحب آيات ظاهرة . وكرامات باهرة . وأحوال سامية . ومقامات عالية . وكان في صباه منظوراً بنظر كيمياء بايا أرسلان قدس سره الذي هو من قدماء مشائخ الترك ومن كبار علمائهم . وقيل : إن بابا أرسلان اشتغل بتربيته بإشارة النبي يد في المنام . ووقعت له في خدمته ترقيات كلية . وكان ملازما لصحبته مدة حياته . ولما توفي قدم بخارى . وصحب الشيخ يوسف الهمداني قدس سره وتم سلوكه في خدمته . وبلغ درجة الإرشاد . ولما وصلت نوبة الخلافة إليه بعد وفاة عبد الله البرقي والحسن الإنداقي . واشتغل بدعوة الخلق في بخارى مدة وقعت له العزيمة بإشارة غيبيّة إلى طرف تركستان . ووضّى أصحابه وقت سفره بمتابعة الخواجه عبد الخالق الغجدواني قدس سره وملازمته . وتوجّه إلى طرف يسوى . واعلم أنَّ حضرة الشيخ خواجه أحمد اليسوي قدس سره رئيس حلقة مشائخ الترك . وانتساب أكثر مشائخهم إليه . وكان في سلسلته من الأكابر ما لا يحصى . فنكتفي هنا بذكر سلسلة أصحابه المتصلة بزمان حضرة شيخنا قدس سره . ثم نشرع بعد ذلك في ذكر الخواجه الغجدواني قدس سره . واعلم أنه كان لخواجه أحمد أربعة خلفاء . وأذكرهم بالإجمال : 01 منصور أتا رحمه الله تعالى : أول خلفائه . ابن بابا أرسلان من صلبه . كان عالما في علم الظاهر والباطن . وحصّل التربية في مبادئ أمره من والده . وبعد وفاته بادر إلى ملازمة الخواجه أحمد بإذن والده , ووصل بعنايته ورعايته إلى أعلى درجات الولاية . عبد الملك أتا رحمه الله تعالى ابن منصور أتا : جلس بعده مجلسه . وتشمّر لتربية المستعدين . وكان في مسند الإرشاد سنين . الشيخ تاج الدين خواجه رحمه الله تعالى . ابن عبد الملك أتا . ووالد زنجي أتا الآنتي ذكره : حصّل التربية في الطريقة والحقيقة من والده الماجد بعد تحصيل علوم الرسوم . وتصدى لتربية الطالبين بعد بلوغ درجة الإكمال . سعيد أتا رحمه الله تعالى : هو الثاني من خلفاء الخواجه أحمد . ومربي المريدين بإشارته . سليمان أتا رحمه الله تعالى : ثالث خلفائه . ومن كبار مشائخ الترك . وحكمّه التركية في معاملات الساكلين مشهورة في بلاد تركستان . ومن جملة فوائد أنفاسه المباركة هذا المثل الذي أورده في احترام الخلق واغتنام الوقت (هر كيم كورسنك خضر بيل#هرتون كورسنك تدرييل ا ديجي ساكل عر لققه لخر وتسون كل الليالي اقلارا : وأيضا هذا المثل في كسر النفس منسوب إليه (بارجة يخشي بزيمان * بارجة بغدا بِرْحَمان) يعني كل الناس أخيار ونحن الأشرار وكل الناس حنطة ونحن'" تبن . حكيم أتا رحمه الله تعالى : رابع خلفائه . جلس سنين في مسند الإرشاد . ودعى الخلق إلى طريق الحق بعد الخلفاء الثلاثة . وكان مسكنه . فبارجة بالفارسية معناه : كل الناس . كما فسره رحمه الله تعالى‎ )١( /اه خوارزم . وفيه ارتحل عن الدنيا في موضع يقال له آق قورغان . يعني القلعة البيضاء . وقبره هناك معروف يزار ويتبرك به . زنجي أتا قدس سره ويقال له أيضاً : زنجي بابا : هو من أعظم خلفاء حكيم أتا وأقدمهم . مولده ومسكنه بلده تاشكند . وقيره المبارك أيضا هناك يذهب الخلق لزيارته . ويصلون بمدده إلى مراداتهم . وروى مولانا القاضى محمد عليه الرحمة عن حضرة شيخنا أنه قال : كلما جئت إلى مزار زنكي أتا كنت أسمع من قبره المبارك نداء الله الله . وهو قدس سره ابن تاج خواجه حفيد بابا أرسلان . وكان سنين في تربية والده الماجد. وبعد وفاته الترم صحبة حكيم أتا بإشارة غيبيّة وبشارة لا ريبيّة مدة حياته . وتزوج بعد وفاته زوجته المسماة بعنبرانا بنت براق خان . وحصل له منها أولاد وأحفاد . وكان كل منهم عالما وعاملا وصاحب إرشاد . وكان كل واحد في زمانه مقتدى السالكين . وإن حكيم أتا كان أسود اللون . فخطر يوماً على قلب عنبرانا ليت حكيم أنا لم يكن أسود! فأشرف حكيم أتا بنور الكرامة على خاطرها وقال : ستصحبين بعدي شخصاً أسود مني ! فكانت بعد حكيم أنا نصيب زنجي أتا . كلد العف : إن زنجى ي أتا قدس سره ما لقى حكيم أتا بحسب وقيل : إن زنجي أتا لم يكن في خوارزم حين توفي حكيم أتا , بل كان في تاشكند . ولما سمع خبر وفاته توجّه إلى طرف خوارزم . ولم يمكث لحظة إلى أن وصل إليها . وأدى أداب الزيارة وتعزية أهل المصيبة ٠.‏ ولما انقضت عدة عنيرانا أرسل إليها واحداً من محارمها 68 حكيم أتا خصوضا بهذا الؤنخئ الأسود! فصارت رقبتها معوجّة إلى جانب قلبت فيه وجهها . فاضطربت من هذا الحال . ورجع الرسول إلى زنجي أتا وأخبره بما جرى بينه وبينها . وبما أجابت . فأرسل إلها ثانيا وقال : اقرأها مني السلام وقل لها : أما تذكرين وقت خطر ببالك : أن ليت لم يكن حكيم أتا أسود . فأشرف حكيم أنا على ما وقع في قلبك وقال : ستصحبين بعدي شخصاً أسود مني ؟ ! فلما بلغها الرسول ذلك تذكرت ما جرى بينها وبين حكيم أتا وبكت وقالت : رضيت بما يريد زنجي أنا . فاستقامت رقبتها في حالتها فتزوّجها زنجي أتا قدس سره . وكان لزنجى أنا أربعة خلفاء : أوزون حسن أتا . وسيد أتا . وصدر أتا . وبدر أتا . وكانوا في مبادي الحال في مدرسة بخارى بتحصيل العلوم . ومشاركين بغاية الاهتمام . فوقع على خاطر كل منهم في ليلة واحدة بالاتفاق سلوك الطريقة العلية . ففرّقوا ما في حجرتهم . وتوجهوا إلى الصحراء قاصدين لتركستان فصادفوا زنجي أتا قدس سره . أوزون حسن أتا رحمه الله تعالى : أول خلفاء زنجي أتا . اقيل أن هؤلاء الأربعة لما وصلوا إلى تاشكند رأوا ذ في الصحراء شخصا أسرة قا الكفد يرضى يقرا ٠‏ "وكان عو نجي آنا . فإنه كان يرعى بقرات تاشكند في مبادي أحواله لستر حاله ٠‏ ويشتغل في الصحراء بعد كل صلاة بذكر الجهر ٠‏ وكانت البقرات تتركن الأكل وتتحلقن حوله مدة اشتغاله . فلما قرب هؤلاء الطلبة إليه رأوه حافياً يكشّر أشجاراً ذات شوك برجليه ولا تؤثر الشوك فيهما . ويربطها بالحبال ليحملها إلى بيته . فتعجبوا منه . فجاءوا لديه وسلموا . وردٌّ وقال : أحسبكم غرياء ! من أين ساقتكم الأقدار ؟ فقالوا : نحن طلبة كنا في بخارى فوقع الفراغ عنه علينا . وحتّب سلوك طريى القوم لدينا . فخرجنا منها نلتمس المرشد الكامل . فقال لهم : اصبروا حتى أشمّ أطراف العالم وأخبركم عن مرشد الأنام , فجعل يستنشق الجهات الأربع ثم قال: شممت جوانب العالم فلم أجد 09 في الربع المسكون إنساناً يخلّصكم عن حضيض النقصان . ويرقيكم إلى ذروة الكمال غيري ٠‏ فوقع إنكارٌ في باطن سيد أتا وبدر أتا وقال من قلبه : إني مع كوني سيدا عالماً كيف أتبع هذا الأسود راعي البقر؟ وقال بدر أتا في نفسه : انظر إلى هذا الزنجي الذي شفته كشفة البعير كيف يدّعي دعاوي طويلة عريضة ؟ وأما أوزون حسن أتا وصدر أتا فلم يحصل لهما إنكار على دعواه . بل قالا في نفسهما : يمكن أن يودع الله تعالى نورا في هذا الأسود . فتعرّف زنجي أتا في باطنهم مقارنا لهذا الحال . وجعل قلوبهم متعلقة به . وأول من قدم للبيعة منهم لزنجي أتا : أوزون حسن أتا . وكان أول من وجد الإذن والإرشاد . سيد أتا رحمه الله تعالى : ثانى خلفاء زنجى أتا . واسمه سيد أحمد لكن اتههر ينيك 01 واستهد في ملارته :يليا واشتخل بالرياضآات الشاقة . ومع ذلك لم ير في باطنه أثر الرشد والفتوح . فعرض على عنبرانا وقال: إن كلامك مقبول عند أتا فأرجو أن تشفعين لي بكلمة إليه ٠‏ فلعلي أتشرف بنظر عنايته وأكون من المرضيين لديه . فقبلته وقالت : لف نفسك الليلة باللّبد الأسود . وكن منتظراً في الطريق . فلعله يرالةاوفت :ذهابه إلى الظهارة فرق لك ويرحمك ,ففغل سيد أثا ما أمدث به . وقالت عنبرانا في الليلة لزنجي أتا : إن السيد أحمد عالم وكان مده في الملازمة . ولم يكن منظوراً بنظر خاصٌ من جنابك . فألئّيس منك أن ترحم لحاله . فتبسّم زنجي أتا وقال: إن سبب انسداد طريق الفتوح عليه إنما هو علمه وسيادته . فإنى لما أرشدته إلى نفسى فى أول لقائه خطر يقلبه آتي مع كوني سيداً وعالماً كيف أتبع هذا الأسود راغي البقر: لكن لما كنت شفيعة له عفوت عنه . ثم إنه لما خرج وقت السَحَر رأى شيئاً أسود مطروحاً في الطريق فوضع عليه رجله . وكان سيد أتا فصادف رجل زنجي أتا إلى صدره فقبّل رجله . فقال له أتا: من أنت ؟ فقال : 1 غلامك أحمد . فقال أتا: قم فقد استقام أمرك بهذا الانكسار . والتفت إليه في هذا المحلّ بالتفات خاصٌ . ولما قام من مطرحه انكشف له مقصوده وفتح له أبواب المواهب . واعلم أن سيد أتا قدس سره كان معاصراً لحضرة عزيزان خواجه على الراميتنى قدس سره ووقعت بينهما مفاوضات سنورد نبذة منها عند ذكر عَرتزآن قانين. شره . وذكر فى مقامات خواجه بهاء الدين النقشبند قدس سره : نقل حضرة الخو نجه أن سيد أتا مرّ بزارع الذرة في أرض فقال له : إيش تزرع ؟ فقال : أزرع الذرة . ولكن لا تنبت هذه الأرض الذرة جيدا . فقال سيد أتا قدس سره خطاباً للأرض : يا أرض أعطى ذُّرة جيداً . فنبتت الذّرة في تلك الأرض سنين من غير إلقاء البذر .‏ - إسماعيل أتا قدس سره : من كبار خلفاء سيد أتا. قال حضرة شيخنا : تعرّض الناس على إسماعيل أتا في أوائل حاله . فكان يقول لهم : أناعا اعرف هذا ولة :داك . :وكات يسكن في تواجي خوزيان قصبة بين سيرام وتاشكند يقال لها : « سجلا تربه وألوغ تربه » يعني التربة الصغيرة والتربة الكبيرة . وكان موالي تلك الديار يتعرضون إليه ويغتابونه دائماً . ويقول : إِنَّ هؤلاء الموالي صابوننا وأشناننا . وكان حضرة شيخنا يستحسن هذا الكلام منه غاية الإحسان . ومن أنفاسه النفيسة : كن ظلاً في الشمس . ولباساً في البرد. وخبزاً عند الجوع . قال : كلامه هذا كلام جامع . وقال : إِنَّ إسماعيل أتا كان يقول للمريد بعد تلقين الذكر له : يا درويش ! كنتٌ أنا وأنت أخوين في الطريقة فاقبل منى نصيحة : تخيّل هذه الدنيا كأنها قُيّة واحدة زرقاء . ليس فيها أحد إلا أنت والحنٌ تعالى لا غير . فاذكر الله سبحانه ذكراً كثيراً . حتى لا يبقى فيها من غلبة التوحيد 1١ وقهرة للنفس إلا الحق سبحانه . وترتفع أنت من البيت وتكون منك شيئاً في أنوار التوحيد . قال : تفوح من هذا الكلام روائح عطرية . وقال إن السيد الشريف الجرجاني قدس سره كان يقول لي : يا قي رادها تقر تو ستجدات ميدي إسعائيل أنااغرق المذاق رحمهن الله تعالى . إسحاق خواجه ابن إسماعيل أتا رحمهما الله تعالى وإيانا . كان صاحب صفاء وقت وأحوال عالية . ومقيماً في نواحي اسبيجاب قصبة بين تاشكند وسيرام . قال الشيخ عبد الله الخجندي من أصحاب خواجه بهاء الدين ليد تددن مدا اتات لي جات ةق تشرّفي بشرف صحبة حضرة الخواجه بسنين . فوصلتٌ إلى مرقد الخواجه محمد بن علي الحكيع الترمدى قد سوه:»قوجدت سه إثيازة متكيلة على بشاروبان ارجع إلى وطنك . فإن مقصودك يحصل ببخارى بعد اثني عشر سنة . وهو موقوف على ظهور خواجه بهاء الدين النقشبند قدس سره . فحصل لي من تلك الإشارة جمعية من الجملة . فرجعت إلى وطني . ثم بعد زمان قصدت السوق ومررت بشخصين من الأتراك قاعدين على باب مسجد يتكلمان يبكيان . فملتٌ إليهما وأضغيت إلى كلامهما . فإذا هما يتكلمان في الطريقة . فرغبت في صحبتهما . فجئت عندهما بمقدار من الطعام والثمار ٠‏ وأظهرت ت لهما التواضع . فقال أحدهما للآخر : أرى هذا الرجل طالباً صادقاً ٠‏ فاللائق به أن يكون في صحبة سلطان زاده مخدومنا إسحق خواجه . ولما سمعت منهما الكلام قويت فيّ داعية الطلب فقلت لهما : مَنْ إسحاق خواجه . وأين هو ؟ قالا : هو في اسبيجاب . فوصلت إلى صتحيته 'وطليت: منه الطريقة ٠‏ 'وبقيت في خدمته أياما .. وكان له .ولد 1 يلوح من ناصيته آثار النجابة وأنوار الرشد . فقال يوماً لوالده الماجد شفاعة لي : إن هذا الدرويش رجل متواضع لائق بالخدمة . فالأنسب أن فونه رشرنت القول,افقال ادق خراحه ريا واد تإنزجذا الدرويدن من مريدي خواجه بهاء الدين النقشيند قدس سره . وليس لنا فيه مجال التصرّف . فلما سمعت منه الكلام زاد يقيني بظهور بهاء الدين قدس سره فاستأذنته وانتظرت ظهوره قدس سره إلى أن ظهر في بخارى فشرفت بصحبته وقبوله . صدر أتا وبَدْر أتا رحمهما الله تعالى : الثالث والرابع من خلفاء زنجي أتا . اسمهما صدر الدين محمد . بدر الدين محمد . وكانا في بخارى في درس واحد ٠‏ ويأكلان من قصعة واحدة . وينامان على فراش واحد ٠‏ ولما وصلا لدى زنجي أتا ظهرت كل يوم آثار الترقّي في أحوال صدر الدين ٠‏ وآثار التنزل في أحوال بدر الدين . فضاق صدره وقال : إِنَّ السيد لما توسّل إلى أتا بعنبرانا كان مظهراً لعنايته . فاللازم عليّ الآن أن أذهب إليها . وألتمس الدواء لدائى من دار شفاء شفقتها . فجاء عندها حوبا ناكا بدو دهن لها تله تمطترا عرزو لمن لها العقراعة البدالة عدن زنجي أتا وقال : قولي لجناب أتا إن بدر الدين يقول : كنت أنا ومولانا صدر الدين من غلمان بابه ومتساويين فى العبودية . فما السبيب فى زيادة عنايته في حقه ؟ فإن وقع مني التقصير فاللازم على جناب أنا التنبيه والتقرير . أو التأديب والتعزير . حتى أتبادر لتداركه . فلما جاء زنجى أنا قدس سره من الصحراء في هذا اليوم . وكان اتفاقاً منبسط الحال . ومنشرح البال . بلغت عنبرانا عريضة مولانا بدر الدين . فقال لها أتا : إن سبب تنزّله أنه في أوَّل ملاقاته إياي وحضوره لدي خطر بقلبه أن انظروا إلى هذا الأسوة عريض الشفة . كيف يدّعى دعاوى طويلة عريضة ! لكن لما كنت له شفيعة عفوت عنه وتجاوزت عن ذنبه . فطلبه في حينه ذا فكانا بعد ذلك متساوييّن في سير المقامات وقطع منازل السالكين . ومتشاركيّن في ظهور الأحوال ومواجيد العارفين . ولم يغليه بعد ذلك مولانا صدر الدين في وقت من الأوقات . ولم يسبقه في حال من الأحوال في الطريقة والحقيقة أبدا . أيمن بابا رحمه الله من خلفاء صدر أتا . أرشد الطالبين إلى طريق الحق بعد وفاته بإشارته . الشيخ علي رحمه الله تعالى خليفة أيمن بابا . وجلس بعده مكانه على مسند الإرشاد . الشيخ مودود رحمه الله تعالى خليفة الشيخ علي . وربّى بعده المستعدين . الشيخ كمال رحمه الله من كبار أصحاب الشيخ مودود. وكان مقيماً بولاية شاش . مودود . وأخا في الطريقة للشيخ خادم . الشيخ خادم رحمه الله تعالى كان من جملة أصحاب الشيخ مودود قدس سره وكان في مبادئ ظهور شيخنا . مقتدا جمعٌ كثير في ما وراء النهر ومرشدهم . وكان مقيما بولاية شاش . ووقع بينه وبين شيخنا ملاقاة كثيرة . رحمهما الله تعالى وإيانا . الشيخ جمال الدين البخاري خليفة الشيخ خادم وقائم مقامه ؟ قدم هراة . وأقام مع جمع كثير من مريديه في مرقد مولانا سعد الدين وكان هذا الفقير يتشّف بصحبته أحياناً في ملازمة مولانا رضي الدين عبد الغفور عليه الرحمة والغفران . وكان هو ينقل عن شيخه فوائد كثيرة . ولنذكر بعضا منها : 3 مطلب قال : قال شيخنا الشيخ خادم في قوله تعالى #فَوَيْلُلَْسِيَةِ لوهم ين ذِكْرِألّهَ # : إن طائفة من الناس يحصّلون من الذكر قساوة"" القلب . وذلك أنهم يذكرون الله تعالى من غير رعاية أدب . وعلى غير الحضور . بل على الغفلة والفتور . بمقتضى نفوسهم الخبيئة . وطباعهم الخسيسة . ولعلَّ في قوله تعالى :ا من ذِكْرِأَلّهِ 4 إشارة إلى أمثال هذا الذكر . وإن فسّر المفسرون من بعَنْ ! وقالوا : معناه غفل عن ذكر الله . مطلب قال : قال شيخنا : إن الحضور الذي يحصل للسالك في نهاية الذرٌ . وغاية العبور عن مراتب الذكر . ربما يحصل قبل الوصول إلى النهاية . لكن لا يكون لهذا الحضور بقاء . بل يزول سريعا بمقتضى بقية أحوال الطبيعة البشرية . فإن تيسر العبور عن مراتب الذكر الذي هو عبارة عن مشاهدة بعض الأنوار . ومكاشفة شيىء من الأسرار . تقعد تلك المراتب مقام الطبيعة كالأجسام النظفة فتخلص السالك: نن تيد الطبيعة البشرية وربط التفرقة . قال : قال شيخنا إن الدليل على صحة الأحوال الواردة أن يحصل تلك الأحوال وقت الفناء والاضمحلال . ويزول الكلفة فى الأعمال. ويخصل الميل إلى الشريغة الغراء..وتَتجده المحبة لها حتى يفوم بإنيات أحكام الشريعة بكمال الشوق والبهجة والسرور . من غير كلفة وكسالة وقكور. . تدبروا على هذا ولا تغفلوا .(هامش الأصل)‎ )١( 16 الحكمة لعدم انتقاض وضوء أهل الله حال الرقص والسماع قال: جاء واحدٌ من علماء الرسوم عند شيخنا وقال: إِنَّ حال أهل الرقص والسماع لا يخلو من أحد الشقين . فإنهم وقت الرقص إما متّصفون بصفة اليقظة والشعور . أم لا! فإن كانوا متصفين بالشعور القباحة . وإن لم يكونوا متّصفين به ! فما بالهم يصلون بعد الإفاقة من غير تجديد الوضوء ! فهذا أشنع وأقبح من الأول . فإن وضوءهم قد انتقض بزوال الشعور . فقال له الشيخ : إِنَّ واحداً من أسباب انتقاض الوضوء أن يكون العقل مسلوبا كما يقع على المجانين . أو أن يكون العقل مستورا ومغلوباً كما يقع في حالة الإغماء والغشي . وعدم شعور هذه الطائفة حال الرقص والسماع ليس بداخل في واحد من هذين الشقين . فإنه لا تسلب عقولهم ولا تكون مستورة . وإنما السبب لعدم شعورهم : مطلب أن العقل الكلي يفاض من العالم الإلهي على العقل الجزئي الحاصل في الإنسان وقت السماع . ويكون حاكماً في مملكة وجود السالك ويغلب عليه . وفي هذا العقل الكلي قوة تدبير جميع العالم وقدرة ضبطه . فكيف لهذا البدن الضعيف من بني آدم ؟ فالبدن في هذا الحال يكون في ظل حمايته وكنف تدبيره . فكيف يتطرّق إليه شيء من نواقض الوضوء ؟ لأنْ الطالب الصادق لما كان مدبّره وحاميه هذا العقل الكلي البشرية بِرٌمّته . فلا يحتاج إذآ إلى تجديد الوضوء . قال : قال شيخنا : قال بعض أكابر النقشبندية قدس الله أرواحهم : إِنَّ وجود العدم يعود إلى وجود البشرية . وأما وجود الفناء فلا يعود إلى وجود البشرية . 1١ ومعناه بالظاهر أنَّ المراد من وجود العدم هو تحقق صفة العدم في الطالب . التي هي عبارة عن الغيبة التي تحصل للمبتدئين في أثناء مشغولكّهم . وبالحقيقة فإن وجود العدم عبارة عن ظلٌّ الوجود الحقيقي الذي يلقيه إلى مدركة السالك . ثم بواسطة كمال شغله الباطني وخلوٌ قلبه عن النقوش الكونية يظهر ذلك الظل بعد غيبته . وهذا الظل وهو وجود ذلك العدم ٠‏ وهذا الوجود يعود إلى وجود البشرية . أي يزول هذا الظلّ ثانياً . ويستتر ويغلب لوازم وجود البشرية . بخلاف وجود الموهوب الحقاني الذي يقال له البقاء بعد الفناء . فإنه لا يزول لحصوله بعد التحقق بمقام الفناء . فكما أن الفناء يعقبه وجود البقاء؛ كذلك هذا العام مقه الوجود . وذلك الوجود وإن كان بحقيقته ظل الوجود الحقيقي الباقي ؛ الاي حرا د لطر رقرابة رواو رديار اللهم ارزقنا الوجود الحقيقي الباقي . آمين هو الرابع من خلفاء خواجه يوسف الهمداني قدس سره وقدوة طبقات خواجكان . ورئيس السلسلة النقشبندية . مولده ومدفنه في غجدوان . قرية كبيرة تقارب البلد على ستة فراسخ من بخارى والده عبد الجليل من أولاد الإمام مالك رضي الله تعالى عنه إمام دار الهجرة. وكان مقتدى وقته . وعالم الظاهر والباطن . وساكناً في ملاطية من بلاد الروم ٠‏ وزوجته والدة عبد الخالق من بنات بعض ملوك الروم . وتشّف بصحبة الخضر عليه السلام وبشّره بوجود حضرة خواجه . وسمّاه بعبد الخالق . ولما ارتحل الإمام بسبب حوادث الأيام من بلاد الروم والشام إلى ما وراء النهر مع متعلقاته من الخاص والعام قدم ولاية بخارى . واختار للإقامة قرية غجدوان . فولد له فيها حضرة لا ل ا ا ا ل 1 ولما بلغ قولهٍ تعالى 32 أَدَعُوا ريك ضرعا حفن ِحُفيَهَ * الآية وقت اشتغاله بالتفسير عن أستاذه الإمام صدر الدين سأله عن حقيقة هذه الخفية وطريقتها . وكيفية تحصيلها . وقال : إِنَ الذاكر إذا ذكر جهرا أو تحرّك شيء من أعضائه وقت الذكر يطلع الأغيار . وإن ذكر بقلبه يطلع عليه الشيطان . فلا تتحقق الخفية في حال من الأحوال . فقال أستاذه : إن هذا لدنيٌ . فإذا أراد الله تعالى لك ذلك يوصلك إلى واحد من أهل الله فيعلمك كيفيتها وحقيقتها . فكان خواجه بعده منتظراً لقاء أحد من أهل الله حتى لقي الخضر عليه السلام فعلّمه الوقوف العددي . وفي « فصل الخطاب » : إِنَّ كيفيّة اشتغال عبد الخالق قدس سره حبَةٌ في الطريقة . ومقبولة عند جميع الفرق ٠‏ كان قدس سره مداوماً على الصدق والصفا. ومتابعة الشريعة وسنة المصطفى 35 . وَميقاناً للنفس والهوى . تلقن الذكر القلبي في شبابه عن الخضر عليه السلام فكان يواظب عليه ٠‏ وقبلّه الخضر عليه السلام للولديّة . وأمره بأن يخوض في الحوض ويقول بقلبه تحت الماء : لا إله إلا الله محمد رسول الله ٠‏ ففعله الخواجه . فأخذه واشتغل به . ففتح له أنواع الفتوح والترقيات . وكان كيفية اشتغاله من أوله إلى آخر أمره مقبولة عند الخلق . ولما قدم الخواجه يوسف الهمداني قدس سره إلى بخارى حَضْرَةُ الشيخ الخواجه عبد الخالق صحبةً ٠‏ وعلم أنَّ له أيضاً اشتغالاً بالذكر القلبي فاغتنم صحبته . ولازمه مدة إقامته بيبخارى . ولذا قيل : إن الخضر عليه السلام شيخه في التلقين . والخواجه يوسف شيخه في الصحبة . وطريق خواجه يوسف ومشائخه وإن كانت علانية ؛ لكن لما أخذ عبد الخالق الذكر الخفيّ عن الخضر عليه السلام وأمر بذلك لم يغيّره شيخه يوسف . بل أمره أن يشتغل على الوجه المأمور به من الخضر عليه السلام . 1 وذكر في بعض تحريرات الخواجه عبد الخالق قدس سره : لما بلغ من العمر اثنين وعشرين فوّضني الخضر عليه السلام إلى خواجه يوسف قدس سره . ووضّاه بتربيتي . فما دام في ما وراء النهر كنت في خدمته . ثم لما رجع إلى خراسان اشتغل بالرياضات وستر أحواله عن الأغيار . وبلغ مرتبة كان يذهب إلى مكة في كل وقت من أوقات الصلاة ويرجع له . وله في ولاية الشام مريدون لا يحصون . وله رسالة « الوصية في آداب الطريقة » لأجل'" ولده المعنوي خواجه أولياء كبير . لا بد منها للسالكين . ومنها هذه الفقرات : وصايا عبد الخالق قدس سره قال: أوصيك يا بْنيّ بتعلم العلم والأدب والتقوى في جميع الاحوال . وعليك بتبع آثار السلف وملازمة السنة والجماعة . وتعلم الفقه والحديث . واجتنب الصوفي الجاهل . وصل الصلوات بالجماعة على الدوام بشرط أن لا تقبل شيئاً من وظائف الإمامة والأذان . وإياك وطلب الشهرة ! فإن فيها آفات . واختر الخمولة دائما . ولا تكتب اسمك في الحجج والوثائق . ولا تحضر محكمة القضاء . ولا تكن كفيلاً لأحد . ولا تدخل في وصايا الناس . ولا تصحب الملوك وأبنائهم . ولا تبن رباطا ولا تقعد فيه . ولا تكثر السماع فإنّ كثيره يورث النفاق ويميت القلب . ولا تنكره فإن أصحاب السماع كثير . وكن قليل الكلام . قليل الطعام . قليل المنام . وفبّ من الخلق فرارَكٌ من الأسد . والزم الخلوة . ولا تصحب الولدان والنساء والمبتدعين . والأغنياء المتكبرين . والعوام كالأنعام . وكُلُ من الحلال . واحذر من الشبهة . ولا تزوّج ما استطغتٌ فتطلب الدنيا . ويكون دينك هباء في طلبها . ولا تكثر الضحك . وفي الضحك من القهقهة . فإن كثرة الضحك تميت القلب . وانظر إلى كل . أي : كتبها‎ )١( 34 0 تأمر أحداً بالخدمة 8 واخجدم ا 17 والبدن 0 ولا تتكر على أفعالهم ٠‏ فإن منكر المشائخ لا يفلح أبداً . ولا تكن مغروراً بالدنيا ولا بأهلها . وكن مغموم القلب دائماً . مريضاً بدنك . باكية عينك . خالصاً عملك ٠‏ مقروناً دعاءك بالتضرع . وتَلقاً لباسك . وطالباً رفيقك صادقاً ا ا سبحانه وتعالى . ومن كلماته القدسية الكلمات الثمان التي بنى عليها طريق أكابر النقشبندية قدس الله تعالى أسرارهم العلية : مَوّش ذَرْدَمْ . نظر بَرْقِدَمْ , سفردَنْ وَطَنْ . خلوة درانجمن. يادكرد. بازكشت . نكاه دشت .ء بادذاشت . وما وراءه كله ظنون وأوهام . ولا يخفى أن من جملة مصطلحات هذه الطائفة العليّة ثلاث كلمات أخرى وهي : الوقوف الزماني . الوقوف العددي . الوقوف القلبى . فالكل إحدى عشر كلمة . ولما كان خواجه عبد الخالق قدس سره رئيس السلسلة النقشبندية أحببت أن أبيّن هنا معانى ألفاظه المصطلحة : هَوّش دَرْدَمْ : يعني أن كل نفس من أنفاس السالك ينبغي أن يكون خروجه على الحضور والشعور . لا الغفلة والفتور . وأن لا يكون غافلا عن الحق سبحانه في كل نفس . مطلب وقال حضرة شيخنا : جعلوا ة فى الطريقة رعاية التس من أهمٌ الأمور . ينبغي أن يكون جميع الأنفاس معروفة + وخارجة على نعت الحضور ووصف الشعور . فإن لم يكن متحمّظاً يقولون : إِنَّ فلاناً ضَيّعَ نفسه ؛ أي طريقته وسيرته . قال حضرة الخواجه بهاء الدين قدس سره : ينبغى ديعيل ينه الأئر, في هذه الطريقة على التقمن بآن بيشغلك أهم الأحوان في الزمان الحال عن تذكر الماضي وتفكر المستقبل . ولا يترك النَفّس حتى يضيع . ويسعى في المحافظة على ما ب بين التمسين ؛ وقت خروجه ودخوله . لثلا يكونا على الغفلة . قال الشيخ أبو الجناب نجم الدين الكبري قدس سره في ١‏ فواتح الجمال » : الذكر الجاري على نفوس الحيوانات أنفاسها الضرورية . فإن حرف الهاء التي هي إشارة إلى غيب هويّة الحق سبحانه وتعالى تحصل عند كل أوقات خروج التَمس ودخوله ٠‏ أرادوا ذلك أو لا . وحرف الهاء في لفظ الجلالة هو هذا الهاء ٠‏ والألف واللام للتعريف . وتشديد اللام للمبالغة فيه . فينبغي للطالب العاقل أن يكون في نسبة الحضور مع الله تعالى . على وجه تكون هوية الحق سبحانه وتعالى ملحوظة وقت التلفظ اعرد حر ويدار ريت رزو لنت بوكرل ٠‏ حتى الا يقع الفتور في نسبة الحضور مع الله تعالى . ٠‏ وأن يجتهد في حفظ هذه النسبة ليكون واقفاً لقلبه دائماً من غير تكلف . ٠»‏ بل ربما لا يستطيع أن يزيل هذه النسبة عن قلبه . لا يخفى أن غيب الهوية في اصطلاح أهل التحقيق عن ذات الحق تعالى باعتبار اللاتعين! يعني بشرط الإطلاق الحقيقي . ولا يمكن أن يتعلق به تعالى في تلك المرتبة علم وإدراك . وهو تعالى من هذه الحيثية مجهول مطلق . نظر بَرْقدم : هو أن يكون نظر السالك في جميع أحواله ٠.‏ في الذهاب والإياب . والعمران والبادية . وفي كل مكان إلى ظهر قدمه لثلا يتفرّق نظره . ولا يقع على محل لا ينبغي وقوعه عليه . سَفَرْدَن وَطن : هو أن يسافر السالك في طبيعته البشرية من صفاتها إلى الصفات الملكية . ومن الأخلاق الذميمة إلى الحميدة . والإنسان الا الخبيث لا يزول خبثه بالانتقال من محل إلى محل آخر حتى ينتقل من صفاته الخبيثة . ومشائخ الطريقة مختلفة في اختيار السفر والإقامة . فبعضهم اختار السفر في بداية والإقامة في نهاية . والبعض على عكسه . وبعضهم الإقامة في البداية والنهاية . وبعضهم عكس هذا. ولكل من هذه الطوائف الأربعة نيّة صادقة وغرض صحيح . وأما اختيار أكابر التقشبندية في السفر والإقامة : أن يسافر في البداية إلى أن يصل إلى مرشد كامل . فبعده يكون مقيماً فى خدمته . ملازماً لصحبته . فإن وُجَدَ في دياره مرشدٌ عامل عن هله الطافقة يترك السفر بالكلية . ويبادر إلى خدمته . ويسعى بليغاً في تحصيل ملكة الحضور. ويجتهد كاملا في الانصاف بصفة الشعور . فإذا تخلص عن قيد البشرية وتحقّق بصفة الملكيّة فالإقامة والسفر في حقه سواء . خلوة درانجمن : ستل الخواجه بهاء الدين النقشبندي قدس سره بأن بناء طريقتكم على أيٍّ شيء ؟ قال في جوابه هذه العبارة . ومعناه الخلوة في الجلوة ؛ في الظاهر مع الخلق . وفي الباطن مع الحق تعالى . بقلبك صاحينا وجانب بظاهر 2 وذاالسيرٌ في الدنيا قليلٌ النظائر وقال قدس سره طريقتنا هذا مبني على الصحبة . فإن في الخلوة شهزة: توفي الشهرة آفة.. والعين كلذ فى التمدية ‏ والجمعية ف الصيحة بشرط فناء كلّ في الآخر . قال الخواجه أولياء كبير قدس سره : الخلوة في الجلوة : أن يبلغ الاشتغال بالذكر والاستغراق فيه مرتبة لو مشى الذاكر في السوق لا يسمع شيئاً من الكلام والأصوات . بسبب استيلاء الذكر على حقيقة القلب . قال حضرة شيخنا : يصل السالك بسبب الاشتغال بالذكر بالجدّ والاهتمام خمسة أو ستة أيام إلى مرتبة يخيّل له جميع أقوال الناس ف وأصوات المخلوقات ذكراً . بل يُخْيّل له كلام نفسه أيضاً ذكراً . لكن لا يحصل ذلك بدون سعي واهتمام . يادكرّد : عبارة عن الذكر اللساني والقلبي . وكتب شيخنا : إن المقصود من الذكر هو أن يكون القلب حاضراً مع الله تعالى بوصف المحبة والتعظيم . فإذا حصل ذلك الحضور في صحبة أرباب الجمعية فقد حصل خلاصة الذكر”" والحاصل أن خًّ الذكر وروحه حصول الحضور مع الحق سبحانه . فإذا لم يحصل هذا الحضور في الصحبة فحينئذ يشتغل بالذكر لتحصيله . ذكر حبس التّفس والطريق الذي يُسَهّل المحافظة عليه هو أن يحبس النَفْسَ تحت السرّة . وأن يضم الشفتين . ويلصق اللسان بالحنك الأعلى بحيث لا يتضيّق التمس . ويخلي حقيقة القلب التي هي عبارة عن المدرك الدارك الذي يذهب في لمحة إلى أطراف العالم . ويتفكر الدنيا ومصالحها دائماً . ويتيسر له في طرفة العين العروج إلى السماء وسير أكناف الأرض عن جميع الأفكار والوسواس . ويجعلها متوجهة إلى القلب الصنوبري . ويشغلها بالذكر بأن يمدَّ كلمة (لا) إلى طرف الفوق . وكلمة (إله) إلى طرف اليمين . ويضرب كلمة (إل الله) إلى القلب الصنوبري بالقوة التامة , بحيث تصل حرارته على جميع الأعضاء . وينبغي أن يلاحظ في طرف النفي وجود جميع المحدثات بنظر الفناء والترك . ويلاحظ فى طرف الإثبات وجود الحق سبحانه بنظر البقاء والمقصودية . وينبغي أذ يستغرق حدم أرقاتة بالذكر على هذا الوجه . . المقصود من الذكر .(هامش الأصل)‎ )١( رف‎ ولا يتركه لشغل من الأشغال حتى يستقر صورة التوحيد في القلب بتكرار هذه الكلمة الطيبة ويكون صتغته اللازمة . بازكشت : هي أن يقول السالك بعد تكرار الكلمة الطيبة مرات بلسان القلب : إلهي أنت مقصودي . ورضاك مطلوبي . فإن هذه الكلمة تنفي كل خاطر حاصل في القلب من الخير والشرٌ ٠‏ حتى يبقى ذكره خالصاً . ويكون سدّه عن نقش السوى فارغاً . ولا يترك المبتدئ هذه الكلمة بسبب فقدان صدقه فى مضمونها فى بداية أمره ! فإِنَّ بتكرارها يظهر فيه آثار الصدق تدريجاً . 1 نكاه داشت : عبارة عن مراقبة الخواطر . بحيث لا يترك خاطره يذهب نحو الأغيار مدَّة تكرار الكلمة الطيبة في تمس واحد . قال مولانا سعد الدين قدس سره فى معنى هذه الكلمة : ينبغى أن حفط خاطره ساعة أن ساعتين أو أزيد 'مقداها يتبكر لفل يغطرق الأغيار على قلبه . قال مولانا قاسم قدس سره : إن مَلكة مراقبة الخواطر بلغت درجة يمكن أن يحفظ القلب عن خطور الأغيار؛ من طلوع الفجر إلى الضحوة الكبرى . على وجه تكون القوة المتخيّلة في تلك المدة معزولة عن العمل . ولا يخفى أن انعزال القوة المتخيلة عن عملها ؛ ولو نصف ساعة أمرٌ عظيم عند أهل التحقيق . ومن النوادر . وإنما يحصل أحياناً لكمّل الأولياء . كما في الفتوحات المكية لابن العربي قدس سره . يادذاشت : وهذا هو المقصود من جميع ما سبق . وهو عبارة عن الحضور مع الحق تعالى على وجه الذوق . وهو حضور بلا غيبة . وهو عند أهل التحقيق : أن المشاهدة التى هى عبارة عن استيلاء شهود الحق على القلب بواسطة الحب الذاتي كناية عن حصول هذا الحضور . 7 الوقوف الزماني الذي هو حال أهل الطريقة . ورأس مال السائرين إلى عالم الحقيقة : عبارة عن كون السالك واقفاً على أحواله في كل قال الخواجه بهاء الدين قدس سره : قد بُنىَ أحوال السالك فى الوقوف الزماني على الساعة ليكون واجداً للنفس . فيعلم أنه يمدٌ بالحضور أو الغفلة . فإن بنى على النَمَّس لما يكون واجداً لهاتين الصفتين . المحاسبة والوقوف الزماني عندهم عبارة عن المحاسبة . وهي أن تحاسب كل ساعة تمر بنا . فتنظر ما الغفلة وما الحضور ! فإن كان عملنا فى تلك الساعة نقصان كله نرجع . ونأخذ العمل من الابتداء . الوقوف العددي : عبارة عن رعاية العدد في الذكر . ورعايتها في الذكر القلبي لأجل جمعية الخواطر المتفرّقة . وما وقع في كلام الأكابر التقشبندية أن فلانا أمر فلانا بالوقوف العددي . فالمراد به الذكر القلبي مع وينبغي للسالك أن يقول في نمس واحد ثلاث مرات . ثم خمس مرات . ثم سبع مرات . إلى إحدى وعشرين . وأن يعد العدد الفرد لازما . مطلب قال الشيخ علاء الدين العطاري قدس سره : الإكثار من الذكر ليس بشرط . بل الشرط كون الذكر ناشئا من الحضور والوقوف حتى يترتب عليه الفائدة . فمتى تجاوز الذكر إحدى وعشرين مرة في نفس واحد ولم يظهر الأثر فهو دليل على عدم فائدة العمل . وأثره أن ينتفي الوجود البشري وقت النفي . وأن تظهر آثار الجذبات الإلهية وقت الإثبات . وما قال الخواجه بهاء الدين قدس سره من أن الوقوف العددي أول مرتبة من 3,706 العلم اللدنيٌ ! مراده : أنَّ أوّل مرتبة العلم اللدنيٌ بالنسبة إلى أهل البداية هو مطالعة آثار تصرفات الجذبات الإلهية المذكورة . كما قاله الخواجه علاء الدين العطاري قدس سره : أنه كيفية وحالة تتكشّف فيها مواصلة القرب والعلم اللدنيّ . وأما كون الوقوف العددي أول مرتبة العلم اللدنيٌ بالنسبة إلى أهل النهاية فهو : أن يكون الذاكر واقفاً على سر سريان الواحد الحقيقى فى مراتب الأعداد الملكوتية . كما أنه واقف على سر سريان الواحد العددي في مراتب الأعداد الحسابية . وقد قال بعض أكابر المحققين فى هذا المضمون نظماً : لقد جاءت الوحدات عيناً لكثرة ولاشكٌ لى فيه وإن أنت جاحد ففي كل أعداد تفكرت ممعناً تجده كثيراً وهو في الأصل واحد وقال في شرح الرباعيات . شعرٌ : صاح لدى أهل كشف هم لنا سند في كل رتبة أعداد سرى الأحد أو أنه جاز عن حدٌ بكثرته لكن حقيقة هذا ذلك الأحد الفرق بين علم اليقين والعلم اللدني والتحقيق أن هذا الوقوف على سر سريان الواحد الحقيقي فى مراتب الأعداد الكونية أوّل مرتبة العلم اللدني والله أعلم . 0 لا يخفى أن العلم اللدنيٌ علم يحصل لأهل القرب بتعليم إلهي . وتفهيم رباني . لا بدلائل عقلية وشواهد نقلية . كما ورد في التنزيل في حق الخضر عليه السلام قوله تعالى «وَعَلَسَهُ نهم لَدنَعِلْمَا 4 ٠‏ والفرق بين لم البقين والعلم اللدنئ هبو : أنَّ علم اليقين عبارة عن إدراك نور الذات والصفات الإلهية . والعلم اللدني عبارة عن إدراك المعاني . وفهم الكلمات من الحق سبحانه وتعالى بطريق الإلهام . آلا الوقوف القلبي : على معنيين : أحدهما: كون قلب الذاكر حاضراً مع الحق تعالى . فهو بهذا المعنى من مقولة بادذاشت المذكورة. وكتب حضرة شيخنا: إِنَّ الوقوف القلبي حضور القلب مع الحق تعالى على وجه لا يبقى للقلب مقصود غير الحق سبحانه . وقال : ومن الشروط حين الذكر ؛ الارتباط بالمذكور والحضور معه. ويقال لهذا الحضور شهود. ووصول. ووجود . ووقوف قلبي . والثاني : كون الذاكر واقفاً على قلبه ٠‏ متوججهاً في أثناء الذكر إلى قطعة اللحم الصنوبري الذي يقال له القلب امجازاً . وهو في الجانب الأيسر محاذي الثدي الأيسر ٠‏ ويجعله مشغولاً بالذكر ٠‏ ولا يتركه غافلاً عنه . ولم يجعل الخواجه بهاء الدين قدس سره حبس حبس النَقّس ورعاية العدد لازماً في الذكر . وأما الوقوف القلبي ! فجعله مُهِمَاً بمعنيبه وعدَّه لازماً ٠‏ فإن خلاصة الذكر والمقصود منه هو الوقوف القلبي . ترقب لبيض القلب كالطير يا قتتى فمن بيض قلب يحصل الذوق والوجد ولما قربت الوفاة لخواجه عبد الخالق قدس سره انتخب أربعة من أصحابه لمقام الدعوة والإرشاد : الخواجه أحمد الصديقى قدس سره: أول خلفائه . بخاري الأصل . جلس بعد وفاته مكانه . وكان الباقون من أصحابه في متابعته . الخواجه أولياء كبير قدس سره: الثاني من خلفائه ٠‏ بخاري الأصل . وهو جلس الأربعين لمراقبة الخواطر. ولم يزاحم حضوره من الخواطر في تلك المدة. وكان حضرة شيخنا يستعظم ذلك منه ويستغربه ويستحسنه . ويعضٌ أصبعه المبارك من التعجّب وقال: إن الاشتغال بالتربية النقشبندية يبلغ مرتبة في مدَّة يسيرة يتخيّل جميع الأصوات للمشتغل بها ذكرا . ا وقال : إن معنى جلوس الأربعين لمراقبة الخواطر ليس المراد به أنه لا يخطر في قلبه شيء من الخواطر مطلقاً . بل المراد عدم وقوع خاطر مزاحم للنسبة الباطنية . كما أن الحشيش على وجه النهر لا يكون مانعا لجريانه . الخواجه سليمان الكرمينى قدس سره : الثالث من الخلفاء خواجه عند العالق! قاس سروم 30 الخواجه عارف الريوكري قدس الله تعالى سره: هو الرابع من خلفاء الخواجه عبد الخالق قدس سره . مولده ومدفنه ريوكر'" . قرية من قرى بخارى على ستة فراسخ منها . ومنها إلى غجدوان فرسخ شرعي . وسلسلة نسبة حضرة خواجه بهاء الدين قدس سره تتصل به من بين خلفاء الخواجه عبد الخالق قدس سره . الخواجه محمود الأنجيري قدس سره أفضل أصحاب الخواجه عارف ؛ عليه الرحمة . وأكملهم . وامتاز من بين الأصحاب بالخلافة . مولده أنجير فغنوى . قرية من مضافات وابكن ؛ قرية كبيرة من قرى بخارى مشتملة على قرى كثيرة . على ثلاثة فراسخ من بخارى . وكان مقيما بها ودفن فيها. وكان نجّارا يحصل كفاية معايشه . ولما تشّف من الخواجه بإجازة الإرشاد . وصار ممتازاً بدعوة الخلق إلى طريق الحق . افتتح بذكر العلانية بمقتضى الوقت ومصلحة حال الطالبين . وكان أول اشتغاله به في مرض موت خواجه عارف . قبيل احتضاره فوق تل ريوكر. فقال الخواجه عارف في هذا الوقت : هذا وقت قد أشاروا به إلى قبل :كد اشتغل يه:بعد وقاته في مسد على نان قلمَة وابكن . واستّفْسر بأيّ نية تشتغلون بذكر العلانية ؟ فقال : بنية إيقاظ )1١(‏ ريوكر بالراء المهملة والياء المثناة التحتية والواو الساكنتين والكاف الفارسية المكسورة وقيل تفتح . « حدائق » . 3م72 النائم . وتنبيه الغافل أخ البهائم ٠‏ حتى يقبل على الطريقة . ويستقيم على الشريعة ويرغب في الحقيقة ٠‏ فيصير سبباً لتوبته وإنابته التي هي مفتاح جميع الخيرات وأصل كل السعادات . فقال له مولانا حافظ الدين : إذاً لا ل ا . ثم التمس منه أن يبيّن حدّ ذكر العلانية . ليمتاز الحقيقة بذلك الحدّ عن المجاز . فقال : ذكر العلانية مسلّم ممّن يكون لسانه طاهراً عن الكذب والغيبة . وحلقه عن الحرام والشبهة ٠‏ وقلبه صافياً عن الرياء والسمعة ٠‏ وسرّه منزهاً عن التوجه إلى غير جناب الربوبية . قيل : إن الخواجه علياً كان يوماً مشغولاً بالذكر في بادية راميتئن مع أصحاب خواجه محمود . فرأوا طائراً كبيراً أبيض يطير في الهواء . فلما حاذاهم نادى بلسان فصيح : يا علي كن رجلا كاملا . فحصل للأصحاب من رؤية ذلك الطائر وسماع كلامه كيفية عجيبة ؛ حتى غابوا عن أنفسهم . فلما أفاقوا سألوه عن الطائر وكلامه فقال: هو الخواجه محمود . أكرمه الله تعالى بهذه الكرامة . يطير دائما في مقام كلم الله تعالى فيه موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - بألوفٍ من الكلام . وكان الآن ذاهبا لعيادة الخواجه دهقان القلتي . فإنه لما احتضر سأل الله تعالى أن يوصل إليه أحداً من أوليائه في آخر تَمّسه ليكون عوناً له في ذلك الوقت . فذهب إليه الخواجه محمود قدس سره لهذا السبب . وكان لخواجه محمود خليفتان جلسا بعده في مسند الإرشاد ودلالة الخلق إلى طريق الحق : الأمير خورد الوابكندي قدس سره : اسمه الأمير حسين . هو أول خليفته . كان من أكابر زمانه . ومرجع الطالبين في أوانه . وله أخ أكبر منه يسمى بالأمير حسن المعروف بالأمير كلال . الخواجه علي الراميتني قدس سره العزيز : الثاني من خليفتي الخواجه محمود قدس سره . ولقبه عزيزان . قيل أنه لما قربت وفاة الخواجه محمود أحال أمر الخلافة إلى حضرة عزيزان . وفوّض سائر 74 الأصحاب إليه . وسلسلة نسبة خواجه بهاء الدين تتصل به من بين أصحاب خواجه محمود بواسطتين . وله مقامات رفيعة. وكرامات جية زكانة شا مولده في راميتن تن . قصبة كبيرة في ولاية بخارى على فرسخين من البلدة . مشتملة على قرى كثير . وقبره في خوارزم معروف ومشهور يزار ويتبرّك به . كان الشيخ ركن الدين علاء الدولة السمناني قدس سره معاصراً مي ا ار د كي الطعام 0 0 ل ا حون علينا فما السبب فيه ؟ فقال عزيزان في جوابه : إن من يخدم مع المنّة في الخدمة كثير ! ولكن من يخدم مع قبول المئّة قليل ! فاجتهدوا في الخدمة مع قبول المنّة حتى لا يكون أحدٌ ساخطاً عليكم . الثانية : إنا سمعنا أن تربيتكم عاضاه من الخضر عليه السلام فكيف ذلك ؟ فقال : إن لله سبحانه عبادا عاشقين له والخضر عاشق لهم . الثالثة : إنا سمعنا أنكم تشتغلون بذكر الجهر . فكيف هذا ؟ فقال : ونحن أيضاً سمعنا أنكم تشتغلون بالذكر الخفي . فكان ذكركم أيضاً جهراً . سأله مولانا سيف الدين : إنكم بأيّ نية تشتغلون بذكر الجهر ؟ فقال : إن تلقين المحتضر كلمة (لا إله إلا الله) جهراً جائرٌ بإجماع العلماء لحديث ١‏ لقّنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله ؛ وكل نفس نَفْسٌ أخير عند الصوفية . فهم في حكم المحتضر . سأله مولانا بدر الدين الميداني قدس سره أن الذكر الكثير الذي أمرنا به في قوله تعالى 9 أدَكرُوأ/ الة القلب ؟ فقال : هو في حق المبتدئ ذكر اللسان . وفي حق المنتهي ذكر ل القلب . فإن المبتدئ يتكلف في الذكر دائماً ويبذل روحه . والمنتهي إذا وصل أثر الذكر إلى قلبه يكون جميع أعضائه وعروقه ومفاصله ذاكرة . فيتحقق الذاكر فى ذلك الوقت بكونه ذاكرأ بالذكر الكثير . ويكون يومه الوااحد في للك هجاوي لسن غيرة مق الرجال”, وسألوه : إن المسبوق متى يقوم لقضاء مافات ؟ فقال : قبل الصبح . يعني ينبغي أن يقوم قبل الوقت حتى لا يفوته شيء من الصلاة . قال: في الآية :3 نبوا إِلَ ألو 6* إشارة وبشارة ؛ الإشارة التوبة والرجوع . البشارة قبول التوبة ١‏ فإنه تعالى لو لم يقبل التوبة لما أمر بها . والأمر دليل القبول لكن مع رؤية القصور . قال : حافظوا على أنفسكم وقت الكلام ووقت الطعام . قال: جاء الخضر عند الخواجه عبد الخالق . فجاءه الخواجه بقرصين من خبز الشعير من بيته فلم يأكله . فقال الخواجه : لِمَّ لا تأكل فإنه حلال ؟ فقال : نعم ؛ لكن العاجن عجنه على غير طهارة . فلا يجوز لنا أكله ! قال : ينبغي لمن جلس في محل الإرشاد أن يكون مثل من يربّي الطيور؛ يعرف طبيعة كل واحد من الطيور فيطعمه ما يوافق مزاجه وطبعه . فكذلك المرشد ينبغي له أن يربّي الطالبين على قدر قابليتهم واستعداداتهم . قال: لو كان على وجه الأرض واحد من أولاد الخواجه عبد الخالق في عصر حسين بن منصور”" لما صلب ! أي لو كان واحد من أولاده المعنوية في عصره لرقاه بالتربية من هذا المقام الذي صدر عنه فيه قول : أنا الحق . وغيره من الكلام . وخلصه من الصلب بين الأنام . () أي: الحلاج. م١‎ قلب هذه الطائفة مورد لنظر الحق قال: ينبغي لأهل الطريقة أن يكثر من الرياضات والمحاسبات ليصل إلى مرتبة ومقام :الكى الشالعين طاريق اختر أعزب عن جنيع الطرق يمكن أن يصل منه إلى المقصود سريعاً ٠‏ وهو أن يجتهد في أن يتمكن في قلب واحد من أرباب القلوب . بواسطة تلق حسن , أو خدمة لاثقة به . فإن قلب هذه الطائفة مورد لنظر الحق تعالى فيكون له نصيب . قال : ادعوا الله تعالى بلسان لم تعصوا به الله تعالى حتى تترتب عليكم الإجابة . يعني : تواضعوا لأولياء الله تعالى . وأظهروا لهم الانكسار والافتقار حتى يدعوا لكم فيستجاب . أنشد يوماً شخص عند عزيزان قدس سره هذا المصراع : وللعاشق العيدان فى كل أنفاس . فقال : بل ثلاثة أعياد . فالتمس المنشد بيان لاقب قال إن الذكر الوخد من العين ين الذكريق من الحق ساد الأول التوفيق لذكره . والثاني قبوله منه . فيكون التوفيق والذكر والقبول سأله الشيخ نور الدين النوري من كبار ذلك الزمان : أنه ما سبب جواب طائفة في الأزل لقوله تعالى 8 أَلْسَتُ ِرَيَكْم 6 بلفظ (بلى) . وسبب سكوتهم يوم الأبد حيث قال تعالى «إلِمَنِ لمك ألم 4 ؟ فقال 0 سؤاله في الأزل يوم وضع التكاليف الشرعية وبسطها في الخلق . الشرع قيلٌ وقال ١‏ وأنا بوم سوله ني الأبد يوم رقع التكليب الدرعة وطيّها عن الخلق . وابتداء عالم الحقيقة ٠‏ وليس في الحقيقة قيلٌ وقال . فلا جرم يجيب فيه الحق سبحانه نفسه بقوله اسه الوسر القَهّارٍ * . ومن جملة الأشعار المنسوبة إلى خواجه عزيزان . وكتبتها بالترجمة وحذفت ما كانت بالفارسية لعدم الانتفاع بها في ديارنا : آله النفس طيرٌ قَيِدهاالأبدان رابط جناحها فإنْ أرسلتها إذالم تجد جمعيّة من مُصاحب فإن أنت لم تمرك لقاه تبرّياً غداعيدك المضنى بعشقك عانياً وإن كان بالذلٌ المسلسل عاجزاً إذا وصل الأذكار قلباً توجّدا ولو أنه خاطيةالنار حائز إذا رمت وصل الحق استرح أيها البدن فإن كنت من روح العزيزان راجياً فاجخفظ هايا حبدا الندمان فيهاإذالاتسمجلأزمانٌ ولم تك تنجو من هموم المصائب فأنت إذآ يا صاح لست بصائب لياليهلميبرح بمغناك ثاوياً ولتكقة مزال باكبيك ناذا هو الذكر ما فيه النبيه تفّدا ولكن من الكونين قلبك أبردا وفي طلب المحبوب اصبر على المحن تعال على رأس وواصل براميّن ومن خوارقه للعادات قدس سره : أنه كان معاصراً لسيد أتا المارٌ ذكره . ووقعت بينهما ملاقاةٌ ومراسلات كما تقدَّم . وكان لسيد أتا في حقه مناقشة ومناظرة فى مبادئ حاله . فصدرت مرة من سيد أتا صورة منافية للأدب فى حق عزيزان . فاتفق أنَّ جمعاً من أتراك دشت قججاق نّهِبوا في تلك الأيام أموالاً كثيرة من نواحي سيد آنا وأسروا ولده . فته السيد وتيقّن أن هذه الحادثة إنما حدئت بسبب ارتكابه سوء الأدب . فندم على ما تقدّم وأحضر الطعام . ودعى حضرة عزيزان برسم الضيافة للاعتذار . وأظهر له التواضع والانكسار . فاطلع حضرة عزيزان على غرض السيد . وقبل التماسه وحضر مجالسه . وكان ذلك المجلس مملوء من الأكابر والعلماء والمشائخ . وكان في ذلك اليوم لحضرة عزيزان كيفية عظيمة وبسط تام . فلما مد السماط وحضر الطعام قال حضرة عزيزان : إن عليَاً لا يذوق الملح ولا يمد يده إلى الطعام حتى يحضر ولد سيّد أتا . ثم سكت لحظة . وانتظر الحاضرون ظهور أثر هذا التَمس . فدخل ولد سيد أتا من الباب في هذا الوقت بغتة . فقام من ذلك المجلس صياح آذه ونياخ برؤية هذا الحال ٠‏ وتحيّر كلهم وتعجبوا! فسألوه عن كيفية نجاته من يد الأشرار . ووصوله إلى تلك الديار؟ فقال : إني كنت الآن يرا في يد جمع من الأتراك . مربوط اليد والرجل بالحبال ٠‏ والآن أرى نفسي حاضراً عندكم . ٠‏ ولا أعلم أزيد من ذلك . فحصل اليقين لأهل المجلس أن هذا كان تصرّفاً من حضرة عزيزان قدس سره . فوضع الكل رؤوسهم على قدميه . وسلّموا يد الإرادة إليه . نقل أنه جاء يوماً لحضرة عزيزان ضيوف لازموا الإكرام . ولم يحضر في بيته في ذلك الوقت شيء من الطعام . فصار من ذلك الحال منكسر البال. فخرج من بيته فصادف غلاما من مخلصيه كان يبيع الأكارع ومعه قدر مملوء من الأكارع . فتواضع لحضرة عزيزان وقال : قد طبخت هذا الطعام لأجل ملازمي العتبة العلية من الأحباب والخدام . فيرجى قبوله . فاغتئم حضرة عزيزان حضور الغلام بهذا الطعام في هذا الحال . وطاب وقته وصار منشرح البال . وأثتى على الغلام خيراً. فأطعمه للأضياف . ثم طلب الغلام وقال : إِنَّ خدمتك هذه قد بلغت من الحسن الغاية . ووقعت من القبول في النهاية . فاطلب الآن منى راد شعْتَ تتل مقصودك . وكان الغلام عاقلاً ذكياً فقال: إني أريد أن أكون مثلك . فقال عزيزان : إن هذا أمر صعبٌ . يقع عليك حمل ما لا تطيقه . فقال الغلام بالتواضع والانكسار : إن مرادي هو هذا ولا أريد غيره . فقال حضرة عزيزان قدس سره : تكون كذلك . فأخذ بيده وأدخله في خلوته الخاصة . وتوجّه إليه بحسن التوجّه . فوقع بعد ساعة شبح 4 الشيخ على الغلام . تصان :في الال حلي نوراه وسيرته طاض] وام بينم ل عرف التزن فى اليه ٠‏ ولا يمتاز المثل من العين . وعاش الغلام بعد هذا أربعين يوماً . ثم تخلص طير روحه من قفص البدن وطار نحو حضرة القدس . ولحق برحمة ربه ذي المنن رحمة الله تعالى عليه رحمة واسعة . )03( الشبح بفتحتين : الشخص . « مختار ٠‏ . 4 قيل : إن حضرة عزيزان قدس سره لما توجّه من ولاية بخارى إلى خوارزم بإشارة غيبية ووصل إلى باب البلد . وقف هناك وأرسل اثنين من أصحابه إلى خوارزم شاه . وقال لهما : قولا لخوارزم شاه إن نسّاجا قدم بلدك يريد الإقامة فيه . فإن أذن له الملك يدخل . وإلا يرجع من حيث جاء ! وقال لهما : فإن أذن الملك فخذا منه حُحجَّة مختومة بختمه . فلما دخلا على الملك وعرضا عليه حاجتهما ضحك الملك وأركان الدولة . وقالوا : إِنَّ هؤلاء قوم غلبت عليهم البلاهة والجهالة . فكتبوا لهما ورقة بالإذن على وفق مرامهم استهزاء بهم . وختمها الملك وأعطوها لهما. فجاءا بها عند حضرة عزيزان قدس سره . فدخل البلد وقعد في زاوية . واشتغل بطريق خواجكان قدس الله تعالى أرواحهم . وكان يذهب في كل صباح عند موقف العمّال ويأخذ أجيراً أو أجيرين ويجيء به في بيته . ويقول له : توضأ وضوءاً كاملاً . واقعد معي اليوم على الطهارة إلى وقت العصر فنذكر الله سبحانه . ثم خذ منّي أجرتك . ثم اذهب حيث شئت . فاغتنم العمال ذلك . وصاروا يشتغلون في صحبة عزيزان بالذكر إلى وقت العصر بطيب القلب والنشاط . وصار كل من اشتغل في شكينة يوما اواعدا بوذا الطريق بحسل له جالة هكية (جركة ايده الشريفة ١‏ وتأثير الذكر . وتصرّفه في باطنه . بحيث كان لا يقدر في اليوم الثانى مفارقة صحبته . ولا يمكن له الذهاب من عنده. حتى مضت مده مديدة على هذا المنوال. فدخل أكثر أهل تلك الديار في طريقته . فكان الطالبون في بابه لا يحصون كثرة . فلما زاد الازدحام سعى اللثام إلى خوارزم شاه بأنه ظهر شيخ في تلك الديار . ودخل في طريقته كثير من الأنام . وقاموا في ملازمته وخدمته على الأقدام . فيخشى من كثرة أتباعه أن يُحْدث خللاً في المملكة العلية . وزللاً للسلطة السنية . أو تقع فتنة لا يمكن تسكينها . فتأَر الملك من هذا الخبر المفزع . وعزم أن يخرج حضرة عزيزان من بلاده . فأرسل حضرة عزيزان الشخصين المذكوريّن بالورقة المذكورة المكتوبة المختومة بختمه إليه . وقال : قولا 6 له نحن ما دخلنا هذا البلد إلا بإذن منك ! فإن بزَّلت الآن رأيك وغّرت كلامك نخرج من بلادك . فصار الملك وأركان الدولة خجلين منفعلين من الصورة المذكورة فوق الغاية . وذهبوا إلى صحبته لملازمته . وكانوا من جملة المحبين والمخلصين له . قيل : إن عمره بلغ مائة وثلاثين سنة . وكان له ولدان أمجدان . عالمان عاملان . عارفان كاملان . وكان لهما من أعلى مراتب الولاية نصيبٌ تام . الخواجه خورد رحمه الله تعالى : أكبر أولاده. واسمه خواجه محمد . وبلغ عمره في حياة أبيه الماجد ثمانين . وكان أصحاب عزيزان يقولون له خواجه بدرك . ولولده خواجه محمد خواجه خورد . فاشتهر خواجه محمد بهذا الاسم . الخواجه إبراهيم رحمه الله تعالى : أصغر ولديه . قيل إنه لما قربت وفاة حضرة عزيزان أعطى إجازة الإرشاد لولده الأصغر الخواجه إبراهيم . وأمره بدعوة المستعدين . فخطر على قلب بعض أصحابه : أنه مع وجود خواجه خورد الذي هو أكبر ولديه . وعالم في علم الظاهر والباطن . كيف اختار الخواجه إبراهيم لإرشاد الخلق ؟ وما سببه ؟ فأشرف عزيزان على الخاطر وقال : إِنَ الخواجه خورد لا يمكث بعدنا إلا قليلاً . ويلحقنا سريعاً . توفي حضرة عزيزان بين الصلاتين يوم الاثنين . الثامن والعشرين من ذي القعدة . سنة خمس عشرة وسبعمائة . وتوفي الخواجه خورد ضحى يوم الاثنين . السابع عشر من ذي الحجة من تلك السنة . بعد تسعة عشر يوما من وفاة عزيزان . وتوفي الخواجه إبراهيم في ثلاث وتسعين وسبعمائة . وكان لعزيزان قدس سره أربعة خلفاء غير الخواجه إبراهيم كل منهم محمد . 1م الخواجه محمد كلاذور رحمه الله تعالى: من كبار أصحاب عزيزان وجملة خلفائه . وقبره في خوارزم . الخواجه محمد حلاج البلخي رحمه الله تعالى : من كمّل أصحاب عزيزان وخلفائه . وقبره في ولاية بلخ . الخواجه محمد الباوردي : هو أيضاً من جملة أصحاب عزيزان وخلفائه . وقبره في خوارزم قدس الله تعالى أسرارهم العلية ورزقنا بركاتهم . الخواجه محمد بابا السمّاسى رحمه الله تعالى : أكمل أصحاب حضرة عزيزان قدس رفي ابولدة قرية سمّاس'"؛ من جملة قرى راميتن . على بعد فرسخ شرعي منه . ومنه إلى بخارى ثلاثة فراسخ . وقبره أيضا هناك . ولما قربت وفاة عزيزان اختار الخواجه محمد من الأصحاب للإرشاد . وفرّض إليه أمر الخلافة . وأمر باقى الأصحاب بمتابعته وملازمته . ْ وحصل لحضرة خواجه بهاء الدين قدس سره نظر القبول بالولدية منه . وكان كلما يمر بقصر هندوان قبل ولادة الخواجه بهاء الدين يقول : يفوح من هذه الأرض رائحة رجال ٠‏ وسيصير قصر هندوان قصر عارفان . فلما مرّ به يوماً قال : قد ازدادت تلك الرائحة . وأظن أنه قد ولد ذلك الرجل . وكان قد مضى في ذلك الوقت ثلاثة أيام من ولادة خواجه بهاء الدين ٠.‏ فوضع جدّه هدية على صدره الشريف . وجاء به عند خواجه بابا . فقال : إنه ولدنا ونحن قبلناه . وقال لأصحابه : إن هذا المولود هو الذي كنت أشم رائحته فيوشك أن يكون مقتدى وقته ! ثم التفت إلى خليفته الجليل السيد الأمير كلال وقال : لا تقصّر في تربية ولدي بهاء الدين وشفقته . ولا أجعلك في حل مني إن كنت مقصراً . فقام دلق بسينين مهملتين أولاهما مفتوحة بينهما ميم مشددة وألف . قرية من قرى رامتين على ميل منها وثلائة أميال من بخارى ٠‏ حدائق » . اام الأمير على قدمه . ووضع يده على صدره وقال : لا أكون رجلاً إن كنت مقصراً . وما بقى من تلك الحكاية ؛ وكيفية تربية الأمير لحضرة الخواجه مذكورة فى مقامات الخواجه بهاء الدين بالتفصيل . وكان لخواجه محمد بابا قدس سره بستان صغير في قرية سمّاس ٠‏ وكان يباشر إصلاحه بنفسه أحيانا . وينقيه بيده الكريمة . وكان يمتدٌ إصلاحه إلى زمان طويل ؛ وذلك أنه كلما وضع المنشار على غصن من الأغصان كان يغلبه الحال . ويغيب عن نفسه . ويسقط المنشار من يده . ويبقى في غيبته زمانا . وكان له أربعة خلفاء فضلاء : الخواجه صوفي السخاري رحمه الله تعالى . وقبره في قرية سوخار : قرية على فرسخين من بخارى . الخواجه محمود السمّاسي ابن الخواجه محمد بابا . مولانا دانشمدز على رحمه الله . من كبار أصحاب محمد بايا . ومن أجلّة خلفائه : السيد الأمير كلال قدس سره فيه شرف السيادة . مولده ومدفنه قرية سوخار . وكان يصنع الكيزان . وكان يقال في لغة أهل بخارى لمن يصنع الكيزان « كلال » . وإِنّ والدته الشريفة كانت تقول : إذا أكلت لقمة ذات شبهة مدَّة حملي بالأمير كلال كان يعرض لي وجع البطن بالشدة . فلما تكرر ذلك علمت أنه بسبب ذلك الجنين . فكنت بعد ذلك أحتاط فى اللقمة راجية خير ذلك الجنين . فلما بلغ الأمير السيد كلال سنَّ الشباب اشتغل بالمصارعة . وكان الاجتماع : أنه كيف يليق بالسادة الشرفاء أن يشتغل بمثل هذه الصنعة ! ويسلك طريق أهل البدعة ! فغلبه النوم في الحال . ورأى في المنام أنه 44 قد قامت القيامة . ورأى نفسه مغموراً في الطين إلى صدره وقد عجز عن الخروج منه . فبينما هو متحيّر في تلك الحالة إذ ظهر السيد وأخذ بيده وأخرجه من الطين بسهولة . فلما انتبه إليه أحضره الأمير في ذلك الاجتماع وقال : نحن إنما نتدرب'" المصارعة ونتمرن المجاسرة والتجيّر لمثل هذا اليوم . روي أنَّ الخواجه محمد بابا مرّ يوماً بمعركة السيد فوقف برهة يتفرج . فخطر على بعض أصحابه : أنه كيف ينظر حضرة الخواجه إلى هؤلاء المبتدعة ؟ فأشرف الخواجه على خاطره وقال : إن في تلك المعركة رجلاً يصل في صحبته رجال كثيرون إلى درجات الكمال . ونَظرنا هذا إنما هو لأجله . ونريد أن نصيده . فوقع نظر الأمير في هذا الحال على حضرة الخواجه . وجذبته جاذية نظر الخواجه مما كان فيه . فلما ذهب الخواجه ترك الأمير معركته من غير اختيار وتوبّه من عقبه . ولما وصل الخواجه إلى بيته وأدركه الأمير من عقبه أدخله فى محله . وعلّمه الطريقة . وقبله للولديّة ٠‏ فلم يره أحد بعد ذلك في المعركة والأسواق ومجامع الفساق . وكان في خدمته وملازمته مدة عشرين سنة متصلة . وكان يجيء في كل يوم الاثنين والخميس من قرية سوخار إلى قرية سمّاس لملازمته . ويرجع من يومه . ومسافة ما بينهما خمسة فراسخ ! واشتغل مدة ملازمته بطريقة الخواجكان قدس الله تعالى أرواحهم العلية بحيث لم يطلع عليها أحد من الأغيار على حاله . حتى وصل في ل تريئة الحواءته إلى قاع" التكميل والأرشاد» وتينه فجي الحرانية بهاء الدين . وتعلمه الطريقة وآداب سلوكه كانت إليه قدس سره . وله أربعة أولاد وأربعة خلفاء كلهم أرباب الكمال . وأصحاب الوقت والحال . . الدارب : الحاذق بصناعته . (هامش الأصل)‎ )١( /4 وأحال تربية كل من أولاده على كل واحد من خلفائه . وكان للآمير أربعة عشر خليفة : الأمير برهان : أكبر أولاد الأمير السيد . وكان يقول فى حق هذا الرلةك روعاة خا و يهنا 2 فى «الطريفة "وهو فرق أجلة اينات الخواجه بهاء الدين قدس موه تحال الأمير تربيته إليه . وإنه كان صاحب سكر وجذبة قوية . وطريقته الانقطاع عن الخلق . ولم يأنس في عمره بأحد أبداً . ولم يمل قلبه إلى الألفة سرمداً . وكان في قوة الباطن بمرتبة ينهب من أصحاب حضرة الخواجه بهاء الدين قدس سره . ويتركهم عارين عن اللباس الباطن . وحكى الشيخ نيكروز من أصحاب الخواجه : أنه كلما وقعت لي الملاقاة مع الأمير برهان كان يسلب مني أحوالي الباطنية . ويتركني خاليا عن النسبة . فلما وقع ذلك منه مرات أردت أن أعرض ما في بالي من أخذ الأمير أحوالي على حضرة الخواجه . فجئت عنده بهذه النية . فلما وقع نظره عليّ قال : لعلك جئت للشكاية من الأمير برهان ؟ قلت : نعم . فقال : متى توجّه إليك لسلب أحوالك توجَهُ أنت إليّ ٠‏ وقل من قلبك : لست أنا بل هو . يعنى حضرة الخواجه . فلما لقيت الأمير برهان بعد هذا التعليم وأراد أن يشتغل بسلب حالي على عادته القديمة توجّهت في الحال إلى حضرة الخواجه ببالي . وأحضرت صورته الشريفة في خيالي . وقلت : لست أنا بل حضرة الخواجه . فرأيته في الحال متغيّر الأحوال . حتى سقط في الأرض مغشيًا عليه . فلم يكن بعد ذلك متوجها إليّ بطريق التصرّف . الأمير حمزة ولده الثاني : وكانت حرفته الصيد . وكان يحصل له هته كفاية المعيشة . وأنتال حضرة الأميز تربيته إلى عارف الدذيك كران وقال : إن أردت رفيقاً يحمل أثقالك فهذا عزيز الوجود وعسير الحصول . وإن أردت رفيقاً تحمل أثقاله فكلٌ من في الدنيا رفيقك وصاحبك . 6٠ الأمير شباة قدس سره : ثالث أولاد الأمير كلال قدس سيره وكان الأمصار والقرى . وكان يقنع من الدنيا بقدر الكفاف . ويسعى في كفاية مهمات ذوي الحاجات . ويهتم بقدر الإمكان في تحصيل الخيرات . الأمير عمر قدس سره : رابع أولاد الأمير كلال قدس سره كان صاحب الكرامات وخوارق العادات ومشتغهلا بأمر الاحتساب . مرا حضرة الخواجه بهاء الحق والدين ولد في محرم سنة "١8‏ في عهد حضرة عزيزان خواجه علي الراميتنى . على قول أنْ وفاته كانت فى شهور سنة 7/8١‏ . مولده ومدفنه قصر عارفان : قرية على فرسخ من بخارى . وكانت آثار الولاية واضحة في وجهه . وأنوار الكرامة لائحة في جبينه في طفولته . نقل عن والدته أنها قالت : كان ولدي بهاء الدين ابن أربع سنين فاشار إلى بقرة وقال : هذه تلد عجلا أغبّ الجبين . فولدت بعد أشهر عجلاً موصوفاً بالصفة المذكورة . وكان لحضرة خواجه نظر القبول للولدية من حضرة ة خواجه محمد يا الشمافي تيك كانا ماد + ركان تملمةه اباب الفاريقة في توراه الخالق الغجدواني قدس سره . كما هو معلوم من واقعاته التي رآها في 4١ الشريفة 0 العلانيون 0 ولما كان زمان ظهور خواجه بهاء الدين . وكان مأموراً من خواجه عبد الخالق بالعزيمة فى العمل . اختار ذكراً خفيّاً . واجتنب علانية , وكلما شرع أصحاب الأمير كلال في الجهر كان يقوم عن المجلس . وكان يثقل ذلك على خاطر الأصحاب . وكان لا يلتفت إليه ولا يتقيد برفع هذا الثقل من خواطرهم . وكان لا يترك دقيقة من خدمة الأمير كلال قدس سره وملازمته . ولا يخرج رأس التسليم والإرادة من ربقة متابعته . وكان التفات الأمير إليه زائداً يوماً فيوماً . فخاض بعض الأصحاب في طعنه . وعرضوا على الأمير بعض أحواله وصفاته في صورة القصور والنقصان . فلم يردّهم الأمير في هذه النوبة . حتى اجتمع الأصحاب كبارهم وصغارهم زهاء خمسمائة في قرية سوخار لعمارة المسجد والرباط ومنازل أخرى , فلما تمّ أمرها اجتمعوا كلهم عند الأمير . فتوجّه إلى الطاعنين في حضرة الخواجه وقال : إنكم أسأتم الظن في حق ولدي بهاء الدين . وأخطأتم في نسبة أحواله إلى القصور . ولا تعرفون أمره وقدره . فإن نظره تعالى شامل لحاله دائما . ونظر خواص عباد الله تعالى تابع لنظره تعالى . وليس لي صنع واختيار في مزيد النظر في حقه . وكان في الوقت مشغولاً بنقل الآجرّ . فطلبه الأمير وتوجّه إليه في هذا المجمع وقال : يا ولدي! إني قمت بموجب أمر محمد بابا في حقك حيث قال : كما أني بذلت جهدي في تربيتك ! لا تقصر أنت في تربية ولدي بهاء الدين . ففعلت ما أمرت . ثم أشار إلى صدره الشريف وقال : قد أفرغت ثدي العرفان لأجلك . فتخلص طائر روحانيتك من بيضة البشرية . ولكن باز همّتك غايته الطيران . فأجزتك الآن أن تطوف في البلدان . فإذا وصل إلى مشائّك رائحة المعارف من الترك والتاجيك فاطلبها منه . ولا تقصر ة في أمر الطلب بموجب همّتك . زان قال حضرة خواجه : إن صدور هذا الكلام من حضرة اباد سبباً لابتلائي . فإني لو كنت في صورة المتابعة المعهودة للأمير لكنت أبعد من البلاء . وأقرب إلى السلامة . فصحب بعد ذلك مولانا عارفاً سبع سنين . ثم وصل إلى ملازمة الشيخ قثم وخليل أتا. وصاحب خليل أتا اثني عشر سنة . وسافر إلى الحجاز مرتين . وسافر معه الخواجه محمّد 5 قدس سره في المرة الثانية . ولما وصلوا إلى خراسان أرسل مع سائر أصحابه من طريق باورد إلى نيسابور. وتوجه بنفسه إلى هراة لملاقاة مولانا زين الدين أبي بكر التايبادي . وصاحبه ثلاثة أيام في تايباد . ثم توجه إلى الحجاز . ولحق الأصحاب في نيسابور . وأقام مدة في مَرْوَ بعد رجوعه من حجاز . ثم قدم بخارى فأقام بها إلى آخر عمره . وأحواله بالتفصيل مذكورة في مقاماته . ولما أشار الأمير كلال في مرض موته إلى أصحابه بمتايعته قال الأصحاب : إنه لم يتابعك في ذكر العلانية ! فكيف نتابعه ؟ فقال الأمير : كل عمل صدر منه فهو مبني على الحكمة الإلهية . وليس له اختيار فيه . ذكر كيفيّة انتقال حضرة الخواجه وتاريخ وفاته قدس سره : قال مولانا محمد مسكين عليه الرحمة من أكابر ذلك الزمان : لما توفي الشيخ نور الدين الخلوتي قدس سره في بخارى حضر خواجه بهاء الدين قدس سره مجلس التعزية . فرفع أصحاب التعزية أصواتهم بالبكاء . وصاح الضعفاء بما لا يليق . فحصل منه الكراهة للحاضرين فمنعوهم . وتكلم واحد على حسب حاله . فقال حضرة الخواجه : إذا بلغ عمري نهايته أعلم الموت الدراويش . قال مولانا مسكين : كان هذا الكلام مركوزاً في ابن دائنا حت مرف خغيرة الخر اه ورض مزه :يعيب إلى كاروان سرًا يعنى الخان وكان مدة مرضه هناك . ولازمه خواصٌٌ أصحابه . وهو تدس مره يفك لك نواحد. ماو قنقة اكه و تررضت إل بالثقات خاص . ولما احتضر رفع يديه إلى السماء بالدعاء في نفْسه الأخير . ودعا مدة مديدة . ثم مسح بيديه الكريمتين وجهه الشريف . وانتقل من العالم في تلك الحالة . 3 قال حضرة شيخنا : قال مولانا علاء الدين الغجدوانى عليه الرحمة : كنت حاضراً عند حضرة الخواجه فى مرضه الأخير ٠‏ فدخلك علهافن حالة النزع . فلما رآني قال : يا علا . خذ السفرة وكل الطعام . وكان دائماً ينادينى بعلا فأكلت لقمتين أو ثلاثاً امتثالاً لأمره. وما كنت قادراً على أكل الطعام في تلك الحالة . ثم رفعت السفرة ففتح عينيه ورآني قد رفعتٌ السفرة فقال : يا علا! خذ السفرة وكل الطعام . فأكلت لقيمات ررقت الستره . فلما رآني قد رفعت السفرة قال : خذ السفرة وكل الطعام ين ينبغي أن يأكل الطعام كثيراً ويشتغل كثيراً قال ذلك أربع مرات . وكان لا الأصحاب مشغولاً في هذا الوقت بأن حضرة الخواجه إلى مَنْ يفوّض أمر الإرشاد . وإلى مَنْ يسلّم أمور الفقراء . فأشرف حضرة الخواجه على خواطرهم وقال : ليش'" تشوشوني في هذا الوقت ؟ ليس هذا الأمر في يدي . فإنْ الحاكم هو الله تعالى ٠‏ فإذا أراد أن ب* يشرّفكم بهذه الحالة يشير إليكم بها . قال الخواجه علي داماد الذي من جملة خدام حضرة الخواجه : أمرني في مرضه الأخير ب بحفر القبر الذي هو مرقده المنوّر ؛ فلما أتممت جنْت عنده . فخطر في قلبي أنه إلى من يحيل أمر الإرشاد بعده! فرفع رأسه المبارك وقال : الكلامٌّ هو الذي قلته في سفر الحجاز وأتممته : كل من أراد أن ينظر إلىّ فلينظر إلى الخواجه محمد يارسا . فانتقل في اليوم الثاني بعد هذا الكلام إلى رحمة الله تعالى . قال حضرة الخواجه علاء الدين العطار قدس سره : قرأت يس وقت نزع حضرة الخواجه . فلما وصلت إلى نصف السورة أخذت الأنوار في الظهور . فاشتغلت بالكلمة الطيبة . فانقطع بعد ذلك نفس الخواجه )١(‏ لأي شيء. غ54 وبلغ سنّه الشريف ثلاثاً وسبعين سنة . وشرع في الرابعة والسبعين . وتوفي ليلة الاثنين الثالثة من ربيع الأول . سنة إحدى وتسعين وسبعمائة . لا يخفى أنَّ أفضل خلفاء حضرة الخواجه بهاء الدين قدس سره وأكمل أصحابه : علاء الدين العطار . والخواجه محمد يارسا قدس سرهما وأصحابه وخدّامه لا يضبطهم الحدٌ والعدٌ . ونذكر في هذه المجموع من أصحابه مَنْ نقل عنه حضرة شيخنا شيئاً من المعارف . أو لقيه وصحبه ؛ وإن كان أعظم أصحابه قدراً. وأقدمهم حرا وخليفته على الحق . ونائبه المطلق والأولى بالتقديم هو : الشيخ خواجه علاء الدين العطار قدس سره لكن نؤخُر ذكرة من سائر أصحابه . لكون ذكره وخلفائه طويل الذيل قدس الله تعالى أرواحهم . عدر حراس يعد با اا افا الخواجه . وأعلم أهل الزمان وأورعهم ٠‏ وتذكرة خلفا ء خواجكان . ولما التزم ملازمة الخواجه فى مبادئ أحواله وأخذ فى الرياضات ؛ جاء يوماً فى ذلك الأثناء منزل الخواجه وانتظره خارج الباب . فبينما هو واقف في الباب منتظراً خروجه إذ دخلت جارية من خدم خواجه في المنزل . فسألها مَنْ في الباب ؟ فقالت الاغلام يارسا ٠‏ يعني ظريف وعفيف منتظر في الباب . فخرج كو عورا مهدا تقال : كنت يارسا . فوقع هذا اللفظ في أفواه الناس من يوم صدوره من لسانه الشريف . واشتهر الخواجه محمد بهذا اللقب . وكان في ملازمة خواجه في سفر الحجاز في النوبة الثانية . وقال: أمر حضرة خواجه في بادية الحجاز مخلصاً بالمراقبة . وأمره بحفظ صورته الشريفة في خزانة خياله . وقال : إن طريق هذا المخلص طريق الجذبة . وصفته بين الجلال والجمال . ولقّنه الذكر أيضاً . وأحال كيفية الذكر إلى علمه . وأمره بالتمسّك باللطف الإلهي ورؤية فضله . وقطع النظر عن جزاء الأعمال . وأمره أيضاً أن يرمي ما صدر منه من صفة الكمال قولاً وفعلاً في بحر العدم ٠‏ وأمره بالمحافقظة على رؤية القصور دائماً . 4 وقال في حق هذا المخلص : هو من المرادين ! ويعامل المرادون فى ينض الأردات مقنائلة المزيقي لالجل التريام, ولما أمر ذلك المخلص بالتكلّم في معارف القوم في مبادئ الحال رآه يوماً ماشياً أمامه . فنظر إليه ثم توجّه إلى الأصحاب وقال : إن لكل مَنْ يحضر مجلسه يسمع منه كلاماً على حسب فهمه وحاله . وكان يشرّفه في بعض الأوقات بالنظر الوهباني . ويدعو له بتأثير كلامه في كل أحد . وبحصول ما يريد ويقول . وقال في وقت آخر : إِنَّ الله سبحانه وتعالى يفعل كل ما يقوله . أنا أقول : قل وتكلم . وهو لا يقول ولا يتكلم . يعني : رعاية للأدب . وشرف هذا المخلص مرة بنظر وهباني بصفة بُرْحّ الأسود . وهو عبد أسود كان في زمن سيّدنا موسى على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام وكانت له درجة المحبوبيّة عند الله تعالى . قيل أنَّ بُرخاً فى بنى إسرائيل كان قرين الأويس القرني ذه في هذه الأمة . وقال حضرة شيخنا : إن طائفة من كبراء المتقدمين كسبوا الأمور الحقيقية والمعارف اليقينية بعضهم من بعض ؛ بالمصاحبة من غير واسطة اللسان . وهم البُرخيّون . والطائفة المتصفون بهذه الصفة في الشريعة المحمّدية هم الأويسيّون . وقال حضرة الخواجه محمد يارسا قدس سره : لما عرض المرض لحضرة الخواجه في طريق الحجاز وصّى أصحابه بوصايا . وقال في أثناءها مخاطباً هذا المخلص فى حضور الأصحاب : إن كل حق وأمانة وصل إلى هذا الضعيف من خلفاء خواجكان . وما كسبته فى هذه الطريقة فوّضت كلها إليك . كما فوّضها مولانا عارف . فينبغي لك أن تقبلها وتوصّلها إلى خلق الله تعالى . فقبلها المخلص بالتواضع . ولما رجع من الحجاز شرّفه في حضور الأصحاب بنظر الوصية وقال : قد أخذت عني 43 كنَّ ما جمعتّه . وكبّر ذلك . وازداد نظر عنايته بعد ذلك للمخلص يوماً فيوماً . وقال في وقت آخر : إني أقول في حقه ما قاله مولانا عارف وأنا على ذلك . ولكن ظهوره موقوف على اختيارنا ؛ أي سفر الآخرة . وقال فى آخر حياته : إن المعنى الباطن الذي قلته يظهر البتة . ولكن تن طريقه الآن حجر أسوداء فإذا أميط عن الطريق رهز ذلك المعنى:: وقال : قال حضرة الخواجه فى آخر حياته فى حق ذلك المخلص حين غيبوبته : إني ما تأذيت منه أبدً . وقد حصل لي تأذ في الجملة من كل من الأصحاب . وأما منه فلم يحصل أبداً . فإن حصلت المناقشة بيننا فى بعض الأوقات فإنما كانت منّى لمصلحة وحكمة عارضة . فإن أعرضت عنه أياماً بالباطن فالآن قلبي عنه راض رضاءً تاقاً . وأنا على قول قلته فى طريق الحجاز فى حضور الأصحاب . فلو كان حاضراً فى هذا الرقت لقلات فى عه أزيد عق الأول #واظين تداق هذه اسان نطر كثيراً والحمد لله على ذلك . ١‏ عنايتك الجزيلة جرّأتنتي بأنواع الرجاء العاليات مولانا محمد الفغانزي رحمه الله تعالى من المقبولين لخواجه بهاء الدين : مولده قرية فغانز ؛ قصبة كبيرة بين بخارى وسمرقند . وكان غلاماً جميلاً غاية الجمال فصاده خواجه . وقبله بنظر العناية والشفقة . واستكثر هو أيضاً ملازمة محمد يارسا قدس سره . فمن بركة نظر خواجه . ويُمْن مه خواجة :ميحد ناريا خصلت نسة اللجمعية: .كان جمد ياوس يخرج من المسجد بعد العشاء في أكثر الأوقات ويتكئ بعصاه على صدره الشريف . قائماً على باب المسجد . ويكلّم الأصحاب كلمتين أو ثلاث . ثم يسكت ويغيب عن نفسه في السكوت . وكثيراً ما كانت تمتد تلك الغيبة إلى أذان الصبح . فيدخل المسجد ثانيا لصلاة الصبح . 4'/ خواجه مسافر الخوارزمي قدس سره من مخلصي خواجه . والتزم بعده محمد يارسا بإشارته . وقال : لما توجّهت إلى هراة في النوبة الأولى رافقت مسافر في الطريق . كان خوارزمي الأصل ومعهرا : بلغ عمره تسعين سنة . وكان مشربه موافقاً للتصوف . من كبار أصحاب خواجه بهاء الدين قدس سره . وكان عالماً في الظاهرية والباطنية . وأصله من جرخ - قرية في ولاية غزتين - . وقبره في هلفتو؛ قرية من قرى حَصّار . قال : كنت قبل وصولي إلى خواجه مُحيّا له ومخلصا تامًا . ولما أخذت الإجازة من علماء بخارى للفتيا عزمت الرجوع إلى وطني . فحصل لي الملاقاة يوما بحضرة الخواجه . فأظهرت له التواضع . وتمنّيت منه التوجّه بخاطره . فقال: تحضر عندي الآن في وقت السفر ؟ فقلت : إني أحبٌ جنابك . فقال : من أي حيثية ؟ قلت : من حيث أنك عظيم القدر . ومقبول عند جميع الخلق . فقال : لا بِدّ من دليل أقوى من هذا . فإن هذا القول يحتمل أن يكون شيطانياً . قلت : قد ثبت في الحديث الصحيح : « إذا أحبّ الله عبداً يوقع في قلوب عباده محبته 00 و عو 0 0 المقال . لبان ! فقال : طلس شخ تئج الخاطر من حضرة عزيزان فقال 7 رحن نع تي عرق نجل .» الكرفة ا جنيها تكلننا رانه تتذكرني ١‏ ولما تذكزتني وجدنني . ثم قال عليك بزيارة مولانا تاج الدين الدشت كولكي في سفرك هذا فإنه من أولياء الله تعالى . فخطر في قلبي بأني متوججه إلى بلخ ومنه إلى الوطن . وأين هو من بلخ ؟ ولما توبّهت تلقاء بلخ اتفق لي بالضرورة أن أذهب من بلخ إلى الدشت كولكي . 536 فتوججّهت هناك وتذكرتٌ إشارة خواجه . وتعيّجّبت من الاتفاق . ووصلت إلى صحبة تاج الدين . فقويت رابطة المحبة لخواجه بعد رؤيته . ووقع لي سبب المراجعة إلى بخارى ثانياً فرجعت وحضرت خواجه . ووقع في قلبي أن أسلمَ يد الإرادة إلى يده 0 معتقده . فرأيته قاعداً في الطريق فقلت له : : أنا أذهب . فقال : وعججل . وكان خط بين يديه ار 0 كانت فرداً فدليل على حقيّة القصد بدليل أنَّ لله فرد يحبٌ الفرد . فعددتها فكانت فرداً . فجئت عند خواجه باليقين وأظهرت له الإرادة . فلقّنى الإتوف العددي قال كو راغا للعذه الفزد ما )متظعيف: ٠‏ وأكتان بالقول إلى الخطوط الفرد التي جعلتها دليل على حقيّة أمري . وكتب مولانا الجرخي قدس سره في بعض مصنّفاته : لما ظهرَتْ في هذا الفقير داعية الطلب بعناية الله تعالى قادني الفضل الإلهٌ ؛ وحداني الكرم الغير المتناهي إلى صحبة الخواجه بهاء الحق والدين قدس سره . فصحبئّه في بخارى . ووجِدْتٌ من كرمه العميم التفاتات كثيرةً . فحصل لي اليقين بأنه من خواص أولياء الله تعالى ٠‏ وكامل مكمّل ٠‏ وتفاءلت بكلام الله تعالى فجاءت الآية الكريمة « وليك لدي هَدى أمَدِهُدَههُمُ أَنَنَدِْ 4 وكنت قاعداً في آخر أيام التردد للإنابة في فتح أباد ببخارى - فيه مسكن الفقير - متوججّهاً إلى مرقد الشيخ سيف الدين فبلغ إليّ رسول قبول الحق . وظهر في باطني القلق والاضطراب . فقصدت حضرة الخواجه . فلما وصلت إلى منزله الشريف بقصر عارفان رأيته منتظرا فى الطريق . فتلقّاني بالإحسان . وجلس معي بعد الصلاة . واستؤلت هيبئه على بحيث لم يبق فيّ مجال النطق . 44 العلم علمان فقال في أثناء الصحبة : قد ورد في الأخبار : العلمٌ علمان ؛ علم القلب فذلك علمٌ نافع علّمه الأنبياء والمرسلون . وعلم اللسان فذلك حجة الله تعالى على ابن آدم . والمرجرٌ أنَّ لك نصيبٌ من علم الباطن . وقد ورد في الخبر : « إذا جالستم أهل الصدق فجالسوهم بالصدق فإنهم جواسيس القلوب . يدخلون في قلوبكم وينظرون إلى همّمكم » . وأنا مأمور لا أقبل أحدا باختياري وصنعى . فتنظر بماذا تكون الإشارة فى الليلة فإن قبلوك نقبلك . فمرّت تلك الليلة علىَّ في غاية الصعوبة . بحيث لم أر في عمري أصعب منها من خوف فتح باب الردٌ علي . فلما صليت معه صلاة الصبح قال : أبشر فقد حصلت الإشارة بالقبول . وأنا أقبل الناس . وأتاني في قبوله حين قبلته . وانظر كيف يجيء الناس وكيف يكون الوقت . ثم بِيّن سلسلة مشائخه قدس الله تعالى أسرارهم إلى حضرة الخواجه عبد الخالق الغجدواني قدس سره . وأمرني بالوقوف العددي وقال : إن أوّل مرتبة العلم اللدني هو هذا الدرس ؛ الذي علّمه ا 0 . فكنت بعد ذلك في صحبته أوقات كثيرة . إلى أن صدرت لي الإجازة بالسفر من بخارى , فقال وَفْت السفر : كل ما وصل إليك مني بِلّغْه عبادَ الله تعالى ٠‏ فيكون ذلك سبباً لسعادتك . وأمرني أن أصاحب الخواجه علاء الدين العطار قدس سره. فأقمت بعد وفاته مدة فى بدخشان . وكان خواجه علاء الدين متوطناً في صفانيان . فكتب إلِيّ : إِنَّ حضرة الخواجه وضّاك بأن تكون فى صحبتى . فماذا ترى الآن من المصلحة ؟ فلما اطلعت عليه جئت إلى ضفائيان وكنت”" في ملازمته إلى أن توفي . فسافرت بعد ثلاثة أيام . وجئت إلى هلفتو )3غ( فيه تصريح أنَّ المرشد الكامل إذا جعل مريده مأذوناً ٠‏ فإن وجد ذلك المأذون مَنْ هو أعلى منه درجة وأكمل منه تربية ٠‏ فالواجب عليه الذهاب لديه والاستفادة منه . كما صرّحه هكذا سلطان العارفين عبد الوهاب الشعرانى الشاذلى قدس سره- ١ اعلم أن حضرة مولانا يعقوب الجرخي قدس سره اشتغل بعلوم الرسوم في مبادئ الحال . وسكن وقت التحصيل بجامع هراة . وسافر إلى مصر وأقام هناك زمانا . وقال : أقمت مدة في هراة . وكنت آكل في مدة إقامتي من طعام خانقاه خواجه عبد الله الأنصاري الواقع في سوق الملك بسبب سعة شرط وقفه . ولاحتياطه في أصل وقفه . وسكن فيه الصلحاء المتورّعون ولم يجتنبوا عن أوقافه . وكان شريكاً في الدرس لمولانا زين الدين الخافي قدس سره وقت إقامته بمصر. وكانا من تلامذة مولانا شهاب الدين السيرامي رحمه الله تعالى من أكابر علماء زمانه وكانا متحابّين . وقيل لمولانا يعقوب الجرخي قدس سره: إن الناس يقولون أن “مولانا زين الدين الخافي يعبّر منامات مريديه . ويعتبرها ويعتمدها . فهل عندك علم بهذا ؟ فإنك أقمت بخراسان! قال : نعم . هو كذلك ! فأخذ لحيته بيده وغاب عن نفسه . وكان عادته أن يغيب آنا فآناً . فمال رأسه المبارك في الغيبة لصدره الشريف . حتى بقيت شعرات لحيته في يده . ثم رفع رأسه بعد ساعة وأنشد هذا : 1 وإني غلام الشمس أروي حديثها ومالي وليل فأروي حديثه خواجه علاء الدين الغجدواني قسن :ميرخ من أجلة: "أضشحات الخواجه بهاء الدين قدس سره . مولده في غجدوان . وقبره في فيل مرزه قريةٌ جنوب بخارى قريب الجبانة . وفيها كثيبٌ وهو مدفون فيها . وتشرّف قدس سره في شبابه بالقيول من بهاء الدين . وكان فى ملاز مته فى حياته 2 وبعدذه صحب الخواجه محمد يارسا قدس -في كتبه . ونقله النقشبنديون في كتبهم . قدس الله تعالى أسرارهم العلية ٠‏ ورزقنا من بركاتهم . اللهم إنك على كل شيء قدير . وإيجادك لي مَنْ هو أعلى مني وأستفيد منه فائدة حقيقيّة . وأنت له جدير . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الوهاب الفتاح . (للكاتب الحقير رحمه القدير) . 6١ سره والخواجه أبى نصر يارسا بقيّة عمره بإشارة الخواجه . وكان له استغراق تام . وحلو العبادة . وتقع له الغيبة في أثناء الكلام أحياناً . وما كان في الناس مشغولا وحريصا على شغله مثل علاء الدين إلا حتى كأنه عين النسبة . ولما أراد محمد يارسا سفر الحجاز أراد أن يأخذ معه علاء الدين قدس سرهما وقد بلغ عمره في الوقت تسعين سنة . وفيه آثار الشيخوخة . قال واحدٌ من أكابر سمرقند : ترجَّيْت من محمد يارسا عَذْرَ علاء الدين وإعفائه عن السفر . وقلت : إنه كبير السنٌّ ضعيف . ليس منه كثير فائدة . فقال : لا حاجة لنا إليه . غير أني كلما أراه أتذكر نسبة المشائخ . وفيه لنا مددٌ كثيرٌ . قال حضرة الخواجه علاء الدين : مذ عرفت نفسى ما طرأت علىّ غفلةٌ عنه تعالى مدة ما يدخل العصفور منقاره في الماء . لا في النوم ولا فى اليقظة . قال شيخنا : كان الاستغراق غالباً على علاء الدين . وكنت في جكي وني الأقار توعهة يجا إلى عر عارفانناخيا لزيار الاتواجه الذين ذاهبا إلى العوان وقال : ظندْتٌ أنك بقيت هناك د دك ئها نان : فقال بعد العشاء : إناك صاحب حاجة فينبغي إحياء الليلة بلا نوم . فجلس بعدها إلى الصبح . ولم يتحوّل من جانب لجانب . ولم يتحرّك أصلاً ! قال حضرة شيخنا : إن هذا القعود لا يتيسّر من غير جمعيّة تامة , وكان متولي المزار فقيرا فجاء إلى التربة بكأسيْن من السويق ٠.‏ ووضع أكبرهما بين يدي الخواجه . فأكله وقعد من العشاء إلى الصبح . ولم يخرج لحاجة وتجديد وضوء . وكنت تعباناً من كثرة المشي . وقعذتٌ بالضرورة لموافقته . فلم يبق لي مجال القعود بعد نصف الليل . فرأيت الأفضل أن أقوم وأمرّخ . فلما شرعت في التمريخ قال : أردت دفع الثقل ؟ قلت : لم يبق مجال القعود فأردت التخفيف بالحركة فأستريح . 6 وعرض لي رَمَدٌَ في سمرقند إلى أربعين يوماً . فأردت الخروج منها فمنعني مولانا سعد الدين الكاشغري قدس سره ولكني ما امتنقتٌ . فتوجَهْت إلى بخارى لرؤية الخواجه علاء الدين > وكت سسممكا أوضافه وما كنت رأيته . فلمًا دخلت بخارى خرجت للتفرّج . فرأيت مسجداً فدخلت فيه . فرأيت شيخا حسن السمت . فحصل فى باطنى انجذابٌ قوي . فجلست بين يديه فأخذني عن نفسي قوتاً . وكنت أحضر صحبته ثلاثة أأيامة وقا:: تحصير يهنا عند كلاثة اآياء 4 هما مقضوولة * فإن كان رؤية شيخ ذي كرامة فليس هنا! وإن أردت التأثر من صحبتنا فيبارك لك . وكان ذلك الشيخ هو الخواجه علاء الدين الغجدواني قدس سره . قال شيخنا : كان لى فى بداية الحال اضطراب عجيب . ما وجدت الاطمئنان إلى أن وصلت إلى صحبته . ووصلت في بداية الحال إلى صحبة الأكابر . وشغلني بعضهم بالطريقة . وكان يظهر لي نسبة الحضور والجمعية في مدَّة يسيرة . فإذا برزت آثارها في عَرّصَّة الظهور كان يشغلني بأمر آخر. فيزول عنّي آثار الجمعية فيوجب التفرقة ٠.‏ وكنت مشرّشأ من هذه الحيثية كثيراً ولم أدر سببه ١‏ فتبيّن لي أن مقصودهم من ذلك إظهار أن ذلك الطريق عزيز في الغاية . والجمعيّة لا يتيسّر بسهولة . فلمًا وصلت لدى الخواجه علاء الدين ببخارى تخلّصت من التفرقة ببركة صحبته . وصار الطريق واضحاً . وقال شيخنا : كان لي في بداية حالي اعتقاد أنَّ حصولٌ المقصود موقوف على التفات مرشد كامل . وأن المقصود يتيسر بنظر واحد منه . ولمًّا وصلت إلى صحبة الخواجه علاء الدين قال : ينبغي لك أن تشتغل نا ضار شيلونا لل لمعن بوالاعتماة دخلا تاها برتوكل كيء حل من غير سعي واهتمام لا يكون له بقاء ودوام . وقال شيخنا : صحبته أربعين يوماً فذكر لي في الأثناء كمال تصدّف الخواجه بهاء الدين قدس سره . 0 10 مطلب ثم قال في الآخر : صحبة أكابر الوقت أيضاً غنيمة ؛ وإن لم يكونوا في مرتبة الماضين ! قال : قال الخواجه بهاء الدين : الهرٌ الحيّ خير من الأسد الميت . وقال شيخنا : وعظ الخواجه أبو نصر يارسا الناس يوم وفاة الخواجه علاء الدين عليه الرحمة . وقال في أثنائه : كان الخواجه علاء الدين جارنا . وكا مأمونين ومستريحين في ظل عنايته وبركة همّته . فارتحل الآن إلى جوار الرحمة والرضوان . فحق لنا الآن الخوف والحذر . ومن محلة صرافان من محلات بخارى : أنه أعطى الخواجه علاءٌ الدين إجازة لخواجه ناصر الدين عبيد الله أحرار قدس سره . قلت له : استعجلت في الإجازة له . فقال : إنه جاء عندنا تامأ . وذهب تاماً . وكان بدر الدين المذكور يجيء لصحبة شيخنا من بخارى إلى سمرقند دائما . وقال هو لبعض كبار الأصحاب : إنه لما فارق الشيخ عبيد الله أحرار عن الخواجه علاء الدين بخارى قال الخواجه : سبحان الله ! ما هذا خواجه عبيد الله . بل خواجه بهاء الدين ! جاء إلى الدنيا ثانياً مع زيادة ألوف من الكمال . مولده : بيرمس قرية في قصبة وابكن . ومنها إلى بخارى أربعة فراسخ شرعية . كان من مريدي الأمير حمزة بن الأمير كلال قدس سرهما . ثم انسلك أخيراً في سلك أصحاب الخواجه بهاء الدين قدس سره اشتغل بالرياضات الكثيرة فوقعت له مرة غيبة في الأثناء بحيث لم يكن له خبر عن نفسه إلى ثلاثة أيام . فأخبروا بذلك للأمير حمزة فقال : اذهبوا ونادوا في أذنه بأنْ الأمير حمزة يقول: ارجع من المقام الذي وصلت إليه . فلما فعلوا ذلك ظهر فيه الحسٌ والحركة بعد لحظة . وجاء إلى نفسه . ولقيه شيخنا في مبادئ أحواله وصحبه . 1 وكان يقول : لما بلغت اثنين وعشرين سنة توجّهت من سمرقند إلى بخارى . فمررزتٌ إلى الشيخ سراج الدين البيرمسي . فاجتهدت كثيرا لأقيم عنده ولكن لم يطمئن قلبي . فاستأذنته أن أذهب إلى بخارى . وكنت ألاحظ أحوال الشيخ سراج الدين مدة إقامتي عنده . فرأيته في النهار يصنع الكيزان . وفي الليل يراقب ويذكر . وقال شيخنا : قدم سراج الدين الهروي قدس سره إلى سمرقند . وصار مدرّساً في مدرسة المرزا أَلْغْ بيك . وكان يقول: رأيت الشيخ سراج الدين البيرمسي . وكان تتّعه للعلوم المتداولة قليلاً . ومعه كانت في كلامه حلاوة لم تكن في مجلس كثير من العلماء والصوفية . وكان سراج الدين الهروي المذكور قد رأى كثيراً من الصوفية . وصحب غير واحد منهم . وبسبب ملاقاته للشيخ سراج الدين البيرمسي قدس سره . ولطافة مجلسه وحلاوة كلامه ؛ كان قويٌّ الاعتقاد لأكابر خواجكان قدس الله تعالى أرواحهم . قال شيخنا : كان الشيخ سراج الدين البيرمسي من أهل السلسلة . فإذا قصد أحد صحبته كان يكنس بيته في الحال . فسألته عن سرّه فقال: إن لى قريناً من الجن . فإذا قصد أحدٌ صحبتى يخبرنى ذلك القرين بمجيئه . ١ ١‏ وقال شيخنا : قال الشيخ سراج الدين : وقعت لي الملاقاة مرة مع أصحاب الشيخ أبي الحسن العشقي قدس سره . فحسبوا أني أريد أن أجعلهم مريداً لي ! فقالوا : أيها الشيخ ! لا تضيّع كثيراً من أوقاتك . فإنا مملؤون من محبة الشيخ أبي الحسن . وتصرفه إلى هنا وأشاروا إلى حلقهم ولا محل فينا لشيء غيره . ولا تقدر أن تضع لنا محبتك . فاقتضت الغيرة أن أتصرّف في بواطنهم . فأخذوا يشمون جيوبهم ويتمرّغون في الأرض صرعى ٠‏ فكانوا مدة على هذا الحال سكارى ٠‏ فاقتضت الهمّة أن أتصرّف فيهم ثانياً ليصحوا . فكان كل منهم بعد ذلك في مقام الاعتذار بغاية الاتكسار . فقلت لهم : لا ضير ؛ فإنا نشرب مع شيخكم الشيخ أبي الحسن من عين واحدة . فإرادتكم إياه هي عين إرادتنا . ١6. وسمعت من بعض الأكابر أن مولانا سعد الدين الكاشغري قدس سره صحب الشيخ سراج الدين في مبادئ أحواله ٠‏ وما ذكره في رسالته من كيفية ذكر (لا إله إلا الله) بأن يعتبر أحد رأسى الألف من السدّة . وكرسي (لا) من الثدي الأيمن . وأحد رأ سى الألف من القلب الصنوبري . ولفظة (إله) متصلة بكرسي (لا) الواقع في الثدي الأيمن ٠‏ و( إلا الله محمد رسول الله) متصلة بالقلب . فيحفظ هذا الشكل بهذه الكيفية ٠.‏ ويشتغل بالذكر بالطريقة المذكورة عند أهلها ؛ أخذه عن الشيخ سراج الدين رحمه الله تعالى . ورزقنا الله تعالى من بركاته وفيوضاته . آمين . حضرة الخواجه علاء الدين محمد العطار قدس سره اسمه : محمد بن محمد البخاري . أصله من خوارزم . ولوالده خواجه محمد ثلاثة أولاد.' خواجه شهاب الدين . وخواجه مبارك , وخواجه علاء الدينٍ . فلما توفي أبوهم لم يأخذ علاء الدين من ميرائه شا ٠‏ واشتغل علوماً في بخارى على التجريد . وكان لخواجه بهاء الدين صَبيّة فقال لوالدتها : إذا بلغت حدّ البلوغ أخبريق: فى تلك الساعة قلما بلغت أخيريه. 'فجاء الشواجة من قصر غارفان إلى بشارى :دعل حجر الخراجم أعلاء'النين: في المدرسة . فرأى فيها حصيراً مشفوقاً مفروشاً كان له . يضع عليه جنبه أحياناً . ولبنتين يتوسّدهما . وقمقمة مكسورة يتوضأ بها . فلما رآه الخواجه علاء الدين قام من مكانه . ووضع رأسه على قدمه تواضعاً وتعظيماً . فقال له الخواجه : إن لي صبيّة وبلغت الليلة ! وأنا مأمور بأن أزوّجكها . فقال الخواجه علاء الدين متواضعاً : إنَّ هذه لسعادة عظيمة توجّهت إلىّ من محض لطف الحق تعالى ٠‏ ولكن ليس لي شيء من أسباب الدنيا للصرف في لوازم الازدواج . فقال الخواجه : إِنَّ لكما رزقاً مقدّراً عند الله تعالى . لا حاجة للفكر والتشويش من هذه الجهة . فتحقّق العقد فولد له منها خواجه حسن العطار قدس سره . 6١1 وسمعت من بعض بعض الأكابر أنه لما قبل حضرة الخواجه علاءً الدين للولديّة أمره بكسر رعونته المؤلويّة ؛ بوضع مقدار تفاح في طبق طين . وبحمله فوق رأسه . وبيعه في أسواق بخارى ماشياً حافياً بصوت عال . فقام علاء الدين بالأمر على النشاط التام . وكان أخواه خواجه شهاب الدين . والخواجه مبارك صاحبي عار وناموس فحصلت لهما منه غاية الخجالة . فلمًا أخبروا الخواجه بذلك قال له : اذهب وضع الطبق على جنب دكّان أخويك وبع هناك بصوت عال ار من ين علد عراف سي ادا قل لطي وكان يجلسه قريباً منه ويتوجّه إليه آنا فآناً ٠‏ فسْئل عن سرّه فقال : إنما أجلسه إلى جنبي لثلا يأكله الذئب . فإن ذئب نفسه في كمينه دائماً . فأتفحص عن حاله في كل لحظة ليكون مظهراً للأسرار الإلهية . قال الخواجه علاء الدين : سألني الشيخ محمد في راميتن في بداية ملازمتى حضرة الخواجه عن كيفية القلب؟ قلت : إن كيفيته ليست بمعلومة عندي . فقال : إن القلب عندي كهلال في اليوم الثالث . فعرضت تعريفه وتمثيله للقلب على الخواجه فقال : إنما بين نسبة حاله فقط . وكان الخواجه قائماً في ذلك الوقت . فوضع قدمه المبارك على ظهر قدمي . فظهرت فيّ كيفية عظيمة . حتى شاهدت جميع الموجودات فِيَ ! فلما رجعت إلى حالى الأول قال : إن النسبة هى هذه . لا ذاك ! فكيف تقدر أن تدرك حال القلب ؟ فإن عظيمة القلت يضق بها نطأاق البيان . وسرٌ حديث ١‏ لا د يسعني يسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي » من الغوامض . فمن عرف القلب عرف هذا السر . وأحال الخواجه قدس سره تربية كثير الطالبين في حياته 00 الدين قدس سره . وكان يقول : إِنَّ علاء الدين قد خمّف عني كثيراً من الأثقال . فلا جرم ظهر فيه أنوار الولاية وآثار الهداية أتمْ وأكمل . ووصل كثير بصحبته إلى أوج القرب والكمال . ونالوا مرتبة التكميل والإكمال . 1١٠١او/‎ ووقع مرة اختلاف العلماء في بخارى في مسألة رؤيته تعالى أنها جائزة أم لا؟ وكان لهم اعتقاد تامٌّ في حق علاء الدين فجاؤًا عنده وعرضوا عليه المسألة . وقالوا: أنت الحكم ! فاحكم بيننا بالحق . فقال لمنكري الرؤية بالميل إلى مذهب المعتزلة : احضروا عندي ثلاثة أيام متصلاً . واقعدوا معي في الصحبة على طهارة كاملة ساكتين . فأحكم بعد ذلك 'ففعلوا.«فوقعت : عليهم .5 كيفية عظيمة في اليوم الأخير . ٠‏ حتى غشيتهم الغيبةٌ وصاروا يتمرّغون في الأرض ٠‏ فلما أفاقوا قاموا وقالوا بغاية التواضع والانكسار : آمنّا وصدّقنا أن رؤية الله تعالى حق . والتزموا بعد ذلك صحبته . واعتكفوا على عتبته ٠‏ وأنشد البعض ذ في المجلس بيتاً : وقالوا متى وَضْل الإله من العمى فناولهم سمع الصفاقٌلُ وهكذا ورأيت بخط الخواجه محمد يارسا قدس سره قال حضرت الخواجه علاء الدين في مرضه الأخير : لو أردت أن يصل جميع الخلق إلى المقصود الحقيقي ! لوصلوا بعناية الله سبحانه وتعالى . قال شيخنا : كانت الغيبة غالبة على الخواجه محمد في التوججهات والمراقبات . وكان لعلاء الدين شعورٌ كاملٌ ووقوف تام . والشعور والوقوف أتمٌّ وأكمل عند أهل التحقيق . وقال شيخنا : لما توفّي خواجه بهاء الدين قدس سره : بايع أصحابه كلهم حضرة الخواجه علاء الدين . حتى الخواجة محمد يارسا قدس سرهم لكمال علوٌ شأنه . ومن أنفاسهٍ النفيسة الشريفة قال قدس سره: المقصود من الرياضات نفي التعلّقات الجسمانية بالكلية . والتوجّه الكلي إلى عالم الأرواح وعالم الحقيقة . والمقصود من السلوك أن يتخلّص العبد باختياره وكسبه عن هذه التعلقات المائعة للعبد عن الطريقة + وأث تفرض كل :واحد م التعلقات 1١8 على نفسه . فإن كان قادراً على تركه فليعلم أنّ هذا التعلق ليس بمانع عن الحق ولم يغلب عليه . فإن لم يكن قادراً على تركه ورأى قلبه مربوطاً به . فليعلم أنه مانع له عن الطريقة . فليتشيّث بتدبير قطعه وقلعه عنه . وقد كان الخواجه إذا لبس ثوباً جديداً يقول أوَّلاً للاحتياط : إِنَّ هذا حق فلان . ويلبسه مثل ثوب العارية . قال قدس سره : إِنَّ التعلق بالمرشد ؛ وإن كان تعلق بالغير واجب النفي في الأخير . لكنه في الأول سبب الوصول . ونفي التعلق عن ما سوى المرشد من اللوازم . وينبغي للطالب أن يطلب وجوده ورضاه . وينفي ما سواه تعالى في محلّه - يعني في الانتهاء - فإنَّ النفي في غير محله ليس بمفيد مطلب مهم قال قدس سره : قال المشائخ - قدس الله تعالى أرواحهم - التوفيق مع السعي . وكذلك يكون مدد روحانية المرشد للطالب على قدر سعيه بأمر المرشد , فإنه لا بقاء لهذا المعنى بدون السعي . وليس لتوجّه المرشد للطالب بقاء فوق أيام قلائل ٠‏ فإن من المعلوم أن المرشد إلى متى يتوجه إلى الغير . وكان من اللطف الإلهي أن مولانا دادرك أمرني أولاً بالسعي . وكان التوفيق رفيقاً . حتى صارت أوقاتنا كلها مصروفة في السعي في صحبة حضرة ة الخواجه قدس سره . وأنا لا أعرف مَنْ كان يوماً واحداً بتمامه في السعي من أصحاب الخواجه إلا قليلاً . قال قدس سره : قد تظهر فى أثناء السعى والتوجه أحياناً حالة للطالب ويراها . لكن لا يعلم ماذا يرى . فينظر لنفسه فيراها معدوماً . فيقع في الحيرة . ثم تحتجب عنه تلك الحالة بعد زمان . وطلوعها مسبب لحديث النفس . فينبغي للطالب في الحال أن يرى قصور نفسه . وأن يكون راضياً باحتجاب تلك الحالة . وأن لا يتقيد بربطها . فإن فح البشر غير ل لائق بهذا الصيد . إلى أن تطلع ثانياً وتكون قويّة باقية فيجتهد بالاهتمام والسعي ثلاثة أيام لا أكثر . فالسعي بعده ملكة له حتى يصل باختياره إلى الفناء ؛ والفناء الفناء . قال قدس سره : إذا استتر الملك والملكوت ونسيهما الطالب يكون فناء . وإذا استتر وجوده عن نفسه يكون فناء الفناء . قال قدس سره : إذا جعل الطالب نفسه خالياً بأمر المرشد ومدده عن كل الموانع من محبّة الشيخ المتمكن في قلبه يصير قابلاً للفيض الإلهي . ومحلا للوارد الغير المتناهي . ولا قصور في الحقيقة في الفيض الإلهي بل في الطالب . فإذا رفع موانع الفيض عنه يطلع له حالة البتة بواسطة روحانية المرشد . ويكون ذلك الحال سبباً لحيرته . ولا يمكن إدراك وجوده بوجه . ولما كانت الموانع الطبيعية أصلاً في الإنسان ينبغي أن يرفعها بقوة الاختيار والجهد الكثير . والملائكة ؛ وإن كانوا مجبولين على الطاعة معصومين عن المخالفة قصداً وفعلاً . لكنهم في الخشية والاعتبار التامٌ في السعادة والشقاوة والترقّي والتنرّل للاختيار . قال قدس سره : ينبغي للطالب طلوع عجزه . وعدم اقتداره عند المرشد دائماً . وإن لم يعلم أن الوصول إلى المقصد الحقيقي لا يتيسّر إلا من جهته وواسطة رضاه . وأن يعتقد أن جميع الطرق مسدودة عليه . وأن يجعل ظاهره وباطنه فداءً للمرشد . مطلب وعلامة المرشد الكامل : أن الطالب لو كان عالماً وعارفاً . وساعياً في السلوك بتمام قدرته . وكمال علمه . ثم إذا توجه لروحانية المرشد في حضوره أو غيبته . تكون تلك الكمالات والاجتهادات متلاشية مضمحلة بالكلية ٠‏ ويتيّن أنَّ ما حصل له قبل التوجّه إلى المرشد ليس بشيء . وليس 1١٠١ له حاصل قبله . ويعلمه بالوجدان . ويرى أن ما قطع من المنازل في غاية القلة قن : جنب #بطالقة كدان الشوفيد #6 وكرة شيز مم وروشاضة الميدلة بالطير بالجذبات الإلهية . بحيث أنَّ سير سنواته لا يساوي سير ساعته . قال قدس سره : لا رجاء غير مشاهدة قصور الأفعال دائماً . وكل لحظة ينبغي الدخول من باب القصور وملاحظة كرمه . مع عدم استعداده وبُعْده وهجرانه . والتجاء محض لطفه وعتايته . قال قدس سره : ينبغي للطالب السعيٌ دائماً في طلب رضا المرشد . ظاهراً وباطناً ٠‏ في حضوره وغيبته , والعلمٌ بأنّ محل نظر رضاه بمحض عناية الله تعالى . ومعرفة محل نظر رضاه . والعمل بموجبه . بحيث يقع في محل نظر رضاه . ومعرفة بقاء نظر رضاه ودوامه في غاية العسرة . ولكن إذا كان توفيق الحق سبحانه رفيق عبده فيسهل لمن يسّره الله تعالى . قال قدس سره : اللازم على الطالب أن يكون بلا اختيار في أموره الدينية والدنياوية بالنسبة إلى المرشد . واللازم عليه تفحص أحواله . وأمره بما يصلح له بالنسبة للزمان والوقت . وأن يعيّن أمره ليشرع باختياره . مطلب قال عنمن نونف ينكان وطاية لهل اقلم رست حال نه اكلم مع كل واحد من أهل الطريقة بحسب حاله . ورعي الخواطر . والاحتراز عن إيذاء أهل القلوب . والاختلاط بالطائفة يعسّر الأمور . فإن أحوالهم الباطنة دقيقة جدا . وإنما تفيد مخالطتهم ومجالستهم وتكون سببا لزيادة الأحوال إذا حصلت زيادة علم بآداب صحبتهم بواسطة المخالطة , وازدادت رعايتهم . وإلا فالمخالطة سببٌ لزيادة المخاطرة . لا ضرر لمن لا أدت له.. إنما الضون :للاذيب :“ضير الأدت ظهور حظ تفن .. بأن ير نفتية أديا:: 1١1١ قال - قدس سره ‏ : أفضل الأحوال وأكملها الاجتهاد في التفويض التتاديت الخال "والأساء والأولياء عليه بأسر + ١‏ اللازم على الطالب دائماً كسبٌ التفويض وينبغي للعبد الاجتهاد في كل لحظة دائماً في كسب التفويض بباطنه بالنسبة إلى أحواله الظاهرة والباطنة . والنفي عن نفسه أنواع الاختيار الذي يظهر منه بكسب التفويض . والعلم يقيئاً أن اختيار الحق سبحانه له خير البتة من اختياره لنفسه . واللازم على الطالب دائماً أن يقوم بكسب هذا التفويض بحسب أحواله الباطنية . أي لا ينبغي له اختيار شيء من أحوال الباطن وإرادة حصولها , بل ينبغي له تفويض اختياره وإرادته لمرشده في الحضور والغيبة . قال قدس سره : المقصود من رؤية صفة الجبار ظهور وصف التضرع والانكسار . وإنابة العزيز الغفار . وعلامة صحّحتها الميل لمناجاة قاضي الحاجات . والإعراض عن الخرافات . :3 مَأَشْمَهَا وها وتَُوِهَا 46 . والحكمة فيه : أن العبد إذا شاهد في نفسه ميلاً إلى ما فيه رضا مولاه فيشكر ويتوجّه إليه . وإن رأى ميلاً في نفسه إلى ما ليس فيه رضا مولاه فيتضرّع ويرجع إليه . ويخاف من الاستغناء . قال قدس سره : ينبغى للعبد أن يرى سبق العناية الأزلية أولاً . أن لأ.ضفل عن طلبية لعف وآت يحفظ فيه عن الاتسفاف .وان يعد نعمته تعالى عظيمة . وأن يكون خائفا مشفقا على نفسه عن ظهور الاستغناء الحقيقي . 1١1 مطلب وقال في توجيه الآبة 9( آلآ اك ؤويَآ الله لا حَوقٌ عَلبِهِدْ وَلَاهُمْ حر #* ليس عليهم خوف ظهور الطبيعة بحكم قولهم : الفاني لا يُردٌ إلى أوصافه . قال قدس سره : ينبغي للطالب كونه في الباطن معتصماً بالله . وفي الظاهر معتصماً بحبل الله . والجمع بينهما كمال . قال قدس سره : زائر مشاهد المشائخ يقدر أن يأخذ عنهم الفيض بقدر ما يعرف صفة المزور ويتوبَّه إليه بتلك الصفة . والقرب الصوري في زيارتها ؛ وإن كانت له آثار كثيرة . لكن لا يمنع البعد الصوري في الحقيقة عن التوجه إلى الأرواح المقدسة . وفي قوله يد « صلوا على حيث ما كنتم » برهان لهذا المعنى . ومشاهدة الصور المثالية لأهل القبور عند الزيارة ليس لها كثير اعتبار في جنب معرفة صفاتهم . ومع ذلك كله قال الخواجه بهاء الدين قدس سره : إن مجاورة الله تعالى أحق وأولى من مجاورة خلق الله تعالى . وكثيراً ما كان يجري على لسانه كم تعبَّدَّنَ مراقدالأموات 2 قموانتهج في منهج السادات وينبغي أن يكون مقصود زائر مشاهد الأكابر رضي الله تعالى نيت التوجة إلى الددتعالى: وآن يجعل روح ذلك الولي وشيلة الكمال التوججه . كما أنْ التواضع للخلق وإن كان في الظاهر تواضعا لهم ينبغي أن يكون المقصود من تواضعهم التواضع له تعالى . فإنه إنما يكون 1١117 محموداً إذا كان لله خاصة . بمعنى أنه يرى الخلق مظاهر لآثار قدرة الله تعالى وحكمته . وإلا فيكون تصبعاً وتكلّفاً !| وسمعة لا تواضعاً ! ومذموماً جداً . كما في حديث ٠‏ من تواضع لغني لغناه ذهب ثلث دينه ٠‏ وفي رواية : « ثلثا دينه » . وقال بعض الأكابر : هذا إذا تواضع بظاهره ! وأما إذا تواضع بباطنه فيذهب كل دينه . مطلب طريق المراقبة أقرب إلى الجذبة قال قدس سره : طريق المراقبة أعلى وأقرب إلى الجذبة من طريق النفي والإثبات . ويمكن الوصول من المراقبة إلى مرتبة الوزارة والتصرّف في الملك والملكوت . والإشراف على الخواطر . والنظر بنظر الموهبة وتئوير الباطن . كل ذلك من دوام المراقبة . ويحصل من ملكة المراقبة دوام الجمعية وقبول القلوب . ويسمى ذلك بالجمع والقبول . وقال: لما ذهبت ابتداء إلى خوارزم كنت مشتغلاً بحسب الباطن مع كلّ الأصحاب باختبار باطنه . ليعلم أنه هل لهذه الصفة بقاء أم لا! فحصلت من ذلك الاشتغال فائدة عظيمة . وبقيت تلك الملكة . قال قدس سره : ينبغي في السكوت أن لا يخلوا عن أحد الأوصاف الثلاثة : إما المحافظة على الخطرات . وإما مطالعة ذكر القلب إن كان جارياً بالذكر . وإما مشاهدة أحوال القلب التي تمدٌ عليه . قال قدس سره: لا تكون الخطرات مانعة . فإنَّ الاحتراز عنها متعسّر . وإني كنت في نفي الاختيار الطبيعي مدة عشرين سنة . فمرّت خطرة على النسبة ولكنها لم تستقر . ١1 مطلب منع الخواطر بالكلية أمرٌ قوري عسير فمنع الخواطر بالكلية أمرٌ قوي عسير. وذهب البعض إلى أن الخطرات لا اعتبار لها . ولكن لاينبغي أن يتركها حتى تصير متمكنة . فإن بتمكنها تحصل السدَّة في مجاري الفيض . ولهذا يلزم على السالك التفخُص عن أحواله الباطنة دائماً . وجعل نفسه غالياً بإخراج النفس ظاهراً بأمر المرشد؛ في حضوره وغيبته إنما هو لأجل نفي الخطرات المتمكنة فى الباطن . وسبب تخلية السالك نفسه : أنَّ لكل معنى وصورةٌ ؛ وهو متلبس بها . ونفي الخطرات معنى من المعاني . وله صورة وهي تخلية السالك نفسه بإخراج التَمَس . مطلب ولذلك ينبغي له أن يخلّي نفسه دائماً بإخراج النَمّس من الخطرات والموانع التي تمكنت فيه . قال قدس سره : إذا بقى العمر ينبغى لى إحياء طريقة الخواجه بهاء مطلب وكان ينقل عنه هذه الكلمات : العبادة عشرة أجزاء ؛ تسعة منها طلب الحلال . وإِنَّ الزراعة والاشتغال بالبساتين أقرب إلى الحلال بعد التجارة في هذا الزمان . ودوام الصحبة مع أهل الله تعالى سببٌ لزيادة عقل المعاد . قال قدس سره : الصحبة سنة مؤكدة! ينبغي أن يكون في صحبة هذه الطائفة في كل يوم أو يومين مرة . وأن يحافظ على آدابهم ؛ فإن وقع للطالب بعدٌ صوريٌ ينبغي أن يُعلم أحواله الباطنية والظاهرية في كل شهر أو شهرين بالكتابة ؛ إما صراحة وإما إشارة . وأن يكون مشغولاً بهم في منزله لئلا تقع غيبة كلية . قيل في صحبة الخواجه علاء الدين قدس سره: إن المطلوب ف تهابة الملمة . ولهن الناء ليان اللي ذلك الطلي مد صاركف : فتال" إن التاخير من جهة زهان التابلية :«يجدون ويضتعون ولا يعرفون أنه من أين ! قال قدس سره : أنا ضامن لمن دخل في الطريقة تقليداً أن يصل إلى مرتبة التحقيق البتة . ولا يمكن معرفة هذه الطائفة في غير مقام التلوين . ومعرفتهم في مقام التمكين غير واقع . فمن وجدهم في مقام التدكين وصمل فيه تقليذا لق يقي بلا تعريان بز خرف من الزندقة إلا أن يُظهروا له أنفسهم عناية له . انتهى التلوين ا الواردة إلى القلب . وقال البعض :“تقلت القلبه: بين الكشف والحجاب بسيب غيبوية صفات النفس تارة . وظهورها أخرى كن معزفة السالك في المقام من جهة تلوين أحواله بين الصفتين المتقابلتين ؛ كالقبض والبسط . والكسر والصحو . وأمثالها التمكين : دوام كشف الحقيقة بواسطة اطمئنان القلب في موطن القرب . فلا يمكن معرفة السالك في المقام لأنْ صاحبه وصل إلى مرتبة سعة العلم . فيشابه لأهل الظاهر في الأكل والشرب والبيع والنوم والصفات البشرية . 1١1 والتقليد لأهل التمكين في الأمور الطبيعية . وترك الرياضات والمجاهدات موجب لخطر الزندقة7"© كها قال الخواجه علاء الدين العطار قدس سيره . وأما على ما قاله قطب الموححدين وغوث المحققين الشيخ محيي الدين ابن العربى قدس سره فى اصطلاحاته : التلوين عند الأكثرين مقام ناقصٌ . وعندنا هو أكمل من كل المقامات . وحال العبد فيه قوله تعالى #إكلَ يور هُوَفِمَا و # . والتمكين عندنا التمكين في التلوين . قال أستاذي مولانا رضيٌ الدين عبد الغفور عليه الرحمة : معنى كلام الشيخ : التلوين عندنا أكمل المقامات . ليس معناه أن السالك )1( كما قبل لسلطان أهل الحقيقة معروف الكرخي البغدادي قدس سره : إن بشر الحافي قدس سره لا يأكل الدسم والحلوى ٠‏ ولا ينال لذيذ الفراش . فما ترى ! أنت تأكل الدسم والحلوى . وتنال الفرش المرفوعة . قال : إني لا أدور خلف لذيذ المأكول والمشروب والمفروش . وإذا أعطى الله تعالى ذلك لي من غير طلب آكل وأشرب وأنام ؛ ولا أمنعه . لأني أخاف منه تعالى من قوله لي : لم لم تاكل ما أعطيتك ؟ ولم تشرب ما منحتك؟ ولم تنم ما وهبتك ؟ فإني عبد مأمور أقيمٌ في مقام يقيمني فيه السيد ؛ وأقعد في مكان يقعدني فيه السيد وأنوم في فراش يضّجعني فيه السيد . وإذلم أفعل ما ذكر أكون معترضا على ربي وسيدي ٠‏ فمعاذ الله تعالى من الاعتراض عليه ! والخروج من أمره ! انتهى بمعناه .. : أقول والله سبحانه وتعالى أعلم : إن أفعاله تلك كانت بعد الوصول إلى مقام التمكين لا قبله لأنه كان قبله في المحاسبة الرياضات الكثيرة . والمجاهدات الوفيرة ٠‏ فتأمل يا أخي لثلا تكون مغرورا بأفعالهم بعد الوصول ٠‏ لأنهم بحضرة الله تعالى كل وقت . أكلهم عبادة . وشربهم عبادة . ونومهم على الفرش الممهدة ذكر . وأما أنت في خدمة النفس والشيطان . فلا تنال إلى مقاماتهم إلا بالرياضات والمجاهدات . فبعد ذلك تاكل ما ياكلون . وتشرب ما يشربون . وتنام كما ينامون . وصرح كلامي هذا في « سلك العين » وشرحه فراجعه . والله تعالى أعلم . (حرّره المغرور بالشيطان الغرور شعيب الباكني . اللهم وفقه ولجميع إخوانه للخروج من خدمة النفس والشيطان . وللرياضات والمجاهدات حتى ترضى . امين .) ١17/ تعدف فيز كل آن عمل نبو اللتدريات الغر التجاهتة ‏ أو يدرك فى كل زمان مدركاً من المدركات التي لا حدّ لها . بل المراد أن حقيقة السالك تكون لا لونية مشابهة للأصل ومطابقة له . يعني الذات البحث المنزهة عن الكيف والكم . فكما أن كل يوم هو في شأن واقع فيها كذلك هنا . ٠‏ يظهر عن حقيقة السالك في كل زمان لون ما ٠‏ ويجعل السالك تابعاً لنفسه ٠‏ وتكون نسبة حقيقته مساوية لجميع الألوان ٠‏ بل يعمل في كل لحظة بمقتضى لون من الشؤنات الإلهية . ويكون في حقيقته لا لونياً . كما قيل : وأنا الذي لا لون لي متعيّن 2 لست أسوداً أو معصفراً أو مزعفراً فإن معرفة الشخص يظهر بجميع الألوان ٠‏ ونسبته مساوية لها. وفي حقيقته يكون لا لونياً أشكل”” وأعسرٌ من معرفة صاحب التمكين الذي هو مقيم في مرتبة واحدة دائماً ٠‏ وثابت ومستقيم على لون واحد . الله أعلم . والله أعلم ذكر وفاة الخواجه علاء الدين قدس سره : قال في مرض موته : لا تقيسوا أحوالكم على ما يمر علىّ من تفرقة الظاهر . بل كوني على الحضور الظاهري والباطني . فتكونوا متفرقين ومتحيّرين . وقال 80 ذهب الأحباب والأعرة ويذهبون . ٠‏ وذلك العالم أفضل 0 ا ولت 0 في النظر ل سي عم غير أن 582 يجيئون ولا 0 فير جعون مكسوري القلوب . وعادة ل . وحكمة بعثة النبي 5 إنما هي 01 يد ١18 لإبطال العادات . وليكن كل واحد منكم مقيماً في جنب الآخر وجواره . بنفي نفسه وإثبات صاحبه . واعملوا في جميع الأمور بالعزيمة . ولا تعدلوا عنها ما استطعتم . والصحبة سنة مؤكدة . فداوموا عليها أمرتكم بها يحصل لكم على استقامة لحظة . ما حصل لي في جميع عمري . وتكون أحوالكم في التزايد . وإن تركتم الوصايا وخالفتموها تكونوا أذلاء متفرقين . / ثم شرع في أثناء ذلك في تكرار كلمة التوحيد بصوت عال . وقال في آخر حياته في حق هذا الفقير في حضور الأصحاب : كان بيني وبينه محبةٌ لله . وفي الله . أزيّدَ من مدة عشرين سنة . ولم تتغيّر . وكان كلامه في مرضه الأخير أحياناً في باب الرضا والوجد والمحبة والشوق . وأحياناً في النصيحة والحكمة ودعاء الخير للخلق . ومن جملة ما جرى على لسانه في هذا الوقت . هذا البيت بالترجمة : ونحن كاجام وعشقك نارّها فننظر وقوع النار ما بين آجام وقال في شدة مرضه مكرراً: كنت في الخدمة شجيع الصورة والمعنى . وقال : هل من مزيد ؟ هل من مزيد ؟ كثيرا . ورآه حضرة الخواجه بهاء الدين قدس سره عياناً . وكلمه وسمع كلامه . وقال : قد كنتم في ذهابي وإقامتي فرقتين . كونوا متفقين على كلمة واحدة حتى أكون عليها . واختار الذهاب قبل موته بعشرة أو خمسة عشر يوماً . وقال تأكيداً لذلك : لا أرجع من هذا الاختيار . وكان مرضه الصداع القوي . ووجع الجنب الخاصرة . 114 وكان ابتداء مرضه يوم الاثنين . ثاني رجب . سنة اثنتين وثمانمائة . وارتحاله إلى دار القرار بعد عشاء ليلة الأربعاء من رجب . ومرقده المنور في قرية نُوْمِنْ قرى حصار . وكتب الخواجه محمد يارسا قدس سره أيضاً : أنه رأى حضرة الخواجه علاء الدين قدس سره بعد وفاته فقيرٌ من فقرائه ومحبيه في الشاد ليله« اليف النافنة والعقرين عن كيان . يمد مضي أريعين يرما ل را ل ا المكراقي عاج وين وق يكو ما كا ليا ركان انيه فأخذها وأقامها . وقال : إن ظهور هذا المعنى متيسّر لمَنْ يقوم على الإبرة مستقيماً من غير ميل لطرف . وكتب محمد يارسا قدس سره: توجّه الخواجه علاء الدين قدس سره قبل وفاته بسبع سنين . في أوائل شعبان سنة خمس وسبعين وسبعمائة . من صفانيان إلى بخارى . بنيّة زيارة قبر الخواجه بهاء الدين قدس سره ووصل إليه بعد ثمانية عشر يوماً ثم رجع في أوائل شعبان . وكان ليلة العيد في بخارى كراف تقر كي الشام جهاعمة مضروبة غاية العظمة . ورأى الخواجين ن أي : بهاء الدين ٠‏ وعلاء الدين تدس موقا لق ترديا» ل شان له مطار اد التوية كيمو ال فدخل حضرة الخواجه'" فيها لملاقاته ي. ثم خرج بعد زمان بكمال البشاشة وقال : أكرموني بالشفاعة لمن دفن في أطراف قبري إلى مائة فرسخ . وأعطى العطار شفاعة من دفن في أطراف قبره إلى أربعين فرسخاً بإذن الله تعالى . إبر 0 . أي : بهاء الدين . لا خواجه علاء الدين كما يصرّحه بعد‎ )١( 1١6 فائدة جليلة لنا معاشر النقشبنديين ومنح أصغر محبّينا وأحقر متابعينا شفاعة مسافة فرسخ من أطراف قبره . حضرة الخواجه حسن العطار قدس سره . ابن علاء الدين . وثمرة شجرة ولايته . وكان في صباه منظوراً بنظر عناية جدّه لأمه خواجه بهاء الدذين اقدسن ننه : وكان يلعب يوماً مع جمع من الأطفال في بستان المزار. وكان راكباً على عجل والأطفال يسرعون فى أطرافه . فوصل الخواجه إلى المخل. في الجالب .و رآة "مع الأطفال على المتؤاك. فقال :يرشك أن يكون هذا الطفل راكبا . ويسعى السلاطين في ركابه راجلين . فكان كما قال . فإنه لما قدم خواجه حسن إلى خراسان ولقي السلطان مرزا شاهزخ في بستان زاغان جاءه ببغلة برسم الهدية . وأراد من غاية خلوصه له أن يُزكبه عليها بيده . فأخذ بإحدى يديه الركاب . وبالأخرى الزمام وأركبه عليها . فجمحت البغلة . وأخذ المرزا زمامها بالقوّة . ومشى خطوات في ركابه فتذللت بعده . فنزل الخواجه حسن وتوجه إلى بخارى . وتواضع وتضرّع . وقصّ على المرزا قضّة أيام صباه . من ركوبه على العجل وإخبار خواجه بهاء الدين قدس سره بسعي السلاطين ذوي الشوكة في ركابه . وظهر سر جموح البغلة . فكان سماع هذه الحكاية . ومشاهدة الصورة سببا لازدياد يقين الحاضرين لخواجه بهاء الدين قدس سره . وأورد مولانا الجامي قدس سره السامي : كان خواجه حسن صاحب جذنبة قوية . ومتصرّفاً بصفة الجذبة أيّ وقت شاء . ويوصل من يتصرّف فيه من مقام الحضور والشعور بهذا العالم إلى كيفية الغيبة وعدم الشعور . ويذيقه ذوق الغيبة والفناء المتيسران لأرباب السلوك بعد رياضة . أي : بعين القلب لا البصر ! تأمّل‎ )١( 1١ رطان سين الدرة شور تقر ف افيا وزاء الاو جرانان اهار تاماً ٠‏ وكل من تشرّف بتقبيل يده كان يقع على الأرض لعدم قدرته على القيام . ويتشرّف بدولة الغيبة وعدم الشعور . وخرج غداة يوم من بيته فكل من وقع نظره عليه ظهر فيه كيفية الغيبة » وسقط غائيا عن نفسه . وكان آثار الجذبة والغيبة والحيرة ظاهرة فيه . وكان يمشي في الأسواق أحياناً . وكان يفهم منه أنَّ الأمر الباطني قد أخذه عن نفسه بكليّته . وغلب عليه بحيث لم يبق له شعور من ذهاب الخلق وإيابهم ود وكتب حضرة الخواجه حسن رسالة مختصرة في طريقة خواجكان قدس الله تعالى أسرارهم ونورد بعضاً منها : اعلم ا الطائفة أعلى أطوار سلوك جميع المشائخ تعالى . فإنه حد العات لفن رجه الأحديّة السارية في الكل بالمحو والفناء في الوحدة . حتى تشرق سبحات جلاله فتحرق ما سواه . وفي الحقيقة نهاية سائر المشائخ بداية طريقتهم ٠‏ فإن أوَّلَ محل ورودهم هو حدٌ الفناء والسلوك بعد الجذبة . أعني به تفصيل مجمل التوحيد الذي هو المقصود من خلق العالم وإيجاد بني آدم . كما قال الله تعالى وما حَلَنْتُ لذن وآلادى إلا لبدو © أي ليعرفوني . فمن أراد الاشتغال بهذه الطريقة ينبغي له أولا أن يحض ر*”" صورة شيخه الذي أخذ النسبة عنه في خاطره . حتى تظهر فيه نسبة عدم (1) ومن هنا يقال : ويؤخذ أن المحبّة الكاملة للشيخ كافية في الوصول إلى الله . اللهم ارزقنا الجذبة القوية القيُومية أولا . بوالأدب الكامل للرسول ثانيا . والمحبة الراسخة للشيخ الكامل الواصل الموصل ثالثاً . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الأعلى الومّاب . (للكاتب الفقير رحمه القدير آمين) . ١1 الشعور . فيكون ملازماً لتلك النسبة . ثم يتوججّه مع هذه الصورة بالخيال الذي مرآة الروح المطلق إلى نقطة القلب . ٠‏ ويسلم نفسه إلى تلك النسبة . وكلما تقوى هذه النسبة يقل الشعور بهذا العالم . ويقال لتلك الحالة عدماً وغيبة . فإذا بلغت النسبة وعدم الشعور مرتبة لا يبقى فيها شعور بوجود الغير يقال لها الفناء . مهم لدفع الخواطر فإن خطرت الخواطر فليحضر خيال الشيخ . فيرجى اندفاعها بإذن الله تعالى . فإن لم تندفع به ينبغي أن يجذب نفسه ثلاث مرات بالقوة . كأنه يجذب من دماغه شيئا . ثم يشتغل بالطريق المذكور . فإن عادت ثانياً يقول بعد التخلية!"' بالطريق المذكور : أستغفر الله من - جميع ما كره الله تعالى ؛ قولاً وفعلاً . وخاطراً وسامعاً وناظراً ولا حول ا إلا بالله . (ثلاثاً) . ويوافق قلبّه لسانه . والاشتغال بتكرار (يا فعّال) أصل كلي في دقع الوسواس وينبغي أن يجتهد في تحصيل النسبة على وجه لا يغفل عنها لحظة . فإن غفل يستأنف الاشتغال . وينظر للنسبة بقلبه . وحاضرا بها دائماً . في الأسواق والعقود . والأكل والنوم . إلى أن تصير ملكة . وإذا أراد الاشتغال بأمر مهمٌ . يقرأ الدعاء بالتضرّع في حضرته الجامعة : اللهم كن وجهتي في كل وجهة . ومقصدي في كل قصد. وغايتي في كل سعي . وملجني وملاذي في كل شدة وهمٌ . ووكيلي في كل أمر . وتولني تول محبة وعناية في كل حال . وكان خواجه حسن قدس سره يدخل تحت أحمال الناس وأثقال المرضى ويرفع أمراضهم . ولما دخل شيراز في سفر الحجاز اتفق أن واحداً من أكابر البلدة مريض . وكان فيه إخلااص تام لخواجه حسن . )١(‏ أي : تخلية النفس . (م) . رقن فدخل تحت حمل مرضه فبرئ وانتقل المرض إليه . وتوفي بهذا المرض ليلة الاثنين عيد الأضحى . سنة 877 . وحملوا نعشه المبارك من شيراز إلى مدفن والده الماجد بصفانيان . ووقع بينه وبين الشيخ بهاء الدين عمر قدس الله روحهما مراسلات . وذكر في مجلسه أنَّ بعض أكابر الطريقة يأمر بحبس النفس في الذكر ويعده شرطاً فيه + فقال الشيخ + إن حيس الننس: طريقة. جوكية اللنيره + وإتما الشرط في الطريق حصر النَفْس لا حبس التَمس ! فبلغ الكلام لخواجه يوسف ابن الخواجه حسن قدس سرهما بأنْ الشيخ نفى الطريقة . فكتب إلى الشيخ : سمغتكم نفيّم طريقة حبس التَمّس قائلاً : بأنّ أحداً من متسانم الطريقة الم يأمن بها - ومن المقدّر المحقق أن الخواجه بهاء الدين وخلفائه ‏ قدس الله تعالى أرواحهم العلية - كانوا يأمرون بحبس النفس في الذكر فكيف تنكر ؟ فكتب الشيخ في جوابه : مقصودنا من الكلام ليس نفي طورهم . فأجمل في الجواب . الشيخ عبد الرزاق رحمه الله تعالى : من أجلة أصحاب خواجه حسن وأكمل خلفائه . وكان طريقه السعي والاجتهاد في نسبة الرابطة , فقال له السيد قاسم التبريزي قدس سره : إن نسبتك وطريقتك المعروفة حسنة . واستحسن منه حفظ طريقة الرابطة . مولانا حسام الدين يارسا البلخي قدس سره : من خلفاء خواجه علاء الدين العطار قدس سره . وكان في مبادي أحواله مشرّفاً بقبول خواجه بهاء الدين قدس سره وصحبته . ولكن أحال تربيته على خواجه علاء الدين فوصل درجة التكميل . وكان متصفاً بكمال الورع والتقوى . مراعياً لآداب الشريعة . والمحافظة على الأوقات والأحوال . 1 قال شيخنا : لما خرجت من هراة لصحبة مولانا يعقوب الجرخي قلسن شرة لقيت في التلخ: حضرةمولانا حساع الذين يارسا , قاجتهد كثيراً أن يبيّن لي طريقة خواجكان ٠‏ وأن آخذ عنه الطريقة . لكن لما كان لي نية ملازمة الجرخي لم أقبل منه فبالغ كثيراً في الباب . لكن لم ينجذب خاطري إليه . فقال أخيراً : أمهلني قليلاً حتى أبيّن لك الطريق الخاص ٠‏ ولعله يلزمك في وقت لتربية الطالبين ٠‏ فينبغي أن يكون معلوماً لك 0 لي الطريق وقال : إن لكثير من الرجال استعداداً على نهج يحصل لهم في النسبة من الجمعية في وقت يسير ما لا يحصل في غيرها في أوقات كثيرة . ومعرفة هذا الطريق مهجٌّ لك جداً . فلما قدمتٌ تاشكند اتفق أن جماعة الطالبين طلبوا منى الطريق الخاص . فصار معلوماً أن مبالغة برو يا الس ا كاسن ان عقا لصوم وقال شيخنا : كان أوقات مولانا حسام الدين أضبط من أوقات مولانا بهاء الدين عمر . بل من أوقات الشيخ زين الدين الخافي ‏ عليهما الرحمة ‏ مع كثرة أوراده وأذكاره . وكان له كمال الاجتهاد في المحافظة على الأوقات . وأذن الناس لصحبته من الصبح إلى العصر غير وقت القيلولة . وبَعْد العصر لا يكون عنده أحدٌ إلى الصبح . وألزم على نفسه التهجد . والإشراق والضحى . وسائر السئن . وكانت العبادات وجميع آداب الشريعة حاصلة له مع جمعية الخاطر . وقال مولانا حسام الدين : ينبغي أن لا يترك التسمية وقت الأكل ؛ وإن حصلت جمعيّة الخاطر فإنها ليست منافية لها . والذكر في النهاية في طريقة خواجكان لرفع الدرجات ؛ لا لقطع المقامات . مولانا أبو سعيد رحمه الله تعالى : من كبار أصحاب خواجه علاء الدين قدس سره . وصحب بعد وفاته خواجه حسن قدس سره . 16 وكان نظر السيد قاسم التبريزي قدس سره إلى المبدأ دائماً ٠‏ ومعنىي التوحيد غالباً عليه ٠‏ وكلّما ظهر من حوادث العالم كان راضياً به ومعاملاً بمقتضاه . بناء على مشرب أهل التوحيد . 1 والمدد جاجد عي اغراة جام مول اوتاب ب وكاو زور أبو سعيد فى ملازمته . فلما جلسوا عند السيد خطر فى خاطر أبى سعيد دغدغة التصرف في باطن السيد قدس سره . فعزم على ذلك . وجمع همّته لما هنالك . فتفرّسه السيد . واستسلمت نفسه إلى مولانا أبى سعيد بمقتضى مروّة مشرب أهل التوحيد . فتصرّف فيه مولانا أبو سعيد تصرَّفاً تامًا . بحيث وقع الذهول للسيد . وغاب عن نفسه . وبقي عليه زمانا , فلما رفع رأسه بعد الإفاقة قال لأبي سعيد : بارك الله ! بارك الله ! أحسنت وأظهرت العناية ! فصار خواجه حسن وأبو سعيد خجلين من الصورة . فلما خرجا من عنده عاتبه خواجه حسن لإساءته الأدب . خواجه عبد الله الإمامي الأصفهاني قدس سره: من أصحاب خواجه علاء الدين قدس سره . قال : لما لقيت خواجه علاء الدين أولا أنشدني البيت : لا تكن أصلاً إذا رُنْت الكمال2 وامح فيه النفس إن شئت الوصال وكتب خواجه عبد الله الإمامى مختصراً مفيداً فى الطريقة وهو هذا : اعلم أن من أراد الاشتغال بالطريقة العلائية ينبغي له أولاً أن يحضر في خياله صورة شيخ أخذ عنه النسبة إلى أن يظهر فيه أثر الحرارة . ولا ينفي الخيال بعده . بل يحفظ ويتوبّه به . وبأذنه وسمعه . وجميع قواه القلب الذي هو عبارة عن الحقيقة الجامعة الإنسانية التي مفصّلها جميع الكائنات من العلويات والسفليات . وهي ؛ وإن كانت منرّهة عن الحلول في الأجسام . لكن لما كانت بينها وبين القلب الصنوبري ارتباطاً ينبغي أن ١171 يتوجّه إلى هذا القلب . ويصرف الفكر وجميع القوى إليه . قاعداً على باب القلب . حاضرا به . ولا شك في ظهور كيفية الغيبة والذهول في هذه الحالة . فإذا ظهرت ينبغي أن يفرضها طريقاً . وأن يذهب في أثرها . وينفي كل فكر وارد على القلب بالتوجه إلى حقيقة القلب . ولا يشتغل بالفكر الجزئي . ويلتجىء بكليته إلى حقيقته المجملة حتى ينتفي الفكر . فإن لم يتنفٍ بهذا ينبغى أن يلتجىء إلى صورة شخص أخذ عنه النسبة ٠.‏ ويحفظها لحظة حت تظهر تلك النية كايا .فاق الم ينف بهذا في هذه الصووة نقسها , ومع ذلك ينبغي أن لا ينفيها السالك المتوجّه . فإن لم تنتفٍ الوساوس بتلك الصورة ! يشتغل من قلبه بتكرار (يا فعّال) بحسب المعنى . ويكرّره مرات . تندفع بإذن الله تعالى . وإلا يتأمّل بقلبه كلمة (لا إله إلا الله) مرات . بأن يتصوّر لا موجود إلا الله . فإن الوسوسة المشوشة أيِّ نوع كانت من الموجودات الذهنية . ويراها في الحقيقة قائمة بالله تعالى . بل يراها عين الحق . فإنَّ الباطل أيضاً من ظهورات الحق . ويحصل بهذا التأمل ذوق عظيم . وتتقوى نسبة الخواجكان قدس الله تعالى أرواحهم وينتفي في الوقت هذا الفكر أيضا . وليتوجه السالك إلى حقيقة ذهوله ويذهب من أثرها ٠‏ فإن لم يجد الحضور بتكرار (لا إله إلا الله) بالقلب يكرّرها جهراً مرات . ويمدٌّ لفظ الجلالة . وينزلها في القلب . ويشتغل مدة لا يحصل له الملالة . ومتى أحسّ بالملالة يترك الاشتغال. وما دامت الغيبة والذهول والنسبة فى الترقى يكون الفكر فى حقائق الأشياء . والتوجه إلى اللجزئيات عين الفكر . بل لا ينبغي في الحال الفكر في أسمائه تعالى أو صفاته . فإن عرض الفكر فيها بنفسه ينفيه بالطرق المذكورة . ولا يلزم في الصورة نفي نفي الحق تعالى ! لأنه يجوز نفي الحق للحق . فإِنَّ الفكر إن كان حمَّاً صرفاً لا بد من أن يزيد ولو نفيته . فإن الحق لا ينتفي بنفي أحد . وإلا فيزول . مطلب ومطلب روحانية هذه الطائفة العلية التوجه إلى المحو والفناء الذي هو مبدأ حدٌّ وادي الحيرة . ومقام تجلي أنوار الذات . ولا بقاء للموجود في هذا المقام . وفكر الأسماء والصفات أدنى من هذا المقام بمراتب . مطلب مهم جدّاً للسالك والله تعالى الموفق وينبغى أن يجعل هذه الحقيقة الجامعة نضب عيئئه ؛ فى الأسواق . والتكلم . والأكل ٠‏ والشرب . وجميع الأطوار والحالات . ويراها حاضرة . وأن لا يغفل عنها بالتوجه إلى الصور الجزئية . وأن يرى جميع الأشياء قائماً بها . ويجتهدّ أن يشاهدها في كل المستحسنات والمستقبحات حتى يصل إلى مرتبة يرى نفسه في جميع الأشياء . ويشاهد الأشياء كلها مرآة لكمال جماله . بل يجد الكل أجزاء نفسه . ولا أن يغفل عن المشاهدة أيضا في التكلم . بل يجعل عين قلبه في هذا الطرف ؛ وإن كان في الظاهر مشغولا بشيء آخر . كما قيل : كن :تاها نحو المفى ١‏ . وظافسراً كسالاجيي لاتسيحرة أتيتال ذا في مشرق أو مغرب وكلما كان الصمت أكثر كانت تلك النسبة أقوى . «الإذا يلع هري الفرق بين القلب واللسان ٠‏ ولا الخلق حجاباً عن الحق إيمكن ذ فى الوقت التصرف في الآخر بصفة الجذبة » ويجوز الإجازة للإرشاد ودعوة الخلق إلى الحق لمن بلغ هذه المرتبة . مطلب كيفية السبب لصفاء الباطن الحا المي الي د د اعت للش وضيازك صدخة + اسل بلقا انار ان تحمّل مزاجه فإنه يورث الصفاء ٠‏ وإلا فبالماء الحار “ولس تويا انظيفا: ويصلي ركعتين في مكان خال . ويخلّي نفسه بجذب النفس وإخراجه مرات . ويتوجّه بعد ذلك بالطريق المذكور . ويتضرع في الظاهر عند حضرته الجامعة . ويتوجه بكليته إليها . ويتيقن أن الحقيقة الجامعة مظهر لذلك ؛ مظهر للذات وجميع الأسماء والصفات . لا بمعتى أن الله تعالى يحل فيه - تعالى الله عن ذلك علوًاً كبيراً - بل بمعنى أنه كالصورة في المرآة . فيكون التضرع في الحقيقة عند الله تعالى . الشيخ عمر الماتريدي قدس سره : من أصحاب خواجه علاء الدين قدس سره . وكان له قبول تام عنده . مولانا أحمد مسكه قدس سره من أصحاب خواجه علاء الدين قدس سره . وملازمى عتبته العلية . وخدمة سدّته السنية . استأذن فى مبادي أحواله خواجه علاء الدين لذهابه إلى بدخشان لزيارة أقربائه . فوصل مرجعه إلى محل قد دخل فيه طائفة من بنات الأتراك في الماء . فهجست في قلبه رؤيتهن . وطالبته نفسه بذلك حتى لم يبق له قرار. فقال في نفسه : أنظرٌ إليهن مرة وأخلصٌ نفسي من القلق . فجاء عندهنّ وتفرّج لحظة ثم مضى لسبيله :“فلما توف بعااقاة خواجة “علا الدين صادف قدومه مجمعاً عظيماً ٠‏ ومجلساً عالياً . فتوجه خواجه إليه وقال : إن في طريق خواجكان محاسبة ! فلا بِدّ لك من أن تبين لنا ما جرى لك في مفارقتك إلى مراجعتك إلينا على الإجمال . فقص عليه جميع ما 18 مرّ من الأحوال حين مفارقته . فلما بلغ قصّة تفرجه البنات أعرض عنها ولم يتجاسر أن يتكلم بها . فقال له خواجه : قد بقي شيء لم تقصّه ! لا بدَّ لك من بيانه وإلا أقصه أنا وأفضحك ! فاضطرب مولانا أحمد غاية الاضطراب . ولم يجد بدّاً من إفشائها . فقررها بتمام الخجالة . فأعرض عنه خواجه بوجهه وقال : انظروا لهذا الغلام عديم الحياء . قال مولانا أحمد : كنت في المجلس من الدهشة والخجالة بحيث لم يبق أثر من وجودي . وكدت أن أذوب داخلي بدني من الروع لولا أن تداركني الله بمنه وجوده. مولانا درويش أحمد السمرقندي رحمه الله تعالى : كنيته : أبو الميامن . لقبه : جمال الدين . واسمه : أحمد بن جلال الدين محمد السمرقندي . وهو وإن كان بحسب الظاهر مريد الشيخ زين الدين الخافي قدس سره . وكتب إجازة له هكذا : كتب الأحرف العبد الفقير إلى الكرم الوافي زين الخافي . ثبته الله تعالى على قوانين أهل الطريقة . وأوصله إلى مقامات الكمّل من أرباب الحقيقة . تذكرة للولد الأعز السيار أحمد السمرقندي فتح الله تعالى له أبواب الحقائق . ورزقه التمييز بين الدرجات والدقائق . في رجب سنة إحدى وعشرين وثمانمائة في بعض نواحي هراة . حنيث عن الآفات . لكن غلب عليه مشرب أهل التوحيد الوجودي . وكان يحب أكابر خواجكان قدس الله تعالى أسرارهم . ونال صحبة خواجه علاء الدين قدس سره . وتشرف بها كثيرا قبل مسافرته إلى طرف خراسان والعراق والحجاز وما وراء النهر ؛ وكان محتظياً من بركات مجلينه الشتريفت بحظ.وافو . ومظهر الندامة كثيراً دائماً على فوت صحبته الشريفة . وملازمة عتبته المنيفة . بعد المفارقة الصورية . والمهاجرة الضرورية . كان للشيخ زين الدين الخافي قدس سره اهتمام تام في حق درويش أحمد في مبادىء حاله . وكان يصرف خاطره إلى ترويج أمره . 1 ونصيه واعظاً في مقصورة 'جامع هراة . وأقام بالبلد اأجلة عب عير يوماً . وحضر مجلسه . ورب الناس في سماع وعظه . ٠‏ وأمرهم ببيعته ومجالسته ٠‏ ثم تأذى منه بعد زمان غاية التأذي حتى كفره . ونقر الناس من مجلسه . ومنعهم منعاً بليغاً . وأعرض عنه بخاطره ه بالكلية وذلك أن درويش أحمد كان ينشد أشعار السيد قاسم التبريزي المشعرة بالتوحيد الوجودي فوق المنبر . ويأمر المطربين أخيراً أن ينشدوها ويغتُوا بها . وكان الشيخ يمنعه عن ذلك وهو لا يمتنع . فكان من تلك الحيثية متألم القلب . حتى آل الأمر إلى أن لم يبق في مجلسه غير سبعة أو ثمانية . قال شيخنا : ولما قدمت هراة وسمعت الواقعة طيرات امعهوماة وما كان حيئذ بيني وبين درويش أحمد زيادة معرفة . فبينما أنا ماش في سوق الملك إذ لقيني فوق الجسر . ولما رآني رمى نفسه من فرسه وقال: كنت خرجت لزيارتكم . ومرادي أن أذهب إلى حجرتكم . وأن أعرض ألم قلبي عليكم . وكان مفتاح باب الحجرة في يد مولانا سعد الدين الكاشغري قدس سره فقلت في نفسي : عسى أن نلقاه في الطريق . فتوجهت مع درويش أحمد نحو المدرسة الغيائية التي فيها حجرتي . وأرسل درويش أحمد فرسه إلى منزله . فلقينا مولانا سعد الدين في الطريق . فجئنا معاً إلى الحجرة . ولما جلسنا شرع درويش أحمد في البكاء قبل الكلام . ثم أظهر الملامة والشكاية . وقصّ القصة بتمامها . وقال الاي كلل وك وروا ب اح حي ماس وسار وبكى كثيراً في أثناء الكلام . ثم قال : كنت متحيراً في أمري غاية الحيرة فقال لى واحدٌ من الأكابر د ٠‏ وإنَّ كفاية هذا الأمر الخطير لا تحصل من يد غيره . وأحالني ذلك العزيز على جنابك . وإني الآن مددت يد التضرع إلى ذيل عنايتك . قال شيخنا : لقد أحسستٌ في باطني ألما عظيماً من سماع قصّته وبكائه . واحترق قلبي لحاله . ورأيت خاطري متوجهاً إلى جانبه من دمن غير اختيار . وكان مشغولاً بالفعل فقلت : لا بأس! احضرٌ إلى المسجد الفلاني واشتغل هناك بالوعظ . وقد لاح لقلبي أن الجمعية في مجلسك تكون زيادة في زيادة . فقام الدرويش بطيب القلب . وشرع في الوعظ في المسجد الذي أشرتٌ به إليه . فاجتمع إليه الناس في أيام قلائل حتى صاروا لا يسعهم هذا المسجد . فانتقل إلى مسجد آخر أوسع منه . ثم وثمّ إلى أن بلغ الاجتماع والازدحام مرتبة لزمه أن ينتقل إلى المسجد الجامع بالضرورة . ثم زاد الازدحام وهجوم الخلق في الجامع حتى كان ينادي مرات : رحم الله من يجلس قريبا ويفسح قليلا . وكان لا يبلغ صوته حاشية المجلس مع جلوسهم متراصفين . فبلغ خبر الازدحام الشيخ زين الخافي ٠‏ فسعى سعياً بليغاً في منع الخلق عن مجلسه فلم يقدر. ولم يسمع أحدٌ قوله . ٠‏ بل ازداد الإزدحام كثيراً في مجلس الدرويش . فاشتهر بين الناس أن الغلام التركستاني عارض الشيخ زين الدين الخافي وغلبه . وكنت بعد ذلك في هراة مشاراً إليه بالبنان . وكلما رآني مريدو الشيخ زين الدين كانوا يقولون : هذا الذي أمدّ الدرويش وروَّج مجلسه . حضرة الأمير السيد الشريف الجرجاني قدس سره: من جملة المقبولين عند خواجه علاء الدين العطار قدس سره . وذكر مولانا العارف الجامي قدس سره السامي في « نفحات الأنس » : أنه سمع هذا الفقير من بعض الأكابر أن قدوة العلماء المحققين . وأسوة الكبراء المدققين . صاحب التصانيف الفائقة . والتحقيقات الرائقة . السيد الشريف الجرجاني رحمه الله تعالى كان موفقاً للانخراط في سلك أصحاب خواجه علاء الدين العطار قدس سره . وكان له إخلاص تام . ٠‏ وتواضع عام لخادميه . ويقول مراراً : ما تخلصت من الرفض إلا بعد وصولى ي إلى صحبة الشيخ زين الدين علي كلا الشيرازي قدس سره . وما عرفت الله تعالى إلا بعد اتصالي بصحبة خواجه علاء الدين وكان يحضر صحبته في مدرسة أولاد صاحب الهداية بنعل فقط ! في الأسحار وقت برد الهواء في الشتاء ! ون ويقعد عند الباب زماناً طويلاً حتى الإذن للدخول . وكان حَحدّمة الخواجه يتكلفون في طبخ الطعام في السحر بمثل الدجاج المملوء بالبيض . وأولاد الغنم . وغيرها من التكلفات . وكان مولانا بهاء الدين الأندجاني يحضر مجلسه أحياناً ؛ وكان من العلماء المتقين . فأحضروا مرة فى السحور من هذا الطعام . فخطر في قلبه أنه ما هذه التكلفات للدراويش في السحور . وكيف ينبغي التكلف بأمثال هذه! فأشرف خواجه لما في قلبه فقال : يا مولانا بهاء الدين! كل الطعام كيف شئْتَ . فإن الطعام لا يضرٌ إن كان من الوجه الحلال . وأمر خواجه السيد الشريف قدس سرهما أن يصحب مولانا نظام الدين الخاموش . فكان السيد في ملازمته امتثالاً لأمره . قال نظام الدين الخاموش : ولما وصل السيد الشريف إلى صحبة خواجه . وقبله طلب السيد منه أن يصحب أحداً من أصحابه لتحصيل الأهليّة في صحبته لصحبته والمناسبة لأهل هذه النسبة . فأشار إليه خواجه بصحبتي . فكان يحضر عندي بعد فراغه من الدرس ٠‏ ويقعد على الصمت . ولما كان يوماً من الأيام قاعداً عندي مراقباً . ظهر فيه أثر عدم الشعور والاضطراب . حتى سقطت عمامته عن رأسه . فقمْتٌ ووضعتها على رأسه . فلما صحا سألته عن سبب ذهوله وعدم شعوره فقال: قد كنت مدَّة مديدة متمنّياً أن يكون لوح مدركتي طاهراً عن النقوش العلمية ٠ 0‏ وأن يتخلص قلبي عن فكر المعلومات ولو مدَّة ٠‏ فظهر هذا التمئّي في تلك الساعة ببركة هذه الصحبة الشريفة . ا ا 0 عني إساءة الأدب . وكان السيد الشريف قدس سره يرسل المكاتيب إلى الخواجه علاء الدين العطار قدس سره . ومن جملتها هذان المكتوبان : المكتوب الأول: جعل الله سبحانه وتعالى ظَلَّ حضرة معدن الإرشاد . قطب الأقطاب . محرم حظيرة قدس رب الأرباب . سلطان المحققين . برهان المدققين . واقف الأسرار . قدوة الأخيار . مرشد قضن الخلائق . موضح الطرائق . ظل الله على العالمين. مرجع الطلاب والمرشدين . أعلى الله أمره وشأنه ممدودا ومبسوطا على رؤوس كافة الأنام إلى يوم القيام . ورجاء تيسّر سعادة استلام الأقدام السنية . وشرف ملازمة العتبة العلية ؛ على أحسن الأحوال . لكون هذه الضراعة مرفوعة عن المقام المعلوم . ومستظهرة بيمن التفات خاطر ذلك الجناب العاطر , الحائز لخاصيته الكيميأ قوي ومجزوم . وسائر الأحوال الظاهرية والباطنية موجبة للحمد والثناء . والاعتصام الكلي بكرم الأعزَّة العميم . والتمسّك بعروة نسبتهم الشريفة الوثقى . والحمد لله على ذلك . والمرجوٌ من المخاديم على الإطلاق . وعلى الخصوص والخلوص نادرة الآفاق . كريم الشمائل والأخلاق . تاج الملة والدين : خواجه حسن أحسن الله تعالى أحوالنا بلقائه . قبولٌ الخدمات . والمأمول من ملازمي السدة العلياء . ومبارزي ميدان البقاء بعد الفناء . مولانا صلاح الدنيا والدين . مولانا كمال الدين أبو سعيد . مع سائر إخوان الصفاء . أن يتأمّلوا الدعوات والتحيات من غاية الخلوص والاشتياق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتحياته . المكتوب الثاني : ومن عجب أني أحنٌ إليهم 2 وأسأل عن أخيبارهم وهم معي وتشتاقهم عيني وهم مع سوادها ١‏ ويطلبهم قلبي وهم بين أضلعي كيل تراب العتبة العلية مكرراً هذا البيت : ولو أن لي في كل مَنبت شعرة 2 لساناًيبث الشكر كنتٌ مُقصّراً وأغتقد أنَّ ما أشاهده من ألطاف المخاديم وأعطافهم ‏ أحسن الله تعالى أحوالنا بيمن صحبتهم - أنموذجٌ من اعتناء خاطركم الفياض وألطافه . والرجاء في التزايد في كل لحظة . ويديم الله سبحانه ظل حضرة منبع الإرشاد على رؤوس كافة الأنام . ونخصٌ المخاديم بالدعوات . غ1 خصوصاً الخواجه تاج الملة والدين الحسن . وملازمي العتبة العلية مولانا صلاح الملة والدين . ومولانا كمال الدين أبو سعيد . مع سائر الأبرار والأخيار . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . حضرة مولانا نظام الملة والدين الخاموش قدس سره أفضل أصحاب خواجه بهاء الدين وخواجه علاء الدين - قدس سرهما - وأكملهم . وسبب تأخير ذكره ما مرا" في آخر ذكر خواجه بهاء الدين وعلاء الدين قدس سرهما . ولقي خواجه بهاء الدين أوان تحصيله في صحبة واحد من العلماء في بعض النواحي بخارى . ثم التحق بصحبة خواجه علاء الدين قدس سره . قال مولانا نظام الدين : كان لي قبل وصولي إلى صحبة خواجه علاء الدين وملازمته مجاهدات كثيرة . ورياضات شديدة . وشاهدت من آثارها من خوارق العادات . وكنت إذا وصلت إلى باب مسجد مقفّل وأردتٌ الدخول فيه كان ينفتح لي بمجرد الإشارة . وأمثالها مما لا يحصى . فلما سمعت قدوم خواجه سمرقند خطر في قلبي صحبته . فجئته . ولقيت أولاً مولانا أبا سعيد . فلما رآني قال : يا مولانا! أنت في غاية النظافة . أما آن لك أن تتخلّص من هذه النظافة والزهد؟ فحصل لي كراهة من الكلام وثقل على قلبي . فلمًًا دخلت على خواجه علاء الدين قدس سره قال هو أيضاً عين العبارة . لكن لم يحصل لي من كلام خواجه ثقل وكراهة . بل ارتفعت الكراهة والثقل الحاصلتان قبل . فعرفت مقصوده من الكلام . فالتزمت صحبته بتوفيقه تعالى . قال بعض الأكابر : كنت يوماً قاعداً عند مولانا نظام الدين فمّت جارية مليحة من جواريه قدامنا لمهمٌ ما ! فخطر في قلبي أنه هل يتصرّف . في 75 أواخر الوجه‎ )١( 1 مولانا في الجارية بملك اليمين أم لا! فقال في الحال : لا ينبغي أن تلوّث قلبك بأمئاله . فإِنَّ أهل الحق يحسون بإذن الله ما يمرٌ على خواطر الناس . سس اي د الروخانيين نزلوا إليّ ل ا اح الاحتلام فيقع عليك الرجوع والتنزّل بسببه . فكنت مراعياً لهذا المعنى من هذه الحيثية مدة أربعين سنة . وما وجب علي الغسل منذ سبع عشرة سنة ؛ مع أنه كان متأهلاً ! ذكر نبذة من لطائف مولانا قدس سره . كانت لطافته في غاية حدٌّ الكمال . وكان سريع التأثر من أحوال الناس وأخلاقهم . وكان يدَّعي اللالونية لنفسه . والحق أنه كان كذلك . وكان لا يرى من نفسه شيئاً ٠‏ فإن رأى وظهر فيه شيء من الأحوال كان يقول : هذه نسبة فلان . وذلك صفة فلان قال يوماً : إن من طريق أكابر خواجكان ‏ قدس الله تعالى أرواحهم عد لاححصر عينم طن ترون عدا بجع كي خا طرعة رجز مفي ور فالأخ في خاطرهم يحكمون أنه وصف ذلك الشخص ظهر فيهم بطريق الانعكاس . فإِن مرايا قلوبهم لما كانت مصماة ة عن نفوس الغير والسوى بسبب كمال صفائها لا ينسب إليهم ما ظهر فيها . فإن كان الظاهر فيهم ما يتعلق بالإيمان والإسلام من الصلاة والصوم وتحصيل العلوم الذينية يقولون ظهرت نسبة الإسلام . ونسبة الديانة . ونسبة العلم . وَإِنْ ظهرت المحبة والعشق . يقولون : ظهرت نسبة الجذبة . وكنت في خدمته متصلا مغتنمأ لقدومه . وبينما أنا قاعدٌ عنده شرع أن الا يقول : آه آه ظهرت نسبة الثقل . وسمّى شخصاً من أعيان تاشكند . وقال أظن أنه يحضر هنا . فأخذ يقول سبحان الله . ولا حول ولا قوة إلا بالله . فحضر الشخص المذكور بُعيد زمان . فقال له مولانا : تعال أهلاً وسهلاً . وقد جاءت نسبتك قبل قدومك . وأخبرت بمجيئك . وقال شيخنا : قد بلغ عمر مولانا تسعين سنة . وكان في آخر حياته إذا حضر عنده من ليس في نسبته . أو كان ممّن لا يحبٌ سيرته . يقول حين وقعت عينه عليه من بعيد : يحضر عندنا فلان بحمل يكاد يهلكني بعقله ل !اذهيوًا إليه وارجفوه يعدن ١‏ وكنت مرة قاعداً عنده فجاء شخص من أهل الشاش يسمى بالشيخ سراج . فلما استقر به المجلس ووقع نظره عليه . ورأى أثر الرياضة في بشرته أعجبه ذلك . وأكثر من قول : الحمد لله الحمد لله . وأظهر البهجة والسرور. وكنت أعرف هذا الشيخ سراجاً . كان رجلاً معجباً بنفسه . ومنكراً للأولياء ؛ ولو كانت له رياضة في الظاهر لكنه لم يكن معتقداً في أحد غيره . وكان بعض الناس يقول : إنه يشتم أكابر الدين . فكلما كان مولانا يقول الحمد لله . كنت أقول في نفسي سيصير حاله معلوما . فلم يلبث إلا قليلاً إذ قال له مولانا : قم عنّى . قم عنّى . وطرده عن المجلس بكمال السرعة وتمام الزجر . وقال شيخنا: وقع مرة لمولانا وجع البطن . وأظهر التوجع كثيراً فصار معلوماً بعد التفحص أنَّ ولده أكل السويق مع تفاح غير ناضج . وقال شيخنا : جاءني مرّة شخصٌ وقال : إن حضرة مولانا صار مريضاً . وكان ضيفنا في منزلنا بتاشكند فجئت عنده مسرعاً . فرأيته قد استؤلى عليه البرة .وأوقدوا النار خوله ...السو ليسة: كثيزة + وغطويه باللحاف . وألقوا فوقه أناساً كثر ة :وهو بيرتعد ويتموج 1 كن :عرصيه الحمى الباردة . لا يسكن ارتعاده بوجه من الوجوه . فصرت مغموما من مشاهدة هذا الحال غاية الغمّ . فبينما هو في الحال! جاء واحد من 1 أصحابه الذي له رابطة تامة بعد ساعة من الرحا وقد وقع في النهرء وابتلت أثوابه . واستولى عليه البرد.ء وصار يرتعد غاية الارتعاد . فلما رآه مولانا قال : خلوني واستدفئوه . فإِنَّ البّد الذي فيّ إنما هو من برده ! وصفة حاله قد سرت إليَ واستولى علي . فأخرجوا أثوابه المبتلة عنه والسوه البتبة'ياسة + وأدفاوة+ هسكن ارتعاة مولانا» وعاد: إلى حالف وقام من غير تشويش . وقال شيخنا : كنت وتنا قاعداً عند مولانا نظام الدين وفي يده كتاب . فاستولى عليه بكاء عظيم من غير سبب ظاهر . وقال : آه! ماذا طرأ علي ؟ وأظنٌ أنْي قد وقعت في البداية . وقال شيخنا : كان هذا الكلام فى غاية العجب من مولانا . فإنه كان ينبغى له أن يرى هذه النسبة من أحد المبتدئين الحاضرين في ذلك المجلس ظهرت فيه بالانعكاس . وظهر يوماً في إصبع رِججل مولانا نظام الدين ورم فأمر الخادم بتركيب مَرْهَم . فلما أحضره الخادم ووضعه على ورمه قال بعد مضي سويعة : قد ظهر في دماغي ما يظهر لآكلي البنج . وأظن في هذا المرهم شيئاً من البنج ! فقال الخادم : نعم فيه شيء منه .فقال هذا الذي أحسّه في دماغي . فنزعه ورماه . ونقل عنه كثير من أمثال الحكايات . ذكر شيء من أحواله الباطنة : أورد مولانا العارف الجامي قدس سره في « نفحات الأنس » أنه قال : قال مخدومي خواجه عبيد الله - أدام الله تعالى بقاءه - قال مولانا نظام الدين الخاموش : مرض واحدٌّ من أكابر سمرقند . وكان له في حقنا محبّة تامة . وإخلاص كامل . وإرادة خاصة . وقرب من الموت . فتضرع أولاده ومتعلقاته إليّ كثيراً . فتوجهت إليه فرأيت أنه لا بقاء له ولا حياة إلا في الضنى . فأخذته في ضمني فصحٌ وقام . ثم وقعت علىٌ بعد زمان تهمة مُفضية إلى الإهانة . وهو قادر على السعي والاجتهاد في دفعها . لكنها في حفظ عرضه ومرتبته . ولم يسع ولم يجتهد في الذب 18 مخافةٌ من تومّم وصول ضرر إليه . فتألم منه خاطري . فأخرجته من ضمني . فسقط من ساعته . ومات على إساءته . وصاحب الواقعة شيخ الإسلام خواجه عصام الدين السمرقندي , والتهمة التي اتهم بها مولانا نظام الدين إنما وصلت إليه من طرف ولده . فإنه كان مشهورا بقراءة الدعوات والعزائم وتسخير الجن . وكان يختلط بهذا السبب مع معظم أهل حرم السلطان . فنسبه بعض أرباب الحسد والغرض إلى محبة بعض أهل العُرّم واتهموه بها . فبلغ شيء من ذلك لسمع السلطان مرزا ألعّ بيك . ففرٌ ولد شيخ الإسلام لإنجاء نفسه . فسرى شامة هذه السعاية والتهمة إلى مولانا . فطلبه المرزا ألغ بيك بتمام الغضب غيرة منه . فجاء به القاصدون عند السلطان مكشوف الرأس . محمولا على دابة خلف القاصد إلى باغ ميدان . فقعد فيه مراقباً . فمرّ به السلطان فلم يلتفت إليه . ولم يقم له . ولما طلبه السلطان للاستنطاق . وشرع في العتاب قال له مولانا : إن جواب هذه الكلمات كلمة واحدة . وهي أني أقول : أنا مسلمٌ فإن تصدّقني فبها! وإلا فأمر بما لاح لك . وافعل ما شئت . فتأثر السلطان من الكلام . وقام وقال : خلوا سبيله . قال شيخنا: عرض لمرزا ألغ بيك بعد صدور هذه الإساءة عنه كثير من الانكسار والتشويش . وقتله في هذه الأثناء ولده عبد اللطيف . وكان مولانا قويًاً غاية القوة . فبلّغوه مساوىء شخص . فتأثر منه وتألم وتغيّر . فخط في الجدار خطا واحدا . فمات ذلك الشخص من زمانه . قال سعد الدين الكاشغري - قدس سره ‏ : كنت يوماً عند مولانا نظام الدين . فشكى إليه سعد الدين لؤر - وكان من العلماء المحققين . والمخلصين لمولانا نظام الدين ‏ من واحد من طلبة العلم . وقال : إنه عديم الأدب . خليع الحياء . متوغل في غيبتكم وإهانتكم دائماً . وأكثر الشكاية حتى تغيّر قلب مولانا . فاتفق أن ظهر ذلك الخبيث المنكر في اخين هذا الحال . فأشار إليه مولانا سعد الدين لور وقال : هو هذا الخبيث المنكر . فم من أمامه بلا التفات ولا رعاية أدب . فاستولى الغضب على ملاتا وخط يحكيه صوزة قبن على الجناز فدمط للف البحويت في الحال مغشياً عليه . ودخل مولانا بيته . وأسرع الناس إلى هذا الخبيث . فرأوه أنه قد أسرعت روحه إلى مرجعه ومصيره . وقال شيخنا : كان مولانا نظام الدين قاعداً يوماً في مقسم الماء للتوضىء . فاتفق أن شخصاً سدَّ طريق ماء شخص من الزارعين . فجاء ذلك الشخص مسرعا ورأى مولانا نظام الدين قاعدا في مقسم الماء , فظن أنه هو الذي سدّ الماء . فجاء بشدة الغضب من ورائه وألقاه في الماء برأسه من غير تأمّل وملاحظة . ولما سقط مولانا في الماء ودخل رأسه تحته . وقع ذلك الشخص من ساعته ميتاً في ساحل النهر . وقال له مرّة واحد من مخلصيه :إن أريد أن أجعل لك بستاناً . ثم جاء بعد مدة وقال : ألا تنظر إلى بستانك ؟ فجاء به إلى البستان . وكان أصله حائطاً واحداً . فقسمه وجعل نصفه لأجل مولانا ولم يهتمَّ فيه بكثير ٠ --‏ وجعل نصفه الآخر لنفسه وقد اهتمّ به اهتماماً كثيراً وعمّره .١‏ فلما نظر إليه ورأى نصفه الذى جعله لنفسه أفضل وأزهى مما جد أجل ورم راس تزه اموت رضي بسن نل لول لخي ذلك الصوت أصلاً حتى نظر إلى أنهر كثيرة . ثم سقط ذلك الشخص مرة واحدة ومات . وحكى شيخنا أنه لما قبل خواجه علاء الدين العلامة السيد الشريف قدس سرهما . وصحب السيد مولانا نظام الدين بموجب إشارته - كما مرّ - عرض بعض أرباب الغرض على خواجه علاء الدين أن نظام الدين داعية المشيخة والاستقلال . وتكلم فيه كثيرا بما يوجب الكدورة لخاطره . ولما تكرّرت النميمة . وبلغ تألم خاطره الغاية ؛ طلب مولانا إلى حضوره . وأراد أن يتصرف فيه بنوع تصرّف . وكان خواجه وقتئذ 1 في صفانيان ومولانا في سمرقند . ولما بلغه أمر خواجه توجه مولانا من غير توقفا. ورافقه السيد الشريف . وكان مولانا على حمار . والسيد على بغلة . فعرض المرض لبغلة السيد في الطريق بسبب الإكثار من أكل الشعير . وكانت لا يمكن ركوبها . فتوقفا عن السير . فأركب مولانا السيد على مركبه . وركب بنفسه على بغلته لكونه خفيف الجسم . فمشت في الحال . فلما شاهد السيد الحال منه أهدى له البغلة . فدخل مولانا صفانيان . فبلغ أصحاب الغرض خواجه هذه الصورة . وقال : هذا دليل آخر على أن مولانا يدّعي المشيخة لنفسه . حيث ركب نفسه على البغلة واركتك السيد غلى الحمار وجغلة مريداً لنقبيه عدن أهدئ له يغلته في الطريق . فصار سبباً لحصول ثقل عظيم في خواجه . فلما وصل مولانا مع السيد إلى خواجه قال الأصحاب : هذا يوم يأخذ فيه خواجه من مولانا نظام الدين ما أعطاه له قبل ! وكان اليوم في غاية الحرارة اتفاقا . وامتدت الصحبة . ووقعت الشمس على المجلس . فقام الناس كلهم . وبقي خواجه ومولانا جالسين في الشمس على المراقبة متقابلين . وامتذث إلى نصف النهار . قال مولانا : وجدتني في المراقبة كمثل حمامة . والخواجه كالباز الأشهب يطير من ورائي . وكلما فرّزت منه إلى مكان قصدني من ورائي فاضطربت اضطراباً شديداً . والتجأتٌ إلى روحانيته 2# . فظهرت في الأثناء الخيمة النبوية . وأخذني في حجر عنايته ٠‏ فصرت ممحواً في أنواره التي لا نهاية لها . ولما وصل خواجه إلى المقام لم يبق له مجال التصرّف فيّ . وصدر الخطاب عن حضرته يِه أن نظام الدين منّا لا دخل لأحد فيه . فرفع خواجه رأسه بعد ذلك . ودخل إلى منزله الشريف بعد قيامه بكيفية عظيمة . وصار مريضاً من الغيرة أياماً . ولم يطلع أحد على سبب مرضه ذلك . ثم توجّه إلى زيارة خواجه محمد بن علي الحكيم الترمذي قدس سره وأشار إلى مولانا أن يرافقه . فتوجّه مولانا أيضا بموجب إشارته إلى ١:١ زيارته . ولم يعطه مركبا مع كونه ضعيفا كبير السن . فتوجه ماشيا من وراء خواجه إلى ترمذ . ووصل إليها بمحنة كثيرة . ولما وصل خواجه مرقد محمّد وجده خاليا . فصار معلوما بالتجسس والنفوس أن روح محمد بن علي قد توجه لاستقبال مولانا نظام الدين وخلى روضته . فقال حضرة الخواجه : إذا كانت عناية الحق تعالى شاملة لحال شخص فماذا أصنع فيه ؟ ثم بذل الالتفات الكثير في حق مولانا بعد ذلك . وارتفع الغبار من خاطره الشريف بالكلية . وحكى شيخنا أنه قدم مولانا نظام الدين إلى ولاية شاش ونزل منزلنا . وكنت في خدمته في أكثر الأوقات فجاء إليه مولانا زاده الفركتي بجلود أولاد الغنم مدبوغة . وأهداها له . فأخذت في ذمَّتي أن أجعل له منها فروة . ولمّا أعطيتها للخياط تبيّن أنها لا تكفي للجيب فكنت في تداركه . فقال له مولانا زاده على سبيل الملاطفة : إن الخواجه أهمل في إتمام الفروة . فبمجرّد سماع الكلام ظهر التغير في باطنه . وتأثر غاية التأثر . وقال: إهمال! والإهمال يخرج الشخص عن النسبة ! ثم شرع يحكي أنه عرض مرض قوي لخواجه عصام الدين السمرقندي حين إقامتنا فيه حتى أشرف الموت . فجاء أولاده إلىّ وتضرعوا . والتمسوا منى الحضور عنده . فذهبت فرأيته قد حان أجله . فتوقفت في حمل مرضه . فتجاوز أولاده عن الحد في التضرع . وبالغوا في الإلحاح . وجعلوني ملجأ . فأثبِتٌ نفسي صارفاً خاطري له . وأخذته في ضمني حياتي . وأدخلته في نسبتي فصمٌ وقام . ثم وقعت على بعد مدة واقعةٌ عظيمة . حتى شدوا يدي في عنقي . وجاؤوا بي عند المرزا ألغ بيك مكشوف الرأس من وسط الأسواق . وكان خواجه عصام شيخ الإسلام بسمرقند في الوقت . فلم يقدر أن يشفع لي عند المرزا بكلمة . ولم يمدّني في تلك الشدة . فأخذنى القهر والغيرة من صيانة نفسه وجاهه وإهماله . فأخرجته من ضمني . فلما خرج من النسبة سقط في الحال . ومات بلا 1١ إمهال . ثم توجّه بعد هذه الحكاية إلى الفقير وقال : يا خواجه ! كن واقفاً فقد خرجْت من النسبة ! فبمجرّد الكلام أحسست في نفسي ثقلا عظيما بحيث قمت عن مجالسه بأنواع الحيلة . ولمّا لم أكن مريداً له توجهت إلى مرقد الشيخ خاوّئْد طهور . والشيخ عمر الباغستاني قدس سرهما . وقعدت قريباً من قبرهما . وعرضت حالي عليهما بحسب الباطن . واستمددت منهما . فصار معلوماً لي في القعود والتوجه أنَّ الثقل الذي رماه مولانا على هذا الفقير وقع على نفسه . بمدد روحانية الأكابر. بسبب الرابطة الصورية والمعنوية بهم . وزال عني ذلك الثقل بالتمام . فقمت بخمة ونشاط . وجئت عند مولانا فرأيته قاعداً على حاله . والصحبة عالية جدّاً مع مولانا زاده الفركتي وجمع من الأصحاب . وليس له أثر من التشويش . فقعدت متعجّبا ومتحيّرا . فإنه قد علمت تحقيقاً أن الثقل متوجه إليه . فما السبب في عدم ظهور أثره ؟ وبينما أنا في الفكر صاح مولانا على أهل المجلس أن قوموا عن ! قد وقع علي ثقل وغلبني . فقمنا عن مجلسه . ووقع هو في فراش المرض ٠.‏ وارتحل من الدنيا في المرض . وعيّن شحنا لخدمة مولانا نظام الدين وتعهّده في المرض مولانا قاسم عليه الرحمة ؛ الذي من كبار أصحاب حضرة شيخنا . قال مولانا قاسم : كان مولانا نظام الدين قدس سره يبكي كثيراً في مرضه ذلك ويقول : قد وجدني الخواجه عبيد الله ضعيفاً وكبير السنّ فأخذ عني كلما حصّلته في مد حياتي . وتركني خالياً مفلساً في آخر حياتي . وقد بذل خواجه علاء الدين قدس سره كمال الجهد . وتمام السعي في أن يتصرف في نسبتي فلم يقدر على ذلك . مع أنه كان في نهاية القوة . وغاية التصرّف . 1١ معنى النسبة والحمل والثقل إن لفظ النسبة'" والحمل قد كثر وقوعها في عبارة خواجكان قدس الله تعالى أرواحهم وإشارتهم . فأحياناً يطلقون لفظ النسبة وبزية انها الطريقة المخصوصة بينهم . وأحيانا يريدون بها ملكة نفس شخص وصفتها الغالبة . وأحيانا يطلقون لفظ الحمل والثقل ويريدون به الثقل الذي لا نسبة له . حيث يقولون : إن فلاناً جاء بالحمل والثقل . أو أنه أثقلني ؛ إذا لقوا شخصاً ليس له مناسبة لطريقتهم وكانوا متأثرين من نسبته . ولو كان هو من أهل السلوك والعلم والتقوى . فإن نسبة هذه الطائفة العلية :قوق لجميع النسيا» ٠‏ وكل ما يغاير نسبتهم يكون ثقلاً على خاطرهم . ٠‏ وأحياناً يريدون بالحمل والثقل المرضٍ ٠‏ كما إذا قالوا: إن فلاناً رفع حمل فلان ؛ وإن فلاناً رمى عليه حملاً فمرادهم به أنه رفع مرضه . أو أوقع عليه المرض . ورماه له . وأحاله إليه . حضرة مولانا سعد الدين الكاشغري'" قدس سره . اشتغل في أوائل حاله بتحصيل العلوم وجمع الكتب المتداولة . وكانت له جمعية صورية . يعني غناء واستغناء عن الخلق . ولما وقعت له داعية الطريقة التحق بصحبة مولانا نظام الدين بترك الكل والتجديد التام . قال حضرة خواجه كلان ابن مولانا سعد الدين : قال والدي الماجد : لما كنت ابن سبع سنين تقريباً أخذني والدي في رفاقته في السفر . وكان )١(‏ ولفظة النسبة يقع في عبارات المشائخ كثيراً . فمرة يقولون النسبة . ومرادهم بها دوام العبودية على طريق الاستهلاك . ومرة يقولون النسبة ومرادهم بها الحال الغالبة على الشخص . ومرة يقولون النسبة ومرادهم بها الانتساب وهي على قسمين : عام وخاصٌ . والمراد بالعموم النسبة : الاشتغالات التي يشتغل بها السالك عند سلوكه فى هذه الطريقة العلية . كالاشتغال بالذكر والرابطة . والوقوف القلبى . وغير ذلك . والمراد بالخصوص النسبة : دوام العبودية التي هي نتيجة هذه الطريقة العلية . قدس الله تعالى أرواح سلسلتهم معنا آمين « تحفة الذهب » . (9) بالغين لا بالفاء . غ1 مشغولاً بالتجارة دائماً . وكان يسافر في الأطراف والجوانب لكسب مهم المعاش . وكان في هذا السفر الذي أخذني معه غلام في غاية الجمال . وكان مثلي في السن . فوقعت عليّ علاقة المحبة له . وكنت معه ليلة في خان . وبثّ معه في محل واحد . فلما انطفأ السراج ونام الأنام خطر لي أن أمسك به وامسحها بعيني ٠‏ فانشقت زاوية من البيت قبل أن أمدّ إليه يدي . . ودخل منها رجل مهيب في يده شمع كبير منوّرء ونظر إلى جانبي . ومرّ بي مسرعا . وانشقت زاوية أخرى من البيت فخرج عنها وغاب . فتغيّر عليَ الحال . وصرت بعد ذلك منتبهاً . ولم يبق فيّ أثر من تلك العلاقة . قال خواجه كلان : لما بلغ عمر والدي الماجد اثنتي عشر سنة أخذه والده معه في السفر ٠‏ وكان يوماً قاعداً عند باب الخان . وكانت بين جماعة من التجار في قربه محاسبة ومناقشة . فامتدّت مجادلتهم إلى وقت الاستواء . فغلب البكاء على والدي من غير اختيار. فتركت الجماعة مجادلتهم وتوجّهوا إليه وسألوا عن سبب بكائه فقال : أنا قاعد في هذا المكان من الصبح إلى الزمان ولم يقع في خاطركم ذكر الله تعالى في تلك المدة فغلب عليّ البكاء بلا اختيار ترحما لكم . ولما بدى له بعد تحصيل العلوم ذوق هذا الطريق التحق بصحبة مولانا نظام الدين . وبقي في صحبته وخدمته سنين . ثم استأذنه لسفر الحج . وقدم خراسان . وتشرّف في هراة بصحبة مشائخ الوفت ؛ مثل حضرة السيد قاسم التبريزي . ومولانا أبي يزيد البوراني . والشيخ زين الدين الخافي . والشيخ بهاء الدين عمر . قدس الله تعالى أرواحهم وقال في وصف السيد قاسم قدس سره : إنه عباب معاني العالم , وقد اجتمعت عنده في هذا الزمان جميع حقائق الأولياء . وقال في حقٌّ مولانا أبي يزيد البوراني : إنه ليس له شغل بالله تعالى أصلا . بل شغله كله على الله تعالى ؛ يعني أنه في مقام المحبوبيّة . 1١.6 قال في شأن بهاء الدين عمر قدس سره إن مرآته قد وقعت في محاذاة الذات . فلا يشاهد شيئا غير الذات . وكان يمدح الشيخ زين الدين الخافي قدس سره بكمال الشرع . قال مولانا علاء الدين الذي هو من كبار أصحابه : قال مولانا سعد الدين الكاشغري قدس سره : لما قدمت هراة في مبادي الحال رأيت ليلة في الواقعة مجمعا عظيما . وقد حضر فيه جميع أكابر أولياء هراة . فأدخلوني في ذلك المجمع . وأجلسوني فوق جميع الحاضرين غير الاثنين . أحدهما الشيخ عبد الله الطائي . والثاني خواجه عبد الله الأنصاري قدس الله تعالى أسرارهم . وسمعت غيره يقول : إنه قال مولانا سعد الدين : فوجدت في نفسى أثر الرعونة بعد الانتباه من تلك الواقعة . فأخذت أمشى فى نصف الليل إلى الجوانب طلباً لعلاج دفع هذه الرعونة . فلسعَثُ رجلي عقربٌ بتمام الشدة . فأصبحت بالأنين والتأؤّه . فزالت عني تلك الرعونة بالتمام بسبب الوجع والمحنة . وأورده مولانا الجامى قدس سره السامي في « نفحات الأنس » قال مولانا سعد الدين : قويت فيّ داعية زيارة الحرمين الشريفين . بعدما تشرّفت بصحبة مولانا نظام الدين عليه الرحمة سنين . فاستأذنته فقال : كلما نظرت إلى القافلة ما رأيتك فيها فى هذه السنة . ولقد كنت رأيت قبل هذا واقعات متعدّدة . ووقعت منها في التومٌّم . وكان مولانا نظام الدين يقول : لا تخف كثيراً ! فإذا وصلت إلى هراة اعرض الواقعات على الشيخ زين الدين الخافي . فإنه رجل متشرّ وثابت على جادة السنة . وكان مراده منه الشيخ زين الدين . وكان في الوقت مرشداً في خراسان . ولما وصلت إلى خراسان وقع التوقف عن السفر كما قال . ثم تيسّر بعد سنين . ولما وصلت الشيخ زين الدين عرضت الواقعات فقال: جدّد البيعة لي . قلت : إِنَّ الشيخ الذي أخذت منه الطريقة في قيد الحياة . 1١ وأنت أمين ! فإن تعرف أنه جائز فى الطريقة أقبل ذلك . وأفعل يما أشرت به هنالك . فقال : استخر . قلت : لا اعتماد على استخارتى , بل استخر أنت ء فقال: استخر أنت ٠‏ وأنا أستخير أيضاً . ففي الليلة استخرت . فرأيت أن طبقة خواجكان اجتمعوا في مقبرة هراة التي كان الشيخ الآن هناك . وشرعوا في قلع أشجارها وهدم جدرانها . وفيهم آثار القهر والغضب . فتيقّنت أن هذا إشارة إلى المنع من الدخول في طريقة أخرى . فمددت رجلي ونمت بالاستراحة وفراغ الخاطر . ولما حضرت مجلسّه في الصبح قال لي قبل حكاية الواقعة : إن الطريق واحد . ومرجع الكل إلى واحد . فكن مشغولاً بالطريقة التي أخذتها قبل . م إشكال أو واقعة ؛ فاعرضه على . أمددك بقدر ما استطعت . 00 على وعده بالاستخارة . فرأى شجرة في غاية العظمة ؛ ولها أغصان كثيرة ‏ فأراد أن يقلع منها غصناً كبيراً . فاجتهد بليغاً لكن لم يتيسّر له ذلك . ولما حضره مولانا في الصبح قال له ما قال . قال مولانا محمد الروجى قدس سره : قال مولانا سعد الدين : لما طلبت من مولانا نظام الدين إجازة سفر الحج قال : رأيت قافلة الحجاج في البادية . ولم تكن أنت فيها . فسكتٌ في هذه النوبة . ثم استأذثته بعد أيام فقال: اذهب . لكن اقبل منّي وصية : لا تفعل مثل ما فعلْتٌ وندمْتٌ عليه . وأحمل تلك الخجالة إلى يوم القيامة . إذا ظهر فيك أثر القهر الإلهي لا تستعمل القوة القهرية كما فعلتةُ أنا في حقٌّ خوجة عصام الدين . وسائر المنكرين والمعاندين كما مرّ . قال مولانا سعد الدين : فقبلت منه الوصية وانتفعت بها . فظهرت في بعد مدة كيفية عجيبة . وصرت بحيث إذا وقعت على عين أحد كان يصير مدعوشاً ٠‏ فإ قرنت مي يصير هالكاً “فاخطيت في عبادي ظهوز هده الكيقية فى زأوية:البيك وما سرحت إن أريقة عفر برقا افا طهر 1١ /ا‎ صحبتي . ولم أتركه يقرب منىّ . إلى أن تجلت عني تلك الكيفية . ذكر فوائد أنفاسه النفيسة قدس سره : قال: إن الشغل بالله تعالى أسهل من كل شيء يفرضونه . فإن الأشياء المطلوبة كلها إنما يطلبها مَنْ يطلبها أولا . ثم يجدها بعد الطلب . بخلاف الحق سبحانه . فإنه تعالى يجدونه أولاً ثم يطلبونه . فإنك إِنْ تجده أولاً كيف تميل إليه ! . إن أنت لم ترَّمِنْ مُناك جماله لاينتهي فيك القوام كماله ومعنى هذا الكلام أن الله سبحانه يتجلى أولاً لباطن العبد بصفة لهذا التجلى مريداً للحق تعالى وطالباً له . فكان الوجدان مقدماً على الطلب فى هذه الصورة . قال : مق :أحق شخصا: يريد أن يحبه الناس كلهم . وإن كان مقتضى غيرة المحبة إخفاء المحبوب ! لكنه يجتهد فى غاية محيّته إليه فى أن لا يكون له أحدٌ منكراً . ولا يعرف أنه كيف يحتال ؛ وكيف يدير ؛ وكيف يفكر ؛ لأن يكون الكل معتقداً له وطالباً إياه . فيصفه بكل وصف ممكن وتيسّره رجاء طلبهم إياه . قال : إذا تغيرت شعرة من بدنك وتأثرت بسبب حال من الأحوال فينبغي لك أن تتبع أثرها . أي ينبغي أن يعتني بشأن الحال وإن كان حقيراً . وأن يستكثره وإن كان قليلاً في الظاهر . مطلب مهم جدا لسالكي زماننا قال: قال الخواجه محمد يارسا قدس سره: إن الحجاب بين الله تعالى وبين العبد هو انتقاش الصور الكونية فى القلب . ويزيد هذا ١18 الانتقاش بسبب الصحبة مع أرباب التفرقة والتفدّجات المشتتة . ورؤية الألوان والأشكال المتنوّعة . ويستقدٌ في القلب . فينبغي نفيه بمخنة ومشقة شديدة . وأيضاً تزيد تلك النقوش من مطالعة الكتب وال بكلام رسمي وكلمات شتى . وسماعها . وتتحرّك هذه النقوش وتتموّؤج بمشاهدة الصور الجميلة . واستماع الغناء والنغماات المطربة . وهذه المذكورات كلها موجبات للبعد والغفلة عن الحق سبحانه . فنفيها واجبٌ على الطالب . فينبغى له أن يجتنب عن كل ما يزيد الخيالات الفارغة . ليتوجه إلى الله تعالى بقلب صاف . وقد جرت سنة الله تعالى بأن لا يحصل ذلك المعنى من غير مشقة ومحنة . وترك لذَّات جسمانية وشهوات حسيّة . والراحة المطلوبة إنما هى فى دار الآخرة . فإن التزمت ملقة سيره قن أيام معدودة فى الذئنا ترح قن الآخرء ابد الآباد. قانة لا قدر لهذا العالم بالنسبة لعالم الآخرة . وكأنه بذر خشخاش مرمي في صحراء لا نهاية لها . كان واحدٌ من أصحابه يكتب رسائل في فصل الربيع . وكان يخطر بباله أن يتنزّه ويتفرج بعد إتمامها فجاء في الأثناء صحبته فأنشده هذين البيتين : دخلت بمن أهوى ببستان عابراً فكنت من الغفلات للورد ناظراً فقالت لك الويلات يا مدّعي الهوى ارمق ورداً تاركاً خدي زاهراً مطلب الكلمة الكافية عن الرسائل كلها كلمة : كن مع الله ثم قال : إذا ذهبت للتفرج فإن كنت محتظياً به فأنت غافل عن الحق سبحانه . وإلا فما الفائدة فيه . وتكتب الرسائل ! فإن أردت العمل اال بما فيها فتكفيك كلمة . وهي : كن مشغولاً بالله تعالى . وإلا فما الفائدة في تحريرها ؟ ! قال: قال مولانا نظام الدين : السكوت أنفع من الكلام . فإنه يحصل من كل كلام حديث النفس . والفيض الإلهي غير منقطع أبداً . صحبة الأولياء عن حديث النفس . فإنَّ لهم أذنا يسمعون هذا الحديث ألا ترى أن طالع الكتب يتشوّش بسماع كلام خارج . بل بوقوع ذبابة في الورق . فالذين توججههم إلى الله تعالى وشغلهم به دائما يكون حديث النفس مشْوّشاً لحالهم البتة . ولا يتركهم للاشتغال بالله تعالى . فمن كان عنده طفل يبكي ويشوّش وقته يأمر أمَّه بإرضاعه حتى يسكت . فيتبغي للطالب أيضاً أن يضع ثدي الذّكر على فم القلب . ليمصّ منه اللبن المعنوي . فيتخلص من الخيالات الفارغة وحديث النفس بسبب اشتغاله بالذكر . وقد يكون الذكر أيضاً حديث النفس بالنسبة إلى بعض آخر . مطلب قال يوماً للأصحاب : اعلموا أنَّ الحق تعالى مع كونه في غاية العظمة والكبرياء في غاية القرب منكم . فكونوا في هذا الاعتقاد ؛ وإن لم يكن هذا المعنى معلوماً لكم الآن . لكن ينبغي أن تكونوا مع الأدب دائماً . في الخلاء والملاء فإذا كان أحدكم في بيته وحده لا يمدّ رجليه . واقعدوا في الخلوة مصاحبين للحياء . ناكسين رؤوسكم . وغامضين عيونكم . وكونوا مع الله بالصدق في السر والعلانية . فإن قمتم بحفظ الآداب يكون لكم ذلك المعنى معلوماً بالتدريج . 16 وينبغي تحلية أنفسكم بحلى الآداب الظاهرة والباطنة . فالآداب الظاهرية القيام بأوامر الشرع ونواهيه . والمداومة على الوضوء . والاستغفار . وتقليل الكلام . والاحتياط في جميع الأمور . وتتّع آثار السلف . والآداب الباطئية عسيرة جداً . وأهم الآداب : حفظ القلب عن خطور الأغيار فيه . خيراً كان أو شرا فإنهما مساويان في كونهما حجاباً عن الح . قال : إن الله تعالى علّم رسوله يق طريق المراقبة حيث قال :98 وَمَا َكرْنُ في سَأْنِ وَمَاَدوأمئْهُ ين هران ولا سملو من عَمَلٍإِلَا حكن لَك مُبُودا إذ وأصل المسألة أن الله تعالى قال ذلك تعليماً لنبته ‏ فخلاصة الأمر: كونوا مشتغلين بالله تعالى . فإنه قريب لعبده من كل شيء . بل أقرب من أن نقول أقرب . فإنَ حال القرب لا تسعه العبارة . فمتى عبّروا عن القرب بالعبارة ينقلب القرب بعداً . والقرب ليس هو قولك قد تقرّبت إليه حتى تعبّر عنه بعبارة . بل القرب كونك ممحواً فانياً فيه ٠‏ وذهولك عن نفسك وغيرك فيه . وأن لا يكون لك علم بأنك أيْن كنت . ومن أين جئت . وأن لا تقدر أن تعيّر عنه بعبارة مطلقا . قال شخص عند أحد الأكابر : أن الشيخ الفلان يتكلّم في القرب . فقال : إذا وصلت إليه قل له : إِنَّ قرب القرب في المحل الذي نحن فيه بُعد البعد . فإن القرب عيارة عن عدم كونك . فإن كنت معدوما فيه كيف تسعه العبارة ؟ ! ليس قرب بالهبوط والصعود إنما القرب انطلاقٌ عن وجود قال: إن فى كل نفس خزينة . فيتبغى أن يكون واقفاً . فإن الله تعالن قاض وتاظر و" والامسياء مه تقال :واتعين ‏ بوآن له يقل غنه. + مر فإن الله تعالى يقول تشنيعاً للغافلين وتوبيخاً لهم 38 مَابَعَلَ أنه إرَمْليّن 1١6١ 00 لبن في ووه # أي ليس في جوف بني آدم قلبان حتى يجعل أحدهما مشغولاً بالدنيا وآخر بالحق تعالى . بل فيه قلبٌ واحد . فإن جعله مشغولاً بالدنيا يبقى بلا حظ من الله تعالى . وإن كان متوجّهاً به إلى الله تعالى . تنفتح من قلبه كوة إلى الله تعالى . فتشرق منها إليه شمس الفيض الإلهي . فكما أن الشمس إذا طلعت تكون كل ذرة من ذرات العالم محظوظة من نورها؛ من المشرق إلى المغرب . وينبسط نورها على الكل . فإن ل القلب ؛ إن كان حاضراً فحضوره بمثابة الكوة يشرق إِليه منها نور فيض الوجود . وإن كان غافلاً يفوت عنه الاحتظاظ بذلك النور كالبيت الذي لا كوّة فيه . شعر : ولا نقص في فيض الإله ولا بخل ولكنماالنقصان في نفس قابل قال : إِنَّ الطاعة سببٌ للوصول إلى الجنة . والأدب في الطاعة سبب لقرب الحق . وذهب كمّل المشائخ إلى أنَّ اللازم للمريد في الابتداء تصفية الباطن . فيشتغل بالتصفية والتزكية حتى يحصل دوام المراقبة بتمام الحضور . وألا يزيد دنس القلب ومرضه بكل عمل صالح يؤدّيه على وجه الكمال . ولا ينبغي للسالك أن يكون أدون من تلامذة النسّاج ! فإن أحدهم يبقى في مدة في تعلم وضل الخيوط وترتيبها ٠‏ وأين له اللاشتغال بأمور أخرى ! مطلب أهم لعلماء الرسوم فكذلك ينبغي للطالب أن يسعى بالجد والاجتهاد حتى يكون أستاذاً في نفي الخواطر . واهراً في كيفية 'نفية : ولا ينبغي له في الابتداء الاشتغال بشغل آخر غير نفي الخواطر . والذين يطالعون الرسائل ويجمعون منها الكلام فلا نفع لهم منها أصلا . 16 بل أمئال ذلك كلها تعطيل وتضييع للأوقات . فإنَّ طريق الحق سبحانه سلوك وعمل . لا سماع وجدل وتطويل الأمل . فمن كان في بغداد مثلاً عند السلطان وهو قادر أن يجالسه دائماً . ومع ذلك يشتغل بمطالعة مكتوب كتبه واحدٌ من كتابه وأرسله إلى الشام . فهو في غاية الجهل والغفلة والغواية والعماية . فكيف يبعد عن حضور سلطان باختياره ؟ ويسافر من بغداد إلى الشام لمطالعة مكتوب كتابه ؟ قال : من كان في محل فهو في كل محل . ومن كان في كل محل اللا حتماء افضر من الدواء قال : إن الاحتياط والاحتماء أفضل من الدواء وأنفع . لأنَّ من أكل فوق الشبع يعرض عليه أنواع المرض . فيشرب دواء لدفعها . فإذا برئ يشرع ثانياً فيه . فيمرض . فيشرب الدواء . وهكذا إلى مرات . فيعرض له منه ضرر كلي في الآخر . فكذلك صاحب ذنب يذنب ويتوب . ثم يذنب ويتوب . ثم . . . وثم . فإنَّ إنابة لا تخلّصٌ صاحبها عن الذنوب بتمامها . ولم تؤثر فيه أثرا عظيما مثل ذنب آخر! فلذلك التزم أهل الله تعالى لأنفسهم احتياطاً كلياً . واشتغلوا بالحق تعالى بترك الكل خوف الهرة أستاذ الجنيد قال : قال الجنيد قدس سره أستاذي في المراقبة هرّة . رأيت هرةً على فم حجر فأرة متوججهة إليها بكليتها؛ بحيث لا تتحرك منها شعرة . فنظرت إليها متعجبا . فنوديت في سرّي : أن يا قليل الهمة ! إني لست بأقل من الفأرة في كوني مقصودا لك . فلا تكن أدون من الهرة في طلبي . فشرعت في المراقبة من ذلك اليوم . 1١07 7 قال : داوموا على ذكر الله تعالى حتى تكونوا غائبين عن أنفسكم . فإِنَ الحق سبحانه ألطف من كل شيء. فكل من كانت لطافته أزيد يكون شغله بالله أزيد . فالنساج ألطف من كنّاس الحمام . والبزاز ألطف من النساج . والعلماء ألطف من البزاز فإنهم لا يقدرون على البزازية . والجماعة المشتغلون به تعالى ألطف من الكل . فإن سرّهم وقلبهم لا يتحملان الاشتغال لغيره تعالى . فإذا ركعوا لا تريد نفوسهم أن يرفعوا عنه رؤوسهم . وإذا سجدوا لا تطيب قلوبهم أن يرفعوا عنه . فاللطائف ألطف من الكل . ويغبط الأنبياء أحوالهم . لا من جهة أن درجاتهم فوق دائما . وقد أخفاهم سبحانه وتعالى عن نظر الخلق وأشغلهم بنفسه . مطلب الفرق بين مقام النبي والولي فنبيٌ مثل مقرّب سلطانٍ فوّض إليه جميع ممالكه يتصرّف فيه بأمره . ووليٌ كصاحب طهارة السلطان يهييء له الماء وأسباب وضوئه دائما. وإن المتصدف"في البتمالك: اقرب إلى السلطان. من :ضاعت الطهارة . وأفضل منه رتبة وأعلى درجة . فلو لم يكن قابليته أزيد لم يكن متصرّفاً في الممالك . ولكن لصاحب الطهارة فضل دوام قرب السلطان وحضوره . والالتذاذ بخدمته الخاصة . والاختصاص بعدم كونه مشغولا بغيره . وإلا فأين مرتبة المتصرف في الممالك من مرتبة صاحب الطهارة ! والمتصرف يحسده من جهة قرب الصوري للسلطان ودوام حضوره . لا القرب المعنوي ورفعة الدرجة . قال : إذا تجرّد الذكر عن الحرف والصوت يبلغ في الوقت مقام الشجريّة . ويقدر الطالب أن يأكل منها ثمرة أيٍّ وقت شاء . قال الله تعالى « بُوْتِ أأكُلَهَا كلَّحِينٍ 4 والذكر كجنة تنبت منها شجرة المعرفة كما قال تعالى ا صَرَب َلَّهُمنَا كِسَهُ طِقَبَهُ كُمجَرَةَ طِيِبَةِ # الآية . ١6غ‎ وكما أَنَّ الشجرة تطلع من الحبة ! كذلك التوحيد الصرف المجّد عن الحرف والصوت ؛ العربي والفارسي . والشكل . واللون . والكيف . والكم . وعن جميع الجهات يظهر من مضمون الكلمة . ومن خوارقه للعادات : قال مولانا علاء الدين ‏ من أجلَّة أصحابه وسيجيء ذكره -: كنت مريضاً فجاء مولانا سعد الدين لعيادتي +اواجعل على طرف صَفَة مراقباً ٠‏ وكان في سقف تلك الصفة روزنة حذاء رأسه . فنشرت فأرة منها تراباً على رقبته وجيبه . فرفع رأسه إلى جهة الفوق . ثم راقب ثانياً فنشرت الفأرة تراباً أيضاً فنظر إليها كالأول . حتى وقعت الصورة ثلاثاً . فنظر إليها في الرابعة وقال مغضباً : يا قثيرة يا فويسقة ! ثم قام وخرج . وكنت قاعداً على فراشي . وصرت خجلاً من هذه الصورة . فرأيت بعد لحظة هرّة ظهرت من تلك الروزنة وقعدت في الكمين . فنشرت الفأرة تراباً . فوثبت الهرة وجدّت الفأرة بأظفارها من جحرها . وقتلتها . وأكلت قدراً منها وتركت الباقية . وأحصيت في اليوم ما قتلت الهرة من الفأرة في الروزنة فبلغت ثمان عشر . وأكلت من كل واحدة منها قليلاً وتركت الباقي ثم غابت . وقال مولانا بير علي أخو مولانا علاء الدين المذكور ؛ وكان من مخلصي سعد الدين قدس سره: كنت أبيع ثوباً في دكّان . ٠‏ فجاء يوماً محصّل الأمير بمنشور . وشرع في الغلظة والسفاهة . ولم تكن لي في الوقت قدرة على أداء ما في منشوره . فصرت متحيّرا وعاجزا . فظهر مولانا في الحال . ولما رأى منه التشديد وضع يده المباركة على كتفه وقال: يا أخي احفظ لسانك . وصار مدهوشا . وسقط مغشيا عليه في الطريق . وبقي مدة على الحال . وجلس مولانا على باب دكاني . فلما أفاق قام بتمام التواضع . وألقى نفسه على قدم مولانا . وتاب من شغله الذي كان فيه . وأقبل على الطريقة . ١66 وحكن “هو أيضا: أن والدة أولادي كانت حاملاً . ولما مرّ من حملها أربعة أشهر قصدت إسقاط الجنين . فانعكس الجنين وتغيّر عليها الحال وصارت قريبة من الموت . فجئت عند مولانا بتمام الاضطراب . فصادفت عنده جمعا عظيما من العلماء والصلحاء ؛ فلم يمكن الوصول إليه للتكلم . فتحيّرت . ولما وقع نظره علي قام في الحال وراح إلى منزله . وتبعه جماعة من الأصحاب . فدعاني نحوه وقال: قل لهذه الظالمة : إنك تحركت بمثل تلك الحركة أولا في تاريخ كذا فعفوت عنك . والآن أيضاً عفؤْتٌ . فإن فعلت مثلها أخرى تري جزائك . فرجعتٌ مسرعاً بطيب القلب فرأيتها قد صلح حالها . ولم يبق أثر من ذلك المرض . فقصصت عليها القصة . فبكت وقالت: صدق . قد قصدت لهذا الأمر في ذلك التاريخ ونجوت من الموت . ثم عاهدت الله سبحانه أن لا تقصد بمثله . قال مولانا علاء الدين: جاء قاصدٌ من ولاية قوهستان حين كوني في ملازمة مولانا . وأعطاني مكتوباً من والديّ قد طلباني فيه بمبالغة تامة للتزويج . فصرت ملوماً محزوناً خوف الحرمان من شرف ملازمته . وقلت في نفسي : لعل مولانا لا يتركني أن أذهب إلى قوهستان بل يحفظني عنده إن اطلع على المكتوب . فلما حضرْتٌ عنده قال قبل عرض المكتوب : إنه لما طلبوك بالمبالغة ينبغي لك أن ترجع . فصرت متحيراً ولم أر بِدّاً من الذهاب . ولما وصلت إلى الوالديْن زوّجوني في تلك الجمعة . فبقيت هناك سبع سنين . وكنت في تلك المّدة متوججها إليه دائما . ومستفيضاً من باطنه الشريف . وكان في الديار عامل ظالم قد تعدّى على كثير من الناس في توجيه الأموال الخراجية . وجاوز الحد في الظلم . وعجزت عن دفع ظلمه وتحيّرت في أمره . فتوجّهْت لمولانا بالباطن . فرأيت في المنام وفي يده قوس مع سهمه . فظهر ذلك العامل من مقابله بغتة فوضع مولانا السهم في القوس ورماه إلى طرف الظالم . 101 فلما استيقظت قلت في نفسي بأيّ شيء يبتلي هذا الظالم ؟ فجكت عنده غدوة وقلت : تهيأ فقد أقبل عليك بلاء عظيم ا كد وتكلم يما لا يلبق . فعرض له الفالج بعد ثلاثة أيام فلم يقم ثانيا وقال أيضاً : كان لى وقت إقامتى فى قوهستان دود القرّ . فصعدت فجرة كبيرة لقطع الأعصان + واشتفلت فى الأثناء سقط انبية الرايطة + فاتكسرت الغصن الذي أنا عليه فسقطت . فرأيت حضرة مولانا ظهر وأمسكني ذ بابرا ل رمات إلى الأرض ووضعني عليها سالماً . فتحفلت: هذا المع : ولا تشكّفت بملازمته ثانياً أردت أن أقص عليه قصة الظالم والسقوط فقال قبل شروعي في الكلام : إِنَّ سقوط الظالم مطلب وقال أيضاً : لما علمنى مولانا الذكر القلبى فى مبادىء الأحوال بهراة قال: قل عندي د الذكر القلبي فاحذات واشتغلت به من القلب . فقال : لا تفعل هكذا ولا تتحرك قلبك في الذكر . بل احمل مفهوم الذكر على القلب . وأجره فيه إلى أن يتأثر القلب بمفهوم الذكر فيتحرّك بنفسه . ولم تكن لي وقت إخباره عن حركة القلب عقيدة وجود شخص في العالم يخبر عن باطن الناس . وأحوال قلب الخلق . فوقعت منه في الحيرة والتعجّب . وعجزت عن الذكر . فقال في الحال : على ما تحير ! والله إِنَّ لي مريداً في بلخ بقالاً وهو الآن قائم في ما وراء دكة دكانه وأعلم ما في قلبه من مكاني هذا أزيد منه . فبعد اطلاعي على هذا المعنى ظهرت فيّ كيفية عظيمة . فأخذت ذيله أخذا قويا . قال مولانا محمد أخو مولانا عبد الرحمن الجامي - قدس سره - الأصغر : كنت في مبادىء الأحوال مشغولا بأعمال الإكسير ومشغوفا به . وصرفت لأجله أوقاتا كثيرة . وحصلت منه تجاريب يقينية . وشاهدت ١ /اه‎ منه علامات كثيرة قريبة من الفعل . ولكن ما ظهر لي ما هو الحق ! فكنت متردّد الخاطر بين الأخذ والترك . فجئت فى أثناء التفرقة سوق الخوش . ووصلت إلى قرب وسط السوق ودخلت في الناس ٠‏ وجاء شخص من ورائي ووضع يده على عنقي . ٠‏ فنظرت إليه فإذا هو مولانا سعد الدين ء فوقفت متواضعاً له بين يديه فقال : يا أخي وأنشد : أخي عندي من الكيماء نوع جليل الشأن عن كل الصناعة فالزمللناعةواتخرها فلا كيماء أفضل من قناعة ثم مضى فزالت عني داعية الشغل بالتمام . وتخلص الخاطر بكليته عن الدغدغة . وتيقنت أن هذا التصرف صدر في حق الفقير لمحض شفقته 9 قال مولانا علاء الدين : لما أخترت ملازمة مولانا في أوَّل الحال أشار إلىّ بترك الاشتغال بالعلوم الرسمية . فتركت بعض الدرس الذي يتعلق بالعربية والمنطق والكلام بالتمام . لكن كنت أقرأ من الحديث عند الأمير السيد أصيل الدين المحدّث . وقد قرب إلى الإتمام . فقلت في نفسي : إن قراءة الحديث لا تكون منافية للطريقة فأتمٌ الكتاب . وأخذت جزء من الحديث وتوجّهت من البلد إلى محلّة جل دختران . وكان منزل السيد هناك . ولما وضعت القدم خارج باب الملك ظهر في رجلي قيد ثقيل من حديد فرفعت رجلي بالعسرة . فصرت به متوحشاً ومتحيّراً ونظرت إلى الناس لأعلم أنهم ما يقولون في حقي . فرأيتهم غير واقفين على المعنى . فعبرت عن الجسر بالمحنة . فرأيت في الأثناء أن عمامتي طارت من رأسي وبقيت مكشوف الرأس . فزاد تحيّري ! ولما مشيت خطوات طارت جيّتي عن بدني . وهكذا كان يطير عنّي في كل خطوتين أو خطوات شيء من أثوابي . ديرا بجيف م العرر اله ريط ٠‏ وكان القيد الثقيل على رجلي . ووصلت قرب سويقة فقلت في نفسي : إن مشيت 1١68 خطوة يطير السروال أيضاً فأقتضح بين الناس . فرجعت فوراً فرأيت افيس فد طون م يذ كلقا رست ل صلم ع متي كان يظهر ذلك الشيء في بدني . ولما وصلت البلد سقط القيد وغاب . فبادرت إلى ملازمته بقلب تفور عن المطالعة . فرأيته قاعداً في الجامع مراقباً . فقعدت عنده فرفع رأسه المبارك ونظر إليّ مبتسّماً . فعلمت أنه من تصرفاته . وقال مولانا المذكور أيضاً : طرأ علي يوماً قبض عظيم . فجئت إلى باب قضره مضطرَاً . وتوججهت إليه . والتجأت بالتضرع والانكسار لديه . وقلت : خلصني من هذا الألم والهمٌ والغم بالعناية والكرامة . فخرج من بيته في الحال وآثار البسط ظاهرة فيه . وتوجه نحوي متبسّماً ٠‏ وأخذ جيبي بيده اليمنى ٠.‏ ووضع رأس مسبحته على عاتقي . فحصل سرور ونور وحضور. حتى كان قلبي في نهاية الفرح والسرور. إلى أربعة أشهر . وكان آثار ذلك السرور ظاهرة في بشرتي بحيث لا أقدر على ضمٌ شفتي من الضحك . وقال أيضاً : اتفق ليلةٌ مجلسٌ رقص وسماع مع جماعة من أهل الرسوم والعادة . فجئت إليه بعد الصبح ٠‏ ووجدت جماعة من الأكابر من البلد في مجلسه . فنظر إليّ بالغضب ٠‏ فأحسست ثقلاً عظيماً . حتى حسبت أنَّ جبلاً عظيماً وقع علىّ . وصرت منحنياً بحيث كاد أنفي إلى الأرض . وضاق نفسي . وسال العرق . فخفت من الحياة . فلما رأى مُولانا. تهات الدية احية الرتعدى عليه النحمة الذي هو من الملساء المتبترين ومن كبار أصحاب مولانا - عجزي واضطرابي تضرّع إلى مولانا شفاعة لى . فتوجّه مولانا بعد ساعة إلى طرفه وقال : إن طبَاخاً يطهّر الكَرْش الكائن في غاية البتجانتة تخيث يزعت فيه الطبع ‏ السبليع ولست بأدون منه في تطهير النفوس ! فوضع كمّه اليمنى على كمّه اليسرى ومسح بعضها على بعض فزال الحمل عن ظهري والثقل في الحال . 16 وكان أستاذي حافظ غياث الدين المحدرّث - رحمه الله تعالى - من علماء الزمان. وأعيان أهل هراة . وصحب السيد قاسم التبريزي بد تعره راشي يهاه لدو لمر امد كن جم يعزو ولده الشوع تو الدرين محمد قدس سرهما . وكان له قرب تام من السلطان مرزا أبي سعيد ٠‏ حتى كان يقعد معه على سرير سلطنته ويقرأ له « المثنوي » . فقال يوما : حضرت مرة مولانا سعد الدين بالجامع وفي مجلسه كثير من العلماء والفقراء . وكان فيه رجل فقير من ولاية قوهستان قاعدا في صف النعال أسفل من الكل . وكان مولانا ساكتاً . فرفع رأسه بغتة . ودعى الرجل القوهستاني . وأخذ بيده وأعطانيه . وقال : فوّضت هذا الرجل إليك . فلا تقصر في حمايته . فقبلته ولم أعلم سرّ تفويضه . ولا غيري . حتى توفّي مولانا . وظهر بعد خمس عشر سنة من وفاته شخص في زمان السلطان أبي سعيد . وكان يأخذ الناس بتهمة اليهودية بإمداد من الأمراء . ويفديهم بمبلغ كثير . فاتفق هذا الرجل القوهستاني وآل أمره إلى القتل لعدم ماله يفديه به وأعوانه . فربطوا حبلاً في عنقه . وجاؤوا به إلى باب العراق لصلبه . وكنت في الأثناء راجعاً من عند السلطان إلى منزلي . فلمًا وصلت إلى باب البلد ورأيت ازدحام الناس سئلت عن السبب . فقضّوا القصة فتقدمت إليه , ولما وقع نظره علىّ صاح وقال : يا حافظ ! أنا ذلك القوهستاني الذي فوّضه مولانا سعد الدين في المسجد الجامع إليك وقبلته منه . والآن وقت المدد والحماية ! وعرفته فخلصته عنهم في الحال . وعطفت عنان فرسي من هذا المحل نحو السلطان . وعرضت عليه قصّة الفقير وتفويض مولانا . فأمر السلطان بصلب ذلك الظالم مكان الفقير . فتخلّص الفقير وسائر الناس من شره . وصحب خواجه شمس الدين محمد الكوسوي مولانا سعد الدين <> فلامل سبريوا رت وهال ايوما لمولانا #عرقع على إتكالان عظيمان في التوحيد وعجزت عن - حَلّهما . ولم أدر من يحلهما . وتألمت من هذه 3 الجهة وأردت السفر . فلعلي ألتقي أحداً يدفع الألم عن قلبي . فقال مولانا : توجبّه غداً في الصبح إلى هذا الجانب بنية حل هذا المشكل فعسى لا يبقى الاحتياج إلى السفر . فجاءه الخواجه في الصبح . ولمّا وقع نظره على مولانا صاح وغاب عن نفسه . وبقي في غيبته مدة . فسئل عن سبب غيبته في ذلك الوقت وترك السفر بعده فقال : لما وقع بصري على حاجبه الأيمن انحل أحد الإشكالين . وعلى حاجبه الأيسر انحل الثاني فصدر عن صيحة بلا اختيار من لذته وذوقه . وغبت عن وجودي . وحكى واحد الفقراء الذي وصل إلى صحية سعد الدين قدس سره : كان لى تغيّر كثير فى مجالس الوعظ التى تذكر فيها معارف الصوفية . وكنت ذا ضيحة كثيرة ومستصيياً منه + قشكوت بجالق إلى مولنا ققال.: إذا وقع عليك التغيّر أحضرْني في خاطرك . ولما سافر إلى الحجاز طرأ علىّ تغيّر في أحد المدارس من سماع وعظ بعض الأكابر فتوجَهْت بقلبي إليه . فرأيته قد دخل من باب المدرسة وجاء ووضع يديه على كتفي . فغبت عن نفسي وسقطت على الأرض من غير شعور . ولمّا صحوت رأيت المجلس قد انقرض وتفرّق الناس . وبقيت في حرارة الشمس . وكان ذلك اليوم يوم الخميس الأخير من رمضان . فحفظته في خاطري لأعرضه عليه بعد رجوعه من مكة . فلما قدم من مكة وتشرّفت بصحبته كان عنده خلق كثير من أصحابه فلم يمكن لي حكاية الحال له . فتوجّه نحوي وقال : كان يوم خميس . ولم يكن بعده خميس آخر إلى العيد . ومات قدس سره وقت ظهر الأربعاء ؛ السابع من جمادى الأخرى . سنة ستين وثمانمائة . وكان له ابنان من صلبه . أحدهما : خواجه محمد أكبر المعروف بخواجه كلان . وتشّف بتوفيق الانخراط في سلك أصحاب حضرة شيخنا . وسافر مرتين من هراة إلى ما وراء النهر لملازمته ٠.‏ وتشرّفت بصحبته في قرية جل دختران . 11 حين توجهي إلى ما وراء النهر لاستلام عتبة شيخنا في أوَّل مرة . وكان ذلك فى سفره الثانى لملازمته . ولما رآنى سألتى متعحجباً : إلى أين تذهب ؟ وما مطلوبك ؟ فعرّضت عليه ما في البال على الإجمال . فسرٌ بذلك . وأظهر البشاشة وقال : إذاً ينبغي لك أن لا تفارقني حتى نقطع المسافة على المرافقة والموافقة . فقبلت ذلك . فأمر بإحضار أحمال متعلّقاتي وأثقالهم . وصدر عنه في هذا السفر شفقة كثيرة . وعناية جزيلة لهذا الفقير ٠‏ ولما دخلنا بخارى تركنا أكثر الأحمال مع الخادمين وسائر المتعلقات هناك . وتوجّهنا منه مع خواجه كلان خا من أصحاب شيخنا الذين كانوا في مزارع بخارى إلى بلدة نسف . و تشدّفنا فيها بملازمته . وشاهدت من حضرة شيخنا التفاتاً كثيراً في حق خواجه كلان في خلال المجالس . وتشرّفت باستماع كثير من لطائف مصاحبته مع مولانا سعد الدين . وبعض خصائصه قدس سره . أمر يوم خواجه كلان في الخلوة بالاشتغال بالنفي والإثبات . وقال : كن مشغولاً بهذا الطريق ٠‏ فإذا رجعت إلى خراة: وجاء .بعك أحدٌ ادعٌه إلى هذا الطريق أيضاً . ولقّنه الذكر . فإن والدك الماجد لم يكن أتمّ السلوك وقت قدومه هراة . لكن حصل فيه أصحاباً لنفسه وأشغلهم بهذا الطريق ٠‏ واشتغل أيضاً بنفسه بتمام الجد والاجتهاد حتى ترقى أمره . وبلغ النهاية سلوكه ٠‏ فيتبغي لك أيضاً أن تكون مشغولاً بذلك حتى يبلغ الكتاب أجله . وينتهي المهمّ إلى الإتمام . ثم أنشد البيت : أَجَمَعٌ الأحبابَ من كل البشر والْحِمَنْهم نحت آزر من حجر ثم أذن له بعد مدة بالرجوع إلى خراسان. وأمر الفقير أيضاً بالوصول إلى ملازمة الوالدين . فجئت بخارى في رفاقته امتثالاً لأمر شيخنا . فمكث خواجه كلان فيه زماناً . وتوجَهْتٌ أنا إلى خراسان مسرعاً بإجارته: وفدة عر شا عزاسان بعد شورين ٠‏ وكان ملتفتاً لحال هذا الفقير دائما ٠‏ وكان يظهر لي ألطافاً كثيرة . حتى زوّجني بعد خمس عشر يل كريفية ب اوقل للولئية : لقن الثانى من ولديه : خواجه محمد أصغر المشتهر بخواجه خورد . ولداخظ تام من العلوء الظاهرة :والأخلاق الباطنة . وكلاهما حفظا القرآن المجيد . وكان لهما اطلاع على دقائق التفسير . وحقائق التأويل . وتوقي حضرة خواجه خورد في دلاوية زين داور. في سنة بت وتستعحالة , وحمل بعض الخادمين نعشه إلى هراة . ودفن تحت المزار خلف قبر والذه الشريف. رحمهما الله تعالى وإيانا رحمة واشعة : حضرة مولانا نور الدين عبد الرحمن الجامى ‏ قدس الله تعالى نترة السامك ب :.لقيه الأصلى : عماد الدين . ولقية المشهور: تور الدية.» ولأده فى ودود جام وقيف الفنشام » الثالت: والتشرين كين ضبان المعظم . سنة سبع عشر وثمانمائة . كما ذكر نفسه في كتابه ٠‏ رشح البال في شرح الحال» الذي هو كتاب مشتمل على وقائعه وأحواله في مذة حياته على الإجمال . ونسبه الشريف يتصل بالشيخ الإمام العالم العامل محمد الشيباني . غشيه اللطف السبحاني . صاحب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان - رضي الله تعالى عنهما - وهو محمد بن الحسن بن عبد الله بن طاوس بن هرمز الشئباني . وهو ملك بني شيبان . أسلم على يد عمر بن الخطاب ##ه . وكان والده مولانا نظام الدين أحمد الدشتي . وجدّه مولانا شمس الدين محمد الدشتي من مشاهير أهل العلم والتقوى . منسوبان إلى محلّة دشت من محروسة أصفاهان . وارتحلا عن وطنهما المألوف إلى ولاية جام بسبب بعض حوادث الأيام , واشتغلا هناك بأمر القضاء والفتوى . وكانت جدَّته لأبيه من بنات أولاد الإمام محمد الشيباني أيضاً ! فإن مولانا قوام الدين محمد الذي هو من أولاد الإمام محمد لما قدم من ولايته إلى ديار جام زوَّجٍ كريمته من مولانا الحاج شرف الدين شاه المفتي الفقيه . فولدت له منها بنت فتزوجها مولانا شمس الدين محمد جد مولانا الجاميٌ . فولد منها مولانا نظام 1١1 الدين أحمد الدشتي والد مولانا الجامي ٠.‏ وكان آباؤه وأجداده يكتبون في السجلات والحجج عبارة الدشتي مدة إقامتهم في ولاية جام ٠‏ ولما قدموا هراة صاروا يكتبون لفظ الجامي مكان الدشتي . وظفر السلطان شاهرخ سنة ولادته بتسخير ممالك العراق وفارس . وتردّده إلى أهل الفضل والكمال في عنفوان شبابه لما قدم هراة مع والده في صغر سنّهِ أقام في المدرسة النظامية ٠‏ وحضر درس مولانا جنيد الأصولي وكان مولانا المذكور ماهراً في العلوم العربية . وكانت له شهرة تامة في هذا الفن ٠‏ ورغب في مطالعة « مختصر التلخيص » . وكان جماعة من الطلبة يشتغلون بقراءة ٠‏ شرح المفتاح » « والمطول » في ذلك الوقت . فاستشعر في نفسه استعدادٌ لفهم الكتابين المذكورين مع عدم وصوله إلى حد البلوغ الشرعي . فصرف عنان همته إلى مطالعة المطول وحاشيته . ثم حضر درس مولانا خواجه علي السمرقندي من أعظم مدقّقي الزمان وأكمل تلامذة السيد الشريف الجرجاني قدس سرهم . قال مولانا الجامي : كان مولانا خواجه علي السمرقندي عديم النظير في طريق المطالعة . ولكن كان يمكن أن يستغني عنه في مدّة أربعين يوماً . ثم حضر درس مولانا شهاب الدين الحاجوي من أفاضل مُبَاحثي الزمان . ومن سلسلة تلامذة مولانا سعد الدين التفتازاني رحمه الله تعالى . قال مولانا الجاميٌ قدس سره : حضرت درسه أياماً فسمعت منه كلمتين صالحتين أن يصغى إليهما : إحداهما في دفع بعض اعتراضات مولانا زاده الخطائي على ١‏ التلويح » . ولمّا مهّد في اليوم الأوّل مقدمات لدفع الاعتراض أبطلتّها . وبيّن في المجلس الثاني صورة جواب بعد 11 تأمّل كثير وكان له وجه في الجملة . وثانيتهما في فن البيان من « مطول التلخيص » قد ناقش فيه قليلاً ٠‏ وإن لم تكن لكلامه هذا زيادة نفع لكونه متعلّقاً بعبارة الكتاب . لكن كان في توجيهه استقامة . ثم قدم سمرقند وحضر درس قاضي زاده الرومي الذي هو محقّق عصره على الإطلاق . ووقعت بينهما مباحثة في أوَّل ملاقاتهما . وامتدت إلى مدة طويلة . ثم رجع قاضي زاده إلى كلامه في الآخر . وحكى مولانا فتح الله التبريزي - قدس سره ‏ الذي كان من الحكماء المتبحرين . وكانت له مرتبة الصدارة عند السلطان مرزا ألغْ بيك : أنه لما أجلس المرزا ألغ بيك قاضي زاده الرومي في مدرسته بسمرقند حضر في هذا المجلس جميع الأكابر والأفاضل . فذكر قاضي زاده بتقريب الأذكياء المستعدّين . وقال في وصف مولانا عبد الرحمن الجامي ‏ قدس سره ‏ : لم يتعدّ أحدٌ من نهر جيحون إلى هذا الطرف منذ بني سمرقند إلى يومنا هذا مثل الشاب الجامي في جؤدة الطبع وقوة التصرّف . ونقل مولانا أبو يوسف السمرقندي الذي هو من أرشد تلامذة قاضي زاده الرومي : لما جاء مولانا عبد الرحمن الجامي سمرقند كان مشغولا بمطالعة « شرح التذكرة » في فنَّ الهيئة اتفاقاً . وكان قاضي زاده الرومي قد أثبت فى حواشي ١‏ التذكرة » أشياء من تصرّفاته الجيدة . وبقيت على ذلك سنين . فصار يعرض كل يوم وكل مجلس كلمة أو كلمتين منها على مقام الإيضاح والإصلاح . فكان قاضي زاده ممنوناً منه فوق الغاية . وعرض في ذلك الأثناء على أصحابه شرحه على « ملخص الجغميني » الذي هو نتيجة أفكاره . وتصرّف فيه مولانا الجامي بتصرّفات لم تخطر على خاطر قاضي زاده أبداً . جا نوما مولانا علي القوشنجي إلى مجلس مولانر الجامي 3 قدس سره ‏ بهراة في هيئة الأتراك ورسمهم ٠‏ وقد شدَّ همياناً عجيباً في 116 وسطه . وطرح عليه بالتقريب شبهات كثيرة من أشكل دقائق فنٌّ الهيئة . فأجاب عن كل واحد منها جوابا شافيا على البداهة حتى بَهَتَ مولانا علي القوشنجي . وبقي متحيراً . فقال له مولانا الجامي في معرض المطايبة يا مولانا! أظن أنه ليس في هميانك شيء أفضل وأنفس من هذا! فقال مولانا علي القوشنجي لتلامذته : قد صار معلوماً لي من هذا اليوم أن النفس القدسيّة موجودة في العالم . مطلب قال بعض الأكابر : إن حصول تلك القوّة له إنما”' هو بسبب اشتغاله بطريقة خواجكان ‏ قدس الله تعالى أرواحهم ‏ . فإن الاشتغال بطريقهم مُمِدَ للعقل . ومقوٌ للقوّة المدركة . وكانت كيفيّة مطالعته وقوة مباحثته وغلبته على شركائه بل على أساتيذه أمرأأ مشهوراً ومقرّراً عند الكل . وكان أيام تعطيله تمرٌ بفراغ البال وجمعيّة الحال . وكان يصرف عنان فكرته الدراكة إلى مهم آخر . وكثيراً ما كان يكتفي بمطالعة جزء من درسه لحظة وقت ذهابه إلى حضور المدرس . آخذاً له من بعض قال مولانا معين التوني : لما حضر مولانا الجامي ‏ قدس سره - درس مولانا خواجه علي كان يدفع كل شبهة وقعت بين المحصّلين من يوم شبهتين وأكثر . واعتراضا خاصا من اثار مطالعته . ويروح . (1) ولقد كنت قبل هذا إذا جاء عندنا طالب للتلقين كنت ألقّنه الاستغفار والصلاة على رسول الله يت كل واحد منهما مائة مرة في اليوم والليلة ٠‏ والرابطة لأكابر المشائخ في الصباح والمساء ء لا غير وكنت جرّبت بهذا عن بعضهم بكون التبرّك والحفظ والفهم للعلوم ٠‏ ثم لمّا رأيت هذا قوي عزمي وحمدّت ربّي على كون أقوى على الاستقامة ولا حول . .٠‏ إلخ . (للكاتب الفقير رحمه القدير) . 111 والحاصل أنه إنما كان يحضر درس بعض أكابر الوقت لكون بعض العلوم الرسمية متوقفة على السماع . ومنوطة بالاستماع . وإلا لم يكن له في نفس الأمر احتياج التلمّذ لأحد . بل كان غالبا على جميع المدرّسين في تلك النواحي . جرى يوماً كلام في ذكر أساتيذه ومعلّمِيه فقال: ما قرأت على أحد درسا على وجه تكون لهم الغلبة علىّ . بل كنت غالبا على كل واحد منهم في الأبحاث . أو كانوا مساوين لي في بعض الأحيان . وليس لأحد حقوق الأستاذية في ذمتي . وأنا في الحقيقة تلميذ والدي الماجد حيث تعلمت منه اللسان . فتبين من ذلك أنه قرأ الصرف والنحو على والده . ولم يحتج بعد ذلك إلى أحد في العلوم العقلية والمعارف اليقينية كثير احتياج . افق يوماً مولانا الشيخ حسين ومولانا داود ومولانا معين - وكانوا مشاركين في الدرس والبحث - أن يذهبوا عند بعض أكابر أمراء مرزا ألغ بيك لتحصيل الوظيفة في أوائل أحوال مولانا الجامي . وأخذوه معهم على كره منه . فكانوا منتظرين عند باب الأمير زمانا . ولما خرجوا بعد ملاقاته قال لهم مولانا الجامي : هذا آخر موافقتي لكم واتفاقي معكم . ولا يمكن صدور مثل تلك الصورة عنّي ثانياً ٠‏ فلم يتردّد بعد ذلك إلى باب أحد من أصحاب الجاه وأرباب الدنيا . وكان دائماً قاعداً في زاوية الفقر والفاقة . جاعلاً قدم همّته في ذيل الصبر والقناعة . وقد ظهر فيه مضمون كلام الشيخ نظامي قدس سره : قدكنت عندك من زمان شبابي ‏ مارحت عندك لسائر الأبواب ماكنت أطلب ذرة متأوّياً بل كنت ترسل كلها في بابي قال قدس سره : ما جعلت نفسي معرضاً للمذلّة والمذمّة أصلاً من عهد شبابي . مثل ما كان يفعل أكثر الفضلاء والمستعدين في سمرقند 1١ 11/ وهراة . كسعيهم في ركاب قاضي زاده الرومي ومولانا خواجه علي راجلين . وما وافقتهم في ذلك أصلاً . بل لم أكن راغباً في ملازمة بابهم كما هي ديدن أرباب الدرس . ولذلك تطرّق نقصٌ تام في وصول الوظائف إلىّ . ذكر وصول حضرة مولانا الجامي إلى صحبة مولانا سعد الدين قدس سرهما العزيز: بعد تحصيل العلوم وترك الاختلاط مع علماء الرسوم . كان قدس سره في مبادىء حاله مبتلىّ بمحبة واحد من مظاهر الحسن والجمال . ومشغوفا به . فوقع انحراف الخاطر عنه يوما , فسافر من هراة إلى سمرقند . واشتغل هناك بكسب الفضائل والكمالات أياماً . فتألم خاطره الشريف ليلة من ألم المفارقة الصورية . والمهاجرة الضرورية . فرأى في ليلته تلك في المنام سعد الدين - قدس سره - قائلاً له ما مضمونه : اخلع محبة فائت واختر لنف20 سك يافتى عشق الجمال الباقي فتأثر من تلك الواقعة تأثراً بليغا . ووقعت على خاطره دغدغة عظيمة . فتوجّه إلى جانب خراسان مسرعاً . وتشرف بشرف صحبة مولانا . واستسعد بسعادة قبوله . فظهر له في صحبته شوق عظيم وجذبٌ قويٌ في مدة يسيرة . كما قال بعض الأكابر من إخوانه ورفقائه في الطريقة متحيّراً فيه ومتعجّباً منه : إن طريقة خواجكان جذبته سريعاً . وكان مولانا سعد الدين - قدس سره - يقعد كلَّ يوم مع أصحابه للصحبة في باب جامع هراة قبل الصلاة وبعدها . وكان مولانا الجامي قدس سره كثيراً ما يمر بهذا المحلّ . وكلما مرّ كان مولانا سعد الدين يقول : إن لهذا الشاب قابلية عجيبة . وأحبّه من تلك الحيثية . وما أدري بأي حيلة اصطاده ؟ 11 ولما حضر صحبته الشريفة في أول يوم وجَدَبَنُه جذبة محبته قال مولانا سعد الدين : وقع اليوم باز في شبكتنا . وقال أيضاً في الأثناء : إن الله تعالى قد منَّ علينا بصحبة هذا الغلام الجامي . قال مولانا شهاب الدين الحاجرمي بعد وصوله إلى صحبة مولانا ضيه لدو قدص شر وافهذانك النهلنة إنه عند كرون اررض ايان بين العلماء رجل صاحب كمال لم يظهر مثله منذ خمسماتئة سنة . فقطع مولانا سعد الدين طريقه . فاعتبروا يا أصحاب العلوم الرسميّة وقال مولانا عبد الرحيم الكاشغري - الذي كان من مشاهير العلماء في هراة ‏ : ما دام مولانا عبد الرحمن الجامي لم يترك المطالعة ولم يقبل على الطريقة لم يكن فينا يقين يكون شيء أفضل من المطالعة وتحصيل العلوم الرسمية . وبكون مرتبة أعلى من مرتبة المولوية . ولما أقبل على الطريقة اختار في ابتداء أمره الرياضة الكثيرة . والمجاهدة الشاقة ؛ بأمر برا سيد الدرن قدس سره . وكان مجتتباً عن الخيق:م ومجتوز! عنهم ١‏ ومتوحشاً منهم . ومتلدّذاً بالوحدة . ومألوفا بالخلوة . ولمار- جع إلى الاختلاط بالخلق بعد تمام أمره وجد طريق المحاورة وأسلوب المكالمة مَمْحوَاً عن خاطره . حتى صارت الألفاظ المأنوسة وحشيّة . إلى أن جاءت إلى خاطره. وصارت ملكة له بالتدريج . فحصلت له في آخر الأوقات جذبة قويّة . وكيفيّة عجيبة . حتى توجّه إلى مكة المكرمة بلا شعور منه . ولما وصل إلى كوسو حصل له فيه إفاقة وشعور . وغلبة إرادة صحبة مولانا سعد الدين وشوق لقائه . فعطف عنان عزيمته بلا اختيار . وحضر صحبته بكمال الاضطرار . اكد خرج مرة في أثناء صحبته مع مولانا سعد الدين إلى جانب قصبة أُوَبَهُ للتنزه في فصل الربيع ٠.‏ فكتب ب مولانا سعد الدين هذه الرقعة . وأرسلها إليه - نقلتها عن خطه المبارك . رقعة : بسم الله الرحمن الرحيم . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته . جعلنا الله سبحانه وتعالى معه لا يتركنا مع غيره . والمرجوّ عن الأخ العزيز نور البصر مولانا عبد الرحمن الجامي أن لا يبعد هذا الفقير الحقير مضيّع العمر عن زاوية خاطره الشريف . وليعلم أن الاشتياق غالب . ولا أدري ماذا أكتب ؟ فإن ذلك كله اسم ورسم . ولا يجيئ المقصود في العبارة . قال الشيخ أحمد الغزالي'" قدس سره : إن تعريفي لهذه الطائفة لا لأجل احتياجي . بل للتعطش الذي فيّ . والعز والشرف اللذان لهم لديّ . أترمُق ورداً تاركاً خدى زاهرا! والسلام . والتحية . للفقير الحقير سعد الكشغري . ولما وصلت هذه الرقعة إليه رجع من فوره . ولم يفارقه بعد هذا . ولم يذهب من صحبته . مطلب قال قدس سره: ظهر لي الأنوار في بداية الاشتغال بالطريق . فكنت مشغولاً به . الذي علّمئه مولانا سعد الدين ٠‏ يعني : لنفي الخواطر . ونفيتها حتى اختفت وغابت . فإنه لا اعتماد لظهور الأنوار والكشوف والكرامات . ولا كرامة أفضل من تأثر شخص وحصول جذبة قوية له . والتخلص عن نفسه زماناً فى صحبة واحد من أصحاب دولة أبدية , وأرباب سعادة سرمدية . )١(‏ أخ الشيخ الأكبر حجة الإسلام الأزفر محمد الغزالي الطوسي قدس سرهما ورزقنا من بركاتهما آمين . (هامش الأصل) . و1 مطلب قال أستاذي مولانا عبد الغفور عليه الرحمة والغفران : سألته مدّة عن سر انتكشاف العوالم لبعض هؤلاء الطائفة ؛ واستتارها عن الآخر. فقال : إن الطريق على نوعين . أحدهما : طريق سلسلة التربية ؛ وهو أن يعود السالك إلى وطنه الأصلي من الطريق الذي نزل منه . والثاني : طريق وجه خاص ؛ وهو: طريق خواجكان قدّس الله تعالى أرواحهم . وقبلة توججه السالك في هذا الطريق ليست غير الذات الأحديّة . وكشف العوالم ليس بضروري في هذا الطريق . وقال مولانا عبد الغفور: إن خاطره الشريف كان أميلَ إلى مشاهدة الوحدة فى الكثرة التى هى مشاهدة تفصيلية من المشاهدة بطريق الإجمال . وقال : إذا جعلت نفسي في مرتبة الإجمال أكون غالباً فيها . لكن كان توجه مولانا من الإجمال إلى التفصيل قليلاً . وكان استغراقه غالباً فيه . وقال: قد غلب عليّ سرّ الوحدة ومعنى التوحيد . بحيث لا أرى دفعه عن نفسي ممكناً . ولا اختيار لي في ذلك أصلاً لا يغلب شيء على هذا الخاطر . بل غلب هذا المعنى على الكل . ذكر ملاقاته المشائخ الكبار من صغره إلى نهاية أمره : إن أول من لقي مولانا العارف الجامي ‏ قدس سره ‏ من الأكابر سوى مولانا سعد الدين ‏ قدس سره ‏ هو حضرة الخواجة محمد يارسا 1١ا/ا‎ وكتب في « النفحات » أنه لما قدم حضرة الخواجه محمد يارسا قدس سره ولاية جام في سفر الحج في أواخر جماد الأولى . أو أواخر جماد الأخرى تخمينا سنة 477. خرج والد هذا الفقير مع جمع من المعلصين يعض زيارية. واموياله اولع يعم تو عدا الويت من معزي حمس سنين ؛ . وأمر واحداً من المتعلّقين أن يحملني معهم ٠‏ وأن يوصلني أمام محفته المحفوفة بالأنوار . فالتفت إلىَّ هذا الفقير وأعطاني َأ واحداً من النبات الكرماني . وقد مضت الآن ستون سنة من ذلك وصفاء طلعته المنورة باق في بصري . ولذة مشاهدته المباركة دائمة في قلبي . ورابطة إخلاص هذا الفقير واعتقاده وإرادته ومحبته لأكابر خواجكان - قدس الله تعالى أرواحهم ‏ إنما هي ببركة نظره الشريف . وأرجو من يُمْن هذه الرابطة أن أكون محشوراً في زمرة محبّيهم ومخلصيهم بمنّهِ وجوده تعالى . انتهى والثانى : مولانا فخر الدين اللورستاني رحمه الله تعالى : كان من كبار بخائخ الزسان : وكتب في ١‏ النفحات » أيضاً : أنه خطر في البال أن مولانا فخر الدين اللورستاني نزل في خرجردجام الخان المتعلق بوالد هذا الفقير. وكنت صغيراً في ذلك الوقت بحيث كان يقعدني على حجره. ويكتب على الهواء الأسامي المشهورة مثل عمر وعلي بإصبعه المباركة . وكنت أقرؤه . فكان يتبسّم تعجباً من ذلك . وشفقته هذه ولطفه صارت بذر المحبة والإرادة لهذه الطائفة في قلبي . وتزيد تلك المحبة وتنمو من ذلك الوقت إلى يومنا هذا كل يوم زيادة أخرى . وأرجو من الله تعالى أن أعيش على محيّتهم ٠‏ وأن أموت على محبتهم . وأن أحشر في زمرة محبيهم. اللهم أحيني قٍْ مسكينا وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين . و1 الفصوص روح والفتوحات قلبٌ والثالث : خواجه برهان الدين أبو نصر يارسا قدس سره : وقد اتفق له معه صحبة كثيرة . وكتب في « النفحات» أنه ذكر يوماً في مجلسه الشريف حضرة الشيخ محيي الدين بن عربي ومصنفاته فقال نقلاً عن والده الماجد : إن الفصوص روح . والفتوحات قلب . مَنْ عَلِمَ الفصوص علما جيدا تتقوّى داعية متابعته للنبي 2 . والرابع : حضرة الشيخ بهاء الدين عمر ‏ قدس سره - قال : كان لحضرة الشيخ استغراق واستهلاك عظيم . وربما كان ينظر نحو الهواء تترى . ولعل ذلك من ملاحظة الملائكة المخلوقة من أنفاس الخلائق . قال قصدت قرية جفارة لصحبته وحضر عنده جماعة من أهل البلد . وكان من عادته أن يسأل كل من جاء من البلد عن خبر البلد . فسأل في تلك النوبة على عادته كل واحد منهم على حدة على حدة . فقال كل واحد منهم شيئاً في جوابه . ثم سألني عن الخبر أخيراً . قلت : ما أدري ما أدري ما الخبر . ولا أعرف شيئاً . ثم قال: فما رأيت في الطريق ؟ قلت : ما رأيت شيئا! فقال : ينبغي لكل من يحضر عند واحد من الفقراء أن يكون هكذا! لا يكون له خبر عن أحوال البلد . ولا يرى شيئاً في الطريق . ثم أنشد البيت : على فؤادك بالحبيب مُوَحَداً واغمض عيونك معرضاً عن غيره والخامس : خواجه محمد شمس الدين الكوسوي قدس سره : قال كان له شغل بالوعظ . وسمعت بعض الكبراء يقول : كلما حضر مولانا الجامي مجلس حضرة خواجه محمد الكوسوي كان يقول : قد أسرجوا اليوم في مجلسنا مصباحاً . وكانت المعارف والحقائق تجري على لسانه أزيد من سائر الأوقات . فنا قال مولانا الجامي : كان معتقداً لمصئّفات الشيخ محيي الدين ابن عربي قدس سره . وكان يقرّر مسألة التوحيد الوجودي موافقا لمشريه . ويبتنها على رأس المنبر في حضور العلماء الظاهرية على وجه لا يكون لأحد الإنكار عليها . وكان سريع الفهم لأسرار القرآن ؛ والحديث النبوي . وكلمات المشائخ وحقائقها . وكان يفاض عليه معاني كثيرة بتوجه قليل في لمحة يسيرة ما لا يصل إلى خاطر غيره بعد طول التأمّل والتفكر . وكان يحصل له وجد عظيم في أثناء الوعظ ومجلس السماع ٠ويصدر‏ عنه صيحات كثيرة . وكان أثر صيحته يسري إلى جميع أهل المجلس . وكان يرى الناس في صور صفائهم الغالبة على نفوسهم في بعض الأوقات . قال يوماً: إِنَّ أصحابي يخرجون أحياناً من الصورة الإنسانية ولكنهم يرجعون إليها سريعا. وكلما حضر هؤلاء عندي يظهرون في صورة كلب ذي عيون أربعة . وربما كان يُظهر ما يخطر على خاطر الناس في صحبته على وجه لا يعرفه غير صاحب الخاطر . والسادس : مولانا جلال الدين أبو يزيد البورانى رحمه الله تعالى : كان يذهب كثيراً إلى قرية بوران لمحض صحبته وخدمته . وكتب : إني صليت مرة في جنبه فوجدته مغلوبا ومستهلكا على وجه لم يكن له شعور عن نفسه أصلا . وكان في القيام يضع يده اليمنى على اليسرى أحياناً . ويعكسه أحياناً . والسابع : مولانا شمس الدين محمد أسد رحمه الله تعالى : صحبه كثيراً وكتب فى « النفحات » : ماشيته مرة فى الطريق فساق كلامه بالتقريب إلى أن قال : إنه وقع علي أمر من منذ أيام ما كنت أظن حصوله لي . ولم أكن أتوقعه ! وأشار إليه إجمالا على وجه فهمت منه تحققه بمقام الجمع . 042 مطلب قال بعض العارفين : إذا تجلَّى الله تعالى للعبد بذاته يجد جميع ذوات الموجودات وصفاتهم وأفعالهم متلاشية في أشعة ذاته وصفاته وأفعاله , ويجد نفسه بالنسية إلى - جميع الموجودات كأنه مديرها . ويجدها بالنسبة إليه كالأعضاء د ل شيء من الموجودات قريباً إلى بعض آخر منها إلا أنه يراه أقرب إليه من الكل . ويرى ذاته وذات الحق سبحانه وتعالى . وصفاته وصفات الحق . وأفعاله مع أفعال الحق متّحدةٌ لكونه مستهلكا في عين التوحيد . والاستهلاك فيه مستلزم لأنْ يجد ما نسب إلى الحق سبحانه منسوباً إلى نفسه . وليس للعارفين مقام في التوحيد أعلى من هذه المرتبة ! فإذا انجذبت البصيرة بمشاهدة جمال الذات يختفي نور العقل الفارق بين الأشياء . والمميز بين الواجب والممكن . بغلبة نور الذات القديم . ويرتفع التمييز بين الحادث والقديم لكون الباطل لاشيا محضا غير ظاهر عند ظهور الحق . ويقال لتلك الحالة جمعاً . والثامن : حضرة شيخنا جواجه عبيد الله أحرار قدس سره: ووقعت الملاقاة بينهما أربع مرات : مرتين بسمرقند . ومرة بهراة حين مجيء شيخنا خراسان في زمان السلطان أبي سعيد . ومرة في مِرْوّ وقت مجيء شيخنا هناك بالتماس السلطان أبي سعيد فجاء مولانا الجامي من هراة إلى مرو لمجرّد ملاقاته . ورأيت مكتوباً بخطه المبارك : أنه سَألَ خواجه عبيد الله مدّ الله تعالى ظلال جلاله ‏ هذا الفقير في نواحي مروّ: أنه كم مضى من سني عمرك ؟ قلت: خمس وخمسون سنة تخميئاً . فقال : إذاّ يكون عمري أزيد من عمرك بائني عشر سنة . 1/0 ووقع بينهما مكاتبات كثيرة . ومراسلات عديدة قبل تلك الملاقاة وبعدها . وكمال إرادته وإخلاصه لشيخنا ظاهر . من مصنفاته « المنظومة » و« المنثورة » للخواص والعوام . وواضح لدى جميع الأنام في العالم . ومصنّفاته أشهر من الاحتياج إلى إيرادها . وخلوص عقيدته وصفاء محبته ظاهر من رقاعه ومكاتيبه المرسلة إلى حضرة شيخنا . ولنورد في المجموعة من جملة الرقاع والمكاتيب رقعتين على وجه الاستشهاد . والتيمّن والاسترشاد . نقلا من خطه المبارك : الرقعة الأولى : بعد أداء العبودية عريضة من هذا العاجز المبتلى إن أريد أحياناً أن أظهر لملازمي تلك العتبة العلية شيئاً من سوء أحوالي . ولو كان في ذلك إساءة الأدب . ولكن أخاف أن يكون لك الأحوال التي هي للفقير موجبة لملالة ذلك الجناب المتحمّل للأثقال . فإن ذكر الوحشة وحشة . والرجاء على كل حال أن تنظروا بنظر العناية لسوء أحوال هذا العاجز . ورعاية طريق الترحم الذي هو من أخلاق الكرام في حق هذا الضعيف . ولا أدري سبباً أسر نفسي غير هذا . والسلام . الرقعة الثانية : العريضة أن الاشتياق وتمني تقبيل العتبة العلية كثيرٌ . وإن كنت أقول لنفسي : وتلك سعادات تكون نصيب من ؟ لكن تمني رؤية نفسي على تلك العتبة كثير . والمرجوٌ من ألطاف الحق سبحانه التي لا نهاية لها أن يمنح هذا الفقير - عديم القدرة . قليل الهمة . ومكسور القدم - بمحض عنايته قدماً ليكون متوجّهاً لاستلام العتبة العلية ٠‏ تخلّصاً عن مضيق حبس الأنانية . بأيّ وجه كان . والسلام . وقدم مولانا الجامي - قدس سره - سمرقند ثلاث مرات : ١/1 الأول في زمان مرزا ألغ بيك كان يحضر فيه درس قاضي زاده الرومي كما مر . ثم قدم ثانياً لمحض صحبة شيخنا . وتاريخ سفره هذا على ما نقل عن خطه البارك ليلة السبت الثامنة من محرم سنة سبعين وثمانمائة . ثم جاءه ثالثاً لإدراك صحبة شيخنا أيضاً . واتفق دخوله سمرقند لوقت عزيمة شيخنا إلى طرق تُكشتان لإصلاح ما بين الشيخ مرزا عمر وبين السلطان مرزا أحمد ابنى السلطان أبى سعيد . ولمّا مضت ثلاثة أبام عن ملذفاتة حدكره يدا وسحكة من رحد عا إلى رسيا وأرسل مولانا الجامي مع أصحابه إلى جانب فاراب . ثم قدم ولاية شاش بعد إصلاح ما بين السلاطين وطلبهم من فاراب . وانعقدت في تاشكند صحبات عظيمة . ومجالس عالية . وكان مولانا أبو سعيد الأوبهي الآني ذكره حاضراً في تلك المجالس . وقال حاكياً عن كيفيّاتها وخصوصيّاتها : كان أكثر أوقات شيخنا مع مولانا الجامي يمرٌ على السكوت . وربما كان شيخنا يتكلم أحياناً . قال مولانا الجامي يوماً لشيخنا: إن لي في بعض مواضع « الفتوحات » إشكالات على وجه لا يتيسّر لي حلها بالمطالعة والتأمّل . فأمرني شيخنا بإحضار « الفتوحات » . فأتيت بها إلى المجلس . فعرض مولانا الجامى - قدس سره - منها ما هو أَشدٌ إشكالاً . وقرأ عبارة « الفتوحات » فقال: ضع الكتاب لحظة حتى أمهّد لك مقدمة . فمهّد مقدمات . وأورد فيها كثيرا من الكلام العجيب والعريب ثم قال : نرجع الآن إلى الكتاب . فلما فتحوا الكتاب ولاحظوا مرّة ظهر المقصود . وصار في غاية الوضوح . وكان إقامة مولانا الجامى فى ملازمة حضرة شيخنا بتاشكند خمسة مكويوما وئلة لم للك الاجارة وقد اتصد رد الم عن إلى رامنا 1١ا/ا/‎ من طريق قرشي . وتاريخ سفره هذا على ما تُقل من خخطه المبارك على هذا الوجه : أن الخروج إلى سفر سمرقند في النوبة الثالئة يوم الاثنين غرة ريع الأول من اربع وسمين وتتائيانة )ررضلا يوم الانين التانيه إلى أَردُو وهو اسم محل قريب من تخت خاتون ورحلنا منه يوم الخميس . ووصلنا يوم الثلاثاء إلى أندخوند ٠‏ وعبرنا يوم الجمعة نهر آموية ‏ يعني جيحون -. ووصلنا يوم الخميس الثاني إلى قرية شادمان . ولقينا فيها حضرة الخواجة ‏ يعني عبيد الله أحرار قدس سره - وتوجه هو يوم الأحد إلى طرف تركستكان . وأرسلنا إلى جانب فاراب . ووقع التوجه من فاراب إلى شاش في التاسع عشر من ربيع الأول . ودخلنا الشاش في الثاني والعشرين منه . ووقع التوجه من شاش إلى خراسان في ثامن جماد الأولى . ووصلنا إلى سمرقند في الخامس عشر منه . ورحلنا منه يوم الاثنين الحادي والعشرين منه . وتوقّفنا في شادمان يؤم الخميس . ووصلنا إلى قرشي يوم الاثنين . ورأينا هلال جماد الأخرى يوم الخميس في قرشي . انتهى . قال حضرة مولانا الجامي قدس سره : إن خواجه عبيد الله قدس سره كان كثير الاجتهاد في استمالة الخواطر وتطييب القلوب . فإن ثقل شيء على خاطره الشريف كان يدفعه بقوته القاهرة . ولم أسمع كلمات هذه الطائفة من أحد بهذه اللذة التي كانت في بيان حضرة الخواجه . وسمعت بعض الأكابر يقول: إن شيخنا كان يحيل كثيراً من الطالبين على ملازمة مولانا الجامي . ويحتٌ كثيرا من المستعدين ولما وصلت إلى ساحل جيحون في سفري الأول إلى ما وراء النهر رأيت ليلة حضرة شيخنا في المنام يقول: عجبا من الناس كيف يسافرون إلى ما وراء النهر لاقتباس النور من المصباح ! والحال أن بحرا من الثور يتموّج في خراسان! . 128 ولما تشرفتٌ بملازمة حضرة شيخنا في قرشي قال لي يوماً في ذلك الأثناء : مَن رأيت في هراة من مشائخ الوقت؟ قلت : مولانا عبد الرحمن الجامي . ومولانا محمد الروجي ! فقال : إذا رأى شخص مولانا عبد الرحمن الجامي في خراسان فما الحاجة إلى أن يسافر إلى هذا الطرف من النهر ؟ ثم قال : إني سمعت مولانا عبد الرحمن الجامي لا يأخذ مريداً ويأخذه مولانا محمّد الروجي ! قلت : نعم هكذا . مطلب فقال : إن من الكلمات القدسية المنسوبة إلى خواجه عبد الخالق الغجدواني - قدس سره ‏ : أغلق باب المشيخة وافتح باب الأحباب . وأغلق باب الخلوة وافتح باب الصحبة . وكتب حضرة أستاذي مولانا رضي الدين عبد الغفور - قدس سره - في ؛ تكملة النفحات » : إن حضرة مولانا الجامي لم يلقن الذكر أحداً مع أنه كان مجازاً من مولانا سعد الدين ٠‏ ومأذوناً من جانب الغيب . ولكن إذا ظهر طالب صادقٌ كان يَدُلّه خفية على هذا الطريق ويرشده إليه . وكان منشأ ذلك كمال لطافته . وكان يقول : لا أتحمّل ثقل المشيخة . ولكن كان في آخر حياته طالباً لأرباب الطلب . وكان يقول : يا أسفا على عدم الطالب . نَعَم ؛ الطالب كثير ! لكنه طالب لحظ نفسه . وأكثرٌ والدٌ راقم هذه الحروف من ملازمته . وكان مشرفاً بشغل الباطن المنسوب إلى هؤلاء الطائفة العليّة . ببركة التفاته ويمن إشارته . قال: رأيت في المنام في مشهد الإمام علي الرضا 2ه في ذي و ا ل ل واحدٌ من الأكابر من تلقاء وجهي ؛ في غاية النورانية والهيبة . ا يا ا ل ا وتواضعت لديه . فردّ على السلام وقال: متى جئت هذا البلد؟ قلت : اخحن مذ يومين أو ثلاثة أيام . فقال أين نزلت ؟ قلت : في المحل الفلاني . فقال: اذهب وأت بأحمالك وأثقالك إلى منزلي . فقد هيأت لك منزلا حسناً . فقلت له متضرعاً : أنا ما أعرفك ولا صحبتك ! فقال : أنا سعد الدين الكاشغري فأعجل وأوصل نفسك إلى منزلي . ثم مضى لسبيله . فلما قمت في الصبح سألت رجال المشهد : هل في هذا البلد شيخ يقال له سعد الدين الكاشغري ؟ فقالوا : إن هنا شيخاً زاهداً مقتدى جماعة من الطالبين . يقال له سعد الدين المشهدي . ولا نعرف سعد الدين الكاشغري . فحضرت عند الشيخ سعد الدين المشهدي . فلم يوافق شمائله من رأيته في المنام . ولما خرجت من عنده دخلت قافلة هراة المشهد , وفيها بعض أحبابي . فلما لقيتهم واستخبرتهم عن أحوال مشائخ هراة في هراة . ولكن توفي تلك الأيام . ولما قدمت إلى هراة بعد مدة وصلت إلى صحبة مولانا الجامي عند مرقد مولانا سعد الدين ‏ قدس سره ‏ وعرضت عليه تلك الواقعة في الخلوة . فقال : ما خطر على قلبك في تعبيرها ؟ قلت : خطر في قلبي أني أموت في هراة . وأدفن في جنب مرقده الشريف . الذي هو منزله المنيف . فقال : لم لا تعترها بأنه ذلك على منزله المعنوي . أعني النسبة التي كان هو فيها . فإن حملها على ذلك وتعبيرها به أفضل وأنسب . فقلت له متواضعا : إنه قد توفي الآن . وأنت قائم مقامه . فإن أشرت إِلّ بطريق كان ذلك فى غاية الالتفات ونهاية الإرشاد . فاستبعده على عادته . واستنزل نفسه عن منزلته . ولكنه أشار في أثناء الكلام إلى شغل القوم بطريق الكناية . ولما تيسر لراقم هذه الحروف نسبة المصاهرة إلى حضرة خواجه كلان ابن مولانا سعد الدين في شعبان سنة أربع وتسعماتة . قال والدي عليه الرحمة : هذا تأويل رؤياي التي رأيتها قبل بأربعين سنة . والله تعالى أعلم . 18 ذكر توجه مولانا الجامي إلى سفر الحجاز ‏ وبيان ما وقع له في هذا السفر بطريق الاختصار توجه إليها في أواسط ربد ب الأولابة مع وسو رتعامانة ب وننقل تاريخ ذهابه وإيابه من خطه المبارك بالتفصيل في آخر هذا الفصل - ولما شرع في تهيئة أسباب السفر التمس منه جماعة من أعيان خراسان فسخ عزيمة هذا السفر . وقالوا: إن بيمن عنايتك العلية ؛ وبركة همتك السنية يقضى في كل يوم كثير من مهمات الفقراء ٠.‏ وكل مهم يُكتفى بيَمن همتك من أبواب السلاطين يعدل حجاً ماشياً . فقال لهم على سبيل المطايبة : قد تعبت الآن من الحج ماشياً ٠‏ ولم يبق لي فيه مجال ! فأريد أن أحج مرّة راكبا . ولما خرج من هراة سلك طريق نيسابور . وسبزوار . وبسطام . ودامغان . وسمنان . وقزوين . وهمدان . وأكرمه حاكم همذان متُوجهر بكمال الإخلاص . وتمام التواضع . وأضاقه مع سائر أهل القافلة إلى ثلاثة أيام بضيافة الملوك . ثم رافق القافلة مع خدمه وحشمه للحفظ والحماية من بغاة الأكراد. وأوصلهم إلى حدود بغداد. فدخل مولانا الجامي - قدس سره ‏ في غرّة جماد الأولى ونزل فيه . ثم توجّه منه بعد أيام إلى طرف كربلاء بنيّة زيارة مشهد أمير المؤمنين الإمام حسيّن ذه , ولما وصل إلى كربلاء أنشد هذا الغزل : حق أن أسعى على عيني يازؤر الحسئن كان ذا في مذهب العشاق حقاً فرض عين إن يطأ خدّامه خدّيّ بالأقدام قد حق من هذه الرأس أن تفوق الفرقدين قد تطوف الكعبة العلياءة حول روضته 18 أيها الحجاج طوفوا أين تمشون أين أين ؟ ! مّن كراماته من قاف إلى القاف امتلت أيها المحتال عمياناً بها دع شين مين والذي قد زانه جعد وجيد يا غبي غير محتاج إلى شعر معار يوم زين والرَّمَن ذا الباب يا جامي ولا تبرح إلى أن يعيدوا عذب وصل بالتلاقي مربين لْتَبِلْ عيناك دمعاً واثقاً بالنجح إذ عند أهل الجود أعطانى الأمانى مثل دين ثم رجع بغداد . ومن غرائب الأمور التي جاءت في أثناء تلك الأيام إلى عرصة الظهور ازدحام الروافض . واعتراضاتهم على بعض أبيات « سلسلة الذهب » التي هي من مصنّفات مولانا الجامي قدس سره . وصورة هذه الواقعة على الإجمال : أنه كان واحد من المبتدئين من سكنة جام يقال له فتحي مقيماً في عتبة مولانا الجامي مدة سنين . وكان في هذا السّفر أيضاً في ملازمته . فوقع مرة بينه وبين واحد من خدام مولانا قيل وقال . وانجرّ الحال إلى كدورة البال . ونزع قوي مفض إلى الجدال . فترك صحبة مولانا وملازمته الأنسية ؛ من غاية غلظة طبيعته الخسيسة . وكثافة جبلته القبيحة . واختلط بجمع من الروافض . وارتبط بهم برابطة الجنسية . ونقل رحل إقامته إلى منزلهم . وأبداهم أبياتاً من « سلسلة الذهب » أوردها مولانا الجامى فى الجزء الأول منها . في بيان حاصل عقيدتهم بالتمثيل . نقلاً عن بعض كتب القاضي عضد عليه الرحمة ؛ من أن أكثر أهل العالم يتوجّهون في عباداتهم إلى ما 18 تتومّمه أنفسهم وتتخيّله . وترك أول هذا التمثيل وآخره. وزاد عليه بعض غلاة الروافض أبياتاً أخرى من كمال تعصبه تأكيداً لهذه القضّة , وتحريكاً لتلك الفتنة . وطفقت جَهَلّة الروافض القاطنين في هذه الأطراف والجوانب يقولون لأهل القافلة بطريق الإشارة والكناية كلمات منبئة عن الفتنة والتزوير. حتى عقدوا يوماً مجلساً عالياً في أوسع مدارس بغداد . وحضر فيه مولانا الجامي قدس سره . وجلس قاضي الحنفية والشافعية عن يمينه وشماله . وقعد مقصود بك ابن أخي حسن بيك , وخليل بيك أخ زوجة حسن بيك الذي هو حاكم بغداد من قبل حسن بيك في مقابلتهم . مع سائر أمراء تركمان . وازدحم الخاص والعام في باب المدرسة وسطوحها . وأحضروا فيه كتاب « سلسة الذهب»٠.‏ ووقعت صورة المرافعة في مضمون هذه الحكاية . مع ملاحظة سابقها ولاحقها في حضور هؤلاء الأكابر . فقال مولانا الجامي على وجه الانبساط : لما مدحتٌ في نظم « سلسلة الذهب» أمير المؤمنين - عليا ذه . وكرم الله تعالى وجهه - وأولاده الأمجاد ‏ رضوان الله تعالى عليهم وعلينا أجمعين ‏ كنت على وجل من سني أهل خراسان من نسبة الرفض إليّ . وما أدراني أني أكون مبتلى بجفاء روافض بغداد . ولما اطّلع أهل المجلس على مضمون هذه الحكاية على ما ينبغي عضّوا كلهم أنامل الحيرة ١‏ واتّفقت كلمتهم على أنه لم يمدح أحد من هذه الأمة أمير المؤمنين عليا ‏ كرم الله تعالى وجهه - في هذا الحسن . ولم يبالغ أحد بمثل تلك المبالغة في منقبته ومنقبة أولاده . فكتب أقضى تضاة الحنفية والشافعية مع سائر أكابر حضار المجلس محضرا على صحة هذه الحكاية . ثم قال مولانا الجامي لرئيس الروافض نعمت حيدري في حضور القضاة والأعيان : إنك تتكلّم معي بالشريعة أم بالطريقة ؟ قال بكلتيهما . فقال : قم أولاً وقُصٌّ شاربك الذي لم تقصّه طول عمرك بحكم الشريعة . 187 ولما قال ذلك قام جماعة من أهل شروان الذين حضروا هناك لحماية مولانا الجامي . وأمسكوا ذلك الرافضي . وقصّوا نصف شاريه بالسكين فوق العصا قبل إحضار المقراض . ثم قصوا باقيه بالمقراض . فقال له مولانا بعد ذلك : قد وصلت إليك أيدي الناس . وبان نقصانك في الشريعة . فكنت مردوداً عند أهل الطريقة بموجب الطريقة . وحَرَمُت عليك كسوة الفقر . فلزم عليك الآن أن توصل نفسك إلى نظر شيخ الوقت بالضرورة حتى يقرأ لك الفاتحة ويكبر فى أمرك . وكان لازما عليه بموجب قاعدة أهل طريقته الفاسدة أن يذهب إلى كربلا ويقيم هناك مدّة. ويقبل التكبير من السادات حتى يستحق للمجادلة والمعارضة . فقدموه بعد ذلك عند الحكام . وعاتبوه بأنواع العتاب . لزيادته أبياتاً بعيدة عن الصواب . وضمّه إياها إلى « سلسلة الذهب » بهتانا وافتراء . وشدة تعصبه . وخشونته في الكلام . وسبقه فيها سائر الأنام ؛ فصار مظهراً لآثار قهر الحكام . وسياسة حامي حوزة الإسلام . فألبسوا على رأسه قلنسوة خشب في المجلس . وأركبوه على حمار معكوس . وطافوا به مع سائر أقرانه أطراف البلد . وأزقة بغداد . وأسواقها . تعزيرا عليه وتشهيراً لتعتبر به الباقون . فأنشأ مولانا الجامى هذه الأبيات بعد صدور هذه الواقعة وجفاء أهل الرافضة : ْ أساقٍ أدز كأساً على شط أنهار أزل عن فؤادي كل غم وأكدار وناولني أقداح الشمول فإنني فقدت سروري من جفا قوم أشرار أترجو وفاءً من لئام وصفوة! ومن طبع أغوال سجية أحرار ! وما في طريق العشق أمنٌّ وصحة فطوبى لمعتاد الجفاء وأكدار إذا عاشق في خلوة الوصل داخلٌ فذا فارغ عن نبح كلب وغدار وسيماء أهل العشق إسقاط كلفة فلست تجد عشقاً بذي الختل مكار 18 أجاميٌّ قم واقصد حجازاً فإن ها .ذه الأرض لا فيها مقام لأبرار وكانت مدة إقامته في بغداد أربعة أشهر . ثم توجه إلى الحجاز بعد عيد الفطر من السنة المذكورة . ووصل في أواخر شوال إلى حرم النجف المحترم . قبلة أهل العز والشرف والكرم . وأنشأ في المقام المبارك هذا : قد بدى مشهد مولاي أنيخوا جملي كان مشهوداً لعيني منه ذا النور الجلي وجهه في طرز أصل الأصل صاف مظهره ظاهر فيه جلا عكس الجمال الأزلي صار عيني مذ جلالي وجهه مجلوة حقّ أن يعمى من الخسران للمعتزلي عاش بالعيش الذي لا ينقضي أهل الهوى ذا حياة لا يزالي في كذا لم يزلي له في الدنيا متاع لا له فيها بدل من خواصٌ العشق وقت الفوت فقدٌ البدل لا تكن مدَّعياً للعشق يا مَن سيرته بغض أهل الحق طراً بالخنا والدغل لم يعد نفعاً كثيراً نثر مسك في لبا س وأنت المحتشي فيه بروث البَغلٍ إن فقدت ذوق شهد العشق فيك يا دَني ليس يُجدي فيك تلويث العبا بالعسل حين تسأل عن أمير العشق جامي قل له إِنَّ في ركب الهوى صاح الأمير ذا علي 186 ونظم قصيدة غرّاء في منقبة سيدنا علي كرم الله تعالى وجهه - بعد زيارة مشهده المقدس . ومرقده المنوّر . واستقبله النقيب السيد شرف الدين محمد الذي كان سيداً لسادات ونقيب النقباء في تلك الديار في هذا الوقت ؛ مع أولاده وأحفاده وسائر الأكابر بالتوقير والتعظيم ٠‏ وأضافه ثلاثة أيام بضيافة عظيمة . وخدمه بخدمات لائقة . ولما استهل هلال ذي القعدة دخل مولانا الجامي مع أهل القافلة البادية إلى المدينة المنورة - على صاحبها الصلاة السلام - وأنشأ في أثناء الطريق قصيدة مشتملة على أكثر معجزات النبي يد . ووصل إلى المدينة بعد اثنين وعشرين يوما . وتوجه إلى مكة المكرمة بعد فراغه من وظائف زيارة اللبي 3 . ووصل إليها بعد عشرة أيام في أوائل ذي الحجة . وكانت مدة إقامته في الحرم المحترم خمسة عشر يوماً ٠‏ ولما فرغ من أداء ناسيك جح الإسلام . . مع جميع شرائطه وآدابه اللازمة على الأنام . توجه ثانياً إلى مدينة النبي ين . وتوجه نحو الشام بعد إقامته هنا أياماً . وأقام في دمشق الشام خمسةٌ وأربعين يوماً . وصحب فيه القاضي محمد الخضريّ أقضى قضاة تلك الديار . وأكمل المحدّثين في زمانه . وكانت له أسانيد عالية في الحديث . فسمع منه الحديث وأخذ السند فيه . وقام القاضي بوظائف الخدمة ورسوم الضيافة على ما ينبغي مدة إقامته عنده . ثم توجه إلى حلب . ولما دخل فيه أتحفته السادات والأئمة والقضاة بأنواع التحف والهدايا . وكان سلطان الروم السلطان محمد الغازي ‏ فاتح القسطنطنية المحمية . واسطة عقد السلطنة العثمانية السنية . عليه الرحمة والرضوان - قد سمع توجه مولانا من ديار خراسان إلى ولاية حجاز . فأرسل إليه بعض خواصه مع الخواجه عطاء الله الكرماني ‏ الذي كان ملازما لمولانا الجامي مدة أزمان ومترددا إلى بابه -. والتمس منه تشريفه لمملكة الروم بقدومه المسعود الميمون . وأرسل معهم خمسة آلاف دينار لخزج السفر . ووعد مائة ألف دينار حين قدومه . فكان من جملة الاتفاقات اما الحسنة توجه مولانا إلى جانب حلب قبل وصول رسل السلطان إلى دمشق . وذلك بإلهام ربّاني . وإعلام رحماني إياه . زتها مغن وسر الملظان العام واعتوو ا رفز مانا تاشت تير وسمع مولانا مجيء رسل السلطان لطلبه إلى الشام فتوجه جانب تبريز خوفا من مجيئهم لطلبه إلى حلب . فيلزم ارتكاب أحد المحذورين : مشقة السفر البعيد في تقدير الامتثال . ومخالفة أمر السلطان ذي الشان . وعلاء إظاعته عبد عدمة . ولنا وضل إلن امد .ضادقك قدومة:فيها اختلال أحوال الطرق . واضطرابها بسبب الحرب والضرب بين عساكر الروم وآذربيجان . وكان الحاكم هناك محمود بيك من أعيان التراكمة . وكانت له قرابة قريبة من حسن بيك . فرافق قافلة مولانا لحسن عقيدته . وكمال خلوصه له . مع ثلاثمائة فارس من أقربائه وأتباعه . وتعدّى بهم محل المخافة مع السلامة . وأوصلهم إلى ولاية تبريز . فاستقبله هناك القاضي حسن . ومولانا أبو بكر الظهراني . ودرويش قاسم شغاول . وكان هؤلاء الثلاثة من أعاظم الصدور . وأجلاء ندماء حسن بيك . مع سائر الأمراء والكبرياء وأعيان تلك المملكة . وأنزلوه مع خدمه بالإجلال والإكرام . والاعزاز والإنعام في منزل مرغوب . وبلّغوا خبره إلى حسن بيك فحضره عنده وأكرمه غاية الإكرام . واحترمه نهاية الاحترام . وأتحفه بتحف الملوك . والتمس منه الإقامة هناك بالإلحاح التام . فاعتذر إليه مولانا بعذر ملازمة والدته المسنة . وكان المرزا حسين وقت وصول مولانا إلى هراة في مرو . ولما بلغه قدومه الشريف أرسل إليه بعض معتقديه الخاص بالتحف اللائقة . مع مكتوب مشتمل على بيان وفور إخلاصه وتواضعه . وكتب في صدر المكتوب : أهلا بمقدمك الشريف . فإنه فرح القلوب ونزهة الأرواح . ووصلت رقعة الأمير نظام الدين علي شير مقارنا لهذا الحال . مشتملا على هذين البيتين . شعر : /ا 1 إنصف يا فلك زاه مصابيحه فأي هذين قد جمّت تفاريحه ؟ شمس بها عالم تمّت مصالحه أم بدري الباد من شام لوائحه ؟ ! ورأيت مكتوباً بخطه الشريف على ظهر كتاب : كان ابتداء سفر الحجاز من دار السلطنة هراة في السادس عشر من ربيع الأول سنة سبع وسبعين . ووصلنا إلى بغداد في أواسط جمادى الأخرى . وإلى ساحل دجلة في منتصف شوال . ورحلت القافلة منه في العشرين منه . ودخلنا البادية من نجف أمير المؤمنين علي كرّم الله تعالى وجهه في غرَة ذي القعدة . وتيسّر الوصول إلى مدينة الرسول 5 في الثاني والعشرين أو :الثالكة والعشرين 4 وؤخلناامكة المكرمة مقن ادن ذي الحجة . وارتحلنا منها متوججهين إلى المدينة المنورة في السابع والعشرين . ونزلنا دمشق في أواسط العشر الأخير من محرم . ووقع التوجه من دمشق إلى طرف خراسان راجعين في رابع ربيع الأول بعد صلاة الجمعة . وصلنا إلى حلب بعد اثني عشر يوماً . وتوجهنا منه إلى قلعة بيره يوم الاثنين الثاني والعشرين من ربيع الثاني . ووصلنا إلى تبريز في الرابع والعشرين من جمادى الأولى . وتوجهنا إلى خراسان في سادس جماد الأخرى . ورأينا هلال رجب قبل الوصول إلى دارمين ري بمرحلة واحدة . ونزلنا بلدة هراة يوم الجمعة الثامن عشر من شعبان . وكان ذلك في سنة ثمان وسبعين وثمانمائة . ذكر نفائس أنفاسه المسموعة في عشرين قولاً : قال يوماً : ليست الأصالة عند أهل التحقيق أن يكون أبا شخص وأجداده من جنس الأمراء! ولا أن يكونوا منتظمين في سلك الفسقة والظلمة ! بل الأصالة حسن جوهر يكون فى ذات الإنسان . كالفطرة السليمة . والسيرة السنية . والذي يظنه أكثر الناس من أصالة أفراد الناس هو عين سوء الأصل . مما قال : إذا أراد رجل خبيث الأصل أن يعد عيب إنسان يجري أولاٌ على لسانه عيوب نفسه التي هي مركوزة في طبيعته الخبيئة ٠‏ فإنها أقرب إلى فمه من عيوب غيره . مطلب قال : ينبغي إظهار الشفقة على جميع الفقراء والسائلين . وأن لا يمنع اللقمة من الأخيار والأشرار . نظرأ إلى موجده . مع قطع النظر عن ذات السائل ووصفه وليس من اللوازم أن يكون المحسن إليه جنيدا أو شبلياً . فإن عالي الهمة وصاحب الورع لا يتردد إلى أبواب الناس . ولا ولكن من أين يعرف أن لا يكون في هذا اللباس والخرقة صاحب دولة مجهول ؟ بل الواقع في أكثر أولياء الله تعالى أن يستروا أحوالهم بصورة الفقر والفاقة . مأل 'يوميا ‏ شخضا : في أي شغل أنت؟ قال: إن لي حضوراً . وقعدت في زاوية الفراغ . وجعلت رجلي في ذيل العافية . فقال : ليس الحضور والعافية أن تلف رجلك بكرباس وتقعتد في زاوية ! بل العافية أن تتخلص من أسر نفسك . فإذا حصل لك ذلك ! إن شئت فاقعد في زاوية . وإن شئت فاسكن بين الناس . مطلب قال : إن من علامات الفتوّة والمررَّة كون الإنسان محزوناً ومهموماً دائماً . فإن القعود على الفراغ في عالم الأسباب ليس بحسن . والذي ليس له حزن وهمٌ تفوح منه رائحة الغفلة والفتور . والذي فيه حزن وهمٌ يفوح منه طيب الجمعية والحضور . ونسبة أكابر النقشبندية قدس الله تعالى أرواحهم تظهر في صورة الحزن والغم . 10 قال: إن المحبة الذاتية أن يحت إنسانٌ إنساناً ولا يظهر سبب 0 شوان الو ا رن ف امه ان بي قتا روي انلو ل له ميل إليه ! مطلب فضائل الذكر الجهري قال عنده شخص : إن فلاناً يكثر من ذكر الجهر . ولا أراه خالياً عن الرياء ! فقال : يا هذا ! يكفيه يوم القيامة ذكره اللساني ! فإنه يظهر من ذكره اللساني نور ينوّر جميع صحراء القيامة . ثم قال : قال الأكابر : إن لذكر الجهر خاصية ليست هي للذكر الخفي 11 النفس إذا تحقّقت بتعقل مفهوم الذكر تتأثر القوة المتخيّلة أولاً بتخيل لفظه ٠‏ وتتأثر القوة الناطقة ثانياً بتكلّمه . وتتأثر القوة السامعة ثالثاً بسماعه . وتتأثر القوة المتخيلة مرّة أخرى رابعاً يعني بتخيل مفهومه . وكذلك تتأثر النفس والقوة العقلية . وهذه حركة دورية على وفق الحركة الدورية الوجودية . والتشبّث بتلك الحركة الصورية التي هي صدور الحركة المعنويّة مُمِدِّ لحصول ذلك التحقيق . قال شخص فى مجلسه : إن الله سبحانه قال : « أنا جليس من ذكرنى » فإذا كان كذلك كيف يختار ذكر الجهر ؟ فقال : كما أن الحق سبحانه جليس من ذكره . فكذلك هو حاضر عند من يباشر المعاصي وناظرٌ إليه . فإذا لم يكن حضوره تعالى ونظره ملحوظاً في أوقات المعاصي ؛ ١‏ تكتاسييكرة ذلك ماخرلا رقت الذكر الجهزي ؟ على أذ لله تعالى محيط بكل شيء ظاهراً وباطناً . يعني : ينبغي أن يترك الذكر الخفي أيضاً إن لوحظ ذلك 2 احور ألما حي 13 مطلب سئل مرة عن سبب تقليله الكلام في التصوف فقال : اعلم أن أحداً إذا تكلم في التصوف فقد لعب مع صاحبه زماناً . يعني أن التصوف من مقولة الحال غير حاصل بقيل وقال . ولا يسعه نطاق المقال . وما قدره أحد حق قدره . وما زاد بيانهم غير ستره . فإن الإعراب عنه لغير ذائقه سترٌ وتلبيس . والإظهار لغير واجده إخفاء وتدليس . فالتكلم فيه إذاً يكون كاللعب في كونه مما لا يعني . اللهم إلا أن يكون مع أهله لإعلام معالم الطريق وعقباته . ليحترز عن الوقوع في آفاته . وقد أحسن من قال : علم التصوف علم ليس يعرفه إلا أخوئقة بالعلم معروفٌ وكيف يعرفه من ليس يبصره وكيف يُبصر ضوءً الشمس مكفوف مطلب قال : إن كلمات أولياء الله تعالى من مشكاة الحقيقة المحمدية8 . فكما أن تعظيم القرآن والحديث النبوي واجب على عامة الأمة ! كذلك تعظيم كلام أولياء الله تعالى لازم أيضاً . فينبغي أن يعامل كلامهم بالأدب والحرمة حتى يجد في نفسه التعظيم والاحترام . كتب الشيخ عبد الرزاق الكاشيّ قدس سره في بعض مصنفاته : بسم الله أي بالإنسان الكامل . فأشكل ذلك على بعض علماء الوقت غاية الإشكال . بأن تفسير تلك الكلمة بهذه العبارة كيف يستقيم ؟ ! فعرض ذلك يوماً على مولانا الجامي قدس سره . واستكشف عنه منه فقال : إن هذه العبارة تفسير لفظ « اسم » . لا تفسير لفظة الله جل جلاله . 104١ قال مرة : خطر اليوم على خاطري ولم أره في محل : أن المظهر في الحقيقة إنما هو الصورة المنطبعة في المرأة . لا عين المرأآة . فإن المظهر هو الحاكي عن حال الظاهر فيه . ويظهر أوصافه وأحكامه في ذلك المظهر . وليست تلك الحالة لجوهر المرآة . وكان غرضه من هذا الكلام شيء آخر ولكن طواه في نشر هذا التمثيل . قال بعض الأعزة الذي كان له رجوع دائم إلى ملازمة مولانا الجامي : كنت يوما في مجلس وعظ خواجه شمس الدين محمد الكوسوي فقال في رأس المنبر : قد أشكل عليّ مدة مديدة ما يقوله أهل الشرع من أن ضغطة القبر بالنسبة إلى جميع الناس من المؤمنين والكافرين حىٌ . وأنها تكون على وجه ينقلب الجانب الأيمن على الأيسر . والأيسر على الأيمن . فإنه لا تردد في كون تلك الصورة تعذيباً محضاً . فكيف يتصور ذلك في حق الأنبياء والأولياء ؟ بل في حقٌّ صلحاء المؤمنين ! ثم خطر في قلبي أن الغرض من انقلاب الأيمن على الأيسر وعكسه هو جعل الروحاني جسمانياً والجسماني روحانياً . ولما كان توجيه الخواجه إجمالياً سألت يوماً مولانا الجامي عن معنى هذا الكلام فقال : إن الصوفية ‏ قدس الله أرواحهم - يقولون للبرزخ قبر . والبرزخ عبارة عن مرتبة تكون واسطة بين العالم الجسماني والروحاني . ومعنى جعل الروحاني جسمانياً هو أن يجعل الروح مصوّرة بصورة مثالية . يعني تظهر لها صورة مقدارية يمكن أن تكون عبارة عن كم وكيف . ومعنى جعل الجسماني روحانياً ليس المراد بالجسم هنا البدن الكائن في حيطة القبر . فإن الروح المجرّدة قد تركته بالكلية ٠‏ بل المراد منه أن طائر الروح الذي كان له تعلّق بهذا الجسم الكثيف وقيل له من حيثية ذلك التعّق جسمانياً مجازاً . يظهر له بعد مفارقته من هذا الجسم تعلّقٌ آخر في هواء الانقطاع في غاية اللطافة . ويقال له من حيثية ذلك التعلق ووجاتيا:: ووجه آخر لهذا الكلام أن الصفات الروحانية مخفية في هذا العالّم تحت حجاب الصفات 53 الجسمانية . والصفات الجسمانية ظاهرة وغالبة . فكل فرد من أفراد الإنسان في هذا العالم ‏ أعني عالم الكون والفساد ‏ ظاهرة فيه الصفات الإنسانية . والصفات السبعيّة . والشهويّة مخفيّة . وقد قيل : إن جميع المعاني يكون مصوراً في العالم الروحاني على وجه يظهر الشخص الذي كانت صفة من الصفات السبعية مبطنة فيه في صورة ذلك السبع . فحينئذ يكون الروحاني الذي هو صفة معنوية مستترة جسمانيا البتة . والجسماني الذي هو صفة ظاهرة الآن روحانياً يعني مخفيا ومستترا فلا يلزم التعذيب على هذين الوجهين . سأله واحد من الأكابر عن معنى هذا الحديث « يؤجر ابن آدم في نفقته كلها إلا شيئاً وضعه في الماء والطين » . وقال : يلزم على هذا أن لا يؤجر في الآخرة لبناء المساجد والرباطات والمعابد . وأمثالها ! ! فقال: يخطر في قلبي في فهم هذا الحديث معنى آخر وهو: يمكن أن يكون المراد من الماء والطين عالم الأجسام . فيكون المعنى أن الإنسان يؤجر في نفقته كلها إلا في نفقة لا تتجاوز فيها همته ونيته عن عالم الأجساء 91م بل ينفقها لنوائد #جنانية « وحظوظ نفسائية » ولوازمها وعوائدها . مطلب قال : لو جمع شخص علوم الأولين والآخرين لا يكون شيء من تلك العلوم ممدأ ومعينا له في التَمّس الأخير . بل يكون جميع معلوماته محرا عر ار مارك إراما كله ب طاكة ليون والكسفة» وما ينفع ذ في الف لغب بلكرة يندا ويس الخاعر المستور ليمي لا غير نعي اللعافل أثاية يغتنم أيام الشباب بالتزام رياضة قليلة في مدة )00 إلى عالم الأرواح “أي : إلى عالم الآخرة . أي النفقة التي لا تصل منفعته في الآخرة إليه . فراجعه ٠‏ والله تعالى أعلم . (للكاتب الفقير رحمه القدير) . 19 يسيرة . وأن يقعد على زاوية حتى تحصل له ملكة الحضور والجمعية . ويتخلص الخاطر عن مزاحمة النفي والإثبات . مطلب مهم قال : ما رأيت في طريقة خواجكان ‏ قدس الله تعالى أرواحهم - مَنْ ليس له ذوق وقبول إلا قليلا . فإن بداية هؤلاء الأكابر نهاية الآخرين . فقلما يقبلون شخصاً ثم يتركونه ويطردونه . فإن وقع في الساحل بغلبة أحكام النفس والهوى يجذبونه ويجرٌونه إلى الوسط . عر ابي لحر سماو ع رار الخمر فقد خرج من فائرة الإسلام نار 3 ا 00 الله تعالى مقوضا ومضيطرنا'مئة ٠‏ والفتى يأكل الشع ركون مار أ رق" لا يعرف شيئاً غير قضاء حاجته” " من الأكل والشرب . ومع ذلك يسمون هذه الحالة والكيفية حضوراً وكيفاً ! ولا كيفية أحسن وأطيب من التعقّل الذي يكون به واقفاً وحاضراً بنفسه . ومن طلب الحضور والكيفية من هذه الأشياء فذانك الحضور والكيفية لاثقان برأسه ولحيته . وأثرهما ظاهر فيهما في هذا العالم . وقد ابتلي بذلك كثير من أناس طيبين . مطلب قال : إن زمان الشيخوخة آخر زمان الشباب . ويظهر في البشرة في زمان الشيخوخة ما كانوا عليه في عهد الشباب . )لصألا أي : الشهوة . (هامش‎ )١( غ194 مطلب والتقوى . فأحضروا طعاماً ولم يحضروا الملح اتفاقاً! فقال الفضولي للخادم : هات الملح حتى نبدأ بالملح . فقال مولانا على سبيل المطايبة : إن في الخبز ملحا . فشرعوا في الأكل فرأى الفضولي شخصا يكسّر الخبز بيد واحدة . فقال له متعرّضا : إن كسر الخبز بيد واحدة مكروه. فقال مولانا : والنظر إلى أيد الناس وأفواههم أشدّ كراهة“من كسر الخبز بيد واحدة. فسكت هنيهة ثم قال بعد برهة : إن الكلام وقت الطعام فيال مانا : تكثير الكلام مكروه ومذموم عند الأنام . ف فسكت ولم يتكلم إلى انقراض المجلس . مطلب التمس منه يوماً شخص أن يعلّمه شيئاً يكون مشغولاً به إلى آخر سرهة فوت ياه الماركة على جد ريه دكار إن للد الطاررري الشكل وقات :"كن تشغول بهذا الرالاي لع ا يي : ينبغي أن أخي كن لأرباب القلوب ملازماً ‏ وفي قربهم حصّل لك القلب سالماً فإن رمْتَ من خلٌ قديم جماله فقلبك مرآة فقابله دائماً ا المتقين كان في رفاقته في سفر الحجاز من هراة: كنت مريضاً فى بغداد . وامتدّ مرضى ذلك واشتد . وتأخر مولانا الجامي في عيادتي . وسؤاله عن أحوالي . فصرت ملولاً من هذه 156 الحيثية غاية الملالة . فجاء يوماً واحد من أحبابى وقال : هذا مولانا الجادئ أقذ جاء لعيادتافا قصلت لي كيفية عن هذه التسازة + وتظهرت قوة في طبيعتي . فرفعت رأسي من المخدَّّة وقعدت على فراشي . فدخل مولانا وجلس قريباً منى . وسأل عن حالى وقال : قد امتدَّ مرضك هذا ! فأنشدت : ١ ١‏ فإن جئت في مثوى عبيدك عائداً ‏ فقد طاب لي سقمٌ الدهور لذلكا فقال على سبيل الانبساط : أعليّ تنشد بيتاً! ثم جلس لحظة مراقباً على السكوت . فظهر العرق مني في الأثناء . فلما رفع رأسه ورأى في جيبي قطرات العرق قال: استرح لعل مرضك يخفف بسبب العرق . فاضطجعت على فراشي . وقام مولانا وخرج . ولفُني رفقائي بالأثواب فسال عني عرق كثير . وزال الحمّى في اليوم . وقمت عن فراشي بعد ثلاثة أيام وجئت حضوره . وحكى واحد من العلماء الصالحين الذي كان معه أيضاً في سفر الحجاز : أنه لما دخلنا حلب وقت المراجعة من الحجاز نزل كل من الأصحاب في منزل على حدة . ونزلت أنا الخان . فمرضت هناك , واستولى عليّ الضعف بحيث قطعت طمعي عن الحياة . واستيأس الرفقاء أيضاً من حياتي . وكان الوقت حرّا . فرأيت يوماً من شق الباب شخصاً فتح الباب قليلاً بحيث يرى منه طرف عمامته . ولكن لم أعرف أنه من هو! فقلت في نفسي : إنه واحد من رفقائي جاء للاستخبار عن أحوالي . وتوقف ظناً منه أني نائم فأنتبه بدخوله ٠‏ فقلت : فليدخل الببت من في الباب . كائناً من كان ! وكنت أعرف أن لمولانا خبراً عن مرضى . ولكن ما ظننت أنه يعودني . فلما فتح الباب فإذا هو مولانا الجامي ! وقد امتلات الحجرة من نور وجهه الشريف . فعرضت لي كيفية عجيبة حتى أردت القيام . ووجدت في نفسي قوة للقيام . مع أنه لم يكن فيّ مجال للحركة في هذا الحال . فقال : اقعد ولا تتحرّك . فاستقررت على حالي . وجاء 131 مولانا وقعد قريبا مني . وسألني عن حالي . فخطر في بالي من خفة أثقالي برؤية وجهه المتلالي بيته هذا فأنشدته : غدا ع بدك الجامى بفكرك طيباًٌ ولكنهمن وصلكك الآن أطيبٌ فأخذ بيدي اليمنى . وشمّر كمي إلى مرفقي ع ومسحها بيده الكريمة مرات مثل ما يتوضأ المريض . فغاب عن نفسه في تلك الحالة , فغمّضت عيني موافقة له وتوبّهت إليه . ثم فتحت عيني بعد زمان طويل لأنظر أنه جاء إلى نفسه من استغراقه أم لا؟ فرأيته في الاستغراق على حاله . فغمّضت عيني ثانياً ٠‏ فرفع رأسه بعد ساعة . ووضع يدي على صدري . وقرأ الفاتحة وقال : بماذا أمرك الأطباء أن تشرب؟ قلت : أمروني بشرب شراب السمّؤْجل . ولم يكن شراب السفرجل موجوداً في هذا الوقت بحلب . فقال : أنا أرسل لك شراب السفرجل . وقام وراح ٠‏ وأرسل شراب السفر جل . ولما شربته وجدت خمّة في نفسي من ساعة . وزال المرض عني بالتمام بعد ثلاثة أيام ٠‏ ولم يبق منه أثر أصلا . قال مولانا رضي الدين عبد الغفور قدس سره عليه الرحمة والغفران : جئت يوماً عنده في خلوته ولم يكن وقته مقتضياً لمجيء . فلما فطنت به استولى علي هم عظيم . وظهر في جميع أعضائي ثقل قويٌّ حتى لم يبق لي طاقة الجلوس . فقمت وخرجت . فأفضت تلك الحالة إلى مرض قوي . وانجرّ الأمر إلى المشقة حتى يئس الأطباء عن العلاج . وزاد القلق والاضطراب في اليوم السابع . وتغيّر الحال على وجه تيقنت الموت . فتمنيت رؤيته المباركة . فجاء في الحال. وكنت بحيث لم يكن في عضو من أعضائي مجال للحركة . فعرضت عليه حالي بتمام التشويش . وطلبت منه تلقين شغلي . فشرعت فيه بمقتضى إشارته ‏ وأحضرت في قلبي صورته المباركة بأمره . وكان هو أيضاً متوجهاً إلّ . فأخذت تلك الكيفية بعد لحظة فى النزول . وتبدلت إلى حالة طيبة . ووصلت لذة تلك الحالة إلى جميع أعضائي : حتى قمت وقعدت على 101/ ركبتي . فلما رفع رأسه ورآني قاعداً قال: يزول التشويش إن شاء الله تعالى . وقرأ الفاتحة وراح . ومشيت لمشايعته إلى باب الحجرة فزال عني ذلك المرض في هذا اليوم بالتمام . ومضى بالخير والسلام . ولما مضى من هذه القضية سنون حكى واحد من أصحاب شيخنا قدس سره من تصرّفاته ؛ فقصصت عليه هذه القصة . فجاء عند مولانا الجامى . واستدعى منه تفصيل تلك القضية . فقال : لما سمعت شأن حاله وغلبة:مرضه خضت عنده لعياذته , .كنت مشغولاً يدقع مرطته . فرأيت المرض قد قام منه وتوجه إلى . فتضرعت إلى الله تعالى وقلت : يا ربي ليس لي طاقة لحمل المرض فادفع عني أيضاً . مرض واحد من أكابر كيلان وأشرف على الموت فجزع أولاده وعشائره . واشتغلوا بالتجهيز والكفن . فظهر فيه الحركة في الحال . وأفاق من سكرات الموت شيئاً فشيئاً . وقام من فراشه في اليوم . وتعجب الحاضرون من هذه . ولم يطلع أحد على حقيقته . فقال الشخص بعد زمان لبعض خواصه : إنه لما اشتدٌ بي المرض ظهر مولانا الجامي وتوجّه ِليّ فزال المرض ٠‏ فأرسل إليه بعده أجناساً نفيسة ما يبلغ قيمتها عشرين ألف ذهب للهدية . والتمس منه متضرّعا الطريقة العلية . فكتب رسالة مختصرة مفيدة في الطريقة النقشبندية . وأرسلها إليه . وكتب في آخرها : أنَّ التكلم بأمثال هذه الكلمات وكتابتها وإن لم يكن من وظيفة الفقير ؛ لكن لما وصل إلى مشام الذوق رائحة الإخلاص من الجناب كان باعثاً على تحريرها : وإني وإن كنت لذا غير قابل 2 ولست لما نال الكرام بنائل ولكنني أبرزت من ذا علامة ‏ لعلك إن تحظى به أن تحاول كان لشخص من أكابر بلخ في طريق الحجاز جمل ؛ فطمع فيه الأعرابي . واشتراه منهة بعد إلحاح بما أراده مولانا الجامي . وَشندَ عليه 1538 حمله . فمرض الجمل في الصحراء ومات تحت كثيب . فجاء الأعرابي لديه . وبدأ بالغلظة عليه . وقال : إنه كان معيبا معلولا وقت بيعك لي ولم تن لق عله 1 وش اسان يفشتن , وامقرة ا شبنه يغدة , ,فقا مولانا : إن الأعرابى قد تغير. وحتفه قد قرب . ولما وصلوا إلى هذا الككين في راجوعهم من مكة سقط الاعراين ومات + قدفئره في الكتيب , قال جمع : إن ذلك المبتدئ”" المسمّى بالفتحي - الذي التحق بالروافض في بغداد . وأثار الفتنة وصار مطروداً عن نظر عنايته . ورجع من بغداد إلى تبريز من غير أداء الحج علق مخلاة الشعير على رأس فرسه وقت مغرب بتبريز . » ثم جاء وأدخل يده في المخلاة ة فعض الفرس سبابته وأقلعها عن أصلها فمات به . قال مولانا شمس الدين الروجي : كنت قاعداً على ساحل وقت طغيان الماء مع مولانا الجامي . فظهر فوق الماء قُنْفْذة ميتة . فأخذها من الماء ومسحها بيده فحركت بعد لحظة . وجاءت جنب مولانا على خخلاف طبيعتها . واستقّت على ذيله . إلى أن توجّهنا إلى البلد . فوضعها على الأرض وقام ومضى . فأخذت تمشي من خلفه متحيرة . وجاءت مسافة كثيرة . إلى وصولنا ازدحام الناس . واختفينا عن نظرها . واختفت هي أيضا عنا . كان غلام صاحب جمال منظور مولانا الجامي فحكى لي فقال : كنت يوما في ملازمته . فرحنا معه إلى قرية سياوشان للتفرج ومعنا جمع عظيم من الأصحاب . وفي الليل نام كل الأصحاب في زاوية ؛ واختار مولانا زاوية واسعة واستراح فيها. وأسرجوا هناك شمعا إلى الصباح ؛ ونمت بعيدا عنه . ولما مضت ساعتان من الليل انتبهت بلا سبب ! ووجتني قاعداً على ركبتي . ورأيته أيضاً قاعداً في مجلسه مراقباً . . فراجع في آخر الوجه‎ . 7١ كمامرٌ قصَّته في‎ )١( 14 فاضطجعت ثانياً ونمت زماناً . ثم انتبهت كذلك بلا سبب ! ووجتني مثل الأول . فزاد تحيّري ! وتكررت الحالة في الليلة . فعلمت أنه بواسطة توجه خاطره الشريف إليّ . فقمت وتوضأت وجئت عنده وقعدت على ركبتي إلى الصباح . قال واحد من مخلصيه : وقع في قلبي داعية انتقال من بلد إلى رأس المزار . وكوني مقيما هناك . فجئت عند مولانا وعرضت عليه داعيتي فال : مناسبٌ غاية المناسبة ٠‏ فاخرج من البلد سريعاً . ٠‏ ولا تهمل فيه . فإن الفرصة غنيمة . وأظهر فيه اهتماماً تامأ ٠.‏ حتى طلب الخادم ؛ وأمره بتعيين المنزل . وبالغ ثانياً بالإسراع . ولما جئت البلد وقع الفتور في الداعية ببعض العوارض المانعة . حتى رجعت عنها . فدخل اللصوص بعد جمعة بيتي . وكان لي ألف دينار شاهرخية . فأخذوها مع سائر الأمتعة في البيت ٠‏ وتركوني عرياناً مفلساً . جاء يوماً مولانا سيف الدين أحمد شيخ الإسلام الهروي مع أرباب التدريس مجلسه . فبعد تقديم الضيافات أمر المغنين والزمارين والدفافين ليغْنوا ف في المجلس ففعلوا ٠‏ ثم خرج مولانا بعد ثلاثة أيام إلى المقبرة للتفرج . ٠‏ فلقي فيه اتفاقاً الشيخ شاه . وكان من المشائخ المتورعين ٠‏ وقد بلغه قبل ملاقاتهما ما وقع في المجلس السابق . فقال له الشيخ شاه في الصحبة : كيف في مجلسك أسباب الطرب ؟ ويلعبون بما لا يليق لذوي الأدب ؟ ! وأنت مقتدا علماء العالم . ورئيس عرفاء العرب والعجم ! فجعل مولانا فاه في أذنه . وكلمه سراً بحيث لم يطلع عليه أحد من أهل المجلس فصاح الشيخ صيحة وخرٌ مغشياً عليه ٠‏ ولما أفاق تضرع إليه . ولم يطلق لسانه بأمئال تلك الكلمات ثانيا لديه . قال والد الفقير عليه الرحمة . : طالعت يوماً بعض التفاسير . ونظرت في معني الآية 2 وََايٌَ لَمْء الل َلَحُ مِنْهُ التّمَارَ # الآية , وتأملت فيها . فحضر في قلبي بأنه يمكن أن يحمل النهار في الآية و.ة”* بحسب التأويل على نور الوجود . والليل على ظلمة العدم . فعزمت أن أعرضه على مولانا الجامي قدس سره . فحضرت عنده في اليوم الثاني . ولما قعدت هنيهة قال: متى خطر على قلبك وقت مطالعة التفسير معني مناسباً لمشرب هذه الطائفة فى بعض الآيات القرآنية قكّره لى . فشرحت له ما فى بيالى فاستحسنه . االاعااضييوا لكل ابن كار علايةة المولى رجه يونا من البلد بقصد ملازمته . وكان في رأس المزار . فأقبل في الطريق غلام صبيح الوجه في قرب رباط مولانا محبي ٠‏ فنظرت إلى جانبه مرة أو مرتين بلا اختيار . فمرٌ بي شخص مقارناً لهذا الحال ٠‏ وعلى كتفه أثواب من اللبد الجلونا». قنك طرف لبد عق التعلى ملكا شدرنا ٠‏ فظنت أنه سهم رموني به . فقعدت مدة على باب الرباط . وسال من عيني دموع كثيرة . ولما جئت عنده لقيته قاعدا على باب المسجد مع جمع من الأكابر فقعدت معهم . فرفع رأسه بعد لحظة وقال : إن واحدا من الفقراء أوقع نظره على غلام صاحب حسن وجمال في الطواف . فظهرت يد في الهواء ولطمت وجهه ففاضت إحدى عينيه من الدمع . وهتف هاتف : نظرة بلطمة . إن زدت زدناك . ثم توجّه إلى الفقير وقال : ينبغي أن يحفظ ا 00 وتردّد 0 0 المزار ييه ملارعته لكان هو في داخل حرمه . وكان واحد من صوفية الوقت قاعدا في الباب منتظرا لخروجه . فجرى بيننا كلام من كل باب . فنقل في أثناء الكلام عن الشيخ محبي الدين ابن عربي - قدس سره - أنه قال : ورد فرضية الصوم على شهر من الشهور الاثنى عشر في كل سنة . أي شهر كان من غير تخصيص بشهر رمضان . فصرت متأثرا من استماع الكلام . وكنت معتقدا في الشيخ محيي الدين اعتقادا تاما؛ ولم أرض بصدور مثله ١ عنه . فقمت من المجلس وجئت ٠‏ وجاء صاحبي أيضاً من ورائي . فجئته في اليوم ا بإلقاء أنواع المقدمات قبل عرض ما في البال. حتى انجرّ الكلام إلى أن قال : ينبغي لنا الرضا بطور فقهاء زماننا وطريقتهم . وكتب الشيخ محيي الدين بن عربي قدس سره في « الفتوحات المكية » في ذم بعض فقهاء الزمان : أنه كتب واحد فقهاء مصر فتوى في الصوم الفرض بناء على مصلحة السلطان ما صورته كذا وكذا. وقرر ما نقله صاحبي أمس . جاء واحد من أولاد مولانا جلال الدين الرومي - قدس سره - من الروم إلى خراسان ؛ وكان شيخاً عالماً عارفاً . وكان مدة في ملازمة مولانا الجامي . وكان ينظر إليه بنظر الالتفات . وعيّن له منزلاً على جدّة في المزار . قال هو : جاء يوماً مولانا الجامي منزلي ليلة . فصلينا العشاء وجلسنا للصحبة إلى الصبح على السكوت . ومضت الليلة علي كتَمّس واحد . وقال : إن في طريقة خواجكان ‏ قدس الله تعالى أرواحهم ‏ لا يحصل لأحد شيء ما دام لم يكن منهم التفات إلى حاله . وحكى أيضاً : كنت ليلة في الطريق ؛ وكانت مظلمة . فتوجهت إلى طرفه في حال الاضطرار . فاستنار الطريق . وتخلصتٌ من الظلمة . اعلم أنه ابتدأ مرضه يوم الأحد الثالث عشر من محرم الحرام سنة وضعف صباح يوم الجمعة سادس أيام مرضه . ولما أذن المؤذن أوّل أذانيّ الجمعة انقطع نفسه المبارك . وكان لحضرة خواجه كلان ابن مولانا سعد الدين الكاشغري - قدس سرهما ‏ بنتان؛ كانت إحداهما تحت مولانا الجامي . والأخرى تحت راقم الحروف . وكان لمولانا الجامي منها أربعة أولاد . عاش الأول يوما واحدا ومات قبل التسمية . والثاني خواجه صفي الدين محمد : مات 53 بعد سنة من ولادته . فتأثر مولانا من موته غاية التأثر . والثالث خواجه ضياء'”" الدين يوسف :وتاريخ ولادته بخطه المبارك : ولادة الولد الأمجد ضياء الدين يوسف - أنبته الله تعالى نباتاً حستاً - في النصف الأخير ليلة الأربعاء التاسعة من شوال سنة 885 . وكان مولانا يوماً قاعداً على جنب الحوض فى شمال المسجد القديم . فجاء واحد من الخدمة من طرف الحرم حاملاً لخواجه ضياء الدين على كتفه . وكان فى الوقت ابن خمس سنين تخميناً . ولما جام قال + بانع إن لم أ الشه خوا جه عي الب اقلا مره ء فتبسّم . وقال : إنك رأيت الخواجه عبيد الله لكن لم يبق في خاطرك , ثم قال : رأيت في المنام في هذه الأيام أن خواجه عبيد الله حضر في الموضع - وأشار إلى رؤّاق في شمال المسجد - وجئته حاملا لضياء الدين على يدي ٠‏ والتمست منه أن ينظر إليه بنظر العناية . وأن يشرفه بشرف التفاته . فأخذه من يدي ووضع فاه في فيه . وصبّ من فيه شيئا في غاية البياض في فيه حتى امتلأ فوه وزاد . ثم أعطانيه فانتبهت من نومي . ونظم هذه الواقعة . والرابع خواجه ظهير الدين عيسى : ولد بعد تسع سنين من ولادة خواجه ضياء الدين . وتاريخ ولادته بخطه المبارك : ولادة الولد الأرشد ظير الدين,عيبيق وسط وقت الظهز من 'يوام الخميس + خامتن مجم سه ١‏ . أنبته الله تعالى نباتاً حسناً . ورزقه سعادة الدارين ؛ بمحمد وآله الطيبين الطاهرين . وتوفي بعد أربعين يوماً . ونظم البيتين : لِحَفْسٍ مِنْ مُحَرّمِ وَقْتَظهْرٍ أنَى مُسْتَبِشِورٌ بوجُودٍ عيسَى فَطَالَعْتٌ اسْمَةَ مِنْتئِن أشمَا قَمَاقَالُواسِوَى ذَلِكُ عيسَى فا ملشر قتعي فون عله يكن تاريخة ذلك عيسى (0) الذي صنف مولانا الجامي قدس سره ٠‏ شرح الكافية » لأجله فراجعه . (هامش الأصل) . 5 مولانا عبد الغفور رحمه الله تعالى : لقبه : رضي الدين . وأصله من بلدة لارو من أعيان تلك الديار . من نسل سعد بن عبادة ذه . من كبار الأنصار وسيد الخزرج . كان رحمه الله تعالى - من أجلَّة تلامذة مولانا الجامي - قدس سرهما - ووحيد عصره في أصناف العلوم العقلية والنقلية . وقرأ على مولانا الجامي أكثر مصنفاته . وكتب مولانا الجامي ‏ بعد مقابلة ٠‏ شرح فصوص الحكم » في آخر كتاب مولانا المرقوم ‏ هذه الكلمات القدسية : تمت مقابلة الكتاب بيني وبين صاحبه . وهو الأخ الفاضل . والمولى الكامل . ذو الرأي الصائب . والفكر الثاقب . رضي الملة والدين عبد الغفور . استخلصه الله تعالى لنفسه ويكون له عوضاً عن كل شيء . في أواسط شهر جماد الأولى المنتظمة في سلك شهور سنة 847 . وأنا الفقير عبد الرحمن الجامي عفي عنه . وعبّر مولانا عبد الغفور عن حاله في ااعكملة سافية الفحات » هكذا. : وقع في قلب واحد من الفقراء إرادة الاشتغال بالطريقة . فجاء لديه واستدعى منه تعليم الطريقة . فلقنه ذكر (لا إله إلا الله محمد رسول الله) . مشروطاً بحفظ صورته . فاشتغل المذكور في تلك الصحبة بموجب أمره . فظهر فيه الأثر المعهود عند هؤلاء الطائفة في الحال , ورأى نفسه في فضاء النور. وحصلت له لذة قوية . وشوق عظيم . وبهجة وسرور. وظهرت علامة : 38 يوم ب ل الْأرَصُ عَْرَ الْأَرْضٍ * . فعرضه عليه فقال: هذا سرٌ من الأسرار . لازم الستر والإخفاء عن الأحيّاء والأخلآء . فضلاً عن الأغيار . ثم زادت فيه كيفية عدم الشعور بت تكراز الفغل.وكره العمل ,رشحي اليه القنص نيو بض الأشغال الذي يكون سببا لفتور النسبة . ل مطلب فقال : لا بد من أن تجمع هذه النسبة بشيء من الأشغال الظاهرية , وأن تلازم صحبة شيخ أخذت هذه النسية عنه . فإنها ملك الغير ظهرت فيك بطريق الانعكاس . وينبغي أن تجتهد في السغي حتى تكون ملكك . وذلك إنما يتيسر بدوام الصحبة . وقال : إن الاشتغال بأمر ظاهريّ ضروريٌ للسالك ٠‏ لئلا يمتاز عن سائر الخلق فيكون معلوماً ومشتهراً بينهم . أأمنا ملعت أن تخطا حضر عند واحد من الأكابر والتمس منه الطريقة ؛ فقال : هل عندك شيء من الصناعة ؟ قال : لا . فقال : اذهب وتعلم الخصافة . فإن معنى سيرة هذه الطائفة لا حصول له من غير صورة شغل ما . وقال : إن حصول هذه الحالة وتحقّق هذه النسبة آني . فإنها من مقولة الأد راك والاتعال .+ وعتضقة «الحال' إعراضن عو الجلق ين و قال على الله تعالى . وهذا ممكن الحصول في آن واحد . مطلب فإن نفس الإنسان بمنزلة مرآة وجهها إلى طرف آخر . فينبغي يقلبها إلى طرف الحق تعالى . وقال : إن واحداً من الأكابر صاح في صحبة واحد من المشائخ وسقط مغشيا عليه . فلما قام قال: إن بعد حصول ربط القلب بالحق تعالق وتحمق الحضون:تكون النيسبة أحيانا ملاهلة لما:سواة تعلق :.ويقال لهذه الكتفية (تخالا):..وأحيانا غير مذهلة:.:وتقال لها (علما). ويجعلون العلم مندرجاً في الحال محسوباً منه . وهذا التفاوت على حسب استعداد الشخص في الصفاء والكدورة . وإذا حصلت الغيبة زمان الذكر ينبغي أن يفرضها خطأ مستقيماً . ولما كان تخيّل هذا المعنى واستثقال الخيال بأمر واحد ممدّاً للجمعية ؛ أمر النَّى 3# علياً ‏ بهذا المعنى وقال : ينبغى أن تفرض الخط بن الخظ المسي: ١‏ ومن محاسن طريقة أكابرنا النقشبندية التي ليست لغيرها من الطرق : حصول الاشتغال بتحصيل تلك النسبة في كل مكان . مع كل شحسن نوف كل ال مطلب وينبغي أن يجعل تحصيل النسبة أصلاً أصيلاً . واقتصار الاشتغال بغيرها على قدر الضرورة . وهذه النسبة الشريفة لطيفة غاية اللطافة . وليس لها حدٌّ يضبطها . ووقت يختص بها . وربما تزول وتستر بأمر جزئي . وتظهر أحياناً بلا ترقب . ومتى وقع الفتور فيها يرجع إلى سببه . ويلاحظ فيما أفضى إليه . ويبادر إلى دفعه . وقال: إن كثيراً من الملاحظة في الأمور الحسية يمد انسبة والحالة ؛ ويقوي الجمعيّة . وذلك أمر غير مضبوط ؛ يختلف باختلاف الأحوال والأوقات . ومن جملة ذلك : أن الصحراء التى فى صورة الأظاذق نعية الماخلة معن الأطلذق م وحكاهنة: الجال مزه نه لمعت الهيبة والعظمة . وصورة الماء بالامتداد والاتصال وقت المراقبة مقرٌ للمراقبة ٠‏ وملاحظة تبعية الظل لذي الظلّ مورثة للخروج عن حول نفسه وقوته . وملاحظة عيون الحيوانات الوحشية . وتوحٌشها مورثة نسبة الحيرة . وملاحظة الجنازة مقوية لنسبة الفناء . وصوت البكاء يذكر المحبوب المفقود . وقال : كنت أمشي مع مولانا سعد الدين . فمررنا على حمار ميت قد فتحت عيناه فقال مولانا : إن له استهلاكاً عجيباً . وقويت نسبته في حينه غاية . امل وقال : عرض لي قبض عظيم فخرجت إلى الصحراء إلى بستان آهو . فرأيت أشجار الصنوبر . فخطر فى قلبى أن هذه الأشجار يأخذن الفيض من المبدأ الفياض على حسب استعدادهن ! فزال القبض فى الخال ٠‏ #واستولك 'تسنة عظيحة + ١‏ قال مولانا عبد الغفور - قدس سره : جئته وشكوت إليه من ضرر اختلاط الناس . فقال : لا يمكن إخراج خلق الله تعالى من العالم ! ينبغى للسالك كونه على وجه لا يكون للخلق تصدّف فيه . وكان فى تلك الأيام مشغولاً بتأليف كتاب « نفحات الأنس » وقال: أكتب صفحة وصفحتين ؛ ومالي شعور بالكتابة . بل يجري القلم بطريق العادة . وقال : قال بعض الأكابر : أن التكلم لا يجتمع مع الشغل الباطني . وهذا الكلام في غاية الغرابة''' منه . فوائد أنفاسه المسموعة : قال المولوي عبد الغفور: أورد الشيخ محيي الدين ابن عربي - قدس سره ‏ وقع الاختلاف في أن أبا الجنّ هل هو إبليس أم غيره؟ والتحقيق أنه غيره . بل إبليس واحد منهم . وكان أبو الجن خنثى ؛ على إحدى فخذيه ذكر. والأخرى فرج . ويتولد أولاده من سحق إحدى فخذيه على الأخرى . ولما كان تركيبهم من النار والهواء اللتين هما ركنان خفيفان غلبت عليهم السخافة والخفة . خصوصا إذا انضم إليهما الروح . فهم في غاية الخفة . وسرعة السيرة وكثرة الحركة . وتركيبهم ضعيف غاية . يهلكون بوصول أذية يسيرة أو ثقل من بني آدم . وأعمارهم قصيرة من هذه الحيثية . فإذا ظهر واحد منهم لشخص بصورة مثالية يهرب عنه سريعاً ويكون غائباً عن نظره . . لأنه شيء ومقام يذوقه أدنى أهل الله من أهل الطريق النقشبنديٌ . فراجعه‎ )١( لا وقال الشيخ - قدس سره ‏ : وطريق حبسهم عن الهرب أن ينصب العين عليهم من غير التفات إلى يمين وشمال . وما دام النظر منصوباً عليهم لا يقدرون الغيبة عن النظر بوجه . ويبقون على مكانهم مثل المحبوس . ولذا يظهرون أنواع الحركات وأصناف الحالات والتخييلات والتسويلات ليصرف الناظر نظره إلى طرف آخر . ويتمكنوا من الفرار . وإن تعليم حبسهم بهذا الوجه إنما هو بتعليم الله تعالى إياي بالإلهام . مطلب في صفات الجن وإن العلم والعرفان قليلان بينهم . وإدراكاتهم قاصرة في الأمور المعنوية غاية . وخصوصاً في معرفة الله تعالى . وأكثرهم سفهاء أغبياء . وليس في اختلاطهم فائدة كثيرة ٠‏ بل في صحبتهم ضرر كثير يحصل منها صفة الكبر في باطن الإنسان . لتركيبهم من النار والهواء . والجزء الناري غالب في تركيبهم . والكبر من خواص النار . ولذا قال إبليس في أول ما أظهر الكبر : خلقتني من نار . وإن بعض الإعصار في الصحراء يحصل من أثر مضاربتهم ومحاربتهم . وهم بين ذلك الإعصار يحارب بعضهم بعضا . والفتنة والمجادلة والمحاربة كثيرة بينهم . بسبب تجتّرهم وتكترهم اللازمان لذاتهم . فإذا مات أحدهم يتتقل إلى البرزخ ولا يمكنه الرجوع إلى النشأة الدنياوية ثانيا . ويكون في البرزخ إلى الحشر . وإذا استحق واحد منهم عذاب جهنم يعاقب بالزمهرير لقلة تأثره من عذاب النار؛ وإن أمكن تعذيبه بالنار! فإن حرارة نار جهنم زائدة على حرارة النار العنصريّة بمراتب كثيرة وشديدة في الغاية . 18 الشيطان على نوعين قال في « الخواطر الشيطانية والنفسانية »: أورد الشيخ في ٠‏ الفتوحات » أن الشيطان على نوعين : شيطان صوري وشيطان معنوي . فالشيطان الصوري هو إبليس يلقي في خاطر الناس أحياناً أمراً حمَانيا . فيتصرّف فيه الشيطان المعنوي الذي هو النفس ويجعله أمراً باطلاً ٠‏ وقد يفعل أموراً يعجز عنه الشيطان الصوري . مطلب مهم مثلاً يلقي في قلب شخص فعل سنّة من السئن الحسنة وهو من الأمور الحقّة . وقد ورد في الحديث « من سنَّ سنّة حسنة فله أجرها وأخرزفن عمل ثها الى يوم العامة © وتم زكر جه النيطان المعتوي حين يحتّه على وضع الأحاديث وإسنادها إليه إنة 3. ويسمّيها سنة حسنة ليعمل بها الناس . ٠‏ فيكون له أجر منها ٠‏ وهو غافل عن الحديث الصحيح المتّفق على صحته . البالغ حذ التواتر؛ من قوله يي: « من كذب علىّ متعمّدا فليتبوَأْ مقعده من النار » . والمثال الثاني الذي أورده الشيخ أيضاً : أن الشيطان الصوري يلقي في القلب مثلاً تلاوة القرآن جهراً . وهو أمر حقاني . فيضم إليه الشيطان المعنوي إرادة إسماع الغير ليقولوا: أنه قارئ . فأبطله بإدخال الرياء والسمعة . وأمثالها كثيرة . مطلب قال : سأل البعض : .إن مقتضى العدل والحكمة أن يكون العذاب على الذنب المتناهي متناهياً . فما السبب في كون عذاب الآخرة غير يتنا على الكت بالمتياغي 5 كاله الأمام. العرالي ند ةله يطالين - في جوابه : إِنْ علم قدر جزاء الأعمال مختصٌ بالله تعالى . وإدراك هذا 1 المعنى فوق إدراك العقول الناقصة . والجزاء المماثل للكفر إنما يكون في النشأة الأبديّة . وليس لغير الحقٌّ سبحانه اطلاع على حقيقة جزاء الأعمال وسرّه . وقال بعض : لما كانت نية الكفار المداومة على الكفر كان جزاؤهم أيضاً في الآخرة دائماً . فأما الذين لا يقولون بالعذاب الأبدي ولا يقرُون به قالوا: إن الكفر جهلٌ عارضيٌ . وليس بملائم لمزاج الروح ٠‏ بل المناسب لمزاجه وإدراكاته أمور حقة . وصفة الجهل تكون مرتفعة في الأخير . انتهى . قال شيخنا : ما يصدر من الناس من سوء إن لم يكن في مقابلته حدٌ وتعزير شرعي ينبغي أن لا يتأذى منه . فإنه صدر عنهم بإقدار الله تعالى إياهم لهذا الفعل وتمكينهم فيه وخلقه . قال مولانا عبد الغفور قدس سره في توجيه الكلام : إن الأفعال . وإن كانت كلها من هذا القبيل . سواء توجّه إليه حدٌّ شرعي أم لا . لكن المراد أن في القسم المذكور ينبغي أن ينظر إلى القضاء والقدر لثلا تثور الفتنة والجدال . وفي الصورة الأخرى ينبغي أن ينظر إلى الأحكام الشرعية لتبقى سلسلة أمور العالم على أحسن النظام . ولثئلا تتطرّق الإهانة إلى شريعة نبينا محمد يت . فالتأذي في تلك الصورة والإيذاء والفتنة والجدال موجبة لرضا الحق تعالى ومسرّة رسوله يتل . وفي ضمن الجدال والإيذاء فيها ألوف من الفائدة صورةٌ ومعنى . والإهمال فيها والإمهال ليسا غير زندقة وإلحاد في الشريعة . قال مولانا عبد الغفور في معنى قول شيخنا؛ هذا نقلاً عن « الفتوحات » : إن سرّ ظهور العالم لا يكون معلومَ شخص إلا بالمجاهدات الكثيرة . والرياضات الشديدة . يصحبها الهمم العالية المراد ممن يصحبها الهمم : أن يكون مرمى قصده وهمّته ومطمح نظره ذاتٌ الحق سبحانه . فإذا كانت تلك الهمة موجودة لكن ليست لصاحبها مجاهدات كثيرة 31 ورياضات شديدة لا يتكشَّف له سد ظهور العالم الذي هو من الأسرار الغامضة . ومججّد وجود الهمة من غير أن يلابس بالمجاهدة والرياضة . وكذلك مجرّد حصول المجاهدة والرياضة من غير تحصيل تلك الهمة لا يعطيان نتيجة . ولا يجديان نفعاً أصلاً . وقال في معنى قول شيخنا هذا : قد أعطي بعض العارفين قدرة على خلق كل”" ما أرادوا خلقه . والفرق بين مخلوق الحق ومخلوق العارف : أن مخلوق العارف يكون باقيا ما دام أثبته العارف في حضرة من الحضرات . يعني : لا يلزم في بقائه أن يكون العارف متوجها إليه بالتوجه الحسي الشهادي . بل يكفي لإبقاء وجود ذلك الموجود الشهادي الخارجي توججهه إلى صورته المثالية في حضرة المثال . وما بقي التوجه م العارف في حضرة المثال أو حضرة الشهادة إلى هذا الموجود الشهادي يكون ذلك الموجود باقياً ٠‏ ومتى تى انقطع التوجّه في - جميع الخطرات يكون وها صرفاً . قال في معنى قول شيخنا : كان الشيخ بهاء الدين عمر يركب فرساً أبيض في أكثر الأوقات . فسئل عن سببه ؟ فقال : إن اختياره للفرس الأبيض الكون بعض التجليات الصورية مشهوداً كذلك . يعني : أن خصوصية كل صورة بالنسبة إلى أرباب المكاشفات مبنية على اختلاف الاستعدادات ؛ واختلافات المعاني والحقائق المنكشفات لهم في صور الأشياء . مثلاً وقع التجلي الصوري لموسى عليه السلام في لباس شجرة في الواد المقدس . ووقع لسيدنا محمد ك3 في صورة شاب مخطط الوجه . كما نطق به بعض الأحاديث انتهى . وكتب الشيخ الأكبر محيي الدين في بعض مؤلفاته : رأيت ربي على صورة الفرس . )١(‏ أراد به ما يظهر على يد العارفين من الكرامات . كظهور الطعام واللباس وقت الحاجة . كما قال النبي :32« إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه ؛ وإسناد الخلق إلى العارف مجازيٍ كإسناد الإنبات إلى الربيع . (منه رحمه الله تعالى) . 51١ يفيّات تجلي الحقٌّ للسالك وقال الشيخ ركن الدين علاء الدولة : إن السالكين يرون الحق سبحانه بالتجليات الصورية ؛ وهي مناسبة للآثار . وبالتجليات النورية ؛ وح ناية انان رميات الذوفة دوق سابية لكات ا الح سيحانه للمين في" التجلياك: الصورية افن شورة اجيم الاشاء: من مفردات العنصريات . والمعادن . والنباتات . والحيوانات . وأفراد الانسان . فإذا تجلى في واحد من المواليد الثلاثة ؛ ثم أراد أن يتجلّى في مرتبة أعلى منه يتجلّى أولاً في أفق ذلك المولود . ثم يبتدىء بمولود آخر فوق ذلك ٠‏ كما أنه إذا تجلى من المعادن ثم أراد أن يتجلى من النبات يتجلى في صورة المرجان الذي هو أفق المعادن . فإنه أقرب المعادن إلى مرتبة النبات . لنموّه مثل النباتات . وإذا أراد أن يترقّى من النبات إلى الحيوان يتجلَّى في صورة النخل . لكونها أفق النباتات وأقربها إلى مرتبة الحيوان . لوجود بعض خواصٌ الحيوانات فيها . فإنها تصير يابسة بقطع رأسها . ولا تثمر من غير تلقيح . وذلك من خواص الحيوان. حيث لا يحمل إنائه حتى تجتمع مع ذكوره. ومتى أراد الترقّى من سائر الحيوانات إلى مرتبة الإنسان يتجلّى فى صورة الترنى : لكوته "للق سائر الحيوانات بالنسبة إلى الإنسان . لكونه أقرب الحيوانات إليه . حيث أن فيه شعوراً وفطنة . وليس فوق الإنسان صورة في التجليات الصورية . وغاية التجلي الصوري في مرتبة الإنسان أن يتجِلّى الحق سبحانه للسالك في :صورة منالحب المتجلى له ,' لين للشالك عرلة قذم أصعث:من أن يتجلن له التحنّ سبحائه في صتورته بحي لا يرى السالك أحدا غير نفسه . وكلما نظر يرى الكل نفسه . ويجد الموجودات كلها محاطة بنفسه . 1 مطلب مقام قول العارفين : سبحاني ؛ ما أعظم شاني . و : أنا الحق ومنشأ قول (سبحاني ما أعظم شاني) . و(أنا الحق) . و(ما في جبّتي سوى الله) ٠‏ و(هل في الدارين غيري) ٠‏ وأمثالها كلها إنما هو هذا التجلي . وأكثر زلة القدم وقعت لأهل الكشف في التجلي الصوريٌ . حتى اجترؤا على التفرّه بالكلمات . ووّقع أكثر مزلة الأقدام للحكماء في التجلي المعنوي حيث أعرضوا عن متابعة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام اغتراراً بمدركاتهم المعنويّة فهلكوا . ولما كانت الأولياء محفوظين بيمن متابعتهم للأنبياء عليهم السلام - وإن وقع منهم سهو في بعض أوقات غلبة السكر عليهم . لكنهم رجعوا عنه في حال الصحو وتابوا - فلا جرم رقاهم الله تعالى من منازل التجليات الصورية والنورية والمعنوية إلى معارج التجليات الذاتية . وخلّصهم من مزلة الأقدام , وأوصلهم إلى التجلي الذاتي «إذَلِكَ مَصْلَأَنَهِ يوه تيه سيم وَأَّهُ د الْفضْل الْمظِيو لَمَْظِيِوِ # . وكان وفاة مولانا عبد الغفور غداة يوم الأحد ؛ الخامس من شعبان . سنة 411 بعد طلوع الشمس . رحمه الله تعالى وإيانا ٠.‏ ورزقنا من بركاته وعلومه وفيوضه . آمين يا رب العالمين . مولانا شهاب الدين أحمد البرجندي رحمه الله تعالى : من كبار أصحاب مولانا سعد الدين الكاشغري ‏ قدس سره ‏ كان عالماً في الظاهر والباطن . ومن العلماء الكَمّلة في هراة . مولده : قصبة برجند في ولاية قاتن . حكى والده : رأيت في المنام كأني واقف بطور سيناء . فظهر شيخ الإسلام أحمد الجاميّ - قدس سيره - فجئته وسلمت عليه ٠‏ فردٌ السلام وقال : إن الحق سبحانه سيعطيك ولداً صالحاً فسمّه باسمي . فإنه منّا ومن جنسنا . فولد شهاب الدين بعده بيسير . فسمّيته أحمد راجياً من خير هذا الاسم وبركته . فآثار تلن الزهد والتقوى كانت ظاهرة في صغره . حتى لم يفت منه صلاة التهجد والنوافل المأثورة في صغره . ولما بلغ سن الشباب أقام في المدرسة واشتغل بالعلوم . وحاز قصب السبق ومضمار الفنون على أقرانه في مدة قليلة . وحضر زمان درس مولانا نور الله الخوارزمي . ومولانا شمس الدين محمد الحاجرمي . ومولانا خواجه علي السمرقندي . وغيرهم - قدس سرهم من المحققين والمدققين . وفاق في الدرس على أكثر قدس سره ‏ وقرأ عليه كتب الأحاديث ك ١‏ المصابيح » و« المشارق .٠»‏ و« صحيحي البخاري ومسلم » . وكتب له إجازة رواية الحديث . الطريقة . وملازمة الصوفية أهل الحقيقة . ٠‏ ووصل إلى صحبة الشيخ زين الدين الخافي . والشيخ بهاء الدين عمر. والشيخ شمس الدين محمد الكؤسوي . ٠‏ وغيرهم . ٠‏ ثم آخراً إلى صحبة مولانا سعد الدين - قدس سره - فانقطع عن مخالطة الأغيار ٠‏ وملازمة الأشرار . وقال : كنت في بدايتي كثير التردد حول مولانا سعد الدين لكن لم أجد في باطني من نسبة الأكابر ٠‏ وكنت محزوناً من تلك الحيثية . فخرجت يوماً للتفرج أمام مقصورة هراة بين ازدحام العوام فرأيته بينهم . فاستقبلته وتضّعت لديه تضرّعاً بليغاً . مطلب فقال: يا أخي ما دامت هذه العلوم في صدرك ولم تتقيأها لا فائدة لك ! وصيّرني منجذباً إليه بالباطن بالكلام . ثم توبّه إلى خارج البحدة تعبت جلنة بز اعجار كك أرئقه من بده ٠‏ فتوجّه نحو سوق الخوشس خارسا من اناس فتزوز أباد . فخرجت خلفه ٠‏ فأقبل على دكان يباع الأخشاب . واشترى منه خشبتين كبيرتين . كل منهما في 31 طول خمسة أذرع . فطبق جيّته ووضعهما على كتفه المبارك . وأراد أن يحملهما . فأدركته واستدعيت منه حمل أحدهما فقال : هو لك . إن لم يكن ناموس المولوية مانعاً . فحملت إحداهما على كتفي بالضرورة . زتعت إثره كمال الاتقعال» وقاطر عرق الخفالة عن حي وسال : وطفقت أفتح عيني أحياناً . وأغمض أحياناً . ومولانا يمشي أمامي مع تمام فراغ البال . وبسط الحال . قائلاً : ظهرك ! ظهرك ! من غير تحاش ولا مبال . حتى دخل من باب سور البلد . فقلت في نفسي : يا ليته يتوجه مو بتحلة اباي وازه نايا بخالية بالشية إل اموق واترعه علن: خلاق تمي نحو السوق . فلما وصلنا قرب السوق قلت في نفسي : يا ليته يذهب من سوق القوئن + فاته لاد يكن ,لنا لمن تمن سوق الملك: إلى :زقاق نافذ إلى تحت المسجد . ولما وصلنا إلى باب منزله ووضعت الخشبة على الأرض ظهرت لي في هذا الحال كيفيّة عظيمة بيمن عنايته . وبركة التفاته . حتى حصلت لي نسبة الأكابر . فتشبّئت بعد ذلك بذيل متابعته , والترمت صحبته وكا الباعك مان زراغي من التدريس أني جثت يوماً لملازمة مولانا حيث كوني مدرّساً في مدرسة خواجه علي فخر الدين خارج باب الخوش . وانتظرته في باب قصره . فخرج بكيفية عظيمة ما رأيته بهذه الكيفية أبدا . فتضرعت إليه ظاهرا وباطنا . والتمست منه التفات الخواطر فقال : مطلب إن القلوب تقسو من المباحثة في العلوم''"' الرسمية . ولذا قال الشيخ خواجه علاء الدين” العطار قدس سرة: ينبغي لطالب العلم أن يستغفر عشرين مرة بعد كل مباحثة في العلم ٠‏ والتفت إلى مقارناً لهذا الكلام براقت روفي الي زر ببح اسار بنوره قواي وجوارحي ٠‏ وسرى أثره في جميع أجزاء أعضائي ٠‏ وحصلت لي حلاوة عظيمة . فقال مولانا في المحل : ينبغي أن يحفظ الشمع المنوّر من الريح المخالفة له لثلا ينطفىء . فأذن لي بالانصراف ودخل بيته . فكنت مرقباً لهذا الشمع المنوّر . ٠‏ ومحافظاً عليه بمقتضى إشارته . وكنت حاضراً للوقت في المذاكرة . إلي أن وقعت المباحثة يوماً بيني وبين واحد من طلبة العلوم في مسألة ٠‏ وتكلم فيها بكلام غير موجه . وطال الكلام . وانجرّ الأمر إلى الإلزام . فرأيت بعد الفراغ من إلزام الخصم أن ذلك النور قد أظلم وانطفىء الشمع . فصرت محزونا غاية الحزن والملالة . وتركت الدرس في وسطه . وجئت بابه بنهاية الملالة والخجالة . فخرج يدي لحظلة + .ولنا زقع: نظرع علي كال : يا أخي لا اجتماع لتلك النسبة مع استعمال الغضب . أما تعلم أن الغضب يأكل النسبة كما يأكل النار الحطب ! ويجعل ظرف الباطن خالياً عن نور المعنى ! فأطرقت رأسى وتضرّعت إليه بالباطن تضرعاً تامأ . ٠‏ وأجريت الدموع من عيني ٠‏ فتركم لي والتفت إليّ ثانياً ؛ ؛ فتنوّر الشمع المذكور ٠‏ فتركت الاشتغال بالإفادة . وصاف خم فكي الحظ عدة اليه وكل كي باع عن طيزرها تركته بالتمام . ولما بلغ عمره خمساً وخمسين سنة تُوفْي إلى رحمة الله تعالى في شهور سنة 0651/ ٠‏ وقبره المبارك تحت مرقد مولانا سعد الدين )00 وفي تفسير سلمي في تفسير قوله تعالى 9( فد عست كُلُويهمْ #: في سورة الحديد : إن قسوة القلب من العلم أشد من الفسق (عله القسوة) بالفعل ٠‏ فراجعه . (العالم حسن رحمه الله تعالى) . مولانا علاء الدين الآبيزرى قدس سرة إسمه : محمد بن مؤمن . مولده : آبيز ‏ قرية في ولاية قوهستان ‏ . من أصحاب مولانا سعد الدين - قدس سره -3ء. ولازم مولانا الجامي بعدذه ملازمة تامة . وكان له التفاتات كثيرة في حقه . حتى قال يوماً : إن طينة مولانا علاء الدين وولده مولانا غياث الدين عجنت من تراب طاهر . وكان كسبه ومعيشته تعليم الصبيان . ستراً لأشغاله القلبية وأحواله الباطنية . واي ونان عو كن الا مكيتباً الم ثم حكى عن مولانا سعد الدين حكايات كثيرة . وأظهر لي التفاتات كثيرة . وقال : كنت في المبادىء مشتغلا بالعلوم في هراة . ولما ل شوو لسرتو اا و او نات ترينة فوووا ا 0 في المحراب . وتفكرت في ترك التحصيل والاشتغال. فسمعت من زاوية المحراب قائلاً : اطرح واسترح . فتغيّر علي الحال . وخرجت من المسجد إلى خيابان . ووصلت إلى تلّ الأقطاب . وهناك مجذوب يسمّى بنجم الدين عمر يسكن بمقبرة فيه . فظهر هو لي من بعيد وله زمزمة في كع اي م اس تاج د رلا ريات برااي أبن لك في مسجد فيروز شاه اطرح واسترح ؟ ! فد فتحيّرت من كلامه ورجعت . وغليت داعية الترك والتجريد. فجئت مولانا سعد الدين . فرأيته في محل خال في المسجد مراقباً . فجئت عنده وقعدت . فرفع رأسه وقال : / اطرح وافرح مثلُ مشهور . وعليك بترك التحصيل الذي ليس له حاصل . ولا يحتوي على طائل ٠‏ والتوجّه إلى هذه النسبة بالكليّة . ولما سمعت منه الكلام تخلص الخاطر من التردّد . وأقبلتُ بجمع همّتي على طريق خواجكان قدس الله تعالى أرواحهم . وحضرت يوم في ملازمة مولانا سعد الدين فقال: اجلس خلفي . وكان من عادتي الصيحة في مجلس الوعظ . +أولما طلع الخواجة بتحمد الشيص الدين الكرسري - قدس سره - المنبر . وبدأ بالتكلم في المعارف والحقائق . بلغ الأمر في ذلك الأثناء مرتبة ظهر فيّ حال مقتض للصيحة . ولما أردتها لم يظهر مني صوت . ثم ظهرت حالة أخرى مقتضية لها فلم يظهر كذلك . ووقع ذلك ثلاث مرات . فعلمت أنه كان محافظاً على ولم يتركني . ثم رأيته في الأثناء قد غاب واستولى عليه الاستغراق والاستهلاك . فعرضت لي حالة ظهر منّى ثلاث صيحات متّصلة . ولما قمنا من المجلس . قال مولانا : يوشك أن تقعدك تلك الصيحات على زاوية . أي : تظهر فيك واردات وأحوال تحصل الصيحة حين استيلائها بلا اختيار . فمرضت وضعفت . ولم تبق قرّة الحركة . وجزموا بموتي . وتفكرت في الوقت قول مولانا . وأقول : إن قوله حقٌ . ولم يظهر لي المعنى إلى الآن وأنا في حالة النزع . فغلبني النوم في الحال فرأيت مولانا جاء عندي وقال : باسم الله . حسبي الله . توكلت على الله . واعتصمت بالله . فوّضت أمري إلى الله . ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله . فاستيقظت وكانت الكلمات جارية على لساني . فقويت للوضوء والصلاة قاعداً . وقال : لما أمرني مولانا سعد الدين بالنفي والإثبات . قال : ينبغي أن تعتقد أن الله سبحانه محيط بالأشياء كلها بالذات . وآية وله يكل سَّىَءِ عَلِيعاُ # شاهدة له إن لم يؤوّلها علماء الظاهر . فوقع على خوف من الكلام . فحدس بالفراسة وقال : قال علماء الظاهر : إن علمه تعالى محيط بجميع الأشياء . بدليل قوله تعالى :ا َه مد حاط يكل سَْءِ علا 4 الوا ينبغى أن يعتقد هذا! فإنه لا بنَّ من هذا القَدَر. فطاب قلبى . ولما جتت صُحبتّه قال : يا مولانا علاء الدين ! لا فائدة في ذلك . بل ينبغي أن تعتقد أن الإحاطة والمعيّة بالذات . وهو معتمد أهل التحقيق . انتهى وأن إحاطة الحقٌّ سبحانه بالأشياء ومعيّته بها على وجهين: ذاتية وصفاتية . والذاتية على قسمين ل غير كمّ ولا كيف بالعموم ٠‏ كما قال تعالى #إإِنَّهُ, عو نيط ومعيّة ذاتية اختصاصيّة . وهي خاصّة بالمقوين . كما قال تعالى 0 عَخْرَن ات 20 4 وقال تعالى :1 ِنَّأنَه مم لين أتَقَوأْ وَأَلَذِبنَ والمعية الصفاتية معيّة بحسب العلم والقدرة وسائر صفات الألوهية . كما قال تعالى 9# أَنَاَه د حاط يكل مه شَْءِ عِلنَا 4 و9 إك اله عل لو ومقصوه مولانا سعد الدين الأول من قسمي الم الننية والله أعلم . وذكر ملاقاة مولانا علاء الدين الشيخ الكبير الحضرمي اليمني قدس سره إن مولده حَضَرَمَْت بلد من بلاد اليمن . وساح في مبادىء حاله أكثر ديار العجم والعرب . ثم جاور الحرم الشريف المكي بعد عشرين سنة . وكان في وقته م شخ الخرع + ومرجم الطالمين . وكان مولانا علاء الدين مقيماً في الحرم . ويتردّد كثيراً إلى الشيخ وينظر بنظر عنايته . وسمع منه المعارف واللطائف . مطلب قال مولانا علاء الدين : سألني الشيخ يوماً عن الظلم . قلت : هو وضع الشيء في غير موضعه . فقال : خسن القلب محل ذكر الله فمن وضع فيه غير الله فقد ظلم! وسألني عن الذكر . قلت : لا إله إلا الله . قال : ما هذا ذكر ! هذا عبارة . قلت : فما هو عندك ؟ قال : الذكر أن تعرف بأنك لا تقدر أن تعرفه . وأن ينوي الصلاة هكذا: أعبدٌ الله الذي لا أعرفه ؛ الله أكبر . وقال: ظهرت فيّ حالة وشهدت أمراً منرّهاً عن الكم والكيف لا يمكن التعبير عنه . فظهر في الحالة مولانا سعد الدين وقال : يا أخي ! احفظ هذه الحالة حفظا قويّاً . فإن الحالة معنى كلام الشيخ عبد الكبير حيث قال : ينبغي أن يقبل ويتوجّه إلى الجهل . قال : قويت فيّ محبة الكعبة . وبينما أنا في الطواف إذ هبّت الريح أستار الكعبة . واتكشف بعض جدرانها . فحصل لي كيفيّة وصيحة . وسقطت مغشيًا علي . فلما أفقت قمت خجلاً وتوجهت نحو الشيخ . فقعدت عنده وأردت الشكاية إليه من بعض ما بي من هذه العلاقة . وقال قبل ابتدائي بالكلام : مهم فقال ١‏ نامرق فى الت افير حى مره بزل هو في الحال: ولط + والسماء والأرض 3 والحجر والمدر موجود . بل كلها هو ٠‏ هو الأول الآخر الظاهر الباطن ٠‏ وهو الله الذي لا إله إلا هو ٠‏ ونظرت في المحل لكلّ ما يشير إليه الشيخ بكمّه فلاح لي منه ما كان موجباً لعلاقتي بالبيت . وشوهد لي ذلك المعنى في الأشياء . وتساوت حبّي للبيت وغيره . وتخلصت عن قيد الجهة بالباطن . وقال ا ا ل 0 والفقراء يوماً وهو يتكلم في المعارف . فاعترض عليه من العلماء متقشف غليظ الطبع . . منكر أهل الله وكلامهم . ٠‏ فناداه واحد من أعيان المجلس 377 أن اسكث . فقال : إن تكلّمت يما يخالف الشرع فامنعوني . وإلا فليش تمنعونى ي ! ؟ فلما قال الكلام توجه إليّ وقال : يا عجمي خلصني منه . فقال المنكر: أظلفتك أم جفؤتك ؛ لتطلب الخلاص! تكلمت بكلام فحصلت لي منه شبهة . فيجب عليك الجواب . فرأيت الشيخ توجه إليه بالغضب وقال : قل لي شبهتك . فأراد التكلم فلم يقدر . فخبّ على وجهه مغشيّاً . وقام الشيخ ودخل خلوته . وتفيّقوا وبقي المنكر مغشيّاً عليه . فوضعوه في بساط وحملوه . فقّبض قبل إخراجه من منزله . ولمّا جئته ثاني اليوم خطر لي أن الأولياء أهل الكرم . وكان الفقيه جاهلاً غافلاً عن أحوال باطن أولياء الله . فما كان على الشيخ لوعفى عنه! ؟ فقال الشيخ : يا عجميٌ ! إن سيفاً صارماً ذا وجهين نصيوه ه على الأرض وأحكموه فيها . وجعلوا رأسه في جهة الفوق فجاء جاهلٌ أبلهٌ عرياناً . وجعل صدره في رأس السيف . وضرب عليه نفسه بقوّته وهلك . فما ذنب السيف فيه ! ؟ وسألني الشيخ يومآ : أنه ما يقول شيخكم وقت غضبه عليكم ؟ قلت : كان يقول : أنا رجل فقير فإذا حضرتم عندي تكونون على حذر . ووقوفٍ على أنفسكم . وحضور بالله ٠‏ وإذا خرجتم تنسون الله ولا تعرفونه أبدا ! قال الشيخ : فما تقولون في مقابلته ؟ قلت : نسكت . قال : يا عجبا ! امل الك عقة يقي لكي أناهراواك دن 0 تعر الله ربل اتيرفك أنت ! . انتهى . قال بعض الأكابر : إن الشيخ يرى نفسه في مرآة المريد . والمريد لا يرى نفسه في مرآة الشيخ . وسمعت شيخنا يقول : إن أنتم لا ترون الله سبحانه وأنا حي فمتى ترونه ؟ ! ذكر أنفاسه النفيسة قدس سره : ص الأول ما نقله عن سعد الدين قال : قال شيخنا : كان الله ولم نكن نحن . ويكون الله ؛ ولا نكون نحن . والآن نحن معدومون أيضا؛ والله موجود . فانظروا من تفارقونه بعد مائة سنة . ومن تصاحيونه . فكونوا الآن مصاحبيه . واصرفوا قلوبكم عن كل ما يبلي في سرائركم . وإن ما قاله الشيخ الهروي ‏ قدس سره ‏ من أنَّ التصوّف كأنه تربةٌ ملينة . قد رشت عليها موهبة ؛ فلا يصل إلى كف الرجل منها ألم . ولا يقع منها غبار على ظهر القدم . ليس هو حقيقة التصوف . بل هو رسم التصوف . وحقيقة التصوف : الكون مع الله . مطلب أفضل العبادة كان يوماً جمعٌ من الأصحاب على باب قصر مولاناء فوقعت المباحثة بين شخصين منهم؛ قال أحدهما: الذكر أفضل من تلاوة القرآن . وقال الآخر : بل التلاوة أفضل . فقال الشيخ : الكون مع الله أفضل من الكل . من كان حاضراً بالله فهو الآن في جنَّة صرفة . ومن كان غافلاً عنه فهو الآن في جهنّم صرفة . جاء توما واحد من ثقلاء الزهاد مجلس مولانا؛ وفى يده عصاً وعلن متك .وداه وقد ريط عليه مكها وسواكا وسيعةا, تحصات لي من زؤيته تفرة عظيمة ع واجتهدات في [بغادها عَلَنَ قل أجد تفعا- قانيا انصرف قال مولانا : يا فلان ! كما أن أهل الآخرة يتنفرون عن أهل الدنيا ! فكذلك أهل الله يتنفرون عن أهل الآخرة . حرص امتدّ يوم سكوت شيخنا. ثم رفع رأسه وقال : أيها الأحباب! روا صران 11 لصوي وين ٠‏ والله إن الحييب آخذ بيدكم . مطلب ثلاثة أشياء لازمة على الطالب والثانى ما قال من نفسه قال : ثلاثة أشياء لازمة على الطالب لا بد منها : دوام الوضوء . وحفظ النسبة . والاحتياط في اللقمة . معنى لا إله إلا الله قال الأكابر فى معنى لا إله إلا الله : إن الذاكر يقول فى مرتبة سلوكه أحياناً : لا معبود إلا الله , وأحياناً : لا مقصود إلا الله . وأحياناً : لا موجود إلا الله . فما دام لم يشرع في السير إلى الله يلاحظ وقت الذكر لا معبود إلا الله . وبعد شروعه فيه يلاحظ لا مقصود إلا الله . وما لم ينته السير إلى الله ولم يضع قدمه إلى السير في الله فملاحظة لا موجود إلا الله كفي . مطلب كل طالب لا يعد السنة فرضاً على نفسه فهو من نقصان الدين . وكان بعض السئن فرضاً على النبيّ ب . وفي قوله تعالى «إ مَتَهَجَد يو َوه 4 إشارة إلى هذا . فلا بد من التزام السنة وآداب الشريعة كما ينبغي ٠ ١‏ وكل سعادة ظاهرية وباطنية موقوفة عليها . وإن نسبة الأكابر لا تحصل باشتغال بها ولا بغير اشتغال بها . معناه : لا تحصل باشتغال ؛ إن كانت له قابلية . ولا تحصل بغير اشتغال ؛ إن لم تكن له قابلية وإذا عمل رففض كل طالب مبتدىء عملاً صالحاً واستحسنه شخص فاستأنست به نفسه وطابت ! فليس ذلك الاستئناس على الطالب أقل من زنا ذي رحم مَخُرم . ويتبغى فى الطريق أن لا يكون شىء ملحوظاً للطالب لا الدنيا ولا الآخزة !فإن لم تكن نفس امالك بهذه المثانة ذهو علامة على أنه خلق لمعرفة نفسه . وإلا فهو مخلوق للجنة أو النار. ومن لم يتخلّص في هذا العالم عن قيد نفسه فروحه باقية بعد خراب البدن تحت فلك القمر . فعرضت الكلام على مولانا الجامي . لأنه من كلام الشيخ محيي الدين ابن عربي - قدس سره - وطلبت منه تحقيقه . لأن أكثر المؤمنين يموتون قبل التخلص عن أنفسهم . فقال: كل من آمن بالله فقد حصّل نقبة في الفلك . فيعرج من تلك النقبة أخيرا. وكمال الإسلام في التسليم . فإن ألقى طوق اللعنة على عنق صاحب التسليم مثل إبليس ينبغي أن يرضى بفعل الله تعالى . كما يرضى المؤمن بإيمانه ٠‏ فإن العيد المتادق :ون برضي كتقناة الدقالن ١‏ لا سل تلقف :وذ غرفي لشخص شيء مكروه فإن كان عبد نفسه يغيّره ذلك الشيء . وإن كان عبد ان «تعالى ال يعدن :. ١‏ إذا كنت من نفع وضرٌ مؤثراً فلست بعبد الله بل عبدٌ هواكا والأصل أنَّ كلّ من لم يكن له عشق فالأمر حرام عليه . وقد أجاد من قال : إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى فأنت وعيرٌ في الفلات سواء 13 مطلب مرور التفس على غفلة يعدونه من الكبائر ومَرٌّ التمس على غفلة من الكبائر عندهم . حتى عدّه بعضهم من الكفر . ويؤيده شعر ابن الفارض : ولو خطرت لي في سواك إرادة على خاطري سهواً حكمت بردتي قال مولانا أبو يزيد البورانى - قدس سره - : كما أن الاجتناب عن المعاصي واجب على العامة . كذلك الاحتراز عن الغفلة لازم على الخواص . كما أنهم يؤاخذون بالمعصية . كذلك الخواص يعاتبون على الغفلة . وإذا جالس جمع فمن كان منهم راسخاً في طريقته يجذب الباقين إلى نفسه . فإن الحكم للغالب . فينبغي أن تكون همة شخص بحيث إذا اقتدى به كل العالم يجذبه إليه . ويصبغه بصبغه ولونه .انتهى . مطلب قال: إن الصياح من علامة الغفلة . لأنه يحصل عند الحضور بالمعنى . فإن كان حاضراً دائماً لا تظهر صيحة منه أصلاً . فإن الحضور موجب للفناء والذهول . ولا صياح في الفناء . الوجد يطرب مَنْ في الوجد راحته 2 والوجد عند وجود الحقٌّ مفقود قد كان يطربني وجدي فأذهلني2 عن رؤية الوجد من بالوجد مقصود بالكسب هنا كسب الرضا . ومعنى الكلام : ينبغي للعبد أن يكسب ملكة الرضا بكل ما يفعله الحقٌّ سبحاته . وفى الحقيقة يتيسّر حصول المعنى إذا تحقق العبد بالفناء الحقيقى . والعوام يعرفون الحق سبحانه بالخلق . والخواص يعرفون الخلق بالحق . وقرأ يوماً حديث : « أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان ». وقال : إن هذا التعليم كاف لمن كان له إدراك . ووقعت في فكري أن الإيمان الشهودي هل هو من الأحوال الظاهرة أم لباه ا لصميكة رازن أنه بالنسبة للعبد من أحوال الباطن . وإلى ل باسم الظاهر وصفة الظاهر . وإن فرقتَ بين من يضع الحلواء في فمك . وبين من يضرب بيده على قفاك . فهو علامة النقصان في التوحيد . وسألت يوم مولانا الجامى قدس سره أنه قد ورد فى الدعوات المأثورة : « أللهم أشغلنا بك عما سواك » فإن لم يكن سوى . فما معنى الدعاء ؟ ! قال: إِنَّ كاف الخطاب إشارة إلى نفس الذات . يعني اجعلنا مشغولين بنفس الذات عن غير الذات من الأفعال والصفات . أي : خلصنا بالشهود الذاتي عن التجليات الأسمائية والصفاتية والأفعالية . ولما قال الحسين بن منصور : (أنا الحق) . أراد به حقيقة نفسه , وحيث قال فرعون : (أنا ربكم) أراد به صورة نفسه . فلو عرف فرعون أيضاً حقيقة نفسه ؛ لكان قوله « أنا » مقبولاً . الخواطر . ولما قدمت من ما وراء النهر لزيارته وعنده اثنان من الطلبة المردرا يقرآن عليه « المصابيح » . وبيده الكتاب المذكور. وهو ناظر فيه . فعلمت أن بصره ناظر إلى صورة الكتاب . وقلبه مشغول بآخر. فخطر في قلبي أنه كيف هذا التدريس ؟ يقرأ عنده جماعة وهو غير حاضر للدرس ! فأشرف الخاطر . وقال متبسّماً : وكثيراً ما قلت للأصحاب أنه ليس لي أهليّة للتدريس ؛ ولكنهم لا يصدقونني ٠‏ فقل أنت ذلك لعلّهم يقبلونه منك !! . وقال ولده الأعز الأرشد غياث الدين أحمد : صعدت ليلة في أيام ا العام ا ات أوائل الي اتفاقاً . وكانوا يتركونه اليا في الأوقات أيام اليد : ٠‏ فسمعت صوت شخص من البيت فتقرّبت إلى جنب السطح متعجباً منه . ونظرت القصر فرأيت فيه رجلاً مع امرأة يتكلمان متقابلين متقاعدين . فتأخَرت في الحال . ٠‏ وجئت إلى فراشي ٠‏ فلما صليت الصبح حضرت صحبة والدي وقعدت . وقال : لا يجوز الصعود على سطح دار الجيران والنظر إلى قصرهم . ما يصنع الإنسان بالصوت الواصل من بيت الجيران إلى سمعه ؟ ! فحصل لي يقين تام على أن لهذه الطائفة نظرٌ آخر وراء القوّة الباصرة . وقال أيضاً : ذهبت يوماً في شبابي مع جمع الطلبة إلى نزهة . وكان معهم غلام صاحب حسن وجمال أ فنام: وقث النوم في: طرف رجلي . ولما انطفى السراج وقع على قلبي وسواضة أن مد رجلي إلى ركه انام الخاطر مرتين وأكثر . باحك عراف نستي : إن اشاس لأسا لسر اديه الدع مخلوق لية ٠‏ فالاستحياء من .اطلام الخالق المطلع .على :أخزال الخلائق الحاضر معهم | زلا وأبداً في الدنيا والآخرة . وترك ارتكاب سوء الأدب أولى من ذلك ! ونقل واحد من أصحابه أنه قال : قد امتدّ مرضه الذي مات فيه إلى خمسة أشهر تقريباً . ولما جئت لعيادته فى ابتداء مرضه وقعدت عنده قال : يا فلان ؛ قد قطعوا مائنا عن رأس النهر . وأخبر بموته قبل ارتحاله بمائة وخمسين يوماً . فسكت ساعة ثم قال : الله موجود . وصاح مقارنا للكلام صيحة عظيمة . وقال في صيحته : الله ! ثم قال : اسعؤا واجتهدوا أن تعبدوا إلهاً موجوداً لا إلها موهوماً . وتوفى يوم الست أواسط جمادى الأخرى ؛ سئة ”2/8817 ودفن تحت مرقد شيخه مولانا سعد الدين ‏ قدس سره العزيز ‏ وقيل في تاريخ وفاته . شعر : مرشد الختلق العلا إذ قد مضى وترقى روح هالعرش المنير خاض فكري في حساب رحلته قال عقلي هاهو ذ رَفْتٌ بير مولانا شمس الدين محمد الروجى قدس سره . من أجلّة أصحاب مولانا سعد الدين قدس سره واشتغل بعدذه بدعوة الطالبين في جامع هراة سنين . مولده : قرية روج - قرية على تسعة فراسخ من هراة . على طرف القبلة منها ‏ فى ليلة براءة من شعبان سنة 8٠١‏ . وقد توفى لوالدته ولد مقبول ابن خمس سنين فصارت من الحيثية مجروحة القلب . فرأث النبيّ ين في المنام وقال : لا تحزني وطيِّي قلبك . فإن الله سبحانه يعطيك ولداً يكون صاحب دولة وعمر طويل . فولدت مولانا محمد بعد زمان . وكانت تقول له دائماً : أنت ذلك الولد الذي بشرني به . ومال ‏ قدس سره ‏ - إلى الانقطاع عن الخلق دائما في صغره . واتخذ من بيته خلوة لنفسه وخلى فيها أكثر الأوقات . وكان صنعة آبائه التجارة . وكانوا أصحاب إبل وما رغب في طريقهم . قال : كنت دائماً في تمنّي رؤية النَبِي 4# في المنام . فدخلت ارا البيت ورأيت والدتي قاعدة مع النساء . وفي يدها كتاب تقرأه عليهنّ . فدخلت فيما بينهن على خلاف العادة . فسمعت الوالدة تقرأ منه دعاءً وتقول : من قرأ الدعاء ليلة الجمعة مرّات يرى النََى ين في المنام . فلما سمعته زاد تمنّى . وكانت الليلة المستقبلة ليلة الجمعة اتفاقا . فقلت للوالدة : أنا أقرأ الدعاء في الليلة . فعسى يحصل المقصود . فقالت : اذهب واقرأ. وأنا أقرؤه. فقمت وجتت الخلوة . واشتغلت بالدعاء برعاية شرائطه المذكورة . مطلب من صلى على النبي ين 7٠٠١‏ صلاة يرى النبي كدْةُ في المنام وكنت سمعت أيضاً: أن من صلَّى على النبي 3 ثلاثة آلاف صلوات في كلّ ليلة جمعة يرى ابي يت في المنام . ففعلته إلى نصف الليل ونمت . فرأيت في المنام نفسي خارجا من بيتي ووالدتي قائمة . فلما رأتني قالت : يا ولدي ؛ لم أبطأت ؟ فإنّي أنتظرك هنا . وهذا رسول الله يي نزل في قصرنا ! تقدم أذهب بك عنده . فأخذت بيدي وذهبت . فرأيت رسول الله ة قاعداً على جنب الصفة . جاعلاً ظهره إلى القبلة . وحوله جمع كثير متحلقين . وهو يرسل المكاتيب إلى أطراف العالم . وبين يديه رجل يكتب ما يمليه #ة . وأحسبه مولانا شرف الدين عثمان زيارتكاهي . وكان من العلماء الربانيين وكٌمّل المتقين في زمانه . ولما جاءت الوالدة بي لم تتوقف مقدار ما يفرغ رسول الله ة . بل قالت : يا رسول الله 8 ؛ إنك وعدتني بولد صاحب دولة وعمر طويل . هل هو هذا أم لا؟ فنظر رسول الله يع إلى جانبي وقال مبتسّماً : نعم . هو هذا الولد . ثم توجه إلى مولانا شرف الدين عثمان وقال : اكتب له كتاباً . فكتب مولانا في ورقة ثلاثة أسطر : وأنا أنظر إليه . وكتب تحتها أسامي خض كثيرة . ثم طوى الصحيفة'" وأعطانيها . فلما انصرفت قلت في نفسي : أنا ما أعرف مضمون الكتاب ! فأرجعٌ إليه يق فيطلعني على مضمونه . فرجعت وجئت عندهيّقة . وقلت : يا رسول الله ؛ أنا ما أعرف ما كتبوا في الورقة ! الاعنها بي بدارزدرلنا ٠‏ فحفظتها بقراءة واحدة . فطواها فأعطانيها . ثم أردت أن أسأله ين يلا عن شيء آخر . فسمعت صرير الياب ات الوالدة دخلت من الياب وفي يدها سراج . فقمت من فراشي . فقالت : يا محمد ؛ هل رأيت شيئا في المنام ؟ قلت : نعم . فقالت : أنا أيضاً رأيت . فشرعت في قصة رؤياها . وقصصت جميع ما رأيته من أوله إلى آخره بلا تفاوت . ذكر أحواله : وقال : كنت في ابتداء شبابي في روج ٠ ٠‏ فسألت بعض الناس عن أحوال أكابر هراة ومشائخ الطريقة ؛ لأصحب واحداً منهم . ٠‏ فدلني على الشيخ صدر الدين الرواسي . وقال: هو من خلفاء مولانا زين الدين الخافي - قدس سره - . فتوجّهت إلى هراة . وملت عن الطريق إلى مرقد الشيخ زين الدين . وكان صدر الدين هناك . وقدمت اشتغاله بالذكر مع أصحابه اتفاقاً ٠‏ فتوقّفت زماناً في جنب حلقة ذكره . وشاهدت صياحهم بالذكر . فلم يناسبني أحوالهم . فتوجهت منه نحو البلد . فلقيت في الطريق الحافظ إسماعيل - صاحب مولانا سعد الدين ‏ وقال لي من أين جئت؟ وما مطلوبك ؟ فقصصت عليه القصة . فقال: اذهب إلى باب المسجد الجامع . فإن هناك شيخاً جليلاً يجلس أحياناً في دهليز الجائع مع جمخ :من أصتحاية . 'فلعل 'صببتها اسيك؟! . فتوجهت في الحال إليه ٠‏ ورأيت مولانا قاعداً في مقصورة الجامع مع أصحابه الأكابر بالسكوت . فتوقّفت خارج الباب . وكنت أنظر إليهم متّكتاً على الجدار . . أي : الورقة‎ )١( أرق ولما رأيت سكوتهم وسكينتهم تفكرت في أحوال حلقة الشيخ صدر الدين وصياح أصحابه ؛ وقلت في نفسي : ما ذاك الصياح والاضطراب ؟ ! وما هذا السكوت والاطمئنان ؟ ! فرفع مولانا سعد الدين رأسه وقال: يا أخي ! تعالى عندي . فجئته بلا اختيار . فأجلسني بجنبه . مطلب هيئة أدب العبيد وقال :إذا كان واحد من عبيد السلطان شاهرْخ أو عساكره عنده ؛ وقال بصوت عال :شاهزخ شاهرخ .فذلك نهاية سوء الأدب . وغاية الحماقة .فإن أدب العبيد والعساكر أن يكونوا عنده ساكتين . واقفين من غير صياح ثم أنشد البيت : ومن عادة الجهّال من سوء فكرة نْدَاهم على من في حذاهم مصاحب ثم نظر إلى يدي ورأى فيها خاتماً من قرن فقال :الأولى لمن يمد يد الحاجة أن تكون يده خالية .فأخرجته من إصبعي في الحال . فقام ودخل المسجد ٠‏ فأشار إلىّ بعض الحاضرين أن ادخل خلفه فدخلتٌ . فقعد في محل : وأقعدني بين يديه . ولقنني الطريقة وقال : إن المسجد الجامع مكان حسنٌ فأقم فيه . واشتغل بما أمرتّ به . فاشتغلت بإشارته . فاحسّت الوالدة أيضا هذا المعنى . فجاءت حضور مولانا من روج . وأخذت الطريقة . وقعدت ليلة مراقبا بعد التهجد في قبّة المسجد الجامع التى يُصلى فيها الصلوات الخمس بعد مرور زمان من ذلك ؛ فظهر نور كسراج . واستنار به تمام القبة مثل النهار . حتى شاهدت به تمام القبة . وشرع في التزايد آنا فآنا . حتى صار مثل المنار العظيم وبقي على ذلك مدة . فحصل لي منه نوع غرور وعجب . ولما أصبحت جئت مجلسه فنظر إليَ بنظر غضب ؛ وقال : أراك مملوء من رائحة الغرور ! وهل ينبغي 77 كان حين ملازمتي مولانا نظام الدين خاموشي يشتغل عن يميني وشمالي عشر أو اثنى عشرة مشعلة من نور وقت مشيي في الليلة المظلمة على الطريق . وتذهب معي أين توججهت . ولم يكن لي التفات إليها أصلاً . ولم أحسبها شيئا! ثم قال: قم ولا تحضر عندي بتلك الصفة ثانيا وطرّدني عن مجلسه . فخرجت مكسور الخاطر . وبكيت واستغفرت من تلك الحالة . واجتهدت في تطهير ساحة الخاطر عن رجس هذا الغرور . فارتفع عنّي ذلك بيمن التفاته . وظهر مثله لوالدتي أيضاً 00 أن تتخلص عنه . بل حصل لها من ذلك النور حظ تام وأَنْسٌ وفي تلك الأيام أكثر شخصٌ من إظهار التواضع والمسكنة لي . فقلت له : ما شأنك ؟ وما سبب التواضع إليّ ؟ قال : كنت مرة قاعدا في زاوية من المسجد الجامع في ليلة مظلمة . فدخل فيه شخص من باب السقاية فاستنارت السقاية في نصف تلك الليلة المظلمة . فلما نظرت إليه كُنْنَهُ ولم يكن معك سراج ! ! ولما خرجت صارت مظلمة أيضاً . فعرفت أنه صادق في تواضعه . وحصل لي اضطراب قويٌ لعدم حصول نسبة خواجكان ‏ قدس الله تعالى أرواحهم -. وكنت أضرب رأسي على الأرض في الليالي المظلمة في المسجد الجامع . وأخرج في النهار إلى الصحراء أبكي وأتضرع ٠‏ وكنت على هذا الحال ثمانية أشهر تقريبا ٠‏ فرآني مولانا مرة باكياً ؛ فقال : ابكِ وتضرّع كثيراً حتى تكون محلاً للرحمة . فإن للبكاء والتضرع أثراً عظيماً ٠‏ وكان لي بكاء في أيام الشباب كبكائك . ثم نظر إليّ بنظر التفات . فظهر أثر من نسبة الطائفة في الجملة . وكنت قاعداً ليلة في الجامع مراقباً فغلب عليّ النوم قريباً من نصف الليل . فقمت لدفع النوم . ٠‏ فرأيت مولانا قاعداً وراء ظهري مراقباً ؛وأنا غافل عنه غير واقف على تشريفه .فصرت منفعلاً منه . وأردت أن أقعد خلفه . فرفع رأسه وقال: يا فلان! لم قمت ؟ قلت : غلب عليّ النؤم 77 فأردت دفعه عني . فأظهر لي اللطف في تكلمه هذا. حتى حصل لي طريق الأكابر بالتمام . قال مولانا شهاب الدين البرجندي :حضرت صحبة مولانا سعد الدين فقال: قد حصل اليوم فتح عظيم ونسبة قويّة لولد راعي الإبل . حتى غبطته ملائكة السماوات السبع . ومراده ب(ولد راعي الإبل) :مولانا محمد الروحجي . فإنه كان لأبيه إبل خاصة .قال : كنت في بدايتي في المسجد الجامع وفي يدي كتاب ٠‏ المثنوي » . فجاء مولانا وقال :ما هذا الكتاب الذي بيدك ؟ قلت : «١‏ مثنوي » ! . قال : لا يفتح الأمر من قراءة « المثنوي » . بل اللازم السعي والاجتهاد . وجاء مولانا يوماً حجرتى ورأى مصحفاً فى الرف . فقال : ما هذا الكتاب ؟ قلت : مصحف . قال : إن ذلك علامة البطالة . وإن وظيفة المبتديء في سلوكه الاشتغال بالنفي والإثبات . وإن تلاوة القرآن وظيفة المتوسّطين ؛ والصلاة شغل المتتهين . وهو'" أهم المهمات للمبتدئين . وترك الأهم والاشتغال بغيره بطالة . وقال : كنت فى ابتداء الحال قاعداً متريّعاً مراقباً فى صحن المسجد الجامع فسمعت قائلاً : يا عديم الأدب ! أهكذا يقعد العبيد عند السلطان ! ؟ فوثبت بلا اختيار ٠‏ وقعدت على ركبتي . ٠‏ حتى توجّع توجعاً شديداً من شدة قعودي على الآجر . ٠‏ ولم أتربع ثانياً من الوقت أربعين سنة . وتوجّه مولانا إلى قرية جفاره لزيارة الشيخ بهاء الدين عمر قدس سره. وكان راكب الحمار. وأنا ماش أسوق الحمار. وكنت أكلت الطعام بالليل فغلب علي العطش ولم يمكن شرب الماء . فقال مولانا : أبك عطش ؟ قلت : : نعم . قال : إني أجد في نفسي عطشاً منذ خرجت من البلد ٠‏ وأعلم أنه ليس منّي . فاذهب واشرب الماء . فإن عطشك أثر فّ . . أي : الاشتغال بالنفي والإثبات .(الأصل)‎ )١( وفنا فشريت الماء . ولما نزلنا إلى منزل الشيخ أخذتٌ عصاه ونعله ٠‏ وقعدت في محل بعيد عنهما. وشرع الشيخ في التكلم مع مولانا . وما كنت أسمع كلامهما لبعد المسافة بيني وبينهما ٠‏ فقلت في نفسي : لا ينبغي أن أقعد معطلا ٠‏ بل أتوجّه إلى الشيخ ٠‏ فاستقبلت نحو الشيخ . ٠‏ فلما حاذى قلبي قلبه صاح وتوجّه إلىّ . وقال: ما فعل هذا ؟ ثم تبِسّم . وتبسّم حضرة مولانا أيضاً . وترتب على ذلك التوجه أثر عظيم مع قلة زمنه . وعدم زيادته على لحظة . وظهرث فيّ كيفية عظيمة إلى خمسة ايام . ثم سألت مولانا: ما وجه عدم طاقة الأكابر حين توبَّه إليهم واحد الفقراء على وجه الإخلاص ؟ قال: إن لهم دوام اتصال بجناب الحق تعالى . فإذا توجه إليهم طالب يحصل لهم حجاب حائل بينهم وبين الله تعالى في مقدار ذلك التوجه . فلا يطيقون ذلك . وكنت قاعداً مرة مستقبل القبلة واشتغلت بالطريقة حينتذ . فرأيت شَبَحا ظهر أمام تخت المقرئين؛ أسود اللون . نحيف البدن . طويل القامة . بحيث يمسٌ رأسه سقف المقصور. صغير الرأس مثل الجوز الهندي . مفتوح الفم مملوء بأسنان بيض . ورقبته رقيقة طويلة .صغير الجسم .طويل الرجلين)وترجه إليّ وهو يضحك ويمشي إلىّ رويداً رويداً؛ يعوج مرة . ويستقيم أخرى . ويتحرّك بأنواع الحركات .فقلت في نفسي أنه شيطان يريد منعي من نسبة الأكابر وتضييع شغلي , ٠‏ فأحكمت نفسي في الطريقة . وصرت مشغولاً بالجد . ويجتهد أيضأً في أشغالي عن أشغالي بما يمكن له من الحركات العجيبة . والأمور الغريبة . لكنه لم يتيسر له ذلك . وكلما قرب مني كنت مشغولاً بحالي أزيد من الأول . ولما وصل إلى غاية القرب مني ورآني غير ممتنع عن شغلي وثب وركب على قبتي . ولوى رجليه على خاصرتي مثل الجلود . وتمكنت في اشتغلي مثل الأول. وما اضطريت أغتلاً ٠‏ فأخذ رجليه عن غ1 خاصرتي بعد زمان . وصعد إلى هواء كهيئة دخان واختفى . فلم يظهر لي بعده شيء مثله . وكنت في مباديء قاعداً عند والدتي . فتوجه إلىّ واردّ في غاية القوة . فتيقنت أنه يسلب عنى الشعور فقلت لها : قفوا عليَ . وأحصوا الصلوات التي تفوتني .ولما قلت ؛ غلبت الكيفية علىّ ٠.‏ وغبت عن الحس وسقطت مغشياً . ولما فتحت عيني رأيت والدتي باكية عندي ٠.‏ فقلت لها : ما بالك ؟ ولم تبكين ؟ قالت : كيف لا أبكي ! قد صرت ميتاً ثلاثة أيام , وكلما صببت المرقة والماء في فيك لم يتجاوز حلقك . صلاة فقمت وقضيت . مطلب الحال والمقام قال : والحال في اصطلاح الصوفية ‏ قدس الله أسرارهم - وارد ينزل على القلب بمحض موهبة الحق سبحانه . وليس لصاحبها اختيار . ومن جملة شرائطها أن يزول البتة . وأن يرد عقبه مثله . ومتى كان حال السالكين ثابتاً فيهم . وملكة لهم . يقال لها حيئئذ مقامٌ . والمقام عندهم مرتبة من المراتب والمنازل . تدخل تحت قدم السالك . وتصير محل إقامته واستقامته . ولا يتطرق إليها زوال . فالحال الذي تعلق وتعوّق لا تدخل تحت تصرف السالك ؛ بل وجود السالك محل لتصرفه . والمقام الذي تحت قدم السالك محل لتصدفه وتملكه . وقال لي يوماً مولانا سعد الدين : هل تعرف شيئاً من أحوال فلان ؟ - أي طالب علم غريب . ثم اختار ملازمة مولانا وترك التحصيل . وكان 77 على كمال الترك والتجريد . وقليل الاختلاط بأصحاب مولانا أيضاً ‏ . قلت : لا علم لي بحاله . فقال : استخبر عن حاله ولا تتركه حتى يخبرك عن حاله . فجئت عنده وقلت له : كيف حالك وبالك لا تخالط أصحاب مولانا؟ وما سبب جلوسك فى زاوية الحجرة منفرداً دائماً ؟ قال : أنا غريب ولا أرى في نفسي أهلية الاختلاط مع الأصحاب . فلا أحب أن أزاحمهم وأضيّع أوقاتهم . فألححت عليه وقلت :إن لك لشأنا ؛ وهو مانعك من الصحبة فلا بد لك من إظهارها لي ! ! فقال : لم هذه المبالغة ؟ فقلت : أنا مأمور به من حضرة مولانا . ولا أتركك حتى تطلعنى على حالك . وقال: يا فلان لي حال عجيب؛ وذلك أني أصلي العشاء مع الجماعة . فأدخل حجرتي وأقعد مراقباً لحظة . وأشتغل بطريقة ساعة . فيفاض علي نور بلا نهاية ويحيط بي من جميع الجهات . فأغيب عنده وتمتدٌ الغيبة إلى الصبح . وأكون في النهار مستغرقاً في لذته وذلك حالي . ولما علمت طريقه كدت أن أحترق من الغيرة حتى جرى الدمع من عيني بلا اختيار . وأثّر كلامه في باطني فخرجت . فسألني مولانا في اليوم الثاني :ماذا علمت ؟ ! ومقصوده منه الإعلام لي بأن في أطرافه مثل هذا من الرجال . وفي أصحابه مشتغل بمثل هذا الاشتغال . وجاء يوماً الشيخ مظفر الكدكني من أكابر سلسلة الخلوتية مع واحد من مريديه لعيادة مولانا في مرض موته . فقال بعد لحظة : أريد الاشتغال بالذكر على طريقتي إن أذن به مولانا . فقال له مولانا: يكون حسناً . فاشتغل الشيخ مع مريده بالذكر بالجهر . ثم سكت وشرع في المراقبة . ثم رفع رأسه وقال : أنت من السادات . قال مولانا نعم . قال الشيخ : فما وجه إخفائه مدة عمرك ؟ وإخفاء هذا النسب غير جائز ! قال لما توفي والدي بقيت شجرة وكتاب نسب فاستحييت القعود بهما وأنّجر بالسيادة وذهابي بهما إلى الجوانب وأريهما الأحباب ؛ فوضعتهما في شق جدار وأحكمت فمه بطين . وقرّرت في نفسي أن لا أخفي نسبي لحرا عن السائل . ولما لم يسئلني عنه أحد مدّة عمري لم أظهره أيضاً لأحد . ولما سألتني الآن ما أخفيته عنك . ثم قال الشيخ : ما سبب إستفسارك عن سيادتي ؟ قال : شاهدت في المراقبة أن النَّبِي ‏ حضر وقال : ولدي سعد الدين ؛ أوصل إليّ اثتين من أصحابه وبلّغهما مرتبة الواصلين . فقال مولانا متبشماً : ينبغي أن يقول التَبِي 32 أزيد منه ! فقال مريد الشيخ : إن في أذن شيخنا صمما يسيرا . بل قال النَّبِي 3 اثنين وثلائين فسمع الشيخ اثنين . فقال له مولانا : الواقع ما قلته . ذكر صحبة شمس الدين مع الشيخ عبد الكبير اليمني قدس سره قال : لمًّا وصلت إلى صحبة الشيخ أولا كان في مجاسه أكابر . فقعدت على عتبة الباب . فرفع رأسه ونظر إلى جانبي وقال: من هو؟ قال البعض الذي يعرفني :واحد من سلسلة النقشبندية . فقال هم المخلصون الصدّيقون . قال : قال الشيخ : كان لي أب كان يمشي في الماء ٠‏ ويضع قدمه على الهواء . ولكن لم يكن له رائحة من التوحيد . وحضر في مجلسه يوماً العلماء والفقراء فقال الشيخ في سياق الكلام : إن الله تعالى ليس بعالم الغيب . فانفجع أكثر الحاضرين من الكلام . وارتعدت فرائصهم من الخوف لكونه خلاف نص التنزيل . ففطن الشيخ وقال :الأشياء كلها شهادي بالنسبة إلى علمه تعالى . والمعدوم لا يتعلق به العلم'" . وما وقع في القرآن بالنسبة إلينا لا إليه تعالى . قال : كان الشيخ يحترز عن أكل اللحم ويقول : أتعجب من الناس كيف يضعون السكين على حلق ما له عينان ثم يطبخون لحمه ويأكلون ! وكان في الوقت بمقام الأبدال . فإن تلك الخصلة خاصّة بطبقة الأبدال فلا يقتلون شيئا ولا يؤذونه . )١(‏ أي: الوجودي . أما العلم المطلق فيتعلّق بجميع الواجبات والجائزات والمستحيلات على ما هي عليه . خرف وكان الشيخ صائم الدهر . وكان له خريطة فيها سويقى وقدح من خشب . فإذا جاء وقت الإفطار كان يخرج من الخريطة ويصبّ فيها من ماء زمزم . ويخرج من السويق بإصبعه ويخلطه بماء زمزم ويأكل . وكان سا يه لساك أن بكرن مثل باز فل بط مرة فنا انقى صبنا ها ول قعل غلا ا . ولا يرون أن بونهم هذا غداً اسه ذا لون في اليوم حتى يسوّفوا الأمر إلى غد ؟ وهذا مبيّنة لمضمونه : وما الدهر إلا ما مضى وهو فائت وماسّوف يأتي وهو غير محصّل وعيشك فيماأنت فيهفإنّه زمَانٌ الفتى من مجمل ومُفصّل الخلوة في الجلوة تكلم يرما فى تعن الخازة: فى الجلوة . وفي الكون مع بالباطن ؛ ومع الخلق بالظاهر :الم نشد : ولقد جعلتك في الفؤاد محدّثي وأيفك جسم من أزاد لوس قال : إن مثلي مثل طير مائي قاعد على وجه البحر . إن شاء يدخل الرأس في الماء . وإن شاء يمشي على وجه البحر . وفي الكلام تحققه بمقام جمع الجمع . وهو مقام شهود الحق والخلق معا. قال : قال الشيخ محيي الدين العربي قدس سر“ : سرٌ ظهور العالم يتكشف بعد رياضات كثيرة . فطلبت أحسن المعنى من الحق تعالى فلم تطق قوتي البشرية لتحمل ثقله . وكاد أن يفارقني الوجود (1) وراجع إلى 20 . 778 العنصري . وقرب خروج روحي من بدني . فناجيت الله تعالى متضرّعا ليرفعه عني . فأخفاه عني وأثره باق إلى الآن . وكلامي اليوم من قبيل : كلميني يا حميراء . وتكلم بكلام كثير على خلااف عادته وقال :لو تركوني على اختياري ما أفلح فميّ بكلمة أبداً . وإنما أتكلّم بالضرورة . ثم أنشد البيتين : ولقد أحدّثكم بأسرار الهوى عمداً ليَسْثرَ سرّه إعلاثه ولرّبما كتم الهوى إظهاره وَلربّما فضح الهوى كتمانه ذكر بعض أكابر رُوْجِ : كان لوالده جمّال!" غليظ الطبع فيتعهّد إبله . فركب مولانا محمد في صغره على جمل من جمال أبيه . وأخذ يسوق الإبل إلى الجوانب . ولم يكن الجمّال حاضراً في الوقت . ولما حضر ورآه شرع في السفاهة بمقتضى طبعه الغليظ الخبيث . وأناخ الجمل ورماه عن فوقه إلى الأرض بشدة . حتى صار مجروحا . فجاء بيته باكياً . فعاتبت أمّه عليه . ولما جاء الليل نام مولانا ونام الجمّال قرب معاطن الإبل على عادته . ولما مضى زمان قام الجمل الذي ركب عليه مولانا محمّد وجاء عند الراعي وأخذه تحت صدره . وطفق يدوسه ويدّقه . فانتبه الجمال وصاح صيحة عظيمة . فاستيقظ به كلّ من حواليه . وبادروا إليه . ولما رأوه على الحالة شرعوا في دفعه . لكنه لا يقوم . بل يستمر على دوسه بقوّته . وتركوه مغموراً بالتراب . وكان القضية موجبة لزيادة عقيدة والديه وأقربائه . بين مدرسة السلطان مرزا حسين . مرخياً رجليه حين اشتغاله ببنائه , (2)1 أي :راعي الجمالات . (هامش الأصل) . خرف والناس يمرّون من تحتها ركباناً ومشاة. إذ قدم مولانا محمد من مرقد مولانا سعد الدين في اليوم . ومرّ تحت تلك الخشبة . ولما قرب إليه قبض الغلام رجليه . وقام تعظيماً له ورعاية للأدب بناء على حسن ظنّه به . وأظهر له التواضع . فكان رعاية الأدب منه في المحل في محل القبول عند مولانا . فتوجّه إليه وأمعن النظر . وكان النظر سهما صاده به . وظهر فيه اضطراب عظيم . حتى رمى نفسه من الخشبة إلى الأرض بلا اختيار . وتوججّه من ورائه ملطخة اليد والرجل بطين ونورة . ولحقه في باب المسجد الجامع . فدخل مولانا منزله . وذهب الغلام إلى سقاية المسجد واغتسل وخرج . وخرج مولانا من منزله في الحال والتفته كثيراً . ودخل المسجد . والغلام أيضا خلفه . وعلمه الطريقة بالنفي والإثبات . وصار من المقبولين . وترك الاختلاط والخمر . واجتنب وأغلق باب المعاشرة . ثم توفي بعد ثلاث سنين من إنابته . رحمه الله تعالى . وحكى واحد : كان مولانا قاعداً في الجامع مع أصحابه . وكانوا مشغولين بما أمروا. فقعدت مغمض العين ونفيت الخواطر . فوقع في خاطري أن أكابر السلسلة لهم صرف الخاطر . وتوجه الناس . والتصرّف في بواطنهم . وما شاهدت شيئا من مولانا ! وليس ممّن لا تصرّف لهم . بل في استعدادي نقصاناً وقصورا . وليس فيّ قابلية التصرّف . وتكرر الخاطر فارتعدت في قلبي . وظهر في باطني تغيّر عظيم .فرفعت رأسي فرأيته ينظر إليّ متواتراً . فتغيّر عليّ الحال . ونظر إليّ بالحدة حتى ظهرت مني صيحة بلا اختيار . وسقطت مغشياً وبقيت مذّة . ولما شعرت رأيته مراقباً . وشاهدت في باطني كيفية عظيمة لم أشاهد مثلها قطّ . وامتدٌ إلى عشرة أيَام . ووصلت إليّ لذة عظيمة . وأقول : كنت أذهب إلى الجامع لصحبة مولانا محمّد في مبادي حالي . فصليت خلفه . فرأيته قائمأ على رجله اليمنى فقط . فوقع في قلبي أن من آداب الصلاة القيام على رجليه ! إلا أن يكون له مانع شرعي . 3 فكيف يترك الأدب ؟ ولما فرغنا من الصلاة سكت لحظة 5 ثم قال إلىّ : لع ا ار ال 0 معه . وكان الشيخ حينئذ في زيارة كاه . وكان الهواء في غاية البرودة حتى جمد الماء . وأركبوني على حمار وغطوا رجلي بالملحفة . ولما خرجنا من البلد اتكشف رجلي اليسرى ولم أخبره به حياءً منه ؛ ورعاية للأدب . ولم أقدر حينئذ على تغطيتها . وهتّت الريح الباردة وأثر في رجلي . ولمّا نزلنا الشيخ لم أجد فيها الحس والحركة اليسيرة إلا بعد مرور وقت كثير . فتطرق إليها النقصان من اليوم حتى لا أقدر القيام عليها في الصلاة . رأيت في المنام كأني قائم في صحن جامع هراة . فظهر مولانا محمد فاستقبلته . فرأيته عميت عيناه . فتألمت من مشاهدة الصورة , ولما أصبحت جئت عنده مغموماً . وتأمّلت في عرض الرؤيا عليه . فقلت في نفسي : لا أعرضها عليه . بل أسكت وأنتظر , ولعلّه يقول شيئاً ينحلّ به المشكل حاك العا ع لوت ورا ل ةين خاطري . فبدأ بالكلام وتوجّه إلىّ وقال : إنَّ للإنسان بَصَر ين : ناظر إلى عالم الملك ٠‏ وناظر ل لكر لكر قد كف بصره الأيمن فتعبيره ه أن نظر ذلك الشخص مكفوف عن عالم الملكوت . وتوجّهه منحصر في عالم الملك ٠‏ وذلك حال أهل الحجاب . وإن رآه مكفوف البصر الأيسر تعبيره أن نظره منقطع عن عالم الملك . وتوجّجهه منحصر في عالم الملكوت . وذلك حال أهل الكشف ومرتبة الخواص . ومن رأى شخصاً من هذه الطائفة مكفوف البصرين فتعبيره أن نظره منقطع عن عالم الملك والملكوت والناسوت بالتمام . وناظر إلى عالم الجبروت واللاهوت . وهذا حال الأخص . انتهى . 3١ عالم الملك والملكوت والحبروت واللاهوت والناسوت وإن عالم الملك في اصطلاحهم : عالم الشهادة . ويقال له : عالم الخلق أيضاً . أي : عالم الأجسام والجسمانيات . وهو من محدث فلك الأفلاك العرش الأعظم في الشرع إلى مركز كرة الأرض . وهو عالم يتوقف وجوده على مدة ومادة . وعالم الملكوت: عالم الأرواح والروحانيات من الملائكة وغيرهم ٠.‏ ويقال له : عالم الأمر اضيا وهذا عالم < يتوقف وجوده عليهما'" . بل وجوده بمجرد أمره تعالى بلا واسطة . وتسمية هذا الأمر عالم الأمر لكونه موجوداً بمجرّد أمره تعالى .وقال الشيخ محيي الدين بن عربي - قدس سره - لعدم النهي فيه . بل فيه أمر محض . فإن استعداد أهل هذا العالم لا يتطرق إليهم المخالفة حتى يترنَّبِ عليه النهي . وعالم الجبروت : عالم أسماء الله تعالى وصفاته . وعالم اللاهوت :مرتبة الذات بلا اعتبارالأسماء والصفات . وعالم الناسوت : عالم الجسمانيات . واللاهوت والناسوت متقابلان . ومأخوذان من عبارة النصارى واصطلاحاتهم . ويطلقهما الصوفية أحياناً : مرتبة الغيب والشهادة . والله أعلم . ذكر انتقاله من الفناء إلى البقاء : وفاته ضحى يوم السبت ؛ السادس عشر من رمضان سنة 404. وقد سعى سعيا جميلا في أوائل شعبان من السنة في المصاهرة للفقير مع خواجه كلان بن مولانا سعد الدين . وحضر مجلس العقد مع مولانا عبد الغفور ‏ رحمهما الله تعالى -. فعرض له المرض بعد أربعين يوما من ذلك . وابتدأ مرضه في التاسع من . أي : على مدّة ومادّة . (هامش الأصل)‎ )١( ديل رمضان . وجتئته للعيادة وقال : لا غلبة لأحد عليك بعد ذلك . فكن في حمايته .مرتجياً لعنايته . ولْيَططب قلبك . وسأله بعض أصحابه في الأثناء بأن خدامك وأصحابك إلى من يرجعون بعدك ؟ فقال: إلى من كان اعتقادهم أكثر ؟ فقالوا: إن كانوا حولك وتوجهوا إليك. . قال + “ليس ببعيد + وإن المتعكين يتقلون من ضفة إلى صفة . فوقع في خاطري أن المتعيّنين لمرتبة الولاية والإرشاد ينتقلون من الدنيا إلى الأخرى . ويرتحلون من حال إلى حال . فإنهم لا يموتون . بل سينقلون عن دار إلى دار . وليس موجباً لانقطاع إفاضتهم . بل يقع الفتور أحيانا في إفاضتهم حال كونهم في الوجود البشرية . فإذا تخلصوا عن ذلك القيد وتخطوا في عالم البرزخ يكون إفاضتهم أكمل . فسأله شخص عن المراقبة فقال : إن المراقبة التي اخترته نادر جداً ومستحسن . ولكن حفظه عسير . فاشتغلوا بالنفي والإثبات . واطلبوا الحقيقة من أنفسكم دائماً . ووردي الآن الله الله . وله كان وقح وقانه لله رابا وق سان بالإشارة 6 وفوفيق أمره بتمام الجد إلى نسبة خواجكان . وفهم من كلامه الله الله . فقال واحد : لا إله إلا الله بصوت عال قاعداً بجنبه . فأشار إلى فمه بيده المباركة أن لا تقل لا إله إلا الله .فقال مولانا عبد الغفور للقائل : قل الله لله . فأشار إليه أن قل هكذا . فانقطع نفسه قائلاً : الله الله . فحملوا نعشه يوم الأحد السابع عشر من رمضان إلى خيابان . وصلى عليه الخاص والعام من أهل هراة في الجبانة . ودفنوه خلف مرقد مولانا سعد الدين . ثم بعد مدة نقلوه إلى قرب مرقد شيخ الإسلام عبد الله الأنصاري ‏ قدس سره - وأنشدوا : ودين شيخ روج كان حقّاًبارعاً في كمللاته كل العارفين من حضيض الأرض طارت روحه2 بالهنا جانب أوج العليّين كان دهراً مرشد عصرلذا كان هذا تاريخ الموت اليقين ٠. . 5 83‏ 00 حضرة الخواجه ناصر الدين عبيد الله أحرار 0 5 : 0 قدس الله تعالى سرّه ورضي عنه وأرضاه لا يخفى أن أكثر آبائه من طرف أبيه وأمه كانوا أرباب علوم وعرفان . وأصحاب ذوق ووجدان . 5 محمد التامي قدس 0 د الأعلى . كان بغدادياً . امسو كن الوك كر 5 وصحبته . ودخل في قيد إرادته . وقدم في رفاقته إلى شاش مع أحماله وعياله . وأقام بشاش إلى آخر عمره . عمر الباغستاني قدس سره - باغستان قرية في شعب جبال تاشكند - جده الأعلى من طرف الأم, ويتصل نسبه بعمر بن الخطاب ذه بست عشر واسطة . وكان من كبار أصحاب قطب الواصلين الشيخ المجذوب المحبوب حسن البلغاري قدس سره؛ مريد الشيخ شمس الدين محمد الرازي قدس سره ؛ مريد الشيخ حسن السقا 00022222207 مولانا لك اين اوعدي دل موري تافر علب ران من ينات أحفاده . وكان من أكاير زمانه 2 وعالما بالعلوم الظاهرة 00 ومعروفاً بكمال التقوى والورع والفقر . وموصوفا بأوصاف ٠‏ وكرامات ظاهرة . 51 وكتب الخواجه محمد يارسا قدس سره في حاشيته أوائل تفسير لدوزة يبي قال مولانا تالح الدين الدزغمى ؟ إن تلاوة القرآن حى تلاوته أن يتلوه بحضور القلب والخشية . والائتمار بأوامره. والانتهاء في نواهيه . والاعتبار بقصصه وأمثاله . والفرح والسرور بوعده . والحزن والبكاء عن وعيده . خواجه إبراهيم الشاشي ‏ قدس سره ‏ خاله : كان عالماً عارفاً . فاضلاً كاملاً . وله نصيب تام من أذواق هذه الطائفة . وصحب السيد الشريف الجرجانى ‏ رحمه الله تعالى - فى مبادىء حاله بسمرقند . واستفاد منه العلوم المتداولة في مدرسة تيمور الأعرج . وكان في ملازمة الخواجه علاء الدين العطار ‏ قدس سره ‏ مع السيد الشريف . واستفاض في صحبته العلية هذه النسبة الشريفة . وكتب البيت على لوح تعليمي : وحال رجا الله في المهد ظاهر ولكنَّ كتم السرٌ للحر أحزم مولانا شهاب الدين الشاشي قدس سره جدّه لأبيه: كان صاحب آيات وكرامات . وأحوال ومواجيد ٠‏ وكثيرا يصاحب المجانين والمجاذيب . وفي أكثر الأوقات مشغولاً بالزراعة . ويشتغل أحياناً بالتجارة . وفي الأغلب لا يرافق أحداً في سفره ؛ بل وحده . فمتى تعرّض له قطاع الطريق كان ينادي المجاذيب بأسمائهم واحداً واحداً ويستمدٌ بهم . وكانوا يحضرون في الحال . ويخلصونه منهم خواجه محمد الشاشي قدس سره أخ الخواجه شهاب الدين لأبيه : كان له حظ وافر من ذوق طور الولاية . قال شهاب الدين : ما دام أخي محمد لم يقبل جائزة خدّازاد الحسني حاكم تلك الديار لم نحتج إلى وساطة أحد بيني وبينه . بل كنا نعلم مقاصدنا من غير كتابة ولا إرسال قاصد . ولما قبل منه شيئاً واختلط به قُقِدَ عنا ذلك المعنى بشؤم ذلك الاختلاط . ومسّت الحاجة إلى الواسطة من الكتابة وإرسال قاصد . ولا يخفى أن ولادة شيخنا عبيد الله أحرار - قدس سره ‏ كانت في رمضان >36 سنة ست وثمان مائة . وأنه لما ولد لم يقبل ثدي أمه حتى تطهّر من ابن سنة وأرادوا حلق رأسي وأولموا وقع خير موت تيمور الأعرج بين الناس . واضطربوا شديدا حتى لم يبق لهم مجال أكل الطعام الحاضر , فأفرغوا القدور وهربوا إلى رؤوس الجبال . وكان أباؤه الكرام في تلك الأيام في قرية باغستان . وكان آثار الرشد وسيماء السعادة . وأنوار القبول والعناية من الله تعالى ظاهرة وباهرة فى جبينه من زمان صباه . وكان إذا وقع نظر شخص على جماله كان يثني عليه . ويدعو له بلا اختيار . فإذارأى ملك السماء جبينه أثنى عليه جميعهم وكواكبه وكان نسبة الحضور بالله حاصلة له في صغره . قال : كنت أحضر في المكتب في طفوليتي . وكان قلبي حاضرا له تعالى في جميع الأوقات . وكان اعتقادي في ذلك الوقت : كل من في الدنيا من الصغار والكبار على هذا الوجه . ودخل رجلي مرة في طين وسقط نعلي وبقي فيه . وكان الوقت فصل الشتاء . والهواء كان بارداً , وأنا وقتئذ فى الصحراء . فعرضت لي غفلة مانعة عن نسبة الحضور . فلمْتٌ نفسي في الحال . غلام يزرع فقلت في نفسي . أنظر إلى الغلام كيف لا يغفل عن الحضور . مع شغله بسوق البقر وشقٌّ الأرض ! وأنت غفلت بهذا القدر اليسير . وكان ظني حينئذ أن النسبة حاصلة لكل أشخاص كل وقت . ذكر أحواله : وقال : ما لم أبلغ ما كنت أعلم أن للناس غفلة . ولما كنت ابن اثنتى عشرة سنة ما كنت أظن أن أحداً غافلٌ عنه تعالى . وكان ظني أنه تعالى خلق الخلق كلهم على وجه لا يغفلون عنه لحظة . ثم صار معلوما أن الحضور إنما هو عناية من الله تعالى يختص بها البعض . ويتيسّر للبعض برياضات شاقة . ولا يتيسّر للبعض بذلك أيضاً . 71 وقال : كلما أردنا مع الأطفال في الصغر بلغب ولهو كعادة الصبيان لم يتيسّر أصلاً . وكان يرى نفسه كأنه سيشتغل . فإذا جاء وقت اللعب كان يهرب ويشاهد فيه معنى العصمة دائماً . وقال: رأيت عيسى عليه السلام في المنام في الصغر قائماً على باب مرقد الشيخ أبي بكر القفال الشاشي - رحمه الله تعالى - فرميت نفسي على قدمه . فرفع رأسي عن التراب وقال : لا تحزن ! فإني أريد أن أربّيك . فوقع على خاطري نوع من تعبير هذه الرؤيا . وقصصتها على بعض أصحابي . فعبّرها بالطب . فلم أرض بهذا وقلت : إن تعبيرك ليس بمرضيّ . وأنا عبّرتها بوجه آخر: وهو أن سيدنا عيسى عليه السلام كان مَظْهَراً للإحياء . فكل من ظهر من الأولياء بصفة الإحياء يقال له في هذا الزمان عيسوي المشرب .ولما التزم سيدنا عيسى ‏ على نبينا وعليه الصلاة والسلام ‏ تربية هذا الفقير فلا جرم تحصل له صفة إحياء القلوب الميتة . وقال : فشرّفني الله تعالى بعد مدة بموجب التعبير بحالة وقوة . حتى ظهر المعنى في عرصة الوجود. ووصل كثير الرجال عن الغفلة إلى الحضور . وقال: رأيت النَّبِي يق في المنام في مبادىء الحال ؛ واقفاً تحت جبل عال . ومعه جمع عظيم من الصحابة وغيرهم . فأشار إلي وقال : تعال ارفعني واصعد بي على الجبل . فحملته على رقبتي » وصعدت به على قلّة الجبل . فاستحسن مني ذلك وقال : كنت أعلم أن لك قوة على هذا . والأمر يحصل منك . لكن أردت إعلام ذلك للناس . وقال : رأيت في مبادىء الحال خواجه بهاء الدين قدس سره في المنام قد جاء وتصرّف في باطني . حتى أعيت رجلي ومضى في سبيله . وأوصلت إليه نفسي بكل وجه ممكن . فأقبل إلي وقال : الله يبارك فيك . و قال: ثم رأيت بعد ذلك خواجه محمد يارسا قدس سره في المنام . فأراد أن يتصرّف في باطني . لكنه لم يقدر عليه . وقال : كان شيخ من مشائخ الوقت جادوشاً على باب مرزا لغ تلك وكان تجلد الناس أحيانا + ٠‏ ويضربهم سياسة وتأديباً «فأرسيل نوما قاصداً إلى تاشكند وقال : ليجمتع أولاد الشيوخ في المزار فإني أجيء لرؤيتهم . فاجتمع كلهم هناك . وكانوا سبعة عشر ؛ وأنا أصغرهم . ولما جاء شرع في المصافحة . فكل من صافحه ظهرت فيه كيفية عجيبة حتى وقع على الأرض . ولما انتهت النوبة إليّ وصافحني ظهرت فيّ أيضاً تلك الكيفية ٠‏ لكني بادرت وتعلقت به ولم أقع . فعجب عني غاية العجب . فقدمني على الكل مع كوني أصغر ! وكان في الكلام يتوجه إليّ ٠‏ فوقع على خاطري في الأثناء أنه كيف اختار هذا الأمر الذي هو فيه ؛ مع وجود هذا التصرف والاستيلاء على الباطن ؟ ! فأشرف على هذا الخاطر وقال : إني كنت مريدا لخواجه حسن العطار . وفي ملازمته بذكر القلب بالجدٌ لكن لم يفتح لي شيء . فعرضت ألم قلبي على الخواجه حسن فقال : عليك باختيار خدمة في باب السلاطين . فيمكن أن يصل منك مدد إلى المظلومين . فأشار إليّ بهذا الشغل . وكتب توصيته إلى الأمير سعيد . وكان من أمراء مرزا ألغ بيك . وأوصاني أن أكون في كفاية مهمات المسلمين . وإمداد الفقراء والمساكين بسعي بليغ دائما . وقال : إذا وقع مهم على مسلم وعجزت عن كفايته ينبغي لك أن تكون مغموماً ومخروناً وأن تنام على ملالة فيرجى تلك المعاملة مفضية إلى فتح ؛ فكنت مشغولاً بموجب أمره . فتيسّر لي في أثناء ذلك الشغل فتح عظيم . وانحلت العقد . قال : استولى التواضع والانكسار على باطني على وجه إذا استقبل إليّ أحدٌ من عبيد وأحرار . وصغار وكبار ؛ كنت أضع رأسي على قدمه . وأطلب منه بَذْل الهمة والتفات الخاطر . وكانت لوالدي زراعة في كلس . 178 فأرسل مرة عندي مع واحد من الأتراك لأضعها في الأنبار . فكنت مشغولاً بضبط الغلة . وانصرف التركي في أثناء . وظهر في باطني اضطراب عظيم . ولْمْتٌ نفسي على فوت التماس بذل الهمة منه . وعدم تضرعي إليه . ووجدت في نفسي حزناً قوياً . فتركت الغلة وتوجهت خلفه بالسرعة . فلحقته في نصف طريق البلد . وقمت على ممره بالتواضع والتضرع والتمست منه توجه الخاطر . والنظر في أحوالي بالالتفات . وقلت : عسى الله أن يرحمنى ببركتك وتنحلٌ عقدتى . فقال التركى متعجياً : أظنك تيمل يوك مشافخ الترك حيك قالوادة .' ْ وترتئ على أوج المعالي بهقة + فليعن لعفي وى ذاك سلما يعني : كل مَن رأيته اعتقده خضراً . وكل ليل أدركته اعتقده قَذْراً . وإلا فأنا رجل من الأتراك أسكن البادية ! ليس لي حاصل . حتى لا أغسل وجهي إلا عن ضرورة . ولما كثر تضرعي ظهر في التركي أثر وكيفية . فرفع يديه للدعاء ودعى بأدعية . فشاهدت في قلبي من أثر دعاءه فتوحات كثيرة . وقال : لما كنت في هراة لم أكن مالكاً لفلس . وكانت عمامتي خَحلِقة ذات خروق كثيرة . وكنت يوماً ماراً من سوق الملك . فسألني سائل شيئاً ل 'تغالى؟ وليسس لي شي أعطيه ! فأعيذت العنافة مل راسي وزميعها إلى طباخ . وقلت : إنها طاهرة . فخذها تمسح بها القدور والأواني . وأعطي في مقابلتها شيا لهذا المسكين . فأعطى الطباخ شيئاً للمسكين وأرضاه . ورد العمامة إلي بتمام الأدب . فلم أقبلها . ومضيت . قال : كان الأستاذ نرج التبريزي رجلاً صاحب عيار. ورئيس الصيارفة والصباغين . وكان له محبة تامة لأكابر النقشبندية . وتشتف بأخذ الطريقة من محمد يارسا قدس سره . وأنا ما كنت آكل طعام أحد في هراة . ففطن لذلك . فحلف في غرة شهر رمضان بالطلاق البائن : احدض ان آكل من طعامه وقت الإفطار. فكنت أذهب إلى بيته فى لياليها للضرورة . فرأيت منه شفقات كثيرة . وما كان لى فى الوقت استعداد لمكافأته بالخدمة . ولما حصلت لى قدرة المكافأة توفى إلى رحمة الله تغالق .. فأرسلت إلى :ولده عكترة آلاف ديار : وكنت لآ أقبل هذية أحد من ابتداء عمري إلى انتهائه . وقال : لما كنت فى هراة فى بداية الحال وصلت إلى صحبة السيد قاسم التبريزي قدس 00 فأعطاني مرّة نصف كأس من بقية طعامه , وقال: يا شيخ زاده التركستاني ! كما أن هؤلاء الخبثاء كانوا قبابا لي ؛ كذلك يوشك أن تكون دنياك قبة لك . وما كان لي شيء من الدنيا في ذلك الوقت . بل كنت على تمام الترك . ولما بلغ عمره اثنين وعشرين جاء به خاله خواجه إبراهيم من وطنه إلى سمرقند ؛ بنيّة تحصيل العلوم . ولكن كان غلبة شغله الباطني مانعة له عن التحصيل الظاهري . فلهذا مال إلى صحبة أعزَّة هذه السلسلة . وأقبل إلى طلب هذا الأمر . وطاف حول أكابرهم فيما وراء النهر مدة سنتين . ثم توجه إلى هراة في سنة أربع وعشرين سنة . وصحب مشائخ الوقت فيها مدة خمس سنين . ثم رجع إلى وطنه . وبلغ تسعاً وعشرين سنة . واختار هناك أمر الزراعة . ورزق الله سبحانه بركة كثيرة فى زراعته , وإن أمواله من الضيّاع والعقار والسوائم والمواشي والأسباب والأملاك غير قابلة للقياس والحدٌّ . وخارجة عن دائرة الحساب . وسمعت بعض وكلائه يقول : إن مزرعته قد جاوزت ألفاً وثلائمئة مزرعة . وكان ذه حريصاً بخدمة الأحباب والأجانب . ومبادراً إلى شففتهم في ابتداء حاله وانتهاء مراتب كماله . وكان يسبق الجميع بالخدمة في المجالس . وقال حين كنت في مدرسة قطب الدين بسمرقند كنت أتعهّد ثلاثة أشخاص مبتلين بمرض الحصبة . ولم يكن لهم شعور لشدة مرضهم . 3600 فيتلوث ثيابهم وفراشهم بنجاستهم . وكنت أغسلها مراراً ٠‏ حتى ابتليت عرص المح عبن حر غيم ٠‏ وكنت محموماً في ليلة وجئت بأربعة كيزان من الماء وغسلت أثوايهم . ٠‏ وكنت أذهب في الأسحار إليت حمام شيخ الإسلام خواجه عبد الل الأنضاري. الهروي: قسن سرره ٠‏ وكان يتفق أحياناً خدمة خمسة عشر ٠‏ أو ستة عشر رجلا ٠‏ وما كنت أفرّق في تلك الخدمة بين الصالح والطالح . وكنت أهرب منهم عقب الخدمة خوفاً من إعطاء الأجرة بمقابلتها . 52 الخدمة التي تكون سبباً للقبول مقدمة على الذكر والمراقبة قال : وينبغي أن يبذل الهمة ويصرف الخاطر في الطريقة النقشبندية إلى مقتضى الوقت . فوقت الذكر والمراقبة عند عدم خدمة تحصل بها راحةٌ لمسلم .فإن الخدمة التي تكون سبباً لقبول القلوب مقدّمة على الذكر والمراقبة . مطلب وزعم البعض أن الاشتغال بالنوافل أفضل من الخدمة . وليس 0 فى القلوب . وما قيل : (جبلت القلوب على حب من أحسن إليها) 0 مين لهذا ٠‏ ولا مساواة بين ثمرات النوافل وثمرات الخدمة التى هى محبة المؤمنين أصلاً . مطلب قال : إن سبب عدم قبول خواجه بهاء الدين وأتباعه قدس سرهم خدمة الناس لكون الخدمة من الإحسان . وحب الل ضروري ٠‏ والعلاقة على قدر المحية 5 ولما كان اشتغالهم ب: بنفى الخلق بتمام الهمة وقطع العلاقة عنهم . ٠‏ يجتهدون في الخدمة , ويهتقون في ذلك للع بقدر الوسع . ويمتنعون عن قبول الخدمة . وإنما يقبلونها من شخص يتفّسون فيه استعداد الاحتظاظ بطر يقتهم يوما فيوما . لتنقيص علائقه بالعالم بسبب قبولهم . والتفات قلوبهم . فيكون العالم منوّراً ومعمولاً من جمعية باطنه . رفاك بلجي ا ور ل اي اب 0 ولذلك كانت مرضية ومحبوبة ومختارة لديّ . وكل من أتوسم فيه الخير آمره بالخدمة . ثم أنشد البيت : وترقى على أوج المعالي بهمّة فليس له شيةٌ سِوَّى ذاك سلما وكان عبيد الله أحرار قدس سره متصفاً بكمال الأدب ظاهراً وباطناً . في خلاء وملاء . وكان يراعي الآداب الظاهرية والباطنية ؛ في جلوة وخلوة . ولم يتئاءب في أربعة أشهر . ولم يخرج بلغم أو ريق من فمه المبارك بسعال أو غيره . ولم يتربع في جلوسه في خلاء ولا ملاء في وقت مّا. وكان قدس سره متصفاً بكمال الأدب ظاهراً وباطناً في خلاء وملاء . ويراعى الآداب الظاهرة والباطنة . ودمت على ملازمته وخدمته في عتبته العلية أربعة أشهر أولاً . وثمانية أشهر ثانياً فلم أر تثاؤبه في تلك المدة أصلاً . وإخراجه ببلغم أو ريق من فمه بسبب سعال أو غيره وامتخاطه . ولم أره متربعاً في جلوسه في خلاء ولا ملاء في أي وقت . وقال مولانا أبو سعيد الأوبهي قدس سره : من ملازمي عتبته العلية خمساً وثلاثين سنة ؛ لم أر منه في خدمته إخراج جلد العنب أو بزره ١‏ أو قشر التفاح والسفرجل وأمثالها من فمه المبارك . وما رأيت منه التمخط ولا إخراج البلغم . وما شاهدت منه أصلاً ما يكون موجباً لكراهة الطبيعة 50 ولما قدم السيد النقيب عبد القادر المشهدي سمرقند في عهد السلطان مرزا أبي سعيد حضر صحبة شيخنا. وكان يحكي أنه جاء ليله الأميرٌ مزبد أرغون محلّة خواجه كغشير لملازمته . وأراد أن يحيي تلك الليلة فى صحبته - وكان عبد القادر نفسه حاضراً ذ فى المجلس - وك سا اد لات لك ا ا ال ا تلك الليلة معنا . ورعاية جانب الضيف لازم . فأريد أن أقعد مع بعض الأصحاب . وأنت شاب لا تطيق القعود ؛ فاذهب ونم . وإن أردت أن تقعد معنا تحضر وقت السحر . قلت : إن أذنت أنا أيضاً أقعد معكم . فقال: إن وجدت في نفسك قوة على القعود فلا مانع . فقعدت في المجلس مع ثلاثة أشخاص أخر من أصحابه ٠‏ وكنت مترقباً من أول الليل إلى طلوع الفجر لأحواله ؛ فلم يغير جلوسه على ركبته أصلاً ٠‏ ولم تصدر عن عضو حركة مطلقاً ؛ إلى أن قام للتهجد . ٠‏ ولما فرغ منه قعد أيضاً على الموضع الأول على تراز وادع بالتمكن جوالوقار ب جلة توك ماين إلى أن طلع الفجر . ٠‏ وكنت أتقلب في الجلوس من رجل إلى أخرى في كل ساعة أو ساعتين . ع وجوه كوه الشباية فيه وأتكلف في دفع النوم وإبعاده . وقلَ تحرك الأمير مزبد أيضاً ببركة التفاته . مع كونه مرطوباً . ولم تظهر منه أيضاً مقدمات النوم . وكانوا مراقبين إلى الفجر . ثم قاموا وصلوا الصبح بوضوء العشاء . فصارت مشاهدة تلك الحالة موجبة لتحيّر هذا الفقير وتعجّبه . وسببا لزيادة إخلاصه . واعلم أنه لم يكن لكرّم شب شيخنا ولطفه نهاية . وكان يختار المحنة والمشقة على نفسه دائماً . ويؤثر حَدّمه وأصحابه بفراغ وراحة على نفسه دائماً . وكتب المير عبد الأول في مسموعاته : توجّه شيخنا مرة إلى ولاية كش . ومعه جمع من من أصحابه وخدمه . وكان الوقت حيئتذ أوائل الربيع . فأدركهم الليل فنزلوا على شعب الجبال بالضرورة ونصبوا خيمة . فجاء 70 المطر بعد صلاة المغرب . فقال شيخنا : إن لى تردداً فى طهارة تلك الخيمة ٠‏ قلا أقعد آنا شها» بل يقعد الأصحاب.. 'وبالع في هذا النات : ولم تكن معهم خيمة أخرى . فقعد الأصحاب والفقراء في تلك الخيمة بموجب أمره والشيخ خارجها. واستمر المطر إلى الصبح ٠.‏ وجرت السيول . ولما طلع الفجر وصلينا صلاة الصبح قال شيخنا لطفا وعناية لبعض أصحابه : استحيت أن أقعد أنا في الخيمة والأصحاب في المطر . فعلم أن ما قاله في حق الخيمة كان لطفاً منه . ليقعد فيها الأصحاب بلا تشويش وانقباض . ونقل بعض الأصحاب أنه لما توجه شيخنا مرة إلى طرف مزرعة ٠‏ بزاورد » في غاية شدة الحرارة من الصيف . ورافقه جمع من أصحابه . وكان لحارثي تلك المزرعة بيت صغير مصنوع من لبد . فنصبوه لشيخنا . فثقل على الأصحاب قعودهم معه في ذلك البيت الصغير ولم يكن مظلة غيره . ولما شرعت الحرارة في الاشتداد طلب شيخنا فرسه وقال : أريد أن أتفرج بعض مواضع الصيد . فركب وذهب في الصحراء . وطاف في حرارة الشمس . ولما بلغت حرارة الهواء غايتها انحدر إلى بعض مسيل الماء ومجرى السيول واستراح . جاعلا رأسه المبارك في ظل جانب ذلك المسيل وطرف المجاري . فإن ظله لم يكن بحيث يستر تمام بدنه . ولما اعتدل الهواء جاء البيت عند الأصحاب . وكان ذلك شغله ومعاملته فى كل يوم مدة إقامته في تلك المزرعة . فتيقّن الأصحاب أخيراً أنه إنما يختار ذلك لراحة الأصحاب وفراغهم . رضي الله عنه وعنا . وعن جميع سلسلة السادات النقشبندية . قدس الله تعالى أرواحهم العلية . ورزقنا من بركاتهم وفيوضاتهم الجلية . آمين يا ومَّاب . وقال قدس سره : اجتهد خالي خواجه إبراهيم لاشتغالي بالعلوم . وجاء بي من تاشكند إلى سمرقند لهذا . وكل ما اجتهد في إقرائي عرض لي مرض مانع عن التحصيل . حتى مَرَضُ الحصبة وقوى . فقلت له : إن 560 لى حالاً لا أقدر معه للتحصيل . وأنت لا تتركنى . فإن زدت فى المبالغة أخاف الهلاك . فتأثر من الكلام وقال : ما كنت عالماً بحالك . فتركتك بعد ذلك . فاشتغل بأي طريق يريد قلبك . وكان يداوم على ملازمة مولانا نظام الدين الخاموش . مع مولانا سعد الدين الكاشغري حين إقامته بسمرقند في أول قدومه . قال واحد من أصحابه : كنت يوماً عنده فدخل عليه شاب نوراني غاية النورانية ٠‏ ومهيب نهاية المهابة . وجلس زماناً وقام . ولما خرج سألت مولانا: من هذا الشاب ؟ قال : هو خواجه عبيد الله . يوشك أن يكون سلاطين الزمان مطيعاً له . وقال : كان والدي من معتقدي مولانا نظام الدين . ٠‏ وكان يقيم في ركنا وكنت صغيراً فى الوقت + وكات يوم قطرقا مراقبا ووالذي مشفويا عنه بشيء . فرفع مولانا رأسه بغتة وصاح صيحة عظيمة . فترك والدي شغله . وسأله عن سبب صيحته فقال : قد ظهر شخص من جانب الشرق يسمى خواجه عبيد الله . وأخذ تمام الأرض . فما أعظمه شيخاً! ولما قام في مبادئ أحواله زماناً بسمرقند مال قلبه للسفر منه إلى بخارا . وصادف في الطريق سراج الدين البيرمسي . وصحبه هناك أسبوعاً . ثم توججه إلى بخارا ولقي فيه حسام الدين بن حميد الدين الشاشي . وصحب الشيخ علاء الدين الغجدواني هناك مدة . ثم توجه إلى خراسان . وقدم هراة من طريق مرو . وأقام فيها أربع سنين متواليات . وحضر في تلك المدة صحبة السيد قاسم التبريزي . والشيخ بهاء الدين عمر قدس سرهما في أكثر الأوقات . ا زين الخافي قدس سره أحياناً . وتوجه بعد تمام أربع سنين إلى ولاية حصار من طريق بلخ بنية كل شرت مجيه تلان شرن اد عي لط شرو ووصل في بلخ إلى صحبة حسام الدين يارسا . وتوجه منه إلى صفانيان لزيارة مرقد خواجه علاء الدين العطار قدس سره . ثم توجه إلى هلفتو . 306 ولقى هناك مولانا يعقوب الجرخى ٠‏ وبايعه . وأخذ عنه الطريقة قدس سرهما . وبقي في سرّه ذلك مدة ثلاثة أشهر . ٠‏ ثم رجع ثانياً إلى هراة . وأقام بها سنة تقريباً . وداوم على صحبة أكابر الوقت . ثم عاد إلى وطنه المألوف بعد إقامته في هراة خمس سنين . واختار أمر الزراعة بتاشكند . نبذة فى ذهاب عبيد الله لملاقاة شيخه مولانا يعقوب الجرخي قدس سرهما قال: لما وصلت إلى جل دُختّرَان حين ذهابى إلى هراة أول موه ازأيك فيه 'تاجرا فى غاية الحسن .والجمال ؟ قاغدا على .بات رياظ وفهمت أنه مشتغل بطريقة خواجكان فسألته : عمن وصل إليك الطريق ؟ فأظهر الحال في الحال وقال : وصلت إليّ النسبة عن شيخ في هلفتو من خلفاء خواجه بهاء الدين . يقال له يعقوب الجرخي قدس الله سرهم . وبيّن لي فضائله وشمائله . فأردت أن أرجع من المحل ثم أبادر بعد ذلك إلى صحبة مولانا يعقوب . لكن ذهبت إلى هراة . فاتفق لي هناك لبث أربع سنين . فبعده توجّهت إلى هلفتو. ولما وصلت إلى ولاية صفانيان لم أقدر أن أخرج منها بسرعة بسبب المرض والحمى الباردة مدة عشرين يوما . وخاض بعض الناس بنواحي صفانيان في غيبة مولانا يعقوب الجرخي قدس سره . فوقع فتور عظيم في قصد الملاقاة له بسبب استماع كلماتهم البعيدة عن الصواب وقت المرض . فقلت في نفسي : قد قطعت هذه المسافة البعيدة “فلا يحسن الرجوع: من غين ملاقاتة ؛ فتوجّهت نحوه . ولما وصلت إليه ولقيته أظهر لي التفاتاً كثيرة . وكلّمني من كل باب . ولما جئته في اليوم الثاني أبرز لي غضباً كثيراً . وتلقاني بخشونة وغلظة ٠‏ فوقع على قلبي أن حكمة غضبه إنما هي لاستماع تلك الغيبة ٠‏ والفتور الواقع بسبب ذلك الاستماع ٠‏ وإن لم يصرح بها ٠‏ ولكن قال : أيسهل أن لا يرى شخصاً قبل شهرين ؟ فتيقّنت منه أن سبب غضبه 50 كان استماع هذه الغيبة . ثم أظهر اللطف في تلك الصحبة بعد ساعة . وأكثر من العناية والالتفات . وبيّن كيفية ملاقاته حضرة الخواجه بهاء الدين قدس سره . ثم مدّ يده للبيعة بعد ذلك . وقال : تعال وبايع . فلم تقبل طبيعتي أن آخذ يده لبياض كان في جبهته , يشبه برصا موجبا لنفرة طبيعية ٠‏ فتفرّس ذلك . ورد يده بسرعة . وبدل صورته بطريق الخلع . وظهر في صورة حسنة بطريق اللبس . فخرج الاختيار عن يدي حتى كدت أن أتعلق به من غير شعور ٠.‏ ثم مدَّ يده ثانياً . وقال : إن الخواجه بهاء الدين قد أخذ بيدي وقال : إن يدك يدي ٠‏ فمن أخذ بيدك فقد أخذ بيدي . فخذ بيد خواجه بهاء الدين . فأخذت بيده بلا توقف . ثم قال لي - بعد تعليم طريق خواجكان بطريق النفي والإثبات ؛ الذي يقال له الوقوف العددي - : إن هذا الطريق هو الذي وصل إليَ من خواجه بهاء الدين. قدا شرةفإت. بدا“ لك أن تر الطالبين بطريق الجذية” فلك الخيار في ذلك . قال بعض أصحاب مولانا يعقوب الجرخى قدس سره له : لقَّدتَ الطريقة طالباً في هذا الوقت . ثم قلت له عقب ذلك : فإن بدا لك أن تربي . . إلخ ! فكيف يمكن الإجازة في هذه المدة اليسيرة ؟ فقال له مولانا يعقوب : ينبغي للطالب أن يحضر هكذا . قد هيأ جميع أموره . وإنما كان موقوفاً على الإحازة فقط . وله قوة لكل ما قبل . ذكر المعاني واللطائف المتعلقة بالآيات والأحاديث : قال في معنى الحمد لله : للحمد بداية ونهاية . فبدايته : حمد العبد في مقابلة نعمة وردت إليه لعلمه أن الحمد يزيد النعمة . ونهايته : حمد العبد في مقابلة نعمة كانت سبباً لقرب الحق سبحانه وتعالى . مثل القوة التي يقوم بها بحق العبودية من صلاة ٠‏ وصوم . وزكاة . وحج . وأمثالها , بل نهاية الحمد أن يعلم العبد أن ليس في مظهره غير الحق سبحانه ؛ /ا 1 مطلب ولا كمال للعبد غير أن يعلم أنه معدوم صرف . لا ذات له . ولا صفات . ولا أفعال. وسير نفسه بهذا الفكر . أعنى أنه تعالى قد جعله مظهراً لصفاته . 1 قال في معنى قوله تعالى #وَوَِلٌيِنَعبَاوِكَألشَكُورٌ 4 : إن الشكور في الحقيقة هو مَن يشاهد المنعم في النعمة . وقال : قال الإمام الغزالي قدس سره : إن التلذّذ بالنعمة لا ينافي الشكر لو كان التلذذ من جهة كونها سبباً للوصول . قال في معنى قوله تعالى «إ وَكُْوُوا م ألصَديقِيت © إن للكينونة معهم معنيين: كينونة بالصورة؛ وهي التزام مجالسة أهل الصدق ومصاحبتهم . حتى ينور باطنه بأنوار صفاتهم وأخلاقهم . بسبب دوام الصحبة معهم . وكينونة بحسب المعنى ؛ أن يلتزم طريق الرابطة بالباطن بطائفة يستحقون الوساطة . ولا تنحصر الصحبة في المجالسة الصورية والنظر بالعين . بل ينبغي أن يجعل الصحبة دائمة . ولما كان للإنسان استعداد تام للتأثر ممن يصحبه ويجالسه . كان مأموراً بهذا الأمر. وأي عمل يعدل ويقابل جذبة واردة من طرف الحق سيحانه ببركة صحبة الصادقين ؟ ! وجذبة من جذبات الحق توازي عمل الثقلين مؤيد لهذا . قال في معنى قوله تعالى 9 مامه تمَّدَرَهُمَ 4 إن المراد كن متوحجهاً إلى نفس الذات دون الصفات . قال في معنى قوله تعالى بإ لِسِ الْمُلْكُ الوم يلو رِالَْهَارٍ 4 المراد من الملك قلب السالك . يعني لما تجليّ الحق سبحانه للقلب بقهر الأحدية لا يترك فيه شيئاً غيره . فيلقي إليه صدى لمن الملك اليوم . فإذا لم ير في تلك المملكة غيره يجيب تعالى بنفسه بالضرورة بقوله : لله 70 الواحد القهار . وصدى سبحاني ما أعظم شأني . وأنا الحق . وهل في الدارين غيري . وأمثالها كلها من هذا المقام . القناعة قال في حديث ١‏ القناعة كنز لا يفني » : القناعة عندنا أن لا يميّر الإنسان بين خبز شعير ناضج وبين غير ناضج حين وجده . وأن يأكل مه شيئا ما يقدر به أن يحرك يديه ورجليه للصلاة . وينبغي العيش على وجه فين ذلك الغيش :دائما + :وان يقنع في الذكل والليش نما لاسوء أدين منه . ثم فتح يده المباركة وقال : إذا جاع شخص يكفيه كفة من الأرز أو الدقيق . فمن اعتاد هذا استراح . قال في خبر « التكبر على المتكبر صدقة » : التكبر نوعان : أحدهما مذموم . والآخر محبوب . فالمذموم : هو التعظم على خلق الله تعالى . والنظر إليهم بعين الحقارة . وأن يرى نفسه فوق الناس . والمحبوب : عدم الالتفات إلى ما سوى الله تعالى والتعظم على غير الحق . بمعنى أن يرى غير الحق سبحانه حقيرا عديم المقدار . وقطع العلاقة عنهم . وهذا التكبر منك يوصل إلى مرتبة الفناء . قال : ورد في الحديث ١‏ شيّبتني سورة هود » وذلك لورود الأمر فيها بالاستقامة كما في قوله تعالى :9 دَأسْبَقِمْ كنآ أمِرتَ # والاستقامة أمر في غاية الصعوبة . فإنها استقرار في حدٌ أوسط في جميع الأفعال والأقوال . والأخلاق والأحوال . على وجه لا يقع التجاوز عما هو ضروري في جميع الأفعال . ويكون محفوظا عن طرفي التفريط والإفراط . ولهذا قيل : 510 مطلب العبرة بالاستقامة ولا اعتبار لظهور الكرامات قال في معنى حديث «١‏ لي مع الله وقت» : أي وقت مستمر شامل لجميع أوقاته . يعني كان لسرّه يت اتصال وارتباط بالحق سبحانه على سبيل الدوام ؛ على وجه كان لا يتسع شيئاً غيره أصلاً . ولكن كان مدركته # المسماة بالقلب تسع كل شيء في وقت واحد . من مصالح الدنيا . ومحاربة الأعداء . ومباشرة الأزواج . وغيرها . وقال البعض : معنى الحديث وقتٌ عزيرٌ نادرٌ . ويحصل هذا الحال للكاملين على سبيل الندرة . قال في معنى الحديث « أدبني ربي فأحسن تأديبي » : بأن أعطاني الجامعة لجميع خصال النعوت المرضية . والخصال الحميدة التي تقتضي ما يلائم حضرة المحبوب . كيف لا يكون مقهورا ومدفوعا ما لا يكون ملائما ومرضيا لحضرة المحبوب عند ظهور سطوة سلطنة المحبة التي هي قطب دائرة التوحيد ؟ أم كيف لا تحصل الخصال الحميدة والأخلاق المرضية بعد حصول المحبة ؟ بل لا يستعمل المّحبٌٌ نفسه إلا في مرضيات حضرة المحبوب وملائماته . لكونه مطلعاً على جميع دقائق مرادات حضرة المحبوب . ذكر ما يتعلق بمعاني كلمات الأولياء : صاحبوا الله . فإن لم تطيقوا فصاحبوا من يصاحب الله . أنَّ المراد الحضور والشعور اللازمان للصحبة . وورد في التوجه الإيجادي للإنسان : خلقت بيديٌّ . أي بالأوصاف المتقابلة . يعني فيه من جميع الأوصاف . ومن جملتها الحضور الذاتي . فإن الله تعالى حاضر لذاته بذاته أبداً وأزلا . فظهر منه أن الحضور والشعور 6 في أفراد الإنسان ليس منهم . بل من أشعّة شمس الحضور الذاتي التي انعكست في جدران المظاهر ونورتها . ولا كمال للإنسان غير تحقيق حاله . وعلمه بأن ما حصل فيه من الحضور وغيره ليس منه . بل منه تعالى . ولا حنَّ له في ذلك . قال فى تحقيق ما قاله بعض المحققين : لو أقبل صدّيق على الله تعالى آلب القاسئة كم أعرضن عنه لحظة قم فاته أكثر ميا اله إن :تلك الطائفة قد يصلون إلى مقام يكتسبون فيه في نفس واحد جميع الكمالات التي اكتسبوها فيما قبل . وفى حكاية أن بعض الأشقياء سعى إلى خليفة الوقت بنميمة أن هؤلاء الطائفة العلية زنادقة يُضلون الخلق . والأصلح أن تأمر بقتلهم . فجاؤا بهم دار الخلافة , وأوردوهم في ميدان السياسة . وأمر بقتلهم . فلما أراد السياف أن يقتل واحداً منهم جاءه الآخر والتمس أن يقتله أولاً . فقصده السياف فجاءه الثالث والتمس قتله قبل صاحبه . فبقي السياف متحيراً وقال متعجباً : ما بالكم تشتاقون إلى القتل ويتبادر أحدكم قبل صاحبه ! فقالوا: نحن من أهل الإيثار . وقد وصلنا إلى مقام نكتسب فيه في كل نفس جميع الكمالات السابقة . فيؤثر كل منا صاحبه بحياته على نفسه . ليتنفس في تلك الفرصة أنفاساً . فيكتسب فيها الكمالات . فبلغ الكلام سمع الخليفة . فتنبّه وبحث عن أحوالهم بالتحقيق . ولما اطلع على كمالاتهم قال : لو كان هؤلاء زنادقة ليس في العالم صدّيق ثم اعتذر إليهم . وخلّى سبيلهم . وأعادهم إلى مكانهم بتمام الإعزاز . قال : قال بعض الأكابر : مَنْ غمض عينه عن الله طرفة عين لم يهتد طول عمره . معناه أنه لا يهتدي لتدارك زمان فات وقت الإغماض . أي لا يمكن تداركه لكونه فائتاً لا على عوض . قال : قال بعضهم : أرباب الأحوال يتبرؤن من الأحوال . أي أن الاستغراق والاستهلاك ليسا بموجبين للترقي . 3 مطلب فإنه قد تحقق أن الترقي مربوط بدوام العمل . ولا شك أن زمان الاستغراق والاستهلاك زمان الامتناع والتعطل عن العمل في الحقيقة . بل هما من أحكام موطن الآخرة . وإنما ظهرا في هذا الموطن بطريق الاستعمال . فإن لم يظهرا في موطن الدنيا يظهران في موطن الآخرة البتة بالطريق الأكمل . فلا جرم يتبرأ أرباب الأحوال من الأحوال بناء على هذا التحقيق . مطلب قال: كتب خواجه محمد يارسا قدس سره أن حقيقة الذكر عبارة عن تجلي الحق تعالى لذاته بذاته في عين العبد من حيثية اسمه المتكلم . وقال : لا يتيسر هذا المقام من غير أن يشتغل الطالب بالذكر مدة مديدة. حتى يحصل في قلبه دوام الحضور . فإن كرّ في ميدان الاجتهاد ثانياً وسلب هذه النسبة عن نفسه فهو عناية له من الحق تعالى . ثم أنشد البيت : حملت كمرء طالب الثأر مرة فيجزت بها علماً إلى عين معلوم قال : قال الشيخ أبو بكر الواسطي قدس سره : إن كنت قائماً بغيرك فأنت فان بلا جمع ولا تفرقة . قال : الجمع هنا كناية عن رؤية التوفيق في العمل . والتفرقة عبارة عن أداء وظائف العبودية بوصف نفسه . قال : قال الأكابر في معنى الجمع وجمع الجمع : إن الجمع ماله عليك . ومالك عليك . وجمع الجمع مالك . وماله عليه . روسن بيان الحقائق والداقائق التى نقلها عن قال : إن أهل الإرادة فى غاية القلة والندرة . كتب واحد من المشائخ إلى آخر من أكابر عصره : أن المريدين قليلون جداً . فإن أصبت علامة من المريد الصادق أرسله إلي . فكتب في جوابه : إن المريدين قليلون هنا أيضاً . فإن أردت شيوخاً أرسلكم مقدار ما تريد . ونقل عنه أيضاً أنه قال : لو نقشوا صورة درويش على جدار ينبغي أن تمر تحتها بالأدب . قال : لما وقعت للشبلى قدس سره إرادة طريقة الطائفة جاء عند الشيخ محمد خير . فأرسله إلى الجنيد قدس سره . وإن إرساله إليه ليس لكونه عاجزاً عن تربيته . بل لحفظ الأدب مع الجنيد . لأن الشبلي من أقرباء الجنيد . فأمره الجنيد بالكسب إلى سبع سنين . وبردٌ المظالم التي صدرت عنه في أيام حكومته . ثم أمره بعده بخدمة بيت الخلاء والمتوضئ . وبقي فيها سبع سنين . وكان في تلك المدة يهيئ لأصحاب الجنيد قدس سره أحجار الاستنجاء ومياه الطهارة . ثم علمه الطريقة بعد أربع عشر سنة . وأمره بالرياضة . قال: اشتغل سهل بن عبد الله التستري قدس سره بالرياضات الشاقة . ودوام الذكر مدة مديدة . حتى تقاطر دم من دماغه . وكان يكتب نقش (الله) من كل قطرة قطرت في الأرض . ثم أمره شيخه بالمحافظة على نسبة الحضور بعد تلك الاشتغالات . تن مطلب مهم لا تغفله قال: من كلام خواجه عبد الخالق الغجدواني قدس سره : أغلق باب المشيخة وافتح باب المودة . وأغلق باب الخلوة وافتح باب الصحبة . مطلب قال : قال بعض الأكابر : إن بعد صلاة العصر ساعة ينبغي الاشتغال فيها بأفضل الأعمال . قال البعض : إن أفضل الأعمال في تلك الساعة المحاسبة ؛ بأن يحاسب الطالب ساعات ليله ونهاره . كم ساعة منها مرت على الطاعات . وكم ساعة مرت في المعاصي . فما صرفت في الطاعات فيشكر . ومبذولة في المعاصي فيستغفر . وقيل أفضل الأعمال في تلك الساعة كون الطالب في صحبة شخص يعرض فيها عن ما سواه تعالى . ويجذبه إلى الله تعالى . وقال أهل الحق : أفضل الأعمال ما يكون الطالب بسبب الاشتغال بذ معرضاً عن :غير البحق: تعالى.. قال في بيان كون الصحبة مع الأغيار موجبة لفتور النسبة : وقع يوماً فتور للشيخ أبي يزيد البسطامي قدس سره فقال لأصحابه : دخل فى مجلسنا أحد أجنبى طرأ عليّ فتور بسببه . فالتمسوه . فقالوا بعد تفتيش : ليس في المجلس أجنبي . فقال التمسوه من بيت العصا . فالتمسوا فوجدوا عصا أجنبية . فرموها بعيدا . فوجد الشيخ في الحال . وتبذلت تفرقته بجمعية . ووقع أيضاً على خواجه أحمد اليسوي قدس سره فقال إن في صحبتنا هذه أجنبياً قد انفلت حبل النسبة بسببه . فوجدوا بعد تفحص كثير في صف النعال نعلاً أجنبية . فرموها خارج الباب . فحصلت الجمعية لهم وصفاء الوقت . وارتفعت التفرقة . 37 مطلب قال : قال أكابر الطريقة قدس الله تعالى أسرارهم العلية : إن كل مذمّة ومسبّة عليك من شخص ينبغي لك أن تعرف على الحقيقة بأنك موصوف بها. ومستحقٌ لإطلاق ذلك . مثلاً : إذا قيل لك : يا كلب يا خنزير! فأيقن أن فيك خصلة من صفات الكلب . أو الخنزير . أو غيرهما مما يطلقون عليك . وذلك فإن الإنسان نسخة جامعة . وكما أن فيه صفات ملكية . كذلك هو غير خال من الصفات السبعية والبهيمية . كان واحد من الأكابر قاعداً عند سيد الطائفة الجنيد قدس سره فدخل عليه الشبلي . فمدحه هذا الشيخ في حضور الجنيد بمدائح كثيرة . فقال له الجنيد بعد تمام كلامه : أكل هذه التعريفات والمدائح لهذا الخنزير! فصار الشيخ منفعلا غاية الانفعال لإطلاق الجنيد لفظ الخنزير على الشبلي بسبب تعريفه ومدحه إياه . ولكن لم تحصل كراهة للشبلي أصلاً . ظاهراً ولا باطناً . ولم يطرأ عليه تغير أبداً! قدس الله أسرارهم العلية . قال: خلاصة التصوف تحمل الأثقال من الناس . وكفٌ ثقله عنهم . وينبغي للسالك الصبر على بلاء الله تعالى . بل الشكر عليها . فإن له تعالى بليات كثيرة بعضها أشد من بعض . قال : قال الخواجه بهاء الدين قدس سره : رأيت في مكة اثنين . التزها قن عار علن اليمة , والكخر كن تهاية القكة ,آنا حيس الهندة فرأيته في الطواف قد تعلق بحلقة باب الكعبة يسأل الله تعالى شيئاً غيره في مثل هذا المحل الشريف . وأما عالي الهمة فرأيته في سوق منى . كان شاباً انّجِرَ فيه . وحصّل مقدار خمسين ألف دينار تقريباً ٠‏ ولم يغفل قلبه لحظة في تلك الفرصة عن الحق سبحانه وتعالى حتى جاء الدم من باطني من الغيرة من هذا الغلام . 73776 قال : كان الشيخ أبو يزيد قدس سره يمشي مرة على طريق فأقبل عليه كلب قد ابتلت أعضاؤه . فطوى ذيله تحفظأً منه . فقال له الكلب بلسان فصيح : يا أبا يزيد ! إن تنبّس ذيلك لكان يطهر بالماء . ولكن لما طويته تحفظا مني واعتقدت نفسك أطهر مني . فبأي ماء تقدر أن تغسله ؟ قال: نقل عن سيد الطائفة الجنيد قدس سره أنه قال : المريد الصادق من لا يكتب كاتب شماله مدة عشرين سنة . وليس معنى هذا الكلام أن المريد الصادق يكون معصوما لا تصدر عنه جريمة أصلاً في تلك المدة . بل المقصود أنه وإن صدرت منه جريمة لكنه يتداركها قبل أن يكعب'كاتب شبماله ٠‏ ويدفعها عن نفسهيوجه من الوجوة . قال : قال الخواجه محمد بن علي الحكيم الترمذي قدس سره: إن لحياة القلب درجات . ولا تحصل إلا بالاقتصاد . وهو دوام الذكر في النوم واليقظة . مطلب والذكر ذ د ل ا ل ل ا ود الذكر الذي يراه في المنام لا يوجب الترقي عند محيي الدين العربي . وبعض آخر يرى الترقي منوط بعمل ناشئ عن علم . وما يراه في النوم ليس من هذا القبيل . قال : قال الخواجه محمد يارسا قدس سره : إن المداومة على الذكر تبلغ مرتبة تتحد حقيقة الذكر مع جوهر القلب . ويحتمل أن يكون معنى الكلام أن حقيقة الذكر أمر منزَّه عن الحروف والأصوات . وجوهر القلب عبارة عن لطيفة مدركة منرّهة عن شائبة كم وكيف . فيحصل الاتحاد لهذه اللطيفة بهذا الأمر المنزه عن الحروف والأصوات بواسطة كمال الاشتغال . ويظهر وصف الوحدة والواحدية . فلا يقدر الذاكر فى هذا الحال أن يفّق بين جوهر القلب وحقيقة الذكر بسبب استيلاء المذكور وغلبته على مملكة القلب . وارتباط القلب بالمذكور على وجه لم يبق فيه فكر غير المذكور . ولا يسعه أصلاً . مطلب يمكن لنا أن نبيّن الشريعة والطريقة والحقيقة في جميع الأشياء . قال: سمعت مولانا نظام الدين رحمه الله تعالى يقول : يمكن لنا أن نبيّن الشريعة والطريقة والحقيقة في جميع الأشياء . فإن الكذب مثلا منهي عنه . فمن حفظ لسانه منه بالمجاهدة والسعي على طريق الاستقامة . بحيث لا يصدر عن لسانه باختياره وغير اختياره . فهذه شريعة . ولكن يمكن مع ذلك أن تكون في باطنه داعية الكذب . فالسعي والمجاهدة في دفع هذه الداعية عن باطنه طريقة . فإن كان بحيث لا يصدر عنه الكذب باختياره وغير اختياره . لا من قلبه . ولا من لسانه . فهذه حقيقة . قال لواحد من الأصحاب: إذا حصلت لك نسبة في صحبة خواجه بهاء الدين مثلاً . ثم وقعت في صحبة شيخ آخر. ووجدت منه هذه النسبة أيضاً فماذا تصنع ؟ أتترك صحبة خواجه أم لا؟ ثم قال: إذا وجدت هذه النسبة من كل مكان ينبغي لك أن تعتقد أنها أيضا من خواجه بهاء الدين قدس سره . ١‏ قال: وقع واحد من مريدي قطب الدين حيدر في رباط الشيخ شهاب الدين السهروردي . وكان جائعا . فقلب وجهه نحو قرية شيخه وقال : شيئاً لله يا قطب الدين حيدر . فاطلع الشيخ شهاب الدين على حاله . وأمر خادمه أن يحمل الطعام إليه . ولما فرغ الدرويش من الطعام جعل وجهه أيضاأ إلى جانب قرية شيخه وقال : شيئا لله يا قطب الدين حيدر . لا تحرمنا من بركاتك أصلا ولا تنسنا حيث ما كنا. ولما جاء الخادم عند الشيخ سأله الشيخ : كيف وجدت هذا الدرويش ؟ قال : أبله ! يأكل طعامك . ويشكر قطب الدين حيدر . فقال : ينبغي أن تتعلم المريدية منه . حيث يعتقد كل فائدة حصلت أنها من شيخه ظاهراً وباطناً . من أي /ا71 مكان جاءت تلك الفائدة . وقال في سياق هذا الكلام”" : إذا وجد المريد الصادق شيخاً أكمل من شيخه يجوز له أن ينقطع عن الشيخ الكامل . ويتصل بالشيخ الأكمل . وقال : قال الشيخ أبو عثمان الحيري قدس سره : كنت متمئّياً من قلبي الاحتظاظ بمواجيد هذه الطائفة وأذواقهم في مبادئ الحال دائما , فوصلت إلى مجلس وعظ يحيى بن معاذ الرازي اتفاقاً . فاطمأنٌ قلبي هناك . فكنت في ملازمته مدة . ثم وقعت بعد ذلك في صحبة شاه شجاع الكرماني قدس سره . ولما حضرت عنده طردني عن مجلسه . وقال : الشعاحت أل لا لش و دع د فيلت فى سس عا ترأمترى هله عتبته . فلا أرفع رأسي عنها أبداً . فأذن لي بحضور صحبته بعد مدة . فكنت في ملازمته زماناً . ثم توجّه الشيخ في ذلك الأثناء لزيارة الشيخ أبي حفص الحداد قدس سره ورافقته فيه . ولما وصلت إلى صحبته أخذني عني بالتمام . ولكن لم أقدر أن أقول لشاه شجاع أنا أكون هنا . ولما تهيأنا للرجوع قال الشيخ أبو حفص لشاه شجاع : إن لي مع هذا الغلام الحيري لأمراً فاتركه عندي . فتركني عنده وذهب . فتمّ أمري في صحبة أبي حفص وخلدمته . قال: قال الشيخ أبو القاسم الجرجاني قدس سره: ينبغي أن تجالس شخصاً تكون بكليتك إياه . أو يكون بكليته إياك . أو تكونا فانييين وممحويّئن في الله . بحيث لا تبقى أنت ولا يبقى هو . (1) وفي « الفيض» : إذى ظهر للمريد أنَّ الشيخ الآخر كامل ممّن يقتدي به فله ذلك . « بريقة ٠‏ ص 7١‏ . وقال بعض الصوفيّة سام 20 ار فقده أن لا يصحب إلا من هو أكمل منه وإلا حيل صحبته مع الله ٠‏ كما قيل : كن مع الله وان لع نشت كن مع من كان سم اد تحال ٠ ٠‏ كما في قوله تعالى : ا ومُونوا مع ألصديقينت 4. ٠‏ لعل ذلك مقيّد بعدم إذن الشيخ . « بريقة » صحيفة 5١‏ فراجعه . (هامش الأصل) . 71 رقن ائر و#على حاط تحص اف تحلص فير خوالس عو الا أحرار قدس سره أن ليت حضرة شيخنا يتصرف فى باطنى . فأشرف على خاطره وقال : إن كمال التصّف يقع في وقت أكون أنا إياك . أو تكون أنت إياي . ثم قال : إن عبد الله كان رجلا بدويا . فذهب لطلب ماء الحياة فوصل إلى الخرقان فوجد فيه عين ماء الحياة . فشرب منه حتى لم يبق هو ولا الخرقاني . قال : نقل عن الشيخ أبي سعيد أبي الخير أنه قال : تكلّم في ماهية التصوف سبعمائة شخص من مشائخ الطريقة قدس الله تعالى أرواحهم . وأتم الأقوال وأحسنها في هذا الباب هو : أن التصوف صرف الوقت لما هو أولى به . قال : قال مولانا نظام الدين قدس سره : المشيخة أن يقدر الإنسان أن يجمّل نفسه بجمال في نظر المريدين . فإنه متى لم يوجد الجمال لا تتقوّى رابطة المريد بمراد وجه المحبة التي هي موجبة للجذبة والتصرّف . وقد علمت ذلك بتدبير العقل وتجربته ٠.‏ ولكن لا وقت لي لأن أتكلّف دائماً وأظهر نفسي بالجمال ٠‏ حتى لا يقع فتور على عقائد الناس وعلاقتهم . ولهذا سّنَّ تسريح اللحية ٠.‏ وتحسين تكوير العمامة , وتنظيف الثياب . وغيرها مما يترتب عليه تحسين الظاهر . قال في بيان تعظيم السادات وتوقيرهم : لا يطيب قلبي لأن أكون في ديار فيها سادات ؛ فإن حرمتهم وشرافتهم كثيرة جداً. ولا أقدر أن أقوم بحق تعظيمهم . ثم قال : قام الإمام الأعظم رضي الله تعالى عنه يوما في أثناء مجلس درسه على قدميه مرات . ولم يعلم أحد سبب قيامه , فسأله عن ذلك واحد من تلامذته . فقال : إن طفلا من السادات العلوية يلعب في صحن المدرسة مع الأطفال . وكلما يجيء في مقابلة الباب ويقع عليه نظري أقوم تعظيماً له . عض قول غريب مهم جدا قال : قال بعض الأكابر : اجتهد فى أن لا تحمل عملك إلى القبر . ومني اكلام أن يدي أن تلم أندعنا من غلك لين به ابلك م بل هو قائم بتوفيق الله تعالى . قال : عرض ليلة لخواجه باقي ألم فلم ينم فيها ٠‏ ولم أنم أيضاً من ألمه . ثم قال : ينبغي لمن له علاقة بشخص أن يتألم ويتأنّر من ألمه ٠‏ بل ينبغي أن يتأثر من كل ألم واقع على كل شيء . وقد ضربوا يوماً حماراً في محضر أبي يزيد قدس سره بعصا حتى سال الدم من ضلوعه . فسال الدم من ضلع أبي يزيد . وفي هذا الكلام إشارة إلى التحقيق بمقام الجمع . قال: كنت مرة في مجلس الشيخ بهاء الدين عمر قدس سره فقال له شخص : إنه قال بعض المحققين في أوائل حاله : إن الممكن عين الواجب . ثم رجع عن هذا الكلام أخيراً وقال : بل الواجب عين الممكن . فما وجه ذلك ؟ قال الشيخ في جوابه : إنه قال كلامه الأول في حال عدم استقامته . وقال كلامه الآخر في حال استقامته . ثم قال خطاباً لحضّار المجلس : إنه ما الفرق بين الكلامين ؟ فلم يتجاسر أحد في الجواب . ولم يقولوا شيئاً . ولم يقل الشيخ أيضاً فيه شيئاً لحضور جمع من الأمراء الترخانية عنده . قال: سألني الشيخ بهاء الدين عمر قدس سره أنه هل الأفضل للمبتدئ السفر أم الإقامة ؟ قلت : لا يحصل للمبتدئ شيء من السفر غير تفرقة القلب . وإن السفر لمن حصلت له صفة التمكين . ولا يناسب للمبتدئ في اعتقادنا ٠‏ بل اللائق بحاله واللازم له أن يكتسب صفة التمكين قاعداً في زاوية . بل اللازم كونه في بلده . وذهب بعض المشائخ إلى خلاف ذلك . وقال : ينبغي للمبتدئ أن يسافر ليتخلص عن بعض العادات والرسوم والمألوفات الطبيعية ؛ بسبب مهاجرة الأوطان . ومفارقة 7 الإخوان . وليحصل له بعض التزكية بواسطة الرياضات والمجاهدات التى هن اح لورام المفر.إوآنا 'معتقد اكاير اللعقيندية كلمن شرهم فى اناب الإقامة والسفر لزوم السفر للمبتدئ إلى أن يصل إلى صحبة واحد من هذه الطائفة . ثم يلزمه بعد ذلك الإقامة عنده . والتزام صحبته . والمداومة على خدمته . والاشتغال بكمال الاجتهاد إلى أن تحصل له ملكة نسبة هذه الأكابر . وتكون تلك النسبة ملكة . فإن وجد فى بلده شخص من هذه الطاضة فلا تارق ميصيه.. ولا باقن إلى طرتك ما لين .فإن قعل شيئاً خلاف ذلك فهو مضيّع لوقته . قال: سافر الشيخ أبو يزيد قدس سره في بدايته من بسطام إلى بلد آخر لصحبة واحد من أكابر وقته . فقال له ذلك الشيخ : ارجع إلى بلدك فقد تركت المقصود فيه . فرجع . وكانت له أم مُسِنّةَ ضعيفة ١‏ فقام بخدمتها وطلب رضاها . فحصل مقصوهه بها . وأَوَّل الشيخ محيي الدين بن العربي قدس سره هذا الكلام وقال : كانت إشارة هذا الشيخ إلى أن ما هو المقصود الحقيقي محيط بجميع الأزمنة والأمكنة . لا تختص إحاطته بمكان دون مكان . فنيّه أبو يزيد إلى هذا السر . وأن لا حاجة إلى قطع المسافة في طلبه أصلا . قال : ينبغي للسالك أن يلتزم طريق المذلة والمسكنة لتحصيل الفناء والاضمحلال . حتى يرى جمال الشاهد اللاهوتي في مراة انعدامه . قال : كل ما به لا يطيب قلبه من شماتة الناس وشتمهم لا تصل إلى مشامٌ روحه رائحة من معان الرجال . فإنه قد تقرّر عند أهل التحقيق أن لا فاعل في الوجود إلا الله . هف مطلب فكل ما وصل من المحبوب من شماتة ومذلة ينبغي للمحب أن يعده من رأس مال سروره . ومستوجبا لحضوره . قال : كل مَن تكلم في حق شخص بكلام في تنقيصه لا يلائم ذلك في قلب المقول عليه البتة . فإن الإنسان مجبول على التأثر . والتنافر عن نسبة النقصان إليه . والحق إبعاد ذلك التأثر والتنافر . وذلك لا يتيسّر بدون الرجوع إلى الحق سبحانه . لا بالذكر ! ولا بالمراقبة ! والسلوكٌ عند أرباب الطريقة معتبرٌ بهذا . قال: لا شيء في تصفية الحقيقة الإنسانية مثل البلاء والمحنة . وهما رافعتان للحجب الظلمانية الكثيفة بالخاصية . ومضمون قوله 3 : ٠‏ إن أشدَّ البلاء على الأنبياء . ثم على الأولياء . ثم الأمثل فالأمثل » ناظرٌ إلى هذا المعنى . وأنا معتقد لذلك . ولا أحد يعتقده من أصحابي . قال: إذا مشى صاحب وجد وحال في طريق وفيه كلب نائم فأقامه عن الطريق ليمرّ منه بسهولة . ثم نظر إلى نفسه ووجد الوجد والحال باقيتن على حالهما ! فليعلم أنه مكرٌ من الحق سبحانه عليه , واستدراج منه إليه . حيث لم يأخذ منه الوجد والحال . مع ارتكابه لهذا الفعل الشنيع . قال: المكر الإلهي على نوعين : نوع بالنسبة إلى العوام . ونوع بالنسبة إلى الخواص . فالذي للعوام : إرداف النعمة مع التقصير في الخدمة . والذي للخواص : إبقاء الحال مع ترك الأدب في الأفعال . مطلب مهم قال : ينبغي لمن يجتهد في تحصيل النسبة النقشبندية أن يكون شغله على وجه إذا نازع شركاؤه لسقي الزرع مثلا . وبلغ جدالهم نهف حدّ المضاربة . وشجّ رأسه وسال دمه على وجهه مثلاً . لا تكون في قلبه كدورة وكراهة أصلا . بل يظهر منه النزاع بحسب الظاهر فقط , ويكون باطنه مسروراً ومنشرح الصدر من أذى الناس وجفائهم . ويعذرهم في ذلك . ولا يذهل عن نسبته بما صدر عنهم . ولا ينقطع قلبه عن الله تعالى . قال: إن الله تعالى متوجّه لجميع الموجودات بدوام التجلّي الاتحادي . فالذي يقعد في زاوية باختياره ويسميه خلوة وعزلة ليس له عذر أصلاً ٠‏ فإن عدَّ مثل هذا التجلّي العظيم الشأن باطلاً فهو جاهل غاية الجهل . وإن اعتقد أنه حق فلم لا يقوم بحقه ؟ ولا يشتغل بشيء من طرفه ؟ قال : إن السر في ظهور النسبة النقشبندية في ملاء ومواطن تفرقة . أكثر من ظهورها في خلوة ومواضع جميعة هو أن هذه النسبة محبوبة . ومن عادة المحبوب الاحتجاب حين دعي إلى الخلق . قال: إن صحبة أهل هذه النسبة بغير هؤلاء الطائفة الذين غلبت عليهم هذه النسبة في بداية حالهم سبب لفتور عظيم في النسبة . ولو كان من أهل الزهد والتقوى ! وهذا الكلام ليس بإنكار للزهد والتقوى . فإنها في غاية الصفاء والنورانية . ولكن لما كان الغالب على أهلهما نسبتهما تحصل تلك النسبة في صحبتهم لأهل نسبة هؤلاء الطائفة أيضاً . فيبقى خالياً عن نسبة هؤلاء الطائفة التي هي فوق جميع النسب . فإن الحكم للغالب . فإن كان حال صحبة أهل الزهد والتقوى كذلك . فما ظنك في تأثير صحبة الأشقياء والأجانب ؟ ! وفيما يحصل منهم من النسب الظلمانية ! رذفا مطلب قال : جالسوا جماعة لا يغلبون عليكم . ولا يأكلونكم . يعني لا يكونون أقوى منكم بحسب النفس والهوى . ولا يضيعون أوقاتكم . فإن قال : مَن وقعت في قلبه دغدغة هذه الطريقة . وشوّش خاطره في ذلك الأثناء دغدغة التأهل ينبغي له الإكثار من الاستغفار . فإن لم يندفع بذلك فليختر مكاناً بعيداً عن طائفة النسوان ٠‏ فإن لم ترتفع به فليداوم مِذَّةٌ على الصيام وتقليل الطعام ٠‏ وليعالج نفسه لتسكين قوته الشهوية . فإن لم تندفع بذلك فليطف في أطراف المقابر . وليعتبر بالأموات وليستمدٌ من أرواح الأكابر . فإن لم يتخلص عنها بذلك فليطف بين الأحياء . وليستعن من بواطن أرباب القلوب . وليخدمهم . فلعلهم يدفعون ثقلها ويرفعونها عنه . ولا يضيّعونه تحت أثقالها . قال : إن التزوّج مناسب للأنبياء والأولياء . فإنهم لا يحتجبون عن الح تعالى مع وجود ذلك . وأيضاً هو مناسب للعوام كالأنعام . ٠‏ فإنهم يكملون به المرتبة الحيوانية . وأما المتوسطون بين مرتبة الأولياء والعوام وفيهم تمنّي الطريقة . فلا يناسب لهم التزوج أصلاً ٠‏ فإن خروج نمس راخدا المضتور الله تعالى أفضل من ألف تَمْس من الأولاد . فإن فيه ألوفاً من الفائدة والنفع ٠‏ وفي الأولاد ألوف من الفتنة والضرر . قال : إن أعطيت خمس مائة سنة من العمر فَؤْضاً . وأصرف جميع ذلك في الاستغفار . لا أقدر بذلك على تدارك ذنب صدر عني . وذلك الذنب هو التزوّج . قال المؤلف رحمه الله تعالى: كون التروّج سُنَّةَ محمودة. وردت في مدحه آيات وأحاديث صحيحة . فكيف يصحٌ نفيه ذلك ؟ فالجواب : أن النفي هنا ليس على إطلاقه ٠‏ بل هو بالنسبة إلى بعض الأشخاص اللائق بحالهم التجردٌ الظاهري والباطني . ولا يخفى أن 7 مناسب الطالبين وشأن المريدين بالنسبة لكل زمان يجري على لسان الأولياء أهل الإرشاد . لكونهم من ورثة العلوم الخاصة المحمدية . على مصدرها الصلاة والتحية . ولما كان مناسب المبتدئ فى الطريق فى الزمان طريق التجدد . لا جرم أشار تخواجه عبيد الله - الذي هو الحكيم الإلهي وجامع الجكم الغير المتناهي إلى التجرّد . وأمر بالإجتناب عن التأهل . فتأمّل ! ولا تتأمّل . قال : إذا حصل الحضور بالله للقلب في صحبة أرباب الجمعية . واطمأنَ بها . لا يحتاج فيها إلى الذكر . فإن الغرض من الذكر حصول بنك النسبة نزو انعا ياج اللا لطهوز اليه التكتراة في القلت قال : إذا أخذتم حظأً وافراً من صحبة شخص . فطريق حفظ آدابه أن تعاملوا معه على وجه لا تحصل لكم كراهة منه . ولهذا قيل : : ينبغي للشيخ أن يري نفسه محبوباً في نظر المريدين . ٠‏ فإنه هو الذي كان منشأ للمحبة التي هي سبب لظهور تلك النسبة . فإذا حصلت منه الكراهة التي هي ضد المحبة تزول المحبة . فتزول النسبة لزوال سببها . قال: حاصل الطريقة التقشبندية دوام الإقبال على الحق سبحانه وتعالى . على وجه لا تكون الكلفة فى ذلك الإقبال . والمقصود الكلى أن يحصل الإقبال على الحق سبحانه للطيفة المدركة على الدوام . ولا بد لك من هذا الإقبال حتى تكون مقبلا . الخلوة في الجلوة أن تمشي في الأسواق ولا تسمع أصوات أهلها . وكان لهؤلاء الأكابر أمثال هذه المشغولية والمفاخر . قال : قلت يوماً لواحد من أكابر سمرقند : إنه إذا رأى شخص في المنام أن الحق سبحانه قد مات . فما تعبيره؟ قال : قال الأكابر : إنه إذا رأى أحد موت النبي 5 يت في المنام ؛ ؛ فتعبيره وقوع القصور والفتور في تشرّع صاحب الواقعة . وكأنه رأى في منامه موت صورة الشريعة . ولهذه الرؤيا أيضاً مشابهة لتلك . 7/6 قال شيخنا : يمكن أن يكون تعبيره على وجه آخر : وهو أنه قد يكون لصاحب الرؤيا حضور بالله . فيزول هذا الحضور . ويتطرّق إليه الغفلة والفتور . فيكون تعبيره انعدام نسبة الحضور والشهود . يقول الفقير : قد عبّر مولانا عبد الرحمن الجامي قدس سره هذه الرؤيا بتعبير آخر وقال : يحتمل أن يكون قد زال من قلب صاحب الواقعة وانعدم شيء من من أهوائه التي كان يتخذها إلهاً . بموجب قوله تعالى ِأقمتَ من ند لَه هوَنهُ # فتكون رؤية موته تعالى انعدام ذلك الهوى واضمحلاله . فعلى ذلك ؛ الواقعة دليل على زيادة الحضور . قال: إن كشف القبور عبارة عن تمثل روح صاحب القبر بصورة مناسبة لصورته المثالية ا ما بصيرته . لكن لما كانت في الشياطين قوة التمّل والتشكل بصورة مختلفة » وإشكالات متنوعة . لم تعتبر أكابر النقشيندية قدسٍ الله تعالى أسرارهم هذا الكشف . وطريقتهم في زيارة أصحاب القبور واطلاع أحوالهم ؛ أنهم إذا حصلوا إلى قبر واحد من الأكابر يخلون أنفسهم عن جميع النسب والكيفيات . ويجلسون منتظرين لظهور نسبته . فيعلمون من تلك النسبة حال صاحب القبر . وطريقتهم في صحبة شخص أجنبي أيضا كذلك . فإذا جاء عندهم شخص ينظرون إلى بواطنهم . فما ظهر فيها بعد مجيء هذا الشخص يرون أنه منه . وليس لهم دخل فيه . فيعاملون معه بمقتضى ذلك من اللطف والقهر . وقال الشيخ محبي الدين بن عربي قدس سره لمثل هذا الظهور : تجلي المقابلة د وهو هلا المحتى إنعا هو يواسطة سقاء بواطهم المنؤرة وجلائها . ولطهارة مرآة نفوس حقائقهم عن النفوس الكونية . بحيث لم يبق فيها غير التجلّي الذاتي بسبب كمال محاذاتها للذات المنرّهة عن الكم والكيف . فمتى خليت قلوبهم وطبعها لا يظهر فيها غير الأمر المنرَّه . فما يظهر في بواطنهم غير ذلك لا يكون منهم . بل من انعكاسه في مرآة قلوبهم بواسطة تقابل شخص هُوَ له . لفن وقال لتأييده : قال مولانا نظام الدين خاموش عليه الرحمة يوما : قم بنا نزور اليوم مقابر شاش . فذهبت في خدمته . فقعد عند قبر زمانا , ثم قام بكيفية عظيمة . وقال : قد كان نسبة الجذبة غالبة على صاحب هذا القبر . وكان القبر قبر خواجه إيراهيم كيمياكر . جه كد زمنه . ثم جاء عند قبر آخر وتوقّف فيه لحظة ثم خرج منه وقال : النسبة العلمية غالبة على صاحب القبر :.وكان.ذللك بر الشيخ .زين الدين كوئ عارفان . وكان من العلماء الربانيين . قال : قد تقرّر عند أهل التحقيق أن الترقّي واقع بعد الموت . وكلام الشيخ محبي الدين ابن عربي ناظرٌ لهذا حيث قال : اجتمعت مرة في تجل من التجليات مع أبي الحسن النوري قدس سرهما . فقبلني وصار ريّاناً مني . فقلت له : ألم تقل أن عطشان التوحيد لا يروى من الغير ؟ فخجل . فقلت : من أخذ عن العالي لا يقال أنه أخذ عن الغير . ولأرباب التحقيق كلام كثير غير هذا يدل على الترقي بعد الموت . قال الشيخ محبي الدين بن عربي قدس سره في بعض مواضع « الفتوحات » : إن أحد ثُفاة الترقي لاست لس ار الس روي . ولا يخلو حاله بعد الموت من أحد الأمرين : إما أن يعلم يقيناً أن الترقي واقع . أو يعلم أنه غير واقع . فإن كان الأول! ثبت المدّعى . وإن كان الثاني ! فهو علم آخر حصل له بعد الموت . فالترقي بعد الموت حاصل على كل حال . قال يوماً في صفة الفقر: خاطب الحق سبحانه الغوث الأعظم بهذا الخطاب : يا غوث الأعظم ! مُرْ أصحابك باختيار الفقر . ثم بالفقر عن الفقر . فإذا تمّ فقرهم فلا هم إلا أنا . قال: ومن كلام بعض الأكابر: إن الله تعالى يميّر نفسه في مرتبة الواحدية إن أراد . ومعنى الكلام : أنه تعالى يعطي الإنسان علما واستعداداً خاصاً من عنده في مرتبة حقائق المجردات الإنسانية - التى هي عبارة عن مرتبة الواحدية عند البعض - . فيعرفه الإنسان بذلك العلم والاستعداد الخاص اا ولما لم يمكن معرفته تعالى بغير علمه تعالى . فلا يكون العارف به تعالى غيره تعالى . قال : إن لطائفة هذه النسبة على وجه يكون نفس التوجه إليها مانعاً عن ظهورها . كما أن هذا المعنى ظاهر في المظاهر الجميلة . فإنهم إذا توجّه المحبّون إليهم بإمعان النظر يحتجبون في حينه . قال : إن لطائفة هذه النسبة على وجه إذا قال صاحبها لكلب هئ من غير ضرورة . تغيّب في الحال . والأشياء تتبيّن بضدّها . والشغل بالحق غير الشغل بالخلق . ولما كان في كل شيء استكراه من ضده . ينجذب مما يكره إلى ما يحب . يمشي أهل هذه السلسلة في الأسواق لانجذاب قلوبهم إلى الحقٌّ ولهذا نرى أهل هذه السلسلة ربما يمشون في الأسواق ومواضع ازدحام الخلق . ويقعدون فيها . لينجذب قلوبهم إلى الحق سبحانه بواسطة ضدية الخلق . والاستكراه من شغلهم . قال شيخنا يوماً خطاباً لواحد من محضار المجلس في معرض منعه عن التعلّق والتعشّق لمظاهر جميلة : شاهدت هذه النسبة إلى نسبة التعشى ني ازد> كان له حلن يفاعك تشالت كان يلعب" إلى" أبن يذهب محبوبه . وسمعت أن الأسد فيه تلك الحالة أيضاً #فاكماق ابأمق غير مترؤرق تشترك فيه الحيوانات . وصرف العمر ف فيه ليس من مقتضى الهمة ٠‏ ولكن لو كان استعداد شخص على وجه يكون أسير النسبة الحبية بلا اختيار فهو أمر آخر . وهذه العبارة : لاا سبيل لنصيحة الناصحين في قلوب المضطرين 78 قال: صحبت بعض الأكابر فمنحنى بعطائين : أحدهما أن يكون كن جا كي نديد لا( قد ها و ترافاق أمدركرن كن ما اقول ع ةا : 1 قال: كان في هراة شيخ يخيط القلانس خارج باب الملك , فسمعت منه كلمتين نافعتين تفوح منهما رائحة مذاق لهذه الطائفة . فكنت أراعي معه الآداب بعد ذلك . بحيث ما كنت أتقدّمه وقت المشي في الطريق أصلاً . لأجل إعزاز هاتين الكلمتين . مطلب ولو سمعت أو علمت أن رجلاً في أقصى بلاد الصين كافراً يتكلّم بكلام هذه الطائفة على أصولها لسافرت إليه ولازمته . وقبلت منه المنّة . وإن أول كلمة سمعتها من شيخنا ما قالها في قرشي في سفري الأول خطاباً للفقير: إنه قال بعض الأكابر : إن النحو علم يمكن ضبط أصوله في جمعة واحدة . فتمنَّيت بعد ذلك أن ليت التصوف كتب أيضاً في كتاب ! حتى يمكن تعلمه في جمعة . ويحصل ما هو المقصود بسهولة . ولكن قال شخص من أهل التصوف : إن التصوف أمر يسير. وهو أن القلب مرآة ووجهه إلى عالم الملك . والتصوف هو قلب وجه مرآة القلب إلى عالم الملكوت . ولما وصلتٌ إلى شيخنا أول مرة سألني عن وطني . قلت : مولدي سيزوار . ولكن منشأي هراة . فتبِسّم وقال على سبيل الانبساط : إن سُنَيا وصل إلى سيزوار”" فاستراح هناك في ظل جدار . ولما رفع رأسه بعد لحظة رأى رافضياً قاعداً فوق ذلك الجدار مُدلياً رجليه . وقد كتب تحتها أسامى أبى بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما إهانة واستخفافاً . فتحرك برؤيته عرق غيرته الدينية » فأخذ السكين وضرب به تحت رجله حتى . أي : مدينة‎ )١( 7 خرج من ظهرها. فصاح إلى أصحابه وأعوانه إخوان الشياطين: أن الحقوا بي . قد ضربني خارجي بسكين . فهجم عليه الروافض من جوانب وأحاطوا به وقالوا: لم ضربت صاحبنا بالسكين ؟ فرأى السنّىٌ نفسه على شرف التلف فيما بين غلبتهم وهجومهم فقال : أمهلوني لحظة حتى أقصّ عليكم قصتي : إني واحد من جنسكم . غريب في بلادكم . وقد أردت أن أستريح في ظل ذلك الجدار , لأدفع عن نفسي تعب الأسفار . ولما رفعت رأسي بعد استراحة لحظة . رأيت هذا الحمار مدلياً رجله من فوق الجدار . ولما رأيت فيها هذه الأسامى التى لا أقدر أن أراها أبداً ترق زآسي اقطرت قبي امسر مسد عق ل أثلك نبي صرقه بالسكين ليبعدها عن حذاء رأسي . ولما سمع الروافض منه هذا الكلام صاروا يلحسون يديه ورجليه مثل الأنعام . فتخلص عنهم بتلك الحيلة . ثم قال متبسماً : أنت من مثل هذا البلد . ثم قال : دخل واحد من المشائخ أرض الروافض . فجاء جمع من غلاة الروافض وسفهائهم إلى أطراف قافلته . وطفقوا يسبّون أصحاب رسول الله 88 . فأراد أصحاب الشيخ منعهم وزجرهم عن ذلك ٠‏ فقال لهم الشيخ «“خلرهم نول انوة وف ٠‏ فإنهم لا يسيّون أبا بكر الذي نحيّه ونعتقد فيه . وإتما يسب هؤلاء أبا بكر الموهوم الذي اذّعى الخلافة من غير استحقاق . وأضمر للنبي # وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين النفاق . وسلك سبيل الشقاق . ونحن أيضاً نسبٌ مثل أبي بكر هذا فإنه غير ما نحيّه . ولما سمعت الروافض هذا الكلام من الشيخ تأثروا وتتكهوا . ورجعوا عن الطريق الباطل . وتابوا وأنابوا على يد الشيخ . ثم سألني عن اسم والدي وشغله . قلت : يقال له : مولانا حسين . ويشتغل بالوعظ . فقال : قد سمعت أوصافه . يقولون أنه صاحب فضائل كثيرة . وكمالات غزيرة . ووعظه مقبول عند الخواص والعوام لل ثم قال : كان مولانا شهاب الدين السيرامي أستاذ الشيخ زين الدين الخافي ومولانا يعقوب الجرخي عليهما الرحمة . ولما قدم سمرقند أراد أن يعقد مجلس وعظ في الجامع هناك . وكان مولانا محمد العطار حاضراً في المجلس . وكان موصوفا بالعلم والورع . والزهد والتقوى . وكان له نسية قوية . ولطافة تامة . ولما أراد مولانا شهاب الدين أن يصعد المنبر قَبّل قائمته وصعد . فقام مولانا محمد من المجلس في الحال. ومن المسجد . فنزل شهاب الدين من المنبر من غير تكلم . وخرج من خلفه . وأدركه . وسأله : ما صدر عني مما ينافي الأدب ويوجب النفرة وخروجك من المجلس ؟ فقال له مولانا محمد : نحن نشتغل بدفع البدعة بالجدٌ على الدوام . ونجتهد بكمال الاهتمام . حتى لا تبقى بدعة واحدة بين الأنام . فمن أين جئت بهذه البدعة ؟ أعني تقبيل قائمة المنبر وقت صعودك إليه . وفي أي كتاب أو سنة ذكر ذلك ؟ ومن فعله من أئمة السلف ؟ فإذا صدر ذلك من أمثالك من العلماء لا ينبغي لنا أن نقعد هناك . ١‏ ولما قدمت خراسان بعد ملازمة شيخنا . وحضرت مجلس وعظ والدي . رأيته يقبل قائمة المنبر حين صعوده إليه . فعرضت عليه حكاية مولانا شهاب الدين مع مولانا محمد العطار كما سمعتها من شيخنا . فبكى وقال : إن هذه نصيحة من الشيخ لي أرسلها بواسطة لسانك . فألزم بعده على نفسه الملاحظة والاحتياط البليغ في مثل هذه الأمور . وامتنع من الحركات الزائدة على رأس المنبر . مثل الضرب بيده ورجله . وكان شيخنا ينقل ما شاهد من أكابر الوعَاظ لهذا الفقير أحياناً . بسبب كون والدي واعظاً . وحسّن التفاته إلى هذا الفقير . قال : كان يستحسن وعظ اثنين في سمرقند : السيد عاشق . والثاني مولانا أبو سعيد التاشكندي . وكان السيد عاشق رجلا مرتاضا. وكان أثر الجوع والعطش ظاهراً فيه دائماً . وكان يحسن الوعظ . وكثيراً ما لمكا كنت قائماً على رجلي في حاشية مجلس وعظه . وكانت آثار الرياضات والمجاهدات واضحة فيه . وأنوار الطاعات لائحة فى بشرته . وقال: رأى واحد من الأكابر فى منامه جمعاً عظيماً ينتظرون سيدنا موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام . فلما جاء كان السيد عاشق . قال شيخنا : كان السيد عاشق مستحقا لأن يُرى كذلك . قال : لما قدمت هراة أول مرة خرجت منها إلى زيارة كاه . وبقيت فيه يومين . أو ثلاثة أيام ٠‏ ودخلت وقت الرجوع قرية مولانا ثم شمس الدين محمد السنوكردي ٠‏ وكان من العلماء المتّقين . ٠‏ ومن مريدي الشيخ شاه فرهي رحمهما الله تعالى . فاجتمع في مسجده وقت المغرب خمسمائة شخص . وعقد في الصبح مجلس الوعظ . فاستحسنت ذلك المكان غاية الابتتحستان.» ولكن كان في رفاقتي اثنان من أهل تاشكند . ولم أرد توتّفهما هناك لأجلي . فجتت البلد . ٠‏ ثم خرجت إلى القرية المذكورة بعد يومين . ٠‏ وبقيت فيه جمعة . وكان يجتمع في ذلك المسجد في أكثر الأوقات أصحاب الطاعات . وعقد مولانا وما مجلس وعظ . وبكى كثيراً في أثناء وعظه . فأردت أن أعرف سبب بكائه . فسمعته يقول : إن الناس يقولون أن المرزاشاهرخ سلطان مسلم . وقد سمعت أنه أمر برمي صاحب الديوان كهرشاه من رأس المنارة بسبب كونه منَّهما بجارية فرموه . وهذا لا يخلو : إما أن تثبت جريمته بموجب الشريعة الشريفة . أو لا! فإن ثبتت يلزمه الجلد والرجم ٠‏ وإلا! فلم قتل مسلماً من غير سبب شرعي بهذا النوع من القتل ؟ والرمي من المنارة ليس بمشروع . ٠‏ ولو بعد الإثبات . فكان مولانا متألّماً لعدم صدور هذا الحكم عن المرزاشاهرخ موافقاً للشريعة . حتى بكى عليه بلا اختيار . وكان أحوال أكابر الدين هكذا . قد غلب فيهم فكر أمور الدين والمملكة على جميع الأفكار . لخكا قال : استأذن الشيخ أبو عثمان الحيري شيخه أبا حفص الحدّاد للوعظ . فقال له شيخه : ما الباعث على هذه الداعية ؟ قال : الشفقة على خلق الله تعالى . قال: فما حدٌّ شفقتك ومقداره؟ قال : شفقتي عليهم على حدّ لو أدخلوني جهنم عوضاً عن جميع عصاة أمة محمد ي لكنت راضيا بذلك . لخلاصهم من جهنم . فقال الشيخ : يليق النصيحة والتذكير بمثل هذا الشخص . ويستحق هو الوعظ . فأذن له بذلك . وجلس عند قائمة منبره . وافتتح هو بالوعظ . فقام سائل في الأثناء وطلب ثوباً من الناس . فنزع الشيخ أبو عثمان جُيبّته وأعطاه إياها . فصاح عليه الشيخ أبو حفص وقال : انزل يا كذاب . فنزل عن المنبر قبل تمام كلامه . وجاء عند شيخه وقال : ما صدر عني من الكذب ؟ فقال : ألم تقل أن الباعث على الوعظ الشفقة على الخلق ؟ فلو كان لك شفقة على إخوانك المؤمنين لتوقفت في إعطاء السائل جبتك ٠.‏ حتى يكون ثواب الإحسان وفضيلته لواحد منهم . وكان عليك أن تصبر . فإن لم يصدر الإحسان عن أحد من الإخوان وكان السائل معرضا للحرمان فعند ذلك كنت تفعل ما تفعله من الإحسان . خطر يوماً في خاطري أنه قدر لي الوعظ في وقت . فليجر على لسان شيخنا شيء مما يناسب هذا الباب . فجئت مجلسه بتلك النية . فقال بعد لحظة : جاء شخص عند واحد من الأكابر وقال: إنى أريد أن أشتغل بالوعظ . فبأيّ نية أشتغل به ؟ فقال له الشيخ جوانا عجييا: إنَ النية ليست بنافعة في المعصية ! وهذا الجواب صحيح . فإِنّ الوعظ والنصيحة قبل أوانهما معصية . ثم قال بعد هذا : فيعلم من ذلك أن درجة الكلام عالية جداً . ثم قال ننقل الكلام الآن . ونقول متى يكون وقت الكلام . 77 ولأكابر الطريقة كلام كثير في باب وقت الوعظ والتذكير . فقال بعضهم : يجوز الكلام في وقت بلغ المتكلّم فيه درجة كأنَ لسانه نائب عن قلبه . وقلبه عن الحق سبحانه . استماع أصوات المزامير قال : إن سرّ اختيار بعض الصوفية استماع أصوات المزامير هو أن نظر هؤلاء الأكابر إلى أصل المقصود . ووجدوا بصفاء الفطرة أن المقصود الأصلى تخلّص الحقيقة الإنسانية عن قيود البشرية . وحصل لهم هذا المعنى في استماع أصوات المزامير. فاختاروه لذلك . الهوى والبدع ذلك . وجعلهم إياه شعارهم ودثارهم . فامتنع هؤلاء الأئمة عن استماعه . ومنعوا عنه العامّة لدفع عار المشاركة بهم الجمعية بأسباب أخرى . وأظهر يوماً شخصٌ نفسه في نسبة الغيبة وكيفية الاستغراق بتعمّل وتكلّف في مجلس شيخنا . فتوبّه نحوه وأنشد البيت : لاتمش كالسكران مُعوجاً بزو ران ليلعلامة من ساق مطلب قال يوماً للأصحاب : أيُكم لم يقع تصرّف في نسبته عشرين مرة أو أزيد ؟ وكلما يقع التصرّف في نسبتكم تذهبون إلى محل آخر وتضيّعونها . ينبغي لمن كان نائلا حبّة نور من مجلس القرب أن يرى به جميع مصالحه . وأن يشاهد به ظلمة نفسه . وأن يرفع أنانيته من البين . ولما أشار إلى فقير بطريق الرابطة أنشد هذا البيت : كن مقيماً في قلوب الأولياء واترك الأفكار كلا والعناء 5 طريقة خواجكان 1 ثم قال: يعني كن ساكناً في قلوب الرجال . يعني كن متوججهاً بكليتك لأن تجعل منزلا لنفسك في قلوب الرجال . وهم مشائخ الطريقة . وينبغي المحافظة على كل تمس كما هو طريقة خواجكان قدس الله تعالى أسرارهم العلية . حتى لا يصدر عنك ما يكون سببا لكراهة خاطر المشائخ . إلى أن تبلغ مرتبة يكون جميع مرادك مراد الشيخ . ومراد سعادة . وهي الفناء في الله . قال : كان فقير من الفقراء يكثر النظر إلى وجه شيخنا في المجالس . وأثناء الصحبة . فقال يوماً خطاباً له : كان شخص يكثر النظر إلى وجه خواجه بهاء الدين قدس سره فقال له : لا تكثر النظر إلى وجهي فتهلك قلبك . ثم أنشد المصراع : ومن يرنو إلى وجهي يهيم قال: إذا قعدتم مع واحد من هذه الطائفة اجتهدوا في معرفة حقيقته . وأنشد الأبيات : كنت مشغوفاً بكلٌ الاجتماع حَرْتٌ في صحب الخيار والرعاع كان كل الناس أصحابي على ظتّهم والقلب باله احتلى لم يكن سرّي بعيدامن أن نني ولك نأين فهمللدّنيّ قال : قال الخواجه علاء الدين الغجداونى عليه الرحمة : قدم الخواجه بهاء الدين النقشبندي قدس سره إلى طوايس . وكنا نحن جمع من الأصحاب فى غجدوان . فطلينا عنده فحضرنا . ولما قرب الليل طلب حضرة الخواجه محمّد الشيخ الدرزي وكان من المخلصين والخادمين . وقال: اذهب منزلك بالأصحاب واخدمهم . فذهينا إلى 516 منزل الشيخ محمد . وجاء حضرة الخواجه أيضاً بعد المغرب . وقعد في جنب الصفة مرخياً رجله المباركة . ودعى الشيخ محمداً وقال : ماذا تريد أن تطبخ للأصحاب ؟ قال الشيخ محمّد : خطر على قلبي أن أطبخ دُجَئْجات مع الأرز . فقال الخواجه : هات الدجيجات حتى أنظر أنها سمينة أم مهزولة ! فجاء بها الشيخ محمد , فتفقّد الخواجه كل واحد منها بيده الكريمة . وحبسها وقال: حسن . ثم قال للأصحاب : كلوا الطعام . ونامو'" في الليل . واحضروا عندي في الصبح . ثم قام وانصرف . وكنا في الليل هناك . وأكلنا الطعام . ونمنا ليلتنا هذه . ولما أصبحنا جئنا ملازمة حضرة الخواجه باتفاق من الأصحاب . مطلب قال : إن الذكر بمثابة الفأس يقطع به شوك الخواطر من طريق القلب . إن كان السكوت في الصحبة لأجل حفظ الحضور بالله تعالى وملاحظة الامتناع عن اللغو فتلك الصحبة جنّة . وفي قوله تعالى 38 لا يَسْمَعُونَ َِا لَغوَا 6* إشارة إلى مثل هذه الصحبة . فمن كان قلبه في أسر محبّة المحبوب الحقيقي فهو في مقام المكالمة والمناجاة مع محبوبه في كل حال . قال : إن الحق سبحانه لا يكون مُدْرَكاً ومفهوماً بوجه من الوجوه عند المحققين . ويكون طريق إدراكه مسدوداً . والعقل الكامل لا يستريح من طلب إدراكه أصلاً . فالسكوت والاطمئنان ليسا من مقتضيات العقل غلن هنا القدير . )١(‏ لعله: نوموا. 581 قال: كانت الأرواح الإنسانية في جوار القدس في المشاهدة دائماً . فلما أوردوهم في هذا العالم وحبسوهم في قفص البدن الناسوتي كانوا مشغولين بما تحتاج إليه الأبدان . من المسكن والملبس . والمطعم وغيرها . بواسطة تعلقهم بها . ومع ذلك غلب على بعض منهم اضطراب وميل الوصول إلى مقرّه الأصلي . ولم نكن التمتّعات البهيمية والمستلذات الطبيعية مانعة له عن التوجّه إلى مقرّه الأصلي . فمن أين يعلم عدم كون المقصود من الوجود الإنساني حصول هذا الاضطراب! وإن بينوا في تحقيق المقصود أمراً آخر . ١ ١‏ قال يوماً خطاباً لبعض الخدّام والأصحاب كلمات وقال في أثناء الكلام : والحاصل ينبغي أن يجتهد حتى يحصل للقلب توججه دائميّ إلى الحق سبحانه . فيمكن بعد ذلك حصول التيّه لصاحب هذا التوجّه . إِنْ التوججه من الله تعالى إلى ذاته . وليس للمتوجّه دخل في البين . قال: قد نسب الله تعالى بعنايته عدة من الأوصاف إلى عبيده . وفرّع عليها كثيراً من وعده ووعيده. ولا كمال للعبد سوى السعي والاجتهاد بكليته في سلوك الطريقة المستقيمة . وأن يوصل نفسه إلى مرتبة يتيقّن أن ما نسب الله تعالى إليه ليس منه . وهذا هو التصوف . ولكن أطال الناس مسافته . قال بعض لشيخنا : لا وجود غير وجود الحق تعالى الذي هو الوجود المطلق . وإِنّ الظاهر في لباس المظاهر واحد . فعلى التحقيق ما معنى مخالفة أهل الإسلام أهل الكفر ؟ فأجابه شيخنا : بأنه لما كان وجود الحق الذي هو الوجود المطلق ؛ الذي لا وجود غيره عند الصوفية مقترناً بالتعيّنات والاعتبارات التي تلحقه بواسطة تعلقه بالمظاهر . جرى كل أفراد الممكنات بمقتضى مبدأ تعيّنه لا الذي هو حقيقته . فأفضى ذلك إلى نزاع موسى عليه السلام موسى السامري لاختلاف مبدأ تعيّنهما . فإذا ارتفعت تلك النسب والاعتبارات بحكم : ماله جع لمر كل # يرجع موسى إلى الاتفاق بموسى . كما كانا على ذلك قبل عروض التعيين . فأما مومسى الثاني السامري فاسمه موسى أيضاً . فإن أمّه رمته بين الجبال . فربّاه جبريل عليه السلام . ولا ينبغي أن يعد الطريق سهلاً . ولا تعتقدوا طريقة خواجكان شيئاً سهلاً . وكان خواجه محمد يارسا قدس سره مع كونه في نهاية الكمالات الصورية والمعنوية لا يفارق رسائل خواجكان أبداً . خصوصاً « الرسالة القدسية » منها . فإنه كان لا يتركها أصلاً . بل كان يطالعها دائماً لكونها مما لا بد منه . قال: إن معرفة الخواطر على وجه الكمال منحصرة في طريقة خواجه عبد الخالق الغجدواني قدس سره لكمال احتياط أهلها في حفظ الأنفاس . قال : إن المقصود من هذا الطريق كون القلب حاضرا بالله تعالى على سبيل الذوق واللذة دائماً . ويكتسب هذا المعنى بأعمال مناسبة , وأشغال لائقة به . فى البداية وفى النهاية . فلا مَدْحَل للكسب فيه أصلاً . بل يكون هذا المعنى فيها ملكة النفس وملكها . وإذا ظهرت نسبة الإرادة في باطن أحد ينبغي أن يعدّها نعمة عظيمة من الله تعالى . وأن يتبادر إلى القيام بحقها . والقيام بحقها ليس إلا التوجّه إليه تعالى بِكلّيته ! ويصرف وجوهده فى الله تعالى . قال: ليس الأمر التوجه والمراقبة فقط . بل الأمر جعل جميع الأمور تابعاً لمقصود واحد . وتحصيل إدراك خاصٌ في جميع الأشياء . لكا قال : ينبغي أن يرى العمل محبوباً دون الحضور والجمعية . فإنهما من المواهب . وعزيزي الوجود. وليسا تحت الاختيار. وفقدانهما موجب للكسل والفتور. بخلاف العمل . فإنه من المكاسب . وتحت الاختيار . والمواظبة عليه موجبة للجمعية والحضور . فإِنَّ الفتور متطرق مادام هذا الكلبٌ في قلبي سكن هيهات أمن طريق روحي للوطن فيحكم شرع الْصَمَنْ لي منه أو ادْقَعْه عن ملك الفؤاد والبدن مطلب وتكلم يوماً بمعارف جاذبة للقلوب . ولطائف جالبة للنفوس . وحقائق باعثة على الأشواق . ودقائق مورثة للأذواق . فأقبل واحدٌ على الكلام بجملته . فقال له : قد أراك كثير الميل إلى استماع الكلام . بل ينبغي لك أن تسلم نفسك إلى مضمون ما سمعته بالتمام . فإن الكلام مع كثرته بحسب الأقسام . واحدٌُ بالنسبة إلى المرام . ولا يحصل شيء من القيل والقال وسماعه من الأنام . وإن للكلام جمالاً يظهره الله تعالى لمن يكرمه بعنايته . ولهذا أرسل الله تعالى الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين بالكلام لا بالجذبة والتصرّف . واللسان مرآة الجَنان . والجَنان مرآة الروح . والروح مرآة الحقيقة الإنسانية . وهي مرأة الحق سبحانه وتعالى . فتصل الحقائق الغيبية من غيب الذات إلى اللسان بقطع هذه المسافة البعيدة ٠»‏ ثم تصل من اللسان إلى مسامع حقائق المستعدّين متلّسة بصور الألفاظ . وجمال الكلام أن يأخذ المستمع . ويجذبه عن نفسه . ولا جمال لكلام غير الأولياء . ثم أنشد الأبيات : كنا كاك موري ويم عسااعي يدوه فإذارأيت وجوههم بين الورى ‏ سترى فؤادك نحوهم متمايلا وإذا تكلم واحدٌ منهم ترى كل الورى عن نفسه متغافلا وأخمّهابالأولياءبأسرهم أن لا يرى من فعلهم ما يَبْطلا قال لفقير: خلاصة العلوم المتداولة : التفسير . والحديث . والفقه . وخلاصة تلك العلوم الثلائة التصوف . وموضوع علم التصوف بحث الوجود . وقالوا: ليس في جميع المراتب الإلهية والكونية إلآ وجودٌ ظاهرٌ بصورة العلمية . وهذا البحث في غاية الإشكال . ونهاية الدقة ,:.والخو من (قيه بالتمان والسكل موسمي القلذلة. والزنياقة ,. فزن في هذا العالم كلاباً وخنازير . وأمثالهما مما لا يحصى من الحيوانات الخسيسة . وأنواع النجاسات والقاذورات . وإطلاق الوجود عليها في غاية القباحة والشناعة . واستثناؤها من الوجود موجب لإبطال القاعدة الكلية . ومخالف لاصطلاح هذه الطائفة العلية . فالواجب على الأذكياء الاشتغال بتصفية مرايا حقائقهم عن النقوش الكونية . وعدم الميل منه إلى أمر آخر. حتى تشرق أشعّة أنوار الوجود في اللطيفة المدركة , بواسطة تصفية محلّها وتزكيتها . فيظهر لهم ذلك المعنى على ما ينبغي : لا تكن أصلاً إذا رُنْتَ الكمال2 وامحٌ فيه النفس إن رمت الوصال وقال : إذا أزيل صور النقوش الكونية عن وجه مرآة القوة المدركة لا يبقى في محاذاتها شيء سوى الذات البّحت . ومن أخذ عملاً عن كامل مكمل فالمواظبّة والمداومة عليه موجبة للوصول إلى درجات عالية . وإِنَّ الاشتغال بدفع الأخلاق والردية مشكل جداً . فالأولى أن يلتزم شيئاً من الأعمال الباطنية . أو ينتظر ظهور أمر يخلّصه عن الكل . 1 ينبغى لأصحابنا اختيار أحد الأمرين قال: ينبغى لأصحابنا اختيار أحد الأمرين : إمَا قبول شىء من الوجه الحلال . والاشتغال بالزراعة بحفظ أنفسهم في جميع أوقات الاشتغال . كما هو طريقة فقراء أكابر خواجكان قدس الله تعالى أسرارهم العلية . وإما تفويض أنفسهم إلى القضاء والقدر بالكلية . من غير صرف القوة الفكرية فيما يحصل وما لا يحصل . والسعي والاجتهاد في إهلاك مقتضياتهم . وإفنائها في مقتضى الآخر . فيتشرّفون بالسعادة العظمى التي هي الفناء في الله . ثم أنشد البيت : اسقط عن المحبوب قسمك راضياً ‏ واقنعبمايأتيك منه تقاضياً قال : يلتزم رجال الغيب في كل زمان صحية شخص من الصلحاء . يعمل بعزيمة . ويجتنب عن رخصة . ويفرُون من أرباب الرخصة . فإن العمل بالرخصة شغل الضعفاء . وطريقة أكابر النقشبندية عزيمة . والاحتياط في اللقمة من اللوازم . حتى ينبغي كون من يطبخ الطعام على طهارة كاملة . وأن يوقد النار بالحضور والشعور . وكان الخواجه بهاء الدين قدس سره لا يأكل من طعام . صدر عند طبخه غضبٌ . أو كلام فاحش . وكان يقول : إن لهذا الطعام ظلمة لا يجوز لنا أكله . قال : ما دامت نسبة المريد ضعيفة غير قوية ولم تتمكن فيه يعمل معه بالمداراة والمواساة . ويترك من غير مؤاخذة على ما يصدر عنه من الأفعال الغير المرضية . وتحمل أخلاقه الردية . وأما إذا قويت نسبته وحصل له يقين بهذا الطريق فالأمر يقع بعد ذلك على المريد . ويلزمه حينئذ المحافظة على أحواله . لئلا يصدر عنه شىء موجب لكراهة الخاطر ونفرته . فإن صدر منه شىء مناف للأدب يؤاخذ به بذلك . ويؤدّبه على ما هنالك . ْ 530١ قال : قال بعض الأكابر : ينبغي للشيخ أن يكون قادراً على أكل المريد . فإن لم يكن كذلك فهو لا يستحق المشيخة . ومعنى أكل المريد : كون الشيخ بحيث يقدر أن يتصرّف في باطن المريد ويأكل أخلاقه الذميمة . يعني يقدر على إزالتها عنه . ويثبت مكانها الأخلاق الحميدة . ويوصله إلى درجة الحضور والشعور. قال: ما لكم لا تسعون أيَاماً يسيرة في مدّة حياتي . ولا تكونون من مشاهدي الحق تعالى ؟ فمتى تكونون كذلك ؟ فاغتنموا هذه الفرصة . فإنكم ستندمون على ما فات . قال : ينبغي أن يكون توجّه المريد إلى ما بين حاجبي الشيخ . وأن يعتقده خاضز ا مع ومطلعاً على أحواله في جميع أوقاته وأطواره . الرح ا معاي ا ل للد التيخ اقرب . كرف جميع مرادات الشيخ م 1 جميع أحواله ومواجيده معايناً ومشاهذا للمزيد. قال : إن طريق النجاة من أسر الخواطر الرديّة . ومقتضيات الطبيعة البشرية . يمكن حصولها بأحد ثلاثة أمور: أحدها : أن يلتزم على نفسه عملاً من أعمال الخير . مما اختاره هذه الطائفة وقرروه . وأن يختار طريق الرياضة . الثاني : أن يتبرأ من حوله وقوته . وأن يعلم أنه ليس بحيث يقدر على إنجاء نفسه من تلك البليّة إلا بالرجوع إلى الله تعالى على سبيل العجز والافتقار . ودوام التضرّع والانكسار . فعسى الله تعالى أن ينجيه والثالث : أن يكون مستمداً من باطن الشيخ وهمّته . وأن يجعله قبلة لتوججهه . ثم سأل الحاضرين أي طريق أفضل من الثلاث ؟ فقال : إن 507 الاستمداد من همّة الشيخ والتوجّه إليه أفضل . فإن الطالب قد اعتقد عجز نفسه عن التوجّه إلى الله تعالى في هذه الصورة . وجعل الشيخ وسيلة لتوجّهه ووصوله إلى الحق سبحانه وتعالى . وهذا أقرب إلى حصول النتيجة . ويتفرّع على ذلك ما هو مقصود الطالب بسهولة . لكونه مستمدا من همّة الشيخ دائما . قال : الجوع الكثير . والسهر الطويل . يُضعفان الدماغ . ويمنعان عن إدراك الحقائق والدقائق . ولهذا وقعت أغلاط كثيرة في كشف بعض أهل الرياضات . وإنما لا يضرٌ السهر مَن له فيه فرح وسرور . فإنهما يعملان في الدماغ عمل النوم . ويحفظانه عن اليبوسة . قال : الأمر أن يكون السالك مستغرقا في الذكر على وجه لا يبقى له شوق الجنة . ولا خوف النار. ويكون النوم والسهر عنده متساويان . فكيف يدنو الشيطان من أطراف هذا الشخص العظيم الشأن ؟ العبادة والعبودية والشريعة والطريقة والحقيقة قال : العبادة عبارة عن العمل بالأوامر . والاجتناب عن المناهي . والعبودية عبارة عن دوام التوجّه . والإقبال على الله تعالى . وقال : قد فرّقوا بين العبادة والعبودية في بعض الكتب هكذا : إن العبادة هي أداء وظائف العبودية بموجب الشريعة . والعبودية حضور القلب وشعوره على جهة التعظيم . والمقصود من الخلقة الإنسانية التعتّد . وخلاصة التعتّتد وزبدته الحضور بالله تعالى في جميع الأحوال على وجه التضرّع والخضوع . والشريعة إجراء الأحكام على ظاهرها . والطريقة تعمّل وتكلف في جمعية الباطن . والحقيقة رسوخ تلك الجمعية . ارذا والمعراج صوري ومعنوي. وهو على نوعين : الانتقال من الصفات الذميمة إلى الخصال الحميدة . والانتقال إلى الله تعالى عما سوى الله تعالى . والسير على نوعين : سير مستطيل . وسير مستدير . فالمستطيل بعد على بعد . والمستدير قرب في قرب . فالمستطيل طلبة المقصود من خارج دائرة نفسه . والمستدير هو الدوران حول نفسه . وطلب المقصود من نفسه . قال : العلم علمان : علم الوراثة . والعلم اللدنّي . فعلم الوراثة ما يكون مسبوقاً بالعمل . كما قال النبي #2 « مَن عمل بما علم ورّئه الله علم ما لم يعلم» . والعلم اللدنيٌ ما لا يكون كذلك . بل يشرّف الله سبحانه مَن يشاء من عباده بعلم خاص من عنده . بمحض عنايته له . من غير سبق عمل منه , كما قال الله تعالى «إوَعَلَسْنََهُ عَلَمئنه من لدي َاعِلمَا # . وقال : الأجر على نوعين : أجر ممنون ؛ ما لا يكون في مقابلة شيء من العمل . بل يكون ل غير الممنون ما يكون في مقابلة شيء من العمل . الفرق بين العالم والعارف والمتعرّف قال : بين العالم والعارف فرق إمَن كان عالماً بمسائل النحو مثل ل ا يل مهارت ب وله كاه كلت ورف في شي من نلك الملائل ‏ وكذلك يقال عالم بعلم التوحيد لمن كان توحيده بحسب العلم . أي إذا اعتقد توحيد الأفعال والصفات والذات . وتقرر في قلبه أن لا 533 فاعل في الوجود إلا الله تعالى . فيقال لمثل هذا الشخص أنه عالم بعلم التوحيد . وأما من رأى وقت ظهور كل واحد من الأفعال والأوصاف في ل ل ل ا وتكلت وتوف يفال له غارف ٠:‏ فإن علم ذلك المعتى ابالتعكل ٠‏ يحتي بقوة الإيمان . يقال له متعرّف . قال : قد تصور الناس أن الكمال في أن يقول (أنا الحق) . وإنما الكمال في رفع (أنا) من البين . وأن لا يقول (أنا) أصلاً . الفناء المطلق قال: ليس معنى الفناء المطلق أن لا يكون لصاحب الفناء شعور بأوصافه وأفعاله أصلاً ٠‏ بل معناه نفي إسناد الأوصاف والأفعال إلى نفسه بطريق الذوق . وإثباته للفاعل الحقيقي جلَّ ذكره . وما قاله الصوفية إن النفي لا ينافي الإثبات إنما هو بهذا المعنى . وقال : إن هذه الجيّة التي أنا لابسها الآن عارية مثلاً . ولا علم لي بأنها عارية . بل أعتقد أنها ملكي لعدم علمي بأنها عارية . ولي تعلّق بها من تلك الحيثية . فإذا حصل لي علم أنها عارية ينقطع تعلّقي بها في الحال . مع أني متلبّس بها الآن بالفعل . وقس على ذلك جميع الصفات في أنها عاريات . حتى ينقطع القلب عما سوى الله تعالى . ويحصل لك التصفية والتزكية . قال : الوصل عندي حصول نسبة الحضور بالله للقلب على سبيل الذوق . والذهول عما سواه تعالى . فإن كانت تلك النسبة متصلة فقد تشرّف صاحبها بدوام الوصل . وهذا عقيدتي من صغر سني . >36 قال : الوصل في الحقيقة اجتماع القلب بالله على سبيل الذوق . فإن كان حصول هذا المعنى على سبيل الدوام يقال له : وصل دائمي . وهذا هو النهاية . وما قاله حضرة الخواجه بهاء الدين قدس سره : نحن ندرج النهاية فى البداية . فالمراد به هو ذلك الوصل . وما قاله : إنما نحن واسطة فى الوصول لا غير ٠‏ فينيغي الانقطاع عنا . والاتصال بالمقصود . 1 هو ذلك الوصل . وقال: لو كان لهذه النسبة قدرٌ مّا عندكم لحملْمْ الأحجار فوق رؤوسكم . يعني لتحصيلها وحفظها . قال : إذا كان الذكر ملكة على وجه يكون القلب حاضراً دائماً . ويكون الذاكر متلذذاً به فهو من الأبرار . ويمكن أن يقال له أنه حاضر بالله . ولا يطلق عليه واصل إلى الله ! فإن الواصل من يتتفي عنه إسناد الحضور إليه . ويعتقد أن الحاضر إنما هو الحق بذاته . قال : إن النهاية التي يصل إليها الأولياء ما لا تكون المشاهدة غائبة عنهم فيها . فلئن غابت المشاهدة عنهم فإنما تغيب لغاية استغراقهم في الشاهد الحقيقي . قال : التجلي هو الكشف . ويمكن أن يكون ظهور هذا المعنى على نوعين : أحدهما : كشف عيانيّ وهو مشاهدة جمال المقصود بعين الرأس . وهي في دار الجزاء . وثانيهما : كون الغائب كالمحسوس بسبب كثرة إحضاره أو غلبة محيّته . فإن من خواص العشى والمحبة جعل الغائب كالحاضر المحسوس . وهذا نهاية أقدام أرباب الكمال في الدنيا . اذ إن نهاية هذا الطريق هل هي حضور ومشاهدة ؟ أم فناء وغيبة ؟ وما يفهم من كلام بعض الأكابر أنها حضور ومشاهدة . ولكن الأشبه أن ٠ 0500‏ فإن التعلق بالحضور والمشاهدة 500 أحدهما : شهود الذات المقدّسة المبرّأة عن الظهور في لباس المظاهر . وثانيهما : شهود الذات المقدّسة من لباس المظاهر من غير وصف الكثرة . بل بنعت الوحدة. ويقال لهذا الشهود عند الصوفية : شهود الأحدية في الكثرة . وكان النبي ‏ بع على هذا الشهود بعد البعثة . قال: والعجب ممن يقول : لا تنظر إلى مَن قال : وانظر إلى ما قيل . قال : بل كان ينبغي له أن يقول : لا تنظر إلى ما قال ٠‏ وانظر إلى مَن قال : يعني أن القائل والمتكلّم إنما هو الحق سبحانه من لباس المظاهر . الخاتمة : في ذكر تاريخ وفاة خواجه عبيد الله أحرار قدس سره . وكيفية ارتحاله وانتقاله من الدنيا إلى الأخرى . إنه تكلم يوم الاثنين الرابع والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة . وقال في أثناء الكلام : يتم عمري تسعين سنة بعد وكان ابتداء مرضه في غرّة محرّم الحرام سنة 446 . وتوفي ليلة السبت سلخ ربيع الأول من السنة المذكورة . فكانت مدة مرضه تسعاً وثمانين يوما . وقال قبل وفاته باثني عشر يوماً : لو بقيت الحياة يستكمل عمري تسعا وثمانين سنة بعد خمسة أشهر. ويشرع في تسعين. وسرٌّ كون /ا 5 مرضه تسعاً وثمانين يوماً مطابقاً لسني عمره الشريف هو حصول كرامة .من 1ن تعالئ لهذا الحديت + « ححقى "يوم كفارة سنة 4. وأنه توجه من محلّة خواجه كغشير إلى قرية كماتكران ليلة الأربعاء . العشرين من ربيع الأول سنة 440 وقت تحويل الشمس إلى برج الحوت . ونزل بستان محلة قوجيان . وكان فيها ليلة الخميس . وأراد غداتها أن يتوبّه إلى كمانكران من طريق مصر . فبقي في مصر يومه هذا وليلته لشدة مرضه وغلبة الضعف عليه . وتوجه إلى كمانكران غداة يوم الجمعة . وكان يقف في الطريق آنا فآنا . حتى وصل إلى كمانكران وقت العشاء من ليلة السبت . وكان فيه سبعة أيام . وزاد ضعفه من صباح يوم الجمعة إلى آخر اليوم ساعة فساعة . وبالغ في حفظ أوقات الصلاة مدة مرضه مبالغة كثيرة . وكان يهتمٌ ليصلي الصلاة في أول وقتها اهتماما كثيراً . خصوصاً في أيام غلبة الضعف واشتداد مرضه . لما انتهى به الضعف إلى غايته وقت المغرب من ليلة السبت سلخ ربيع الأول قال: هل دخل وقت الصلاة؟ قال: نعم . فصلى المغرب بالإيماء . ولما مضى وقت يسير بعد دخول وقت العشاء انقطع تفْسه المبارك . وتوجّهت روحه إلى جوار رحمة الله تعالى . وتزلزلت الأرض وقت الظهر من يوم الجمعة بسمرقند حين حصل التغيّر له . وقام فيه غبار كثير . وكان الناس في ذلك الوقت في المسجد الجامع . وكان لأكثر الخلق خبر عن اشتداد مرضه . ولما عاينوا تلك الزلزلة والعلامة العظيمة جزعوا بوقوع صورة عليه . فخرج الخاص والعام من البلد بعد أداء صلاة الجمعة وتوجّهوا إلى كمانكران . ثم تزلزلت الأرض زلزلة شديدة بسمرقند ثانيا وقت العشاء ساعة انقطاع نَمَسه الشريف . ووصل السلطان مرزا أحمد مع جميع أركان دولته وأعيان مملكته إلى كمانكران وقت المغرب . ولقي السلطان له بعد المغرب . وجاء المير درويش محمد ترخان ليلة السبت من عند السلطان بتمام الاستعجال . ووضع للا تعشة افر المسمة .:وتوحهوا إلى التلد» وبلكوا'ثها مدل "خواحه قفي وقت الظهر . وبادروا إلى غسله وتكفيته وتجهيزه في الحال . وصلى عليه خواص أهل البلد وعوامهم . ودفنوا فيها. وبنى أولاده الأمجاد على قبره الشريف عمارة عالية . وقبّة سامية . على أحسن الهيئة . ونظم مولانا نور الدين عبد الرحمن الجامي قدس سره السامي مرثية فيه . وقطعة في بيان تاريخ وفاته . مرثية : لقد كان في روض الولاية دوحة أظلّت لأهل الفقر في طول عمرها أنشبهها أغصان سدرة في العلى وقدفاق روض الخلد في بزل ثمرها تسامت بفيض الجود دوماً فروعها كما أصلهاأبٌ لقاصد قعرها غدت مفتدى المسترزقين بتمرها ومأوى ذوي الحاجات في طول دهرها أخواجه عبيدالله ماسر قليّه ‏ بغير شهودالحق دنيا وغيرها سرّت صَرْصَرٌ الآجال في عام خصرهء فأوهت جدر العمر منه بقهرها فبعون الله الملك المتعال . وبتوفيق المقتدر ذي الجلال . انتهى ما اقتصرته بالالتقاط . واختصرته بالاستنياط . من كتاب « الباقيات الصالحات في تعريب الرشحات » لوليّ الله تعالى بلا نزاع . وحبيبهة يلا بالصفيّ'" . ثبته الله تعالى وإيانا على محبة أوليائه . وشرّفه وإيانا بكمال فالآن وجب علينا الدخول في اختصار كتاب العالم العارف الرباني . والفاضل الألمعي الوحداني الشيخ محمد مراد بن عبد الله )١(‏ الذي هو من تلاميذ العارف خواجه عبيد الله أحرار . قدس الله تعالى سرّهم ورزقئا من بركاتهم وفيوضهم آمين . (منه) . 144 الغزاني المْزلويّ . مضيفاً لما صنّفه الشيخ علي المذكور تتميماً لسلسلة المشائخ النقشبندية طرّة . وصلت إلى شيخنا قطب الكمالات العلية . والمراتب الجلية . غوث الإقليم الشامية . وزين الديار القفقاسية . شيخي وسيدي وسندي سيد السادات ومنبع الفيوضات . الشيخ الحاج أحمد ل ا “اناف ماما مسرفاة + رافك الله تعالى درجته يوماً فيوماً . وشفاه الله تغالى من أمراضة كرما وكرماً . وأطاعه الله تعالى جميع أهالينا عصراً فعصراً. ورزقهم الله وإيانا من بركاته دهرا فدهرا. امين يا مجيب الدعوات . ويا مقيل العثرات . ويا رفيع الدرجات . ويا قاضي الحاجات . آمين . المقصد الثانى فى طبقات الأولياء فى كتاب «١‏ نفائس السانحات في تذييل الثاثياك: الصالعنات « فد مراد الغزائق دس سر 7 3 واسطة فيضان فيوضات السبحانية ورابطة السلسلة العلية النقشبندية مولانا المعروف بالزاهد الوخشواري قدس سره أل خلقاء خواجه عيبن الها "أحزان" :قدس سوه بركان متلا مولانا القاضي في اللطافة وكمال الاستعداد. وإنما لم يذكره مؤلف « الرشحات » لعدم اتفاق نقل المعارف والحقائق عنه . فإنه إنما ذكر من خلفائه في ضمن نقل شيء من المعارف عنه . أصله من قرية وخشوار قرية من قرى حصار . ومع كونه متصفاً بالكمالات المعنوية . والقابلية الذاتية . كان مشغولاً بكسب الكمالات عند واحد من أكابر هذه الطائفة العلية . ثم جاء إلى سمرقند لتحصيل بركات صحبة خواجه عبيد الله أحرار قدس سرهما. وأقام في قرية ورسين منتظراً لقدومه هناك . ولما قدم ورأى فيها مولانا محمد الزاهد عظمه . وأكرمه . وبايعه . وأحيوا ليلتهم هذه بالصحبة . ولما كان فيه 11 صفاء ذاتي ..:وقابلية:تامة:: بال مرتة: الكمال والتكميل: في الطريقة العلية ببركة صحبته ٠.‏ ورجع إلى وطنه من هذا المحلّ بأمر شيخه . ممتازاً بالإجازة . واشتغل بتربية الطالبين هناك إلى آخر عمره . وقبره أيضاً هناك يزار ٠‏ ويتبرّك به . رضي الله عنه وعنا . وقدس الله تعالى سره . ورزقنا من بركاته الكاملة . وفيوضاته الفائضة . آمين . انتهى . قلت : فى كتاب «١‏ الحدائق الوردية فى حقائق أجلاء النقشبندية » نيفق «العازف المعروق عند «المجيد بن ,محمد" ين محمد بر عيذ الخالق الخالدي النقشبندي خلاصة المتّقين المتقنين . وفذلكة المرشدين الراشدين .ء وصفوة الأولياء الزاهدين . ألقت إليه الخلافة الربانية إقليدها . وأرّلته السلطنة الروحانية طريقها وتليدها . ٠‏ جمع بين بين العلومٍ الإلهية والشرعية . واستوعب فضائل الطريقة والحقيقة ٠‏ فأصبح مصدراً لواردات الدينية . ومظهر العلوم والمعارف الغيبية . فهو المفرد العلم في العلم والقلم . الذي قام بأعباء الأسرار والإمداد. وتدبير دولة إرشاد العباد . فتبارك مَن شيّد بالإلهامات الصادقة قدس سره. وسدّد بالكرامات الخارقة أمره . وأتمّ في أوج عرفانه بين أقرانه بدره . كان قدس الله سره من أولياء أصحابه . وعيبة أسراره . وقبلة خطابه . ووارث علومه وأنواره . صنّف كتاباً فى ذكر فضائله وخصائصه وشمائله سماه : #اسلائلة العازفين .وتذكرة الصديفين + ..يقؤل فيه قدمن الله سه 4: إن انتظمت في سلك خدمه سنة ثلاث وثمانين وثمان مائة . ولم أزل حتى انتقل سنة خمس وتسعين . فكانت مدة تشرفى بخدمته اثنتى عشرة سنة والحمد لله على ذلك . ْ ْ وكان سبب اتصالي بجنابه أني خرجت مع رجل من طلبة العلم اسمه الشيخ نعمة الله من سمرقند نقصد هراة لطلب العلم . فلما وصلنا إلى قرية شادمان أقمنا فيها أياما من شدة الح . فبينما نحن كذلك إذ حضر إلينا سيدنا الشيخ رضي الله تعالى عنه وقت العصر . فذهبنا ا لزيارته . فسألني : من أين أنت؟ فقلت : من سمرقند . فطفق يحدّئنا أجمل الحديث . وذكر خلال كلامه جميع ما أكننته في سرّي فرداً فرداً . حتى أخبرني عن سبب سفري إلى هراة . فلما وجدت ذلك تعلق قلبي به كل التعلق . ثم قال لي : إن كان مقصودك طلب العلم فهو متيشر هنا ! فتيقّنت أنه ما من خاطر إلا وقد اطلع عليه هذا ولم يخرج من قلبي محبة السفر إلى هراة . فلما كوشف بذلك قال لي أحد أتباعه : إنه مشغول بالكتابة . فترّصت قليلاً . فلما فرغ قام من مقامه وأقبل نحوي . ثم قال : أخبرني بجلية أمرك هل مرادك من هراة تحصيل الطريق أو العلم ؟ فدهشت من جلالته وسكت . فقال له رفيقى : بل الغالب عليه الطريق . وإنما جعل طلب العلم تسّراً . فتبسم وقال : إن كان كذلك فهو أفضل وأحسن . ثم أخذني إلى جهة بستان له ٠‏ فلم نزل نسير حتى غبنا عن أعين الناس , ؛ ثم وقف . ومنذ أخذ بيدي جاءتني غيبة امتدّت معي حتى استغرقتٌ زمناً طويلاً ٠‏ فلما أفقت رجع يحدثني 2 ثم قال : لعلك تقدر أن تقرأ خطي . وأخرج من جيبه ورقة . فقرأها وطواها ودفعها إلىّ . وقال : احفظها . مطلب وإذا فيها : حقيقة العبادة خضوع وخشوع وانكسار يظهر على قلب ابن آدم من شهود عظمة الله تعالى . وهذه السعادة موقوفة على محبة الله تعالى . وهي موقوفة على اتّباع سيد الأولين والآخرين عليه من الصلوات أكملها . ومن التحيات أتمها . وهو موقوف على معرفة طريقة . فلزم لذلك بالضرورة مصاحبة العلماء الوارثين لعلوم الدين . وتلقي العلوم النافعة عنهم . حتى تظهر المعارف الإلهية المنوطة بمتابعته يتلا . ومجانبة علماء السوء الذين اتخذوا الدين وسيلة لجمع الدنيا وسبباً للجاه . ا والمتصوّفة الرقاصين وأهل السماع الذين يتناولون ما يجدون من حلال وحرام . وعدم الإصغاء للمسائل المخالفة لعقائد أهل السنة والجماعة من مشكلات علم الكلام والتصوف . والسلام . ثم رجع إلى مجلسه . فقرأ الفاتحة . ورتّحص لي بالسفر إلى هراة . فتوججّهت كما أمرنى قاصدا إلى بخارى . فما سرت خطوات إلا وانعتي. كنات اق خفرة الي كلان > نجل الإماء العلل مولانا سعد الدين الكاشغري قدس الله تعالى سرهم - وإذا فيه : عليك بملاحظة أحوال حامل هذا الكتاب . ومحافظته من مخالطة الأغيار . فلما رأيت منه ذلك أخذ بمجامع قلبي محبة وإخلاص . ولكن ما انثنى عزمي . بل أخذت الكتاب ومضيت . فوجدت في أثناء الطريق زحمة تامة . ودغدغة قوية . من جملتها : أني كنت كلما سرت مرحلتين أو ثلاثاً ضعفت دابّتي وعجزت . حتى أني بدّلت ستة أفراس إلى بخارى . فلما وصلت إليها رمدت عيني رمداً شديداً بقي مدة أيام . فلما شفيت تهيأت للسفر. فأصابتني حُيّى مزعجة جداً . فنظرت حينئذ في نفسي أني إذا سافرت ربما أهلك . فرجعت عن ذلك العزم . وانقطع أملي من السفر . وعزمت على الرضوع إل اجدمة تتغيرة التح انرس انيري ونان ذا أوصات إلى تاشكند أحببت أن أزور الشيخ إلياس العشقي بها أولا . فأودعت ثيابي وكتبى ودابتى عند أحد الأحباب وذهبت . فلقينى أحد خدّامه فقلت 40 ربجم معي لنزون الشيخ . قال: وأين دابتك ؟ قلت : قد أودعتها عند فلان . قال : اذهب فأت بها إلى داري ثم نمضي للزيارة . فبينما أنا راجع إذ سمعت قائلا يقول لي : قد فقدت دابتك بما عليها . فتحيّرت وتغيّرتُ . وجلست أتفكر في ذلك . فوقع في قلبي أنه يحتمل أن يكون ذلك لعدم رضاء حضرة الشيخ بهذه الزيارة ؛ فإن السادات - رضوان الله تعالى عليهم وعلينا أجمعين - لهم غيرة عظيمة على أتباعهم . فكيف يكون الشيخ قدس سره متوجّهاً إليك بهذا التوجّه وأنت تقصد زيارة دن غيره! فلا بد أن تصاب بأكثر من ذلك . فأعرضت عنها . وعقدت النية على زيارة سيدنا ومولانا قبل كل شيء . فما تم هذا الأمر إلا وجاءني شخص فقال لي رخدت الدايه رطا عادر . فأتيت إلى من أودعتها عنده . فقال لي : يا محمد إني كنت ربطت دابتك هاهنا فيعد لحظة غايت عن نظري ٠‏ فطفقت أَفتّش عليها فما وجدتها حتى يئست منها . ثم رجعت فوجدتها واقفة وسط السوق بين الناس . ولم ينقص مما عليها شيء مع ما في السوق من كثرة الازدحام . فعجبت لذلك كل العجب . ثم أخذتها وتوجّهت إلى سمرقند . ٠‏ فلما وصلت عند حضرة الشيخ رضي الله تعالى عنه تبسّم وقال : أهلاً وسهلاً ومرحباً فلم أفارق عتبته بعد . وقال قدس الله تعالى سره: كان د إذا تكلَّم بالحقائق كثيراً ما يوه خطابه إليّ . وسألني مرة فقال : هل أنت إذا سمعت مني الكلام على الحقائق تتغيّر عقيدتك التي تلقّنتها من أبويك في صباك . وتلقّيتها من أستاذك ورسخت في قلبك ؟ قلت : لا . قال : إذا أنت أهل لسماعها . وكتب فيه أيضاً : إن سيدنا ومولانا مرض مرة فأمرني أن آنيه بطبيب من هراة . فجاءني مولانا قاسم قدس سره وقال : يا مولانا محمد ! ابرع في :ذقابافة و[الدة نزي ا استط أن أرى ردنا وفولانا دري ٠‏ وحرّضني تحريضا تاما . فلما جئت جئت بالطبيب وجدت الشيخ قدس سره قد شفي . ؛. ومولانا قاسم قد توي ال ل د فجت كر فقلت اله : لا تفعل هكذا فإن المتعلّقين بك كثيرون ! وأنت رجل شاب . فقال : ما جئتك مستشيراً في هذا الأمر ٠‏ بل قرّرته في نفسي ء ٠‏ وصمّمت عليه ٠‏ وجئت وقد قبل الله تعالى مني ذلك ٠‏ ولطالما ع را 0 وماتزالة مصرًا على تخراية الأو ا و ل إحدى وتسعين وثمان مائة . وبرئ الشيخ برءً تاماً ٠‏ فلم يحتج للطبيب الذي أتيت به . ان ولما احتضر سيدنا ومولانا ‏ اجتمع عنده جميع أولاده وأحفاده . وأصحابه الخاصة والعامة . فقال لهم : ليختار كل منكم إما الغنى وإما الفقر . فقال له الشيخ محمد قدس سره : اختياري اختيارك . فقال : أنا أختار الفقر . ثم التفت إلى خازنه وقال له : أعطه أربعة الآف شاهرخية ليستعين بها على مؤنة الفقراء الذين يجتمعون عنده ويتفرّغ لخدمتهم . أصحابه ومأذونوه وله أصحاب كالنجوم في هداية الخصوص . وبركة العموم . أعظمهم اثنان : الأول : العارف بالله تعالى مولانا الخواجكي الكاسياني قدس سره نسبته إلى قرية كاسيان في جانب ولاية الأخصى . قدم بعد استيفاء حظه من كافة العلوم على أعتاب الشيخ . ونال ببركته أعلى منازل الأولياء الكاملين . ثم استوطن دهبيدة من أعمال بخارى يرشد السالكين . ويدعو إلى الله تعالى المؤمنين . حتى لقي ربه ثم . وذلك سنة تسع وأربعين وتسعمائة . ولمولانا الكاسباني أربع أصحاب وخلفاء أحباب وهم : العارف بالله الشيخ دوست الصحاف قدس سره : أصله من ولاية الأخصى . خدم أعتاب الشيخ حتى صار من كبار المرشدين الكاملين . ثم رحل إلى بلخ . وتوفي بها عام أربعة وسبعين وتسعمائة قدس سره . والعارف بالله تعالى الشيخ خرد قدس سره : اتصل بحضرة الشيخ الكاسياني . وخدمه أصدق خدمة . حتى فاد بأتمٌ المناقب العرفانية الجمّة . وتوثي في بلخ عام خمسة وسبعين وتسعماثة . نوَّر الله ضريحه . والعارف بالله تعالى مولانا لطف الله الأرجاكتي قدس سره: ولد في أرجاكت من ولاية الأخصى . وخدم رحاب مولانا الكاسياني بصدق 56 وإخلاص . فنال من مقامات العارفين أعلاها. ومن منازل الأولياء أسناها . ولم يزل يدعو الخلق إلى الله تعالى حتى انتقل . وذلك عام ستة وتسعين وتسعمائة في أرجاكت . نوّر الله مرقده . والعارف بالله تعالى الشيخ محمد إسلام الجويباري البخاري قدس سره: ولد في جويبار - بلدة على نصف فرسخ من بخارى - ونشأ بها . ثم لما أدرك من الفضائل قصارى مرامه قدم لأعتاب سيدنا القاضي محمد . ولازم خدمته . ونال نظره وهمّته . ولما توفي اتصل بخدمة مولانا الكاسيانى . فصار بأدنى مدة من أكابر أصحابه . وكان بركة زمانه سيد أقزانة ب اظتهر بالولانة اظتهار الشتمنى + وار آي في الإرشاد . حتى انتقل إلى حظيرة القدس . وذلك في صفر سنة اخدئ وسبعين وتسعمائة . في بلدة سمتين من أعمال بخارى عن ثمان وثمانين سنة . نوَّر الله تعالى ضريحه . ولمولانا الجويباري ثلائة أصحاب وهم : نجله العارف بالله الشيخ كلان قدس سره : تخرّج على يدي والده , وسلك عنده حتى بلغ مبلغ الكبراء من الأولياء . ولما توفي قام مقامه في إرشاد الخلق إلى طريق الحق نوَّر الله روضته . والإمام الرباني مجدّد الألف الثاني الشيخ أحمد الفاروقي قدس سره : وهو أيضاً من أصحاب الخواجه محمد الباقي قدس سره . وسيأتي أن كلم الململة عه الفيخ تحب لاقن دك ترجيعة مفضلة ب ينها الل تعالى به . والعارف بالله تعالى الشيخ يونس الترك قدس سره : كان من أجلٌ أصحاب مولانا الجويباري . وكان كبير الشأن . رفيع القدر في الإرشاد والإمداد والبركة للعباد . نوّر الله تعالى مثواه . كن الثاني من خلفاء مولانا محمد القاضي قدس سرة: شيخ هذه السلسلة وأعظم مَن سرى إليه سر هذه النسبة المبجّلة . ابن أخته سيدنا الدرويش محمد قدس سره . انتهى عبارة « الحدائق » . قدس الله تعالى سره العزيز من أجلآء أصحاب خاله مولانا محمد الزاهد . وأكمل خلفائه . وهو وإن كان ممن بايع الخواجه عبيد الله أحرار قدس سره من غير واسطة . لكن كانت تربيته وبلوغه إلى مرتبة الكمال والتكميل وإجازته بالخلافة من مولانا محمد الزاهد قدس سرهما . سكن بقرية إمكنه قرية من ولاية كش . وقبره أيضاً هناك مشهور ومعروف يزار ويتبيّك به . قدس سره . ونور قبره . ورزقنا من أنفاسه العاطرة آمين . وفي «١‏ الحدائق الوردية » : غوث الأولياء الأعلام . وغيث علماء الاشلام ؛ التشرق في المخرب والمشرق تون بركته + والفشرف على دولة الإرشاد وإرشاد دولته . تربّى في حجر خاله . ونال مزيد فضله وإفضاله . بما تضلّع من العلوم الشرعية . وارتضع من ثدي التربية الربيّة . إلى أن ارتوى من الحقائق الإلهية والمعارف الغيبية . وصار بما أوحى إليه هو المعوّل عليه . واشتهر من بعده بالولاية العظمى . والعلم الأسمى . والقدر العلى . والفضل الجلي . حتى عرف في أيامه ب« الدرويش ولي » . ولما حوى من الهدى ما حوى . ومال على محو الضلال كالسيل إذا انهال . وَل إِدَا هئ 0 مَاصَلَّ صَاحبَيٌوَمَاعَو ([5 #6 . بل جمع من الخواطر شتاتها . ووصل من العزائم بتاتها . وأحيا من النفوس أمواتها . وقدَّر فيها من الخير أقواتها . حتى غدا بركة زمانه . وإنسان عين الإرشاد وعين إنسانه . توفي في سنة .٠٠٠١‏ وله أصحاب كثيرون. كلهم هادون مهديّون . وأعظم مّن سرى إليه سرٌ هذه النسبة المطهرة شيخ هذه السلسلة نجله المبكل : سيذنا محمد الخواجكي الإمكتكي قدسن:سره . 4لا سيدنا محمد الخواجكي الإمكنكي السمرقندي قدس سره العزيز خليفة والده الماجد مولانا درويش محمد بطريقة الوراثة الظاهرية والباطنية . وبلغ رتبة الكمال والتكميل بحسن تربيته . ويّمن همّته ٠‏ وبركات صحبته . وقد بايع مولانا محمد الزاهد الوخشواري قدس سره من غير واسطة . واسمه خواجه عبد الباقى . اشتغل بتحصيل العلوم الظاهرية عند علماء سمرقند وبخارى . وطالع الكتب المتداولة . ودرس في العلم الظاهر بعد بلوغه ذروة الكمال . وحصل رتبة المولوية بسبب التدريس . وجعلها ستراً وحجاباً لأحواله الباطنة . وكان يأمر مَن حضر عنده لطلب الطريقة بالاستخارة . ولم يكن يقبل أحداً بدونها . وكان معاصراً لمولانا المخدوم الأعظم الدهبيدي خليفة مولانا القاضي محمد وكان في صحبته . وأقام مدة في دهبيد - بعد رحلته إلى دار البقاء - لتعزية أولاده وأحفاده وتسليتهم . ثم رجع إلى وطنه . وتوقّي في شهور سنة عاشرة بعد الألف . وقبره في قرية إمكنة مشهور يزار ويتبرّك به . قدس سره . وفي « الحدائق الوردية » : خلاصة خاصة الأولياء . وارث علوم الأنبياء . فهو الإمام المتّفق على جلالة منزلته . والمرجو بركة فضله وفضل بركته . وتخرّج على حضرة والده . وفاز بطارق مجده وتالده إلى علوم كالبحر الزاخر . ومعارف كم تركها الأول للآخر . ولم يزل في بدايته بعين هدايته ملحوظا . وفي ظل سلطنة تربيته محظوظا . حتى صار لمناقبه لوحاً محفوظاً . لا يدع فضيلة جليلة إلا أحصاها . ولا ضَبْعة وَضْيعَةَ إلا أقصاها. ولا مقامات عالية إلا طواها. ولا أسرار غالية إلا حواها. ولا أذواق غامضة إلا جلاها . فكان تلو والده كالشمس وضحاها . والقمر إذا تلاها. جلس فى دست الخلافة بعده. وبذل في العياء الفلوئية اجهله» لضو ليك الف انيه دلا 225 .في لاد اللا إلا وهو يمدَّها بالروحانية . فأشرق في همّته بدر هذا الطريق . وصار فريق خيره خير فريق . وطار صيت إرشاده ووفور إمداده وبعد مداه , فهرع الناس إلى اقتباس هدى أنواره وأنوار هداه . حتى صار بايه محال العارفين . وقبلة قلوب الصلحاء المتقين . ومستغاث الطالبين . عليه من هيبة الكرامات والكشف أكبر جلاله . ومن عظمة التجليات الذاتية ما يدل على سموٌ مقامه في الحضرة الإلهية أكمل دلاله . والخواجكي اسمه الكريم هو نسبة إلى خواجه . وأبدلت هائه كافاً ! على عادة الفرس . قال في شرح « سلسلة الذهب » : وفي ذلك الاسم مدحٌ عظيمٌ . والإمكنكي نسبة إلى إمكنة يكسر الهمزة وسكون الميم وفتح الكاف والنون ثم هاء أبدلت كافاً كذلك قرية من قرى بخارى . وله خلفاء كاملون أولياء . وأكمل مَن سرى إليه سرٌ هذه النسبة العلية منهم شيخ هذه السلسلة : الشيخ محمد الباقي رضي الله عنه وعنهم . انتهى عبارة « الحدائق الوردية » والله أعلم . ابن القاضي عبد السلام . ولد سنة إحدى أو اثنين وسبعين وتسعمائة ببلدة كابل . وكان أبوه القاضي عبد السلام رقيق القلب جذَاً . كثير البكاء . وافر الحظ من قوله تعالى وَلْسَحاكِيرَا # وأمه كانت من بنات السادات . ومن النساء الصالحات القانتات . كانت كثيرة الاعتناء بخدمة الدراويش والفقراء بنفسها . مع كثرة الجوار في بيتها 5 قال لها ولدها خواجه محمد الباقي : إن مَن يقوم بأمر الخدمة موجود فينبغي لك أن تقعدي وتستريحي . فيكت وقالت: أي جريمة صدرت عني حتى يمنعنى الله تعالى عن شرف خدمة طالبيه وعباده الخاصة ! فتركتها على حالها . وكانت آثار الجذبات الإلهية . وأنوار الهداية السبحانية ظاهرة ا في جبينه في حالة صباه . اشتغل أولاً بتحصيل العلوم الظاهرة عند أجلّة علماء عصره . والتزم مولانا محمد صادق الحلواني الذي هو علامة عصره بلا نزاع . وقدم ما وراء النهر في رفاقته . وفاق جميع أقرانه . بدا له فى الأثناء داعية الدخول فى طريق التصوف . وانبعث من باطنه شوق مجه أولياة 1ه يبال الكزام جا وسادك في نذابة تزله مسجل الطوع الرسمية إلى محفل واحد من أكابر العصر . فقال ذلك الفاضل : ما أحسن لو كان خواجه عبد الله الباقى مداوماً على التحصيل والمطالعة أياماً . حتى تبلغ مولويّته وملكته في المطالعة إلى مرتبة الكمال والإكمال ! فقال له الخواجه : أليس المراد من كمال المولوية والملكة أن تحصل قدرة مطالعة الكتب المتداولة على ما ينبغى ؟ فأتونى بكتاب لا يقدر على مطالنجه إلا ماخت يضر تيل تعسو يحضان التشفي التام : وبالجملة تطرقت إلى طريق تحصيله للعلوم فترة تامة ٠.‏ وجذبته الجذبات الإلهية إلى محفل قوم أشرقت في حضرتهم المنيرة شمس ١‏ لي مع الله وقت » . فطاف حول مجلس كثير من كبار مشائخ وقته في بلاد ما وراء النهر التي هي معدن هذه الطائفة العزيزة الوجود . وزف عند بعضهم بعروس التوبة والإنابة ؛ فأول مَن تاب على يده وأناب : الشيخ خواجه عبيد خليفة مولانا لطف الله . خليفة مولانا المخدوم الأعظم الدهبيدي ؛ خليفة مولانا القاضى محمد ؛ خليفة قطب الآفاق خواجه عبيد الله أحرار قدس الله تعالق ‏ أسرازهم»» بولا لد ظهى يفيه آثان الاشتفانة أناجا ثانا على بد الشيخ أفنخار حين قدومه بسمرقند وكان من كبار مشائخ سلسلة خواجه أحمد اليسوي ثم طرأ الفترة على عزيمته هذه أيضا . وظهر فيه ما ينافي طريق الاستقامة . ثم جدد التوبة ثالثا من غير صنع واختيار على يد الشيخ الأمير عبد الله البلخي قدس سره . فكان في مقام حفظ الحدود أياما . ثم هدم سَدَّ تلك التوبة أخيرا . ثم انعقدت صورة التوبة في المنام في ذل شرف ملازمته خواجه بهاء الدين النقشبندي قدس سره . وظهر فيه ميل إلى طريق أهل الله تعالى . فبحكم الغريق يتشبث بكل حشيش صار يتوجه إلى كل طرف ويسير؛ حتى وصل إلى ملازمة الشيخ بابا ولي الكبروي في بلدة كشمير . وكان منظورا بنظر عنايته . ولما كان الشيخ المذكور مجازاً من مشائخ السلسلة التقشبندية أيضاً هيت فى ملازمته النفحات الربانية ؛ من مشرق فيوضات هذه الطائفة العلية . إلى وض استعداذه» .وطهرت فيه النيية المشهودة عندهي ٠.‏ وظهر كا قزة في نسبته بِيّمْن توجههم . واتسعت دائرتها . واتضح له الطريق . ثم جذبته جذبة عنايتهم إلى خدمة مجمع الحقائق ومنبع الدقائق مولانا خواجكي الإمكنكي قدس سره . فأظهر له التفاتات كثيرةً . وعنايات جزيلة . ولما نفس مولانا علو فطرته . وسموًّ استعداده. وحدس أحواله العالية . ومواجيده السامية ؛ جلس معه في الخلوة للصحبة ثلاثة أيام متوالية , وأطلعه في أثناء الصحبة على بعض الزوائد والفوائد . ثم قال : إن أمرك قد بلغ مرتبة الكمال والإكمال بعناية الله تعالى . وببركة تربية روحانية أكابر هذه السلسلة العلية . فينبغي لك أن تعود إلى طرف بلاد الهند . فإنه يظهر فيه رونق هذه السلسلة بوساطتك . ويبلغ فيه كثير من المستفيدين عالي القدر . كاملي الاستعداد إلى ذروة الكمال . فاعتذر إليه بأعذار عديدة على طريق الانكسار ورؤية قصور الأحوال . ولكن لم يترك مولانا خواجه . وأمره بالاستخارة . ولما نام بعد الاستخارة رأى فى منامه بَبَعْاء ؛ فقال : إنها طير مخصوصة ببلاد الهند , فإن كان السفر إلى بلاد الهند مباركاً فلتجئ هذه الببغاء عندي ولتقصد على ! فجاءت عنده . وقعدت على منكبه . فرمى إلى فمها ببزاقه وصيّت هي أيضاً سكراً من فمها في فمه . فوجد منه لذة في دماغه . فأخبر شيخه بذلك . فبشره بما هنالك . وقال : قم وبادر إلى طرف بلاد الهند . فإنه سيحضر فيها في صحبتك كامل الاستعداد ؛ ينتفع بك . وتحصل لك منه 71١ أيضاً حلاوة . وتظهر كمالاتك منه . فتوجه بموجب إشارته إلى طرف بلاد الهند . وأقام سنة في بلدة لاهور . واغتنم صحبته فيها كثير من علماء تلك الديار وفضلائها . ثم ارتحل منها إلى دار سلطنة بلاد الهند الدهلي . واختار للإقامة القلعة الفيروزية التى هى مشتملة على نهر كبير ومسجد عظيم مزيّنة بأنواع الزينة وأقام هناك إلى حيث وفاته . وكان قدس سره صاحب الأذواق والمواجيد العالية . والأحوال السامية . كثير التواضع والانكسار. وكان يجتهد في ستر أحواله وسيرته السنية عن نظر الأغيار . بل عن مَحْرّمِ الأسرار بأنواع الحجب والأستار . ولا يرى نفسه أهلا لمقام الإرشاد . فإذا جاءه شخص لطلب الطريقة كان يقول: ليس عندي شىء من ذلك . ينبغى لك أن تطلبه من غيري . فإذا لقيت أحداً من هذه الطائفة مقتدى في الطريق فتتهني على ما هنالك . وكان يبعد عن نفسه مطلق الدعوى . بل كان يشتغل بخدمة الزوّار واستمالة قلوبهم . ولا يتكلم إلا عن ضرورة إلا في مسألة مشكلة من حقائق هذه الطائفة . فكان يوضحها حق الإيضاح ؛ لثلا يميل صاحبها بلا إدراكها عن النهج القويم . وكان يمنع أصحابه عن القيام تعظيماً له . ويعدٌ نفسه كأحد منهم . ويحب المساواة معهم في سائر حالاته . وكان يقعد فوق التراب من غير حائل إظهاراً للتواضع والمسكنة . وكان ذا كيفية عجيبة وتصرفات عظيمة . بحيث إذا وقع نظره على شخص كان يتغيّر حاله . ويؤول إلى الخير مآله . وكان الناس في بابه مطروحين سكارى . ودائرين حوله حيارى . قال الشيخ تاج الدين الهندي الذي كان من قدماء أصحابه وأجلّة خلفائه : وقد صحب بعده الإمام الرباني . ثم جاور الحرمين الشريفين . واشتهرت هناك صيته وشهرته . وأخذ عنه أكابر أهل الحرمين الطريقة التقشبندية كابن علآن . وتوفي في الحرم المكي . ودفن في جبل قعيقعان , وقبره مشهور معروف هناك . كان شيخنا الخواجه محمد الباقي مرة قاعدا 55 على ساحل النهر . فجئت عنده؛ فقال لي : يا تاج الدين ! يفاض علي من الفيض السبحانى ما لو كان هذا النهر مداداً فأكتبه به لا ينفد أبداً ونفد التهن< أزضل' إليه الإمام:الرباتن: مره في ليلة من ليالي ارمصان'فالؤديا مع خادم له بدوي غليظ الطبع . فلما انتهى إليه كان الخدّام والأصحاب كلهم في النوم . فقام بنفسه وأخذه من يد الخادم وقال له : ما اسمك ؟ قال : باما . فقال : لما كنت في خدمة الشيخ أحمدنا ؟ فأنت معنا . فإِنَّ معنى باما بحسب الوضع واللغة الفارسية معنا . فبمجرّد وصول هذا الكلام إلى سمع الخادم تغيّر حاله . ورجع باكيا صائحاً كالسكران . ولما رآه الإمام الرباني قدس سره على هذا الحال سأله عما جرى عليه . قال : لا أعرف شيئاً غير أني أرى نوراً لا لونياً أخذ الدنيا كلها ؛ شرقها وغربها . أشجارها وأحجارها . سهلها وجبالها . وأرضها وسمائها . لا أقدر أن أبيّنه . فقال: لعل حضرة شيخنا توجّه إلى هذا الجانب وقابل هذه الذرّة فأشرقت أشكّة شمسه فيها. وذلك النور من نوره. ولما حضر في الغد صحبته نظر إليه وتبسّم . وأمثال ذلك كثيرة يطول ذكرها . وبالجملة كان يحصل الذوق والشوق والكيفية المعهودة عند هذه الطائفة للطالبين في أول صحبته . ويجري لطائفهم بالذكر في أول التلقين . وكان ذلك للكل على سبيل التعميم . وذلك من إلحاقاته . قاله الإمام الرباني قدس سره وكان شفقته على الخلى على وجه ؛ قام ليلة في أيام البرد عن فراشه . فلما عاد رأى في فراشه هرَّة نائمة . فلم يرض لإيقاظها وتحريكه إِيّاها . وقعد إلى الصبح متحمّلا لنكد البرد . ووقع الجدب والقحط مرة في بلدة لاهور حين إقامته فيها فلم يأكل في تلك المدَّة شيعا . فإذا حضر عنده طعام كان يفرّقه ويقسمه على الجائعين . ويقنع بنفسه بالتناول من ميراث « أبيت عند ربّي » الحديث . تنضسلن ولما خرج من لاهور متوجّهاً إلى دهلي رأى عاجزاً في الطريق . فنزل عن دابته وأركبه عليها . وصار يمشي متقتّعا لكلا يعرفه أحد . ولما قرب إلى المنزل أنزله وركب بنفسه لثلا يطلع عليه أحد . وكان في رؤية قصور الأحوال واتّهام النفس على غاية تميّز نفسه عن العامة . فضلاً عن أصحابه الكمّل . كان في جواره شاب يرتكب كل شيء من أنواع الفسق . وكان إلى الحكام . فأخذوه وحبسوه . ولما اطلع على ذلك غضب عليه وقال : لِمَ فعلت كذلك ؟ قال : يا سيدي إنه فاسق لا يبالي . يرتكب كلَّ شيء واجب التأديب والحبس . فقال : أوَاه ! لما كنتم من أهل الصلاح والصفاء والتقوى رأيتم فسقه وإلا فنحن لا نعرف الفرق بيننا وبينه . فكيف نترك أنفسنا ونسعى إلى الحكام ؟ ثم سعى في تخليصه وإخراجه من الحبس . فأخرجوه . فتاب وصار من صلحاء الأنام . وهكذا كان عادة الكرام . وقصة الإمام أبي حنيفة ذه مع جاره الإسكاف الذي كان يجيء كل ليلة إلى بيته سكرانا مشهورة معروفة . وكان إذا صدرت ذلة ,من أصتحاية يقول : إِنَّ هذه من زلأآتنا ظهرت منهم بطريق الانعكاس . فماذا يصنع هؤلاء الفقراء فيما لا اختيار لهم فيه ؟ ! مطلب الأحوط الخروج من الخلااف وكان إذا أشكلت عليه مسألة فقهية يرجع إلى الفقهاء المتورّعين ويستفتي منهم ما هو الحق والصواب . وكان يختار الأحوط في العبادات والمعاملات . غ31 ولهذا كان في ابتداء حاله يقرأ الفاتحة خلف الإمام مع كونه حنفي المذهب لكثرة الأحاديث الواردة في قراءتها وقوة دليلها . قال صاحب «١‏ البحر » : اخترت الإمامة للعمل بالمذهبين . فرأى ليلة الإمام أبا حنيفة #ه في منامه . فأنشده قصيدة مشتملة على مدحه . ومشعرة بأنَّ أكثر كبار الأولياء كانوا على مذهبه 5 فترك قرءة الفاتحة بعد ذلك . وهذه المذكورات نبذة من شمائله . وقطرة من بحر خصائصه . ولما بلغ عمره الشريف أربعين سنة قال : قيل لي : قد حصل الغرض الذي كان مربوطاً بوجودك . فعرض له المرض في أواسط جمادى الأخير سنة اثنين وعشرين بعد الألف ٠‏ وقال في تلك الأثناء : رأيت في المنام ناصر ٍ الملة والدّين والشريعة خواجه عبيد الله أحرار قدس سره فألبسنى قميصاً ٠‏ فإن تيسّرت العافية فذاك ٠‏ وإلا ! فالكفن أيضاً قميص ٠‏ فتوني يوم الاثنين الخامس والعشرين من الشهر المذكور . ولما غسَّلوه وكفنوه وحفروا قبره حمل نعشه الشريف جمع من مجاذيب أصحابه . وتوججّهوا به من غير شعور إلى خلاف جهة القبر ٠‏ ووضعوه في محل كان مروره قدس سره صادف في حياته مرة هذا المحل فاستحسنه ونزل فيه . وصلى ركعتين . وانتثر إلى ذيله تراب من تلك البقعة فقال : إِنَّ تراب هذه البقعة يأخذ بذيلنا . فتذكر الأصحاب ذلك ٠‏ فحفروا قبره هنالك ودفئوه فيه . فصل خواعه خبيام الدين عليه رحمة بساتين في أطرافه . وأجرى عليه الماء والأنهار . وذلك في قرب أثر قدم النبي يك على ما هو المشهور فيما بينهم . رحمه الله تعالى رحمة واسعة . ورزقنا الله تعالى بركته وبركة أمثاله , وجعلنا من أحفاده وأولاده آمين . غوث الواصلين قطب العارفين برهان الولاية المحمدية وحجة الشريعة المصطفوية الإمام الرباني مجدّد الألف الثاني مولانا وسيدنا الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الأحد السهرنديٌّ الفاروقيّ التقشبنديٌ قدس سرهم العلية يتصل نسبه بسيدنا عمر بن الخطاب 5 بثمان وعشرين واسطة . 516 وكان آباؤه الكرام وأجداده العظام كلهم من صلحاء الأنام وعلمائهم وفضلائهم . كما ذكر أحوالهم في ١‏ الروضة القيُوميّة والجواهر العلوية » . كان والده الماجد قدس سره صاحب أحوال عالية . وأذواق سامية . عالماً في العلوم العقلية والنقلية . وكان في غاية من التفريد والتجريد . وكان يجوب البلاد مشتغلا بإرشاد العباد . ولما صادف مروره سكندرة - قصبة مشهورة فى بلاد الهند - وأقام فيها مدَّة . رأته امرأة من أشراف قبائل تلك الديار؛ صاحبة فراسة صادقة . وتوسّمت فيه أنواع الفضائل . وأصناف الكمالات . وكانت لها أخت موصوفة بالعفة والقناعة والخصال الحميدة . فعرضتها عليه . ولما كان ذلك قدراً مقدوراً جاء إلى عرصة الوجود مع إبائه عن ذلك لتفوٌده وتجرّده عما هنالك . فولد له منها الإمام الربّاني منوّر الألف الثاني سنة إحدى وسبعين وتسعمائة في بلدة سرهند . ولفظ (خاشع) تاريخ ولادته . وكان في صباه منظوراً بنظر عناية الشيخ شاه كمال القادري الذي كان هو شيخ أبيه في السلسلة القادرية . وعرض له المرض بعد أيام من ولادته . فجاء به والده عند شيخه المذكور . فقال يكمال الجذبة : لا تخف فإنه يكون عالماً عاملاً . صاحب أحوال عالية . ومعارف سامية , ذا عمر طويل . وجعل الشيخ لسانه في فمه ففاضت عليه فيوضات النسبة القادرية من ريق الشيخ في تلك الحالة . وكانت آثار الرشد والهداية واضحة من جبينه في صغر سنّه . فإذا رآه صاحب فراسة كان يجري على لسانه في الحال من مشاهدة الآثار والأنوار ١‏ ماد ضىء ولو آَز تَنْسَسَة نَاٌ # حفظ القرآن المجيد في مدّة يسيرة . ثم اشتغل بتحصيل العلوم . وأخذ أكثر العلوم المتداولة عن والده الماجد . وتلمّذ أيضاً لمولانا محمد كمال الكشميري في ولاية سيالكوت . ولمولانا يعقوب الكشميري ؛ الذي هو من أجلَّة أصحاب مولانا الشيخ حسين الخوارزمي الكبروي قدس سره . ومن جملة خلفائه . لذلا وحصّل سند الحديث بأوليائه من القاضي بهلول البدخشي . وبرع في العلوم كلها على أقرانه . وأخذ النسبة الجشتية والقادرية عن والده الماجد . وشرّفه والده بالإجازة والخلافة فيهما . وصار قائماً مقامه , وفرغ من تحصيل العلوم الظاهرية والطريقة في سنة سبع عشر سنة . واشتغل بإفادة العلوم الظاهرة للطالبين . وتسليك السالكين طريق رب العالمين فى تينك السلسلتين العليّتين سنين . وصّف فى ذلك الأثناء بعض الرسائل كه الرسالة التهليلية ٠‏ . وه رد الروافض ٠»‏ مع كثرة قوّتهم وشوكتهم في تلك الديار في ذلك الوقت . وغاية قربهم من سلطان الوقت . مع كونه ممن يبغض الدين والمسلمين . ولكن لما كانت له حميّة تامّة في أمر الدين . ورأى طغيان هؤلاء الطائفة الباغية الطاغية . وتكفيرهم أئمة الدين وأصحاب سيد المرسلين . وإهانتهم الصدّيقة وتنقيصهم إِيَاها رضي الله عنها وعن أبويها لم يقدر أن يصبر على ذلك . ولم يخطر بباله ما يكاد يحصل له من ضررهم هنالك . فوقاه الله تعالى سيئات ما مكروا . وحاق بهم سوء العذاب . وكان قد أخذ حظاً وافراً من طريق أكابر النقشبندية قدس الله تعالى أسرارهم العلية باستماع أوصافهم من والده الماجد . وبمطالعة رسائله . وكان مشتاقاً إلى ملاقاتهم . ولم يزل عطشان الطلب مع وجود تلك الكمالات . وكان وافر الاشتياق أيضاً إلى زيارة الحرمين الشريفين . ولكن كان أبوه يمنعه من ذلك لفرط محيّته له . ولما توفي أبوه سنة سبع بعد ألف خرج من وطنه بتيّة سفر الحجاز سنة ثمان وألف . ولما دخل الدهلي جاء عنده الشيخ حسن الكشميري وكان من أحبابه ولص أصحابه , وكان فى ملازمة الخواجه محمّد الباقى فى ذلك الوقت فدله على صحبته ورؤيته . وقال : إنه قد قدم هنا في تلك الأيام شيخ كبير من أكابر السلسلة النقشبندية ؛ صاحب تصرّفات عجيبة . يحصل فى صحبته فى مذة يسيرة مالا يحصل في أربعينات كثيرة . فبادر إليه وحضر لديه . - 7 1/ ولما رآه الخواجه محمّد الباقى قدس سره أظهر له التفاتاً كثيراً . وأكرمة «تولما كاعد فيه كايلية واسيتعدادا ضار مشفوفا به في أول زؤيتهه؛ واستفسره عن منتهى سفره . فأظهر له ما أضمر من سفر الحجاز . فقال له : لو كنت في صحبة الدراويش ولو جمعة ثم توجّهت إلى مقصودك ! مع أنه كان لا يقبل أحدا يحضر عنده لطلب الطريقة بدون الاستخارة النبويّة . فضلاً عمّن يريد سفر الحجاز المبارك . فقبل أن يكون في صحبته جمعة واحدة . فظهرت فيه بعد يومين داعية البيعة في هذه الطريقة . وزاد شوقه وذوقه . فأبرز ذلك للخواجه في الخلوة . فقبل من غير تردٌد وتوقفة» وحصلت له في مذة يسيرة كيفيات عظيمة . ثم قصّ عليه شيخه في الخلوة ما رآه فى منامه بعد الاستخارة حين أمره بها شيخه الخواجكى الإمكنكي قبل ذلك بسنين . وغيرها من الرؤيا . مما يدل على علرٌ شأنه وقطبيّته . وقال : أرى كلَّ تلك الأوصاف فيك . فكان كذلك . ثم اشتغل بالرياضات والمجاهدات ووظائف الأذكار والمراقبات فى تلك الطريقة . فتيح الله سجاه له أزوات: العلوم (اللالقة : والجعارك اليقيقة + وأصراز الولايات والمقامات السنيّة . وأنوار الفيوضات والبركات الإلهية التي لا يسعها ظروف العقول . ويعجز عن إدراكها فهوم الفحول في مدَّة يسيرة . وهي شهران وبضعة أيام . وكان شيخنا الخواجه محمد الباقي قدس سره يقول مراراً أنه من المرادين والمحبوبين . ولسرعة سيره من تلك الحيثيّة أجازه شيخه للإرشاد. وأمره بالرجوع إلى بلاده لهداية العباد. ورجع إلى وطنه بألوفٍ من الفتوحات . وأنواع الحالات والكشوفات . منشدا بلسان حاله ما صرّح به في بعض مكاتيبه : إليك يامنيتي حجي ومعتمري 2 إن حج قوم على ترب وأحجار 5718 واشتغل بتربية الطالبين ٠‏ وهو وإن كان احداء شلوكة من الطريفة النقشبندية ولكن ترقّى منها أخيراً إلى مقامات كثيرة عالية جِدَاً . حتى صار شيخه الخواجه محمد الباقي يستفيد منه هذه الطريقة الخاصّة به كأحد المسترشدين . ويعامل معه معاملة المريد مع شيخه . من غاية رعاية الآداب ونهاية التعظيم . ويحتٌ أصحابه على متابعته وملازمته . قال مولانا محمد هاشم البدخشي في مقاماته : قال سيدي السيد محمد نعمان قدس سره لما مرض شيخنا خواجه محمد الباقي وضَّى الأصحاب تنما وتخضضا بمتابعته . ثم وضّاني بذلك مما فقلت برعونة المشاركة في شيخ واحد : إِنَ قبلة توجه الفقير ليست إلا أنت . فقال بالغلظة والخشونة : ما تظنٌّ أنت فيه ؟ فإِنْ ألوف أمثالنا من النجوم تنلاشى في أشعّة شمسٍ الشيخ أحمد . وما نال مَنْ جاء قبله من المشائخ الكبار من أحواله إلا مقدار الحال . فلزمت بعد ذلك صحبته ونلت فيها ما نلت . والحمد لله على ذلك . والحاصل أنه سلّم إليه منصب الإرشاد في الطريقة التقشبندية والقادرية والجشتية . ولكن كان اعتناؤه فى الطريقة النقشبندية . وإذا ل ٠‏ والجشتية كذلك . ولكن مع غاية الاجتناب من لوازم الجشتية من الوجد والتواجد . والرقص والسماع . وغيرها مما يخالف السنّة . وانتشر صيت إرشاده وفيوضاته وبركاته في جميع أقطار الأرض . وسار بثنائه الجميل الركبان في الطول والعرض . وألبس عليه خلعة قطب الأقطاب وأصيل الوصول إلى مدارج القرب ودرجات الولاية إلى التفاته . وصارت رحلة الأبدال والأوتاد إليه . وظهرت منه أنوار الهداية . وأسرار الولاية . وحقائق عالية . ومعارف سامية ٠.‏ يعجز عن تقزيرها قلم اللسان ٠‏ ويفتر عن تحريرها لسان القلم . إن أردت الاطلاع على حقيقة الحال فعليك بمطالعة رسائله ٠‏ خصوصاً مكتؤيائه الغترنية + :حك عرق ما ته إلتينة الاعلدم ٠‏ مما قد عجر عن إدراكه ألباب ذوي الأفهام ٠‏ فضلاٌ عمّن تستّر بحجب الأوهام . 51 إِنَّ آثارنا تدلٌ علينا فانظروا بعدنا إلى الآثار وإن كنت معذوراً في الاطلاع على ما حَوّته مكتوباته لعدم الذوق فيك ! فعليك بالتسليم ولوم نفسك قائلاً : كيف لا تشاهد نوراً قد ملأ الأرض شرقاً وغرباً . وأنار الأنام عجماً وعرباً ؟ ! وإذالتج صو اليول شل ٠.‏ لاماي راو تالا بتار وهذا أدنى الإيمان لهذه الطاتفة . وإياك والاعتراض ! فإن أمست نبذة منه في نفسك فاحكم على نفسك بالشقاوة والحرمان . والبعد والخذلان . والعياذ بالله من ذلك . وك ا لماي م أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل ولا د تضغ إلى ما يقوله الجاهلون الغافلون . ويتفوّه به الحاسدون الشامتون , لصون لي ترلين ومرض في قلوبهم . فإن | المرء عدوؤٌ ما جهله . قال الله تعالى وهو أصدق القائلين # بل كَذَواْ يما كر حبطوأ بعلم وَل سح سر مايأ عم تأْولُه 6 الآية . وقال عد من قائل ليميو متَبشوو عَدآإنَكُ يت 4 فإذا قيل ذلك في كلام رب العالمين فكيف لا يقال في كلام المخلوقين ؟! ومَنْ ذا الذي ينجو من الناس سالماً وللناس قيل بالظنون وقال قال الشيخ الأجلّ شاه ولي الله المحدّث المفشر الدهلويّ قدس سره في ديباجة « تعريب ردٌ الروافض ؛ للإمام الرباني قدس سره : ولقد جرت على الإمام سُنّة الله تعالى وعادته في أنبيائه وأوليائه من قبل من الابتلاء بإيذاء الظلمة والمبتدعين . وإنكار الفقهاء المتقشّفين . وذلك ليزيد الله تعالى في درجاته . ويلحق به الحسنات من بعد وفاته . ومنشأ الإنكار في كلماته عدم الوقوف على مقاصده العالية ٠.‏ ومصطلحاته السامية 0 لمر والحق أنَّ أصول كلماته وأساس مقاماته مما توارد عليه محققوا أهل الذوق والكشف عن آخرهم . غير أنَّ له إشارات يستعظمها من يفهمها وهو أهلها . ويبالغ في التنكير عليها من لا يعرف وهو محروم من بركاتها . فلا حاجة لنا إلى الذبّ والدفع عن الإمام الهمام رضي الله تعالى عنه وعنًا . ولا إلى إقامة الدلائل العقلية والنقلية على جواز ما اذّعى . ولله در القائل : وعيّرها الواشون أنّي أحيّها ‏ وتلك شكاةةظاهر عنك عارها وبالجملة قد بلغ أمره إلى أن لا بحيّه إلا مؤمن . ولا يبغضه إلا فاجر شقي . انتهى وقد كتب الشيخ عبد الحق المحدّث الدهلوي قدس سره في أوائل حاله اعتراضات لبعض معارفه . ولكن رجع عنها أخيراً. وصار من جملة أصحابه . وصفوة أحبابه . وكتب إلى الشيخ خواجه سياء لديز خليانة الخ جما العاتي قدس سره : إن محبّة الفقير في تلك الأيام للشيخ أحمد سلّمه الله تعالى متجاوزة عن الحدٌّ . ولم تبق في البين الحجب البشرية والغشاوة الجبلية أصلاً . ومع قطع النظر عن رعاية أخوّة الطريقة والإنصاف وحكم العقل . كيف ينبغي الإنكار والخصرية: نع أكال هؤلاء الأعزة والأكابر ؟ ولقد ظهر في باطني شيء أحسه بطريق الذوق والوجدان . ٠‏ ويعجز عن تقريره اللسان . سبحان الله مقلّب القلوب ومبدّل الأحوال! ولعلَّ أهل الظاهر يستبعد ذلك ! وإِنَّي لا أدري كيف هذا الحال؟ وعلى أيٌّ منوال؟ انتهى . قال الشيخ الأجلّ سيدنا الشيخ عبد الله غلام علي المهدي قدس سرهما بعد هذا الكلام : يفهم من قوله (ولم تبق في البين الحجب البشرية والغشاوة الجبلية) أنْ تحرير الاعتراضات فيما سبق كان من طريق النفسانيّة . لا لإظهار الح والإنصاف ! وهكذا جميع أحوال المعترضين . فض فإنهم يعترضون عليه من غير تأمّل وتحقيق . فإنهم وإن نظروا إلى كلامه بعين الإنصاف لما يرد عليه اعتراض أصلا . انتهى ولقد قيض الله سبحانه له قرناء . وأصحاباً صلحاء علماء . فضلاء عرفاء كملاء . وبُشّر فى المبشرات بالمجددية فى هذا الألف الثانى . وأمر بإفشائها وإبلاغها الناس . واشتهر بلقب الإمام الرباني والمجدد للألف الثاني . واعترف بكونه مجدداً أكابر العلماء والأولياء في زمانه . مثل الشيخ فضل الله البرهانفوري . ومولانا الشيخ حسن الغوثي . ومولانا عبد الحكيم السيالكوتي . ومولانا جمال الدين الطالوي . ومولانا حسين القباداني . ومولانا مير كشا ومولانا الشيخ مؤمن البلخيّئْن . ومولانا يعقوب الصرفي الكشميري شيخه وأستاذه في الحديث والتفسير كما مرّ . والشيخ عبد الحق المحدّث المحمّق الدهلوي أخيراً . وغيرهم من العلماء والمشائخ في زمانه . قدس الله تعالى أسرارهم العلية ٠‏ وبعده قرناً بعد قرن من غير إنكار من أحد إلا شرذمة قليلة لا يعتدٌ بهم ٠‏ وذلك لاجتهاده في إحياء الشريعة النبويّة . والطريقة المصطفوية . وإماتة البدعة القبيحة . ونشره أنواع العلوم الدينية ٠.‏ وأصناف المعارف الصادقة اليقيئّة . واختصاصه بالمقامات العالية . والحقائق السامية . التى تتعلق بذات الحقٌّ سبحانه وصفاته وأفعاله . وتتليّس بالأحوال والمواجيد . والتجلّيات والظهورات وغيرها مما لم يتكلّم بها أحد من العلماء العظام . ولا واحد من الأولياء الكرام . مثل انكشاف حقيقة الكعبة المعظمة . وحقيقة القرآن المجيد . والصلاة والعبودية الصرفة . وغيرها من خصائصه مما يطول ذكره. والحاصل أنَّ مَنْ نظر إلى أحواله فى حال حياته من إحياء الشريعة والسّنّة السنية . وإماتة البدعة الشنيعة . خصوصاً في بلاد الهند المحفوفة بظلمة الجهل والكفر والبدعة . وما حصل باجتهاده من أنواع أنوار الإسلام وآثار السّنّة . وما وقع بعد وفاته بسبب اجتهاد أولاده وخلفائه وخلفاء خلفائه إلى يومنا هذا في جميع أقطار الأرض من الطول والعرض . على فض وفق إخباره بنظر الإنصاف . وأبعد عن نفسه الاعتساف . حصل له اليقين بأنَّ كلامه حىٌّ وصدق . وأنّه مجدّد هذا الألف . وأنَّ أتباعه خيار هذه الأمّة المرحومة . وصدر عنه قدس سره من الكرامات وخوارق العادات ما لا يُعدَّ ولا يحصى . وفائدة الكرامة إثبات أنَّه ولي كما قال في ١‏ العقائد النسفية » لأنها يظهر بها أنه ولك . وكيف يكون وليَاً إلا وأنْ يكون محقّاً فى ديانته ؟ وكفى شاهداً على ولاه شهادة شيخه واستفادته منه . ورغابة كمال الأدب معه . وتحريض أصحابه على متابعته . وغاية استقامته على الشريعة الغرّاء . حتى أنه قال فى بعض مكتوباته : إن من طار فى الهواء أو سار على الماء . وترك شيئاً من المستحّات لا قدر له عند هذه الطائفة مقدار شعرة . ولكن نكتب هنا نبذة من تصرّفاته للتبرّك : منها : أله لما رجع إلى وطنه مأذوناً رأى في استغراقه أنَّ حفيد الشيخ كمال القادري ألبسه خرقة جدّه . ففتح عينيه فرآه قائماً بين يديه . فقام إليه ورب به وعظمه . فألبسه في حال الشعور خرقة جدّه الشيخ المذكور . وقال : إِنَّ إخراج خرقة جدّي من البيت وإن كان في غاية الصعوبة ! ولكن لما صدرت الإشارة بذلك مراراً لم أجد بُدَأَ منه . فلبسها ودخل في حرمه ثم خرج بعد مدَّة . وقال لبعض خواصّه إِلّهِ وقع لي الآن أمرٌ غريب . وهو أنّي لما دخلت البيت بعد لبس الخرقة ظهرت أكابر القادرية من الشيخ الغوث الأعظم إلى الشيخ شاه كمال الكيتهلي . وأحاطوا بي . فتفكرت في نفسي أنّي كنت وجدت التربية ومرتبة الكمال والإكمال من أكابر النقشبندية . وقد وقع الآن ما وقع . فبينا أنا في هذا الفكر والتحيّر إذ ظهرت أكابر النقشبندية من لدن الخواجه بهاء الدين النقشبندي إلى الخواجه محمد الباقي . وقالوا لأكابر القادرية : إِنَّه مريدنا . ووجد التربية منّا . وبلغ مرتبة الكمال والإكمال بعنايتنا والتفاتنا وتوجّهاتنا . فقال لهم أكابر القادرية : وغمر نعم ! ولكنه كان أولاً منظوراً بنظراتنا وملحوظاً بالتفاتنا . فبهذه الجهة هو منا . فقام بينهما المشاجرة والمخاصمة . فظهرت في ذلك الأثناء مشائخ الكبرويّة والجشتية فأصلحوا بينهما . وهذا يدلٌ على علو شأنه . ويشتمل على أنواع من الكرامات كما لا يخفى على المتأمّل فيه . كتب إليه واحد من الدراويش : إِنَّ هذه المقامات التى تبيّنها هل كانت حاصلة لأصحاب رسول الله #ة أم لا؟ فإن حصلت فهل كانت تحصل دفعة أم تدريجاً ؟ فكتب إليه بأنَّ جواب هذا السؤال موقوف على حضوره في الصحبة . فجاء إلى صحبته . فتوجَّه إليه . وألقى إليه جميع نسبه . ثم قال له : ماذا رأيت ؟ فوضع رأسه على قدمه وقال : تيقنت أن جميع مراتب الولايات كانت تحصل للأصحاب في دخل جماعة من أصحابه بلدة من بلاد الكفار بعيدة من بلاد الإسلام . ورأوا فيها كنيسة خالية عن الناس . فكسروا الأصنام فيها , فهجم عليهم الكفار من جميع الأطراف مجرّدين سيوفهم . فاستغاث المخلصون بحضرته . فظهر في الحال وقال : لا تفزعوا يجيئكم المدد من دعاه مرّة عشرة رجال من أصحابه للإفطار . فوعد كلهم . فحضر وقت الإفطار بيت كل منهم في آن واحد . عنده . كان يخرج إلى صلاة الجمعة مع شدة الاحتراس . فلما شاهدوا منه تلك الكرامات مرات اعتذروا إليه . وتضبّعوا بين يديه . وأخذوا غ7 وق لي كر اماف و اقل ل مدن مان افر ولما أناف عمره الشريف إلى خمسين قال : قد ألهمت أنَّ عمري يوافق عمر النبي #2 ٠‏ فلعلّه لا يتجاوز ثلاثاً وستين سنة . ولما كانت سنة اثنين وثلاثين وألف ذهب إلى مرقد الشيخ معين الدين الجشتي قدس سره للزيارة . فأعطاه متولّي المرقد ستارة القبر برسم التبرّك . فأخذها وقال : إِنَّ الشيخ أعطاني هذه لأجل الكفن ٠‏ وفي تلك السنة قام ليلة للتهجّد وبكى كثيرا مكرّراً هذا البيت لمولانا الجامي بالفارسية . شعر : ما أقصر الأعمال في عهد الهوى يا حبّذالو عشت عمراً سرمداً ا ل سن وثلاثين وألف ثم قال لواحن الخرار شن ارج والأنن واه بم الانتقال من 6 العالم في مدة :أرتعيرن أو1 حمسي يوقا ..“وقن زآيت. موضع قبري . وقال في الثاني والعشرين من صفر : قد بقي من عمري سبعة أو ثمانية أيام . وقسم الخلعة في الثالث والعشرين منه للدراويش بيده . وأوصى أولاده أن يكقّنوه من صداق زوجته الكريمة وأن يخفوا قبره. ولما شاهد ملالة أولاده الأمجاد من هذا الكلام وكراهيتهم له قال : بل ادفنوني عند قبر والدي الماجد . وقال : اجعلوا بناء قبري من اللبن لينمحي أثره سريعاً . ثم استرضى من الخادم الذي أمرضه في السابع والعشرين من صفر. لبت الطست وقت الإشراق في ذلك اليوم لحاجة إنسانية . ولما لم د يحضر الرمل ردَّها خوفاً من انتشار قطرات البول . وصبر وقال : روني إلى فارشي . ولما ردّوه واضطجع على شقّه الأيمن ؛ جاعلاً يده اليمنى تحت خدّه على الطريق المسنون وشرع نفسه في التواتر . وقال: صليت ركعتين وهما تكفيان لي الآن . وختم كلامه بلفظ الصلاة التي هي سُنَّة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . ثم غمض عينيه عن الدنيا . وكان ذلك يوم الثلاثاء السابع والعشرين من 16 صف تبئكة أربع وثلاثين وألف . وجعلوا تاريخ وفاته (رفيع المراتب) غ٠٠‏ نوّر الله تعالى مضجعه وقدس سره . ثم صلى عليه ولده الأكبر الشيخ محمد سعيد مع الخواص والعوام . ودفنوه في قرب المسجد مما يلي قبر والده الأرشد الأكبر الشيخ محمد صادق قدس الله تعالى سرَّهما ورزقنا من بركاتهما وفيوضهما آمين بحق سيد البشر . 3 مولانا مجد الدين محمد معصوم الملقب بالعروة الوثقى ابن الإمام الرباني قدس سرهما العزيز لا يخفى أنه كان للإمام الرباني قدس سره أربع بنين . توفي أكبرهم الشيخ محمد صادق قدس سره بعد وصوله إلى مرتبة الكمال والتكميل . بل بعدما بشره الإمام الرباني بقطبية سَوْمَنْدٌ . ولكن اخترمته المنيّة حين شبابه في حياة والده الماجد عام الوباء العام . فأسف عليه والده أسفا كثيرا سقا ثراه صَيِّبَ الرحمة والرضوان . والثاني الشيخ محمد سعيد ولقبه في هذه السلسلة خازن الرحمة . وبشره والده بقطبية ما وراء النهر . فوقع وفق ما بشر. فإنّ أكثر أكابر ما وراء النهر كمولانا مو سى خان الدهبيدي وخلفائه وخلفاء خلفائه منتسبون إليه . وكان في ذروة الكمال في جميع العلوم الظاهرة والباطنة . ورابعهم الشيخ محمد يحيى قدس سره وكان وقت وفاة والده صغير السن فاستفاد العلوم والطريقة من أخويه الأكبرين . وبلغ مرتبة الكمال والتكميل . وثالثهم هو صاحب الترجمة . وإليه تنتسب مشائخنا الكرام . وتنتهي إليه سلسلتهم عند الانتظام . ولادته في سنة تسع بعد الألف . قال الإمام الرباني قدس سره : إِنَّ ولادة ولدي محمد معصوم أورئت بركات كثيرة . حيث تشرّفتٌ سنة ولادته بملاقاة شيخنا الخواجه محمد الباقي بالله والمثول بين يديه . رس وظهرت هذه العلوم والمعارف بسبب تلك الملاقاة . وبالغ الإمام الرباني قدس سره في مدحه بعلوٌ الاستعداد وقال : إِنْ لولدي هذا استعدادا ذاتيا للراة البعمدية» وس يدي العشري ون سملة اودري وان عاللاي حمل سي دحال صدر الشريعة صاحب «١‏ شرح الوفاية » حيث كان يحفظ ما يؤلفه جدَّه بلا تأخير ٠‏ فإن بيّنت سرعة سيره وسلوكه وطيّه للمقامات وبلوغه أعلى الدرجات يكاد القريب يظنٌ نفسه في البعد والحرمان . ويزعم الواصل أنه في قطر الانقطاع والهجران . ومن غاية علو استعداده تكلّم في التوحيد على مذاق الصوفية وهو ابن ثلاث سنين وقال : أنا الأرض . وأنا السماء . وأنا هذا . وأنا ذاك . وهذا الجدار حقٌ . وتلك الأحجار حنٌّ . حفظ القرآن المجيد في مدَّة ثلاثة أشهر . وفرغ من تحصيل العلوم العقلية والنقلية وهو ابن ست عشرة سنة . ثم اشتغل بإفادة الطالبين . ولقنه والده الطريقة في أثناء التحصيل حين بلغ عمره إحدى عشرة سنة . وأمره بالذكر والمراقبة . فواظب عليها وجمع بين القال والحال . بكمال الاستقامة والورع والتقوى في جميع الأحوال . ولما 8 ذروة الكمالات ونهاية المقامات . وتشّف بالأحوال والواردات شرّفه والده الإمام الربّاني قدس سره بإجازة الإرشاد . وألبسه خلعة الخلافة وأمره بهداية العباد . وبشَّره بالقيُومية وقطبية الشام والروم وما والاها من البلاد . فوقع الأمر وفق بشارته . حيث انتشرت خلفاؤه في تلك البلاد بين العباد . واشتهر صيته وطريقته فيها اشتهارا تامًا . وإن عميت أبنائها خفافيش المنكرين فماذا تقول في مولانا الشيخ بي سعيد وأولاده الكرام ؟ وماذا تظنٌ من مولانا خالد وخلفائه وخلفاء خلفائه قدس الله تعالى أرواحهم . وأيّد أركانهم وشيّد بنيانهم إلى يوم القيامة . لقد ظهرتٌ فلا تخفى على أحد إلأعلى أكمولا يبصرٌ القمرا نعم فما ذنب النجوم إن استصغرتها العيون ؟ ! على نفسه فلييك مَن ضاع عمره فليس لهمنها نصيب ولاسهم خض والحقٌ أنه كان آية من آيات الله تعالى مثل والده الماجد . قد نوّر العالم من ظلمات الجهل والبدع بيمن توجهاته العليّة وأحواله السنية . وصار ألوفٌ من الرجال محرماً للأسرار الخفية . وتحقّقوا بالحالات السنية بشرف صحبته العلية . حتى قيل : إن جميع مَنْ بايعه في الطريقة بلغت تسعمائة ألف . وعدد خلفائه سبعة آلاف . منهم : الشيخ حبيب الله البخاري ؛ كان أعظم مشائخ خراسان وما وراء النهر في زمانه . قد نوّر بخارا بنوري السنة والطريقة . بعد ما غشيتها ظلمة البدعة والهوى . وشرّف بالخلافة والإجازة أربعة آلاف من مريديه بعد إيصالهم إلى رتبة الكمال والتكميل . وله خوارق مشهورة . ومن خلفائه الصوفى الله يار صاحب «١‏ مسلك المتقين ومراد العارفين ومخزن المطيعين وثبات العاجزين » بالتركية ترجمة مراد العارفين . ولصاحب الترجمة مكاتيب في ثلاث مجلدات ضخمة . مثل كاي والده اناعم قيعي لفرامفل ‏ الأسراز واللطاش ح ومقة لدقائق الآثار والمعارف . أكثرها في حل مغلقات معارف والده الماجد . ولننقل من جملتها هذا المكتوب من رسالة سيدنا الشيخ محمد مظهر - برّد الله تعالى مضجعه - للتبرّك والاسترشاد . أما بعد ؛ فإنَّ هذا تذكار من هذا العبد ضعيف الأفكار . للأحباب أولي الأبصار : اعلموا أيها الإخوان أن المقصود من خلق الإنسان تحصيل معرفة الحق سبحانه الواضح البرهان . والناس فيها متفاوتة الأقدام على حسب تفاوت الاستعدادات والأفهام . بعضها فوق بعض . وقد تكلم الكبراء فيها على قدر عرفانهم . ولكنّ القدر المشترك بين هذه الطائفة وما أجمعوا عليه الذي لا بدَّ منه في مدارج القرب : أن المعرفة لا تتصوّر بدون الفناء في المعروف . شعر: من لم يكن عن نففهمتفانياً لايهتدي لحقيقة التوحيد لكرل فيتبغي للعاقل أن يتأمّل في حاصل أمره وأفعاله . ومآل اشتغاله وأحواله . تأمّلا جيّدا بإمعان النظر . فمن حصلت له المعرفة المذكورة فطوبى له وبشرى . وينبغي أن لا يصرف هذا الحاصل إلى أمور ليس فيها طائل ٠.‏ بل اللازم أن يجتهد في التجاوز عن الأصل كتجاوزه عن الظل . مطلب ومن لم يفتح له باب المعرفة وليس فيه ألم الطلب وَحَرْنُ فقدان هذه الدولة العظمى فالويل له كل الويل! حيث لم يخرج عن عهدة ما تلق لأجله . ولم يؤدٌ ما طولب به في هذه النشأة الدنيا . بل اشتغل بشيء آخر. وعسِّر ما أمر بتخريبه . وصرف جواهر أعماره ويواقيت مواقيته في هوى نفسه وما لا يعنيه . وعطل أرض استعداده مع حصول أسبابه . فواعجباً ممن شدَّ رحله من هذه الدار التي هي محل الدعوة والتبليغ إلى دار القرار من غير تحصيل المطلوب في تلك المهلة اليسيرة مع وجود الدعوة به! فبأيٌ وجه يذهب إلى حضرة صمديته تعالى في الآخرة ؟ وبأيٌّ حيلة يبسط لسان العذر ؟ فالانفعال عليه كل الانفعال! فإن عذاب البعد والحرمان أشدٌ من عذاب الجحيم والنيران ٠‏ كما أنَّ لذَّة القرب والوصال ألذّ من لذَّة النعيم من دار النوال . فياويلتنا على مَنْ أعرض عن الله تعالى . ويا حسرتنا على مَنْ فرّط في جنب الله . ولا مجيء إلى الدنيا انياً ( وَمَنكات ف هَذِوء أحَ فَهوَ ف الآخِرَةَ أَحَسْوَأْصَلُ يلا 4 . وإنّي على خوف من البعد والهجر فيبقى لناغمٌ إلى غاية الحشر وله قدس سره خوارق كثيرة . وكرامات عديدة . ليس هذا محل إيرادها . توفي في اليوم التاسع من ربيع الأول سنة ٠١74‏ قدس سره ورزقنا من فيوضه امين . لضن قدوة أرباب الكشف واليقين وسلطان الأولياء هو خامس أولاد الشيخ معصوم قدس سره . ولادته سنئة ٠١00‏ . كان متّصفاً بالعلم والعمل . معرضاً عما سوى الله تعالى . معروقاً بالأخلاق الحسنة . موصوفاً بالأوصاف الحميدة . أخذ الطريقة النقشبندية المجدّدية عن والده بعد فراغه من تحصيل العلوم المتداولة . وحصّل الكمالات المعنوية . وبلغ إلى أقصى غايات القرب . ونهايات المقامات الأحمدية . وكان له جذب قوي وتصرّف عال بحيث كان الناس يضطربون من قوّة توججّهاته . ويبقون بلا اختيار في يده . وبالجملة كان ذا حاللات غزيرة وواردات سنية . ولما تم أمَرُّه . وكمل بدره . اختار لملاقاة بلدة دهلي بأمر والده الماجد بعدما صدرت إشارة غيبيّة . فصار هناك مرجعا للطالبين . ومجمعاً للسالكين . وكان مقبولاً عند الخاصٌ والعام . حتى انسلك في سلك إرادته سلطان بلاد الهند محمد أورنك زيب عالمكير خان مع أولاده الكرام . وأمراته الفخام . واستفادوا منه علم الباطن . وعرض هو أحوال السلطان وترقياته الباطنية على والده الماجد . وقال : إِنَّ آثار ولاية لطيفة الأخفى غالبة فيه جداً . فصحّح والده ذلك بنظر الكشف وصدَّقه . وكتب والده إليه أن نزولك يظهر أتمٌّ وأكمل . وقوّة إرشادك وكثرة وصول أثر الفيض إلى خلق الله تعالى منك أثر ذلك النزول . وقد كتبت أن السلطان وجد مبدأ تعّنه صفة العلم . فاحتظيت و جلت و9100 تير كدت أرقص من غاية الفرح والسرور . ٠‏ رزقه الله سبحانه حظاً وافراً من بركات هذه الصفة العالية الشأن إنه قريب مجيب . انتهى . وكان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على رتبة لم يكن شيخ من المشائخ مثله ان عم ولذلك لقب والده , الأمّة . ودعاه السلطان مرة إلى قصره فأجابه اَاعاً للسنّة :تولها راق كي كذار القلعة سور معجر تدم لجار فلن عن الدخول في القلعة . فأمر السلطان بكسرها . فكسروها بأسرها . ثم دخل فيها وشمّر السلطان ذيله لترويج الشريعة الشريفة . وقمع البدعة الشنيعة بيمن صحبته العلية . واجتهد في اتباع السنة السنية . حتى حفظ القرآن في كبر السن . وكان يحبي الليالي . وكان لموالنا الشيخ سيف الدين قدس سره شوكة ظاهرة أيضاً . حتى كان السلاطين والأمراء يقومون على أرجلهم بالأدب التامٌ بين يديه . ولم يكن لهم مجال للقعود لديه . وقع مرّة على قلب بعض أن له كبراً. ٠‏ فأشرف عليه وقال : كبري من ظلّ كبرياء الحق عز وجل ل أربعمائة رجل وألف رجل مرتين . مما يوافق طبعه . وترغب فيه نفسه . وانتفع بفيضه الظاهري والباطني ألوف من الناس من الملوك والصعلوك . وبلغ جمع كثير مرتبة الكمال والتكميل . جزاه الله تعالى خير الجزاء . توفي سنة خمس وتسعين وألف . ودفن في بلدة سرهند رحمه الله تعالى وإيانا آمين وعمره 1١‏ سنة . مولانا سيد السادات السيد نور محمد البداواني قدس سره كان جامعاً بين علوم الظاهر والباطن . أخذ النسبة النقشبندية المجدّدية عن الشيخ سيف الدين . وبلغ عنده آخر المقامات الأحمدية . ثم اشتغل بتحصيل الفيوض عند الشيخ الحافظ محمد محسن وصحبه سنين . وهو من خلفقاء الشيخ محمد معصوم قدس سره. ومن أولاد الشيخ عبد الحقٌّ المحدّث الدهلوي فتشرّف بحالات عالية وواردات سامية . وطرأ عليه استغراق قوي في أواسط أحواله . ولم يَضْحٌ منه إلى خمس عشرة سنة . إلا في وقت أداء الفرائض . وكان يحصل له تخفيف فسن في ذلك الوقت ثم يصير مقلوب الحال كالأول . ثم حصلت له أخيراً إفاقة تامة وصحو أكمل . وكان ممتازا بكمال الورع والتقوى . واتباع لبج الخريه على صاجها الصلاة والديدم ٠‏ وكان له اهتمام تام في تتيّع آثار النبي 5 3 . والتأدب بآدابه ورعاية طريقته . وكان لا يفارق كتب السير والأخلاق دائماً ليعمل بما فيهما . وضع مرّة قدمه اليمنى أولاً في بيت الخلاء على خلاف السنة خطأ فطرأ على أحواله الباطنة قبض عظيم . وامتدّ إلى ثلاثة أيام . ثم تبدّلت حاله إلى البسط بعد تضرع كثير . وكان يحتاط في اللقمة احتياطاً بليغا . وكان يخبز بيده أقراصاً ويطبخها . ويجعلها قوت نفسه أياماً . ويأكل كسرة منها عند اشتداد الجوع , ثم يشتغل بالمراقبة . وقد احدّودّب ظهره ه من كثرة مراقبته . وكان يقول : ما بح ا عا ملل عن اليه تلا عات ل أكر رد المع كلينا مكار وكات 3 يج بين الإدامين من كمال تورّعه . ولا يأكل من طعام الأغنياء أصلاً لعدم خلو أكثره عن ظلمة الشبهة . جاءه طعام من بيت واحد من أهل الدنيا فقال : تظهر منه ظلمة , ثم قال لمولانا مرزا جانجانان قدس سره على وجه الالتفات أمعن النظر في هذا الطعام . فتوجّه إليه امتثالا لأمره . ثم قال : إن الطعام من وجه الحلال ولكن تطرّقت إليه الظلمة والعفونة بسبب الرياء فيه . مطلب ْ وإذا استعار كتاباً من أبناء الدنيا كان لا يطالعه إلى ثلاثة أيام قائلاً بأن ظلمة صحبة الأغنياء غشيت غلافه وجلده . فإذا زالت ظلمته ببركة صحبته كان يطالعه حينئذ . وكان مولانا مرزا جانجانان قدس سره يقول : العا بدا كو كن اام , ٠‏ فإنهم إن رأوه نضضنا مثله . وكان عيناه تذرفان بالدموع عند ذكره ويقول : إِنَّ مكشوفاته كانت في غاية الصحة ومطابقة الواقع . بل يمكن أن نقول : ليس لأمثالها أن نرى بعين الرأس مثل ما يراه بعين القلب . وقال: إن نفسه القدسية كانت خالية عن التغيّر من مدح الناس وذمّهم . وكان الرضاء والتسليم إلى القضاء من صفته . سألني مرّة الشيخ كلشن خليفة الشيخ عبد الأحد قدس سرهما إن شيخك بأيّ مقام بشَّرك ؟ وإلى أين بلغ سيرك وسلوكك ؟ فأظهرت له ما شر به السيد . وما وجدت في نفسي من حالات ذلك المقام ووارداته , فقال على سبيل التعججب والإنكار : إن شيخك يدّعى دعاوى كثيرة . فإن تلك السنة لا تقتاعد في معابر بمعهووة .تكرت إنكاره إلى السيد: فقال : لا تُضيّق به صدرك فإن علمه ليس بعلم الله حتى يكون محيظاً بكل شيء . وأنا لست نبيّاً حتى يكون الإنكار عليّ كفراً. ولا ندّعي الولاية حتى ينجرٌ الإنكار إلى الفسقى . ومع قوله هذا تركت ملاقاة الشيخ كلشن لقول شيخ الإسلام الشيخ عبد الله الأنصاري الهروي قدس سره : مطلب وإذا أحببت مَنْ يبغعض شيخك واختلطت به فالكلب أفضل منك ! فوقعت الملاقاة بيننا بعد سنة اتفاقاً . فقال : لعلك هجرتني لإنكاري على شيخك ! فقلت : نعم . فقال : قد أظهر الله تعالى كمال شيخك . فإني كنت مرّة قاعداً في السوق . فجاءت جماعة الركبان فقالوا : إن هذا الشيخ مرزا جانجانان . فدخلت البيت من خلفه . فوجدت بيته ملآن من النور والصفاء . كأنه بيت الله تعالى ؛ يظهر من كل حجر ومَدّر منه كيفيات إلهتّة لا يظهر مثله فى أكثر مقابر الأولياء . فذهبت عند السيد وعرضت عليه مدح الشيخ كلشن . فكما أنَّ ذقه لم يؤثر فيه ! كذلك مدحه لم يكن موجبا لانبساطه . توفي قدس سره يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة خمس وثلائين ومائة بعد الألف . روَّح الله روحه ونوّر ضريحه . قيُوم الطريقة الأحمدية محبي السنة النبوية فريد عصره ووحيد دهره مولانا شمس الدين مرزا جان جانان مظهر الشهيد قدس سره هو من السادات العلويّة ويتصل نسبه بسيدنا علي كرّم الله تعالى وجهه بثمان وعشرين واسطة بتوسّط محمد بن الحنفية . ولادته سنة إحدى عشرة بعد المائة والألف . وقيل سنة ثلاث عشرة ومائة وألف يوم الجمعة الحادي عشر من رمضان . وكانت آثار الرشد والهداية ظاهرة فى جبينه . وأنوار الدراية والولاية لائحة من حركاته وسكناته . وكان آباؤه الكرام وأجداده العظام من الأمراء الفخام ذوي الاحتشام . وكانوا موصوفين بالأخلاق الحميدة . والأوصاف الجميلة . ومعروفين بالمروءة والعدالة والشجاعة والسخاوة وكمال الديانة . ثم لما بلغت النوبة والده الماجد ترك الجاه والمنصب باختياره . واختار دولة الفقر والقناعة وقسم أسباب المنصب والجاه على الفقراء والمساكين لرضاء مولاه . واهتمّ في تربية ولده مولانا مرزا جانجانان اهتماما تاما , وأكد عليه في تقسيم أوقاته لكسب الكمالات في صغر سلنّه . لئلا يضيع عمره الشريف الذي لا بدل له فيما لا يعنيه . وعلمه الآداب السلطانية . والفنون العسكرية وسائر الصنائع الضرورية . والمعارف اللازمة . وكان يقول له : لو كنت أميراً - كما هو دأب آباءك وأجدادك - تعرف قدر أرباب الصنائع والمعارف . فإنَّ مَنْ لم يعرف شيئاً لا يعرف قدر أربابه كما قيل . شعر : لايعرف الوجد إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها وإن اخترت الفقر والتجرّد كما هو مرضاي وظتي فيك فلا تقع حاجتك على أهل المعارف والصنائع . قصار ماهراً كاملاً في جميع رول الفنون بحيث إذا التقاه صاحب صنعة من الصنائع كان يعترف بمهارته وكماله فيها . وكان يعرف خمسين نوعاً من تقطيع السراويل . وكان يقول : إذا حمل علىّ عشرون رجلاً مجرّدين سيوفهم وفي يدي عصا صغيرة لا يقدر واحد منهم أن ينال مني . وقال : رأيت مرة في المنام سيدنا إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام فأظهر لي ألطافا وعناية كثيرة . وكنت وقتئذ ابن تسع سنين . وإذا جرى ذكر أبي بكر الصديق ذه في تلك الأوقات كانت صورته المباركة تظهر لي في الحال . وقد رأيته بعين الرأس مراراً . وقال : إِنَّ الله تعالى سبحانه جعل طبيعتي في غاية الاعتدال . وأودع في طينتي حظّاً وافراً من رغبة اتباع السنة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام . ذهبت مرة في صغر سني لزيارة الشيخ عبد الرحمن القادري عليه الرحمة مع والدي الماجد وكان هو شيخه . وقد ظهرت منه كرامات وتصرّفات . ولكن كان يتساهل في أفعال الصلاة . وكانت في قلبي نفرة منه من تلك الحيثية . وكنت خائفاً من تكليف والدي بالبيعة إِيّاه . فإنَ تارك السنة المصطفوية لا يصلح للاقتداء به . فسألت والدي يوماً : إنه ما سبب مساهلته فى أفعال الصلاة ؟ فقال: لغلبة السكر عليه ؛ فهو معدو قن ذلك تلك ابصير مكلرت الستكز والضال فى أوقات الطيلدة ويضحر في صائز الأفعال والأوقات ؟ ! فقال متحيّراً : إِنَّ الحيَّ سبحانه رزقك الفهم والذكاوة للاعتراض على شيخي . فكان هذا السؤال سبباً لامتناعه مما خفت منه . وكان العشق والوَّلّه مركوزاً في طبيعته وآثار الهيام والغرام ظاهرةٌ من سجيّته في صغر سنّه . حتى اشتهر بين الناس بصفة العشق وسمة الوله وهو ابن خمس . وكان يقول : مَنْ لم يمسح رأسه ووجهه بتراب ذل العشق والمحبّة كيف يعرف لذة شوق السجدة التي صدرت على وفق حديث ‏ إِنَّ الساجد يضع رأسه على قدم الله » ؟ ! فإن بعض تجلّيات الحق سبحانه في لحاظ العيون . وبعضها في جذب سلسلة الذوائب . وإنما يُعرف أقسام أذواق التجليات وتأثير جلوة العارض والحال بوجدان المحيّة الصادقة . وما أشار الشيخ فخر الدين العراقي والشيخ أوحد الكرمانى فى أشعارهم وقرّروه في اصطلا حاتهم إلى التجليات فهو صحيح . فمن ابتلى بمحيّة الحسن الظاهري وعشقه فهو في الحقيقة من جذبة جمال الشاهد الحقيقى قد ألقى إليه الظل . مطلب وقال : إن فائدة العشى المجازي هي حصول الحرارة في القلب . واشتعال نيران المحبّة الإلهية فيه ؛ بشرط عدم وقوع الملاقاة في البين ! فإنه متى حصلت الملاقاة تضعف حرارة القلب بماء الوصال . مطلب ولذلك قيل : مَنْ ليس له عشق فهذا الطريق عليه حرام . ومن تلك الحيثية حصلت له مهارة تامة في صنعة الشعر . واشتهر بشهرة الشاعرية . وله ديوان فى الغزليات وأشعار الأشواق بالفارسية جمعها بالتماس بعض الأعرَّة . وكان يقول : الحسن ما حسّنه الشرع . والقبيح ما قبّحه الشرع فإن كان في طريق الورع والتقوى أنوار وصفاء . ولكن في طريق المحبة والهوى من لوعة الغرام أذواق وصهباء . وبالجملة إنه قدس سره ما ترك مسلكاً من مسالك الكمالات إلا سلكها. وما سلك مسلكاً يطلب فيه الفضائل والكمالات إلآّ ملكها . حتى فرغ من كسب الكمالات الظاهرية من العلوم النقلية والفنون العقلية بأسرها . فروعها وأصولها . في سن ثمان عشرة سنة . ثم مع جميع هذه الكمالات لم يسكن قلبه إليها أصلا . بل صرف بازي همَّته إلى طرف الصيد المقصود الأصلي . وسمع في تلك الأثناء أوصاف سيد السادات السيد نور محمد البداواني قدس سره الكاملة . فبمجرّد استماع أوصافه تاق تدر إلى لقائفرن توصل إلى مستا توججن» الوق عا يبع ة عن كمال الشرع واتَباع السنن النبوية . والتخلق بالأخلاق الإلهية . واستغرق في أنوار صحبته المباركة المورثة لصفاء القلوب . الموجبة لجلاء الكروب . وقدّت عين يقينه من معاينة الشاهد المقصود فيه . واطمأنَّ قلبه هناك لما بان له أن شهود الحقٌّ إنما يتيسّر بملازمة عتبته العلية ٠.‏ فسأله ا السو را لول ال 1 0 قله ولقة الطريقة ‏ توتركة للعلا تو يمع آله كان ا زتبل أنجذا من ا 17 ل لم الا خصائصه قدس سره . وكان مشرّفاً بالتجلّي الصفاتي ٠‏ وتأثّر باطنه تأثراً تاق د حت أى "يفسه فى بالعر]ة في تور شين معي اولي كاله محبة تامة . وعقيدة راسخة ولوعة وهيام . حتى ترك الطعام والشراب والمنام . واختلاط الأنام ؛ بيمن صحبته . وصار يدور حول الخرابات حافياً حاسراً رأسه . وكان يقنع بأكل قليل من أوراق الشجر عند اشتداد الجوع . وكان ملازماً له إلى أربع سنين . ثم شرّفه بإجازة تعليم الطريقة . وإلباس خرقة الصوفية . ولما توفي السيد قدس سره اقتبس الأنوار من مرقده إلى ست سنين » حتى ترقى حاله بتوجّهات روحانيته من السير في الصفات والشؤونات وأصولها . ووقعت المعاملة في تجلّيات اسمه الباطن . ووقعت الكيفيات الغريبة . والحالات العجيبة في نسبته . ثم رأى السيد مرة في منامه فقال له : إن الكمالات الإلهية غير متناهية . واللازم على الطالب الصادق أن يعرف عمره المتناهي في طريق مطلب والاستفادة من القبور غير واقع ! فينبغي الرجوع لتحصيل مقامات القرب الإلهي إلى واحد من أكابر الأحياء . وصدر عنه هذا الأمر غير مرة فجاء عند الشيخ شاه كلشن المارٌ ذكره وأظهر له إرادة كونه في صحبته . فقال: أنا رجل غير مقيّد بآداب الطريقة مثل الملا حتى أسمع السماع في بعض الأوقات . وأصلَّي أحياناً منفرداً . وأنت كامل التشيّث بالسنة النبوية . والموافقة من شرط الاستفادة . فعليك بالرجوع إلى محل آخر . فرجع إلى الشيخ قطب عصره محمد زبير حفيد الشيخ حجة الله النقشبندي وخليفته ابن الشيخ محمد معصوم قدس سرهم فأظهر له التفاتاً كثيراً وقال لأولاده : إن ملاقاة أمثال هذه الأعزَّة المتّصفين بالآداب الظاهرية والباطنية ينبغي أن تعدّ لازماً . فقّل مولاه قدمه . وأظهر له إرادته . فقال : أنت من . ومن شرط هذه الطريقة دوام الصحبة . ومحلٌ إقامتكم بعيد . فلا يمكن حضور الصحبة في كل وقت . والنسبة التي حصل لك من السيد أصيلة وعزيزة فإن اجتهدت في محافظتها تكفيك . ثم رجع إلى الشيخ الحاج محمد أفضل قدس سره والتمس منه التوجّهات . فقال: إن سلوكك كان على وجه البصيرة . وحصل لك كشف المقامات . وليس لنا كثير كشف وعلم بالمقامات . فلا تكون الاستفادة على أحسن الحال . ومع قوله هذا اختار الاستفادة منه وأقام عنده مدة عشرين سنة . وحصل منه فوائد جمّة في ضمن تحصيل علم الحديث . وظهرت قوة في عرض نسبته . 20 قال قدس سره : كان له استغراق فى نسبة رسول الله #2 عند ذكر الحديث . وريما كانت تظهر منه الأنوار والبركات فى تلك الحالة . وكأنَّ محبة التي © خصلت معنن :. فإنه كان يشاهد توه التي 26" في للك الأثباء:: وظهرت'نسبة كزالات التبوة في غاية الوسعة وكثرة الأنوار, واتضح معنى قوله ي : « العلماء ورثة الأنبياء » فكان الشيخ المذكور شيخه في الحديث . وشيخه في الصحبة . ثم رجع إلى الشيخ الحافظ سعد الله رحمه الله تعالى خليفة الشيخ محمد صديق . فاختار فيه خدمة حمل نعليه . وصحبه اثني عشر سنة . وحاز فيها فوائد جمّة . و حقلت ريه فى تصحف بزقل؟ير كه إليد ين .ذلك المذة مره راجدة لعدم طاقته وقوته على التوجّه لضعفه وكبر سنّه . فرجع إلى حضرة شيخ الشيوخ محمد عابد السنامي قدس سره فاستفاد منه إلى ثمان سنين . وقال : استفدت الولايات الثلاث مع كيفياتها وعلومها ووارداتها من السيد قدس سره . واكتسبت الكمالات الثلاثة والحقائق السبعة وغيرها بتوجّهات الشيخ عابد رحمه الله تعالى في مدة سبع سنين . ثم توب إليّ من جميع المقامات من أولها إلى آخرها في سنة واحدة . وسلك بي فيها بالسير المرادي فحصلت في كيفيات جميع المقامات وحالاتها قوة أخرى . فأجاز له الشيخ عابد في الطريقة القادرية والجشتية والسهروردية أيضاً وبشَّره بضمتيّته المعروفة عند هذه الطائفة . الموروثة ممن قال النبي # : « ما صبّ الله في صدري شيئاً إل صببته في صدر أبي بكر » . ْ وقال: « ما فضلكم أبو بكر بفضل صوم ولا صلاة. وإنما هو بشيء وقر في نفسه » . وقال مرة فى حقه حين كونه قاعداً فى مقابلته : إن شمسين قد تقابلتا لا يمكن : تعيين إخداهما عن الأخترى من غاية تشعشع أنوارهما فإن توججهتا لتربية الطالبين لنوّرتا العالمين . عق وقال شيخه الحافظ سعد الله قدس سره فى حقه : أنت بمنزلة والدى د وبتؤى السيد زوم تعله أوقال ».إن للك قبولاً عانا عنداااقة تعالى : وقام له شيخه محمد أفضل وقال : قمت تعظيماً لنسبتك . وقال الشيخ ول الله تعالى المحرّث الدهلوي : إن جميع وجه الأرض عندنا كخطوط الكفٌ لا يخفى علينا شيء من أحوالها . وليس في هذا الوقت مثل مرزا جان جانان أحد في إقليم من الأقاليم ولا في بلدة من البلاد . وبالجملة استقرّ في مسند الإرشاد والخلافة بأنواع الكشوف والتفرّقات والكمالات بعد شيوخه الأربعة. وتزيّن مسند الخلافة وأحوده الستعود » وتعلق ترويج الطريقة بذاته المحمود . فرجع إليه الطالبون من كل الجوانب . وشاع ذكره بين الأصحاب والأجانب . وجلس في مسند الإرشاد ودعوة العباد إلى ثلاثين سنة بكمال الاتباع للسنّة النبوية . وغاية الاستقامة في الطريقة الأحمدية . ونوّر العالم بفيوضاته الباطنية الأسعدية . ومن أنفاسه القدسية : إن الاشتغال بالطريقة إنما هو لحصول المحّة الإلهية . ويكون فرط المحبة أحيانا من المواهب . مطلب ولكن المداومة على الذكر من فرائتض طريقة أولياء الله تعالى . فينبغي الإكثار من الذكر بترك جميع مرادات النفس . فإن القلب لا ينجلي من غير ذكر كثير . فإن ظهرت غيبوبة أو كيفية أخرى في أثناء الذكر ينبغي أن يجتهد في حفظها . فإن اختفت ينبغي أن يجتهد في الذكر ثانياً بتمام التضرّع وكمال الانكسار . وليداوم السالك على الذكر بهذا الوجه حتى يحصل له دوام الكيفية والحضور . ع3 الإيمان الإجمالى كاف فى النجاة به النبى # من عند الله . وأحبٌ ما يحيّه الله ورسوله . وأبغض ما يبغضه الله ورسوله . كان فى النجاة . وإثبات كل مقدّمة بدليل إنما هو شأن العلماء المتبحّرين . وليس عامة المسلمين مكلفين بذلك ! وقال : إن تعظيم أولياء الله تعالى ومحبة عامة المشائخ الكرام لازم . ومن اعتقد فى شيخه أفضليته على غيره من فرط محبته له لانتفاعه به واستفادته منه لا يستبعد ذلك منه . مطلب وقال: إن العمل بالعزيمة وتحرّي طريق التقوى في غاية التعذر في هذا الوقت . لفساد المعاملات . وكأن العمل بموافقة الشرع الشريف صار موقوفاً ! فإن تير العمل بموافقة الرواية الفقهية وطبق ظاهر التقوى مع اجتناب محدثات الأمور والبدع فهو غنيمة في هذا الزمان . وقال : ينبغي للسالك أن يعمّر أوقاته ويستغرقها بالذكر والعبادة . وحفظ مدركته عن الالتفات إلى السوى . وصون سرّه وهمّته عن التوجّه مطلب وقال: إن حاصل هذه التكلفات هو تهذيب الأخلاق على وفق وقد ورد فى الحديث : « بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق » وتنقص الصفات البشرية من تكرار النفي والإثبات . وطريقته أن ينفي كل صفة مدق من الأوصاف الذميمة على حدة بكلة (لا) عند تكرار الكلمة الطتبة أياماً . وأن يثبت مكانها حب الله تعالى حتى تزول عنه تلك الصفات الذميمة . وينبغي كسب المقامات على خلاف هوى النفس . فعسى أن تبَدَّل الذمائم بالمحامد عند رعاية ذلك . وقال: إن الحيّ أن الصفات الرذيلة تنكسر قوتها بعد التصفية والتزكية . وأما استئصالها بالكلية فليس بممكن! فكيف وقد ورد في الحديث : ٠‏ إذا سمعتم أن جبلاً انقلع عن مكانه فصدّقوه . وإذا سمعتم أن جبلّة أحدٍ زالت عنه فلا تصدّقوه » . «9لا برل لِحَلْقِ أن 6 . أولاً في كفر صرف . والآن يظهر في حماية الإسلام . وقال: إن دوام المراقبة يورث القوة في نسبة الباطن . وإشراف الملك والملكوت بنظر الموهبة . وكثرة ذكر التهليل تورث فناء الصفات البشرية . ويحصل الانكسار والتواضع من كثرة النوافل . ويزيد النور والصفاء من كثرة التلاوة . وذكر التهليل مفيد في الطريقة بشرط ملاحظة المعنى . وأما مجرّد تكرار اللفظ فهو من بضائع ثواب الآخرة . وقال : إن إدراك كيفية الحالات الباطنية يرى محظوظاً في مرتبة الولايات . وأما في مرتبة كمالات النبوة فلا شيء يوجد من أوصاف الباطن غير التكارة والجهالة . دين وأما فيما فوق كمالات النبوة وإن كانت اللطافة واللالونية لازمة فيه ! لكن يمكن فيه إدراك كيفيات الأحوال في الجملة . وقال: إن لطافة النسبة المجدّدية ولا لونيتها سبب لإنكار الناس عليها. ولذلك إذا وصل سير السالك إلى الكمالات يحصل لي شك وتردّد أنه هل ترك الطريقة وانقطع عن السير والسلوك ؟ فإن أوفى العمر أوصل السالكين إن شاء الله تعالى من المقامات السافلة إلى المقامات العالية . وقال : ومن جملة النعماء الإلهية في حقٌّ الفقير سوقه عبده هذا نحو المشائخ المكرمين . وإثبات محبتهم ورسوخ عقيدتهم في قلبي . خصوصا السيد . والشيخ عابد رحمهما الله تعالى . وإن لم أجد شرف صحبة رسول الله يي . ولكن أشكر الله سبحانه ألف ألف مرة على حصول سعادة صحبة هؤلاء الأكابر نائبى رسول الله يه . وقد حصل بذلك ثمرة الحياة . ١‏ وكان قدس سره موصوفاً بكمال الزهد والتوكل . وكان له استغناء تام عن الدنيا وأهلها . وان لا يقبل هداياهم إلا قليلاً . وكان يقول وإن ورد المنع عن رد الهذية + :ولكن لم ديرد الأمز بوجوب أخذها أيضاً . وما هو يقين الحلّية فآخذه بركة . فإن جاء أحد من أصحابي بشيء من الهدايا على وجه الإخلاص والاحتياط فأقبله . وأما هدايا الأمراء والأغنياء فلا يخلو أكثرها عن شبهة تعلق حقوق الناس بها . وما هو كذلك يعسر الخروج عن عهدة حسابه يوم الحساب . لما ورد في سنن الترمذي ١‏ لا يزول يوم القيامة قدما ابن آدم حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه . وعن شبابه فيما أبلاه . وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه . وماذا عمل فيما علم » . ردان مطلب فالتأمّل في أخذ الهدايا ضروري . قبل كان مرة في أيام شدة البرد مرتدياً برداء خَلِقِ فقط . وكان الثُواب خان فيروز جنك حاضراً فيه . قفاضت عيناه بالدموع من مشاهدة هذا الحال . وقال لواحد من مصاحبيه : ما أسوأ إقبالنا وما أبعدنا عن السعادة حيث أنَّ ولياً من أولياء الله تعالى قد ثبت انتسابنا إليه . ومع ذلك لا يقبل هديتنا . فقال له حضرة مولانا : إني نويت الصوم من قبول هدية الأغنياء . وقد حان الآن وقت غروب شمس العمر . فإن أفسدت صومي يلزم عليّ لكفارته عشرة لكوك من الروبية . وكان يقل أيضاً من أكل طعامهم . قائلاً بأنَّ ظلمة طعامه تكدّر نسبة الباطن . ولهذا قيل : شر الطعام طعام الأغنياء . وكان قدس سره ذا كشف صحيح وفراسة صادقة . قال : أعرف الناس من نظرهم . إنه ما جوهره الإنساني ؟ وكيف 00 وذلك بيّمن تربية والدي الماجد . وأقرأه بنور الطريقة حرف السعادة والشقاوة من جبينهم . فأميّز بذلك الجنّتي عن الجهنّمي . وكان بيانه من الكشف الكوني والكشف القلبي وكشف القبور وكشف المقامات يطابق الواقع . وتفصيله ينجرٌ إلى التطويل وفي ذلك كفاية للمكتفي . ولما انتفع به ألوف من الرجال - تشرّف زهاء مائتين بالإجازة والخلافة . وبلغ من جملتهم خمسون رجلاً نهاية المقامات الأحمدية . وصاروا أدلاء أرباب الطريقة العلية - وحان له من هذا الحضيض الرحيل . نودي إلى جوار الملك الجليل . وقرع مقرعة التحويل . فتوقي شهيداً ليلة السبت العاشرة من محرم بعد المغرب سنة خمس وسبعين ومائة بعد الألف . رحمه الله تعالى رحمة واسعة وقدس ونوّر ضريحه . وأرّخوا 11 سنة وفاته بهذه الكلمات (عاش حميداً ومات شهيدا) وأيضاً بقوله تعالى لبك الدسَ أنه لم » ودفن في بلدة دهلي يزار ويتبرّك به . رزقنا الله تعالى من بركاته وفيوضاته . قطب فلك الإرشاد غوث الأبدال والأوتاد مجدّد الماتة الثالثة عشر نائب خير البشر مولانا الشيخ عبد الله المشتهر بشاه غلام علي الدهلوي قدس الله روحه ودور ضريحه ولادته سنة مائة وخمسين وألف . فى قصبة تباله من نواحى ينجاب تسل هيه تيدثا عل كرم )اند وهل ركاف والده الما جد لخي عبد اللطيف رجلاً مرتاضاً كثير المجاهدة رأى قبل ولادة الشيخ عبد الله سيدنا علياً كرّم الله وجهه في منامه يقول : سمٌ ولدك باسمي . ولمّا ولد سماه علياً . فلما بلغ سنَّ التمييز سمّى نفسه بغلام علي تأدٌباً . واشتهر به . وكان لذج عابر القدر ب حفط القرانة لكريم فى شهر واد ٠‏ فسماه يعبد الله بأمر رسول الله يه . ولعله في المنام أو في المبشّرات . طلبه والده عن وطنه الأصلى لأخذ البيعة عن شيخه ناصر الدين القادري . وكان ممن صحب الخضر عليه السلام . فتوثّي هذا الشيخ ليلة وصوله إليه بقضاء الله تعالى . فقال له والده : كنت طلبتك للبيعة فلم يتيسّر فخذ الطريقة الآن ممن تشمٌ منه رائحة الرجال . فتردّد إلى مشائخ دهلي الموجودين في ذلك الوقت مثل الشخي ضياء الدين . وشاه عبد العدل خليفة خواجه محمد زبير . وخواجه مير درد ولد خواجه ناصر . والمولوي فخر الدين وشاه نانوا . وشاه غلام من السادات الجشتية وسائر الأعزَّه . ولكن لم يطمئن قلبه إلى واحد منهم . ولما وصل إلى خانقاه مولانا مظهر الشهيد سنة سبعين ومائة وألف وكان عمره إذ ذاك قد بلغ اثنين وعشرين أنشد لسان حاله على حسب حاله : وجدت لسجدات المحبّة مد وحين قصدت الأرض ألفيت أفلاكا فالتمس منه الطريقة . فقال: لم أذهب إلى محل آخر فيه ذوق وشوق فإن هنا لَحْسٌ حجر بلا ملح . فقال: هذا هو المنظور لديّ . فقال له السيد : إذاً يبارك لك . فبايعه فى طينه'" وواظب على حلقة الذكر والمراقبات إلى خمس عشرة سنة يكمال الرياضات والمحاسيات الشاقة . والصبر على الفقر والفاقة . مع الإكثار من الأذكار . والمداومة على الاستغفار . وكان وظيفته اليومية من النفي والإثبات عشرة آلاف . وتلاوة القرآن عشرة أجزاء . غير التهليل اللساني واسم الذات . وسائر الأوراد والصلوات . وقد قاسى الشدائد فى بداية حاله . وكان له أولا شيء من وجه المعاش فتركه واختار التجريد والتوكل . ولم يترك في حجرته غير حصير مبال ولبنة يضع رأسه عليها . قيل أغلق باب حجرته مرة من داخل وقال : إن م مت في هذه الحجرة . فوصل إليه تأييد إلهي . فإن لي معك شغلاً . فلم يفتح فرمى روبيات من شق الباب ومضى ففتح له باب الفتوح من هذا اليوم . من أولاد الشيخ ولي الله المحرّث الدهلوي . وحفظ القرآن عند مرشده . ولكن كان يخفيه من الناس ولا يطلع أحداً عليه . وكان قليل المنام وقليل الطعام . فإذا رأى أحداً من أصحابه في نوم الغفلة وقت التهججد كان يوقظه . (1) هكذا في الأصل ولعل الصواب : حينه . إحدان وكان الأغنياء يرسلون إليه أطعمة مطبوخة بالتكلّفات فلم يكن يأكل منها . بل كان يكره أكلها للطالبين أيضاً . وكان يقسمها على جيرانه . وكان يحبي أكثر الليالي بالذكر والمراقبة . وكان نومه قاعداً على هيئة الاحتباء . ولم يكن يمدٌّ رجليه من غاية الحياء إلا قليلاً . حتى كان وكان غلبة الحياء عليه على وجه لم ينظر إلى وجهه في المراأة . فضلاً عن النظر إلى وجوه الناس مطلب وكان بعض أرباب الحاجة يأخذ شيئاً من أملاكه من غير إذنه . فإذا رآه كان يقلب وجهه إلى جهة أخرى تغافلاً عنه . وكان بعضهم يأخذ كتابه ثم يجيئون بذلك الكتاب للبيع عنده . فيعطي قيمته ويأخذه . فإذا قال له شخص أحياناً : إن هذا الكتاب من كتبكم والعلامة موجودة فيه . كان يمنعه بالعنف ويقول : إن كاتبا واحدا يكتب كتباً متعددة . فيجوز أن يكون مثله لا عينه . وكان يلبس الثياب الخشنة . فإذا أرسله شخص ثوباً نفيساً كان يبيعه . وكان ذلك عادته الكريمة في سائر الأشياء . فيشتري بثمنه ثياباً متعددة . ويتصدّق بها . مطلب ويقول : إن انتفاع أشخاص أفضل من انتفاع واحد . ولم يكن يُذكر اك ده مثل مجلس سفيان الثوري رضي الله تعالى عنهما وعنّا فإن تكلّم فيه أحدٌ بغيبة شخص ! كان يقول : إِنَّ أحقّ الناس بالذكر بالشيوء: أنا: لا ذكر شخص مرة السلطان شاه عالم بسوء وكان هو قدس سره صائماً . فقال : يا أسفا قد ذهب الصوم! فقال له أحدٌ الحاضرين : إنكم ما ذكرتم أحداً بسوء . فقال : نعم ! ما قلت شيئاً . ولا ذكرت أحَداً بسوء ولكنّي استمعت . والمستمع شريك القائل وكان عادته الأمر بالمعروف والتهى عن المنكر . وكان لا يأخذه في ذلك لومة لائم . وكان الملوك والصعلوك سواء عنده في ذلك . وكان تركه وتجريده على وجه كان سلطان الوقت وسائر الأمراء كثيرا ما يتمنّون تعيين شيءٍ لخراج الخانقاه . فلم يقبل ذلك منهم أصلاً . وكثيراً ما كان يقول : إن مطمعنا ومطمح نظرنا إلى المواعيد الإلهية قال الله تعالى أ وَفِ ألَمَكَ رفك واو عدو 6: فكفى الله تعالى جميع مهمّاته الدنيوية والدينية . وأرسل مصارف رباطه من الغيب حتى كان يأكل من رباطه زهاء مائتد ثتين تقريباً ٠‏ وكان معاشهم يتهيّأ على الوجه الأحسن . وكان يقول : إن فى الفقر فاء الفاقة . وقاف القناعة . وراء الرياضة . فق أعلن كلد منها حذها ققد نال قا الفضيل الألهن ؛وقاف قرنه تعالى + ورا وجوه تالدع ” لاقمل مجميل لك :8د المصممة. وقاف القون.. وراء الرذالة . وقال : لا بدَّ في هذه الطريقة من أربعة أشياء : اليد المكسورة . والرجل المكسورة . والدين الصحيح . واليقين الصريح . فاليد المكسورة هى أن لا تمدَّها إلى الأغيار بالسؤال . والرجل المكسورة أن لا تذهب بها إلى باب الأغنياء تاركاً باب الوليٌ المتعال . والدين الصحيح ما لا يتقص من آدابه شيء . واليقين الصريح ما لا يعتريه شك . وقال : إن طالب ذوق وشوق وكشوف وكرامات ليس بطالب الله تعالى . وقال : إن الصوفي مَنْ جعل الدنيا والآخرة ورائه . وأقبل بكليّه إلى مولاه . 1 >10 وقال : إِنَ البيعة على ثلاثة أقسام : بيعة للتوسّل بالمشائخ الكرام . وبيعة للتوبة عن المعاصي والذنوب العظام . وبيعة لكسب النسبة والوصول إلى مرتبة الرجال الفخام . وقال : 5 الناس على أربعة أقسام : عديم المروءة . وصاحب المروءة . وصاحب الجود . والفرد . فعديم المروءة هو طالب الدنيا . وصاحب المروءة هو طالب العقبى . وصاحب الجود هو طالب العقبى والمولى . والفرد هو طالب المولى فقط . وقال : إِنَّ الأولياء على ثلاثة أقسام : أرباب الكشف والعرفان . وأرباب الإدراك والوجدان . وأرباب الجهل والسكران يعني بالأحوال الحاصلة والعرفان . الزن «الشقل ب التورانق «ماتيال سان الاشصيوت عو ل 1ل أحد , والظلماني ما يسلك الطريق بمصباح هداية المرشد . وقال : ينبغي للطالب أن لا يغفل عن المطلوب لمحة . مطلب وقال: حب الدنيا رأس كل خطيئة . ورأس كل خطيئة كفر. فينتج من هاتين المقدّمتين أنْ حب الدنيا كفرٌ . وقال : إن علامة زوال العين أنْ لا يقدر السالك على أن يقول أنا . كما قال الخواجه عبيد الله أحرار قدس سره ما أيسر أن يقول أنا الح , وما أعسر إزالة أنا وما أشكلها . وقال : إِنَّ في الطريقة المجدّدية أربعة أنهار جارية : التقشبندية والقادرية والجشتية والسهروردية لكن الأولى غالبة . وقد بلغ قدس سره مرتبة التعشّق برسول الله يل . فإذا ذكر اسمه الشريف عنده كان يضطرب من شذة وجده به . وكان له نهاية الذوق من >53 أسرار القرآن العظيم . وكان يستمعه في صلاة الأوابين والتهجمد من الشيخ أبي سعيد قدس سرهما فإذا استمعه كثيراً في أوقات الشوق كان يمرض من الوجد ويقول : يكفي . لا طاقة لي على الاستماع أزيد من ذلك . وكا يستمع أحياناً أشعار الأشواق ويعرض له الوجد من ذلك . ولكن لما كان كالجبل في التمكين كان يضبط نفسه عن إظهاره ويقول : إن أبا الحسن النوري قدس سره كان مرة يرقص وسيّد الطائفة الجنيد قاعد فيه . فقرأ النوري #إِتَمَا يَسَتَجِيبُ الذي يسْمَعُونَ 4 فقرأ الجنيد :9 وى بال سيا َادة مرا 4 فإن الجنيد قدس سره كان في نهاية الاستقامة . ولذلك ضبط نفسه عما يخالف السنة . وكان تواضعه وانكساره مع وجود هذه الكمالات على مرتبة إذا دخل كلب بيته كان يقول : إلهى مَنْ أنا حتى أتوسّّل إليك بأوليائك ؟ ! ارح بحن عار نك اهلا > وكذا إذا جاءهء شخص لطلب الحاجة كان يتقّب به إلى الله تعالى . فجلس بهذه الكمالات في محل شيخه على مسند الإرشاد لهداية العباد . وتوججه الطالبون إليه من جميع البلاد . من الأقطاب والأوتاد . بعضهم بأمر النبي يت في المنام مثل السيد إسماعيل المدني والشيخ أحمد الكردي . وبعضهم بدلالة أكابر الأنام مثل مولانا الشيخ خالد الرومي والشيخ محمد جان الباجوري قدس الله تعالى أسرار جميعهم العلية . ورزقنا من فيوضاتهم السنية . والحاصل أن خوارق عاداته وكشوفه وكراماته وكثرة إرشاده خارجة عن حدٌّ البيان . ومستغنية عن التبيان . وقد انتشر خلفاءه وخلفاء خلفائه في جميع أقطار الأرض شرقاً وغرباً . عجماً وعرباً . ولا يزالون متزايدين على مرور الأزمان والأيام , ولا يخفى ذلك على «إلِمَنَكَانَ هقَكُ أَوَألَىَ أَلسَمَمَ وَهْوَ سَّهِيدٌ ©* وما انفكٌ ينتسب إليه من الخواص لاق والعوام مَنْ أدركه اللطف الإلهي . وهو عند الله تعالى سعيد على رغم مَنْ أنكر فضلهم لخبث باطنه . وهو عن السعادة بعيد . ولنورد هاهنا شيئاً من قصائد قطب ديار الروم ذي الجناحين مولانا خالد الرومي الكردي الشهرزوري في مذدحه قدس سرهما على وجه العتاك والاسترشاد . والتيمّن والاستشهاد : كملت مسافة كعبة الآمال وأراح مركبي الطليح من السرى وأنالني أعلى المآرب والمُنى من نوّر الآفاق بعد ظلامها أعني غلام عليّ القرم الذي تمثيلهماساغللاأنه هويّمٌ فضل طودٌ طولٍ والكرم نجم الهدى بدر الدُجى بحر التقى كالأرض حلماً والجبال تمكناً عين الشريعة معد العرفان قطب الطريقة قدوةالأوتاد شيخ الأنام وقدوةالإسلام هاد إلى الأولى بهدي مُحْتَفٍ محبوب رب العالمين مَنْ اقتدى كم من جهول بالهوى مكبول . إلى أن قال .(هامش الأصل)‎ )١( مدا لمن دمن بالإكمالن ومن اعتوار الحط والترحال”" أعني لقاء المرشد المِفُضال وهَدَى جميع الخلق بعد ضلال من لحظه يحيي الرميم البال ما ناقش الأدباء في التمثال ينبوع كل فضيلة وخصال كنزالفيوض خزانة الأحوال والشمس ضوء والسماء تعالى عون البريّة منبع الأفضال غوث الخلائق رحلة الأبدال صدر العظام ومرجع الإشكال داع إلى المولى بصوت عال بهداه قل ياقدوةالأمثال نجّاه من لحظ كحلّعقال عاق كم من ولي كامل مَنْ صدّه كم منكر لعلو شأنه قد رأى معطي كمال تمام أهل نقيصة أخفاه ربٌ العرّ جل جلاله يا أهل مَكّة حوله دز طانفاً ومَبيتَ ضيقٍ هع ورَكْض مَحْسَرٍ واسكن بذي الوادي المقدس خالعا حجر مقامك بالمطاف بلا صفا ماالسعي إلافي رضاه بمّلتزم فارزق إله العالمين بحقه وأمدّنا بلقائهوبقائه زد من حياتي في إطالة عمره قد صر عنه عجاب الأحوال فأذاقه المولى أشدَّ نكال ومزيل نقص جميع أهل كمال في قبةالإعزاز والإجلال واهمجر حيجازاً إن سمعت مقالي ومنى مناوالرمي للأميال نعلي هوى الكونئن باستعجال من طوف حضرة كعبة الآمال ما الطوف إلا حوله بجلاله"© أدباً يليق بذا الجناب العالي وعطائه ونواله المتوالي أدم الورى بحماه تحت ظلال إلى آخرها . . . توفي قدس سره يوم السبت الثاني والعشرين من صفر 0 الإشراق ؛سنة أربعين ومائتين وألف . وهو قاعد على هيئة الاحتباء .مستغرقاً وفاته (نوّر الله مضجعة) وغترة نضا + جامع شتات المراتب العلية ؛ حائز قصبات السبق في مضمار البراعة الجلية ؛ مولانا الشيخ أبو سعيد بن الشيخ صفيّ القدر بن الشيخ عزيز القدر بن الشيخ محمد عيسى بن الشيخ سيف الدين بن الشيخ محمد معصوم بن الإمام الرباني المجدّد والمنوّر للألف الثاني قدس الله تعالى أرواحهم وأسرارهم ورزقنا من فيوضاتهم . (1) إلى أن قال .(هامش الأصل) . لعا ولادته ثاني ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائة وألف”" في بلدة مصطفى آباد من أعمال رامبيور . وكانت آثار الرشد والسعادة . وأنوار الولاية والهداية لائحة من جبينه في صغر سنّه . بحيث لم يره أحدٌ في اللهو واللعب على عادة الصبيان . حفظ القرآن في السنة الحادية عشر . وتعلّم التجويد عن القارئ اتا ترا سر سرك براض جين الترتيل ٠‏ كل مق سدع قراءية كان :وزيب عن تنس +ر أل ضسطابوائرا عبد العلوم النقلية .قرأ أكثر الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين . وقرأ بعضها على مولانا رفيع الدين المحدّث بن مولانا الشيخ ولي الله المحدّث الدّهلوي . وأخذ سند الحديث عن شيخه الشيخ عبد الله الدهلوي وخاله مولانا سراج أحمد . وعن الشيخ عبد العزيز بن الشيخ ولي الله الدهلوي قدس سرهم . وفرغ من التحصيل وهو ابن تسع عشر سنة . وأخذ النسبة النقشبندية عن والده الماجد في أيام تحصيله . ثم التحق بصحبة الشيخ شاه دركاهي بعد تشرّفه بصحبة والده بأمره ٠‏ وتتصل نسبة الشيخ المذكور بالشيخ محمد زبير قدس سرهما بواسطتين . وكان له استغراق دائم بحيث لم يكن له شعور عن أوقات الصلاة . بل كان يتبّهه الناس بذلك . وكانت حرارة نسبته الباطنية على حدٌّ إذا التفت إلى مائة رجل مرة واحدة كانوا يغيبون عن أنفسهم . فكان في خدمته وصحبته اثنتي عشر سنة بالرياضات الشديدة . والمجاهدات الشاقة ؛ مثل دوام الصّوم وترك المنام . وتقليل الطعام والعزلة عن الأنام . وبذل الشيخ المذكور له عنايات جزيلة . ثم شرّفه بالإجازة والخلافة في أيام قليلة . وأجلسه في مسند إرشاده . وظهر له عنده قبول تام فيما بين الأنام . واجتمع لديه خلق كثير. حتى بايعه أزيد من ألف رجل في الأطراف . وظهر في حلقته الغيبة والوّجد , والشوق والصيحات . والإضراب والزعقات . ١941 )1( 10 ولما كانت هذه الأمور مخالفة للطريقة المجدّدية . ولازمة الزوال والارتفاع فيها . فإن طريقة المجدّد هي حصول الاطمئنان والسكينة والوقار. والتواضع والانكسار. ودوام الحضور والاعتبار. على ما عليه الصحابة الكرام في صحبة خير الأنام . حيث كان سماعهم في تلاوة القرآن وحضورهم في الصلاة على وجه الإحسان . وشيمتهم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والعصيان . ولا يتعاطاها كل زمّار ورقاص . ولا ينالها إلا الخواص . كان يلوح له أن المقامات المجدّدية لم تحصل بعد . وقد وجد أصحاب مولانا الشهيد على هذا المنوال . ولقي مولانا الشيخ عبد الله الدهلوي قدس سره في بلد راميور ورآه على غاية من هذه الأحوال. وكلما يطالع « مكتوبات الإمام الراني » قدس سره كان عطشه يزيد وعزمه يتجدّد . فجاء أخيرًا إلى دهلي بترك الكل . وكان الدّهلي في ذلك الوقت مملوءٌ بالعلماء الصالحين المحمّقين . مثل أبناء الشيخ ولي الله الدهلوي قدس سرهم . وكان مولانا الشيخ القاضي ثناء الله الباني بتي الذي هو من أجلّة خلفاء مولانا مرزا جانجانان قدس سره وأقدم أصحابه وُخلصهم . لحن قال في حقّه : إذا سألني الله تعالى يوم القيامة بأيّ هدية جئت ؟ أقول : جئت بثناء الله الباني بتي حيّا في ذلك الوقت . فكتب إليه للاستشارة في باب اختيار المرشد . فكتب في جوابه بكمال التعظيم : لا أحد في المشائخ الآن مثل الشيخ غلام علي فالتحق بصحبته . فاستقبله الشيخ بالتعظيم والتكريم . وأشار إليه بأن يجلس في مسند إرشاده . فقال : ما جئت لهذا! بل جئت للاستفادة والخدمة . فتلقاه بالقبول . وأظهر له التفاتاً كثيراً . وكان شيخه الأول الشيخ شاه دركاهي حياً في ذلك الوقت وكثيراً ما كان يقول : لو لم يكن مرشدي الثاني مثل حضرة الشيخ كان الخوف من المرشد السابق كثيراً . ولكن ما وصل إلىّ ضرر في كنف حماية حضرة الشيخ . 0 مهم لجواز الانتقال من شيخ إلى آخر وقد كتب الإمام الرّاني : إذا لم يجد رشده عند شيخ ورآه عند شيخ آخر يسوغ له أن يذهب إلى خدمته من غير إنكار على شيخه الأول . وأيّد ذلك بنقل من خواجه بهاء الدين قدس سره . وقال : إنه أخذ في ذلك فتوى من علماء بخارا . وكان صاحب الترجمة راسخ الاعتقاد وكثير المحبّة لشيخه الأوَّل . وقال : كان فيه كدورة علىّ أولا ولكن لما جئت إلى رميور زالت كدورته بالتمام والحمد الله على -ذللكة. ثم شرّفه الشيخ بالإجازة والخلافة في السلاسل الثلاث :النقشبندية والقادرية والجشتية . بعد كونه في صحبته شهوراً . وأحال عليه أكثر مريديه . وأخذ عنه التوجّه كيال أصتحاية »ثح ملاتا خالد الرومي . والسيد إسماعيل المدني قدس سرهما . وكثيراً ما كان يقول لمريديه : ينبغى أن تكون إرادة المريد مثل إرادته حيث ترك المشيخة واختار المريدية . " وكان يبالغ في تعظيمه ومدحه . فإذا قدم من سفر كان يستقبله حتى كان مرة مريضاً حين قدومه من السفر فقعد على سريره وقال : احملوني إليه لئلا يفوت الاستقبال . فحملوه إلى مسجد الحكيم قدرة الله الواقع خارج الخانقاه بفاصلة يسيرة . فأظهر له أنواع الالتفات والألطاف . وكان فى صحبته الشريفة على هذا المنوال خمس عشرة سنة . وتشرّف ببشارات هذه الطريقة . مثل الضمنيّة والقيّومية المعروفين عند هذه الطائفة . وكتب رسالة لطيفة في بيان الطريقة باستدعاء بعض أصحابه . وعرضها على شيخه . فاستحسنه غاية الاستحسان. وكتب في آخرها سطوراً في مدحها هذه الرسالة الآن دستور العمل بين الطالبين في الطريقة المجدّدية المظهريّة السعيدية . ولا بدَّ منها للطالبين . وقد عرّبها بعض الأكابر في مكة المكرمة . >30 ولما عرض المرض على الشيخ عبد الله الدهلوي قدس سره طليه مرارا بمكاتيب عديدة ليجلسه اك مسندك إرشاده . وكان حينئل في بلدة لكنهو . مكتوب الشيخ عبد الله الدهلوي لمريده الشيخ أبي سعيد الغني بن الشيخ أبي سعيد قدس سرهما - وبعد الحمد والصلوات فليعلم أن المقامات والاصطلاحات التي قرّرها الإمام الرّباني المجدّد للألف الثاني قدس سره تظهر في كل درجة منها كيفيات وأنوار . وحالات وأسرار . واختيار الطريقة بدون تلك الأشياء عبث . فلم يضيّعون العمر ؟ فإن لم تكن المقامات العشرة من مقام التوبة إلى مقام الرضا حاصلة في باطن السّالك ولازمة فيه فما الفائدة من هذه الطريقة ؟ ! ويحصل في سير لطائف عالم الأمر أنواع الكيفيات . ويحصل في سير اللطيفة القلبية - أعني مراقبة الأحدية الصرفة لح ومراقبة المعّة الغيبة واللاستغراق . وقطع التعلقات المقتضيات الطبيعية وغيرها. ويحصل في سير لطيفة النفس - الذي تستعمل فيه مراقبة الأقربية والمحبة - الاستهلاك والاضمحلال . وارتفاع الأنانية وغيرها . ويرد الفيض في سير لطائف عالم الخلق إلى العناصر الثلائة سوى عنصر التراب ٠‏ وتحصل المناسبة لتجليات أسم الباطن والملة الأعلى ا ٠‏ وتهذيب اللطيفة القالبية . وفي الكمالات الثلائة تحصل اللالونية . ولطافة نسبة الباطن . وفى الحقائق السبعة تحصل وسعة الأنوار . وبداهة ما كان نظريًاً محتاجاً إلى الاستدلال . وزيارة الأنبياء عليهم السلام في المنام . أو في عالم المثال وأذواق المحبة الذاتية . مصراع : 501 إلى مَنْ يكون ميل ليلى وعطفها آخر : وماكلٌ عبد يشتريه الخلائف وماكل مَنْ تحت الثياب رجال مطلب فإن نال سالك هذه الطريقة أمثال هذه العلوم والمعارف ! فمباركة له . وإلا! فقد اكتسب العجب والأنانية . فويل له . فكل مَنْ حصل في صحبته تلك الحالات فبها ونعمت . وإلا! فهو شين على الطريقة . ويلحق به العار بالمشائخ الكبار . والعجب من المريدين يشينون الطريقة . ويزعمون أنهم أصحاب إرشاد ! هداهم الله سبحانه إلى رضائه واشتياق لقائه آمين . الحمد لله أن المولويّ بشارة الله صاحب . والحافظ أيا سعيد صاحب - سلمهم الله تعالى . وجعلهم سبباً لإشاعة الطريقة - قد حصّلوا مناسبة تامّة لهذه المقامات . ورزق الله سبحانه وتعالى سائر الأعرَّة توفيق الاستقامة . واتباع السّنّةَ ومحيّة المشائخ . والترك والانزواء . واليأس عن الخلق والرجاء من الحق سبحانه . وأسأله سبحانه هذه الحالات لي ولجميع أحبابى . وها أنا أكتب بألف انفعال ما يكتبه المشائخ في تحرير الإجازات من كلا اللفظين . فأقول : إنَ يدهم أفضل من يدي . والبيعة إياهم - التي هي أقوى ذرائع السعادات والنجاة - بيعة إيّاي . يبارك الله تعالى فيهم بشرط الإعراض عن أهل الدنيا . والقعود على باب الحقٌّ مكسور الرجل . بتصديق وعد الكريم المطلق . وهم أركان طريقتي وحاصل توجّهاتي في طول عمري . اللهم وققني وإيّاهم لمرضاتك ومرضاة حبيبك كه . واجعل آخرتنا خيراً من الأولى آمين آمين آمين . /ا0 وهذا أيضاً إلى خدمة صاحب زاده عالي النسب . سامي الحسب . حضرة ة شاه أبي سعيد صاحب سلمكم ربكم : السلام عليكم ورحمة الله ال ؟أولد المترلي في لله الأيام عل الفدرد مروض التدكة ٠‏ والضعف وشدة التنفس . حتى عَسْرَ القعود والقيام . ٠‏ على أنه عرض الوجع في اك ا او ام وقال الشيخ رفيع الدين : إن حضور أحد هذين - يعنى المولوي ا ل ع ا البدلية ضروري . فمجيئكم في الوقت في غاية المناسبة ٠‏ فأوصل نفسك هنا مُسرعاً . وقد استأذن المولوي بشارة الله لتمريض أهل بيته فمجيئه غير معلوم . وقد أرسلت قبل هذا مكاتيب عديدة في طلبكم مع تبرّكات جديدة . ومن العجب عدم قصدكم للمجيء هنا ! فإن الصحة مستحيلة للفقير بحسب الظاهر . ويا أسفا على تأخُركم هذا المقدار ! وأرى أنَّ منصب آخر مقامات هذه الطائفة متعلّق بكم . ولقد رأيت قبل ذلك في المرض السابق أنَّك قاعدٌ على سريري . وشرّفوك بعطاء قيُومية هذه الطريقة . ولا قابلية لأحد غيرك لهذه التوجّهات العجيبة . فبمجدّد وصول هذا الكتاب توجّه إلى هذا الجانب . وأجلس مكانك هنا الشيخ أحمد سعيد . ٠‏ وليكن ممدّاً بالدعاء بحسن ن الخاتمة ولقاء ربٌ العزة . ومشغولاً بالصلوات والاستغفار . وتكرار الكلمة الطيّبة . وختم القرآن المجيد . وختم المشائخ الكبار . واتباع سنن المصطفى يل . فحضر عنده حين احياته امتثالا لأمره . وجلس فى مسند إرشاده بعد ناته تنكام .'المكن توالا مهاه + وتكه" اله" الطاليؤة من أطراك العالم وأكناف الأرض مثل الجراد . فصار واسطة فيضان الفيض الإلهي على قلوب السالكين. وتشمّر لترويج الشريعة المصطفويّة . وتمهيد الطريقة النقشبنديّة الأحمديّة . مثل آبائه الكرام . وأجداده العظام . وتجرّع مرارة الفقر والفاقة التي هي من لوازم هذه الطريقة العليّة . وشيمتها المرضيّة . بسبب كمال إيثاره الجبلي . 04 وكان موصوفاً بالأوصاف الحميدة. والأخلاق الجميلة . مثل المسكنة والانكسار . والتواضع والوقار ٠‏ وحفظٍ فزاقت: الأنام مع نهاية الاشتغال والتحمٌّل والصبر ٠‏ وكان تحمٌّله على حدٌّ لو كان أحد مثلا منكراً على شيخه الشيخ عبد الله الدّهلويٌ قدس سرهما كان يظهر المحبة له لغاية تحمّله تحمّله . وجلس في مسند الإرشاد على هذا الوجه تسع سنين تقريباً . ثم توجّه إلى الحرمين الشريفين سنة ١744‏ لأداء الحج . وأجلس مكانه خلفه الصدق الشيخ أحمد سعيد قدس سره . واغتنم مقدّمه الشريف أهل كل بلد . ولما وصل إلى أرض . الحجاز استقبله الشيخ محمد جان الباجوري - عليه الرحمة والغفران . كلدل الح غيده لساري تددن رع و ار را شيخ النترع في ولنه ٠‏ وقبره في يٍ فى المعلّى ولما دخل مكة المكرمة استقبله عظماء البلدة المكرمة ؛ من القضاة والمفتين والعلماء والأمراء بكمال التعظيم ونهاية التكريم . وكان مذة إقامته في مكة المكرّمة قبل الحج وبعده ثلاثة أشهر تقريباً ٠‏ وعرض له أنواع الأمراض من الإسهال والحمّى في محرّم الحرام وبلد الله الحرام . وغلب عليه اشتياق توجّه المدينة المنورة ؛ لزيارة سيد الثقلين #2 . فتوجّه إليها . وكان أيام المولد الشريف فيها. ونال من خير البريّة يه أنواع العنايات . وصنوف الألطاف . ودخل في ربقة إرادته أكثر سادات البلد الطيب . واستفادوا منه الطريقة العلية . ثم توبّه إلى وطنه المألوف بألوفٍ من الفتوحات والفيوضات . ولما دخل بلدة لونك من بلاد الهند ‏ الواقعة على إحدى عشرة مرحلة من دهلي - زاد مرضه . وظهرت فيه سكرات الموت يوم عيد الفطر من سنة ١1١6١‏ . فأوصى ولده الأوسط الأمجد الشيخ عبد الغني قدس سره وكان معه في هذا السفر باتباع السّنَّة واجتناب أهل الدنيا . 520 وقال : إن ذهبت إلى باب أهل الدنيا تكن ذليلاً . وإلاّ فهم يهرعون إلى بابك مثل الكلاب ! وأجزتك . بل أجزت عبد المغني بكل ما وصل إلىّ من الأشغال والأوراد . ثم قال : وقتٌ أيّهةَ صلاة هذا ؟ فقال له المولوي حبيب الله : أيّةَ صلاة يريدها جنابك فلتصل ! يعني وقت مباح . فقال : قد مضت هذه الليلة بتمامها في الصلاة . ثم أمر القارئ بقراءة سورة يس بعد الظهر . فاستمعها منه ثلاث مرات . ثم قال : يكفي . ما بقي إلا قليل . وكان مسبّحته تتحرك بالشهادة . فطار طير روحه نحو عالم القدس ما بين الظهر والعصر يوم عيد الفطر سنة "1760 . فحضر النوّاب وأهل البلد . وغسله المولوي حبيب الله مع سائر أهل القافلة . وصلى عليه القاضي خليل الرحمّن مع سائر الناس . ثم حملوا تابوته إلى دَهْلي . ولما أخرجوا نعشه من الصندوق في دهلي بعد أربعين يوماً ووضعوه في اللحد علم كأنه غسل الآن ولم يتغيّر منه شيء . وكان القطن الموضوع تحت نعشه في غاية الطيب . فأخذه الناس للتبرّك ٠‏ ودفن قرب تربة شيخه الشيخ عبد الله قدس سرهما بحيث صار قبر الشيخ وسط قبر مولانا الشهيد ومولانا الشيخ أبي سعيد قدس الله تعالى أسرارهم العلية . وأفاض علينا من بركاتهم . وتاريخ وفاته « ينوّر الله مضجعه 0 عمدة المشائخ الكرام . وزبدة الأصفياء العظام . مرشد الأنام . وغوث الأيام مولانا الشيخ أحمد سعيد بن مولانا الشيخ أبي سعيد قدين-سزهنماة: ولادته في غرّة ربيع الآخر سنة 17١7‏ في بلدة مصطفى آباد من أعمال راميور على ثمان مراحل من دهلي . وكان آثار السعادة والهداية , وأنوار الرشد والولاية ظاهرة من طلعته السنيّة حين صغره . وحفظ القرآن بحسن تربية والده الماجد . . 08 وعمره على هذا‎ )١( الم وحين توبّه والده إلى خدمة الشيخ عبد الله الدّهلويٌ قدس سرهما ما كان بلغ :عمرة عش .عتين . . فحضر عنده معه . وأخذ منه الطريقة . فأحيّه الشيخ حا شديداً . وأظهر له التفاتاً كثيراً لما تفرّس من علوٌ استعداده . وكثيراً ما كان يقول : قد طلبت ولداً من كثير من الناس فلم يسمح به أحد إلا الشيخ أبو سعيد فإنه أحال ولده علي . ٠‏ فجعلته بمنزلة ولدي . ٠‏ فشرع في تربيته . وأمره بالجمع بين القال والحال ٠‏ فحضر عند علماء وقته امتثالا لأمره. وكان يحضر في أوقات الحلقة عند شيخه . وربما لا يجد مكاناً لازدحام الناس . فإذا وقع نظره ه الشريف عليه كان يدعوه لديه بالإشارة . ويجلسه في طرف مسنده . ويتوجّه إليه زماناً طويلاً بتمام قوّته . فقرأ أكثر الكتب المتداولة ؛ من المنقول والمعقول . والفروع والأصول . على علماء وقته . وكان أكثر استفادته من المولوي فضل الإمام . والمفتي شرف الدين . وأخذ الحديث عن ابن الشيخ وليّ الله المحدّث الدّهلوي . مثل المولوي رشيد الدين خان وغيره . وأخذ كتب التصوّف مثل ١‏ الرسالة القشيرية » و« عوارف المعارف » و« إحياء العلوم » و« النفحات » و« الّشحات » و« مكتوبات » الإمام الربّاني قدس سره وه المثنوي » لمولانا الرومي قدس سره عن شيخه . بعضها بالقراءة . وبعضها بالسماع . وقرأ عليه بعض كتب الأحاديث مثل « سنن الترمذي » و« مشكاة المصابيح » وغيرهما . وأدرك الشيوخ الثلاثة . أعني : الشيخ عبد العزيز , والشيخ رفيع الدين . والشيخ عبد القادر - أبناء الشيخ وليّ الله المحدّث الدهلوي . رحمهم الله تعالى وإيّانا -. وكان يحضر عندهم إما لزيارة . وإما لتحقيق مسألة دقيقة . وإما لاستخراج معاني أشعار عربية . وكانوا يعظمونه غاية التعظيم . وأخذ سند الحديث عن الشيخ عبد العزيز . وقرأ بعض الكتب على خال والده المولوي سراج الدين أحمد بن محمد مرشد بن محمد أرشد ابن فرخ شاه أبن محمد سعيد ابن الإمام المجدد قدس الله سرهم وكان عالماً عارفاً . 1 وأخذ عنه مسند الحديث المسلسل بالأوليّة إلى الإمام الربّاني بواسطة آبائه الكرام المرقومين . ومنه إلى سيد الأنام يل . وتلمّذ أيضاً على المولوي نور الدين . وكان المولوي المذكور عالما ذا نسبة قويّة . وكان صاحب الترجمة يحيى أكثر الليالى بالمطالعة فى أوان تحصيله . فإذا رآه والده الماجد فى المطالعة عند قيامه للتهجّد ؛ كان يقرأ هذا الحديث : ٠‏ إن لنفسك عليك حقاً . ولعينك عليك حقاً . ولزوجك عليك حقاً» الحديث ومع هذه الأشغال كلها! كان لا يترك الذكر والفكر والمراقبة . وحضور الحلقة في أوقاتها أصلا . وكان يأخذ التوجّه عن والده الماجد ٠‏ بأمر شيخه عند المفارقة الصورية منه . بل في حضوره أيضاً . وقال : أخذتٌ التوجّه عن والدي من جميع المقامات . وقرأت عليه بعض الكتب . ولذلك كان يكتب اسمه الشريف بعد شيخه فى بيان ملدلتة , وإلا] تمل مجه وكسدب انثيهه وإجارطة وعلافه عن شيخة الشيخ عبد الله الدّهلوي قدس سره . وبالجملة : فرغ من تحصيل المعقول والمنقول. والفروع والأصول ٠‏ بكمال الاستقامة . ونهاية المتانة . قبل بلوغ عمره عشرين سنة . وأقبل بكلّيته على الطريقة العليّة . وكان شيخه يقول له - من كمال عنايته له - : إن التوجّه ليس بمضئون منك .حاضراً كنت أو غائباً . ولذلك عد مدّة صحبة شيخه خمس عشرة سنة تقريباً . وكتب الشيخ عبد الله الدّهلوي قدس سره في رسالته المؤلّفة في ال ل ا ا والده في العلم والعمل . وحفظ القرآن المجيد وأحوال النسبة الشريفة انتهى وكان حيتئذ ابن عشرين . كوا وكتب في مكتوبه أيضاً هكذا : سلمكم الله ستيحاثة وتعالى أنتم الأربعة أنفار كلكم . فإن ارتباط المودّة أفضل من القرابة . الشيخ أبا سعيد أسعده الله تعالى . الشيخ أحمد سعيد جعله الله تعالى محموداً . الشيخ رؤوف أحمد رأف الله تعالى به . الشيخ بشارة الله جعله الله تعالى مبشّراً بقبوله . بارك الله تعالى في عمر هذه الأعرَّة الأربعة . وجعلهم سبياً لترويج الطريقة . وأْكْثَرَ أمثالهم آمين . ونقل الشيخ محمد جان من لسانه أنه قال في حقه : إِنَّ هذا الولد أفضل من أبيه . انتهى . وبالجملة : فقد تقرّرت رثبته عند شيخه بعد رتبة والده الماجد ؛ بل فوقه باعتبار ما يؤول . وكان يحرّر اسمه في كل كتاب كتبه في آخر عمره . ويصفه فيه بعد وَضْفِ والده . ولا حاجة إلى الإطناب . فإنَّ المسك يفوح بنفسه . لا بما يضعه العطار . وقد فاح وراح! ولما عزم والده الماجد على سفر الحج أجلسه على مسند إرشاده - الذي هو مسند أشياخه من قبل كما مرّ - وقد أناف عمره إذ ذاك على اثنين وثلاثين . وفوّض إليه أمور الخانقاه كلها ؛ كلّياتها وجزثياتها . ونظارة الكتب الموقوفة . فتزيّن بوجوده المسعود مسند الطريقة المجدّدية . ونيط بذاته المحمود ترويج السيرة النقشبندية . وإشاعة المعارف الأحمدية . فتوجّه إليه الطالبون من أطراف شتَّى . ونالوا منه حسب استعداداتهم فوائد جمّة . ونشروا أنوار الهداية والعرفان في أطراف العالم من القرى والبلدان . خصوصا ممالك الهند وخراسان . وكان يحصل للطالبين في عِدَّة أيام وساعات . من قرَّة تصرّفه وكثرة توجّهه ما لا يحصل من صحبة غيره في مدَّة سنين وطول الأوقات . وكانت همّته مصروفة إلى الإفادة والاستفادة . لثلا يبقى أحدٌ محروماً ٠‏ ويربّي السالكين بما يناسب استعداداتهم . خصوصاً وعموماً . ويحوّلهم من حال إلى حال إلى أن يرقيهم أوج الكمال والإكمال . كنا وكان يسلك ببعضهم في ضمن درس علم القال . ويأمر بعضهم بالانزواء والتبثّل عن الرجال . ويترك بعضّهم على حاله من الاشتغال . ويشرّف بعضهم بالتوجّه الباطني'" على كل حال . وما كانت شفقته على الطالبين أقل من شفقة الأمهات على الأولاد. حتى كان ظنَّ كل منهم أن لطفه الذي به ليس لغيره . وكان يتفمّد أحوال كل منهم على حدة . ويعامل بهم معاملة مقتضى وقته واستعداده . وكان لا يلوّث الطالب الصادق بمتاع الدنيا الفانية . فإذا كان الطالب ضعيف الاعتقاد! كان يداريه برعاية ظاهرية . إلى أن تتقرّى حرارة طلبه . وكان مَنْ يأكل الوظائف من أصحابه أزيد من ستين نفراً . وكان يحصّل كفافهم على أحسن الوجوه . وكان يشتغل أيضاً بتدريس العلوم الدينية ٠.‏ وإفادة الحقائق اليقينية . إلى طالبي الحىٌّ جل وعلا من الحديث والتفسير . والفقه والتصوّف . خصوصاً ٠‏ مكتوبات» الإمام الربّاني ٠‏ ومئنوي» مولانا الرَومي عليهما الرحمة . ومن أنفاسه النفيسة : مطلب أهم للسالك الصادق قال : إِنَّ حصول هذه الحالات العالية . والوصول إلى الكمالات السامية . منوط بمحيّة الشيخ المقتدى المفرطة . والعقيدة الراسخة في 0 0 3 هي من جملة 00 لد سبيحانه ولعا» ل ا ل ا 1 بالمحافظة على الآداب . )00 الغائبيّ . ون حفظ حرمة الشيخ مقدَّم على الكل ولذلك صارت وصية المشاتخ الكبار بحفظ حرمة المرشد مقدّمة على الكل . فإنه أصل جميع أركان الطريقة وأساسها . قال : لا شيء بالمبتدئ أضرٌ من التزوّج ! فمن ابتلى بذلك أقبل على الدنيا وأعرض عن المولى . ويزول طلب الحقٌّ سبحانه عن قلبه . وأنشد هذا : تريد الله والدنيا الدنيّة وذلك من خيالات رديّة وقال: إن صحبة الأغنياء وأرباب التنعُم سم قاتل للطالبين , ويحصل من صحبتهم سدٌّ ذي القرنين في مجاري الفيض . وتنسدل الحجب الظلمانية الكثيفة على القلب . أما ترى كيف وصَّى رسول الله يق محبوبته أم المؤمنين سيدتنا عائشة الصَّدّيقة رضي الله عنها حيث قال : « إياك ومجالسة الأغنياء ! وأحبّي المساكين وقرّبيهم » ؟ بل كان لا يحب أن يجلس الطالب كثيراً فيما بين الفقراء وإخوان الطريقة أيضاً . وقال : ينبغي لمريد الحقٌّ أن لا يلتفت إلى أحد . بل يتنمّر عن غيره عالق وقاق سجر مولا اتخالن قي موه مللنا ة قرام لشيرره طعية الشيخ قدس سره إلى وقت رجوعه . وما كان يخرج من غير ضرورة ! ولذلك فاز بمرتبة عالية . ينبغي لمريدي الحقٌّ أن يكونوا كذلك . وكان في مريدي أشخاص على الصفة . فوصلوا بها إلى الكمال . وقال : قد اشتهر بين الناس أن الإمام الربّاني قدس سره منكر للتوحيد الوجودي . وهذا غلط وخطأ منهم . حاشاه عن ذلك ! بل هو يقول : إن التوحيد الوجودي من معارف مرتبة القلب . وأربابه من أهل الولاية , لكنّ الكمال وراء ذلك . وهو ظهور أن العبد عبدٌ والربٌّ رب . كما هو نسبة الصحابة والتابعين وأتباعهم . رضي الله تعالى عنهم أجمعين . 516 وقال: إِنَّ تطبيق معارف التوحيد الوجودي على الشريعة الغرّاء ممكن بالتأويل . كما فعله بعض الكبراء . وأما اعتقاد أنه عين الشريعة . وتنزيل مشارب الأنبياء عليهم السلام . والصحابة الكرام إليه من غير تأويل فهو عين الجهالة . فإن قال ذلك مغلوب الحال ! فهو معذور . كما قال المجنون : الخلافة حقٌ ليلى لا حٌ أبي بكر وعلي رضي الله عنهما . ولكن صاحب الشعور ملام ومطعون فيه بتفؤّهه به . وقال : ينبغي في الصلاة رعاية جميع آدابها وشروطها المبيّدة في الفقه . والتوججه إلى حقيقة الصلاة . فإن فعل ذلك فلا حاجة إلى تكرار اسم الذات . والنفي والإثبات . ويكون حيئئذ قوله 35 : « أن تعبد رتك كأتك تراه » تَقُدذٌ وقت المصلّي ٠‏ ويظهر سر قوله 8 : « الصلاة معراج المؤمن .٠‏ وعندي أن قوله يق « لي مع الله وقت . لا يسعني فيه ملك مقرّب ولا نبي مرسل » إنما هو في الصلاة . وكان قدس سره ذا خلق حسن . حليماً عالماً . متيناً صبّاراً . قنوعاً متواضعاً ٠‏ متنافراً عن الدنيا وأهلها ٠‏ مستكرهاً لهم بحسب الباطن . وإن لم يقل لهم شيئاً في الظاهر ٠‏ حتى جاءه مرة نوّاب عالي الرتبة للؤرادة . فأجرى على لسانه كلمات باردة بين يديه . حتى رجع عن اعتقاده فيه . وقام من مجلسه . ولما انصرف قال : إن مجلس أهل الدنيا نجس . وكل مقام واصل'' فيه قدمهم لا يبقى فيه البركة الباطنية . ولذلك قلت له كلمات ياردة . وكان كثير الصفح والعفو . وكان يغضٌ بصره عن زلآت الإخوان . بل كان ينسب زلاتهم إلى نفسه ويقول : إن القصور عندي . فإنه لو كان لي كمال لما صدر هذا الأمر منكم . بل ظهرت أوصافي الرذيلة فيكم بطريق الانعكاس . وكان فى غاية المسكنة والانكسار. ورؤية قصور الأعمال والافتقار . 1 . سبحان الله كيف قدم الكفار في ديارنا . اللهمّ افتح بيننا وبين قومنا بالحق‎ )١( . وأنت خير الفاتحين . (هامش الأصل)‎ 5711 و كان لا يذكر أحداً بسوء . إلا الفرقة الضالّة الومّابية ! فإنه كان يبيّن قبائح أفعالهم وأقوالهم . لتحذير الناس عنهم . بل صنّف في رد مذهبهم المردود الباطل رسالة سمّاها : « الح المبين في رد الومّابيين » ولم يكن لهم مجال رفع الرأس في دهلي وقت كونه فيه مع قرّة شوكتهم هناك ! فجلس فى مسند الإرشاد على هذا المنوال فى دهلى . وأجاز بالإرشاد من الكاملين مئين . ثم هاجر إلى الحرمين الشريفين في سنة 1777 من وقعة دهلي . واختار للإقامة المدينة المنوّرة . وأقام هناك مفيدا إلى آخر عمره بالاستقامة . واجتمع إليه علماء الأمة . وعظماء الملّة . من أقطار الأرض شرقا وغربا . عجما وعربا . وصار واسطة فيضان فيوض الرحمّن على أمة أشرف نوع الإنسان . ورابطة انتظام السلسلة النقشبدية العلية الشأن . وظهر له قبول تام . عند الخاصٌ والعامّ . ودخل في ربقة إرادته ألوف من خواص الأنام من بلد الله الحرام ومدينة النبيّ يت وسائر بلدان الإسلام ٠‏ ورقاهم على مراتب الكمال ٠‏ وألبسهم حلل الجمال .وكم من مُتّجر ترك في صحبته المال والجاه والمناصب . وأقبل بكليته على أسنى المطالب ! وكم من رجال بلغ إلى أقصى المقامات . ومتشرّف بخلعة الخلافة والكرامات ! وما أحسن ما قال الفاضل النبيل ؛ والكامل الجليل ؛ الشيخ عبد الجليل المدني رحمه الله تعالى : هكذا فليكن سعي الفتى للمآثر ١‏ وتجديد أعلام المعالي الدوائر الشدرك هنا نش واه لله ومَنْ مثل سلطان الطريقة أحمد منوّرٌأقطارالبلادبذاته هو الشمس في وسط السماء بنورها هو الطّؤد عِلْماً راسخاً في وقارهه وكنز لأهل الفقر أصبح مغنياً ملوك ذوو التيجان يوم التفاخر سعيدٌ جَلى الأبصار قلَْ والبصائر وأولاده الغرٌ الكرام الأكابر تبدَّت ونور الهدى يبدو لناظر والبحر علماً زاخراً بالذخائر فياحبّذا كنز لسة المفاقر /ل51 على نهجه إن شئت تظفر بالمنى على سيره سِرْ إِنْ قدرت مُشمّراً فذاك إمام العصر أوحد دهره له الرتبة العليا التي دون نيلها وكيف لربّات الخدور وإن سَمَت فكم حائر لا يهتدي لسبيله وكم وارد للفيض أصبح هائماً وكم مستغيث في دُجى الليل أمّه وكم من مريد جاء يشكو مريده تطوف به عند المساء وغدوة فيفتح من أغلاق حصن قلوبهم ويسعدهم من نظرة بعد نظرة ولازال من خمر الوصال عليهم إذا جنّهم ليل تجافت جنوبهم سكارى ومن أنظاره في وجوههم وينقلهم من حالة بعد حالة هم القوم حقَّاً ليس يشقى جليسهم فبادر إليه واغتنم قرب وصله ولذْ كلّْما نابتك في الكون حاجة ومن حيّه كن دائماً متمشكاً )00 أي : ريح طيبة . (منه) . ومنهاجه فاسلك سريعاً وبادر نا وعندي لست أنت بقادر فحاشا يضاهى في الملا بمناظر لمن رامها لا شك شقٌ المرائر مبادرة الأسد اللَّيُو ث الخوادر أتاه فوافاه الهُدى بالبشائر ناه فلا مني كنا ندا لمات فصادف من إحسانه غوث ناصر تكلهنةه من شر أخبث ماكر رجالٌ تحاموا عن قبيح المتاجر مغاليق تملى من صنوف الجواهر بأعلى مقام جلَّ عن وصف شاعرٍ يدير كؤوساً كالبدور السوافر يُسيِلون دمعاً من عيون سواهر علامات صحو عيبت في السرائر ويُرقيهم في القرب أسنى المنابر ويسعد من يلقاهم في المحاضر ونافس إذا مانِلْتَ ذاك وفاخر بأعلى جناب منه في دفع ضائر فح منك تزف" فاق طيب المجامر انتهى . ل قال ناعته : وبالجملة فمناقبه الشريفة يكل عن حصرها كل بليغ . ولو نظم النجوم في كلامه . وعلوٌ شأنه لا تدركه ضعاف العقول . فكيف وسماك السماء دون مقامه ؟ ! والتطويل في تعداد مناقب مَنْ هو غني عن وبالجملة : استقجّ على وسادة الإفادة فى مدينة النبى ية أربع سئين . ثم نودي له بالرحيل في سنة 01517" ما بين الظهر والعصر من يوم الثلاثاء الثاني من ومع الأول روّح الله تعالى روحه . ونوّر الحديث « إن المبطون شهيد » وأنشد مولانا الشيخ عبد الجليل أفندي المدني سلمه [الله تعالى] في تاريخ وفاته هذه الأبيات . وكتبوها في الرخام ونصبوه على قبره : قضى قطب أقطاب الشهير بأحمد أسعيدٌ إمام العلم والحلم والهدى منار طريق النقشبندية الى لهاجَدَّه فى الألف أضحى مُجَدَّدا ومّذْ حلَّ فى ذا القبر ناديت أَدّخوا سعيداً شهيئاً بالجنان مخْلّداً ودفنَ في البقيع الغرقد . في جوار قبّة جامع القرآن سيدنا عثمان كشاف رموز الحقائق ؛ مفتاح كنوز الدقائق ؛ مرشد الأنام قدوة الكرام إمام العارفين قطب الواصلين ؛مخزن العلوم الإلهية؛ ومصدر الفيوض اللامتناهية سيدنا وسندنا الشيخ محمد مظهر ابن الشيخ أحمد ونفعنا ببركات أنوارهم . وأروانا من بحر أسرارهم . وثيّتنا على محيّتهم . وحشرنا في زمرة خدامهم آمين . . وعمره على هذا 46 سنة‎ )١( اكوا اعلم أنه كان لمولانا الشيخ أحمد سعيد قدس سره ثلاثة بنين : أكبرهم مولانا الشيخ عبد الرشيد صاحب رحمه الله تعالى جلس مكان أبيه بعد وفاته . باتفاق من أخويه وجميع أصحاب والده الماجد , ثم تحوّل إلى مكة المكرمة . واشتغل هناك مدَّة بتربية المريدين . وتسليك السالكين . ثم ارتحل منها إلى عالم الحقيقة . ودفن بالمعلى أمام قبّة أم المؤمنين خديجة الكبرى رضى الله تعالى عنها فى سنة ١781/‏ . الهند. <دار جل هناك مر اناد إلى ايعاد عد لد لجال وبخمة: وايمة.. وخلّف كل منهما ولداً ٠‏ وهما الآن مشغولان بالتربية في بلاد الهند . وصاحب الترجمة قدس سره هو أصغرهم سنا . ولادنه ثالث جمادى الأولى سنة ١١48‏ ولد في جوف الخانقاه في دهلي وتاريخ ولادته (مظاهر محمدي ) استخرج ذلك 5-3 اللأمجد الشيخ أبو سعيد , وسماه مظهر محمد . مشيرا إلى كونه محمدي المشرب . وكان يحبّه حباً شديداً . ويقول : يفوح من هذا الولد روائح أولي العزم . رجاؤه وبشارته . حيث ظهر صدق مقالته بعد مضي أزمان وسنين . وبلغ مرتبة حق اليقين . وكان حين قال له جدّه هذا القول ابن سنة . قال قدس سره في حاشية هذا القول : وكنت أترفّب ذلك الشأن . و و 00 را د و ا 3 وكملله من لطف خفيٌ 2 يدق خفاه عن فهم الزكىٌ يم أخذه جدَّه مرة من حجر الحاضنة . ووضعه فى حجره . وقال في أذنه : (الله) فارتعدت منه فرائصه . واضطرب اضطراباً شديداً . فنشأ قدس سره في حجر العلم والهداية . ومهد الفيض والولاية ٠‏ وأرضع من ثدي الأسرار والعرفان . وسقي من عين الإيمان والوجدان . ولذلك كان ظاهر الحجة وباهر البرهان . حفظ القرآن في سن تسع . وقرأ أكثر الكتب الدينية والآلية والتصرّف على والده الماجد. وثلقن الطريقة العلية أيضاً عن والده فى صغر سنه . وأمره بالمراقبة الأحدية . وتشّف بدوام التوجّجه والإقبال إلى الله تعالى . ودوام انتظار الفيض الذي هو مُقدّمة دوام الحضور . وفرغ من تحصيل العلوم الظاهرة والباطنة وهو ابن اثنين وعشرين سنة . وشرّفه بالإجازة المطلقة . وأمره بالتوجّه إلى المريدين في حضوره . وأحال عليه جماعة من مريديه . وقرأ « مكتوبات الإمام الربّاني » قدس سره على والده الماجد بغاية التحقيق . ونهاية التدقيق مرتين . ولهذا كان في حل مشكلاتها آية من آيات الله تعالى . وغلب عليه شوق زيارة الحرمين الشريفين . فاستأذن والده الماجد . فأذن له على كُرْهِ منه بعد اللَتَيّا والتي . فتشرّف هناك بأنواع العنايات . وأصناف الكمالات . من سيد الكائنات وصاحب المعجزات يل . وعاد إلى خدمة والده بأنواع الفتوحات . و لما وصل إلى يَمْبِى راجعاً أرسل والده الماجد هذا المكتوب إليه . مستدعياً مثوله لديه : وبعد السلام المسنون والدعوات الموجبة للتّرقيات من المحترق بنار البعد والهجران؛ أحمد سعيد المجدّدي المعصومي فليعلم ولدي الأعرٌّ الأرشد حاج الحرمين الشريفين سيْلمة الله تعالى . وأوصله إلى غاية ما يتمنَّاه أن مكتوب ذلك الولد قرة العين ومسرّة الأذنين . المؤرّخ بعشرين من صفر . المشتمل على نزوله من المركب ودخوله في يَمْبى قد وصل . وأورث القلب مسرّات غير متناهية . فسجدت الله تعالى شكرأ . وقلت ا أهنناة السغلدئ: والترميؤل واحتذا .حتت الول لحك وج لوس غيره : أنصف أيا فلك زاه مصابيحه من أيٌّ هذين قد عمّت تفاريحه شمس بها عالم تمّت مصالحه أم بدري الباد من شام لوائحه فليعجّل الآن منطوق حديث « من قضى نهمته فليعجل إلى أهله » اللازم الوثوق من الطريق الكبير الذي توجّه منه . وحيث أن ذلك الولد قد تجاوز الصورة ووصل إلى المعنى فأيٌّ مصلحة له الآن في صورة ينبغي أن تجئ بمعيّة الحنّ سبحانه ؟ ماذا تصنع معية خواجه آمِر ؟ أسرّ الله سبحانه المشتاقين بإدخال قدّة العين بالخيريّة التامة الوطن المألوف . وينجينا من جذبات الاضطراب . فإن يوماً واحداً فى مفارقة قرة العين يساوي سنة كاملة ٠‏ ولا راحة لي بدونه . انتهى . فعاد إلى خدمته مسرعاً. ٠‏ وعرض عليه ما عرض له من أنواع الفتوحات في المدينة ا ل العوارض مذكورة مع جواباتها في آخر المقامات السعيدية فليراجع ثم هاجر إلى الحرمين الشريفين مع والده الماجد في وقعة دهلي . واستفاد هناك واستفاض . وأفاد وأفاض . تارة فى مكة . وتارة فى المدينة . وأحياناً فى الطائف . وكان والده يحيّه حيَاً شديداً . ويجعله إماماً في صلاته . ويسمع منه القرآن . خصوصاً في مرض موته . و لما توفي والده الماجد وتوجَّه أخواه الأكبران إلى مكة المكرمة . استقرٌ في وسادة الإفادة بغاية التمكن والرشادة ٠‏ وتصدّى للدعوة والهداية . و كان حيئئذ ابن تسع وعشرين , وتعلّق بذاته منصب القيُومية في الطريقة المجدّدية الأحمدية . لما كان مظهراً للأسرار الإلّهية . ومصدراً للآثار النبوية . ومهبطاً للأنوار اللامتناهية . وملتقى لبحار العلوم الشرعية والمعارف اليقينيّة . فقام يرفع أعلام معالم الشريعة المحمدية . وبثّ تفن أسرار الطريقة النقشبندية الأحمدية ٠‏ فطار صيت إرشاده في الأقطار . كاشتهار الشمس في رابعة النهار. فأكبٌٍ عليه الطالبون الأخيار. والسَالكون الأبرار . والتزموا صحبته المحفوفة بالأنوار. واعتكفوا في عتبته آناء الليل والنهار . فانتهت إليه رياسة الإرشاد وتربية المريدين 1 وسُلّمت إليه هداية العباد وإرشاد السالكين . فأصبح غوث الوقت حكماً وعلماً وتحمّلاً . وناصر الحقٌّ قولاً وعملاً وفعلاً . وكان “قذمن “سره من" 'العلماء ''الرتائئن: + جامعا' ين المعقون والمنقول . حاوياً للفروع والأصول . مطلعاً على دقائق المعارف ودقائق الحكم . ما من قَنّ من فنون العلوم إلآّ وقد كان له فيه يد طولى . وبيان شافٍ . وحظ واف . فأفاد العلوم الدينية للطالبين . ورقى مدارج القرب للالكين . وكم ردَّ إلى الله تعالى عاصيا ! وكم ذكر الله تعالى ناسيا! وكم اهتدى بهديه مَنْ كان يتيه في تيه الضلال حيارى ! وكم صحى بإرشاده مَنْ كان من خمر الغفلة سكارى ! وكم أطلق من أغلال الهوى أسارى . واجتمع إلى بابه العلماء والصلحاء من جميع الآفاق . وبذل لهم أنواع الألطاف والإشفاق . وكان عالماً بأدواء القلوب ودوائها . وكان طريقته في تربية السَالكين مثل طريقة آبائه الكرام . ومشائخه العظام . من غير تبديل بزيادة أو نقصان . سالكا فيه طريق الاقتصاد . شاخصاً بصره إلى « سدّدوا وقاريوا». وملاحظأ معنى « بشّروا ولا تتفّروا » . وكان يأمر كلا بما يناسبه من وظائف الأذكار . فمنهم يأمره بالإكثار . ومنهم مَنْ يأمره بالمجاهدة والرياضة والعزلة عن الأغيار . ومنهم مَنْ كان يفوّض إلى يده زمام الاختيار . انفضا مطلب وكان اعتناؤه بالعلماء وطلبة العلوم أكثر . والتفاته إليهم أوفر . وكان كثير الحثّ على طلب العلوم لما شاهد من فشوٌ الجهل وأنواع البدع في العالم . وكان لا يكلّفهم بكثرة الأذكار على وجه يُفضي إلى ترك التحصيل . اللهم إلا مَنْ كان قد قضى وطره من العلوم . وأراد في زيادة ماله عنه غنى . فيتيّهه على أن الاشتغال بذكر المولى هو الأولى . وبنى مدرسة عالية في المدينة المنوّرة بباب البقيع ؛ ثلاث طبقات . مشتملة على جميع ما يحتاج إليه من خزانة الكتب . ومحل التدريس . ومحل اجتماع الإخوان للذكر . وكان ذلك بمجرّد علوٌ الهمّة . ومحض فضل الله تعالى . وكان عاشقاً لرسول الله يك . فانياً فيه وأوصافه . باقياً به وبأسراره وأنواره . وكان صحيح الكشف . وصادق الفراسة . وكثير الإشراف على بواطن المريدين . وقويّ التصرّف فيهم . وصاحب خوارق العادات وأنواع الكرامات . وكان من عادته الشريفة ختم القرآن الكريم في كل أسبوع مرة واحدة. وختم صحيح البخارى في كل شهر رمضان . وختم صحيح مسلم في كل عشر ذي الحجة . وصوم عشر كل محرّم . وصوم الإثنين والخميس وأيام البيض . وكل ذلك مع اجتماع الإخوان للختم . وأخذ التوجّه منه في كل يوم ثلاث أوقات ؛ بعد الإشراق والظهر والمغرب . وقت زيادة طول الليالى على النهار . وبعد العصر فى عكسه . وكان يدرس :فين العلومالظاهرة في آأثنانها عن الأحادية.وكنءالشرقية.: خصوصا ١‏ مكتوبات الإمام الربّاني » قدس سره . وله رسائل لطيفة في الطريقة . ومناقب والده صغرى وكبرى . 7 و من كلماته القدسية : إِنَّ أهم ما ينصح به الإخوان الكرام أن يكون شغلهم بالله تعالى على الدوام . وأن يصرفوا جميع هممهم إلى ذكر الملك العلام . بلا غفلة لمحة عنه حتى يحصل الحضور التام . ويزول الحبٌ علماً وحبّاً بما سواه من الأنام . واخلاصة الحياة الطتبة تفويض الأمور إلى الله تعالى . ورؤية تقلب الأحوال من تقرير الملك العلام . ٠‏ وعدم التكلّم بلم وكيف في الوقائع , وترك المعارضة والمعيايمة 2 الحادث ٠.‏ وتقوية القلب بتفكر مواعيد الحق تعالى ٠‏ وتذكر حزائنه الغيبة . واليأس من نفسه والخلق بالكلية . و قال: من آثار المحّة إيثار ما تحبٌ لمن تحبّ بكمال الرغبة كاذب مغرور؛ وإن زعم أنه مع ذلك مقبول فهو شقي مهجور . وإنما يصير الطالب مريد الله تعالى إذا كان - جميع مراداته مسلويا عنه سوى رضا الله تعالى . وكان تحت قضائه تعالى كميت بين يدي الغسَّال . أقول : هذا ناظر إلى ما قيل : تكون مريداً ثم فيك إرادة ‏ إذا لم تر شيئاً فأنت مريد وكان قدس سره صحيح التوكل . قويّ الجنان . زاهداً في الدنيا وأهلها . ما كان يدّخر شيئاً من الدنيا ٠‏ بل كان يصرف ما يحصل من الفتوح الغيبى فى أمور الخانقاه وحوائج فقراء أصحابه . وما كان يهاب الأمراء والوزراء . بل كان الكل يهابونه . وما كان يحصل له الفرح والسرور من مدائح الناس كما يحصل ذلك لأهل الغرور . ولا الغمٌّ والحزن من ذمّهم أيضاً . بل كان مدح الناس وذمّهِم عنده على حدٌ سواء . وكان قدس سره كثير التواضع . شديد الحياء والانكسار. ومعة كان محفوفا بأنوار الهيبة والجلالة والوقار. كان مجلسه مجلس علم 7/0 وإفادة . وهداية ورشادة . لا يتتهك فيه الحرم . ولا يذكر فيه غيبة أحد . وكان شديد التحرّز عن أمثال ذلك . وترى رسالته المسماة ب « المقامات السعيدية » مشحونة باتّهام نفسه الشريفة وذمّها . خصوصاً في آخرها . فارجع إليها إن شعت تعرف صدق هذا المقال . توفي قدس سره مبطونا ليلة الاثنين الثانية عشر من محرّم الحرام سنة ١‏ . ودفن صباح لي ليلة وفاته بعد الصلاة عليه بجمعية كبيرة لم يْرَ مثلها في القع الخرقا ل سنت قير بوالذه اناد كاون وفنا وأفاض علينا من بركاته . ونظم فضلاء العصر مراثي كثيرة مشتملة على تاريخ وفاته . ليس هذا المختصر محل إيراد جميعها . ومن جملتها مرثية العالم لرثاني الشيخ أخون جان البخاري سلمه الباري ؛ مشتملة على أربعة وثلاثين بيتا من بحر الرجز مطلعها : الله حيٌ دائم عرَّ وجل إلى آن قال : ى إلى جناب المرشد شمس سماء الكشف والمعارف قطب مدر الدين والهداية ينبوع أنوار الصفاء والوفا من شأأنوار الفنون والحكم مصدر أسرار اليقين والهدى ذو النُّونِ مضْرّه ويحيى عصره ألاتر وليس للغير وجودٌ في الأزل فخر الزمان الشيخ مظهر ا بدرٌ ذرى الإرشاد للفيض محل شمس منار الاقتدا الغوث الأجل مشكة أنوار الفيوض لم يزل مبدأآثارالعلوموالعمل تظهر أطوار المسشائخ الأول أبو يزيد أو جنيد في المثل . وعمره على هذا 67 ستة . (هامش الأصل)‎ )١( ك1 مجدّدالمسلك للمجدد هوالذي بكل فضلٍ ارتدى وسار أفلاك المقامات العلى أضاء عالم القلوب مدّة إلى أن قال : عليه رضوان الإلّه الصمد لماقضى سّئلت عن تاريخه لقث للقشبند تابمٌ نعم البدل وللكمالات الجليلة اشتمل حتى من الحالات أقصاها وصل بفيضه مثل الضيائمأفل في جنّة الفردوس منتهى الأمل فم فقلت أرّخوهبا لخلددخل أفندي القزاني سلمه الله . وملكه نواصي الأماني ؛ المدرس الآن في الحرم النبوي : لهفي ولهف الناشد والمنشد يا حسرة الراشد والمسترشد على ذهاب الأمجد فالأمجد ألا ترى إلى جناب المرشد فخر الزمان الشيخ مظهر انتقل بحر الهدى غيث الندذى للعاكف ومنبع الإشفاق والعوارف ومعدد الإحسان والعواطف سين سسماة الكشفت «المعا رفك بدرٌ ذرى الإرشاد للفيض محل لاتعجبوامن فضلكه وفخره منصور يومه وبشر دهره والأولياء كلهم بنصره ذو الثون مصره ويحيى عصره أبو يزيد أو جنيد في المثل يدعى بفاروقيهم والأحمدي بالسئّد العالى الجليٌ الجِيّد في سلكهم كالجوهر المنضد مجَدة الكئس تلك[ السجتدهة يفنل للنقشبند تابعٌ نعم البدل بذاك أعنى سيفهالمهنّدا محمدالمظهرَائِنَأحمدا وجدّه أبوسعيدالمهتدا وهوالذي بكلٌ فض لارتدى وللكمالات الجليلة اشتمل إلى آخره بطوله . وفي ذلك كفاية للمسترشدين . ومنها مرئيّة مولانا الشيخ إبراهيم الغزنوي . عامله الله تعالى بلطفه الخفيّ والجليٌ ؛ خليفته الجليل . ونديمه النبيل . معدن الفضل الجزيل . وقد خمّسها هذا العاجز . ولنورد بعضاً منها . مرثيّة : أشكو إلى مولاي دهري باكيا لماغدا ربع الفضائل عافيا متفقداً الجناب مظهز ناديا يا سيدييا مظهرالأنواريا مَنْ حيّه أضحى بروحي ثاويا بان العزا مذ بنتَ عن ذاك المحل قد حل بى ما كنت منه في وجل من غمرة لا تنقضي حتى الأجل2 أتراك تدري أنني أنالم أزل طول الدهور على فراقك باكيا وكنت لا أرضى الوصال بما مضى< قنعت رغماً بالخيال لا الرضا أبقيتني متقلبا جمر الغضا تركتني من نار هجرك في لظى وأحتمي الأسّنَ الطويل الكاويا شق الجيوب محرّم لكنَّ في ذاك الأسى شق القلوب لا يفي أم كيف الا أقضي الأسى بتلهٌّف 2 تبكي ليالي الصوم حين تراك في جنات عدن في نعيم لاهيا أعظم بها من رزأة في كل حي من إنس أو جِنٌ سَرّت بكل شي لل أَوْرَنْتَ للعين البكا والقلب كَيٌ في الناس في ثوب الملاحة ماشيا أضحى بك الدين القويم مسدّدا فمن اقتدى بك سيدي قد اهتدى ما ناح قمريٌ لإلف باكيا انتهى . ومنها مرثية مولانا الشيخ عبد الجليل أفندي المدني سلّمه الله تعالى : لفقد إمام العصر أظلمت الأرض وزالت عن الدنيا البشاشة والبها وأصبح من فقدانه القلب ذائباً وصرنا حيارى كاليتامى لفقده لعن خضشّنارزءٌ فقدعمّنابه لعمري هو الغوث المجدّد مظهر إمام به تجلى القلوب من العمى على بابه من كل قوم عصائب طبيب لأدواء ترب ست له رأفة بالطالبين ورحمة سما وعلا فضلاً ومجداً وسؤددا له همم تعلو على الشمس رفعة أياديه بالإحسان والبرٌ فاضتا لقدكملت فيه المكارم كلها وضاق علينا طولها الرّحب والعرض وجفٌ جنابٌ من غضارتها غعضضشض به لوعة يكفيه عن كلّها البعض وقد حال من دون الفريص لنا الحرض مصاب له تبكي السموات والأرض محمدٌ أوصاف لأسراره فيض ويغسل ما فيها من الدنس الحرض بمقصودهم من فيض راحته يمضو إذا اختلت الألباب فهو لها حمض فماأحد الا ومنهاله فرض ولم يتدنّس بالعيوب له عَرَضُ وكل كمال كان فهو له روض وراحته من شأنها البسط لا القبض وفيه السخا والجود والكرم المحض ا حليمٌ سليم القلب بالصفح معلنٌ وفي نصرة الإيمان والحقٌّ لم يخف على ما رأى الحسّاد منه وشاهدوا وينقض ما أعيى الرجال بنقضه وينهى عن الأمر الذي هو مُْكر سقى جدثا واراه صَيِّبٌ برحمة وعمن يسئ الفعل شيمته الغض ولم يتحرّك من فرائصه نبض من الغيظ في الأحشاء أنملهم عضّوا وليس لماقد كان أحكمّه نقض ويأمر بالمعروف كان له حش من العفو والغفران يهمي ويرفض فأعيننا تذري الدموع سواقيا وأجفاننا مُذْ غاب ما مسّها غم انتهى . أحمد ؛ كان حين وفاته ابن ست سنين . حفظ القرآن الكريم باجتهاد وصيّه وخليفته سيدي السيد . وعمره إذ ذاك عشر سنين . وحسّل إلى الآن مباديء العلوم . ويلوح فيه آثار الرشد والهداية . والفهم والدراية . والمرجو من الله تعالى أن يكون مثل آبائه الكرام . مُحبياً لطريقتهم . دون أن يضيّع سعي سيدي السيد . وأن لا يخيّب ظلّه فيه آمين . وخلفاؤه قدس سره في بلاد الهند . وخراسان . وما وراء النهر . وأضلاع الرّوم . والقزان . لا يحصون كثرة . وهذا المختصر لا يسع ذكر 5 . ع 7 . كلهم . مع عدم وقوف هذا العاجز . على أحوال كل منهم . ولنذكر هنا نبذة من أحوال مَنْ عيّنه لمكانه بعده . عمدة العلماء المحقّقين قدوة الكبراء المدققين ونخبة الصلحاء المتورّعين وزبدة الكملاء المشرّعين ؛ العالم الربّاني مولانا الشيخ عبد الحميد أفندي بن الحسن الداغستاني الشرواني محتداً المكىّ موطناً ومدفناً وارى قبره اللطف السبحاني آمين . 5 كان عالماً في العلوم الظاهرية والباطنية . مُتقناً محقّقاً في جميع الفنون . عارفاً بالألسن الثلاثة : العربية . والفارسية . والتركية . أخذ العلو م أولاً في بلاده . ثم رحل إلى بلاد الإسلام . وقدم قسطنطينية ومصر . وأخذ فيهما عن علماء أجلاء وفضلاء أدلاء ؛ مثل الشيخ مصطفى الوديني أستاذ الكل . والشيخ إبراهيم الباجوري صاحب التصانيف المفيدة . وبلغ من العلوم ذروتها. ثم قدم مكة المكرّمة واستوطن بها. واشتغل بالتدريس والإفادة . وكان فيه عطش طلب الحنّ في مبادئ حاله . وتردّد بهذا السبب إلى مشائخ وقته . وأخذ منهم التوججهات ٠‏ ولكن لم يطمئنٌ قلبة إلى ألحد متهم . ولما قدم سيدنا الشيخ محمد مظهر قدس سره مكة المكرمة حاجّاً من بلاده في سفره الأول استدعى منه الطريقة . فاعتذر إليه في ذلك الوقت بسبب عدم توقفه . ولما قدم مولانا الشيخ أحمد سعيد قدس سره مكة المكرمة مهاجراً من بلاده بايعه في الطريقة بإرادة صادقة . وعقيدة راسخة . وترك التدريس . ولازم صحبته الشريفة . وصرف الشيخ قدس سره إليه التفاتاً كثيراً . وتوجّهات قويّة . ولما توجّه الشيخ إلى المدينة المنوّرة في ربيع الأول فَوّضه إلى سيدنا الشيخ محمد مظهر قدس سره . واختص به اختصاصاً تامّاً . ونال منها فوائد جمِّة . وتوجّه معه إلى المدينة المنوّرة في رجب من العام المذكور؛ بسبب شدَّة ارتباطه به ومحيّته له . واختصٌ بعناية من سيد الكائنات عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات . وصدّق شيخه ما شاهده من عنايته يك . وقال : قد قبلوه . والحمد لله على ذلك . ثم شرّفه بالإجازة والخلافة بعد ملازمته صحبته مدَّة ٠.‏ وأليسه جيّته المستعملة . ودعا له طويلاً ٠‏ وقال : أجزت مولانا عبد الحميد . ولم آل جهداً في إلقاء نسبة كبرائنا إليه- إن شاء الله تعالى - تترنّب الثمرات عليها . وحال هذا السلوك وحصوله يستدعي مدَّة : الميكلا الأؤحدي رأى المحن ستين عاماًاْتَحَنْ حتىأتتهدليلة فيها بدى البَحْت الحسَنْ وقال : إذا كان حبل المودّة لأهل النسبة المجدّدية قويّا . فلا غمَّ حينئذٍ يجذبه جميع كمالاتهم تدريجاً إن شاء الله تعالى . فاللازم صرف الأوقات فى الأذكار والأشغال المعمولة . وقال لسيدنا الشيخ محمد مظهر قدس سره لا تقصّر في التوجّه إليه . فامتثل أمره . وشيّفه بالتوجّه الغائبى دائماً . وصحبه بعد ذلك مراراً في أوقات متفرّقة . بل كان كأنه لم تنقطع الصحبة بينهما أصلاً . بسبب كثرة المراسلات والمكاتبات بينهما . واشتغل إلى آخر عمره بتدريس علوم الدين للطالبين . وتربية السالكين في مكة المكرمة . وكان قدس سره وقورا مهيبا . حسن السمت . كثير الصمت . وكان يجتمع عنده الإخوان صباحا ومساء في باب الزيارة ؛ لقراءة ختمات المشائخ المعمولة في هذه الطريقة العليّة . وأخذ التوجّمهات السئّة . الشافعى ذه . وكان شافعى المذهب ؛ شديد الصلابة فيه ؛ حتى إن بعض التصلب والتعصّب ؛ فإنَّ الأول محمود . والثاني مذموم . وكان أكثر الأولياء الكبار متّصفين بالصلابة ؛ يظهر ذلك بالمراجعة لتراجمهم . فإن مَنْ أحسن الظنَّ بنفسه وسكن إلى رأيه واسترسل بعقله لا يجيء منه شيء . وكان يحب الخلوة . ويكثر العزلة . وكان بعد أكل غدائه يذهب إلى حجرته فى المدرسة السليمانية . ويقعد فيها إلى العصر ؛ مشتغلاً بوظائفه تلن من الأذكار والتلاوة . والمراقبة والمطالعة . لا يأذن لأحد بالدخول عنده في حجرته غير أولاده في غير يومي الجمعة والثلاثاء . فمن كان له حاجة إليه كان يعرضها عليه في هذين اليومين ٠‏ وكان محافظاً على أوائل أوقات الصلوات . ومتحجّياً للاحتياط . وكثيراً ما كان يصلّي في المقام الحنفي أو يمينه أو خلفه لفضيلة قرب الإمام . وسثية اتصال الصفوف . إل في أيام الحرٌ للعذر يعني في الظهر والعصر . وكان في تربية الإخوان سالكاً مسلك الاقتصاد في - جميع أحوالهم مثل مشائخه الكرام . وكانت النسبة العلمية غالبة عليه . ولذلك ما 0ع لحرن إل در لد فى لجدلا سود لي ل لي للتحفة ؛ وهى فى ثمان مجلدات ضخمة . مشحونة بفرائد التحقيقات , وشوارد التدقيقات . ولمع عززانا من باوثا قي ارين الفقير سك أو ريع اتقار يوم يعيّن لأحد منهم مقداراً معيّناً من الذكر. ٠‏ بل كان يكتفي بالحتٌ على صرف الأوقات في الأهم ٠‏ والمحافظة على نسبة الحضور في جميع الأمور؛ لكونهم من طلبة العلوم . سوى واحد منهم ؛ فأمره بمقدار معين لاحتياجه إلى التكثير . لكونه من أهل الدنيا . وكان ذا بيان واضح في تعليم المقامات . بل ربما كان يرسم الدوائر بيده للتفهيم . ويكتب تحتها كيلامفية'" خطة المراقبة . وكان جسورا في تعليم ذكر الرابطة . بل كان يحث عليها عند تعليم كل مقام . ويعتني بها . أخذ عنه واحد من جماعتنا الطريقة بواسطة الفقير. والتزم الصحبة . فبعد أيام كنت أشاهد منه التغيّر. ولم أعرفه سبيه . ولم (1) لو نفهم هذه الكلمة . النانا سيدي الشيخ :إنك لا تحسن الرابطة . فسألته حينئذ عن كيفية اشتغاله بالرابطة . فقال : كلما شرعت في الرابطة تغشي عيني ظلمة كالجبل ١‏ كلا" أقدن عليه : فعلمك ‏ أنة غلب علنه هييتة: قداس :سه ؤجلالة.: فأمرته باستحضاره بصورة اللطف والجمال . ففعل. وحسن حاله . وترفّت أحواله . وقد عيّنه قدس سره سيدي الشيخ محمد مظهر للجلوس مكانه بعده . كما سنبيّنه إن شاء الله تعالى فيما سيأتي . توفي قدس سره ليلة الخميس السادسة والعشرين من ذي الحجة سنة ٠ ١0١‏ قبل حولان الحول من وفاة سيدي الشيخ محمد مظهر قدس سرهما بستة عشر يوماً ٠‏ ودفن في المعلى أمام قبّة سيدتنا أم المؤمنين خديجة الكبرى - رضي الله تعالى عنها وعنا - بجماعة عظيمة .2 ٠‏ مع كونها في غير أوقات الفريضة . واشتغال الناس لخروج القافلة. إلى المدينة المنرّرة في ذلك اليوم . وامتدّ إيصال نعشه الشريف إلى المعلى إلى أزيد من ساعة . لازدحام الناس في حمل نعشه . وكان بعض المؤذنين ينادي جنب نعشه بأعلى صوته في الطريق ويقول : أيها الناس إيش تشهدوا فيه ؟ ! فيقولون : إيش نشهد فيه غير الخير؟ ! وبالجملة كان يوم وفاته ودفنه يوماً مشهوداً . رحمة الله تعالى عليه رحمة واسعة . وروّح روحه . ونوّر ضريحه . وجزاه الله تعالى عنا وعن سائر الإخوان خير الجزاء . آمين بحرمة النبى الأمين . ومن جملة ما أنشد هذا العاجز سامحه الله تعالى في صورة المرثيّة هذه الأبيات : مورياً في بعضها . شعر : لقد حل في دار القرار وحيد عص ره شيخنا عبد الحميد وضيّما وآثر ما عند المهيمن تاركاً على شأنناسُهدَ الفتوح محرّما وأَخَلَمَّنًا كل الرزية بعد ما أذاق لنا كأس الهناء وأطعما >52 وأخلف كل العالمين بحسرة وأحرق سوداء الفؤاد وأضرما فأضحى لنا باب الزيادة مغلقاًٌ وباب الصفاطربًاً وضاق وأظلما أعينِىَ جودا بالذني قد بخلهعما بأنواعه وُرًا عقيقاًوعَنْدّما بأطلال مَنْ كانت رياضاً بفيضه << فعادت قفاراً مذ قلاها وأتهما فياربَ عامله بماأنت أهله ‏ وأسكنه فى أعلى الجنان مكدّما قبلة أرباب الفضائل كعية أصحاب الفواضل رحلة الفحول والأمائل قدوة العلماء الأفاضل ذو النسب الطاهر والحسب الباهر جامع المآثر . وحاوي المفاخر . بقيّة السلف . حجة الخلف . منبع الجود مركز الشرف . مرشد الأنام ومصباح الظلام . وملاذ الكرام ٠.‏ أفضل مشائخ الأيام , الفرع الباسق من دوحة السيادة . الصاعد من حضيض العادة إلى ذروة السعادة . المتمكن في وسادة الإفادة . السيد المطواع . قائد المسترشدين في خير البقاع بلا نزاع . ما من فضيلة إلا هو لها حاوي سيدنا ومولانا الشيخ أبي عبد الله السيد محمد صالح ابن مولانا السيد عبد الرحمن المعروف بالزواوي مد الله له ظلال جلاله على رؤوس الإخوان . وأمطر نوال أفضاله مدى الأيام والأزمان . هو خليفة السيد الشيخ محمد مظهر قدس سره وقائم مقامه . ووليٌ عهده على الأطلاق . ونائب منابه . ورابطة التئام السلسلة النقشبندية المجدّدية السعيدية المظهرية . وواسطة عقد انتظامها. وناشر ألوية الولاية الأحمدية . ورافع أعلامها . أصله من السادات الكرام . ومولده ومتتوه :يلد الله الحرا م . أخذ العلوم في صباه من سادات أجلاء . وأئمة أدلاء . وعلماء أعلام في بلد الله الحرام . ٠‏ وبرع في جميع العلوم على ل - مدٌّ ظله م 00 ايام ا م وإفادة الطاليين ٠.‏ وإشاعة علوم 56 الدين في البلد الأمين . ثم صرف خاطره نحو تحصيل العلم اليقين . لما لاح أنه هو المفيد المنجي يوم الدين . فأخذ الطريقة النقشبندية عن سيدي الشيخ محمد مظهر قدس سره واختصٌ به اختصاص الحميم بالحميم . قال - مدَّ ظلّه - في معرض التحريض على الاشتغال بهذه الطريقة والإعراض عن غيرها . حكاية عن بداية حاله ؛ أنه كان واحدٌ من العلماء يحسدني حين اشتغالي بالتدريس ٠‏ ويقول : من أين له هذه العلوم ؟ امام اكوا اونا لك م زان كل نوا ود ناعمل كر نايا ا هذه - يعني أغبطه - . وظهر لي في هذا الوقت سر قول القائل : كانت لقلبي أهواء مفرّقة فاستجمعت مُذْ رأتك العين أهوائي و صار يحسدني مَنْ كنت أحسده وصرت مولى الورى إذ صرت مولائي تركت للناس دنياهم ودينهم حجّاًلذكرك يا ديني ودنيائي ثم بادزتٌ في إثره أيضا إلى طريق القوم . و قال : لما كان سيدي الشيخ محمد مظهر مشغولاً بتربية الطالبين في مكة في مبادئ حاله . وكان حوله جماعة من الهنود والسليمانية ؛ كنت كلما أ مرٌ بحلقته أتعجّب وأقول : ماذا يصنع هؤلاء ؟ ! وما بضاعتهم من العلم والعمل ؟ ! وكنت وقتئذ مشغولاً بالتدريس . وعندي تلامذة كثيرون من أولاد العلماء والخطباء . وريما كان يحصل لي من هذا الوجه ارخ خرون» كما لخر ايدت الملاتيين » إلا مَنْ عصمه الله تعالى . وكلما أمز بحلقته كان ترفقي . فألقى الله في قلبي إرادة طريق القوم , لي 581 قلبي . وشاورته في اختيار الشيخ . ففرح غاية الفرح وقال : أين أنت من شيخنا ؟ ! قلت ومن شيخكم ؟ ! قال : الشيخ محمد مظهر . فلما حضرنا عنده . وأظهرت له الإرادة . قال : مَنْ نحن ؟ ! وما بضاعتنا حتى تستفيد منا ؟ ! بل اللازم علينا أن نحضر عندكم لنستفيد . وكأنه عرّض بما كان يخطر في بالي . انتهى وصرف له سيدي الشيخ محمّد مظهر ألطافاً كثيرة . وعنايات جزيلة . قال مدَّ ظلّه -: لما ذهبت إلى المدينة لملازمة الشيخ ينّة الإقامة - أظنه قال إلى رجب - كنت أحضر الحلقة في الأوقات الثلاثة . مع عموم الإخوان . غير ما كنت ألازمه في سائر الأوقات . ثم قلت له : إني أريد أن تأمر واحدا من كبار أصحابك أن يتوجّه إليّ في وقت خاص . فقال :لا مبل [نا انوج إليك ببسي . فصار يتوجّه إلىّ فقط بعد العشاء زماناً طويلاً . ثم لما جاء الوقت الموعود لم يأذن لي بالرجوع . وتأخّرت إلى وقت آخر ٠.‏ ولما مضى الأجل لم يأذن لي أيضاً . وقال : ما حصل المقصود . فما فائدة السفر ؟ ! فقلت : بماذا تأمرني متى يحصل المقصود ؟ ! فقال: ماذا أصنع أنا. يحصل في الصحبة ما يحصل . ثم تذهب عند هذا. ويجيء عندك ذاك فتضيّع . فلزمتٌ بعد ذلك بيتي . وأغلقت بابي ٠‏ والتزمت العزلة . وتركت الجلوة . فإذا جاء على عادته الأولى ٠‏ كان يصمّق أهل البيت ٠‏ فينصرف . فلما اطلعوا على أن ذلك بقصد مني تركوني على حالي . فاسترحت . وبفراغ البال اشتغلت . ثم أذن لي سيدي الشيخ بعد مدة بالرجوع . وقال مولانا الفاضل الشيخ جعفر أفندي الداغستاني - سلّمه الله تعالى - مرّة بالتقريب : إن التفات سيدي الشيخ محمد مَظهّر وعنايته له لم تكن بأدون من التفاته وعنايته لمولانا المرحوم الشيخ عبد الحميد أفندي . بل كانت أزيد . وقال بعد هذا : كنت مرّة في حلقة سيدي الشيخ محمد مظهر قدس سره فشوهد لي نور ساطع من سيدي الشيخ . وامتذ مثل العمود نحو واحد من الأصحاب . فنظرت . فإذا هو الشيخ السيد محمد صالح . انتهى . لا وبالجملة : إنه نال من العنايات والألطاف ما لم ينل غيره من الأصحاب عَشْرَ تَشْئْرِه ٠‏ وسافر من مكة إلى المدينة سبعاً أو ثماني مرات لمحض الاستفادة . ومجرّد تحصيل صحبته السنيّة . غير ما صحبه في مكة والطائف . وهو شديد الاتّباع . راسخ الاعتقاد حريص على الاقتداء به في جميع أحواله وأفعاله . كامل الاتحاد . فبهذا نال منه ما نال . قال : قال سيدي الشيخ محمد مظهر قدس سره مرّة في الطائف إخباراً عن نفسه تحريضاً لغيره : بأن قلبي على وجه لو مدحني أهل الدنيا بمجميع وجوه المدائح لا يحصل في قلبي ذرَّة من الفرح . ولو ذمّني جميع من في الدنيا بجميع وجوه المذمّة وأنا بريء منها لايصيبني شيء من الغمّ .قال فقلت له : فما السبيل إلى تحصيل ذلك ؟ هل هو بكثرة الأذكار والصلوات ؟ أم بالرياضات والمجاهدات ؟ قال : لا بل موهبة من الله تعالى . فإن لم تكن ! فبالتقليد كتقليد صاحب الجمل . وكان هذا تلميحاً إلى قصة . ثم بيّنها وقال : إن واحداً من الأكابر قال مرّة لأصحابه : اصعدوا بالجمل إلى سطح البيت . وفيهم العلماء والفضلاء . فوقعُوا فى التحيّر والتعجّب بأن الجمل كيف يصعد به إلى السطح ؟! وقام من بينهم واحد من الفقراء لا يعتدٌ به . وجاء بالجمل عند الباب . وأخذ يتفكر ويتردّد في صعود به إلى السطح . ٠‏ فقال له الشيخ : خلّ واترك الجمل ٠‏ فلم يعلم أحد منهم ما سبب أمره أولاً . ونهيه ثانياً ٠‏ ولكن تبيّن خلوص المباشر وصحة عقيدته التي يتفرّ عليها 3-0 والمبادرة إلى الاثتمار . من غير تفكر ونظر في حكمة أمره ٠‏ وكثيراً ما كان يحكى ذلك وقت التحريض على المتابعة والتقليد ل وقال: صحبت سيدي الشيخ مظهر قدس سره خمساً وعشرين سنة على هذا الوجه . ولذلك امتاز من بين الأصحاب امتيازا كليا . ثم لما ظهر له علامة الانتقال من الفانية إلى الباقية - بإعلام من الله تعالى وإظهار له - 184 كتب كتاباً إلى مكة بتفويض مكانه وجميع أصحابه وأموره إلى أحد ثلاثة من خلفائه الكبار هناك ٠‏ وجعل لهم فيه الخيار ؛ أعني مولانا المرحوم الشيخ عبد الحميد أفندي الداغستاني الشرواني ثم المكي ٠‏ والسيد محمد المكيّ . ومولانا الشيخ السيّد محمد صالح الزواوي المكي . فأما السيد محمد فإنه توفي قبل سيدي الشيخ محمد مظهر. وبقي الاثنان بَعدّه . وحين توفي سيدي الشيخ محمد مظهر قدس الله تعالى أرواحهم كان سيدنا الشيخ صاحب الترجمة في بلاد جاوه . فالتجأ الأصحاب كلّهم إلى مولانا الشيخ عبد الحميد أفندي رحمه الله . ولما أحسسّ هو بأمور كثيرة لازمة التغيّر . وتيقّن أنه لا يقدر على تغييره وردٌّه إلى الشريعة في هذا الزمان السوء . اعتذر إليهم بكبر السن واستيلاء الضعف عليه . وعجزه عن السفر بهذين السببين . ودخلت عليه مرّة في الأثناء بعد صلاة الجمعة . ثم دخل عليه بعض كبار تلامذته . فجرى الكلام في هذا الباب . فأظهر الأسف على ضعف الإسلام وقلة الأعوان على الحق . بل على عدمهم وقال على سبيل التمثيل : إن واحداً من الملوك ظهر في رأسه جراحة عجز الأطباء عن دوائها . فقال حكماء اليونان : إن لها دواء ولكنه عزيز الوجود . عسير الحصول . فقال الملك - لما هو - : كيف يعسر علينا تحصيله ؟ فقال : هو مرارة إنسان صفاته كذا وكذا. يوضع فيها تبرأ بإذن الله تعالى . فاستفتى الملك من العلماء هل يجوز قتل إنسان لأجل هذا ؟ فأفتوا بالجواز بارتكاب ضرر خاص لدفع الضرر العام . فأمر السلطان بطلبه . فوٌجِدَ بتلك الصفة صبي عند فقير . ٠‏ فعرضوا عليه أموالاً عظيمة لدفع ولده إليهم . فرضي الفقير وأمّ ولده أيضاً لمقاساتهما شدة الفقر . فجاؤوا بالولد الميدان ليقتلوه . والسلطان مشرف عليه . فلما تيقن الصبي بالقتل ضحك . فلما رأى الملك ذلك دعاه . فلما امتثل بين يديه قال : أبك اكلا جنون يا ولد ؟ ! قال : لا . قال : فما سبب الضحك فى مثل هذا الحال ؟ قال تعجبت من انقلان أخوال الزماة +فإن الضبي إذا أصابه طلم من أحد يشتكي إلى أبيه . فإن لم يكن أبواه يشتكي إلى القاضي ٠‏ فإن لم يجد عنده خيراً يتظلم عند السلطان ٠‏ والآن باعني أبواي . وأفتى العلماء بذلك . ولم يبقّ غير الحق سبحانه مالك الملوك والممالك . فكيف لا أتعجّب مما هنالك ؟! فلما سمع الملك ذلك امتلأت عيناه بالدموع وقال: خلوا سبيله ٠‏ فإني رضيت بكل ما يصيبني من هذه الجراحة ؛ فدعاه عنده وقيّل رأسه وعينه . وأعطاه أموالاً جزيلة . فشفاه الله تعالى لترححمه له . ثم قال : إن الشريعة صارت الآن مثل هذا الصبي . جيء به في الميدان يقطعونها إرباً إرباً . ولا يوجد أحد يرحمها وينصرها . فكتب إلى سيدنا الشيخ الشسيخ سين شامق ظله 7 يعلمه بوفاة سيدي الشيخ مهد مظهر روّح الله تعالى روحه . ويستدعيه للجلوس في مكانه بالسعادة . فقدم قبيل الحج مكة المكرمة . ولما انقضى أيام الحج وتهيّأ سيدنا الشيخ سيد - دامت إفادته - توفي مولانا الشيخ عبد الحميد أفندي نرَّر الله تعالى ضريحه إلى رحمة الله تعالى فظهر من ذلك أيضا سد اعتذاره واختياره التقاعد عن التوجّه إلى المدينة . وبقي مريدو مولانا الشيخ عبد الحميد رحمه الله تعالى حيارى لكونه لم ينصب أحداً مكانه , فالتجأوا إلى سيدنا الشيخ سيد - مدّ ظله- فلزمه التوقثف لجمع شملهم بالضرورة ء فجلس بعد أيام التعزية مجلسه . وانقاد جميع الإخوان أمره . والتزموا طاعته . واغتنموا صحبته . واعتكفوا في عتبته . وبادروا إلى خدمته . وقالوا : الله أعلم حيث يجعل ولايته : حيث شاهذوا شفقته وحرصه عليهم وعنايته . وبقي في مكة وقتئذ إلى أواسط جمادى الأخرى لا يفتر عن الإفادة ؛ في كل يوم ثلاث أوقات زاد حلقه بعد الظهر أيضاً . واستكرى مدرسة من باب العمرة لخصوص هذه الحلقة . وصار يجيء المكاتيب من المدينة في تلك المدة تترى يستدعونه هناك ٠‏ فتوسط في جمادى الأخرى من طريق الب بتسعة أجمال توكّلاً على الله تعالى ٠‏ مع أن معه من النقود والأثاث ما ا لا يحصى . وقد استأذن في ذلك الوقت واحدٌّ من كبراء الهند والي الحجاز أن يُخرج قافلة مشتملة على أزيد من مائة جمل . فلم يأذن له لعدم أمن الطريق . فوصل إلى المدينة بالخير والسلامة من غير أن يصيبه شيء من الآفة ببركة توكّله وانقياده لأمر شيخه . بل بتوجّه روحانيته يد وروحانية جميع مشائخه الكرام . فقرّت بقدومه المسعود عيون الإخوان . واستقرّ فى الإفادة بكمال التمكن والاطمئنان . وتزيّن الإرشاد بوجوده الشريف بعدما تعطل منذ أزمان . واستسلم منصب الإرشاد إليه . وانقادت رتبة الهداية لديه . وتذللت ولاية دعوة العباد بين يديه . واتفقت كلمة الإخوان على تفويض زمام الاختيار إليه . فأصبح - عمّ فيضه - شيخ الحرمين , ومجمع البحرين . وفائق التّريْن . فأنشأ لسان الحال يقول تحدّثاً بنعمة مَنْ إليه يرجع الأمر كله . ويؤول . قصيدة : حمداً لمن هو كامل في ذاته وفعاله وشؤونهوصفاته أبدى لنا من دوحة نبويّة وهو الذي فاق الورى كأصوله م ميغين ببيذل ثماره لمن اجتنى يروي المكارم كابراً عن كابر أعني بهالسيد محمد صالح هو روض فيض سلَّم التوفيق ما ال مفتاح كبر دقائق غرّاص بح مصباح ليل طريقة مشكاة أن طور الس صدره وفؤاده هو قطب بسطام الزمان غير أن سيّاح بيداء المقامات العلى فرعا عديمالمثل في بركاته دعل ات كلوانت ياسعدمَن يقتات من ثمراته حدلو المتتمائل قن جميع فاته مَن تنهض الأموات من لحظاته متها ]إلا بعفن تلونيناته سر حقائتٍ كشّاف رمز نكاته وَار الحقيقة مظهر نفحاته وادي شهود الذات دون صفاته همابدى سبحاني في كلماته سياح تيارالبقاءبذاته 10 ترياق سَمٌ جهالة إكسير دا بشراكم يا معشر الإخوان قد وتجدّدت آثاره وتفئّقت وتعطرت أرجاؤه واستثمرت قل للذي هوعاكفٌ في بابه طفٌ حوله متضبّعاً بصفاء قل أحرم بصدق عزيمة وانزع ثيا واسكن بواد الجمع ثم مشاهداً واحلق رؤوس الطمع عن كل الورى فهناك عل الله يُبْدي ما خفى لا تخش من عجز عن إدراك المنا لا تيأسّن إن زلت الأقدام في كم من مريد جائه يشكوه أس يا مدّع ني لالذي قدناله هل تعلبٌ يتنافس الليث الذي هب قد حكيته في ظواهر حاله انه يك أني ابعص يد موحداك ارسي با عدوا سم الأمّ في حبي بني الزهراء أم ضلالة فاسلك طريق نجاته عاد الطريق به إلى حالاته أزهاره فالنور في روضاته أغراسه فانظر إلى نخلاته ِلْتَ المنى والقصد في صحباته سبك واسِمٌ ثمّة والزمْ عتباته ب هزيمة واصعد إلى عرفاته لعجائب الملكوت في مرآته والتيسنرداء توكتكل وأناته طول الدهور عليك من آياته زل واعتصم بالحبل من جذباته ليل السرى والعفو من عاداته وء حاله نجَّاه من ورطاته فأذاقهمولاه من نكبتته دع عنك هذا والتزم خدماته هنا كان يقترت قبط مك غاناتة بدلاً أراه يهيم في جهلاته أسخطت أنصحٌ منك في مرضاته فيمن سمابدلائل خيراته ة لأعصينك عاذلي وحياته كنا أعددته ذخراً لكل ملمّة وهجرت أحبابي وقمت يبابه وغدوت أنشد قول آزاد علي يا صاح إن تذهب فأنت مخيّرٌ أنا غرس روضته سقيت بماء في لو أن لي في كل منبتٍ شعرة لم أقض حقّ الشكر من ألف لوا فالله يكلؤهويبقيه على ويزيد من عمري على أيامه ثم الصلاة على النبي وآله ورجوته للحشر في عرصاته لأنال ما أمَلتٌ من نظراته متمثّلاً بالبيت من أبياته إني نذرت المكث في عتباته ضه ها أناريّان من كاساته من ألسّن أثني على نعماته حدة وذو اليد كن مان عرّمنيع في علا درجاته وَممدٌ إخؤانةالتصنفا تحياته ودُعاته لطريقه وهداته هذا وإِنَّ جرأتنا لمثله وإن كانت غاية إساءة أدب فإن مدحنا لا يفيده غير نقيصة . ولكن لكل امرئ ما نوى ؛ فإن مرادنا ليس استقصاء أوصافه الجميلة . بل إظهار شكر نعمه الجزيلة . والله تعالى يقول #إ وَمَن و يت ع ع مكو .+ الام سمج 1 5 فَدِرَعَلهِ ررقه؛ فلشفق مِمَا اند أنه أ ولله د القائل : ولا بلغ المهدون في القول مدحة إلى المجد إلا كان ما نال أطول وإن أكشروا إلا وما فيه أفضل وإنه لما تمكن فى مكان شيخه صرف عنان همّته لترتيب أمور الخانقاه . وتقسيم تركته وإجراء الأمور . خصوصاً في تربية ولده الأكبر . فإنه قاسى الشدائد في ذلك . وشرد راحته واجتهد . وبلغ من الاجتهاد غايته . حتى أخرجه إلى الفعل بإعانة نجله السعيد مولانا السيد عبد لله . وقد وقع ما قرّره مولانا الشيخ عبد الحميد أفندي - طاب ثراه - وخافه من غير تخلّف . لتأخُر الزمان وقلة الأعوان . ولكن لما كانت ننه صادقة . وعقيدته راسخة أعانه الله تعالى ؛ فإن الحق يعلو ولا يُعلى عليه ووه ا 0 ومن سكل عل أله فهو حَسْبَدُه ؛ فإن مراده ليس إلا إحياء أولاد شيخه وذريته , 0 1 0 من آثاره . والقيام بموجب وصيّته . وتربية جميع الإخوان نحو ما كان في وقت حياته . فإنه شديد الحرص فيها وترفيهم . ويحّهم على الاجتهاد في الطريقة ؛ بل كثيراً ما يمدّهم بماله . ويقول : لو أن فقيرا به يجيئني لأخذ الطريقة فهو أحبٌ إليّ من خمسين رجلاً من الأذكياء يطلبون منى قراءة « المطوّل » مثلاً . وإن هؤلاء الفقراء الذين لأ تاب لهم غير إزان ورهاء كلقن يذكوون الله تعالى الباذ وتهاراً يملؤون عيني دون أرباب جُبَابِ الحرير . مطلب وإن بعض الناس يقول : كيف نضيّع خمس سنين أو ست سنين في تحصيل هذه الطريقة مع أن العاقبة مجهولة أتحصل في تلك المدة أم لا ؟ وهذا القول يدل على بعدهم عن ساحة السعادة ؛ فإن الإنسان إذا ضة0" بخمس سنين من عمره في طلب الحق تعالى فبماذا يصرف جميع عمره ؟ وقال في المعنى : ينبغي للسالك أن لا يسأم ولا يضجر عن الطلب . بل اللازم أن يدوم ويصبر على الشدائد . والتزام الباب بكمال الأدب قائلا : لن أبرح الباب حتى تُضْلِحوا عوجي2 أو تقبلوني على عيبي ونقصاني ألا ترى أن سائلاً لو قرع باب واحد من كرام الناس وألحٌّ في السؤال؛ فلا جرم يستحي من ردّه محروما . بل يردٌّه بكسرة الخبز التي هي مقصوده . وما يطلبه الطالب من الطريقة لأهون على الله تعالى من كسرة خبز بالنسبة إلى هذا الكريم . فكيف يردٌ طالباً صادقاً وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ؟ ولكن لا بِدَّ من الجد والصبر . 0232 ضَنّ بالشيء : بخل . « مصباح ١٠‏ . غ5 وإن بعض السالكين أراه مغموماً دائماً لظنّه عدم حصول النسبة ؛ وليس الأمر كذلك ! فإن مَنْ داوم الذكر والصحبة لا بدَّ من أن يحصل له ال كن ع لع ل التو ا فيزعم أنه لا يحصل له شيء؛ فيغتمٌ بذ لك . وهذا كمَنْ يعطي ولده للخطاط ليعلمه الخط . فيستكتب منه الخطاط في ساعته . ويحفظ ما كتبه عنده . ثم يترقّى الولد في الخط شيئاً فشيئاً وأبوه لا يشعر بذلك ؛ فبعد مضي أيام يقول للخطاط : إن ولدي ما تعلم شيئاً! فيخرج الخطاط ما كتبه الولد أولاً فيقابله بما كتبه في ذلك الوقت . فيتميّز الت من السمين . وكذلك هنا يعرف المرشد تباين الحالين . ولكن أمر الطريقة لما كان أمراً معنوياً غير محسوس لا يمكن تفهيمه إلا بالتمثيل . وقال في بيان سرٌ عدم حصول هذه النسبة دفعة : إنه سأل واحدٌ شيخه عن ذلك فقال : لو أن جواداً أعطى مالا جزيلاً لواحد من الفقراء ربما لا يكون لهذا المال قدر عنده ويصرفه فيما لا يعنيه . ويفنيه في أيام قلائل . بخلاف ما إذا أعطى تدريجا . فإنه ينفعه ويجد منه بركة عظيمة . أقولٌ : وهّذا كما قيلَ : إن المحصول بعد الطلب أعرّ من المنساق بلا تعب . مع ما في حصولها دفعة واحدة من فوات المقصود - أعني حصول البصيرة - في معرفة عقبات الطريقة . فإنه كلما كانت مدة السلوك أطول . كانت البصيرة في معرفة عقباتها ومقاماتها أوضح وأكثر . قال في بيان مضرّة الدنيا وماهيتها : دنياك ما يشغلك عن مولاك ؛ فلو أنَّ سبحتك تشغلك عن مولاك فهي دنياك . وإن واحداً من الصلحاء كان يشتغل باصطياد السمك لقوت عياله . وكان له ابن ٠‏ فسمع مناقب واحد من أكابر زمانه . فتوجّه لرؤيته وزيارته . فلما صار إليه رأى جمعاً عظيما لديه . يأمر ذا بذا . وذا بذاك . بحيث لا يفرغ من شغل الدنيا أصلاً . فخطر على قلبه أنه قد ضاع تعبه . وأن حال أبيه أحسن من حاله . فأشرف الشيخ على خاطره هذا وقال : نعم ! اا إنَّ حال أبيك أحسن لو لم يكن قلبه مربوطاً بشوك السمك ! يعني بذلك أن الضرر ليس في وجود الدنيا ولا في حصولها . وإنما الضرر في شغل القلب بها؛ حصلت هي أم لا . وقال في ترغيب بعض فقرائه في إفادة المبتدئين وتعليم الطالبين بعدما نقل حديث النبي يك . وهو « إن أحبّ عباد الله إلى الله الذين يحيّبون الله إل عناةة + بوبحيرة عله له إلى القاء الشديك يني انيت ذلك وأن لا يتساهل فيه . ولو كان طالباً واحداً من غير سآمة وملالة فيه . ألا ترى أن واحداً لو قرأ الألفية مثلاً وحفظها . فطريق المحافظة عليها أن يُقرئها المبتدثين . فلو فعل ذلك ولو واحداً تتمكن في ذهنه ولا ينساها . وإن استنكف عن ذلك وقال : إن فلاناً عنده جمع عظيم . وأنا لست بأذون منه . فكيف أضيّع عمري في تعليم واحد فقدْ ضبّع عمره ؟ وحاصله من حيث لا يدري ؟ وهنا أيضا كذلك . وحيث انتهى بنا جياد الأقلام إلى هذا المقام . وفرغنا من ذكر نبذة يسيرة من أحوال مشائخنا الكرام أفاض الله تعالى علينا من بركاتهم إلى قيام الساعة . وساعة القيام . ودفع عنّا بحرمتهم نكبات الدهر وحوادث الأيام عنَّ لنا أن نذكر نبذة من مناقب قطب زمانه وغوث أوانه ذي الجناحين ضياء الدين مولانا خالد قدس سره . ونوّر ضريحه حسبما التقطناه من موائد كتب الكبراء . واستفدناه من فوائد تراجم الفضلاء . وأحوال بعض خلفاء سلسلته الموجودين الآن . لثلا يخلو الكتاب من ذكر مناقبهم السامية . وأحوالهم العالية . وتتميما للفائدة للإخوان ذوي الوفاء . ورغبة في دعائهم حين ما طاب قلوبهم وصفا سالكاً في ذلك مسلك الإيجاز والاختصار. ومجانبا نهج الإطالة والاستكثار. فإن القطرة تنبئ عن الغدير . واليسير يدل على الكثير فأقول وبالله التوفيق . وبيده أزمّة التحقيق : ماخلا قطب زمانه وغوث أوانه جامع الكمالات الظاهرة والباطنة واقف أسرار الطريقة والحقيقة مَظهر العناية الإلهية حافظ حدود الشريعة المصطفوية على وفق القرآن . القائد ذو الجناحين ضياء الدين الشيخ خالد قدس الله سبحانه روحه ونوّر ضريحه ورزقنا فتوحه وهو ابن أحمد بن حسين الشهرزوري ؛ يتصل نسبه بذي النورين رضي الله تعالى عنه من طرف أبيه ٠‏ وأمّه من السادات العلوية . ولد سنة ألف ومائة وتسعين تقريباً بقصبة قره داغ من بلاد شهرزور من ملحقات ولاية بغداد. وهي عن السليمانية نحو خمسة أميال ونشأ فيها. وقرأ ببعض مدارسها القرآن و9 "المخرن» للإمام الرافعي من فقه الشافعية . ومتن ٠‏ الزنجاني » من الصرف . وشيئاً من النحو . وبرع في التثر والنظم قبل أن يبلغ الحلم ٠‏ ثم رحل لطلب العلم إلى النواحي الشاسعة . وحصّل فيها كثيراً من العلوم النافعة . ورجع إلى نواحي وطنه . فقرأ فيها على العالم العامل والفاضل الكامل السيف الهندي السيد عبد الكريم البرزنجي . وعلى العالم الصالح ملا صالح . وعلى الكوكب السياري ملا إبراهيم البياري . وقرأ « شرح الجلال على تهذيب المنطق » بحواشيه على العالم النخرير ملا عبد الرحيم الزيادي المعروف بملآً زاده . وقرأ على غيره أيضاً . روجع إن الطلسانة تقر نبها وف تراطيها «الخنيضية +٠‏ وه المطوّل » و« الحكمة » وه الكلام » وغير ذلك . وقدم بغداد وقرأ فيها اه لج د و ا ب رد ور ير الأمراء على التدريس . فأبى ورحل إلى بعض البلاد . وقرأ فيه الحساب والهندسة والاسطرلاب”" والهيئة على الفاضل الشيخ محمد قسيم . وكمل عليه المادة على العادة . فرجع إلى وطنه وقد فاق أبناء زمنه ؛ ما سّئل عن عَويصة إلا وحلها . ولا عن مشكلة إلا أزال إشكالها . وله الصيت العظيم (1) الأَسْطْرْلابُ : جهارٌ استعمله المتقدمون في تعبين ارتفاعات الأجرام السماوية ومعرفة الوقت والجهات الأصلية . « المعجم» . ل في العلوم ؛ المنطوق منها والمفهوم . وقد مدحه علماء عصره بذلك . وأقرّوا بفضله ولم ينكروا ما هنالك . ولما بلغ قدس سره من علوم الظاهر الغاية . ونصب للتدريس والإفادة أرفع راية . اشتاق قلبه إلى تحصيل المعارف اليقينية والعلوم اللدتّية من صحبة أرباب القلوب . وطلب الدلالة عليهم من علام الغيوب . لتيقّنه أن الاقتصار على الأولى من غاية القصور . وأن الكمال إنما هو في الجمع بينهما حسب المقدور ٠‏ فصار يبحث عن أحوال أهل الكمال . ويفتّش عن أوصاف رجال الحال . حتى توجّه فى أثناء ذلك بماله الحلال إلى بيت الله الحرام . ومدينة النبي © . ا أن يظفر ببَغيته ٠.‏ ويفوز بِمّنيته ٠‏ وتعدّى في مسيره ذلك من الشام . فاجتمع بها بمحدّث عصره العلامة محمد الكزبري . فأجازه العلامة المذكور بجميع مرويّاته . واجتمع أيضا بالشيخ خليل مصطفى الكردي . فأجازه أيضا بتجمع اإتعازاته اللعد رطقم وبالفاريكة ,العلية_القائرية 1 لع شرج من السام فلما وصل إلى مدينة الحبيب محطٌ آمال كل أريب وأديب . جعل يفتّش عمّن يصلح للإرشاد . ويرشد إلى طريق الصلاح والسداد . قال قدس سره : فلقيت فيها شخصاً من أهل اليمن ؛ تلوح منه آثار البركة واليّمن . وعليه سيما الصالحين . والعلماء العاملين . فاستنصحته استنصاح الجاهل من العالم المنتصر. فنصحني بأمور من جملتها ما قال : إِيّاك والمبادرة إلى الإنكار على ما تراه في مكة المكرمة من الأفعال الضادرة من القاطين بها + أو من الزواق.. ون خالف في يادي النظر ظاهر حاله ظاهر أقوال الرسول يك وأفعاله ! فلما وصلت إلى مكة المكرمة الشريفة . وزرت الكعبة المعظمة المنيفة . بكرت يوم الجمعة إلى الحرم ؛ لأكون كمن تصدق ببدنة من النعم . فجلستٌ مستقبلا الكعبة الغرّاء أقرأ دلائل الخيرات . إذ الصلاة على النبي يق من أعظم القربات . فرأيت رجلاً ذا لحية بيضاء كالثغام . وعليه زيٌّ العوام من الأنام . قد ااا أسند إلى الشاذروان ظهره . ووجّه نحوي وجهه . بل فكره ! فحدثتني نفسي أن هذا الرجل لا يتأدب مع الكعبة . ولا يراقب في ذلك ريّه . ولم أظهر له ما وقع في الضمير . ولم يطلع عليه سوى اللطيف الخبير . فقال : يا هذا! أما علمت أن حرمة المؤمن عند الله تعالى فوق حرمة بيت الله المعظم ؟ ! وكعبة فضله أعلى كعباً من الكعبة وأفضل فلماذا تتعرض علي باستدباري الكعبة . وتوجهي إليك ؟ وإدباري عنها وإقبالي عليك . فهلاً راعيت النصيحة التي كنت تلقّيتها في المدينة ممّن هو معتمّدٌ لديك ؟ وتركت الاعتراض على ما صدر عني بين يديك ؟ فلما قال ذلك لم أَشّكٌ أنه من الأولياء الذين سترهم الله تعالى تحت قبابه . والصلحاء الأصفياء الذين أخفاهم الله تعالى عن نظر الأغيار بعدما أرواهم من بحر علمه اللدني وعبابه ٠‏ فقمت مسرعاً إليه وقبلت يديه . وسألته أن يسامحني ويعفو عني . وأن يستر زلتي ويغفر لي ما صدر عني . وطلبت منه أن يدلني على طريق الهدى والرشد . فأشار إلىّ بأنه لا يكون ذلك الفتوح هنا . بل ذلك في بلاد الهند . فحصل له يأس من لقاء شيخ مرشد في بلد الله الحرام . ومدينة النبي ين . فرجعت بعد أداء المناسك وقضاء المأرب إلى بلاد الشام . ثم إنه قدس سره رجع إلى وطنه من بلاد السليمانية . وشرع في تدريس العلوم العقلية والنقلية . وهو في غاية الشوق والغرام . ونهاية الظمأ والأوام . كاشتياق الظمآن إلى الماء الزلال . إلى لقاء مرشد يرقيه من حضيض النقصان إلى ذروة الكمال . فبينما هو فى هذا الفكر والخيال ؛ إذ ولك الله واحد مق رخال النقال ؛ يقال له : المرزا محمد رحيم بك الهندي . ويقال له : محمد درويش العظيم الأبادي السيّاح ف فى أكثر بلاد الإجتلام لملقاء الزجال فاجدمم به مولانا قد سره وسيب عططه في الطلب أظهر له سرّه من مزيد تشوّقه إلى الطريقة وغرامه . ووفور رغبته بالسلوك وهيامه . وشكى إليه من عدم مرشد كامل . ومربٌ واصل . كن فقال له : إني دّرت جميع البلاد . وزرت الصالحين من العباد ؛ فلم أرَ مثل شيخي أحدا يكون عالما بدقائق الإرشاد والسلوك . وعارفا بمنازل السائرين إلى ملك الملوك . وهو الآن مقيم من بلاد الهند في دهلي . يقال له : الشاه عبد الله غلام علي النقشبندي المجددي . وقد حفقت إشارة بوصول مثلك هناك إلى المقصود الأبدي . والمطلوب السرمدي . فانتقش هذا القول في لوح قلبه . وأخذ بمجامع لَيّه . فرحل سنة ألف ومائتين وأربعة وعشرين إلى بلاد الهند ماشيا على قدميه بترك الكل من الطلبة وسائر الأسباب . ومرّ في سيره هذا بكثير من بلاد العجم . وباحث فيها علماء تلك الأمم . وألزمهم وأفحم . قال قدس سره : لما وصلت إلى قصبة فيها العالم النحرير . والوليّ الكبير . أخو شيخنا في الطريقة والإنابة إلى مولاه الشيخ المعمّر ثناء الله الفاني فتي النقشبندي ؛ القائل فى حقه شيخه حبيب الله مولانا ميرزا جأتجانان فدسن شير 7 :[ذ| :قال للد أسيكانه .يوم القيانة بأية: هلاية عون ؟ أقول : جئت بثناء الله الباني يتي . فبتٌ عنده ليلة . فرأيت في المنام أنه قد عضٌ خدّي بأسنانه المباركة . يجرّني إليه وأنا لا أنجرٌ . فلما أصبحت ولقيته قال لى من غير أن أقصّ عليه رؤياي : سر على بركة الله تعالى إلى خدمة أخبينا وسيدنا الشاه عبد الله . مشيراً إِليَ أن الفتوح إنما يكون لى عنده . ويحصل فيه المقصود . وهناك تؤخذ المواثيق والعهود . ولديه سجر الؤعود.' فنلمت أله ,صرق هكئة ليتجليتي إليه.. :ولكنه .لم يتبكر لقوة جاذبة شيخي المحوّل فتوحي عليه . فوصلت من تلك القصبة أقطع الأنجاد والأوهاد . إلى أن وصلت دهلي المشتهر بشاه جهان أباد . وقد أدركتني نفحاته قبل وصولي بنحو أربعين مرحلة . وهو أخبر قبل ذلك بعض خواص أصحابه بوفودي إلى أعتاب بابه . ثم إنه قدس سره أنشد ليلة دخوله قصيدة عربية يذكر فيها وقائع سفره هذا ويتخلص بمدح شيخه قدس سره . إلى هنا أخذنا أكثره من « الفيض الوارد على روض مرتبة مولانا خالد » للسيد محمود الآلوسي رحمه الله تعالى . المفتي في بغداد سابقاً . وقد ذكرنا أكثر القصيدة فى ترجمة مولانا الشيخ عبد الله الدهلوي قدس سره . فليراجع هناك ومطلعها : كَمْلَتْ مسافة كعبة الآمال حمداً لمن قَدْ مَنَّ بالإكُمَالِ وله قدس سره ديوان مشتمل على قصائد عربية وفارسية وكردية فين فدح شيخه وغيره من الغزليات والمقطعات . فق غاية السلامة . - ونهاية الجزالة . خصوصا قصائده الفارسية . قال مولانا الشيخ عبد الغني ابن الشيخ أبي سعيد المجدّدي نوّر الله تعالى ضريحهما . في مناقب شيخه الشيخ عبد الله الدهلوي قدس سره في ترجمة صاحب الترجمة : إن حضرة الشيخ عبد الله الدهلوي كان يقول : إن أشعاره مناسبة بأشعار مولانا الجامي قدس سره السامي والحق أنه كذلك . وبعد وصوله إلى بابه . وإلقاء عصا التسيار على أعتابه . تجرد عما عنده من حوائج جح السفر ؛ وأنفق جميعه على المستحقّين ممن حضر . فأخذ الطريقة التششبندية المجدّدية بعمومها وخصوصها. ومفهومها ومنصوصها . واختار لنفسه هناك خدمة تهيئة الماء للفقراء . وكان يقعد وقت اجتماع الإخوان في صف النعال مطرقاً رأسه ؛ كسراً لرعونة النفس . راقن يالك مده عامة اقنور 0 كرقها قير مغله اه ول يختاط :بالناسن أصلاً ٠‏ بل كان يغلق باب حجرته في غير غير أوقات الحلقة والخدمة . ويشتغل بوظيفته د وكات جلياء المنةدن يدون الله وجاليه: ٠‏ وريما كانوا يتوسّلون إليه بالشيخ أحمد سعيد قدس سره . فيقول له في معرض الاعتذار : أنا ما جئت هنا لمخالطة الناس ٠‏ بل فراراً عن الاستئناس بالناس الذي هو من علامة الإفلاس . ٠‏ ثم اجتمع أخيراً بالشاه عبد العزيز بن الشاه ولي الله الدهلوي ملك العلماء في عصر عصره . وذلك بإشارة شيخه . فأجازه بجميع ما يجوز له روايته . ل أجيز الشيخ خالد في الطرائق الخمسة ولما تمّت مدة خدمته على هذا المنوال تسعة أشهر وهى المدَّة التي تتم فيها الخلقة الصورية تمّت خلقته المعنوية . وآن أن يتولد بالولادة المعنوية الثانوية ؛ بأن يخرج من المقتضيات البشرية . شرّفه شيخه بالإجازة المطلقة . والخلافة التامّة ؛ بإشارة روحانية المشائخ النقشبندية قدس الله تعالى أسرارهم العلية فى الطرائق الخمسة : النقشيندية . والقادرية . والسهروردية . والجشتية . والكبروية . وأجازه أيضا بجميع ما يجوز له روايته من الأحاديث والتفاسير والتصرّف والأحزاب . وغير ذلك مما يعتني به أولو الألباب . ثم أمره أمراً مؤكداً أن لا يعود إلى وطنه . والاشتغال بإرشاد المسترشدين . وهداية المهتدين . وتربية الطالبين . وتسليك السالكين . فقال له : كيف أقدر على الاشتغال بإرشاد العباد في تلك البلاد وفيها السادة الحيدرية والبرزنجية . وهم في غاية الاعتبار ونهاية الحيثية ؟ فإذا تصدَّيت للإرشاد لا آمن من أن يحصل لي من طرفهم موانع وأذية . فقال له شيخه : اذهب . فإنهم سيكونون خدّامك . وسائر رؤساء تلك البلاد يقبّلون أقدامك . ثم قال له : ماذا تريد فأزيد ؟ قال : أريد الدين . والدنيا لتقوية الدين . فقال له شيخه : اذهب ؛ أعطيتك الكل . فتوجّه مولانا نحو بلاده . وشيّعه شيخه إلى مشهد الشيخ عابد السنامي وهو على أربعة أميال من البلد على ما قالوا . وبشّره وقت الوداع بقطبية تلك الديار . وقال بعدما فارقه : (خالد برد) يعني أخذ خالد . فرجع إلى وطنه بأنواع الفتوحات وأصناف السنوحات ؛ سنة ست وعشرين ومائتين وألف . فاستقبله علماء البلدة وأعيانها . وكافة خواصها وعوامها . وصار ذلك اليوم كالعيد عندهم . ولم يظهر لهم الإرشاد في ذلك الوقت . فبعد مدّة قليلة رحل إلى بغداد بإشارة غيبيّة من شيخه في أيام ولاية سعيد باشا . فشرع حينئذ في الإرشاد . بعد زيارة مشاهد الأولياء الأمجاد . ثم رحل بعد خمسة أشهر إلى السليمانية بإشارة معنوية من شيخه وسائر للد أولياء بغداد . وأعلن فيها الإرشاد . فحينئذ تحرّكت عروق الحسد من الحسّاد . فشرعوا إلى تأليف رسائل في ذمّه وتضليله . بل وتكفيره! وأوسلوها إلى ؤالي بعنادت فلم اطلع الواليخ :على ما اوته الرسالة من الكلام الخالي كالخشف البالي رماها من يده ولم يبال . وقال : إن لم يكن حضرة الشيخ خالد مسلما فمن المسلم ؟ سبحان الله ! ما صاحب هذه الرسالة إلا مجنون . أو أعمى الله بصيرته من شدَّة حسده - نعوذ بالله . نعوذ بالله - هذا بعينه كلام الوالي . ثم أمر الوالي العلماء برد تلك الرسالة . وإرسالها إلى المعاند . فألف العلماء رسائل عديدة مفيدة . وختموها بخواتم العلماء . وأرسلوها إلى الحسّاد . فلم تروّج أباطيلهم . ولم تؤثر تضاليلهم . بل انطمست آثارهم . وانمحت أخبارهم . وأعلام مولانا منصوبة ومرفوعة . وأنوارهم مطلوبة . وأخبارهم على الألسنة مذكورة . وفي الكتب إلى يوم القيامة مسطورة . وعلى مرور الزمان منشورة . وكذلك حال كل المنكرين مع حال أولياء الله تعالى قال الله تعالى : «( ألم تَرَكيْتَ صَرَب نمتلا كِلِمَدَ طْقِبَةٌ كُسَصَرَوَ طِيِبَّةٍ 4 الآيات الثلاث . فجلس مولانا قدس سره في مقام الإرشاد بكمال التمكين . وانكبٌ إلى بابه العلماء من كل قطر بعيد. وطار صيته في الآفاق . وانتفع به خلق كثير لا يمكن درج أساميهم في هذه الأوراق . حتى قيل : إنه كان يقف قدَّامه زهاء خمسمائة نفس من العلماء على أقدامهم . فقس على ذلك غيرهم من أقوامهم . وأحيا بالتدريس ما اندرس من علوم الدين كالتفسير والحديث والفقه والتصوف . واقتفى في ذلك أثر الأئمة المجتهدين . ثم رحل في أيام ولاية داود باشا ببغداد إلى ديار الشام . وحصل له هناك قبول تام بين الأنام . من الخواص والعوام . والعلماء الأعلام كمحشي « الدرٌ المختار » السيد العلامة ابن عابدين . وصنف فيه رسالة سمّاها « سل الحسام الهنديّ لنصرة مولانا الشيخ خالد التقشبنديّ » . ولما أفاض فيها فيوضات النقشبندية المجدّدية مدَّة أعوام . وأرشد مَنْ استرشد من الخاص والعام . ارتحل إلى دار السلام ورحمة و ريه الملك العلآم . وذلك في شهور سنة اثنتين وأريعين بعد المائتين وألف'" من هجرة مَنْ له تمام العزّ وكمال الشرف . توفي قدس سره بالطاعون الذي م بالشهادة لمن مات به . قيل : لما حان حمامه . وقرب من عمره ختامه . رأى العلامة ابن عابدين في منامه كأنه يصلي على سيدنا عثمان بن عفان ذه في الجامع الأموي . فلما أصبح وحضر صحبة مولانا قدس سره قصٌّ عليه رؤياه , فتبسّم مولانا وقال : إن تعبير رؤياك أني أموت قريباً . وأنت تصلي علىّ في الجامع الأموي . لأني من أولاد عثمان د . فتوفي مولانا بعد أيام قلائل بالطاعون . وصلى عليه العلامة ابن عابدين في الجامع الأموي كما ذكر . ودفن هناك في الصالحية رحمه الله تعالى رحمة واسعة . ونوّر ضريحه . وررّح روحه . وأفاض علينا من بركاته وبركات سائر الأكابر . وهذا من بعض كراماته . وكراماته قدس سره كثيرة . ومن أعظم كراماته : اعتقاد أكابر علماء عصره فيه . وانقيادهم له . وكونهم من جملة مريديه وخدّامه . كما قال بعض الأكابر : إن انقياد علماء الظاهر لواحد من المشائخ من أعظم الكرامات . قال مولانا الشيخ عبد الغني محدَّث عصره ابن مولانا الشيخ أبي سعيد قدس سرهما : قيل أنه نصب أربعة أشخاص في محله متعاقباً . وقال : يجلس في مجلسي بعدي فلان . ثم فلان . ثم فلان . كما فعله النبي يتلآ في غزوة مؤتة . فمات كلهم في هذا الطاعون متعاقبا على الترتيب الذي ذكره . والقائم مقامه الآن الشيخ عبد الله سلمه الله نسمع أنه شيخ عظيم . ومرشد كبير . انتهى وخلفاؤه قدس سره وخلفاء خلفائته إلى زماننا هذا كثيرون جداً . ومنتشرون في الآفاق والأقطار . ذكُر كلهم يستدعي كتاباً كبيراً . ١15 )1( 6 قال الشيخ عبد الغني وسيدنا الشيخ محمّد مظهر قدس سرهما في رسالتهما : والظاهر أن المراد بالشيخ عبد الله المذكور في كلام الشيخ عبد الغني قدس سره هو الشيخ عبد الله الهروي قدس سره فإنه ذكر في « الزهر الوردي في مناقب الشيخ خالد النقشبندي » قدس سره للشيخ أبي بكر الأحسائي الملخص من «١‏ أصفى الموارد في أخبار الشيخ خالد» للعلامة الشيخ عثمان النجدي نقلاً عن ٠‏ حصول الأنس في انتقال مولانا خالد إلى حظيرة القدس » للشيخ إسماعيل الغرَّي رحمه الله تعالى أنه قال : ناداني مولانا خالد وأجلسني أمامه وقال: اسمع ما أقول لك . ولا تخالفني ؛ إنى قد أقمت بعدي على سججّادة الإرشاد إسماعيل . وجعلته وصيّاً على أولادي . وناظراً على كتبي . وبعده محمّد ناصح . وبعده عبد الفتّاح . وبعده أنت آمراً ناهياً على الجميع . وأوصيت بثلث مالي يخرج منه ألف عُرْشٍ لإسقاط الصلاة . ويصرف الباقي على حوائج المريدين . وكرّر هذه الوصية عند خلفائه مرارا . وقال في بعضها بعد ذكر الإسقاط : على أني والله منذ قُرضَتٌ علىّ الصلاة ما فاتتنى صلاة . ولا صلاة الضحى والتهسّجد ! انتهى . والشيخ محمد ناصح توفق فى ذلك الطاعون . ولما أصاب الطاعون الشيخ إسماعيل القائم مقام الشيخ قال: أجلست بعدي على سجادة الإرشاد سيدي الشيخ عبد الله الهروي . وذلك بإشارة سبقتث من مولانا . ولما حضرت الوفاة للشيخ عبد الله الهروي أقام مقامه الشيخ العلامة محمد بن عبد الله الخانى رحمه الله تعالى صاحب «١‏ البهجة السنية ٠»‏ . وأقام هو عند وفاته مقام الإرشاد ولده الأكبر الأَرشيك الأمجد الشيخ محمّد بن محمد الخاني أدام الله تعالى بقاءه . وأما الشيخ الفاني عن الوجود الإنساني . العارف الرباني عبد الله الأرزنجانى قدس سره خليفة مولانا خالد . فبعد ما شرّفه بالخلافة التامة . أرسل إلى أرزنجان للإرشاد . ثم أرسله إلى أرض روم . ثم إلى م0 القدس . ثم خصّه بالإرشاد في مكة المكرمة . وأوصاه حين أرسل إلى مكة بأن لا يقبل صدقة ولا هدية . والقيام بأمر الإرشاد حسبة لله تعالى . وقال : نحن نرسل ما تحتاج إليه من الشام إلى مكة في كل عام ما لم ينشب بنا مخالب الحمام . وأرسل له ما يحتاج إليه مدّة حياته . ولما حجٌ آخراً أمر الشيخ سليمان بن حسن القريميّ رحمه الله تعالى أن يصحبه . وأن لا يفارقه . ولما حضرت الوفاة للشيخ عبد الله المذكور أقام الشيخ سليمان مقامه . وأمر سائر أصحابه بالمتابعة والاستقامة . ولما حضرت الوفاة للشيخ سليمان القريمي أقام مقامه الشيخ سليمان الزهدي بن حسن الميخالجي - أدام الله تعالى بقاءه - وأمر أصحابه بالمتابعة والاستقامة . وهو الآن في محل شيوخه المذكورين مشغول بإرشاد الطالبين . وتسليك السالكين . لقيه الفقير مراراً . وتشرّف بصحبته . وهو - سلمه مولاه - منزو ومنقطع عن الأغيار. مشغول بذكر الواحد القهار. عالم في العلوم الظاهرية والباطنية . وله عدّة رسائتل في الفقه والتصوف . وكذلك مكاي ويهاتتم الداتعالى به عياف ١‏ ومن جملة مَنْ أدركناه ولقيناه وتشرّفنا بشرف صحبته . ونظر عنايته مراراً من خلفاء الخالدية في مكة المكرمة : الشيخ خليل ياشا - أعطاه الله تعالى ما شاء - قد ترك الرياسة الظاهرية . واشتغل بنشر الكمالات الباطنية . وخدمة الفقراء والطاليين . وتربية المريدين والسالكين . لما تيقّن أنه هو الأولى عند المولى . وأنه هو النافع له في المعاد . والمحبوب عند رب العباد . ولا نظير له فى السخاء وبذل الموجود . وكان طينة عجنت بماء الجود . ١‏ 1 مطلب ولا يخفى على كل أحد أن ترك الرياسة الحاصلة واختيار طريق الفقراء والدراويش شيء عظيم . أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله أفندي المكي قدس سره وتشرّف منه بشرف الإجازة بالإرشاد . واستفاض أيضاً من والده الماجد الشيح يحيى بيك المهاجر الداغستاني عن الشيخ عبد الله الأرزنجاني المكي المذكور آنفاً . والشيخ يحيى بيك هذا ترك الرياسة . وهاجر من وطنه إلى مكة المكرّمة . واختار طريق الفقر. وزوّجه شيخه الشيخ عبد الله أفندي المكي كريمته . وزوّج الشيحَ موسي أفندي القزاني الاسترخاني أخاه في الطريقة كريمته الأخرى . وهذا يدل على غاية محبّنه للطريقة وأهلها . وأقدمهم في زماننا هذا . وأشهرهم وأسبقهم قدماً . علماً وحالاً . وإفادة وإفاضة . مولانا الشيخ أحمد ضياء الدين أفندي الكمشخاني قدس سره. أخذ الطريقة عند الشيخ أحمد بن سليمان الذي هو من عظماء خلفاء مولانا خالد قدس سره بعدما بلغ من العلم غايته . واشتغل في صحيته باكتساب الكماللات . مع التزام الرياضات والمجاهدات . ولما بلغ في صحبته أوج الكمال . وانتشى من صهباء الوصال . شرّفه شيخه المذكور بإجازة إرشاد العباد . فتشمّر لتربية الطالبين . وتحرَّّم لتسليك السالكين في قسطنطينية المحمية . فاشتهر صيته اشتهار الشمس في رابعة النهار . وأكبّ عليه الفضلاء والعلماء من جميع الأقطار . وبلغ في ملازمته كثيرون مرتبة المقربين الأخيار . وحازوا قصب السبق على أقرانهم في مضمار علوم المناولة والأسرار . وانتشروا في الآفاق مثل الجراد . واشتغلوا في كل قطر من الأرض بهداية العباد. وله دامت 4 إفادته تصانيف كثيرة مشهورة مثل : « جامع أصول الأولياء » . و« راموز الأحاديث » وقد حضرت مجلس إقرائه « راموز الأحاديث » عام ست وثلاثمائة وألف فى قسطنطينية حين مسافرتى إلى طرف الوطن . وفيه جممٌ عظيم من الفضلاء . ثم دخلت خلوته مع اثنين من خواصٌ أصحابه يقرآن عليه الكتاب المذكور . فكنت فى صحبته ما بين الظهر والعصر. وقد طرأ عليه ضعف كليٌ لكبر سنّهِ . وكان بحيث لا يقدر على الجلوس إلا مستنداً إلى المساند . ولا يقدر على المشي إلا متكئاً على أصحايه . ولا يفهم كلامه إلا مَنْ ألمّه . ومع ذلك يقطر نور الفيض من وجهه الشريف . وأثر مشاهدة الجمال الحقيقى ظاهر من عينيه . والغالب على مريدية الخوارة :والشوق والاضطراف » وغيرها:من أخوال القلنب. أفاضن الله تعالى علينا من بركاته وبركات جميع الكبراء آمين . ومن - جملتهم في زماننا : مولانا الشيخ محمد ذاكر أفندي القزاني الجسطاوي أدام الله تعالى بقاءه . ورحمه الله تعالى وإيانا""» )00 اي مداه اك كاك عر حصام 1 > « تبصرة المرشدين ٠»‏ - كان رجلا عالما غنيا غليظا ينكر على الشيخ محمود أفندي قدس سرهء ففي ليلة من الليالي نام هو . ٠‏ فجاء الشيخ محمود أفندي لديه فضربه بعصا . فانتبه من النوم . ثم نام . فجاء كذلك فضربه بها فانتبه ثانيا . وهكذا إلى سبع مرات .ثم بعد ذلك ذهب لدبه وقامعنده ساكا قال له محمود أندي كلمات تن ما وقع له في تلك الليلة في الواقعة المناميّة . وبعد ذلك أخذ عنه الطريقة وصار شيخا كاملا . وقال ذلك العالم حبيب الله إن رجال أشترخان يخبر هذه الواقعة هكذا , ويقولون إن محمد ذاكر قدس سره لم يتكلم عنده بعد ذلك حياء منه . انتهى . ولقد قال أخونا الصالح سيف الله التؤبكري : إني رأيت مكتوباً كتبه الشيخ محمود أفندي بيده إلى الشيخ محمد ذاكر , ٠‏ وكان في أثنائه مخاطيا له : سبقتنا بدرجات ٠.‏ انتهى . وأخبرتني امرأة طليقيّة كائنة في قرية المآل في مدّة حياة محمود أفندي قدس سره أن زوجته قالت لها إنه قدس سره قال في ليلة : تهيّؤوا لي فيُتوناً لأهرب من هذه القرية في هذه الليلة ٠‏ فإني رأيت ثلاثة كلب يقصد إليٌّ . فركب هو عليه وذهب من- 1000 وهو أشهر خلفاء الخالدية فى ديارنا . ومقتدى الكل ؛ بحيث لم يبق ناحية من نواحي بلاد قزان إلا وقد انقاد له علماؤها العظماء . وفضلاؤها الكرماء . وهو - سلمه مولاه - عالم في جميع العلوم العقلية والنقلية . تفقه على المولى العالم أوحد أهل عصره في مصره الشيخ المغفور المرحوم عبد الله المجكروي رحمه الله تعالى وإيانا . ثم اشتغل بالتدريس وإفادة العلوم في بلده سنين كثيرة . وانتفع به خلق كثير . ثم أخذ الطريقة الخالدية . وتلقن الذكر عن الشيخ محمود أفندي الداغستاني الألمالي قدس سره عن الشيخ يونس الخالدي عن الشيخ عبد الله المكي الأرزنجاني قدس سره . وهذا الذي ذكرناه نقلناه عن خط الشيخ ذاكر أفندي بيده قدس سره ولكن سماعًنا من الشيخ خليل ياشا أن يونس أفندي د لان اك ا كه 0 قدس سره والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب © قَدَ عََيرَ 2ج-منه أناس مشريَهمْ وأخذ محمود أفندي أيضاً عن الشيخ هاشم أفندي اليمشاني عن الشيخ ضياء الدين ذبيح الله الشرواني عن مولانا خالد قدس الله تعالى أسرار جميعهم العلية وقد تشرّف راقم هذه الحروف بشرف صحيته مراراً كثيراً . انتهى ما التقطته بالاقتصار . وهدّبته بالاختصار . من كلام العالم القزاني ؛ على ما هو المقصود لنا . فقط من سلسلة المشائخ النقشبندية . المرشد الكامل والغوث الواصل ؛ المتوفى في أثناء تحصيلى هذا الكتاب ؛ -الماء . فانكسر في وسط الماء شيء من الفيتون وكانت الليلة مظلمة ٠‏ فنور إصبعه كأنه سراج فأصلح صاحب الفيتون ذلك الشيء المنكسر . فذهب هو ومن معه . انتهى . 1 في الليلة التاسعة عشرة . في الساعة الرابعة من ذي القعدة الحرام من سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف من هجرة مَنْ له كمال العزّ وتمام سيد السادات . وقطب القادات الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي . ونحن إن شاء الله تعالى نكتب له ترجمة بمولده ووفاته ومتاقبه . في آخر كتابه من نبذة من كيفية طريقة مشائخنا النقشبندية . اللهم وقُقنا للعبودية اللائقة بربوبيتك . وتقبّلها منّا برحمتك . وتربية نفسنا الأمّارة في شريعتك . ورياضتها في حقيقتك . وإرشاد طالبيك إلى طريقك . وإهداء أهل الديار إلى سبيلك . وأنت الموقق للصواب . ولا حول ولا قوة إلا بالله العليم الهادي الومّاب . المقصد الثالث في ذكر بقية مناقب المشائخ من الشيخ مولانا إسماعيل الشرواني إلى تمام مناقب شيخنا المذكور غوث خلائق الزمان ؛ مفتاح خزائن حقائق الأوان؛ شيخ مشائخ قفقاز ؛ مولانا الشيخ إسماعيل أفندي الشرواني الكردميري قدس الله تعالى سره. ونوّر ضريحه . كتب حضرة العالم العامل والمرشد الكامل ركن الطريقة الخالدية ؛ ومرجع أجلاء المشائخ النقشبندية ؛ الناشر لأعلامها في الخانقاه الخاقانية السليمانية في دمشق الشام . والقائم كا أسلافه العظام , لإرشاد الخاص والعام بالجدٌ والاهتمام . الإمام الأوحد . والعَلّم المفرد ؛ مولانا الشيخ محمّد أسعد نجل العالم العامل . والإنسان الكامل . مقتدى ذوي الإرشاد والسلوك . في السير إلى ملك الملوك . النجم الثاقب ؛ مولانا الشيخ محمود الصاحب ؛ شفيق حضرة ثالث الشمس والقمر . ومجلد ١ القرن الثالث عشر ؛ الإمام المترجم الأعظم . والمرشد الأفخم ؛ ضياء الدين مولانا الشيخ بهاء الدين خالد قدس الله تعالى أسرارهم العلية . ورزقنا من بركاتهم الجلية في حاشيته على « الحديقة الندية في آداب الطريقة النقشبندية » لمولانا الشيخ العلامة الكامل محمد بن سليمان الحنفي البغدادي عليه رحمة الرحيم الهادي . ومنهم أي من مريدي وخلفاء شيحنا غوث الزمان مولانا الشيخ خالد قدس سره: علامة العلماء الأعلام. مرجع الفضلاء الكرام . صاحب الأنفاس القدسية . والأسرار الأنسية . العارف الصمدانى مولانا الشيخ إمتماغيل الشرواني قد مر تإن هنا الذات الستجمم لكمالات الصفات قد لازم حضرة مولانا خالد قدس سره في السليمانية . وسلك على يديه . وحاز الحظوة لديه . وأحسن السلوك إلى ملك الملوك . ثم خلّفه خلافة مطلقة . وأذن له بالإرشاد . ونشر العلوم على وجه السداد . فانتفع به كثير من الناس . وخلف الخلفاء وأرسلهم إلى الأطراف والأنحاء . وقد رأيت له مكاتبات أرسلها لسيدي الوالد قدس سره خلاصتها بأنه لا زال متمسكاً بأذيال حضرة مولانا خالد قدس سره وكان في حضرة مولانا العم روحي فداه سبقت له زلّة . حيث أمر المريدين أن يرابطوا به . فلما بلغ ذلك مسامع سيدنا الحضرة قدس سره أرسل إليه أمراً مشدّداً زاجراً له . وبّخه فيه وهدّده . فرجع عن قصده . وتبيّن له غيّه من رشده . ونصّه : من العبد الذليل . الأقل من كل قليل إلى خادم بابه ؛ وقدوة أحبابه ؛ الشيخ إسماعيل عصمه الله تعالى وصمه'" . وصانه عما شانه . آمين . (1) لعله : عما وصمه .(قحي) . غ١‎ أما بعد؛ فقد قال كثير من نجوم الاقتداء ومصابيح الاهتداء بأن الكفران هو نسيان المنعم يسبب الاشتغال بنعمته . وصرّح محققو طريقتنا بأن رابطة مَنْ لم يفْنَ عن وجوده لا يورث الفناء للسالك . بل قد يورّطه المهالك ٠‏ وأنتم ما كان المأمول منكم أن تقطعوا السلام والكلام عنّا , بل كمال المروءة والوفاء كان مقتضياً أن تواجهونا أحياناً بأنفسكم وإلاً فتراجعونا في النقير والقطمير . وتذكرونا دائماً بالتحرير مع السفير . ومن امنا مَنْ هو أبعد مشقّة منكم . وأقدم صحبة . وأكثر خدمة . لا يتحرّك بدون استشارتنا . ولا تقس هذه الطريقة بخزعبلات متشيخى هذا العصر . وترّهات أرباب الخداع والمكر . فالشيخ المحقق واسطة بين المريد وربّه . والإعراض عنه إعراض عنه . فلا تعلموا رابطة صورتكم لأحد . ولو ظهرت له . فإنه من تلبيس إبليس ٠‏ ولا تستخلفوا أحداً إلا بأمري ؛ فضلاٌ عن مزاحمتكم لخلفاء الأطراف من نحو أرزنجان وبدليس . ولئن تماديتم في هذا التغافل الذي تستعملونه لنعرضن عنكم بالكلية . وخرط القتاد دونه . ومن أنذر فقد أعذر . والسلام ختام . انتهى . وبالجملة فإن هذا العزيز صار له نفع عظيم للمسلمين . وعلى الأخصٌ فى بلاد الروس ؛ من القازان والقفقاس والداغستان والتتر وغير ذلك من شاسع الأقطان وواسع الخطظ + .وله -خلقاة أجلاء ».ولو لم يكن منهم إلا الإمامان العارفان الغازيان المجاهدان لإعلاء كلمة الله تعالى مولانا الشيخ غازي ملا . ومولانا الشيخ شامل الداغستاني قدست أسرارهما لكفاه . كيف وقد اشتهر اشتهار الشمس في رابعة النهار . وهو حقيق أن تدرج مناقبه في الأسفار ؟ ! توفي في حدود سنة مائتين وسبع وسبعين وألف'" تقريباً في مدينة « أماسيه » تغمّده الله تعالى بالرحمة .ا١الال‎ )1( دي والرضوان . وأدخله فسيح الجنان وقبره فيها يزار . وعليه قُبّة عظيمة وجامع شريف عمّر بمباشرة قائم مقامه وصهره عيسى أفندي بمعاونة نجله حضرة محمد رشدي باشا الصدر الأعظم سابقا طيّب الله تعالى ومن مكتوبات مولانا الشيخ إسماعيل الشرواني قدس سره إلى مريد مريده الشيخ محمد اليراغي الكرالي الداغستاني قدس سره . ونوّر ضريحه : بسم الله الرحمن الرضم كمد عو جل داتة. لذايه ف الرقة الأحدية . فظهر منه نقطة الحقيقة الأحمدية . وفصّلها لتعيّنات مختلفة في عالم الجبروت . وجعله مدارا لفيضص الوجود والتقب في عالم الملكوت . وبعد ؛ فلقد تحقّقت قبل عندنا محبّتكم الذاتية إجمالاً ٠‏ وبإرسال المراسلة الميمونة تأكّدت تفصيلاً . مطلب ثم اعلم أنه قد اتّفقت الملل على أن المطلب الأعلى والمقصد الأقصى معرفة الله تعالى وصفاته تفصيلا . وذلك لا يحصل إلا بعد مرتبتها الأولى . وتخلية اللطائف عن منشأ الرذائل . وتحليتها بمنبع الخصائل . وتبديل الغياهب الساترة بالأنوار الباهرة . وجعل عالم الخلق تابعاً لعالم الأمر. وذلك بعد التشث مر التامٌ والخضوع الأتم , بيد مرشد بلا واسطة أدبها ؛ حيّ متصرٌ متصرّف قرباً وبعداً في عالم الملك والملكوت أحياءً وأمواتاً . فعلم أن تعشّقكم إلى هذا الظرف المججّد التلاقي الجسماني . وإلا فالتلاقي الروحاني حاصل . والتصرّف الباطني إليكم كامل . رده ثم لا يخفى عليكم أنَّ خليفة الفقير. وهو الشيخ الشهير. ذ الأحوال الظاهرة . والأنفاس العاطرة ؛ الشيخ خاص محمد الشرواني قدس سره ما أرسل إلا من طرف الحضرات . بعد العلم بأن ما يحصل عندي يحصل عنده . فمن يغتنم بصحبته يصل إلى ما لا يدركه عقل العقلاء . وعلم لعلماء . والسلام . ومن وصاياه إليه أيضاً : بسم الله الرحمن الرحيم : أوصيك بالتمسّك بالكتاب والسنة . والأمر بتصحيح العقائد بمقتضى آراء أهل السنة ؛ الذين هم الفرق الناجية على ما أطبق عليه أئمة الكشف والوجدان . وأوصيك بتوقير حملة القرآن والفقهاء والفقراء . وبسلامة الصدر. وبسماحة النفس وسخاوة اليد . وبشاشة الوجه . وبذل الندى وكف الأذى . والصفح عن عثرات الإخوان . وترك الطمع . وبالاعتماد في قضاء الحوائج إلى الله تعالى جل جلاله . فإنه لا يضيع مَنْ عوّل عليه . وأن لا ترجو النجاة إلا في الصدق . ولا الوصول إلى الله تعالى إلا في انبا محمد 8 . ٠‏ وأن لا تظن أنك أفضل من أحد اللا ترى لنفسك وجوداً . وكل مَنْ يتطاول عليك بالنميمة والحسد فوّض أمره إلى الله تعالى . والسلام . بسم الله الرحمن الرحيم لا شبهة أنَّ توارد البلايا في الحق من وظائف أولي العزم من الرسل ومَنْ كان في قدمهم . لأنها في حقهم نعمة . كما يقتضيه الحديث ٠‏ أشدٌ البلاء على الأنبياء . ثم الأولياء . ثم الأمئل فالأمثل » مع أن هذه الواقعة خيرٌ ظاهراً وباطناً ٠‏ لأن الكثرة نشوٌ نشوّش حالك . فلا ينفع التبليغ . لان لسع بال جو سا ونس 7 محبٌ الله في الدنيا عليل تطاول سقمه فدواه دائه كذا من كان للباري محباً ١‏ يهيم بذكره حتى يراه انتهى ان قلت فانظر إلى وعظ العالم العامل . ونصيحة الشيخ المرشد الكامل . وتفكر إلى قصر كلامه . وبسط مرامه . والله لقد صدق الله ورسوله وأولياؤه في جعلهم الشرط للمرشد الواصل الموصل كونه عالماً عاملا ! ولا حول ولا قوة إلا بالله . ومما ترجمه صاحب الترجمة لكلام الإمام الرباني مجدّد الألف الثاني من الفارسية إلى العربية ولكونها مما يفيد لكتابنا كتبناه هنا : مطلب اعلم أن نهاية هذه السلسلة العلية إلى الصدّيق الأكبر #ه فكما هو أفضل بني آدم سوى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ! كذلك هذه الطريقة العلية أفضل من نسبة غيرها! لأن النسبة في هذه الطريقة عبارة عن الحضور التام . والبصيرة الخاصة . بخلاف سائر الطرق . ومن خواصها اندراج النهاية في البداية . لأن الجذبة فيها مقدّمة على السلوك . وابتداؤها سيرٌ من عالم الأمر . وقطع منازل السلوك مندرج في ضمن طيّ معارج الجذبة . وسير عالم الخلق يحصل تحت سير عالم الأمر . فيصير ابتداؤها الجذبة والسير من عالم الأمر: وهما انتهاء سائر الطرق . فيكون انتهاء الطرق مندرجاً في ابتدائها أي حاصلاً فيه . فإن قلت : انتهاء سائر الطرق الوصول إلى الحق فإن كان ابتداء هذه الطريقة فيلزم أن يكون انتهاؤها وراء الحق . وهو باطل ! قلت : نهاية هذه الطريقة العلية الوصول العٌرياني وهو رفع الحجب كلها . ولما كان أقوى الحجب التجليات المتنوّعة . والظهورات المختلفة . فلا بُدَّ أن تنقضي تلك التجليات على الإجمال . لأن التجلّيات التفصيلية في الصفات التفصيلية غير متناهية حتى يصل عرياناً . بخلاف سائر الطرق . لأن نهاياتها التجليات الصفاتية . وهو ما يحصل بملاحظة معنى زائد على الذات . أو التجليات الذاتية . لكن بملاحظة معنىٌّ غير ل زائد على الذات مثل الشؤونات والاعتبارات . وعلى كلا التقديرين تكون التجلّيات وراء الأستار . ومعنى الاندراج أن يذيق الشيخ من نهاية حاله شيئاً للمريد المبتدئ . حتى يكون على حذه . ومن خواصّها : الخلوة في الجلوة إن حصل الجمع . وإلا! فالتبتّل 5000 مث ل ل وي أحسن . كما قال الله تعالى لنبيه 32 2( وَأَذَكْرِأنمَ يك ويل له تيلا © . ومنها: أن ابتداء هذه الطريقة حلاوة ووجدان . وآخرها محو وفقدان . لأن الحلاوة والوجدان يقتضيان البعد في الجملة . ألا ترى أن حلاوة النفس ووجدانها لا يتصوّران من كمال القرب . بخلاف سائر الطرق فإن ابتدائها ميّ وفقدان . وآخرها حلو ووجدان . ومنها: أن الرقص والسماع والذكر الجهري لا يجوز في هذه الطريقة لأنه بدعة غير مستحسنة . ولو كان عبادة ما خلا عنه الأوّلون مع حرصهم عليها! ومنها : أن التجلَّي الذاتي دائمي في منتهى هذه الطريقة ٠.‏ وفي منتهى غيرها برقي . و أن الشيخبّة - والمريدية 0 والتعلّم ٠لا‏ 0 5 را الشيخيّة ل عليهما . ولذا لم روا تعدّد الشيخ . وإن جوّزوا تعدّد المرشد ! لأن المرشد معلّم الطريقة فيجوز تعدّده . والشيخ مَنْ يعطي الشجرة والخرقة . وهو لا يكون إلا واحداً . لكيه من إرجان رسن ومنها : أن طريق الرياضات والمجاهدات بالنفس الأمّارة في هذه الطريقة بإتيان الشرائع فقط ؛ فرضاً وسُنّة وأدباً . والتزام متابعة سُنَّهَ رسول الملل الله ين . لأن الحكمة من إرسال الرسل وإنزال الكتب دفع اقتضاء النفس , ففي الإنيان مجاهدة تامّة بالنفس . بخلاف سائر الطرق . فإنهم ضمُّوا إليها الخلوة والأربعين'' والرياضات البدنية . ولا حاجة إليها . لأنها ما أفادت في حقٌّ الفلاسفة إلا ضلالة ! فالاعتمادٌ على إتيان الشريعة فقط . ومنها : أنه لا بدَّ من تصرّف الشيخ للطالب . لأن الطالب لا يحصل له شيء بدون التصرّف . لأن اندراج النهاية في البداية أثر توججه الشيخ , وهو شرط في هذه الطريقة . ولأن هذه مسالك خفيّة لا يُطلع عليها بدون الشيخ . بخلاف سائر الطرق . فإن الاندراج ليس بشرط فيه . ومنها : أن كمال الإفادة والاستفادة بالسكوت على مصداق «١‏ مَنْ عرف ربّه كلَّ لسانه » بخلاف سائر الطرق . فإن الإفادة والاستفادة بالذكر جهراً . انتهى . ا في بيان مراد قول الفاضل الشيخ محمد أسعد من قؤله : مولانا غازي ملآ والشيخ شمويل . فأقول : إن المقصود من غازي ملآ هو العالم الحقّق . والفاضل المدقّق . مجدّد الشريعة النبوية في اندراسها . ومؤسس السنة المصطفوية في خرابها ؛ الشيخ الشهيد غازي محمّد أفندي الكمثراوي الفريد . وقد ابتدأ لتجديدها الأصعب في الديار الداغستانية بالسيف الصارم الأغرب فى سنة ١١4”‏ ألف وماثتين واثنتين وأربعين لإعلاء كلمات الله فقط , وإاءاقينة وميوك :لله :ل باذ ختطط ثم اهنا" في قرييه الكترقة» واستشهد معه أكثر خيار جنوده الداغستانية . فهنيئاً لهم ما أعدَّ الله تعالى الغفار . جنّات تجري من تحتها الأنهار . (1) الخلوة بالأربعين بدعة في النقشبندية . (هامش الأصل) . زفق في 1718 في اليوم الخامس من رجب منها . كمافي ١‏ مغازي محمد طاهر (منه) . اع ثم قام مقامه أكبر أعوانه وأشدٌّ وزرائه حمزة الهزولي الخنزخي . ثم مات'" شهيداً في بلدة حُمْرَمْ . قتله القاتل عثمان ابن عمٌ أبناء عَم خان لقَثْلهِ ابنيه عَم حَانْ ونْسَل حَانْ . غفر الله تعالى لجميعهم . وستر عيوب اي . ثم قام مقامه الإمام الغازي الشيخ شمويل أفندي ذوي المغازي , وجاهد في الله حنَّ جهاده . وأدَّى لله حقوق عباده . في مدَّة ثمانية عشر سنة . ثم لما كثر فيهم العُلول . وفسدوا فيها ببيع المسلمين ولم يصدر في الله لأجلهم القبول . وقعَ في الديار الداغستانية الفتنة الكبرى والبليّة العظمى . وحبس الشيخ شمويل على شاهق ٠‏ عنْثِ ». وأسره الروس إلى بلادهم لدى سلطاتهم وعمادهم في 1775 . وحُحقٌ فيهم قوله تعالى في الحديث القدسي ٠‏ إذا عصاني مَنْ يعرفني أسلط عليه مَنْ لا يعرفني » وقام هناك مكرّماً معظّماً اثني عشرة سنة . ثم هاجر إلى بلاد الإسلام . وتوجّه إلى الحج بالحرمين . ولما أتم حجه وزار قبر الرسول سأل هناك الانتقال . وفي البقيع الوصال . فمات ودفن فيها رحمه الله تعالى آمين في 17 كما في « مغازي محمّد طاهر » رحمه الله تعالى . الفرد الواصل الصمداني المرشد الكامل الرباني ال لشيخ محمد صالح الشروانى قدس سره السبحانى أخبرنا شيخنا قطب الواصلين وسيد المرشدين الشيخ الأجل , وصاحب الحضور التام الأدل ؛ شيخنا ومربّينا وقدوتنا إلى الله سبحانه وتعالى ؛ الشيخ حاج أحمد أفندي التلالي قدس سره العالي: أن من كبار الخلفاء الإسماعيلية شيخنا خواجه محمد صالح الشرواني قدس سره . انتهى . . (هامش الأصل)‎ . 1١6١ في‎ )١( 6 ومن المعلوم أنه كان للشيخ إسماعيل أفندي الشرواني الكردميري قدس سره خلفاء كثيرون . وصلحاء مريدون رضي الله تعالى عنا وعنهم وأرضاهم ولكن لم نقف عليهم . ولم نعلم حقيقتهم وولادتهم ووفاتهم وأسماءهم غير هذين الخليفتين ؛ الشيخ محمد صالح أفندي . والشيخ خاص محمد أفندي الشرواني قدس سرهما ٠‏ ولكن لم نقف أيضاً زمان ولادة الشيخ محمد صالح ووفاته ومناقبه . ولذا تركنا كتبته في هذا الكتاب . ولم يصدر عندنا من يبيّنه ويذكره . سواء من مشائخنا . أو من غيرهم . ولم نجد مَنْ كتبه في كتاب . ولا مَنْ حرّره في قرطاس وخطاب . ولم نقدر على بيانه من روحانية المشائخ ٠‏ فأردنا الآن بيان سلسلة المشائخ الداغستانية . ومناقب الأولياء الجبلية الذين اتصلت نسبتهم بنسبتنا في الشيخ إسماعيل قدس سره ونقول : قد افترق سلسلتنا من الشيخ إسماعيل أفندي إلى محمد صالح أفندي . وخاص محمد أفندي”" . وكانا أخوين في الإذن منه . ومستويئن في إرشاد الخلق إلى طريق الحقٌ . وافترق من خاص محمد أفندي المذكور إلى طرف محمد أفندي اليراغي الكرالي قدس سره . وسببه أن الشيخ إسماعيل أفندي قال يوماً للشيخ مأذونه الشيخ خاص محمد أفندي : يا ولدي ! إن في بلاد داغستان أرى رجالاً استعدُوا للوصول . وتهيّأوا للحضور. ومن بينهم أرى أكملهم العالم العامل المدرّس الكامل محمد أفندي اليراغي . فلو ارتحلت إليه . وذهبت لديه . وتلمّذت له قليلاً . تكون لوصوله دليلاً . فارتحل الولي الكبير والشيخ الوفير الشيخ خاص محمد المذكور . ووصل لديه . فكان عنده في أزمنة عديدة . وأوقات مديدة . على سبيل التلميذ له . ولم يعلم محمد أفندي حال خاص محمد أفندي . فرجع إلى الشيخ إسماعيل أفندي وسأل عن () في دمشى مات خاص محمد . وقبره عند خالد شاه في دمشق الشامي . (هامش الأصل) . حك حاله . فأجاب بعدم الإفادة والاستفادة . وأمر برجوعه ثانياً . فرجع . ثم بعد مدّة كان خاص محمد أفندي إماماً في الصلاة الجهرية . فقرأ بعد الفاتحة الشريفة 3# قلَإِنَ الْمَوَتٌ الى يَعدُورت هونم مُكِقِيحكُم تر ردن ِل عدر الْمَيبِ وَالَهددَةٍ فِيَدَحْ يما كُمٌ سَلُونَ 4 فوقع الشيخ محمد أفندي اليراغي مغشياً عليه من أثر الآية ٠‏ فتجلّى عليه الربٌ تعالى بتجلّي الإرادة . فسَكرٌ خلف المرشد الكامل حيئئذ . فقال الشيخ خاص محمد أفندي : إني أعلم المرشد الكامل إن أردته . فقال : مَنْ هو ؟ قال : شيخي الشيخ إسماعيل أفندي الشرواني الكردميري وأنا مأذون منه ومُجارٌ . وأيّنا أردت فلك ذلك فأرسل: إليهما الشيخ إسماعيل أقندي: رسالة أن الشيخ تخاضن محمد أفندي الشرواني صاحب العلوم النوراني ي مأذون منّي وقائم مقامي . فأيّ شيء أردتٌ يا أخانا محمد أفندي اليراغي مني تجده عنده . وإن اعتقدت له وأخلصت فيه تجد الوصول . وتصل إلى ما لا عين رأت . ولا أذن سمعت . ولا خطر على قلب بشر . وأنه قد اجتمع روحانيتي مع روحانيتك . وإن كانت الأشباح بعيدة . والمسافة كثيرة . فلما سمع الشيخ محمد أفندي كلام الشيخ إسماعيل أفندي اطمأنّ قلبه . واستراح ليه . وطلب من الشيخ خاص محمد أفندي الشرواني تلقين الأوراد النقشبندية كما لقنه شيخه إسماعيل أفندي قدس سره . فلقنه . فحصل له من الله تعالى النظر بالعناية الأزلية . وفتح له بالفتوحات الربانية . وانكشف له جميع الأحوال والمقامات . وارتقى إلى كل المقامات . في عدة سنين . وأزمان قليلين . فبلغ درجة الكمال . ووصل إلى مقام الإكمال . وأذن الشيخ خاص محمد أفندي الشرواني لتربية المريدين . وإيصالٍ الميصيدين بعد الاستخارة التامّة والمشورة مع المشائخ العامة طخلا أقيد يمؤيع الشجور (© وَإِنَهُ ل تين َك (2) 4 إنه كان من أهله . ارد وأخبرنا ثقات عن ثقات أنه كان من أصحاب كماله . قللّهِ دده . وإلى النعيم - إن شاء الله تعالى معنا ببركاته وبركات أمثاله - ردّه . فانقاد له أهل الولاية الكرالية . وجميع الأهالي التفسرانية . واشتهر بين الناس كاشتهار الشمس حالة الضحى . ثم قد سمع هذا الخبر والاجتماع وانقياد الخلق إليه والاتباع لسلطان الغازي غموقي أسلان حُسَئْن خان . وكان أكثر أهالي الكرالية رعاياه . فثقل ذلك عليه ٠‏ وكبر بغض الشيخ محمد أفندي اليراغي لديه . فبعث لطرده عن أمره . ومن الخلق عن اتباعه محرّرّه العالم جمال الدين أفندي الغازي الغموقى. فإنه كان محدرّرا عند السلطان حينئذ . فوصل لدى الشيخ اليراغي ٠‏ وقصد الضرب به . فنظر نظن اكيم إلى الخيخ جمال الدين فأَثْر فيه . وسقط السوط من يده وانقاد له ٠‏ وأخذ منه الإنابة وأصاب به الإصابة . ولقن له الذكر والأوراد ٠‏ وأثر في قلبه بالإمداد . ودجع إلى غازي عُمّقْ . واختفى من السلطان أسلان خان في عدة أيام . وتعجب السلطان والخلق من أمره . وتعجّبوا من فعله ٠‏ فأخبرَ السلطان بأن الشيخ جمال الدين قد صار من جملة مريدي الشيخ محمد أفندي اليراغي قدس سره . فأحضر السلطان جمال الدين للقتل ٠‏ قلما وصل إلى رحبة السلطان ومكان قتل الرجال نظر السلطان إلى الشيخ جمال الدين . فرأى أنواراً عجيبة من أصابع يديه العشرة . فتعجّب من ذلك وقال: أخرجوا هذا الشيخ::فن: هذا المكان ولا تقتلوه , وطرّدوه من ولايتنا . ودار الشيخ جمال الدين أفندي في مدَّة خفياً عن السلطان . بحيث لا يراه رجال ولا إنسان ٠‏ فبعد أزمنة افق خروج المجاهد الشجاع والأمير المطاع الشيخ غازي محمد الكمثراوي للجهاد على الكفار . فهاجر لديه لأجل حفظ الشريعة والطريقة . ولإعلاء الملة المستقيمة القويمة . واتّفقَ هجرته مع هجرة الشيخ محمد'" أفندي اليراغي لدى الشيخ الإمام )000 فكما جاء الشيخ اليراغي لدى غازي محمّد حين حاصر قلعة دربند في ال ل إلى الآن في تفسران . كرجع عند و أبخم في[ إزئله ة. ثم في جركه مذّة . ثمَّ انتقل إلى إيهلي . ثم انتقل إلى كمرّاه مدّة . ثم انتقل اه ٠.‏ (منة) . 3 غازي محمد الهمام . فربّى الشيخ اليراغي هناك الشيخ جمال الدين ٠‏ وأوصله إلى المقامات العلية والدرجات الرفيعة ؛ بتوفيق الله تعالى أولا . وشفاعة الرسول 2ه يل ثانياً ٠‏ وبركات المشائخ النقشبندية ثالثاً . بحيث ثبت قدمه على مقام قطب الإرشاد. ورحلة النجباء والأوتاد . وسكن الشيخ اليراغي عند غازي محمد الشهيد في كمراه مدَّة . وزوّج كريمته له . وأمر له بترويج الشريعة . والاجتهاد بجهاد الكفرة والفجرة . فجاهد في الله حق جهاده. ومهّد للشريعة حقَّ مهاده. حتى استشهد في قريته كمراه في''' سنة ١748‏ ألف ومائتين وثمانية وأربعين'" . فبعد ذلك انتقل الشيخ اليراغي إلى قرية تُغْرالٍِ مع عياله . وسكن هناك مدّة . ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى في ١١04‏ ألف وماتتين وأربعة وخمسين'” . ودفن في مقبرتهم المباركة الميمونة . وعلى قبره قُبَّة كبيرة . ومهابة وفيرة . وجلالة جليلة . وبركات جميلة تليق بمقامه رضي الله تعالى عنه وقدس سره . وزرنا قبره مرات رزقنا الله تعالى من بركاته وبركات أمثاله . ثم لما انتقل الشيخ اليراغي جلس الشيخ المرشد الكامل والقطب الواصل جمال الدين أفندي مقامه على بساط الإرشاد مطلقا بالاتفاق . وصار له القبول التامّ في جميع البلدان والقرى بالوفاق . وحضر لسُدَّته من أهالي الداغستان ما لا يعدٌ ولا يحصى . ولا يقدر أن يستقصى . فكمل بسببه رجال كثيرون . ووصل إلى المقامات العلية أفراد وفيرون ٠‏ كالشيخ مم دبير الروجي . والشيخ حاج يوسف أفندي الخناوي السمبوري . والشيخ الحاج عبد الرحمن أفندي الثغوري . والشيخ محمد الهُخالي . والشيخ حاج خليل أفندي الجنيغي السمبوري . والشيخ عمر المحمد )١(‏ في اليوم الثالث من جمادى الآخر . (هامش الأصوا 0( وراجع كتاب « بارقة السيوف الداغستانية في ب بعض الغزوات الشاملية ) تجد فيها كل مرادك . للمحقق محمد طاهر الداغستاني القراخي الذي مات في سنة ١198‏ ألف ومئتين وثمانية وتسعين . (منه) . (9) في ١١‏ من جمادى الأخرى . (منه) . 7 الهنوخي القراخي . والشيخ ملا محمد التفسراني . وغيرهم قدس الله تعالى أسرارهم العلية ورضي الله تعالى عنهم وأرضاهم . وجعل الجنة متقلبهم ومثواهم آمين . ورزقنا الله تعالى من بركاتهم وفيوضاتهم . فأما الشيخ الشاهد وعن كل ما سوى الله تعالى الزاهد . الشيخ العالم العلامة . والمرشد الكامل الفهامة ؛ الشيخ مم دبير الروجي الرسعوري فإنه أكملٍ خلفاء الشيخ جمال الدين الغموقي وأعلاهم مقاماً . وأجلّهم حالاً وكمالاً ٠‏ كما رأيناه بخطه رضي الله تعالى عنه («٠‏ لا يم أَلَّمَق (5) وَائْنلٍ وَمَا وَسَقَّ 8 وَالْفَمَرٍ دا أتَىَ (2) » إنه كان خمولاً في الإرشاد . وخفيَاً في الاستمداد . ولم يكن يدور في الأسواق . ٠‏ إلا ما وقع له بالاتفاق . وكان زاهدا في الدنيا . وتاركا للعقبى . ولم يكن مطلوبه إلا المولى . وكان هذا حاله ظاهراً وباطناً . وبلغ في زهده وورعه إلى حدٌّ إذا خرج خارجٌ من'" نجاسته كان له ريح كريح المسك والعنبر . والدليل على كونه أكمل الخلفاء وأتقى الرفقاء أنه إذا قيل للشيخ جمال الدين أفندي قدس سره . واستخبر عن حال خلفائه ! كان بِيّن عيبا ما من عيوب الأولياء منهم ؛ وأما إذا استخبر من حال الشيخ مم دبير كان يرتفع بارتفاع جذبته . بانعكاس حال الشيخ ممّ دبير له . ويقول : ما شاء الله ! مبارك ممّ دبير . أي وقت نظرت إليه في شهوده وغيبته أجده على حالة واحدة لم يتغير قط عن الحضور لربّه . والشهود لخالقه . كان الشيخ مم دبير :ء صاحب الكرامات الغريبة ٠‏ والاستقامة العظيمة . والعجائب اللطيفة . والخوارق العجيبة . مثل اطلاعه في باطن حال الإنسان وإخباره بما في ضميره . في السرٌ والإعلان . وخاصة كان في طيّ الأرض من أعاجب الزمان . وغرائب الأوان. حتى تواتر في حمّه أنه كان في كل سنة يذهب ويخرج من بيته يوم عرفات إلى عرفات (01) بيان. اوفردة للحجٌ والعمرة مع الحجاج . وهذا أمر مشهور لا ينكره إلا المنكرون لله , والمعاندون لأولياء الله . وكرامات الأولياء حقٌ . وأقوالهم وأحوالهم - خاصة من أكابرهم - صِدُقٌ , فلله درّهم . وإلى معرفة الله تعالى وشهوده من بين الخلق ردّهم . وَيدل لما ذكن ها حكى الى آأخونا في الل + وصديقنا لله الحاج بالحرمين . والحائز بزيارة سيد الثقلين ؛ وليٌّ الله تعالى بلا نزاع . العاشق الواله'" له تعالى بلا دفاع ؛ الحاج محمد المؤذن الهجدي القراخي . فإنه قد كان أولا من مريدي الشيخ مم دبير الروجي . فإنه قال لي'" : فحين كان في خدمته وكان الشيخ حيّا في وقته كان يذهب إلى سوق غازي غمق لاشتراء حوائجه . فحين وصل إلى أعالي جبل ينحدر منه إلى بلدة غازي غمق التقى ولقيه رجل غموقي صاحب سَمْتِ حسن . ونور وجه . وتكلم له وقال : هل لك يا هذا أستاذ ؟ ! فقلت : ما تريد من هذا القول ؟ فقال : إني أرى وجهك وَجَْه سالك . فقلت : لي أستاذ . فقال : مَنْ أستاذك ؟ فقلت : الشيخ ممّ دبير . فوقع الرجل مغشيّا بذكر الشيخ ممّ دبير . ثم أفاق فقال : يا هذا! يا أخي هل تعلم حال شيخك وكمالته وكرامته ؟ ! فقلت : لا؛ أنا رجل أمي لا أعلم حقيقته . إلا أني أعلم وأتيقّن أنه مرشد كامل . فقال ذلك الرجل : هل أخبرك بقصة شيخك وكرامته ؟ فقلت : نعم ! فقال ذلك الرجل : إنه كان قبل هذا بسنين ذهب إلى زيارة بيت الله الحرام . فشرق فضتي هناك . ولم يبق عندي شيء لوصولي إلى وطني من النفقة والكسوة ! فتحيّرت في أمري . وتدمّشت في ليلي ونهاري . ثم شاورت وليا لي صديقا هناك في حقي . فقال ذلك الوليٌ : إني لا أعلم لك بُدَا إلا من وليٌ داغستاني جاء للحج هنا . فقلت له : مَنْ هو ؟ ! فقال : خذ هذه النعال بيدك . وشذه بقوّتك . وإذا حضر لدى نعليه فلا تعطهما إلا بإلزامه )2غ( ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد . ٠‏ جوهرة ٠»‏ . (0) أي : المؤلف . غ3 إتمام مرادك . ففعلت ما أمر به الول . فخرج الشيخ ممّ دبير أستاذك من باب المسجد الحرام . ورأى نعليه في يده . وقال : أعط نعالي يا أخي . فقلت : لا . فقال : لم ؟ فقلت : إن إعطاء نعالك إليك مقرون بإتمامك حوائجي . وإنجاحك مطالبي . فقال الشيخ مم دبير قدس سره : ما مرادك يا فتى ؟ ! فقلت : إن قصّتي كَيْتَ وكَيِتَ . وبقيت هنا حزيئاً كثيباً ٠‏ خائباً . خاسراً من متاع الدنيا . ومن يحملني إلى وطني ؟ ! فأسألك بحق مَنْ رفعك إلى مقامك أن تحملني إلى وطني . وتوصلني إلى أهلي وعيالي بأيّ كيفية شئت . وبأيٌّ هيئة أردت . فقال الشيخ قدس سره : جزى الله تعالى بما يليق لمن دلك على . وأرشدك إلىّ . فقال : أعط نعالي أتمٌ إن شاء الله تعالى حاجتك . وأوصلك إلى مطلويك . فأعطيت نعاله وقضى لله نواله . فلبس نعليه وقال : خذ متاعك واحضر إلى مكان فلاني من خارج مكة . ففرحت فرحاً شديداً . وتدمّشْت من شدة نشاطي تدمّشاً أكيداً . فائّتمرت بأمره . واستسلمت لقوله . وحضرت للمكان المعلوم في الزمان الموعود . فوجدته إليّ منتظراً . ومع ربّه مراقباً مفتكراً . فقال : اربط على عينيك بشيء . فربطت . فقال : لا تنظر إلى خارج . ولا تُخُرج عصابك التي ربط على عينيك حتى قلت لك بإخراجه . وقال : اركب على ظهري . فركبت - وإن كنت مستحياً - فسار في الماء . وطار في الهواء فوق الجبال والبحار . ومتون الصحارى والقفار . وكنت أسمع صوتاً مثل دوي النحل . وكصوت جاخ نس بحين «ظار لف صيدة .+ فصان هذا الأمر هكذا مثل مدَّة ساعة أو أقل أو أكثر . فنزل وقال «اخرع رهن ميك عصابك الذي عصّبت عينيك . وأخرجته فنظرت إلى الدنيا. فرأيت جبالاً مثل جبال ولاية غازي غمق . ورأيت من بعيد قرية مثل قريتي . فقال قدس سره : أتعرف هذه الجبال وهذه القرية المرئية ؟ ! فقلت : إن الجبال مثل جبالنا الغموقيّة . وهذه القرية مثل قريتنا . فقال 2 : إن هذه القرية قريتكم . أترضى مني الآن ؟ ! فقلت : فكيف لا أرضى مع أنك فعلت معي ما لا تفعله الأبناء مع الآباء ؟ ! فوقعت على قدميه . ورتب رد بي ورجع من ذلك المكان إلى قريته الروجية . فرضي الله تعالى عنه وعنا وعن جميع المؤمنين . وهذه قصة شيخك معي . وأستاذك الصادق في وفاء عهدي لدي . إن أستاذك رجل أيّ رجل . وشيخ أي شيخ ! فاختّرمه وكن بين يديه كميّت بين يدي الغاسل . ليس في هذا الوقت ولا في هذه الديار مثل شيخك . انتهى ما قاله رجل غموقي للمؤذن المرحوم الهجدي رحمهم الله تعالى جميعا وإيّانا . ومن كرامات المرشد الكامل مم دبير الروجي أيضاً : ما حكى لي أستاذنا في العلم . وشيخنا في الفهم والرسم ؛ الشيخ الهرم العالم داود بن شمخال الحروخي رحمه الله تعالى . الذي مات في سنة 1778 ألف وثلاثتاية وكمائية وعشريع أنه قال لي :إن عي كنت حتملما وقارياً لكتاب « إظهار الأسرار » كنت في قرية روج . وكنت أذهب لدى الشيخ لقراءة الدرس . وكان ند يقرأ لي الدرس . وكنت أفهم درسي بلا مطالعة ثانياً وثالثاً . وكان يحصل لي بركات من العلم ما لا يعد ولا يحصى . فتعلق قلبي . واشتدَّ محيّتي به . فأخذت ذيله . وطلبت نيله . وطلبت تلقين الأوراد بحيث يحصل لي الإمداد . فلقّن لي بعض استغفارات وصلوات . وخمسة آلاف ذكر جهري . وكان شريكي في التلقين قاضيهم العالم العامل . الورع الكامل الحاج يوسف القسردي . فكنا نقرأ العلم . ونفعل الأوراد . فوقع الفترة فينا في الأذكار . بحيث لا نفعَ لنا بها ولو فعلناها في الأسحار! فعزم الحاج يوسف على ترك القضاء . وقصدت ترك قرية روج حياء من الله تعالى ومن الأستاذ . فحين كنا على هذا العزم والارتحال اليوم اشتدٌ هيجان محبّتي بعد صلاة الصبح في اليوم الذي نعزم الارتحال . فقلت : يا أستاذي حاج يوسف ! إني أريد أن أزور الآن بلا توقف للشيخ ؛ فقال: يا أخي داود! ليس هذا وقت الزيارة . ولا يكون الوقت إلا بعد طلوع الشمس . فإن الأستاذ يكون إلى ذلك الوقت في المراقبات . وإن ذهبنا قبل ذلك كان إساءة أدب . فقلت : لا بدَّ - وإن كان الأمر كما قلت كرد - من الزيارة الآن . فخرجنا معاً قصداً للزيارة من المسجد . فوصل إلىّ الفيض والريح كريح الخبز الرطب الحار . فقلت : يا حاج يوسف ! إني أجد ريح كذا ! فقال : وأمّا أنا فلا أجد . وإنه قد وصل لك بركة الأستاذ . وإني لم يصل لي ذلك . ولأخرجنّ من أمر القضاء . وبسبب القضاء لم يصل لي بركة الشيخ . فإرنخلنا للزيارة قبل وقتها . ووصلنا عتبة بابه الكريمة . ووقفنا هناك زمنا قليلا . فخرجت حليلة الشيخ مريم . وقالت : ادخلوا . لكم الإذن من الأستاذ . ولم يكن خبرٌ مَا ما للشيخ . فدخلنا فسدٌ باب الكوّة المفتوحة . وقال : كونوا حاضرين الآن مع الله ورسوله ؛ فإن رسول الله يق يدخل عليكم الآن . ولا تفعلوا معه ما فيه ترك آداب . فاشتدٌ شوقي . وكثر هيامي وغرامي لذلك . وصرت كالسكران . فشرع الأستاذ م في الذكر الجهري ومدّها . فلما أَتَمّها عشرة ؛ قد شقَّ جدار حجرة الشيخ . ودخل منه روحانية رسول الله يل . ووقفتٌ قبالة الشيخ متوجّهاً إليه ؛ هكذا رأيته ببصيرتي . فرميت نفسي إليه ٠‏ فصار حالي كأنه ضُرب على جبهتي جزلة نار . فصرت مغشيًا علي ثلاث ساعات من ذلك . ثم لما أفقت وجدت أستاذي الشيخ ممّ دبير قدس سره يجرٌ رجلي ويقول: قم يا ولدي ؛ فقد آن لقيامك . فقمت . واستحييت من ترك الأدب مع رسول الله ي. ومع الشيخ . فقال : لا بأس يا ولدي بذلك . إن ذلك لم يكن باختيارك . فبعد ذكر هذه القصة للمؤلّف الفقير كان داود المذكور يبكي ويقول: قد كنت يا أخي شعيب أفندي في مثل تلك الحالة ؛ وأما في الحالة فقد وقعتٌ فيما وقعْتٌ . ووصالني من الله تعالى والمشائخ بُغض . ولولا ذلك لما وقعت في خدمة الكفار . وكان ترك تلك الأذكار والأوراد . ووقع في الظاهر في الكبائر والفساد . فرحم الله عليه وعلينا؛ وإن كنا 4 وأما كرامات الشيخ الكامل'" . والمرشد الواصل مم دبير الروجي فكثيرة . وعن كتبة كلها عبارتنا قصيرة ؛ نفعنا الله تعالى به وبأمثاله آمين آمين . مات الشيخ الكامل رحمهة الله تعالى وقت العشاء ليلة الخميس الثاني من ربيع الأول ١1947‏ سنة ستة وتسعين ومائتين وألف من هجرة مَنْ له كمال العرٍّ وتمام الشرف يد . ولم يكن له خليفة قائم مقامه . وكان يقول : لم يصدر من مريدي مَنْ اطلع على اللوح المحفوظ . وأستحبي من الله تعالى ورسوله وأوليائه أن آذن لمن لم يبلغ مقام ذلك . 03 2 26 2 شيخهم يفترون . وبلا إذن بعضهم يلقنون الذكر؛ حفظنا الله تعالى من ذلك ؛ وعن أمثاله . ودفن الشيخ في مقبرة قريته الروجية ؛ لأنه لم يكن يسافر إلى قرية أخرى . وكان عمره كما أخبرنا به كثيرون من مريديه مائة سنة . وعلى قبره من الفيوض والبركات ما يليق بمقامه . وقد زرناه مرات . ولعل الله تعالى يرزقنا الزيارة بعدٌ كرّات . )00( أي مع مم دبير . وقد جاورته سنين وتلمّذت له مدة . فما رأيت أحداً مثله في رعاية آداب السادات . مع الذلة والانكسار . مع لين الطبيعة ٠‏ وكان مستور الحال . مصون السر قدس الله سره . وطيّب ثراه . (سيف الله المغبون النثبكري) . 0# ومما أخبرني الثقة الأمين في حق ممٌّ دبر الأرجي قدس سره . أنه قال : كنتٌ بوابا لقلعة دسزاك ناحية رسعور في زمن الإمام الأجل شمويل قدس سره . وكان ---- مقفلا مع إقامة الرقباء . ففي نصف الليل من الزمان دق الباب بعنف فوثبنا إليها ونادينا من الداخل إلى الخارج : من أنت ؟ فأجاب : بأنه مم دبر . ٠‏ فعرفنا من صوته وفتحنا الباب له . وقلنا : أيها المبارك إلى أين ونا لكر في "هذه الباعة الى لين لنا لفتح الباب اختيار . فقال : وصل الأمر الإلهي الساعة إليّ بوصولي إلى موت بَعْجْ بد العابد الطلزمي الغازي غمقي . ٠‏ فقلنا إنه صحيح سالم ٠‏ فقال مم دبر 2 قلت ٠‏ فذهبنا معه إلى داره فوجدناه محتضرا فحمد الله المريض على وصوله . ومات في تلك الساعة . رحمهم الله رحمة واسعة واجعلنا في بركات عباد الله الصالحين آمين . (سيف الله النزيكري سامحه الله من فرطاته) . 16 وأما اله خ الفاضل والفرد الواصل الشيخ حاج يشفت( خناوي السمبوري قدس سره العالي فإنَّ خنَاوْ قرية كبيرة من قرى ولاية سمبور منها إلى بلدة أَخيِي مسافة يوم معتدل . فإن الشيخ حاج يوسف كما أخبرنا رفيقه ضيفنا الحاج شيخ صوفي الجنيغي السمبوري لأنهما كانا مهاجرين عند شمويل . كان أورع أوانه . وأفضل أحيانه . ذا كرامات كثيرة . وخوارق عجيبة . وقد كان الشيخ أولا هاجر إلى ولاية السلطنة العلية العثمانية . فحين كان هناك أمره مشائخهم بذهابه لدى الشيخ جمال الدين الغموقي . وأن كماله لديه ؛ فرجع منها . ووصل إلى قرية خناو . فقام هناك مدة . ففي ليلة وقت نومه . ضربه الشيخ جمال الدين برجله . وقال : إلى أيٌٍّ وقت تقوم في قريتك . وتنام في غفلتك ؟ ! العجل العجل العجل ! فقام من نومه فزعاً مرعوباً . وارتحل من وطنه وسط ليلته . ولم يكن على قدميه غير المكاعب التي لا يمكن معها إلا أقل مسافة . فبتوفيق الله تعالى وبركات مشائخه مرّ بالمكاعب من قريته حتى وصل لدى شيخه جمال الدين بلا تعب . ومن قريته إلى مقام شيخه مثلاً مسافة ستة أيام وأكثر منها . فلما وصل عنده تبسّم الشيخ جمال الدين في وجهه . وقال : هل قال مشائخ الديار العربستانية لك لا يكون للمشائخ الداغستانية كرامات وبصيرة ؟ ! فقال : نعم ! وقد كان قد قيل له ذلك قبل . وقال : هل تحقّق قولهم ؟ ! وصار هذا كرامة من الشيخ جمال الدين أفندي . واطلع على ما قالوه للشيخ حاج يوسف . فدخل الحاج يوسف في تربيته . وسلك في سلك سالكيه . فربّاه أحسن تربية . وأكمله بإذن الله تعالى في أزمنة قليلة . فتمّ له السير والسلوك . وحصل له الوصول إلى ملك الملوك . فحيّذا ما له المقام التام . وما له من الدرجات اهتمام . وكان من نادرة الزمان في إدراك حقائق الأمور . ودقائق العصور . 23 ومن بعض كراماته : ما أخبرنا به رفيقه المذكور الحاج شيخ صوفي أنهما كانا يمرّان في واد دُلتِ . ووجدنا في طرف الطريق قبرا عتيقا من قديم الزمان . فقال الشيخ حاج يوسف : ما أكثر جرّ هذا الرجل المقبور الدخان القاحك المشهور . وفي قبره دخان كثير غير مفتور! فقلت له : كيف تعلمه ؟ فقال : لِمَ لا أعلم ؟ ألست ترى دخانه صاعداً من قبره؟ ! فقال: إنى أرى الدخان . وأجد ريحه . حفظنا الله تعالى من جدّه وريحه . آمين . ومنها أيضاً : ما أخبرنا به حاج شيخ صوفي أنه مع حاج يوسف أفندي وبعض المهاجرين من ولاية شْنَّى كنا ذاهبين إلى زيارة الشيخ أبي مسلم عبد الرحمن الشامي . ثم الخنزخي . المقبور في مقبرة عند بلدهم . فوجدنا بيته التي بنيت على قبره قفْلت . فلم نجد لدخول زيارته سبيلاً . وإلى فتحه دليلاً . فقال الشيخ حاج يوسف أفندي قدس سره: اصبروا . نحن نفعل لكم العلاج للدخول إن شاء الله تعالى . فنظرنا إليه , فذهب قرب باب زيارته . وقال بنداء ضعيف . وصوت نحيف : يا شيخ الولايات . ويا وليّ الكرامات ! نحن رجال جاؤوا من كل فح عميق .2 وطرق دقيق . أليس لنا سبيل للدخول عليك ؟ ونريد الزيارة بالرؤية لقبرك لديك . فنظرنا فإِذنْ أقفال بيته تحت . ووقعت على الأرض . وكذا الأبواب فتحت بلا فتّاح إلا علآم الغيوب . فقلنا: سبحان الله ! إن الله على كل شيء قدير . وقال الشيخ حاج يوسف أفندي : هذا من فضل ربنا . وإنه على كل شيء شهيد . وأمثال هذه كثيرة . وأشباهها شهيرة . لا نطيق كتبتها في الكتاب , ولا نقدر تحريرها فى الخطاب . وليُكتف بما ذكر للتبرّك رزقنا الله تعالى بركته وبركات أمثاله . آمين بفضله ورحمته . ود استشهد حاج يوسف رحمه الله تعالى في قرية سَافْنُ حي قرية من قرى ولاية جار . فوق قرية جرداخ في أول محرّم في سنة 1795 , وخس الانام كمريل ده جهن فى عار من هلم البنه ترق امي عنِبْ . ووقع سرّة الدنيا الأورية الداغستانية العليا وقراها في يد الكفار . وانخرب الشريعة الصافية المطهّرة في يد الفجّّار . وبقي أحكام الشرع المتين كأيتام بلا والد . ومن المعلوم المشهور أنه لم يصدر بعد الخليفة السادس من الخلفاء الراشدين المهديين وهو عمر بن عبد العزيز 2ه ورزقنا من شفاعته حاكمٌ شرعيّ كامل سوى الإمام الأعظم الشيخ شمويل أفندي الكمَئْراوِي . ومناقبه لا تحصى . ومكارم أخلاقه وشجاعته لا تستقصى . وبعض أحوالاته وغزاواته مبيّن في كتاب الشيخ محمد طاهر القراخي المسمى ب« بارقة السيوفٍ الداغستانية في بعض الغزوات الشاملية » فمن اطلع إليه يجد مناقبه وافياً وأفعاله كافياً . ومات محمد طاهر رحمه الله تعالى بعد صلاة الصبح . وقت الضحى يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ذي الحجة في سنة ١1917‏ رحمه الله تعالى وإيانا . وأما الشيخ العالم الربّاني . المرشد الفاضل الروحاني . الشيخ الحاج عبد الرحمن ن أفندي الثغوري فهو إمام الهدى . وغصيب الرّدى . الحافظ الكامل الألمعي . الناصح العاقل أبو محمد الحاج عبد 5 أفندي كان عالماً . ٠‏ عَلَمَ العلماء . وراية الفقهاء . وسيد الكرماء . للعباد . وملجأ للبلاد. ناصحاً لأهل الفساد . عدوا للعناد . - اللسان . غريب البيان . مرشد الداغستان. ولما حضر شيخ المشائخ كالجبال الشوامخ الشيخ جمال الدين أفندي إلى البلاد الجبلية . والبلدان لكيويي ٠.‏ مهاجراً إلى الله ورسوله . وتاركاً لأهالي المعصية ومرتكبيه . تعلق الشيخ الحاج عبد الرحمن أفندي بأذياله حتى نال بمناليه . وارتقى إلى أعلى المقامات . ووصل لأرفع الدرجات . ولكن كان د يتبع فر الكشوفات . ويطلب الكرامات . وبذلك لأمَهُ شيخه ببعض الملامات , كما رأى خط شيكدايه المؤلفه الفعير. والناعق الخقير + ويشبيه بقي: في مقامه . ولم يرتق بعد ذلك إلى أعلامه . وهو وإن كان كذلك وصل إلى الأهالي الداغستانية والقرى الجبلية نفع كثير . ودعاء وفير. حتى سلك في سلكه العلماء الأعلام . والفقهاء الكرام . كالشيخ العالم بالعلم اللدنّي والفهم الرباني ؛ عليم العلماء . وسيد الكرماء ٠‏ وتاج الأصفياء ؛ الحاج محمد أفندي العبودي ؛ وصل ذف إلى تعالى عنه في اتباع السنة النبوية . وانقياد الشريعة المطهّرة ٠.‏ وتكميل الطرق المحمدية . وإحياء مندرسات الكمالات الأحمدية . وإرشاد الخلق إلى الطريقة المصطفوية . بحيث يعجز عنه كل عالم عامل . ووليّ مرشد كامل . فرضي الله عنه ورزقنا من بركات فيوضاته . وكان رحمه الله تعالى أيضاً في إدراك حقائق القرآن الإلهية . ودقائق الأسرار الحديثية . وفتح الكشوفات الربانية . بحيث يظن العلماء فضلاً عن الجهلاء أنه جنيد البغدادي وأبو يزيد البسطامي قدس سرهما , فبسبب كونه على هذا المنوال الرفيع . ٠‏ والمقام الرفيع . ٠‏ لم يقم في الديار الداغستانية والبلدان الفسادية . لعدم استطاعته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وذلك بانعدام المعين له . والناصر العضد له . فهاجر إلى الديار العثمانية . والبلدان الدولة العلية . ولم يقبل مقامه هناك إلا في الحرمين الشريفين . فتوطن في المدنية المنورة مدّة . ثم ارتحل منها إلى مكة المكرمة قائلاً : إقي أريد أن أموت في مكة دون المدينة . لأنها أفضل منها . فسكن في مكة . ثم ارتحل إلى رحمة الله تعالى . ودفن في المعلاآً فى ١١1‏ ا وسبعة من الهجرة النبوية . عليه أفضل الصلاة والتحية . نضرة وكالشيخ العالم العابد . الفاضل الراكع الساجد . إلياس أفندي الزدقاري فإنه رحمه الله تعالى قد لازم لإذلال النفس والشيطان . وإحياء القلب والأركان . فوصل إلى ما وصل . حتى أذن له الأستاذ الشيخ الحاج عبد الرحمن أفندي الثغوري . وأرشد الخلق إلى طريق الحق في عدَّة سنين . بحيث يرضى الله ورسوله وأولياؤه عنه . ثم أرسله الكفار . وطربّده الفجّار إلى ولاية صبير . فكان هناك سنين . وبسبيه حصل له المقامات العلية . والدرجات السنية . لأن أشد الناس بلاء الأنبياء . ثم العلماء الأولياء . ثم الأمثل والأمثل . وحين رجع إلى أوطانه طرق عليه المنيّة . والآجال الخفية . وانتقل إلى الله تعالى رحمه الله تعالى . و#ه في سنة 7" . ولم يكن الحاج عبد الرحمن أفندي مأذوناً متفقاً عليه إلا العبودي”" )00 بل العبودي لم يتيقّن عندنا أن الشيخ التغوري أذن له . ولقيد أخبرنا العالم المتورع حجيو البقاجي أن العالم الكاتب محمد نبي وَلَدٌ العالم شَّهَوْ الأنصّحِي قال له : انرجا سر اعدف لدى تنيع التزرى اك ر حل حر الت الال محمد حي العبودي من طرفه . فقالا له : نحن نطلب منك أن تأذن للعبودي للتلقين والإرشاد . ولطليه منك جتنا لديك . فقال لهما :يا أولادي ! كيف أجيز له مع أنه ليس لي إذن(أي لأن آذن له . لأن الخلافة أمر عظيم يتوقّف على الإذن من لله تعالى ٠‏ فمن الرسول . . إلخ »لا أن معناه ليس لي إذن بالكلية لإرشاد الخلق . ٠‏ لما يشهد فساده العقل والنقل . فافهم !) ! فحين رجعا من عنده قال الرجل لصاحبه : نحن نقول للعبودي أنه أعطى له الإذن والإجازة . فقال : إني لا أقدر أن أكذب . فقال الرجل له : أنا أكذب , وأما أنت فكن ساكتاً ؛ فكذب ذلك الرجل عنده . وسكت صاحبه . فهذا كيفيّة ما وقع في حق العبودي . انتهى . ومن المعلوم أن ذلك العالم المذكور الأنضّحي من تلامذة الشيخ العبودي لا يريد أن يقول فيه إلا ما كان حمًا فافهم ! وأيضاً أخبرنا ذلك العالم حجيو البقاجي بأن الحاج محمد البقاجي الذي كان صاحب العبودي في سفر الهجرة قال : إن أحمد ضياء الدين قدس سره سلب حاله بالكلية . وسمعت شيحْنا العسلي قدس سره يقول بعين ما قاله محمد البقاجي (منه) . وال لضا ٠:‏ إلى سمه العو دى فى سسبافرو قوالك اليو اها لشن فقال له الغوث : يا محمد حجيو! إنك عالم وزاهد ٠‏ ولكنك لست بمرشد ! فقف قبالتي مع الاعتقاد لأتوجّه إليك . ٠‏ فوقف العبودي قبالته ٠‏ وتوجّه إليه ٠‏ ولم يتأثر له- اقفر والؤدقاري”" . ولم نعلم هل خلا أحداً مقامهما أو لا! إلا المنازع الحاج فر محمد الحُشطادي بأنه مأذون العبودي . والله يعلم حقيقة الحال. وحقيّة المقال . وأما الحاج أوذن السلطى””" 3 والحاج محمد الككني 8 والحاج حج موسى القكني الذي مات في سنة 1778 في شهر ذي الحجة الحرام فلم -بتوججهه بشيء . ثم قال الغوث لواحد من الجلساء : اذهب إلى خارج البيت . ٠‏ وخخذ احور لذج اك 1 ٠‏ فجاء الحجر لديم ٠‏ فوضع قبالته . فتوجّه إلى الحجر . ونحن ناظرون . فصار الحجر كالغبار بأثر توجّهه . ثم قال الغوث : نحن أشد قسوة من هذا الحجر . انتهى . قال الحاج محمد البقاجي : إن الشيخ العبودي قد مات منذ شهرين من هذه الواقعة . انتهى . والسلام من خادمكم الحقير المعلوم . وسمعت شيخنا العسلي قدس سره يقول إنه قال للعبودي : لم لا تلقن الذكر القلبي على قاعدة المشائخ التقشبندية ؟ ! فقال له : يا ولدي ! إن أناسا كثيرا يجيئون لدي . ولا أطيق أن أتوجّه إليهم . فلو منعتهم بالكلية رجعوا آئسين . ولو لقنت لهم الذكر الجهري يظنون أنهم صاروا مريدين ٠‏ ويكون ذلك سببا للاجتناب عن المعاصي ؛ ولذا ألقّن لهم الذكر الجهري . انتهى . وسمعت شيخنا المذكور قدس سره يقول يا : إن الشيخ العبودي قال له : ليس لي مريد في الداغستان إلا أربعة رجال . انتهى . ومع هذا كان الشيخ العسلي رحمه الله يثني عليه ثناء كثيراً . وكان يقول : إنه كان عالما كبيرا . انتهى . والسلام من الكاتب خادمكم الحقير القحي حسن أفندي رحم الله إفلاسه . )00 وأما إلياس الزدقاري فقد أقرّ في رسالته « سلم المريد » بأن الشيخ النغوري أذن له . ولم يكن معه أحد يشهده . ولا يخفى أن الخلافة أمر عظيم لا تثبت بمثل هذا الخبر . فتديره (منه) . (9) ومن عجيب ما قاله الشيخ السلطي هداه الله إلى سواء الطريق إذا قيل له : لا تلقن الذكر الخفيّ القلبيّ للناس إن كنت شيخا نقشبندياً ؟ إن تلقين الذكر القلبي لا يجوز إلا لمن له حضور تام , ٠‏ فهذا القول من علامة الجهل المركب . وقد يردٌّه ما قاله الإمام الرباني في بعض مكاتبه : إن الحضور الدائمي لا يكون إلا للمنتهي . انتهى كما هو مذكور في ٠‏ الدرر المكنونات » . (قحي) . وقد أخبرنا بعض العلماء المتورّعين أن واحداً من العلماء قال له : إن الشيخ- 1 يكن في أيديهم ٠‏ ولم يوجد كاغذ الإجازة . وإنهم يقرّون بعدم الإجازة . ولكن يلقنون الذكر للعوام الذين هم كالهوام ؛ الذين لا يعلمون تعريف المرشد الكامل . ولا يطلبون حقيقة المفرد الواصل كنا وأضلُوا . ولولا علموا بأن مَنْ يلقن الذكر للعوام بلا إذن من الشيخ أنه صنم معنوي . ولقيط وولد الزنا . وأتباعه أولاد الزنا . ولم يعلموا . وإن ديارنا الداغستانية بمثل هؤلاء المشائخ مملوءة . وإذا نصحناهم بما في كتب الطريقة هم أهل محاربة . إنا لله وإنا إليه راجعون ؛ هذا أكبر شرط من أشراط الساعة . والله لايفسد هذا الدين إلا بفساد العلماء والأولياء . ولا عيب على الجهلاء . ولكن العيب الكبير بترك الأمر والنهي على العلماء ! فلنبك على انعدام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكل العلماء والجهلاء الآن في حت الدنيا وجمع حطامها خائضون . والأولياء الجهلاء بدينهم يلعبون. وكثير الأغنياء والأغبياء بأتباعهم يرقصون «إفَدَرَهُمَ وَمَايفئرّورت * وفي ضلالتهم عن الله تعالى وطريقه باعدون . وعن حضرة الله تعالى ورسوله وأوليائه مطردون . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وحسينا الله وذ نعم الوكيل . الشيخ العالم محمد أفندى الزنى والشيخ العالم الأعلم. المتورع الحاذق الأكرم؛ السيد الشجاع . والفاضل المطاع . الشيخ العالم محمد بن العالم سبدو َأَذَنْ السلطي قال له : إن الإذن والإجازة من الشيخ الثغوري لم يكن لأحد من الناس . ولم يأذن له أيضاً في مدَّة كونه في دار الحياة ٠‏ بل قال : إنه قال له قبل موته بأيام : يا ولدي إلم يحصل من مريدي ولو واحدا يأخذ عصاي ٠‏ لكنه قال : إن له إذن من روحانيته . انتهى . وقد يرد هذا الكلام ما قاله الإمام المعصوم في مكتوباته : إن الخلافة أمر عظيم لا تثبت بالواقعة ٠‏ ولا يجوز الاعتماد عليه إلا أن يكون الإذن في اليقظة من شيخ معتبر مأذون إذنا صحيحاً . انتهى (منه رحم الله إفلاسة) ٠‏ حسن أفندي القحي ؛ ؛ لا شعيب الباكني ! فتنبّه . ع الزني المكراطيّ . فإنه - والله كما رأيته - كان عزيز الطباع . ووسيع الباع . في العلم والعمل . وكريم الأخلاق في قصر الأمل . وكان أستاذ والدنا الماجد في العلم . كان شيخنا الوالد يقول كثيراً: لم أر من أساتيذي أكرم طبيعة وأضوأ طليعة من محمد بن سيدو . وإذا كانا اجتمعا فى المجلس كان مجلسهما خفياً عن الخلق . وطويلاً في طلب عبادة الحق . وكانا كجسدين وروحهما واحد . وكانا أورعا الزمان . وأكملا الأوان . ولم يتلذذا لقمة من لذائذ الدنيا . ولم يكن مطلوبهما في كل وقت إلا طلب المولى . فلله ومات محمد المذكور في المدينة المنورة بعد تمام حجه وعمرته . ودفن في البقيع في سنة 1787 . وأما والدنا الشيخ مات في سنة ١140‏ في قريتنا الباكنية . رحمهما الله تعالى . الشيخ إبراهيم أفندي الشكني رحمه الله تعالى والشيخ العالم العايد . الناصح الفصيح الزاهد . إمام العلماء . وكريم الكرماء . شيخي وسيدي وسندي . والقائم مقام والدي ١‏ الشيخ العالم إبراهيم أفندي بن نور محمد الشكني المكراطي . والله الذي نفس هذا الفقير المسكين فى يده! إنى كنت تلميذاً عنده سنتين وأكثر . وقرأت أول كتاب « كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين » وكتاب «١‏ الفرائض » وغيره . وكان إذا توجّه نحو العلم يسبح كالسمك في البحر . ويطير في أصعب مسائله كالطير في جو القفر. ويدخل في مشكلاته . ويخوض در وكان دأبه #ه إذا قرأ الدرس إرادة سؤال الطالب . ويبغض إذا ترك السؤال . وكان يحتٌ الطالبين للبحث . وكان يقول: تكلموا في كل وقت بالعربية ٠‏ وتبِحَنوا في الفنون الأدبية . وكان يقول : إنى أعلم لكتاب « الجامى » وه المعان » لكل لفظ سبعة معان . وكان أمهر العلماء فيهما في زمانه . وأكمل الفصحاء في أوانه . عاقلا أديبا نبيلا . ولم أر ولم أعلم أحدا ما من الأشخاص اجتمع وعنا . آمين . مات رحمه الله تعالى في بلْكان في سنة /1*01 . ومات في خريفه العالم الأعلم . وزرقان العلماء الأكرم . فصيح اللسان . طريف الجنان حمزة المكقي”'" . وكان العلماء الأعلام إذا رأوه بقوا كالأخرس . وكان الوالد رحمه الله تعالى يقول: رأيت في بعض الكتب أن الحفظ والفهم لا يجتمعان في شخص . وإني أرى أخانا العالم حمزة وكان رحمه الله تعالى من أعاجيب الزمان في الفهم والحفظ , وكان يقرأ من ظهر قلبه بغتة وفلتة . مثل وَرِقٍ من « التحفة » وه النهاية ٠»‏ . وكذا من غيرهما. فرحمه الله تعالى . وعجائبه كثيرة ومناقبه غريبة لا نطيق كتبتها وفي كتابنا تعليقها . . في شهر محرم سنة 1708 . (هامش الأصل)‎ )١( لع مهم وأما الشيخ الذي ظهر في زماننا في إسلام بول في ألما الآن المسئّى بشرف الدين إني أسمع من الثقات وتكلمات الرواة أنه يذّعي القطبانية الكبرى . والمقامات العليا. وأنه أرفع مقاماً من الغوث الأعظم عيد القادر الجيلاني قدس سره النوراني وأنه يعلم ما كان من أول الدنيا . وما يكون إلى انقراض الدنيا . وهكذا يصرّح هذا بما كتبه على « سلك العين » . فمن أعجب العجائب . وأغرب الغرائب كيف لا يعرف هذا المسكين مقام القطبانية الكبرى ؟ وكيف يكون حاله”" وخفاؤه من أعين الناس , وتعريفه وحدٌّه ورسمه ؟ وكيف لا يستحى هذا الادّعاء من العلماء الأولياء الذين يعلمون كيفية القطب الغوث ؟ ! إن كان لا يخاف من الله تعالى فالعجب عليه على هذا الادّعاء أنه إن صدَّقه الجهلاء العلماء! لا يؤمن به ولا يصدّقه العلماء الأولياء . ألم يسمع ما قاله المحقق والعالم المدقق شيخ الديار الداغستانية وأستاذ العلماء الجبلية محمد بن موسى القدقي رحمه الله تعالى : مَنْ تحلى بما ليس فيه يفضحه مجرّبات الزمان . فها أنا مجدّب الزمان ٠‏ وممتحن الأوان ٠‏ في حق المشائخ الحقيقية والدجاجلة المضلة . كيف لا يطلع حالي ولا يرسل أجوبة لسؤالي ؟ ! وأن الشيخ الكامل هناك الآن الشيخ موسى الأرفلي المهاجر ؛ القائم في بلدة بُغْه . رزقنا الله تعالى بركته . وأما المشائخ المحققون في المملكة الدولة العلية . ومكة المكرمة . والمدينة المنورة . فكلهم مخفيُون . وعن رؤية غير الأهل مستورون . وكونهم حق صادق لا ريب فيه . وسترهم لفساد الزمان كما قال العاشق الواله والوليّ الكامل عبد القادر الصفدي قدس سره : يكفي زمان لنا لم يأتي فيه نبي 2 والأولياءاختفوا وعظاً ليقظات )١(‏ قطب . (هامش الأصل) . 1 فراجعه وشرحه وحواشيه تجد ما قرّرنا 0 وكتبناه مبيناً مدقا : وغيرهم من العلماء والجهلاء ء لا يعد ولا يحصى ٠‏ لأنه كان للعلوم والمعارف بحراً . ونصيحة الخلائق وإرشادهم دهراً . مات الشيخ الحاج عبد الرحمن أفندي رحمه الله تعالى في بلدة غزانش في سنة 1544 . وسبب انتقاله في تلك البلد : أن الأمير الشجاع والإمام المطاع غازي محمد فشا ابن الشيخ شاميل أفندي الذي مات في سنة 17١‏ ألف وثلاثمائة وإحدى وعشرين قد أرسل الحاج عثمان الجاري ورفيقيه إلى ولاية داغستان برسائله بفعل المحاربة مع الكفار . والمقاتلة مع المجَّار . وإحياء الشريعة المندرسة . وإبداع السنة الأحمدية . فلما اطلع أهالي ولاية 00 ٠‏ ووجدوا ميدي غازٍ 0 واسوو تسل التترويمة اي اراح شير خسان 0 غ4 . وكان رؤسائها وابتداؤها من قرية ثغرال'" وطلقٌ . واج نعي أكثر الأهالي الداغستانية ممّن كان في قبضة اجام شمويل أفندي ٠‏ وزاد عليها ولاية غازي غمق وكّرّه وتفسران ودَرْكٌ أقوشى وسمبور وغيرها . وكان سر عسكرها الشجاع الإمام الكامل الهمام السيد فتى علي بيك الغازي الغموقي البلدي . ثم لما لم يكن لهم مدبّر كامل ونية خالصة . وكان نية أكثر أهاليها الدنيا وحطامها . أخذ الله تعالى من أيديهم . واستشهد الشجاع فتى علي بيك في لوَشَهُ في شهر رمضان من تلك السنة . وهرب أكثر أهل القرى إلى أوطاتهم ٠‏ ثم جاء عليهم بجنود عظيمة . وعساكر كثيرة . الملعون كُبْناطور تلكوت ادق كاضالي تمرحان جر عن مالي الديار الداغستانية . وكان أكبرهم ممّلو الجوخي وخرشل محمد الثغوري جَرَاهم الله بما يليق بهم وغيرهم لا يعد ولا يحصى . وابتدأ المحاربة )3غ( وكان الإمام لجميع الولايات حينئذ الحاج محمد بن الشيخ حاج عبد الرحمن أفندي قدس سره (منه) . اخو على قرية زَدَقَارْ وخرّبوها . واستشهد منها كثير وهرب الباقون . ثم جاء تلك العساكر الروسية إلى بلدة غازي غمق . وتسلموا لهم . ثم جاؤوا كقطع الليل المظلم على قرية تغرال . وجاء وقتئذ قبل هذا بأيام اكرّاف نجانيك خنزخ مع جنود عظيمة على قرية طلّق . ٠‏ فحاربوا عليهم قليلاً . ثم انهزموا وهربوا أي : جَوادْخان مع أبيه مرتضى علي . ٠‏ والحاج حمزة وغيرهم من أكابر طلّق إلى تغرالٍ . ووقع الحرب على قلعتها الكائنة في التل التي قبالة القرية النغورية”" . وقاتلوا مع بعض المهاجرين في القلعة من أول النهار إلى نصف الليل . ثم ضعفوا واستكانوا . وخضعوا لعدوٌ الله وجنوده . ومجرح الشجاع نور محمد الثغوري'" . وكان حينئذ رئيس المحاربة ومدبّرها . ثم وقع الفترة بين جماعة ثغور . وهرب المهاجرون في نصف الليل بعد انقطاع الحرب . وتسلَّموا لملكوف صبح تلك الليلة . وربط وأخذ الملعون أكثر أهاليها . وحملوهم إلى غونه . فخنق بالحبل المعلوم في ميدان سلّن في شهر محرم الحرام سئة ١590‏ الحاج محمد بن الحاج عبد الرحمن . والعالم الأعلم عبد الحليم . والزكي الفهم الأكرم حاج عبد الله . وعمر بن رمضان الثغوريين . ومرتضى علي . والحاج حمزة من طلق . والسيد الكامل عبد المجيد وزبير الغموقيان . ونك قد الزدقاري في يوم واحد في ساعتين . وصار كلهم شهداء وأرسل غيرهم ممن ثبت عليهم التقصير إلى صبير . العالم الأعلم حجيو الهنوخي وممن أرسل إليها : عالم العلماء وفاضل الكرماء الشجاع الهمام نائب الإمام شمويل أفندي وقت ولايته صاحب الورع والتقوى . ومدرّس الفنون والعلوم وفي )١(‏ المبنية في زمن شمويل . (؟) وكذا جواد خان الطلقي . ومات هناك (منه) . غ8 المصائب العظيمة عديم الشكوى . الصابر في الحروب والبلوى . الحاج دوي الاج ف لمرو القر اح .. دوجا انه تعالى وإيانا . وقال شيخنا الوالد : إن الحاج حجيو المذكور كان بارعا في العلوم كلها . وفائقاً في الفنون جلّها . وكان أستاذه فيها ٠‏ والله لم أرَ أحداً راض النفس منه . وأنه كان خادم الشريعة . وعبد الطريقة . وكان يأخذ معه فى كل وقت كتاب الوليّ العارف عبد الوهاب اشرق :« لانت المذن الكبر ىج ركان عاقيا نما فيه كيين لاه ف السر والنجوى . وكان كل أقرانه من العلماء ونوائب الإمام شمويل أفندي عاجزين عن وقوفهم عنده عند المحاربة العظيمة . والمقاتلة الكبيرة . وكانوا مقرّون بذلك اتفاقاً . ولم يبقَ من نواب الإمام شمويل إلآ وَصَل منهم خيانة له . وخداعة لديه . غير حجيو المذكور . وزكريا الجوخي وقت حبسه'" على شاهق عَنِبْ . والعالم الذكي المتوقّد . وعند أقرانه المفرد المذكّر المتوتحد أبو بكر الؤلدي القراخي . وعالم الزمان وكامل الأوان . خاصة في الفنون العربية . والعلوم الآلية . مرزا المحمد الطلقي . والعاقل الفاهم في العلوم الدائم . صاحب حل مشكلات العلوم ومعضلات الكتب . شافع بن العالم المرحوم الشهيد بيد الفسّاق في ١7174‏ محمد بن قربان البزدي رحمهم الله تعالى . وهؤلاء ماتوا وقت وصولهم في المملكة الروسية قبل ذهاب وقتهم لكونهم هناك في ١196‏ . رحمهم الله تعالى . ورزقنا من بركاتهم وشفاعتهم آمين . 05 وقيله أيضا:؟ (منة):: غ١‎ وغيرهم من شمس الدين الغموقي المدقق المحقّق الذي هو من أفاضل تلاميذ العلامة مفتي الإمام شمويل مرتضى علي العرادي الذي مات في ١585‏ من العقلاء والكرماء زبدة الرجال الداغستانيين . حتى وصل عددهم وعدد الذراري والعيال الذين أرسلوا معهم إلى صبير عشرة آلاف . والذين أرسلوا إلى صبير والذين استشهدوا في القتال قد وصل عددهم تخميئاً إلى خمسة عشر ألفاً . ولم يبِنّ في داغستان بسبب تلك الفتنة العظيمة . والبلية الكبيرة ؛ عالم ورعء وفاضل متورّع ٠‏ إلا الذين هم كالحيوان والبهائم . ولكن إن أهالي داغستان لما كانوا أصحاب غيرة في الدين . وشجاعة ومروءة ورجولية . قد لازموا العلوم . وتدرّسوا الفنون . حتى صار لهم علماء كالعلماء الذاهبين إلى صبير . وأما الآن فقد قصد الكفار الملاعين لتخريب العلوم . وتهديم الفنون . لأن الدين الإسلام إنما يهدم بذلك . وقد علموا ذلك . وابتدؤوا لبناء الصوامع لقراءة علومهم الشيطانية . وكتبهم الإبليسية . وصار أهل ضعف الإيمان مائلين إليهم . ومنتظرين لهم . قائلين إن المال لا يبحصل بقراءة العلوم الدينية ٠.‏ وإنما يحصل بقراءة الروس في إِجُْكول . فانظروا هل يكون وهل يبقى إيمان هذا القائل ؟ ونحن إن شاء الله تعالى على قصد بناء المدارس فى الأماكن المتعدّدة والبلدان الكبيرة لقراءة العلوم . ولخل اله كماتى يكرق مهيا لنا وناصرا . وهو المستعان . وعليه التكلان . وحسبنا الله ونعم الوكيل . ولم يبق لنا معين إلا هو الله الواحد القهار . ولعلّ الله يقرأ على الكفار والأعداء الفجار «( وك مَحْرَا مَك محكْرًا وَهُملَاسنْعُرُوت »© (١‏ فأنظ زكنْقكه حكانت عَعِبَهُ عقي مَكْرِهِم نا 2 مَمْتهُم مَقَوْمهْ مي 4 ٠‏ مَك يوه حاوس ةيما طلموا ات في مَلِكَ ديه لَقَوَمِ يَمَلمُورت » د افك راكذا تت 4 د «إعَقيلَ دار الور اين موا وكطسَدُ َرَت العلِيَ © ٠‏ اللهم فرّق جمعهم . وشتّت شملهم . وسلّط عليهم عدوا يهلكهم إلى آخرهم كما سلطت عليهم قبل سلطان يافونيا إنك على كل شيء قدير . وبالإجابة جدير . وأما الشيخ المرشد الحاج عبد الرحمن أفندي حين أرسل إلى صبير ووصل إلى تمرخان شوره سأله عبد القاهر الغزانشي العليا: مَنْ ملكوف ؟ وقال : ما تريد ؟ وما تفعل بهذا الشيخ الهرم بإرساله إلى صبير ؟ ! فهَبْه لي فإني أحفظه عن كل ما لا تريده ولا يليق بكم . وإني ضامن له . فوهبه له . وكان الشيخ عند عبد القاهر معظماً محترماً سنين . ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى في ١144‏ . ودفن هناك أي غزانش وأما أبناؤه الآخرون . وهم : العالم العالي . حائز رتب المجد والمعالي . سيد العلماء . وأزكى الفقهاء ؛ المهاجر الحاج محمد أفندي . وسيد الكاملين . ورئيس المدرّسين العالم العلي أحمد دبر أفندي . فإنَّ حاج محمد قد كان قصد لرجوعه إلى الوطن إلى أبيه ٠‏ وحين كان على هذا القصد ؛ مرض في كاوّراضمير بلدّ مشهور في الدولة العلية العثمانية . وكذا مرض أحمد دبر في بلكان بلد مشهور في ولاية جار. تعافات الجاج محبد فيها » ومات أحمد في بلكان ٠‏ وموت الحاج محمد أفندي تقدّم على موت أحمد بثلاثة أشهر . ولما وصل كاغذ الحاج محمد بموته مات أحمد في بلكان . وذهب كاغذاهما معاً إلى الشيخ الحاج عبد الرحمن أفندي ٠‏ فصبر على ذلك . بحيث يعجب عليه العلماء . وكل العقلاء 2 وكان ذه يُصبّر لمن كان يبكي من أقربائه وأهل قريته . ولمن جاء للتعزية من إخوانه وأصدقائه . مع كون مثل موت هؤلاء بلية عظيمة . ومصيبة جسيمة . ومن المعلوم أن موت العالم موت العالم . وماتا في 5 رحمههما الله . ورزقنا من بركاتهما . وداه ودفن العالم أحمد عند العالم الكامل والشجاع الباسل الحاج إبراهيم بن أحمد الحروخي . الذي مات في 1703 . ودفن في مقبرتهم المشهورة الكبيرة . وأما الشيخ العالي في استغراق نور ريّه . الفاني الشيخ محمد الهخالي قدس سره الغالي : فهو الإمام الواصل ٠‏ والمرشد الكامل محمد أفندي . والهخال بضم الهاء والخاء المعجمة اسم قطعة سفلية من بلدة غازي غمق . ٠‏ فإنه ذء كان سيّاحا في مدن الإمام الشيخ شاميلٍ . ٠‏ وناصحا لهم . وأهلاً لقبول الموعظة وإيقاع المصلحة . وكان عارفاً في العلومٍ العربية . وماهراً ذ فى الفنون الأدبية . ملازماً لكمالات الطريقة . ومجتهداً لارتقاء أعالي الحقيقة . وكان رحمه الله تعالى في كل وقت على طريق رياضة النفس . حتى جاءه الأجل ٠‏ وكان مهاجراً من وطنه إلى ديار ولاية الشيخ شمويل مع شيخه جمال الدين ؛ لكون أهله ووطنه في قبضة الكفار. وتولية الفجار . ولقد حكى لي ضيفنا الكريم الحاج شيخ صوفي الذي كان مهاجراً في قرية ورب تسع سنين . أن الشيخ الشهير . والبدر المنير الشيخ محمد الهخالي قال لامرأته النغورية : إني أريد أن أسكن ذ فى الرياضة والخلوة مه ة أزيعين يوا ,عالق أريد أن أشتري كيلاً من سلْتَ لكونه نفقة لي لتلك المدة . فقالت : إني أبيم لك كيل السلت ٠‏ ولا تذهب للأغيار . فباعت له كيل السلت بقروش . ثم نشرته في الشمس فوق سطح دارها لينْسه ولكون سويقه أجود . فلما يَِستْ قالت امرأته “كات الخد ريت فدونكها . فحضر إلى البيت . ونظر إلى كيل سلته . فقال : إنا لله ! لم يفد لي هذا الكيل . فقالت : لِمَ ؟ قال : حين نشرته في الشمس نظر إليه امرأة لا تصلي : ٠‏ ووقع بصرها عليه ٠‏ ولا يمكن أن آكل ما وقع عليه بصر رجل أو امرأة لا يصلي . فهذا الكيل والقروش الذي سلمتٌ لك فهما لك . ع ولا أحتاج إليك . ودخل في رياضته بلا قوت ونفقة . مع رفيقه العارف بالله الشيخ يوسف الخناوي المذكور . فلما توسَّط أمرهما في الرياضة جاء السردار الكبير بجنود عظيمة ؛ لا قبل لأحد لها؛ على الإمام شاميل أفندي على ذَرْعْ . فبوصول الآفة من « درغ » من تلك الجنود الخبيثة ؛ لم يقدرا لوقوفهما في رياضتهم'" . وخرجا من الرياضة . وارتحلا إلى « درغ » للجهاد . فبعد ذلك كان ما كان؛ فانظر إلى تورّع العالمين الكريمين . وطهارة طبائعهما . وكمالة رياضتهما . سبحان الله تعالى ! إن هذا لشيءٌ عجاب . وكرامات الأولياء حق . ووجب كونها حقّاً . اللهم ارزقنا بركتهما وبركة أمثالهما . مهم وقبل هذا بأربع سنين كنت ذهبت إلى قرية «١‏ شتّلي » من قرى عندلال عند بلدة ثغور ؛ وهي قبيلة منها . متفرّقة عنها ودخل في سلكنا حينئذ الشيخ الهرم العالم الشيخ شمخال دبير الشتلي . فقلت له : يا شمخال ! إني أراك قد بقيت إلى الآن بلا أستاذ . ولا لأحدٍ بمريد ؛ مع أن في أقرب بلادك . وأدنى أقرانك كان الشيخ الشهير والعالم النحرير الشيخ الحاج عبد الرحمن الثغوري مرشداً للأنام . وهادياً للعوام ! كيف تأخرت بلا انقياد له . حتى صرت شيخاً هرما بلا استسلام له ؟ ! فأجاب لي . وقال : يا ولدي ! ويا شيخي وأستاذي وقرة عيني ! بسبب تأُري حكاية عجيبة . وقصة غريبة » وهي أني كنت ذهبت إلى بلدة الإمام شمويل أفندي ٠‏ ذَرْعْ » . حيث كان هناك أميراً على الولايات الأوارية . وحاكماً شرعياً على البلدان الداغستانية . ووجدتٌ عنده قطب الإرشاد . وغوث الإمداد . شيخ المشائخ : الشيخ جمال الدين أفندي , وجماعة كثيرة حوله في بيت أمير المؤمنين الشيخ شمويل . من العلماء . في قرية ثغرال . (منه)‎ )١( الأعيان . والوكلاء الأعوان . فجاء بعض مريدي الشيخ من القرى البعيدة لديه - أي الشيخ جمال الدين أفندي - . وكان عنده حينئذ في ذلك المجلس الشيخ الحاج عبد الرحمن . وقال الشيخ جمال الدين أفندي لهم : يا أولادي وإخواني ؛ قد طال مسافة بيني وبينكم . وكثرت الطرق والجبال بيني وبينكم ؛ فإني الآن أرى الآن لكم مصلحة أن تذهبوا حين أردتم زيارتي إلى الشيخين المتروكين عندكم وفي قربكم ؛ الشيخ ممّ دبير الرَوجي . والشيخ محمد الهخالي قدس سرهما . فإنكم تجدون عندهما ما تجدون عندي ؛ فمن أطاعني فليطعهما . ومن أرادني وأحبّني فليردهما وليحيّهما . فإني أقمتهما مقامي في ليلي ونهاري . وقعودي وقيامي . ومن انّبعهما وانقاد لهما يجد عندهما ما يجد عند أبي يزيد البسطامي . والشيخ جنيد البغدادي قدس سرهما . ولم يقل الشيخ جمال الدين أفندي . ولم يذكر مع الشيخين ممّ دبير ومحمد الهخالي مَنْ كان عنده وفي مجلسه الشيخ الحاج عبد الرحمن أفندي الثغوري . وحيئئذ تغيّر لونه ٠.‏ وارتعد أعضاؤه . ولأجل ذلك يا ولدي الشيخ شعيب أفندي لم أذهب لتلقين الأوراد عند الشيخ الحاج عبد الرحمن . وتأخَّرت بسبب تكاسلي عن ذهابي لدى الشيخ ممّ دبير . وفات عني الشيخ محمد الهخالي بلا طول زمان . انتهى ما قاله الشيخ الهرم العالم شمخال الشتليّ . فقلت له : يا أبي الشيخ شمخال دبير . أحنٌ ما يقول الناس أنه لما أراد الشيخ جمال الدين أن يقوم إماما يوم الجمعة لصلاة الجمعة في « درغ » في ولاية أمير المؤمنين شمويل أفندي جرّه الحاج عبد الرحمن أفندي إلى الخلف . وقال : تأخَّر إنك لا يجوز لك أن تقوم إماماً لي وإني عالم وحافظ . وفلان وفلان. إلى آخر ما قال . فتأخر الشيخ جمال الدين . وأراد قطع النظر عنه وإخراجه عن سلكه . ولكن بصبره وكثرة حلمه تركه في ذلك المقام. وقطع سلكه عنه'“. وأخرجه . بعده . (هامش الأصل)‎ )١( 1غ من بين إخوانه ؟ ! فقال: يا ولدي'" هو حق صادق. وصدر تلك القصة . ولكن لم تصدر في مجلسي . وأخبرني بذلك مَنْ كان في ذلك المجلس . انتهى ومما يقوّي هذه الحكاية : ما أخبرني به شيخنا وسيدنا الحاج أحمد أفندي التلالي قدس سره العالي أنه قال لي يوما : هل تعلم حال ومقام محمد حجيو الككني المهاجر الكائن في لْمَاألآن الآن ؟ ! فقلت : لا أعلم . فقال رحمه الله تعالى : إن مشائخ الديار الدولة العلية لا يسلمون ولايته ولا مشيخته . فقلت : لم ؟ فقال: لأنهم يقولون له أن سلسلته لم تتصل بشيخ مرشد كامل . وليس له سلسلة . فقصصت له القصة المذكورة . فتبسّم وضحك رحمه الله تعالى وقال : سبحان الله تعالى ! يا ولدي شعيب أفندي ؛ إن انقطاع سلسلته من الشيخ جمال الدين بسببه . وله عِلّل أخرى . وأي انقطاع أكبر من هذا ؟ ! فتحيّرت وقلت : يا شيخي حاج أحمد أفندي ! إن محمد حجيو يذَّعي الولاية الكبرى . فكيف يمكن له ذلك ! فقال : ستعرف وترى غيّه وعاقبته . ولله الحمد ؛ رأينا عاقبته . وسمعنا الآن وقبله حاله وحال مريده ومأذونه الذي مب ادُعاؤه وذكره؛ والله إن شاء الله تعالى لا يكون لمن ليس له سلسلة متصلة إلى رسول الله يتل . إلا الخسارة في آخره . والخيبة في عاقبته . ويختلط الشيطان تن ك3 ويشيط العريد والشيخ في: قعله ٠‏ ولا يصل إلى مقامه . ولا يقرب إلى ربه - ولو عبد عبادة الثقلين - . ولا يحصل له إلا مطاعم الجنة الأخروية . وملاذ دار الجلال المدّخرة . ومن المعلوم أن المطاعم )١(‏ وسمعت شيخنا المرحوم الحاج عبد الرحمن ن العسوي قدس سره يحكي هذه القصة بعينها . ولكن الشيخ إلياس الزدقاري ذكر في « سلم المريد » أن الشيخ محمداً اليراغي أذن للشيخ عبد الرحمن الثغوري ٠‏ ولم يذكر أن الشيخ جمال الدين أذن له . والله أعلم . (حسن حلمي) . اللهم وإن كان مجازاً منه لكنه لم يمش على ما مشى عليه محمد اليراغي . وغيَّر الأصول . ومَنْ غيّر الأصول . فليس منهم . كما قال بذلك سيد الطائفة خالد قدس سره (منه حسن حلمى القحى) . لاغ والمآكل والمشارب لا يعتبرها عابد ناسك . إلا مريد هالك . فضلاً عن أكابر الأولياء . وأمائل النجباء ؛ فإنهم لا يعبأون إلا وجهه جل جلاله . ولا يريدون إلا قره ورضاه . ومن المعلوم أن الصلاة لا تصحٌ إلا بوضوء . والقربة لا تكون إلا بمرشد كامل اتصل نسبه برسول الله يو ء إلا من جذبه الله إليه بالعناية الأزلية . والإرادة الربانية . وذلك نادر فى السلف الصالحين . وكيف فى الخلف الفاسقين ؛ الذين أيامهم اتصلت بيوم القيامة . واختلطت أشراطها بأحيان الطامة . وبكثرة المشائخ المدّعين تهلك الدنيا . وغلبة فسق العلماء ينهدم دين الإسلام . وما أحسن ما قيل : فسادٌ كبير عالم متهتك 2 وأكبر منه جاهل متنسّك ولنرجع إلى ما نحن فيه . ولقد كان الشيخ محمد الهخالي . كما أخبرنا به مَنْ رآه في نصيحة الخلق بلا غاية . وإرشادهم بلا نهاية . ولقد من ولاية الكفار للنصيحة إلى القرى والبلدان . ونصح للعوام والأعيان . فأخذها أقلهم . ورماها أكثرهم . وكان الشيخ جمال الدين أفندي قال للشيخ شمويل قبل خراب الشيخ شمويل أفندي : ندعو الله ونتضرّع . ولعل الله تعالى يدفع عنّا ذلك الأمر العظيم الذي لا نقدر تحمٌّله . فقال له الشيخ جمال الدين : لا بُدَّ من ذلك أنه قد صعد دعاء المظلومين إلى فوق العرش فأجاب الله تعالى له , ووقع الحجاب بين الله تعالى وبين دعائنا في هذا الأمر . فكان الأمر كما 11 قال الشيخ جمال الدين قدس سره . وصعود دعاء المظلومين إلى العرش سببه أنه كان أكثر وزراء أمير المؤمنين الشيخ شمويل أفندي ووكلائه في آخره . وخاصة محرّره الجركادي . ومديروه ونوّابه وقضاته خانوا في أحكام الشريعة وإدارة الأمور الإسلامية . وظلموا الخلق الذي حولهم الذين في يد الدولة الروسية ؛ الذين هم ضعفاء لا يطيقون الهجرة والنصرة لهم . باختلاسهم ونسائهم وذراريهم . وبيعهم . مع أن اختلاس الأحرار وبيعهم لأنفسهم حرام . واكلهم أموالهم واموال غيرهم ممَّن كانوا في ولايتهم . وغيرها من المفاسد التي لا تحصى . وحق فيهم مضمون قوله تعالى لإوَينلك الْقُرَىت أَمْلَكتهَ لما ظََا جنا لمهَلِكهم مَوهِدًا # . ومعنى الحديث القدسى « إذا عصانى مَنْ يعرفنى أسلط عليه مَنْ لا يعرفني »2 . وأما الشيخ شاميل في أول أمره فقد كان في نظام في أمره . وطهارة في شريعته وإدارة أحكامه . وكذا كان وزراؤه ووكلاؤه وأمراؤه . فحين كانوا كذلك كانوا قد فتحوا بتوفيق الله تعالى اثني عشر قلعة من قلاع الكفار التي كانت في ولايته . وأما في الآخر فصار أحوالهم على عكس أحوالهم في الأول . فقلب الله تعالى عليهم الأمور . وانعكس التوفيق بالخذلان «9 وَحَرّوا سَيَكَوَ وقال بعض مَنْ كان في مجلس الشيخ شمويل أنه تكلم يوم وقال : إنه كان يعلم من كل مَنْ رآه أن هذا من أهل الجنة . وهذا من أهل النار ٠‏ وأما الآن فلا أعرفه . وإذا كان آخر أمر الشيخ شمويل أفندي جاء السردار الأعظم بجنود عظيمة التي لا قبل لأحد بها . وحارب على قريته الدرغيّة مدَّة شهر . بحيث كان يرمي إلى الباب الأعظم في القلعة الدرغية مائة مدفع دفعة . وكذلك إلى غيره . وكان يظن الرائي لذلك 1 المكان أنه قد قامت القيامة في هذا المكان . فخرج الشيخ شمويل مع جنوده وذراريه من الديار الدرغية . وصعد إلى ولاية « عَنْد ؛ . ثم هرب منه إلى شاهق عُنب . ثم أمره هناك مانا يتوإن يه َحِمُوتَ ‏ «9 لايل عَمَا يَعلٌ وهم سحاو يت #4 ولعل الله تعالى يفتح بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين . والآن حان أن نقول : #إمَىٌ تَصرْاس آلا ران تصْرَ أ ربب ©: والظلمة لا يهلكون إلا وقت كثرة ظلمهم على رعاياهم . والآن قد كثر ظلم الأعادي . وظلم الصحاري والبوادي . من غلبة الكفار . ومنافقي الفجار . وامتلأ المدن بهم والبلدان . حتى لا يسعهم القرى والميدان . الله الله الله أنت وليّنا لا وليّ لنا غيرك . وأنت وكيلنا لا وكيل لنا سواك . وأنت تعلم ما في قلوبهم من تبديل دينك القويم . وتغيير صراطك المستقيم . فإن حفظته فأنت أولى به . وإن تركته فمن يتولاه ؟ ! ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم . يا ويلنا وكيف حالنا مع كوننا في آخر الزمان في هذه السنة 1574 !! اللهم إذا أردت بقوم سوءً وفتنة ؛ أخرجني مع أهلي منهم . واقبضني إليك ونحن غير مفتون . وأنت على كل شيء قدير . وحفيظ ومجيب لكل مضطر . بشارة عظيمة يحققها الله تعالى إن شاء الله تعالى حكانيها ضيفنا العاقل الطريف . والشجاع البطل المنيف ؛ الحاج شيخ صوفي الجنيغي رحمه الله تعالى أنه قال : حين كنت مهاجرا في ولاية داغستان الشمويلية . كان كثير دوراني . وغالب سيراني ؛ مع الشجاع الهمام . والبطل الإمام . ثمرة قلب أمير المؤمنين . وسيد الموححدين ؛ ابن الشيخ الغازي شمويل أفندي الراضي غازي محمد . ولم يكن شيءٌ ما له مستوراً مني . حتى تدبيرات نكاحه وطلاقه ! وكنا كالأخوين الشقيقين والصديقين . ثم في 6 لما ذهبت لزيارة بيت الله الحرام . ورؤية روضة سيد الأنام , وصلت يعد إتمام حجي وعمرتي إلى المدينة المنوّرة . وحضرة الرسول مِكَلُ و 6 المطهّرة . ودخلت المسجد النبوي والحرم المحمدي # . وجدت هناك صديقي القديم ٠‏ وروح جسدي الحليم . ٠‏ غازي محمد فشا . فقلت له : أتعرفني ؟ ! فقال : لا . فقلت : كيف لا تعرفني وأنا أخوك وصديقك شيخ صوفي ؟ ! فقام واعتنق بي ورحّب بي وبكى بكاء كثيراً من تزكر الأحوال التي كان بيني وبينه . وحملني إلى بيته وحدي . وسألني عن أحوال ولاية داغستان . ورجالهم الذين كان يعلمهم فرداً فرداً . فأخبرتهم بما أعلم ؛ فقلت : أما أحوال داغستان فخرابة . وأفعالهم فخبيثة . وقبائح أعمالهم فكثيرة . وكفارهم ومنافقوهم فغالبة . وقد ملا أوديتها بظلمة العادات . وكثرة المنكرات . وقلة العبادات . وترك الشرائع . وغلبة البدائع ؛ حبُهم مع الكمّار . إلا من عصمه الله الغمّار . وقد ملئت بالفجار . فقال # : هل وضعوا الخراج على أوقاف المسجد ؟ ! قلت : نعم . فقال : الحمد لله ؛ إن شاء الله تعالى قرب وقت انجلائهم . وتخريب مَنارهم . فقلت له : كيف تعلم ذلك ؟ ! فقال : إن شيخي ووالدي الشيخ أمير المؤمنين شمويل أفندي قد كان أوصاني بثلاثة أشياء . وقد خرج وتحقّق شيئان وَوُجدا. وأظنّ وأعلم أن ما قلت لك وقصضتٌ إليك هو الثالث من الثلاثة . وكما ظهرا كما قال . يظهر هذا بلا ريب إن شاء الله تعالى . انتهى حكايته . قلت : ما قاله الإمام الأعظم الشيخ شمويل الأكرم سر تحقّقه ووجوده في الخارج إن شاء الله تعالى أنّ ملك شخص إذا وَقفهٌ وقفاً عامًا خرج ذلك الملك من تملّكه ٠‏ ولا يبقى تملّكه إلا بيد الله تعالى ؛ وإن كان الانتفاع بيد الموقوف له . كما في الكتب الشرعيّة . فالآن إذا وضع الي 0 اتير 7 0 6الر ولق 45 فيأخذ هذا إن شاء الله تعالى . وأما الشيخ المنير . والحبر العالم النحرير حج خليل أفندي الجنيغي السمبوري قدّس سره السّاري . 6 ولد هد في ١777‏ ونشأ نشأة لطيفة ٠‏ وقرأ العلوم الدينية حتى وصل وارتقى إلى تفنين الفنون اللّدنية . كان #ه شديد الأعضاء . كثير الإغضاء عن جميع الأشياء . سوى ربّه ذي العزة والكبرياء . وعمّر وكبر في حدود قريته الجنيغيّة والكلوكيّة . ثم لما اشتد شوكة الإمام شمويل أفندي في الدّيار الداغستانية لإعلام الكلمات الربّانية . وتجديد الرسوم الإسلامية . وتحديد الحدود الشرعية المطهّرة بعد اندراسها . وتكميل الأحكام الإيمانية بعد انخرابها , لأنّ ولاة الداغستان قبل ولاية شمويل والإمامين الأكرمين غازي محمد الشهيد . وحمزة الشريد الشهيد . كانوا أهلاً اعتادوا رسماً شيطانياً . و عادياً . وكانوا يعملون في كل وقت بالرسم لا بالشرع . ولا يستمعون إلى وعظ العلماء ونصيحة الخطباء . وكانوا دائمين على هذا الحال الفظيع . والأمر الشنيع . قائمون على أمر العرفاء الجهلاء . الذين ليس فيهم رائحة من العلم والمعرفة الذين هم أهل النار بنصّ الحديث والقرآن . ترك" . الشيخ الحاج خليل أفندي الجنيغي وطنّه . لأنه في ولاية ودولة الروس . وهاجر مع الأمير دانيال سلطان الإيليسويٌ مع الأهل والعيال في 151١‏ . ووصلوا إلى الحضرة الشمويليّة . والبلدان الشرعية ٠‏ ونزلا في قرى ١‏ قَرَلَل » . ثم بعد مدَّة وُلّي دانيال سلطان مديراً في قرية « عرب » ومديراً لمن حواليها من القرى والبلدان على التواب الأربعة : نائب « قضّر» و« قَرَلَلُ » وه مكراط » و« رسعور» . وأما حاج خليل أفندي بقي في قرية هجده - قرية من قرى قَرَلَلَ ٠‏ ودخل في سلك الإخوان للشيخ جمال الدين ٠‏ وراض في القّلة التي في طرف الوادي هناك - كما رأيئّه - وقال كل أهاليهم : إن هذه القّلّةَ مكان رياضة الشيخ حاج خليل أفندي . ومقام وصُوله . 299 اجواب“لما: ثم لما خرج من رياضته . خرج كاملاً ٠‏ وكان دخل كاملا ٠‏ وانفتح قلبه . ونار لبّهِ . وكان في أيِّ قبر تفكر يعرف مَنْ فيه وحاله . وكشَّفَ لأهل تلك القرية مكاناً خراباً ليس فيه أثر القبر . وقال : في هذا المكان قبر رجل صالح لا تواطئوا عليه . ففتَّسُوا؛ فوجدوا الأمر كذلك . ثم اجتهد وارتاض نفسه . وانقادت له وأطاعت . بحيث صارت نفسه الأمّارة مطمئئّة . وراضية مرضيّة . لا تأمره إلا بخير . كما كانت تأمره من قبل بشرٌ . ووصل إلى مقام الكمال والإكمال ‏ بحيث لا يمكن بيانه إل بالإجمال ٠‏ فسلم إليه أستاذه الشيخ جمال الدين أفندي أفندي رسالة الإجازة. وكتاب الكمالة . وصار من المرشدين الكاملين . والمشائخ الواصلين . ثم اجتهد الشيخ حاج خليل أفندي بعد ذلك لتكميل المقامات . وتجميل المراقبات . ثم أجاز الشيخ جمال الدين إجازة تامّة ثانياً لتجديد الإجازة الأولى ٠‏ وكانتا مكتوبتين بخط الشيخ جمال الدين نفسه . كما رأى هذا المؤلّف الفقير . والمصنف الحقير تيِنكٌ الإجازتين بين كتب الحاج خليل أفندي . وكان الشيخ حاج خليل أفندي خمول النفس . ستور الجسم . حتى كان وجهه محجوبا عن الناس بالحجاب لثلا يرى ما لا يليق . ولئلا يقع بصره من المحرّمات ما لا يجوز ؛ وخاصّة من الكفار . ومن رؤية أهل مودّع الفجار ؛ لأنه كان شديد العداوة لهم . وكثير التجنّب منهم . ولأجل ذلك دس من طرفه بعض معانديه . وقال: إن الحاج خليل الجنيغي قد لبس الخرقة على وجهه . وأرخى الحجاب على جمسه . لثلا يرى النائب والنجانيك فنادوه قبالتهم . وقالوا : يا أيها المريد الشيخ - قاصدين استهزاءه - ما هذا الحجاب الكائن على وجهك ؟ ! وهل يجوز كونه على وجوه رجال ديتكم ؛ إلا على وجوه النساء ؟ فإنّا قد سمعنا أنك قد جعلت الحجاب على وجهك حذراً من رؤيتك إيّانا . فإِنّا نرسلك إلى ولاية الروس لكي ترى كثيراً مما كانوا هنا . فقال: إِنَّ الناس قد دسّوا 0 إليكم ؛ فإني إنما أحجب لأن عيني مريضة . وإِنْ خلعت عنها جلبابها تمرض . وإِنْ الواشين الذين دسّوا إليكم هم الكاذيون . وهم لي معاندون . فلم يؤمن الملاعين النائب والنجانيك لقول الشيخ حاج خليل أفندي . وأرسلوه إلى صبير . فكان هناك عدّة سنين . مع قلة الخراجات الكائنة من فاتشاء الروس . وكثرة مؤنته . فأعطى العريضة له لإكثار خراجه . أو تاخلينه إلى ينه يعد التي واللنا : خلرا سميله إلى أهله ووطيف ثم قصد للزيارة والحج . ثم لما رجع منهما ووصل إلى تربة « كرجستان » بين بلدة « تفليس » و« صغناغ » . مات هناك ٠‏ ودّفن في موضعه . ولا يُعلم موضع قبره هناك . إنا لله وإنا إليه راجعون . في ١١9١‏ . ولقد أخبرني شيخي وسيّدي وروحي وسندي الشيخ العارف بالله والمعتصم بحبل الله ذو الغيرة الشديدة . والمروّة الأكيدة . السيف الصارم لأعداء الله . والرمح المغروز لمعاند دين الله . الشيخ حاج قصي أفندي الجنيغي - الذي مرّ ذكره قبل - أن الشيخ حاج خليل أفندي كان أستاذه في الطريقة . وأجازه في الحقيقة . ووالد حليلته رابعة . وكان الشيخ حاج خليل أفندي ذا ورع في الدين . ومتواضع لكل أحد كالطين . لا يفتر ولو لحظة من ذكر الله . وأكثر ذكره بالمراقبة مع ربه والحضور بقلبه . وكان صاحب الكرامات العجيبة . والكشوفات الغريبة . ولكن لم يكن يظهرها لأحد . لأنها حيض الرجال الأكابر . وتمنع إظهار السرائر . إلا ما وقع فيه الاحتياج . بحيث لا يبقى إلا بإظهارها علاج . أو بإذن المشائخ الأساتذة . وهو نادر . ولقد حكى لي شيخي المذكور أن شيخه حاج خليل أفندي قدّس سرّه أرسلني إلى الشيخ الأعظم والقطب الأكرم ؛ الشيخ محمود أفندي الألمالي إلى القرية الألماليّة لأجل حاجة ضرورية . فذهبت ووصلت إلى بيت الشيع محفوه أفندي قنسن سيره فلم أجدةء مالك أهلة عن مكانه . فقالوا: إنه ذهب إلى البيت الفلاني لأجل إتمام أمر الوليمة , م6 فذهبت إلى ذلك البيت . وكنت في ذلك صغيراً واصلاً حدَّ البلوغ . ووصلت ووقفت خلف الشبك في الخارج بلا دخول إلى محلة ذلك البيت . ونظرت إلى ذلك البيت . فلم أرَ الشيخ محمود أفندي في المحلة التي قبالة البيت - والمحلة : الفضاء الواسع الذي يكون في قرى ولاية جار قبالة البيت . لوسع أرضهم وأمكنة قراهم - ووقفت كذلك مدّة . ثم نظرت من خوارق الشبك . فإذاً خرج الشيخ محمود أفندي من البيت وخلفه جماعة من الرجال والنساء . وهو رجل لونه مائل إلى سّواد , وهيئته هيئة عربيّ طويلٌ نحيفٌ . نظيف - فلما توسّط في المحلة ناداني : يا ابن الجنيغي تعال إليّ ! ولم أكن في مكان يراني ببصره إلا ببصيرته . فأسرعت وذهبت لديه . ووقفت قائماً قبالته ٠‏ وهو كذلك ٠‏ وقام الجماعة كذلك . ثم قال لي أقوالاً كثيرة . وضحك لي وتبسّم تبسّماً أكيداً . وذلك بانعكاس حالي له . وكنت حينئذ كالحطب اليابس المحروق في لهب نار عظيم ٠‏ فقمنا كذلك مُدَّةَ ساعة . ثم ثم خرج من بينهم رئيسهم . وقال بالأدب ؟ يا شيخ أفندي إحَضْرَئلرِي أنَّ هذه الخلائق واقفون . وإليكما ناظرون . فهل لهم سبيل للمرور؟ فقال حاج قصي أفندي : فنظر الشيخ محمود أفندي إلى ذلك الرئيس . والتفت كالتفات رجل مغضب . وقال : يا فلان ليس لكم خبرٌ أني قد وقفت لأن الجبل العظيم قائم قبالتي . ولا أقدر الصعود منه ؟ ! ثم قال الشيخ : يا ولدي ! اذهب إلى بيتنا . وقف هناك حتى أصل . وإذا وصلت أتمٌ حاجة شيخك وأخينا الشيخ حاج خليل أفندي . فذهبت إلى بيته . فبعد مدَّة وصل إلى البيت . فقضى حاجتي . وأتمّ بُغْيتي . وأرسلني إلى قريتي « كزتراخ » لدى الشيخ حاج خليل أفندي قدس الله تعالى أسرارهم العلية . وهذا رؤيتي للشيخ محمود أفندي ببصري . ولم أره بعد . انتهى ما قاله شيخنا العالم حاج قصي أفندي وحكايته قدس الله أسرارهم . ورزقنا الله تعالى من بركاتهم وفيوضاتهم آمين يا أرحم الراحمين . 1:6 وأما الشيخ الجليل ووليّ الله الجميل الشيخ عمر لمحمد الهنوخيّ القراخي قدس سره . ولد ذه في 1559 . لا يخفى أن أكثر آبائه وأخيه الحاج دبر العلآمة في العلم والعمل , والورع كأبنائه : العالم العامل . والتقي النقي الفاضل . الدرويش الأكبر . التارك لما سوى الله الأكبر . ديرضّل محمد . والعالم الشجاع . والضرغام الصّنديد المطاع ؛ نائب الإمام الأعظم أمير المؤمنين شمويل الأكرم الذي مرّ ذكر قليل مناقبه الشيخ العالم الألمعي . والمتورع اللوذعي . الحاج حجيو . كانوا كلهم وأكثرهم أرباب العلوم والعرفان. وأصحاب ذوق ووجدان . ومات الشيخ الهرم دِبِرصّلٌ محمد في 17١١‏ وكل أولادهم وأحفادهم ذ في الحين . ان العالم العابد . والفاضل الراكع الساجد . سيد الفقهاء . وسند العلماء . الحاج بالحرمين . الحائز بزيارة سيد الثقلين الحاج ابن حجر . وهو الآن في تصنيف كتاب ١‏ الفتاوى » في الفقه . وأبناؤه العلماء الكرماء العالمين ابن قاسم واخوردلو أدامهم الله تعالى على العلم والعمل . وونّقهم لما ينفعهم . وقصر الأمل . في ملازمة'" العلوم الشرعية . والفنون الأدبيّة . أدامهم الله تعالى وذريّتهم وأولادهم وأحفادهم . وأولادنا وأحفادنا إلى يوم القيامة كذلك على العلم والعمل . آمين يا رب العالمين . ويا أرحم الراحمين . وأرغم الله تعالى أنوف أعدائهم . وأذل الله أمور حسّادهم آمين . 401 خيرٌ. ك6 وكان الشيخ الأمين . والولي المبين ذا ورع متين. ولسان وكان له محيّة تامة ومودَّة عامة من كل إنسان وجان . حتى من كفار وجن وشيطان ٠‏ كأنه قرئ عليهم في حقه © وَأْلصَيتٌَلِكَ نحَنّةَ مَق ومع عق 4 . ولأجل ذلك كان السلطان الأعظم آغا لارخان ؛ مع كونه في يد الدولة الروسية . والحكومة الشيطانية ٠‏ وأتباع الأهوية النفسانية . وكذا رفيقه عدوٌ الله تعالى ورسوله الذي كان مع جميع جنوده موكّلاً لمحاربة الشيخ شمويل . غنارال مايور أرغوت التّصراني . كانا يُهُديان للشيخ عمر لمحمد مرّة عشرة ذهّب . ومرة عشرين . [ومرة] ثلاثين . وكانوا مع كونهم وعلمهم بأنهم أعداء الله تعالى ورسوله يطليوق منه الاعاء .ول يكن الشيخ شمويل أفندي يشك في ما فعله الشيخ . وقبول هديتهم ٠‏ لأنه كان أمينا لا تصدر مثة الحيانة + ولا يضدر شه للدين إلآ الأعانة . وكان الشيخ الشهيرٍ ٠‏ والبدر المنير . عمر محمد كهفاً للمظلومين . وعوناً للمكروبين . وغوثاً للمضطرين . كيف لا؟ ! وإن أمير المؤمنين وإمام المسلمين الشيخ شاميل أفندي إذا أمر بقتل شخص . أو بتعزيره . كان ذلك الشخص المأمور بقتله يلتجئ إلى الشيخ عمر محمد ٠‏ ويخلصه من القتل والتعزير ما لم يكن القتل ثابتاً عليه بدليل بداهي شرعيّ . وكان كل نوَّابٍ الإمام يقولون له : إن الشيخ عمر لمحمد يمنعنا من إدارة أمورنا . وتحديد حدودنا . وفعلنا ما نريده . وحكمنا بما نقصده , وكان الشيخ الإمام شمويل أفندي يردّهم عن أقوالهم . ويقول لهم : إني أمير لكم وإنكم أمراء الولاية . وإن الشيخ عمر لمحمد أميرٌ كلنا . لا بد لي ولكم من الإطاعة . إنه رجل خصّه الله تعالى بالدرجات . وآمنه على كل المقامات . وقولوا له قولاً لينا ٠‏ ولا تقولوا له كلاماً خشناً ٠‏ فإنه لا يفعل إلا ما فيه صلاح وصواب ؛ فالواجب علي وعليكم الإطاعة له , والانقياد والاستسلام له في كل أمر ونهي والسلام . /اضمء وكان بين الشيخ عمر لمحمد وبين قبد محمد الطلقي رحمه الله تعالى شحناء حين كان مديرا فى قلعة عرب وقراها وولايتها . لانعزال ذاقيال لطا نه بوقرع الحيت هلد ميقه برروكان فب ميحيلة زا رليم الشيخ عمر لمحمد. وكان يحقده ويحسده . وأراد الإضرار له . ودسّ من طرفه لأمير المؤمنين الشيخ شاميل بأنَ عمر لمحمد خائن في الدين . وأنه يريد هدم شريعتنا . وخراب طريقتنا. وأن لسانه معنا وقلبه مع أعدائنا ؛ فالواجب عليك . وعلينا أن نفعل له ما يليق بما فعله ويفعله , وأنه يأخذ من الكفار الهدايا بحيث يملا الزوايا والخبايا . فإن لم تفعل له تعزيراً . فأدَنْ لي أن أفعل ما فيه تنبيه له ولغيره . فلما عرف الشيخ هذه الدسيسة خاف على نفسه . وعلى فوت دمه . فهرب إلى الديار الدّرغيّة . والحضرة الشمويلية . فقام هناك وسكن في اطمئنان وراحة . فلما رجع دانيال سلطان إلى ولايته العريّة بعدما كان معزولا منها وَوٌلي على مقامه الأول رجع الشيخ الكامل عمر لمحمد إلى وطنه قرية نهوخ ؛ ؛ لأن دانيال سلطان كان صديقاً له . لا يصدر عن أمره. ولا يخالف عن مرامه . فرحمهما الله تعالى . وأنا الفقير المؤلئف ٠‏ والكاتب المصنّف . الذي دخل في سلك المؤلّفين بالتكليف . وزمرة المصفين بالتعنيف. قد كنت فى ١١194‏ تلميذاً لدى العالم الأعلم شيخنا الأكرم المذكور الشيخ الحاج ابن حجر . فكنتٌ وكذا كان كل التلاميذ كنا إذا أشكل علينا مسألة من مسائل العلم . ووقع لنا إشكال في الدرس . نذهب إلى ضريح الشيخ عمر لمحمد رجاء لبركته . وفهمه بلحظته بنظر روحانيته الكريمة . ففي يوم ذهبت إلى ضريحه وكنت أقرأ « تحفة » العلامة ابن حجر من النذر لزيارته أولاً . وحلّ إشكال درسي ثانياً . فذهبت وقمت خلف قبره الشريف . وقرأت عليه بعض كلام الله تعالى ٠‏ ووهبت له ثوابه . وقعدت بإذنه في حجرته ١‏ ونظرت إلى درسي . فبلا مدّة جاء لعيني نوم ونعاس بحيث لا أقدر أن 6 أمنعه . وكنت ناعساً بين النوم واليقظة . مغمضاً عيني . فخرج صراخ عظيم وصوت جسيم . ففتحت جفني . فإذا صورة امرأة رأيت في كوة حجرته . فقمت وظننت أن ذلك الصوت صوت تلك المرأة المركيّة . فخرجت غضباناً ؛ وظننت أن تلك المرأة صرخت لتخويفها إيّاي . فلم أرَ أحداً ما في حوالي الحجرة الشريفة . وكان في حواليها فضاء واسع ؛ من المقبرة والمزارع . ولم يكن إمكان إن كانت الصارخة امرأة لهربها بعدم رؤيتها . فعرفت أن ذلك الصراخ ليس إلا من جهة الشيخ المرحوم تأدّبك بالنوم عند ضريحه . ولم تعلم إشكال درسك . ولم تحل عويص علمك . ولم أرجع بعد ذلك لدى ضريحه . ولم أدخل داخل حجرته . وكنت إذا ذهبت لديه أقف خارجه وأرجع ؛ فسبحان الله الفعال لما يريد . والحاكم بما يفيد . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وانتقل الشيخ عمر لمحمد من الدنيا إلى العقبى في ١١87‏ فرحمه الله تعالى وإيانا . ورزقنا من بركاته وبركات أمثاله آمين يا رب العالمين . الحاج دبر الهنوخي رحمه الله تعالى تتمة : في بيان بعض مناقب أخ الشيخ عمر لمحمد . وهو الحاج دبر الهنوخي . أن مفتي الإمام . العالم الهمام . سيد العلماء وسند الفقهاء ؛ العالم المحقق . والفاضل المدقق . عمدة الكرماء . وغوث الطلية النجياء ؛ العالم الألمعي مرتضى علي أفندي الهدلي الذي مات في 1١1١85‏ لما أتمّ العلوم الآلية . والفنون الأدبتّة . أراد قراءة « شرح العقائد » و« شرح جمع الجوامع " ودار في الولاية الداغستانية .» ومعادن العلوم البلدانية ٠‏ فلم يجد له مَنْ يقرأ له « شرح العقائد» سوى العالم الأعلم قربانلؤ البَرّدي المذكور . فقرأ عليه ٠‏ شرح العقائد ٠‏ وحل إشكاله الذي لم يقدر أحدٌ ما 6غ من العلماء ؛ ثم حضر لقراءة « شرح جمع الجوامع » عند العالم الأعلم الحاج دبير الهنوخي . ٠‏ فقرأ عليه ٠‏ شرح جمع الجوامع ٠‏ بحيث يرضى عنه ولا يبقى له إشكال فيه . وكان الشيخ حاج دبير شيخاً هرماً لا يقدر لقيامه من قعوده إلا بجعل وكرّيّْه على الأرض . وكان العالم مرتضى علي يقول كثيراً : والله الذي خلقني ما رأيت شيئاً ما أحسن من حاج دبير حين قام على وكزيه ! وكان العالم مرتضى علي رحمه الله تعالى بعد مفارقته إلى وطنه إلى قرية « عرده » يرسل رسائل كثيرة . ومكاتبات لطيفة . يوصي فيها لأستاذه وشيخه الحاج دبير ٠‏ ويقول فيها : إني التزمت على نفسي أن لا أنسى ذكركم ودُكركم ما دمت حياً . وإني لأرجو منك أن لا تنساني . ولو عند قيامك على وكزيك الكريمتين . ورأى هذا الفقير رسالة مكتوبة هكذا من العالم مرتضى علي إلى الشيخ دبير الهنوخي بخطه . وإن وقع تغيير في بعض العبارات ا ار أعلم . وأما الشيخ العالم . والبدر المنير الكامل . شيخ شيخ المحقّقين . ومدرّس المدققين ؛ مأوى المؤمنين في الفتوى . ومنبع ا والفنون والتقوى .مفتي الإمام وشيخ الإسلام- لأمير المؤمنين الشيخ شمويل أفندي- مرتضى علي أفندي العٌرادي الهدلي .فإنه كان في أول شبابه وعنفوان أوانه من أهل الهوى . ومتابعة النفس والشيطان والغوى . وقصد الإمام شمويل أفندي قتله لكثرة فساده . وتضييع أعماره . وعدم متابعة ناصحه . ولكن تركه بلا قتل . وأمهله بلا فتك ظانا منه الخير والصلاح . ويصدر منه العلم والفلاح ٠‏ وقد حقق الله تعالى ظنه .ثم ناداه الشيخ شمويل ووعظه وعظاأ بليغا ٠‏ ونصحاً أكيدا شديداً . فأخذ نصيحته . وقبل موعظته . فلازم العلوم العربية . والفنون الأدبية . . بحيث كان يطلع الفجر بلا صلاة عشائه . وكان لا يعلم زمان ليلته إلى طلوع فجره أنه وصل وقت العشاء شوقاً بعلمه . 2 وكان 4 لا يلبس إزاراً ولا سراويل في وقت تحصيله . لخوف الغرور بتضييع الأوقات في الأمور . وكان إذا أرسل إليه والده إزاراً للبسه يقطعه قطعاً قطعاً . ويقول : لِمَ أرسل لي والدي هذا وأنا لا أحتاجه ولا ألبسه ولا أنتفع به ؟ ثم التزم العلوم الآلية . والفنون الفقهية . وتبخّر في العلوم كلها . وتدرّس في الفنون الشرعية جلها جلها . وتفنّن حتَّى في العلوم الحرفية والعلوم الاثنى عشر كلها . ٠‏ وفاق على جميع أقرانه ٠‏ وعلا على كل إخوانه . حتى أقرُوا كلهم له في تحقيق العلوم ٠‏ وأذعنوا في كل الفتادى والفهوم . وولآه الإمام شمويل أفندي . وجعله قاضي القضاة في المملكة الشمويلية والديار الداغستانية . وكان يجيء زليه كل امشفل ومعاب :ا وتعفل هن القاوع وحساب . وكان يحله بالبداهة . ويُذهب إشكاله بالبداية . وكان « التحفة » لابن حجر لايمكن تدريسها ولا قراءتها بالترتيب قبل ظهور .٠‏ وأما هو فقد جعلها سهل المأخذ . وقريب النيل لكل أحد . حتى جعله كبيت العتكبوت شبكا متعلقا . وشرحا بعضها لبعض . وكتب في كلّ الأماكن المتعلّقة بعضها ببعض : راجع من هنا إلى مكان فلان وإلى مكان فلان . وكان إذا سئل عنه حكمٌ يقرأ بقدر وجْهِ أو ورقة أو ورقتين من ظهر قلبه فلتة بلا نظر ولاتفكر . وكان يقول كل حين :“كل مفهوم ««تحفة »ابن حجر خاصة مرقوم في قلبي . وأكثر عبارتها مسطور في لَب . وكان من عجائب الزمان في الفتوة والشجاعة . وكان الشيخ أمير المؤمنين شمويل أفندي إذا اجتمع معه في خنزاخ وعنده جميع العقلاء والعلماء والوزراء والمديرين والنوّاب- وكان عادته ذه جمعهم في مكان واحد في سنة- يحمده على رؤوس الأشهاد . ويثنيه على مجمع الاتحاد . وكان يقول متبسّما :لولا علمي كونك في مثل هذا الشأن وأعلى المكان في العلم والعمل لقتلتك وقت شبابك . وأهلكتك في أحيان فسادك . ك١‎ ولقد أرسل العالم مرتضى علي 2ه أحكاماً فقهيّة بيد نور محمد العرادي حين يذهب إلى الحج إلى شيخ الإسلام بالدّيار المصرية . وهو الشيخ إبراهيم السقا. ورجعت . فنظر إليها وإلىي أجوبتها فبكى وأبكى من حوله . فقال : فلنبك على اندراس العلم وقلة الشريعة . فوالله أكثر هذه الأجوبة سقيمة . وأغلبها عقيمة . إنا لله وإنا إليه راجعون . فالحاصل أن بيان مآثر العالم مرتضى علي العرادي يطول ذكرها . ولا يمكن الأوراق لكتبها . فلنقتصر عليه . ويكفي المذكور للمتأمّل . مات رحمه الله تعالى في 1787 . ودفن في قريته العرادية . رحمه الله تعالى رحمة واسعة . وأما الشيخ الخالي عن جميع الخبائث الغالي الشيخ مَلاَ محمد التفسراني ثم المهاجر الداغستاني رحمه الله تعالى فإنه - كما قال لي مريده وضيفه فط المحمد المُشُوِي - كان ضعيف الجسم . نحيف الوجه والبدن . نظيف الطبائع .كريم الطوالع . زاهد الدنيا . تارك العقبى . مقصوده المولى . ولم يكن مراده إلا الله . وطلب القربة إلى الله . حتى قال رحمه الله تعالى : إنه حمله مع جميع متاعه من قرية عرب إلى قرية موب في آخر عمره. ولم يكن متاعه إلا حمل حمار خفيف . وحين وصلنا لدى قرية جوشه وقربنا إليها نظر قدس سره إلى متاعه التي فوق حماره وبكى . فقلت : ياسيدي الشيخ ! ما الذي أبكاك وأحزنك ؟ ! فقال: يا ولدي محمد! ألا تنظر إلى متاعي وكثرته . وإن متاعي صار حمل حمار تماماً وكمالاً ٠‏ فكيف أجيب بين يدي الله تعالى يوم القيامة عن هذا" المتاع ؟ !فجرت كما قال + ٠‏ وقلت : ياسيدي الشيخ ! إن هذه الأمتعة ليست كثيرة . فلا تحزن . ألا تنظر إلى كثرة متاع هذا الزمان . وغلبة زينة أهل الأوان . وبكى أيضاً فقال : ياولدي محمد ! إن هذه الدنيا ليست دارنا . وزينتها ليست زينتنا . وإن حمل حمار من متاع الدنيا لأكثر لمن كان على جناح السفر . ٠.‏ وأغلب لمن غلب له ارتحال من القفر . ويل لنا. ويل لمن أحبٌٍ الدنيا وتابع هواه . | انتهى ره فانظر إلى تورّع العالم . ونصيحة الدرويش الكامل . فتفكر فيما فعله وقاله . وما يفعله المشائخ الدجاجلة الآن في جمعهم حطام الدنيا بلا تورّع عن الحرام . ولا خوفٍ من الملام . والله لُحسابهم أشدٌّ وعذابهم آكد . والله إني لمن أكبرهم . والكاتب الحقير من أكابرهم . وجامعي حطام دنياهم بدينهم . والله إننا في الظاهر من آكلي الدنيا بالدين! إنا لله وإنا إليه راجعون . والله إِنْ لفسادهم في الدين أكبر . وقبائحهم في أفعالهم أحقر . وإنما الخراب للدين بفسق العلماء . وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وكثرة المشائخ الجهلاء الذين لا يعلمون الإيمان والإسلام . ولم يكن إِذنٌ ما من المشائخ المحقّقين . ولا إجازة من الأولياء المدققين . الذين اتصلت نسبتهم وسلسلتهم بسيد المرسلين #. فضلوا وأضلوا . حفظنا الله تعالى من شرورهم ورد إليهم بلطفه كد نحورهم آمين . وكان الشيخ ملا محمد د . كما قال ثقات عن ثقات قليل العلم . كثير العمل . طويل الذيل في المجاهدة لنفسه . وكون يومه خيراً من أمسه . وقصير الأمل . وكان ذه لاا يضع جنبه على الأرض في ليله ونهاره . ونومه وسهره. بل كان كل جلوسه ونومه مفترشاً متورّكاً . كما كان دأب وكان نيه من المهاجرين الأرّلين . وإلى الوصول من السابقين . ومن السبعة المشهود لهم بالفلاح من المبشّرين . جعلنا الله تعالى من سلسلة المشائخ النقشبندية . وممّن تحقّق بقدوتهم. واتَّبِع السلف الصالحين والأئمة الهادين المهديين . ولو ككلب أصحاب الكهف الذي نال مقصوده باشباعهم واقتفاء آثارهم . اودع وكان م ذا كرامات كثيرة . وخوارق لطيفة . وعجائب غريبة . ومما يحكى وتواتر عنه أنه إذا مرّ بقرية جونه عند مقبرتهم كان يجلس جا بي ذلك المكات هزه قيعة ٠‏ ومرّة يبكي ٠‏ وكان قيل له : يا شبخ ملآ محمد! لم تذ تضحك وتبكي ؟ فكان يقول :إني قد أرى في آخر هذه المقبرة قبراً فيه امرأة ولها ولدان وُلدتا في القبر. وكانت رضي الله عنها ماتت بالطلق ٠‏ وأيّ وقت أمرٌ من هذا المكان أرى تلك المرأة وولداها يلعبان معها فى القبر . وإنى أضحك متعجباً من هذا . وأما إذا رأيت مَنْ ا ل 0 ولقد حكى لهذا المؤلف الفقير . والناعق الحقير . مريده الأحتٌ إليه من ولده. وهو قط المحمد المشّوي-رحمه الله تعالى . المذكور آنفاً- أنه قال : لما قرب وقت انخراب الشريعة المطهرة . بتولية الملاعين الكفرة الفجرة . على الديار الداغستانية . والبلدان الشمويلية ٠‏ وقع القحط الشديد بينهم . ويبس كل الكلأ فيهم فخرج للاستسقاء جمع عظيم . وجم غفير . على جبل مشُوب عند البركة العظيمة فيه . وسمعنا أن في ذلك الجمع الشيخ الكامل الحاج عبد الرحمن الثغوري . فحينئذ ناداني شيخي ملامحمد أفندي وقال: يامحمد! فقمت وقلت : لبيك ياسيدي ! فقال : يابني ! إن الجمع العظيم والناس الكثير اجتمعوا على جبل مشّوب للاستسقاء . وفيهم أخونا العارف بالله الحاج عبد الرحمن أفندي . فالواجب علينا أن نرتحل إليهم . ونذهب لديهم . فذهينا . فلما قربنا بحيث بيننا وبينهم مكان رمية مكفل . التفت إليّ شيخي ملامحمد وقال: يامحمد ! إن الناس يقولون إن الحاج عبد الرحمن لمنقطع من بركات شيخه . فكيف يستقيم قولهم ؟ لقد وصل لي رائحة فيضه إلى هذا المكان . إن هذا لشىء عجاب . فارتحلنا . ولما وصلنا لدى تلك الجياعة ري الكطائع يعقوم عفن وقال انشع الاب عند الرحمن أفندي بغتة : يا ملا محمد! إن ذلك الأمر الذي رأيت من بركة كثرة 2 العبادة . لا من طرف الأستاذ . انتهى ما قاله فط المحمد المشّوي . والله تعالى يعلم حقائق الأمور . وتدابير العصور . وقال قط المحمد المذكور أيضاً : قد تكلّما فى ذلك المجلس في أحق الديان الداغستائية بكلمات كثيرة + وح وقوعها. في يذ الأمراء بعلامات وفيرة . وما يكون بعد ذلك بايات عجيبة . ولقد وقع بعضها كما قالوا . وأرجو الباقي . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . انتهى . وللشيخ ملا محمد أفندي كرامات كثيرة غير ذلك . لا يقدرها هذا الكتاب . وله ابنان كاملان . أكبرهما الذي سماه باسم شيخه جمال الدين . وهو الآن في قرية مشّوب . وزوّجه فط المحمّد المذكور مريده بنته كريمته . وهو الآن ذو عيال . وفي صحة صافية . وسلامة وافية . وأما الآخر فقد ولد بعد وفاته . وسمي باسمه ملا محمد . وهو الآن في مكة المكرمة صحيح سالم . وضيف ومعين لكل من جاء من الحجاج من ديارنا الداغستانية . وخاصة ممّن جاء من هذه الناحية القنصرية . وانتقل الشيخ ملا محمد من الدنيا إلى العُقبى في 178١‏ . ودفن في قرية مشّوب . ولأهل تلك القرية بركات كثيرة . ونعمة وفيرة . بسبب كون قبره في مقبرتهم . وبذلك ينطق كل جماعتهم . ويعلمون ذلك كل أحد منهم ومن غيرهم . وبني على قبره قبّة كريمة . وعليه من الجلالة والجمالة بركة جسيمة . ولقد زرنا قبره مرة أو مرتين . ونزور إن شاء الله تعالى . وأما شيخ المشائخ . وزين البرازخ ؛ قطب الإرشاد. وصاحب العون والإمداد . الشيخ جمال الدين أفندي . فإنه لما وقع البلية العظمى . 216 والمصيبة الكبرى على الديار الدرغية والنواحي الداغستانية بتولية الدولة الروسية عليهم . وانتشار الظلمة الظالمة لديهم . وحبس الإمام أمير المؤمنين . انتقل الشيخ جمال الدين مع عياله وأمنائه إلى تميرخان شوره. ولم يرجع إلى ولايته . وإلى قريته الوطن الأصلي خوفاً من ضباع عجرته ٠‏ كالبي 38 فإنه :بعد فتج مكة لم.يسكن هناك :إلا كما يسكن المسافر في سفره قاصراً وتحافعا - كما هو مشهور في الكتب - وأرسل حليلته الصغرى مع ابنه الصغير أفندي إلى وطنه غازي غمق . وسكنا هناك . وبقي الشيخ جمال الدين في شوره مذّة مديدة مع ابنيه الكبيرين عبد الرحمن . وعبد الرحيم . وزوجته الكبرى . وكان كريمتي الإمام الشيخ شاميل تحت ابنيه المذكورين . وكانتا معهم في تميرخان شورة . ثم جاء أمر الله بانتقالهم ونقلتهم إلى الديار الروسية . فذهبوا . ورجع ابناه عبد الرحمن وعبد الرحيم بعد مدَّة إلى الوطن . وهاجر الشيخ جمال الدين منها إلى الدولة العلية العثمانية والديار الإسلامية . ووصل إلى إسلام بول . وسكن هناك مذّة سنين . ولقد أخبرني الضيف العاقل . والعابد الفاضل ؛ الحاج جعفر الؤزاخوري السمبوري - رحمه الله تعالى - أنه ورفقائه الداغستانيون حين ذهبوا إلى الحج ووصلوا إلى إسلام بول ٠‏ وعلموا كون الشيخ جمال الدين أفندي هناك ٠‏ في أسكدار طرف من البلدة المباركة الميمونة الإسلامبولية - حرسها الله تعالى وديارنا الداغستانية من جميع الآفات والبلية ٠.‏ وشؤم استيلاء الدولة الروسية . وتولية الدولة الشيطانية الإنكليزية . وتسلط سائر الدول الكفرية العنادية بِمَنّه وكرمه . وفضله ورحمته . وجعل الله تعالى كيد مكورهم في نحورهم . وشؤم خيانتهم في صدورهم . وشنّت الله تعالى شملهم . وفرّق جمعهم . وخذلهم وأخزاهم آمين . وقال الشيخ الحاج حاج جعفر المذكور : وحيتئذ ذهبنا إلى زيارة الشيخ جمال الدين . ووجدناه في أشكدار . وأعطيناه لحماً مملوء من 211 لحوم داغستان . وسائرٌ الهدايا . فنظر إلى اللحوم . ففاضت عيناه من الدمع . وسالتا وقال : (أي كد داغستان) بلسان أوار ‏ معناه بلسانهم كلمة حسرة تقال بسبب مفارقته - كما قال رسول الله حين هاجر إلى المدينة ناظراً إلى مكة متحسّراً حزيناً : « والله يا مكة إنك لأحبٌ البلاد إلىّ ولولا أن قومك أخرجني ما خرجت منك + التهى ٠‏ وكلمة الشيخ جمال الدين أفندي من هذا القبيل معنى ٠‏ ثم خرجنا من عنده . وذهبنا إلى مكة والمدينة . ثم لما رجعنا إلى إسلام بول وجدنا الشيخ جمال الدين أفندي احقل إلى رعحية اله تعالى ٠‏ ومدفوناً في أسكدار ‏ رحمه الله تعالى وإيانا آمين - فبكينا وبكي مَنْ في حوالينا ٠‏ وتأسَّفنا شديداً . وحزناً أكيداً بعدم رؤية جماله ثانياً . انتهى ما قاله الحاج جعفر رحمه الله تعالى . ومات الشيخ جمال الدين في ١5975‏ . وأما أبناؤه الكرام عبد الرحمن وعبد الرحيم . فعبد الرحمن مات في 11١17‏ , وعبد الرحيم في ١77‏ فرحمهما الله تعالى وإيانا . ووهب ذنوبهما لهما ولنا آمين بفضله وكرمه . وأما سائر مناقب الشيخ الكامل . ذو الجناحين الفاضل ؛ الشيخ جمال الدين فكثيرة لا يطيقها متون الأوراق . ونحور الأشواق . رزقنا الله تعالى من بركاته وبركات أمثاله . ثم اعلم أني قد كنت قبل هذا بعشرين سنة أتعجّب من مشائخ مأذوني الشيخ جمال الدين ٠‏ ومن مريديهم ٠ ١‏ بأنهم لا يفعلون الأوراد إلا جهراً . ولا يذكرون الله تعالى إلا قهرأ. مع كونهم نقشبنديين ٠‏ وفيهم العلماء ء العظام الذين يدركون حقائق الشريعة . ودقائق الطريقة . مع أند ليس في الطريقة التقشبندية أذكار جهراً ٠‏ بل ذكرهم في كتبهم لا يُرى إلا سرّأ . وكنت أسأل عن مريدهم ومشائخهم عن حقيقته . وكانوا لا يجيبون لي بشيء . ولا يعلمون لي جوابً . ثم لما كنت ناظراً في كتب الشيخ حاج خليل أفندي الجنيغي المذكور قبل وجدت مع إجازتيه مكتوباً بخط الشيخ جمال الدين نفسه ما نصّه هذا : 1 قصة جمال الدين مع الشيخ إبراهيم القادري إن الشيخ الكامل إبراهيم القادري لقد وصل إلى الديار الداغستانية والولاية الشمويلية . فدار فيهم . ووجد الشيخ جمال الدين أفندي كاملا ومكمّلاً في الطريقة النقشبندية . فأراد الشيخ إبراهيم المذكور أن يأذن للشيخ جمال الدين لتلقين الذكر الجهري القادري . فأجازه به . انتهى . فلما رأيت هذا هكذا طاح إشكالي . وراح أوصالي . وظننت وقلت: إن أهالي ديارنا الداغستانية لما كانوا عاشقين للأصوات . ومتلدّذين بالنغمات . وطابق طبعهم بالجهريٌّ دون السرّيٌ لقَّن لهم الذكر الجهري دون السري . لأنه مأذون من طرف القادري . وأما مشائخهم ومريدوهم فلا ينتبهون لذلك . ولا يعلمون ذلك . ويقولون : إن طريقتنا نقشبندية . مع أنه ليس في الطريقة التقشبندية ذكرٌ جهري . فلا يطابق قولهم بما يفعلونه . سبحان الله تعالى ! إن هذا لشيء عجاب . وعنقاء غراب . وإذا قلنا لهم قولا حقا حقيقيا يحاربوننا . وبالمدافع يقاتلوننا ٠‏ ونحن نتعجّب من أن فعلهم غير مطابق لطريقهم . ومن عدم متابعتهم للائقهم . عصمنا الله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . تدمة في بيان المشائخ الداغستانية غير المذكورة : فاعلم أن المشائخ الداغستانية ثلاثة أقسام : القسم الأول : المشائخ العلماء الذين وصلوا إلى الله ٠‏ وتقرّبوا لله . بسبب تدريس علومهم . وكثرة الجذبات مع إلههم . وغلبة العناية الأزلية لهم . بسبب طهارة أبدانهم ومأكولهم ومشربهم . وزهدهم فيما سوىق ربّهم . والقسم الثاني : الذين لا علم لهم بقبولهم . بل صاروا متقرّبين إلى الله تعالى بالجذبة الربّانية . والعناية ا الرحمانية . بلا مرشد كامل سواها . ولا موصل غيرها . والقسم الثالث : هم المشائخ المدّعون بمشيختهم . ليس لهم علم يعملون به ولامرشد كامل تقيذون: با. اضنلا أوأضلوا كثيراً عن سواء السبيل “وعم الدجاجلة المتصتّعون . والفسقة المتشيّخون . الذين يقال في حقهم أنهم ومثلهم دجّال الدين والصنم المعنوي . وتابعوهم عبدة الأصنام . ولقيط وقاطع الطريق . كما بيهم بذلك أهل الله تعالى . وإن شاء الله تعالى يجيء بيانهم وتحقيقهم . وأما القسم الأول : فأكبرهم العالم العامل ٠‏ والزاهد الفاضل ؛ شيخ العلماء الداغستانية . وأستاذ الفقهاء الجبلية ؛ رئيس المحقّقين . المدققين .مولانا ومولى جميع الكرماء الشيخ العامل محمد”" ا بن الكريم موسى القّدّقي- بضم القاف والدال . قرية من داغستان الأسفل - أخبرنا ثقات عن ثقات أنه كان لمن المصتّفين الكاملين واحدا . ومن المؤلفين السالفين فرداً . ومن السلف الصالحين أحداً . كان جبلاً من جبال العلم . وبحراً من بحار الفهم . لا يدرك قعره أحد . ولا يطلع غوره إنسان . وكان العلماء الداغستانيون يختلفون في )١(‏ وأما الشيخ الفاضل والعالم الحاذق الكامل محمد أفندي ابن موسى القَدُقي قدس سره فأستاذه في العلوم العربية . عالم العلماء الأعلام . وسيد كرماء الأنام , شعبان أفندي العبودي الخنزخي رحمه الله تعالى ٠‏ الذي ولد في ٠١١1‏ . ومات رحمه الله تعالى فى ٠١98‏ . وفي العلوم الفقهية والحديثية وغيرها . سيد العلماء . وسند الفقهاء ؛ الشيخ العالم الأعلم . وسند الكرماء الأكرم : الشيخ علي رضا أفندي الثغوري الذي ولد في 5 ومات في 1١817‏ رحمهما الله تعالى وإيانا آمين . ومعاصرهما أستاذ العلماء المدرّسين ٠‏ وشيخ المحققين الكاملين ؛ الشيخ ملآ محمد 1 أفندي الغلودي - ولد ذه في 70 ٠‏ ومات فى 1٠١8‏ . رحمه الله تعالى وإيانا . (مؤلف) - الذي هو أستاذ العالم الأعلم علي أفندي القلي ثم الهجطي رحمهم الله تعالى ورزقنا من بركاتهم آمين . وهذا مما سمعه المؤلف من أفواه الثقات . وتكلمات الرواة . والله أعلم حقيقة الحال . وحقيقة المقال . مؤلف رحمه الله تعالى . 2 المراد من كلامه . وفهم المقصود من مرامه . كما اختلف أصحاب الإمام الشافعي في فهم المراد من كلامه . فكم كلام له تحيّر فيه الفقهاء ! وتدهّش فيه عقول العقلاء . ووصل في تدقيق العلوم إلى مكان لا غاية له . وفي تحرير الفنون مالا نهاية له . حتى فارق ربقة تقليده في علم عقائده عن الإمام الأشعري والماتريدي . وله مصنفات جليلة . ومؤلفات جميلة . وتقريرات غريبة في كل العلوم . وكان لا ينظر في علم إلا يظن الناس أنه واضعه . ولا في أي فنّ إلا يعرفوه أنه مصنّفه . وله حاشية جليلة على الجاريردي . وحاشية على العصام النحوي . ووقع في كثير المواضع اعتراض الفاضل العصام على الجامي . وأما سائر مكتوباته وتقريراته على العلوم فكثيرة من أن يحصى . وغير ممكن لأن يستقصى . وكان ذا كرامات عجيبة . وخوارق غريبة , وحكايات لطيفة . وكان في علم الحرف وتصرّف أسماء الله تعالى وأسرارها كأنه أحمد البوني . وكان له في ذلك تصرّفات كثيرة ونفعات وفيرة . وكان أستاذه في علم الحرف الشيخ العالم دمّدان المحويٌ . وفي سائر العلوم شعبان العبودي . وانتشر بتدريسه جميع العلوم في الديار الداغستانية . وصدر من بركاته وفيوضاته العلماء الأعلام. وفقهاء الأنام . بحيث لا يمكن عددهم . ولايحصى مددهم . وناهيك كون العلم الشامخ . والبدر البازخ .سيد العلماء الشيخ العالم داود أفندي الأسيشي الأفقوشي . الذي مات في ١١71١‏ من تلاميذه , والشيخ العالم علم الكرماء وسيد الفقهاء محاد الجوخي رحمهة أللّه تعالى 28 من متعلّميه - ومات في 1١114‏ - . والعالم المحقّق والفاهم المدقق محمد الأثئري رحمه الله تعالى الذي مات في ١10١‏ . من تلاميذه وغيرهه'" ولا يعدٌ ولايحصى . وأما معاصروه فسلمان القوخي الذي مات في .١١11‏ وطيب الخركي- الذي مات في ١١48‏ - وعلي القلي ثم الهجطي الذي مات في /ا6١١‏ . ولد الشيخ الفاضل القدقي في ٠١65‏ سنة ألف واثنين وستين . وخرج مهاجراً من قرية رغجة مع ابنيه الأعلمين الأكر مين . والفاضلين الأحسنين دبير وحاج محمد إلى ديار الدولة العليّة العثمانية .في١7١١‏ سنة ألف ومائة وإحدى وعشرين . وسكن وتوطن في الشام ٠.‏ وفي حَلب . وانتقل إلى الله تعالى هناك في زوال يوم الأربعاء الحادي عشرمن رمضان .في ١١74‏ سنة ألف ومائة وتسعة وعشرين . وحضر جنازته مفتي الشافعية وغيره من علماء حلب . اوذفن في مقيرتهع_داخبل ,وو البلد ٠‏ رحمه الله تعالى وإيانا آمين . وكان بين المحمّق القدقي وبين الورع المدقق محمد أمين الملقّب بِقَرَقلَوْ الروجي المرحوم في سنة ١١77‏ ألف ومائة وسادسة وعشرين محاورات ومنازعات في العلم . ففي وقت وقعت بينهما منازعة . فتكلف فيه القدقى . وسكت قزقلو . فلما تفرّقا علم المدقّق القُدُقي بطلان دعواه . وصذق قزقلو ه . بلق من حديث أفندي المجدي الهدلي لأنه كان عند الشيخ القدقي في قرية رغجة يقرأ علم الحرف مع العالم محاد الجوخي رحمهما الله وعند تعليم الشيخ القدقي له علم الحرف كان ابنه دبير من وراء جدار المسجد ٠‏ وتعلم ما يكفيه من علم الحرف باستماع ما يقرأ أبوه في المسجد له . . لأن ابنه العالم الحاذق دبير كان في الفهم بلا نهاية . وفي تحقيق الفنون بلا غاية » وكان يدعي لأبيه ويقول : أنت أعلم أم أنا ؟ والله لا أعلم أنك أعلم مني ٠‏ وكان أبوه يضحك من قوله ويقول : لو كان لي من يُعلم ويقرأ كما كان لك لكنت أعلم منك وأمهر رحمهما الله تعالى .(مؤلف رحمه الله تعالى) . ال١‎ ومات قزقلو أثناء تلك الأيام . ثم إذا ارتحل القدقي مهاجراً وصل إلى قرية نقوش زار قبر قزقلو . وقال : يا أخي قزقلو! أنا كاذب وأنت صادق في البحث في اليوم الفلاني الذي وقع البحث بيننا . وحين تفرّق منه رجع القهقري إلى قبره . ولم يولّه بدبره . حتى توارى من مقبرة قرية نقوش تأدّبا لقزقلو" . ومن كرامات الفاضل القدقي ما تواتر إلينا منقولاً عن تلميذه المذكور محاد الجوخي رحمه الله تعالى أنه قال : كنت تلميذا عند المحقق القدقي فى قرية رغبّه . لأنه كان يسكن كثيراً فى رُغجه . لأن حليلته وأستاذه باكر أب ريطالته كان متها ووشيكة تزية زر نه قلجة تغرين”. لكان الشيخ القدقي 2ه يَضْعد على سطح مسجده يوم الجمعة . وينظر إلى قرية جُوخ . ويقول : إنها تحرق يوم الجمعة . انتهى . قصة فتح قرية جوخ وتحقّق ما قاله رحمه الله تعالى في دولة الإمام شمويل سنة فإنه لما وصل شوكته د مبتدئاً من ججان إلى قرية جوخ أرسل العساكر مع النائب قبد محمد الطلقي رحمه الله تعالى على جوخ فلم يذعنوا له . ووالوا الكفار . وتوافقوا لأغارخان والملعون أرغوت يتَرال النصراني . وأرسلوا لهم جوائز ليمتنعوا من الشريعة . وبنوا حول قريتهم سور . فدعاهم النائب قبد محمد إلى طاعة إمام الشريعة . وترك البدع القبيحة . فلم ينقادوا . وأغاثوا إلى آغالارخان . وولاية أقوشه وردقار . (1) وقد قرأ العلم العالم المتبحّر ملا محمد ولي أفندي الجاريّ الغلودي علي العالم سلمان الطوقى . وكان ملا محمد المذكور تلميذا لسلمان ويشهد له ما كتبه ملآ محمد ولي المذكور في آخر باب حاشية شرح الشمسية ما عبارته كتبها أي : حاشية شرح الشمسية محمد ولي بن محمد أمين ابن حسين الغلودي عند العالم سلطان المحققين سلمان ابن عبد القادر بن علي بن سلمان الطوقي سنة ١١77‏ . انتهى من خطه . ومات محمد ولي المذكور رحمه الله تعالى في سنة ١١81‏ . (مؤلف رحمه الله تعالى) . “لاع وجاء الأمير دانيال'" سلطان معيناً لقبد محمد مع جيشه المنصورة . وكان في قرية جوخ الحاج الأصم نائبا من طرف الإمام . فدخل دانيال سلطان بعساكره من أسفل القرية » وأرسل مدداً إلى الحاج موسى . لأنه كان مديّراً معه ونائباً . ودخل في جوخ ثلاثمائة رنكل من كريد كذاك لنصر المناة فقين . ونزل آغا لار بجنب المقابر ٠‏ وجنود أقوشه ورُدقار من جانبهم . فالتحم القتال بينهم ثمانية أيام بلياليها . وجاء رسول الإمام إلى دانيال برسالته بأن لا ترجع عنهم حتى تسحّرهم وتذلّلهم . أو ينقد مَنْ معك . وبين ذلك اجتمع لديه النوّاب . وكلموه الرجوع بترك القلعة والقرية في يد الكفار والمنافقين . واستصعبوا الأمر . فغلظ دانيال عليهم (1) وكان هاجر لدى الإمام في 177١‏ . (منه) . 4 وحكى لي نفسه منه أنه روي عن عالمهم المتنسّك السالف قُصير الكرادي أن آخر قتال على الكفار يكون في جتب انتهى . ووجد يحكي عنه واحد في جوخ كابرا عن كابر عن عالمهم الكبير محا وتلميذ المحقق محمد القدقي رحمهما الله تعالى المشهور أنه كان ذلك الأستاذ يعفر أن قرية. جوع يحرق يوم الجمعة . وأن الكفرة تستولي على هذه الديار الداغستانية إلا أدوراً ثم ينحلون يمحقون. وأن آخر قتال عليهم يكون الست . ثم في أوَّل القرن السابع من المائة الثالئة عشر من الألف الثاني أحرق قرية جوخ عن يد دانيال سلطان مع نوّاب أخر بأمر الإمام شمويل . ثم من السنة السادسة من العشر السابع من المائة الثالثة من الألف الثاني استولى الروس على هذه الديار وتوطنوا في مواطنها ٠‏ وبقي قولا قصير ومحاد المتقاربان . وقول ماد رحمة الله تعالى بالانجلاء ----- فانتظروا وارتقبوا . ارت لْارْضٌ يِه بوْرثهسا من ن كاه مِنْ عادو وَالْميبَةُ لتقي #4 . ومن تحرّك أو نهض في زماننا هذا أواخر القرن الثالث عشر لمجادلة هؤلاء الكفرة في هذه الأودية فهو الموقع نفسه ومن يحذو حذوه في فتن الدنيا والدين . وإلى الله تعالى الرجاء في أن يقينا من شرور أنفسنا ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها ٠‏ وأن يميتنا على الإيمان والإسلام ٠‏ فإنه تعالى بيده الخير وهو على كل شيء قدير . ٠‏ والله تعالى هو الموفق .ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وحكى لي أيضا نفسه أن العارف بالله علي الكلادي كان يخبر عن أمارات آخر الزمان بأنها كذا وكذا مما هي يعاينه . وأنه كان يحكي حبوس الحجاج من خلف الظهر . وقد تحقق ذلك بحبوس الشيخ الإمام شمويل أفندي الداغستاني المتعمين . وأنّ 2 قتال على الكفار في أدرل هُرٌ فهذا منتظر ٠‏ والله تعالى على كل شيء قرير . (من خط لا أعرف كاتبه) . اورف القول وعتّف . وقال : لا أرجع عن أمر الإمام ولو بقيت وحدي برفقائي . ففي اليوم التاسع وثبوا على آغالار والمنافقين في القرية وأريافهم . وعلى عسكر أقوشة وزدقار . فانهزم الكفار والمنافقون. حتى تركوا رايتهم وفراشهم وأمتعتهم . وفرٌ أكثر منافقي قرية جوخ مع ذراريهم وما تيسر لهم من الأموال . وفي الغد يوم الجمعة أحرقت قرية جوخ . وظهرت ما قاله الشيخ العالم محمد القدقي قبل بأكثر من مائة سنة . البارع الفاضل . وأكرمهم الورع الكامل ؛ العالم الألمعي . والفاهم اللوذعي ؛ الشيخ دمدان بن تف المَحُوي . كان ذه ذا علم عليم . وكرم أديب . أحلم الناس . وأعلم الناس . وولد ذه في ٠١7١‏ ألف وواحد وستين . والتزم العلوم الأدبية . والفنون الشرعية . وكان رضي الله تعالى عنه ماهراً جداً في علم التوحيد . وكان يظن الناس أن شرح العقائد في حفظه . وفي علم الحرف وتصرّفات الأسماء الإلهية كان كأحمد البوني بلا فرق . وكان #ه بشيخ المحقق القدقي في علم الحرف . وكان شيخه فيه رجلاً عالماً لا أعلم اسمه . من ولاية كنجه من وكان يزور أستاذه في سنة مرة . وكان ينزل في طريقه لدى الأستاذ الحاج شعبان الجاري . وكان هذا الجاري أستاذ المكافل المكثفل . وكان الشيخ دمدان يعطيه ذهباً للنقش عليها . وكان دق يعلم الكيمياء . ونزل مرة لديه وقت الصيف الحار . وخرج هه للطهارة إلى خارج البيت . فتأنى في الطهارة . وقال ضيفه 24 الجاري : ما أبطأك يا شيخ دمدان! فقال : لم يكن أمر ما . فنظر الضيف الجاري تحت مكاعبه . فوجد متعلّقاً تحتها ثلجأً ٠‏ فتحيّر الجاري فقال : يا شيخ دمدان ! بحق مَنْ رفعك إلى هذه المناصب . ووقّقك لترقى هذه المراتب . أين كنت الآن حيث خرجت للطهارة ؟ فأنكر . فلما ألحّ الجاري عليه قال الشيخ : إن سترْتَ أقول لك . فقال: أستر حتى تموت . فقال الشيخ : إني لما خرجت إلى خارج بيتك ناداني صيدٌ على الجبل الشامخ الذي عليه ثلج في هذه الحين بأنه قد غرز في مكان ضيّق مشقوق في الجبل لا أقدر الخروج إلا بعنايتك . فذهبت إليه وأخرجته من مضيقه . وهذا الثلج المتلاصق تحت مكاعبي من ثلوجه . فتعجّب الضيف من ذلك . فقال الشيخ دمدان : أتعجب من ذلك وعندي أعجب منه ؟ فقال الجاري : ما هو ؟ قال : إن الكفار ورؤساء الفجار ينون القلعة في هذه القرية . وفي بيت دكانك يكون الباب للقلعة الكبيرة . فتحيّر الضيف الجاري أشد مما كان قبل ٠‏ وتخلّى المطرقة الكبيرة من يده . واشتدٌ هذا الأمر عليه شديداً . فبعد ساعة قال : يا أخي الشيخ !هل لا يذهبون بعده ؟ وهل لا يكون الدولة للمسلمين بعده أبداً ؟ فقال الشيخ : يرجع الكفار إلى أوطانهم ٠‏ ويخذلون بإذن الله تعالى ٠‏ حين اختلط ماء نهركم بنهر قرية كاطيخ . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . انتهى ومن كراماته أيضاً ذه : أن الشيخ المحقق القدقي كان ليلة في قرية قدق . فلما وصل بعد صلاة العشاء إلى البيت وجد امرأته فعلت أذرفة حسنة لينة . فقال : إن أخانا دمدان كان يحت هذه الأدرفة . فقال هذه المقالة ثلاث مرات . فلما أتم الثالثة دخل الشيخ دمدان عليه . فقال الشيخ القدقي : ما أبطأك يا أخي ! فقال : حين قلت أولاً كنت أصلي في فى قن تعب فى التشهدة ولما قلت ثانا كت اليس سكاعي ولما قلت ثالئاً وصلت لديك . وكان بين قريتيهما مسافة يومين وأكثر منها ! وأحواله غريبة . وحكاياته عجيبة . وغرائبه كثيرة . ومصنوعاته شهيرة . لا يطيق الكتاب كتبها . ولا القلم تحريرها . رحمه الله تعالى وإيانا . 6ع ومات الشيخ دمدان #ه فى صفر سنة ١١*17‏ ألف ومائة وسبعة وثلاثين . فى كَنْجه'" . ودفن هناك عند شيخه . وعليه الآن زيارة عظيمة , وبركات جسيمة . كما شافه لنا به مَنْ رآه رحمهم الله تعالى . الشيخ حديث أفندي المجدي وأعلمهم العلم العالم . البديع البارع الفاضل . أفضل المحققين . أكمل المدرّسين . زين العلماء الأعلام . وعظيم العظماء في الإسلام ؛ الشيخ العالم حديث بن محمد المجدي الهدلي'” . ولد ذه في ٠٠‏ .ء وروينا عن ثقات من ثقات أن الشيخ العالم حديث أفندي كان أعلم العلماء . وأكرم الكرماء . زاهداً في الدنيا . راغباً في الأخرى . وكان لا يطلب إلا قوت يوم وليلة . وكان في الزهد على غاية . وفي ترك ما سوى الله تعالى بلا نهاية . وكان هيئته ذه كهيئة الميحانة. وَالشَلك الصالحين . يأكلون ما وجدوا. ويليسون ما صدفوا . وكان لا يطلب زينة اللباس . ولا يخاف لومة الناس . ولذلك كانت تستحقره امرأته . وتقول له : أنت نَشر . وهيئتك هيئة نّشر . وكان يبتسم )١(‏ حين فتحها - أي : ولاية كنجه - عثمانكواي فاشا والي تفليس حين كان في يد الدولة العلية العثمانية . (منه) . العالم المتبحر محمّد جلبي أفندي ابن الشيخ محمد أفندي بن الشيخ إبراهيم أفندي رحمهم الله تعالى القباليين أصلاً . ثم توطنوا في قرية عليج . ٠‏ وكلهم علماء متبخرون شافعيّون مدرّسون ٠‏ ومحمد جلبي الذي صنف كتاب ١‏ تذكرة الإخوان في نيان اضطلاج العلامة. الشهئاب ابن حجر 9:42 وهات محمد جلبئ نبنة 11717 رحمهة الله تعالى مع أبائه ومعنا آمين . انتهى من « آنا ر الداغستان التركية » للعالم حسن أفندي الكرالي اليراغي الذي مات في سنة ١751‏ ألف وثلثمائة وسبعة وعشرين رحمهم الله تعالى وإيانا رحمة واسعة آمين . الذي هو سبط الشيخ المرشد الكامل محمد أفندي اليراغى رحمه الله تعالى . (؟6 وقع الطاعون الأكبر في ناحية هيد في أوَّل شوال سنة 1١١١‏ ء ثم وقع الطاعون الأكبر ثانيا فيها ومات علماءهم الكرام . من حاج إبراهيم وحديث وبغجلو وميمون . وغيرهم نحو تسع . رحمهم الله تعالى . سنة 1164 . (مؤلف رحمه الله تعالى) . ع كثيراً حين قالت ذلك القول . ففي يوم قالت له : أنت نَسْرٌ . قال : أتريدين أن تريّن نسرا وحال نشرك ؟ فقالت : نعم . فوقف 2ه على كوّة البيت . وطار كالنسر من جبل إلى جبل . وكانت تنظر خلفه . فقالت : والله أنت نسر. وهيئتك حين تطير هيئة نسر فاعترفت بعد ذلك واحترمت له , وأقرّت رحمها الله تعالى وإيانا . وكان ذه في علم العربية وفن نّ المنطق ماهراً . وفي سائر العلوم كلها باهراً . وفي تدريس العلوم ومباحئة العلماء قاهراً . وفي علم الحرف وتصرّفاته طاهراً . وف 'تقريرات مسائل العلوم ساهراً . وفي تحقيق مشكلات الفنون ومعضلاتها شاهرا ٠‏ وعند أقرانه العلماء باصراً ظاهراً , وفي جمع حطام الدنيا فقيراً ٠‏ وكان كلّها عنده حقيراً . دخل في الدنيا فقيراً وخرج منها فقيراً . مات الشيخ حديث في ١184‏ رحمه الله تعالى وإيانا آمين . ومناقبه كثيرة . وأحاديئه شهيرة . وأما ما كتبته في حمّه وحقٌّ غيره مما وصل إلينا فبالتواتر الذي يفيد اليقين , وما لم يثبت به لم نكتبه عصمنا الله تعالى . والحاصل أن الشيخ حديث أفندي كان عبرة لتاركي الدنيا , وموعظة لعبّاد المولى . وأستاذاً لطلبة الأخرى . وناصحاً بفعله للأنام . لا بالقول للعوام الشيخ قربان علي الخرشي وعلى قدمه وهيئته كان الشيخ العالم للحديث النبوي . والمحقق لدقائق الأحاديث . الخرشي ؛ أفندينا وشيخ والدنا قربان علي الملقب به رَغْلو ». ولقد أخبرنا والدنا الماجد أن أستاذه فى الفقه زغلو . وكان بكرا فى كل الغلوم » خخاضة في غلع الحدوة كان بعل بحن الاتحاديق خمسمائة حديث من ظاهر قلبه مع أسماء رواته جميعا . وكان في الورع لالع والتقوى بلا غاية . وفي التحرّز عن مودّة الكفار بلا نهاية . وكان يكتب شرح البخاري « فتح الباري » للعلامة العسقلاني . وكان يقول لي : يا إدريس ! إذا انتهيتٌ من كتبة « فتح الباري » أقرأ البخاري إن شاء الله تعالى لولدي طلحة . فإذاً يا ولدي تحضر عندي لأقرأه لك . قلت له : حا وكرامة . سمعاً وطاعة يا أستاذي . وكان والدنا بعد هذه الحكاية يقول باكياً حزيناً : لم يتمق لي ولدي شعيب أن أذهب لديه لقراءة ٠‏ صحيح البخاري » . بالنظر إلى حوائج الدنيا ومعايش البيت . انتهى وحكى لي شيخي وأستاذي إبراهيم دبر الشكني أنه كان تلميذاً عند الشيخ العالم زغلو في الدولة العلية الشمويلية . وكان زغلو وقتئذ مفتي الناحية ٠‏ وإمام قريته وكنت أقرأ عنده كتاب ١‏ كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين » وكان يقرأ درسي سريعاً وريحة زه طزيقاً ٠‏ فقلت له يوماً :ايا أستاذي ! إني ابتدأت هذا الكتاب . ولا أعلم اصطلاح علم الفقه . ولو قرأت لي درسي بطيئاً ولو يوماً فهو مرامي . فقال 2ه : هل تريد ذلك يا إبراهيم ؟ فقلت : هو مرادي لا غير . فقال إبراهيم دبر: فشرع شيخي زغلو لقراءة درسي . فبيّن لي فيه حقائقه ودقائقه . وحرّر لي قواعده وضوابطه ٠‏ ولم يترك لي قاعدة من العلوم الاثني عشر إلا قرأه لي في هذا الدرس . حتى ظننت أني عرفت اثني عشر علماً من أوَّله إلى آخره في هذا اليوم . ٠‏ فعلى هذه الملكة العظيمة كان الشيخ زغلو! فانظر إلى علو كعبه . واتساع اطلاعه . وضبط قواعده من العلوم كلها في درس واحد . فرضي الله تعالى عنه وأرضاه . انتهى . وفي سنة 1180 كنت - أي هذا الفقير - مع الوالد أصلّي صلاة المغرب . فبعدها خرجتٌ إلى خارج البيت . فرأيت السماء من جهة المغرب حمراء كالطحال . فناديت وقلت : يا أبتاه! ألا تنظر إلى السماء كيف احمرّت ! فخرج الوالد فنظر . فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون . فوالله يا ولدي لقد مات هذا اليوم أكبر العلماء من جهة المغرب . فبعد يومين سمعنا أن زغلو قد مات . فرحمه الله تعالى وإيانا آمين . 1ع الشيخ محاحجيو المكقى ومنهم ألزمهم على الله . وأشدهم في دين الله . أفضل الزمان وأورع الأوان . أكمل الأقران ؛ الشيخ الشهير . والبدر المنير . الشيخ محاحاجي المُكقَىَ رحمه الله تعالى . ولد رحمه الله تعالى فى ٠١١١‏ . ومما أخبرنا أهل قريته من الآباء والأجداد أن محاحاجي كان في غاية من العلم . وبحراً لا ساحل له في وكان كثير الضيفان ٠‏ وغالب الرهبان ٠‏ وتارك الخلطة من الناس . ومحترزاً من الوسواس الخناس ٠‏ ومدرّساً في العلوم كلها . وكان له مسجد مستقل بناه للتدريس فقط . وكان على تلك الهيئة الحسنة ما دام حيّاً . وبعده قام مقامه ولده العالم الألمعي صاحب العلوم العجائب . والفهوم الغرائب ؛ أكرم أهاليه . وأزكى أقرانه . الشيخ العالم قاضي عبد الله المكقي . ولد ذه في .11١١‏ قرأ العلوم من أبيه ووالده المذكور الحاج مَحَى ٠‏ وقد كان رحمه الله تعالى لا يلازم العلوم ٠‏ ولا يكرّر الدروس , ديشرل له بؤالد» بعد اه !لم ل تطالع وتات وكاك يمول : يا أبتاه ! إني أعلم درسي وإن لم أطلع عليه ولم أكرّره . فكان أبوه يُقرؤه ويجده عارفاً لدرسه . وأعلم منه ومن مصنف الكتاب ! وكان والده يتحيّر من أمره . ويقول : يا ولدي علمك وهبيٌ لا كسبي ٠‏ وفهمك إلهي رحماني لا قلبيّ . جعلنا الله تعالى في بركاتهما آمين . وكان القاضي عبد الله أفندي كثيراً ما يسافر إلى ولاية خراسان وإيران ٠‏ ويقع مع علماء ء الشيعة وبينه مباحثات كثيرة . ومناظرات غريبة . وكان يغلب عنهم ٠‏ وكانوا لا يمكن لهم إلزامه بفضل الله تعالى وكرمه ؛ كيف ! وكان علمه طبيعية رُصّعت في قلبه . ونقشت في لَيّهِ وطت بين لحمه ودمه ! ع1 وكان للشيخ محى حاج امرأة بذيئة'" . وصاحبة ناطقة بألفاظ غير لائقة لجنابه . وكانت لا تحب الضيف . وتشكو منه جهاراً . وكان يعظها كثيراً . وينصحها وفيراً . ويقول لها : يا امرأتي إن الضيف يأتي برزقه . ويرتحل بذنوب القوم . وهكذا قال رسول الله يي . وكانت لا تسمع لقوله . فيوماً أخرجها إلى سطح داره وقال لها : أرأيتِ رجلاً يجيئ إلينا من طريق قرية بَاكتّب ؟ قالت : نعم . فضمها إلى صدره . وقال : انظري بقلبك إلى ذلك الرجل الجائي وما كان يجيئ خلفه . قالت : أرى خلفه شيئاً كبيراً أبيض مثل الثلج يتدحرج وراءه . قال لها : إن ذلك الرجل ضيفنا ينزل في بيتنا . فجاء الرجل ونزل وبات . ثم وقت الصباح رجع وارتحل الرجل . ووصل إلى المكان الذي رأته أمس . وقال لها : اصعدي إلى السطح . فصعدت . وضمها إلى صدره . وقال لها : انظري بقلبك إلى ضيفنا . فنظرت . فقال : هل تريّنَ شيئا ما خلفه ؟ فقالت : والله أرى شيئاً أسود كبيراً . فقال لها : هل تعرفين حقيقة ما رأيت أمس واليوم ؟ فقالت : لا . فقال : إن الشيء الذي رأيتِ أمس خلف الضيف فهو بركة ونعمة من الله تعالى . وأما الشيء الأسود الذي رأيت اليوم يذهب خلفه فهو ذنبي وذنبك ! وهذا بركة الضيف . فلعلك لا تملين الضيف بعد اليوم . فقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يق . إن هذا لشيء عجاب . فأقرّت بعد ذلك له . وأذعنت أمره . وكانت بعد ذلك تفرح إذا جاء ضيف . وكراماته رحمه الله تعالى كثيرة . فلنكتف بذلك . مات'" رحمه الله تعالى في ١١08‏ . . فى نسخة : بذية‎ )١( . ودفن في مقبرتهم‎ ١.١١8٠ (؟) ومات ابنه العالم عبد الله أفندي المذكور في‎ . ٠» رحمهما الله تعالى وإيانا آمين « مؤلف‎ أ الشيخ العالم عبد الله أفندي الباكني ومنهم أكرم الأكرمين . وعالم العالمين؛ الشيخ الهمام . والبدر الإمام الشيخ العالم عبد الله بن محمد بن شعبان الباكني قدس سره . ولد ذء في 1147 . وقرأ العلوم كلها بكليّاتها وجزئيّاتها ٠‏ وتبحَر في الفنون جلها ؛ في معضلها ومشكلها ٠‏ حتى في علم الحرف . وكان له حجرة مبنيّة لأجل قراءة الدرس . كما رأيته في صغري . ٠‏ وكان يجمع الطلاب ٠.‏ ويرضي العوا م . ويعلمهم ويؤدّبهم غاية تأديب . ويحرّضهم في طلب العلوم وتفنين الفنون . وكان من تلاميذه الشيخ العالم المحقق المارٌ ذكره محمد حجيو بن تياو لزنن ٠‏ والعالم انود تخدت ين اول الفسري عرسم نا لا انعد ولا تحصن ٠‏ وكان الشيخ عبد الله أي رجل ذهب عنده لتحصيل العلوم كان له التوفيق التام للعلم والحفظ . وكان العلم سليقته وطبيعته رضي الله تعالى عنه . وكانت امرأته سارة تقول لنا : يا بني ! إن زوجي كان يخوّفني في كثير من الأحيان . وكنت إذا فعلت الأدرفة ووضعتها على اللأرض كانت ترقص كالإنسان ٠‏ وتصعد من البيت إلى العلى ٠‏ وكنت أهرب مما رأيت أولاً . وأخاف . ولكن كنت لا أخاف آخراً . وكان عبد الله زوجي ذا عجائب عجيبة . وكرامات لطيفة . وكان لا يمكن لي إظهارها وإخبارها للناس . انتهى . مات رحمه الله تعالى في ١56!‏ . ومن العجائب أنه كان مات واحد من أقراني - أي المؤلّف - و حفر قبره عند رأس عبد الله المذكور ٠‏ فصار كوّة منه إلى قبره . فنظر الناس إلى قبره ولم يروا شيئاً . لا عظماً ولا لحماً! فتعجّبوا من ذلك , وأخبروا بذلك والدنا الشيخ العالم إدريس أفندي . فقال : سبحان الله ! إنه قد نقل من أرضنا إلى أحد الحرمين . إن هذا أمر عزيز . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 1/١ الشيخ أبو بكر العيمكي ومنهم أفقههم في دين الله . وأحيّهم ل وقطب دائرة السعادة ؛ نجم العلوغ والمعالى , بد الفون والعزالى 4 عين العناية . وكنز الهداية ؛ السميٌ باسم الصديق الأكبر والمسك الأزفر الحا أبو بكر ابن معاوية العيمكي رحمه الله تعالى . ولد ذه في سئة ١١50‏ ألف ومائة وخمسة وأربعين في قريته العيمكية ٠‏ فلما نشأ نشأة حسنة . وبلغ المقاصد الحسنة . وبلغ في العلوم منتهاها . وفي الفنون غايتها ٠‏ وله تقريرات كثيرة في الكتب . ومناظرات لطيفة في الشروح والحواشي ٠‏ وألف « الشرح المتين لفضائل الحبيب ومناقب الطبيب » بحيث يشفى العليل . ويسكن الغليل . كان منبع الجعارف الألهية + ومهيط الأنوار الرباليةر وكان في نصيحة الخلق كأبيهم . وتربيتهم في دينهم كأمّهم . ولكن كان أهله وكل أهالي الداغستان وقتئذ أصحاب جهل غالب . وذوو عقل كالب . لا ينظرون إلى أحد ولا يقتدون . ولا يفترون عن المعاصي . ولا يتتهون . وكان أهالي الولاية الداغستانية أهالي صعب . لم يقدر أحد تذليلهم وتسخيرهم . إلا أمير المؤمنين شمويل أفندي . وبعده هؤلاء الملاعين الكفار . خذلهم الملك الجبار . وتجلى عليهم باسمه المنتقم لا الغفار . آمين . اك عر ع ل بي م ا تسد لاا لزي 4 . وكان ذا غيرة عظلمة في دينه » وشجاعة شاجعة في قوله . صاحب سطوة صائلة ٠‏ وقولة صائبة . وكان أهل قريته أهل سكر وسكران . دائمين ين على كل لهو ولعب وندمان . ولأجله هاجر إلى قرية هَرَكان 2000-7 ألف ومائتين وخمسة . فرحمه الله ورضى الله عنه . إلل4 وهو وسبطه سعيد فى قبر واحد هناك . ومات سعيد الهركانى فى 56٠١‏ رحمهما الله تعالى وإيانا (منه) 5 1 وكان يقول: إن الكعبة المعظمة حيوان كالإنسان ينطق لمن يريده . وهكذا في الكتب . وكانت الكعبة تتكلّم معه . ورحَّبِتُ له حين ذهب للحج . وكان أيضاً يقول : : إني كنت أرى رسول الله يد في المنام . ثم لما أكلت طعاماً من مائدة الملعون نادر شاه الشيعيٍ القجاري انقطع رؤيته . ولم أره مدَّة طويلة . وحزنت بذلك حزناً شديداً . فتضركّت إلى اد الى وزيتولك: كيرا قيقد ذلك راج كد يجيا علي :“مو لما ظهلرة إليّ + فباديت ؛ ياسبي رستولة اللورما التي يعدن عيك ٠‏ وطردني عن حضرتك ؟ فقال يل 3: إني لا أتقرّب إلى مَن يأكل طعام الكفرة . وسفرة الفجرة . فتنبّهمت عن ذلك النوم ٠‏ فتبت إلى الله تعالى توبة نصوحاً . ل وكان معاصره العالم العَلّمِ . صاحب الكرم . محمد أفندي بن موسى الأقشي . فإنه ولد 2 في ١١44‏ ألف ومائة وخمسة وأربعين . وكان صاحب العلوم الربانية . والمعارف الرحمانية . وكان خاصة في علم المنطق كأنه ابن سينا ٠‏ وفي فنّ المناظرة كساجقلي زاده المرعشي ٠‏ وفي سائر العلوم كان متبحّراً . وفي تحقيق المسائل نحريراً . وفي جمعها كان بحرا . ولقد وقع في زمنهما أمر فظيع في أوله . وقصة فرحة في آخره : أنه جاء اللعين نادر شاه الخراساني على ولاية داغستان لجعلها رعية له . وضبطها وتسخيرها كأغنام له . بجنود كبيرة . وعساكر كثيرة . بحيث لا قبل لأحد لهم . وجاء المخذول الملعون من خيداق وتفسران وكرا مذللين لهم . حتى وصل إلى غازي غمق . فأخذ سلطان سرخاي الثاني وربطه وقيّده بقيود وأسره . وجعل حليلته عائشة امرأة فاعلا بها ما يفعل الرجل بامرأته الحلال . وكان يفعل ذلك في مرأى من سرخاي خان . وصعب ذلك على جميع الولاية الداغستانية . وهرب ابنا سرخاي خان . 10 وهما مرتضى علي ومحمد خان إلى قرية سغرالٍ . وجمعا جموع الديار الداغستانية من أولها إلى آخرها . وقالا لهم : إن ما يفعل الملعون بأبينا وأمّنا وولايتنا يفعل لكم . والموت قبله ألف مرة خير لنا. . ."© كان المخذول شاه إيران (في زمن سرخاي خان الأول) أرسل عسكراً عظيماً إلى وادي سمبول لتسخيرهم وتذليلهم وتحقيرهم . وكان هؤلاء العساكر المخذولة يفعلون بالنساء وبالولدان ما لا يليق أن يُخبر به . ووصل مقدمة هؤلاء العسكر إلى جبل قبالة قرية : « شيط » التي فيها العالم الشجاع علي أفندي القلي . وكان الشيخ العالم حديث المجدي . وكل علماء داغستان دائمين في الدعاء على الملعون نادر شاه بخذلانه وجنوده . وكان حديث أفندي الهدلي ارتقى على: جبل عالة في ولايتهم مع التلمينين الأديبين . وكانوا عليه أياماً عديدة . ثم قصد اللعين أن يتخطى إلى ولاية أوَار. وضرب خيمته القبيحة الفظيعة فوق شاهق دُرْج ٠‏ وصار ينظر إلى عسكره وعسكر الداغستان الحاضرة للمحارية . وكانت العساكر الداغستانية مجموعة هناك كلها حتى من سهل . ووصل مقدمة عسكر اللعين بين قريتي مُخْبْ وعُبْحْ على تل مرتفع هناك ويقال له الآن تل ٠‏ هلك عليها جنوده قجار . وتحتّ حجر كبير هناك عظامهم الطاهرة ومثل هذا اليوم فاستشار العالم الباسل علي القلي لأهالي ولايته سمبور وقال : ما نفعل بهؤلاء العساكر . إنهم يفعلون بنا ما يفعلون ؟ وقالوا له : والله لا نعلم ما نفعل وليس لنا طاقة لحربهم وتذليلهم . وقال لهم علي القلي : أنا أعلم ما نفعل . فقالوا : ماذا؟ قال : أنا وبعض الكبراء نذهب لديهم ونقول لهم : إنا صرنا الآن في قبضتكم واختياركم ونريد أن نضيفكم ضيافة عامة , وحضرنا الآن لأن ندعو أكابركم ثم ندعو أصاغركم . ثم إذا حضر أكابرهم في قريتنا نقتلهم إلى آخرهم . ثم نذهب لدى العسكر حاضرين مسلحين متهيّئين على سبيل المهادنة والمصالحة معهم . ثم إذا حضرنا لديهم في (1) هناك سقط في هذا الموضع من الأصل , الله أعلم بمقداره . 1/0 غفلتهم نصول عليهم صولة رجل واحد . وإلى أن يتهيئوا بأسلحتهم نقتل نصف عسكرهم ثم ينهزمون بإذن الله . فقالوا: يا أخانا العالم الأشجع علي أفندي هذا هو الرأي الصائب والفهم الثاقب . ثم فعلوا ما ذكر فقتلوا أولا أكابرهم . ثم ذهبوا إلى معسكرهم متهيّئين ثانيا ووثبوا عليهم وثبة رجل واحد قائلين :ا« ؟ راصنا كيت أقدّائتا اا عردم مومه عَلَ الْمَوَرِ أالحكدريت : فَهَرْمُوهَم يلآأ ري ألَو 4 . فالتقى الجمعان والتحم القتال في عُبْحْ ومُحْبْ وفوق جبل قدَّام قرية هبط قبل هذا بمئة سنة تقريباً في يوم واحد في ساعة واحدة وقت الاستواء فانهزم الملعون بنصرة الله في المكانين معاً وولوا مديرين » وُتلوا قتلاً ذريعاً حتى صاروا كالستبل المحصود . حتى حُسِب أنه قُتل في مزرعة واحدة من مزارع عُبخ يبذر فيها كيل مائة شيعيّ . وفرّوا وانخذلوا . وتتابع العساكر المنصورة عليهم . وضربوا السيوف الصارمة . والأزلام الصائبة . وأهلكوا منهم عددا لا يعلم عددها. وذهبوا خلفهم قاتلين سالبين . حتى وصلوا إلى باب الأبواب دربند وكانت مسكنه حينئذ . وندم اللعين على فعله حيث لا ينفعه الندم'" . وبعد ذلك يكون كثير من العداوة من أهل الشيعة لولاية داغستان ورجالهم . ولولا خوفهم لما تركوا أحداً حضر إليهم في كنجه وشماخ وإيران وغيرها . ولم ينسوا ذلك الأمر والقصة إلى الآن . خذلهم الله تعالى والكفرة الفجرة في كل وقت . الآن وبعد الآن . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وصدر هذه القصة في سنة 1١87‏ . )١(‏ وفي المزارع التي وقع فيها المحاربة أولاً لم ينبت فيها شيء من النبات والحشيش . ٠‏ ولم يمكن لأحد من الإنان أذ يمر منا سبع سنين من كثرة جيفهم وتنن رائحتهم . فسبحان الله تعالى : اك لعل كل هدر © . هكذا وصل إلينا أخبارهم بالتواتر الذي يفيد اليقين لا بخبر الآحاد . (انتهى مؤلف) . 2/6 ومات العالم المحقق المدقق علي القلي في سنة ١١597‏ وكان تلميذا للعالم العالي حائز رتب المجد والمعالي ملا محمد الغلدي في قريته الغلدية المبتتّة على الجبل . وقرأ عليه المعان في ٠١0١‏ وسائر العلوم بعد ذلك عليه . وله رحمه الله تعالى مكاتبات عجيبة بعبارات غريبة'" . التى أرسلها إلى المدقق المحق محمد بن موسى القدقي . إلا أن علي القلي كان أن هله والمسقق القلع أصكر مهسا كماد رمام من تارية ولادتيما : جعلنا الله تعالى في بركاتهما وبركات أمثالهما آمين يا رب العالمين . ومنهم وارث النبي الأمي منبع العلم اللدني . مورد العلوم الزاهرة ومصدر الأخلاق الفاخرة . الذي طاب مسماه باسمه . ونال جميع المراتب بتوفيق ربّه العالم الأعلم وشيخ الإسلام الأكرم شيخ أحمد بن محمد الحروخيّ رحمه الله تعالى . الشيخ أحمد أفندي الحروخي ولد ذيهد في سنة ١‏ ولما تمٌ له سبع سنين وتميّز له الفرق بين السماوات والأرضين اشتاق إلى العلوم والمعارف . وأحب العلماء واللطائف . وارتحل ودَارَ الديار الداغستانية لقراءة العلوم وتدريس الفنون وكثرة مقامه في ناحية هيد عند علمائهم الأكابر وفضلائهم ذوي الماثر كالحديث والبيمون الهذطيّ والحاج إبراهيم العرادي وغيرهم رضي الله عنهم . )60 وقد وجد بخطه رحمه الله تعالى : قد وقع الفراغ من تنميق شرح العقائد في يد العبد الحقير القلسي علي بن حسين غفر الله تعالى لهما يوم الاثنين من رجب سنة كلا من الهجرة عند مولانا العالم الكامل الفاضل المدقق الحاذق . الفاهم المتبحر في كل علم الملقب بفيض الله ملا محمد الغلوديّ رحمه الله تعالى . انتهى من خطه رحمه الله تعالى (المؤلف) . 01 وكان كثير مجلسه عند فاطمتلو الحُدطيّ . وكان أكثر مقامه في طذب . فوصل في تحصيل العلوم منتهاه . وفي كسب المراتب الجليّة غايته ؛ حتى صدرت منه خوارق العادات وأكثر الكرامات . وأذعنت له أكثر الناس واستفاد منه أكثر التلاميذ . فبعد فراقه من بيته ذهب مدة خمسة وعشرين سنة . ولم يذهب إلى بيته في تلك المدة ؛ ولو مرة بكثرة شغله على العلوم وشدة اشتياقه لحيازة مكارم الأخلاق والفنون . ولما أت مقصوده وحصّل مفاده . قصد زيارة والديه . ورؤية وجوه الأقارب وأبويه ؛ فارتحل إلى قريته . ووصل إلى وطنه وقت الظهر . وصلى الصلاة مع الجماعة ؛ ولم يعرفه أحد من أهل قريته . فقالوا له : أيها الضيف الكريم هل لك ضيف هنا لنزولك . أم نعطي لك ضيفا وذلك عادتنا ؟ فقال لهم : إني كنت وصلت هنا قبل خمسة وعشرين سنة . وإني أدري بيته وإن لم أعرف اسمه فقالوا : إذن لا بأس تذهب إلى ذلك البيت وتجد لك ضيفاً . فذهب د إلى بيته فوجد أبويه فسلم عليهما فقعد عندهما . ولم يدرهما . فقالا له : أيها الشاب هل تعرفنا ؟ فقال: كنت وصلت هنا قبل سنين . فقالا : اجلس مرحباً أهلاً وسهلاً . فكان عندهم يوماً وليلة مع عدم علمهما بأنه ابنهما . ولم يعرّفهما بأنه ابنهما . وقيل : ذهب كذلك ثلاثة أيام بلياليها . ثم وقع الخبر والقصة بينهم فقال لهما : هل لكما ابن وأولاد ؟ فقالا : يا أيها الضيف ! إن لنا ابنا لا يريدنا ولا يقصدنا ولا يزورنا . في بلاد بعيدة ومدائن شاسعة . وإن الناس يقولون : إنه صار من العلماء الأعلام . والمشائخ الكرام . فقال : إن رأيتماه . هل تعرفانه ؟ فقالا: أأنت هو؟ فقال : أنا ابنكما وقرّة عينكما. فبكيا من شدة فرحهما فتعانقا له من اليمين والشمال . واجتمع إليه جميع الأقارب والجيران . وكل أهالي القرية والإخوان . فتوجّجهوا له وأظهروا النشاط له فيضن على هذه الكيفية آيام.. لضم ثم إن أمه قد نشرت حنطة فوق السطح لذهاب رطوبته وكمال يبوسته وطحنه . فنظر ه إلى تلك الحنطة فرأى بعين بصيرته أن تلك الحنطة يأكل بعضه بعضاً . فنادى أمه ؛ فقال : يا أماه ما هذا ؟ أعطينى عصاي وأمتعتي فإني أفارق عنكم وارتحل . فقالت أمه ؛ ما تقول يا ولدي . كيف يمكن هذا مع أنك لست قمت هنا إلا أياما قلائل . وكنت بعيداً عنّا مدّة مديدة؛ هل تليق المفارقة بيننا الآن؟ فقال: يا أماه. كيف أقيم بين أظهر قوم لا يعطون زكاة أموالهم . ولا يتصدّقون بفضول أمتعتهم ؟ فقالت : كيف ذاك ! وما رأيت يا بنيّ ؟ فقال: رأيت حنطتك التي نشرتها فوق السطح يأكل بعضها بعضاً ؛ فإنه مال لم يخرج الزكاة منها . ولم يؤدَّ حق الله تعالى عنها . فتبادرت وقالت لزوجها : إن ابننا الشيخ أحمد يفارق عنّا إن لم نخرج زكاة من حنطتنا . فما نفعل ؟ فقال : نخرج ؛ فأخرجوا الزكاة منها ومن غيرها. وألحّ كل الجماعة الحروخية له بسكونه بينهم ٠‏ فتوطن مدة هناك وكان كثرة سكناه في المقبرة . وكان يقول كثيرا لمن حوله من الناس : ألا تسمعون إلى صرير يسمع من الجوّ الأعلى ؟ فقالوا : لا . فقال : إني أرى وأسمع أن سلالم الملائكة الذين يحملون الأخبار من هنا إلى الحرمين الشريفين . ويحملون الأشرار من هناك إلى الأرض الخبيثة . وأصوات الصرير من ذلك . وإني أراه حين قعدت فوق قبور المقبرة . وكان يخبرهم بالمعينات العجينة , والكرامات:الغربية:. وكان ذه أمين سر الله المكتوم . ومودع غرائب العلم المختوم . وكان كل وقت ينطق بالحكمة والموعظة الحسنة . ويجادل بالتي هي أحسن . ويدرس العلوم الفقهية . ويلازم الفنون الأدبيّة . ويمارس الأصول والفروع . ويجالس الوضيع والرفيع . وكان لا يخاف في الله لومة لائم . ولا في الأمر بالمعروف سطوة ظالم . 1خ وكان له إخوة كرام ؛ علماء عظام ؛ وفقهاء كرام ؛ خاصة ! أخوه العالم الألمعيّ ؛ صاحب الشروح والحواشى بي الذي يزيل عن صدور الطالبين الغلّ والغواشي : علي أفندي . والعالم العلم ؛ علم العلماء . وراية الفقهاء غازي . وكان لهم كتب كثيرة . ودفاتير وفيرة في كل العلوم الاثني عشر . كما رأينا أكثرهم . ولكن تفرّقت الكتب في البلاد . بعدم الذريّة لهم والأولاد. ولم يبق في قرية حروخ منها إلا الأقل من القليل ؛ لا يشفي العليل والغليل . فلله درّهم . وإلى النعيم مردذهم . وكان جميع كتبهم كتبوه . وكل إشكالها حرّروه ونقّحوه ؛ بكتبة وإذا رأى عالم كتاباً منها يعلم ما فيها. ولا يشكل شيء منها . ويمرٌ في مشكلاتها كما يمرٌّ في الطريق المخوف بأخذ يدٍ فيها . ولكن لا أعلم تاريخ ولادتهم ووفاتهم . ولم أطلع إلى الآن . ثم لما أراد الشيخ أحمد نقله وارتحاله إلى الديار الهدّليّة والقرى الجبلية ألحّ الجماعة الحروخية . والرجال الأقاربية بالسكون في القرية فأجاب لهم : ما تقولون ؟ إن موضع قبري ليس هنا . وموضع ضريحتي في هدّلٍ ؛ لا يكون ما تقولون أبداً! فلما عزم على السير ولم ينفعه الكلام والخيراء أذلوا له قدرع وخرج ينه ميم اللجماعة وولف عند المتيرة فدعا لهم وأخذ التراب من تحت قدميه فرماه إلى جهة المقبرة ثم مر قليلاً إلى أطراف المزارع فوقف فيها متفكراً . وأخذ كذلك تراباً من تحت قدميه ورماه إلى جهة المزارع . ٠‏ فتحيّرت الجماعة والأقارب فيما فعله , فقال : إني لما سلمت للمفارقة من أهل المقبرة ة طلبوا مني الرفقة معي فرميت إلى جهتهم التراب ؛ فأمرتهم بالسكون في مقبرتهم . وكذا “لما عزمت المفارقة عن المزارع خرجت البركة الكائنة فيها وعزمت أن تسافر 1 قلت : إن ما فعله هذا الشيخ ؛ وإن أنكره الأغبياء يقبله الأولياء . وكرامات الأولياء حق صادق ولا ينكره إلا منتكر مخذول فاسق . انتهى . ثم إن الشيخ العالم شيخ أحمد الحروخي ارتحل إلى ولاية هيد وقام فيه . وفي قرية طدب مدة. وانتقل إلى رحمة الله تعالى ١١/4‏ وهناك قبره يّزار ويتبرك به . وأما سائر أحواله وأحوال وأخبار إخوته العلماء لا نطيق بيانه , ولا نعلم حقيقته . وهذا المذكور نبذة من فضائلهم . وغرفة من اليم من فواضلهم . وما كتبته هو الذي سمعته من ثقات عن ثقات على سبيل التواتر . وإن كان فيه ضعف وادّعى عليه العلماء أجيب لهم وأقول : إن ما ذكرت في فضائل هؤلاء المشائخ . والأولياء الشوامخ ليس فيه حكم من أحكام الله تعالى ولا نسخ من آياته ؛ بل حكم وفضائل . ويجوز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال . والله أعلم . الشيخ علي أفندي الجناوي رحمه الله ومنهم مكامن الأخلاق الحميدة . والفضائل المديدة . والكرامات المديدة . العالم العلم شيخ الكرم شمخصّان علي الدسركي الجناويّ رحمه الله تعالى فلا أقسم برب المشارق والمغارب . ورازق الأباعد والأقارب ؛ إنه كان لمن العلماء العاقلين العاملين . والأولياء الكمل الصالحين . ولد ذه في ١١54‏ ولم يعلم أصله ووطنه الأصلي . وأما سكونه كان في قرية حروخ أوَّلا . وكتب الكلام الشريف هناك . ووقفه في مسجدهم الجامع وهو الآن موجود يقرأ ويتبرّك به . ثم لما رأى عدم إطاعتهم لأمر الله وسنة رسول الله 8# . وترك الأمر بالمعروف ونهي عن المنكر. ولم يقبلوا نصيحته إلا ما فيه فضيحته ترك قرية حروخ . وهاجر إلى قرية جنب (وهي قرية صغيرة ع فوق الجبل . لا يصل إليها أحدّ ما إلا بالقصد وكثرة الاحتياج) . وتوطن فيها . وبنى مسجداً هناك . وأقام للعماد له جزوعين متقاربين . وأتم المسجد وقال : إن كل أحد صاحب المعاصي لا يطيق أن يمرّ بين هذين العمودين . وكان كذلك . وكان لا يطيق أحد أن يمرّ من بينهما بل كان العمادان يأخذانه ويضيّقانه . ولا يمكنانه لخروجه إلى الطرف الآخر فهذا أمر بارز لكل الخلائق . وهذه الكرامة الكريمة كانت مشهورة معلومة ولو فى زماننا هذا . تردلها القدم معت المشيدة وخر كيقط التدودان اللذان أرقنهما الفية علي . ثم اوقفهما الأخيار وفاتت هذه الكرامة بعده . ولا يكون الأخذ والتضييق إلا نادراً ؛ وأمثال هذه الكرامة شهيرة . وفضائله كثيرة . رزقنا الله تعالى من بركاته وبركات أمثاله . انتقل رحمه الله تعالى في ١١48‏ في تلك القرية ودفن في طرف مقبرتهم المباركة . وعليه قُبَة وبركة عظيمة كما رأينا وزرنا . وأما القسم الثاني من المشائخ الداغستانية الكمل . والأولياء الجمل . الذين وصلوا إلى الله تعالى بالجذبة الإلهية والعناية الربانية بلا مرشد كامل حي يرشدهم إلى الله تعالى . منهم فيما وصل إليه علمي . وطار إليه فهمي : الشيخ كنت الججاني رحمه الله تعالى فإنه كان في زمن ولاية أمير المؤمنين شمويل أفندي في ولاية ججان . وبكثرة جذبته وسطوة الحال عليه كان يرقص فى ذكره . ويصفق فى فكره . وكان الحال يغلب عليه . والواؤداك تقوق: ليف ولولاة كنا فمل ذلك + وعاض قفن .نا الل , ولأجل ذلك لمارأى الشيخ جما الدين فغله:ورقصة لم يدكر غليةة. وإنمًا الإنكار في فعل مثله بلا غلبة حال ولا سطوة معها . وذلك الإتكار حينئذ واجبٌ كما صرّحه العلواني في « نور العين شرح سلك العين» وأمثاله كثيرة في كتب التصوف فليراجع إليها المنكر لكلامي والمعاند لمرامي . للح ونحن الآن ننكر على أهل الرقص لعدم غلبة حالهم . وإنما يلعبون بدينهم خذلهم الله تعالى . وفرّق جمعهم وشملهم . أو هداهم إلى ما هو خير لهم في الدنيا والآخرة . والشيخ الشهير والبدر المنير الشيخ ملاً محمد الهوعيّ فإنه كان زاغياً في ريقهم كما توائرت:الأخيان إلينا به قوق تل بعد من الماء والتهر:» وأجِتبَ ليلة ثلاث مرات . واغتسل فى تلك الليلة ثلاث مرات بذهابه إلى النهر الكبير . البعيد من ريفه مسافة كثيرة . ولم يقف حتى الصباح تأذباً لله تعالى . فنودي في المرة الثالئة من طرف الهاتف : بشرى لك يا ملا محمد إنك كُبَنْتَ من الأولياء الكبار . وكان من كراماته : أنه كان يطرح شيئاً فوق النهر الجاري وكان يصلي عليها؛ واقفاً غير متحرّك . وكان النهر لا يحرّكه ولا يختلسه . وأمثاله كثيرة منه . وله أخ على قدمه كذلك . وكذلك في قرية هوع مشائخ مثلهما حتى يقال إنه سبعة أو ثمانية . ولم أعلم تاريخ ولادتهم ووفاتهم . والشيخ الدرويش شيخ عبد الله الأوريّ رحمه الله تعالى فإنه من معاصري الشيخ شمخحصَان علي الجناوي المذكور . ولد نن في 1١7١‏ . وكان كما تواتر الأخبار من الدراويش الذين وصلوا إلى الله تعالى بالذل والانكسار كما قال الأولياء الكمّل بذلك . مطلب فإنه ليس طريق أسهل للعبد للوصول إلى الله تعالى من الذل والانكسار . رزقنا الله تعالى الذل والانكسار في الظاهر والباطن والوصول . وكان صاحب الكرامات الغريية . والخوارق العجيبة » يحكيها قرن بعد قرن إلى يومنا هذا . والله تعالى أعلم . ةا ومات رضى الله تعالى عنه فى ١١١‏ فرحمه ألله تعالى وإيانا . ودفن في مقبرة قرية أور . وعليه قُبَّة عظيمة وبركة جسيمة . وزرنا عليه مرات كثيرة . ونزور بعد الآن إن شاء الله تعالى . والشيخ الخفيَ عن الأغيار . والمعلوم لدى الملك الغفار : حُسّيئلو الحروخي رحمه الله تعالى فإنه كان جدّاً لم المؤلف من طرف الأمّ . فإنا قد سمعنا من أفواه الثقات . وتكلّمات الرواة . أنه كان إذا ذكر الله تعالى كان يجاوبه جدران بيته وعماد سَقَفه . ولكنْ كان دأبه الإخفاء . ولكن كان يظهره الله تعالى على الملأ . وقبره في قرية حروخ يزار ويتبرك . ولد مهم فى ١/ا١ا.‏ ومات فى ١558‏ رحمهم الله تعالى وإيانا مين والشيخ الأعظم والولي الأكرم : الشيخ سلتان شيخ أمير”" المشلشي رم 00 الحال . ومات في 7٠١"‏ وكذا الولي الكريم شيخ محمود الزاخوري والمشائخ الذين دفنوا فى قرية أثال . ثمانية مشائخ في حفيرة واحدة . وكذا الشيخ الكائن في كرش قد سمعنا أن بعضهم إخوة لبعض . وأنهم جاؤوا من شروان . وأصلهم من شروان ولم نعلم حقيقتهم . ولم نعلم هل لهم مرشد كامل أم لا! وعلى قدمهم المبارك الشيخ فِرْ سليمان الشالبوذي . والشيخ الأكبر شيخ جنيد الحضراوي الخيداقي رحمه الله تعالى'” . )3( ولقب بأنه « قطب الأولياء ٠»‏ (منه هامش الأصل) . زف وكان في القرن العاشر ومات فيه قدس سره . ورزقنا من بركاته (منه) . زفرة ولقد وجدنا في بعض كتب التواري يخ أن الشيخ الحضراوي كان أصله من بلدة أردبيل من ولاية إيران ٠‏ فارتحل منه مع مريديه كالجند لسياسة ولاية داغستان بالأمر- ا والدرويش الراعي شيخ بابارثْما ٠‏ والشيخ الأعظم تفلان بابا الجبليَ . وغيرهم الذين لا أطلع عددهم وحقيقتهم . وكلهم لا يعلم عددهم إلا الله لأن ديارنا الداغستانية من لدن جاء الإسلام إليها معدن العلم والمشائخ . وتراب طبائعهم معجون بهما . وأرضهم مؤلف منهما . ولم يساويهم في العلم إلا الديار المصرية والولاية الخديوية عمّرهما الله تعالى بعد الآن بالعلم والعمل والتقوى . كما عمّرنا إلى الآن بالشجاعة والشريعة والهدى . وطهّرهما من دنس الأنداد . وتولية الأضداد بحرمة سيد البلاد وسند العباد محمد العماد يع وآله الأوتاد . فهؤلاء المشائخ المذكورون . والأولياء المتقون . هم الأبرار . وعند الله المصطفون الأخيار . ليس لأحد ما فيهم الإبار . وظتي والله سبحانه وتعالى أن الشيخ سلتان شيخ أمير المذكور وأحزابه لهم مرشد وأستاذ . لكن لم تبق سلسلتهم ولا أثر . ولم يوجد منهم أحد ولا ثمر. رزقنا الله تعالى من بركاتهم وفيوضاتهم . وعمّرنا الله بالعلم والعمل . والاقتداء بأشباههم . وأما القسم الثالث من أقسام المشائخ الداغستانيين فهم المدعون المتشيّخون . ليس لهم رائحة من العلم ليعملوا به . وقطعة قليلة من الفهُم لاتباعهم لأثر السلف الصالحين . وليس مقصودهم إلا جمع حطام الدنيا -بالمعروف والنهي عن المنكر . بلا خبر ولا علم لنادر شاه الخراساني . فإن ولاية داغستان كانت في قبضته في عهده ٠‏ فأرسل رسولا قبل الشيخ جنيد إلى ولاية باب الأبواب - أي دزبند - بقتاله وقتله مع جنوده ٠‏ فالتقى جيشه الذي هم مريدوه معهم . وقاتلوا عليهم حتى صار شهيدا مع أكثر مريديه في قرية غبذه في جانب يسار سمبور , حمل بار بحر يليه إلى ئيهت عن لان لزه للاقرة في 11 اعمال :وعدي وخمسين . وكان الشيخ جنيد قدس سره من نسل موسى الكاظم وصفيّ الدين . ولذا يلقب وينسب الصفوي رحمه الله تعالى رحمة واسعة . وكذا استشهد ابنه الشيخ حيدر في دربند . وحمل جسده إلى قرية تنط ودفن فيه مع بعض مريديه في 640 ثمانمائة وخمسة وتسعين رحمه الله تعالى وإيانا آمين (مؤلف) . 1. وحيازة زكوات الأغنياء الفخري . وحجّتهم العليّة إذا قلنا لهم : لِمَ تلقّنون الذكرّ؛ مع عدم كونكم مأذونين من شيخ كامل !؟ أن يقولوا والذين اتبعوهم من العلماء . الذين دأبهم ملء بطونهم من حلال أو حرام . ومداهنتهم معهم ببيع آخرتهم بدنياهم : إنما نعلم الخير للناس .فهل يكون المنع من تعليم الخير للناس ؟ ! وهؤلاء المساكين لا يعلمون ما يقولون . وإذا قويت الحجة عليهم وثبت عندهم كونهم غير مرشدين . يقولون ذلك القول . وإذا بقي الأمر لهم ووجدوا فرصة مع الجهلاء الأغبياء يقولون لهم : نحن مشائخ كرام . وأولياء عظام . فمن أنكرنا فهو المنكر لله . ومن عاندنا فهو المعاند لرسول الله . فما أحمق هؤلاء وكل ولايتنا الداغستانية بهؤلاء المتشيخة مشحونة . والديار الأوارية بهؤلاء المفسدين مملوءة . وليس منهم عالم يأمرهم بأنكم متشيخون . لا المشائخ المحمّون إلا نادراً . وإذا قال واحد من العلماء ذلك القول يقاتلونه . وباليد واللسان يحاربونه . فوالله الذي لا شيء فوقه لو كان علينا حاكم شرعي ورئيس سني . نعلم أفرس تحتهم أم حمار ؟ ولما كان الأمر على عكس مطلوبنا . وضد مرادنا بكون الأمر باختيار غيرنا لم يكن لنا بد إلا أن نقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . ورئيس هؤلاء المتشيخين الحاج عمر العندي . ووكيله الحاج عمر الهجدي القراخي . ووزرائه إبراهيم البهندي الهندي ومحمد اللبلي وغزيؤ الخنزخي وأحزابهم ٠‏ والمتشيخ المستقل الحاج'' محمد الهجديٌّ . وهؤلاء يدّعون أن الشيخ « كنت » أمرهم بالرقص والدوران . ولم يَعلّم هؤلاء المساكين أن الرقص والدوران إنما يكون لمن غلب عليه حاله كما مر . والعجب منهم أنهم يدّعون أنهم قادريّون . ولا يعلمون ولا يتفكرون هل فعل الغوث الأعظم عبد القادر الجيلاني وأتباعه الرقص ؟ (1) وأكبرهم المستقل المفد الذي يهلك الدنيا عيسى التاشيّ (منه) . 6 ولله لم يفعل الغوث الأعظم'" الرقص والدوران'" ؛ ولو مرة واحدة . وإن كانوا قادريين . لمَ لا يتبعونه . وفي أفعاله وأحواله لم لا يقتدونه ؟ ! إنا لله وإنا إليه راجعون . وإنما الرقص والدوران فيه باختيارهم لا بسطوة الحال . ورقص ودوران الشيخ « كنت » إنما كانتا لا باختياره . بل بسطوة حاله . وأقوال المشائخ إذا غلبت عليهم حالهم مسلّمة . كما في الكتب الصوفية . وأما بالاختيار فلا ؛ لأنه يشبه رقص أهل اللعب والمزمار . واللعب عند الله وأما ما يقولونه إن الملائكة يرقصون حول العرش”" . ويوردون له حديثاً! فحديثه غير ثابت . ولو كان ضعيفاً . وإن سلّمنا ضعفه . لا يمكن لنا العمل به لأن أحوالنا وأفعالنا لا يقاس بأحوال وأفعال الملائكة الكرام لأنهم معصومون . ومن كل الذنوب محفوظون . وليس عليهم تكليف في أفعالهم إلا في اعتقادهم . مطلب وإنما الواجب على العباد أن يزنوا ما يفعلونه من عبادة وعادة بالشرع الشريف . والقرآن المنيف وسئن سيد المرسلين . وأخلاق السلف الصالحين . فإن وافق فعلنا فعلهم . وأقوالنا أقوالهم . وأذكارنا أذكارهم . فذا هو المرام ونهاية المطلب . وإن خالف ! فالواجب عليهم تركه والتوبة )١(‏ ويؤيد قول هذا الشيخ المحترم ما في « الطريقة المحمدية » من أن الغوث عبد القادر الجيلاني أفتى بأن مستحل هذا الرقص كافر . فراجعه مع شرحه ٠‏ البريقة المحمودة ؛ من المجلد الثاني . (قحي رحم الله إفلاسه) . (؟) وإنما كان الرقص والدوران للخلوتية قبل هذا بقرون . وقد انقطع ذلك منهم كما في روح البيان » فراجعه (منه) . (*) وفي ١‏ البريقة المحمودة » ما يردّ هذا القول بالتمام . فمن أراد أن يعرف ما فيها فعليه بالمراجعة إليها . (قحي رحم الله إفلاسه) . 41 والإنابة إلى الله تعالى . وإذا كانت عبادتنا أقل القليل في هذا الزمان . وكان ذلك غير موافق لما أنزل الله تعالى في القرآن . وضاع جميع عمرنا في الخسران . ولم نتقرب بما فعلنا من الأذكار إلى الرحيم الرحمن . فذا هو المصيبة الكبرى . والبليّة العظمى . واعلم أيها الإنسان المغرور بالشيطان الغرور . أنك إذا اغتررت في حقٌّ الدنيا بدهم يقوم عليك القيامة . ويقعد على رأسك الطامة . مع أن الدنيا ليست بدار مقامك . وأن حطامها ليست بنافعة فى دار قرارك , فما ظنك بغرورك فى حق الآخرة التى هى مأواك ودار إقامتك ؟ كيف لا يقوم قيامتك في حق آخرتك ؟ وكيف لا تتفكر بغرورك بأذكارك التي لا ينفع لك في آخرتك . ورقصك ودورانك التي لا يأخذ يدك في حين قبض روحك؟ وجواب منكرك ونكيرك ؟ بل تيقّط أيها المغرور قبل موتك . وخذ حظك في حياتك . ٠‏ وأسرع لمرشد كامل يأخذ يدك وقت قبضك . ويقعد عندك وقت سؤالك ٠‏ ويشفعك في قيامتك ؛ إن كنت تريد نفسك . والتقرب لربك الكريم « الى حَلَْكَ فَوَكَ مَدَلَكَ (0 13 َي صُورةٍ ناآ كك (2) # وإن لم تفعل ولم تقتد فيما قلت لك تكن من الخاسرين . ونندم مع النادمين حيث لا ينفع , ٠‏ وتكون يائساً من الله تعالى «إكُمَاييسَ 11 نأب الور * ٠‏ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . اللهم اجعلنا مدزة أطاطوك ٠‏ وفي سبيلك اتبعوك وآمنوك . وسنة نبتِك اقتدوه . وفي حفظ حدود شريعته اتبعوه. ولا تجعلنا من 3 لين صََّ سيم في ِو لد ا وفيحسبون أن يحِنَ نما © . رزقنا الله تعالى رحمته . وشفاعة رسوله . وبركة أوليائه . والاهتداء بهديهم وسيرتهم . تنبه على مهم وإن كنت أيها الأخ المغرور الطامع إلى رحمة الغفور لا تعلم الشيخ والمتشيّخ . والعالم العامل والفاسق ٠‏ فها أنا أبيّن لك أحوالهما . وأكتب لك بيانهما . وأضع لك ميزاناً تزن به أعمالهما ٠‏ فلعلك تتبعه ولو بعد الآن ٠‏ لئلا يبكي عليك ابن أخت خالتك ! لاقع وها أنا بينت لك ما يكفيك فى خطبة الكتاب فلعلك تنظر إليه وتتفكر . وأما ما ليس فيها فأكتب هنا تتميماً لمرادك . وإنجاحاً لمقصودك . والله تعالى الموفق . وفي « روح البيان» من سورة آل عمران : فَعُلِمَ أن العالم الذي لا يعمل بعلمه منقطع النسبة بينه وبين ربه كالعامل الجاهل . فكل منهما ليس من الله تعالى في شيء . حيث لم تثبت النسبة إلا بالتمسك بالعمل المبنيّ على العلم . قال علي 2ه : قصم ظهري رجلان ؛ عالم متهنّك , وجاهل متنسك ؛ لأن العالم يَُفْر الناس من العلم بتهتّكه . والجاهل يُرغب الناس في الجهل بتنسكه . قال رسول الله يو : « نعوذ بالله من علم لا ينفع . وقلب لا يخشع » فعلى المعلم والمتعلم أن يطلب بعلمه مرضاة الله تعالى . وبعمله الربانية . فمن اشتغل بالتعليم والتعلم لا لهذا المقصد! ضاع سعيه . وخاب عمله . والإشارة أن من دأب أهل الحقيقة تربية الأتباع والمريدين ؛ ليكونوا ربّانيين متخلقين بأخلاق الربانية العاملين بما يعلمون من الكتاب . وبما كانوا يدرسون من العلوم . ولا يقنعون على دراستها . ولا يغترُّون بمقالة أخذوها من أفواه القوم . وبعض مدّعي هذا الشأن الذين غلبت عليم أهواؤهم وصفات بشريتهم يدّعون الشيخوخة من رعونة النفس قبل أوانها . ويخدعون الخلق بأنواع الحيل . ويستتبعون بعض الجهلة ويصيدونهم بكلمات أخذوها من الأفواه . ويمكرون ببعض أهل الصدق من الطلبة . ويقطعون عليهم طريق الحق بأن يمنعوهم من صحبة أهل الحق ومشائخ الطريقة . ويأمروهم بالتسليم والرضا فيما يعاملونهم . ولا يعرفون غيرهم فيعبدونهم من دون لله ؛ كما هو دأب أكثر مشائخ زماننا هذا . فإنه ليس من دأب من يُؤتى الحكمة والكتاب والحكم والنبوّة . فأمثالهم يشتهر ذكرهم بين الناس , وليس ذلك إلا لكونهم خالين عن الحقيقة . إذ المرء الصادق في طلبه , 1 والواصل إلى ربه يحب الخمول والنفرة من الخلق . فشأنه التجنب عن كل ما سوى الله تعالى . دون تشهير نفسه وجلب المال من أيدي الناس . بل من الناس من يرغب عنه وهو مرغوب . انتهى . مطلب وفي « روح البيان » أيضاً من « البقرة » قال بعض المشائخ : من ادعى أنه صاحب قلب وإرشاد بدون تزكية النفس ومعرفة المبدأ أو المعاد 0 الدنيا الدنيئة ؛ كان عذابه ادك عذاب النساء اللاني رآهنّ ار لاما د والتابع له على هواه كولد الزنا . فإن ولد الزنا هالك حكماً لعدم المربي . والاتبع لمبتدع لا ينتج إلا البدعة والإلحاد . انتهى من قوله تعالى 9# كَأنَهُ َك ينس لقنم يومَالْصَمَةِ # . ولي مكرنات نويع رااان اسان مقتر المي ااي فلن سره المشائخ ثلاثة : منهم من ليس في يده تصرّف في المريد ؛ فهو كالعوام . بل هم أضل من الأنعام . ليس فيهم المشيخة إلا اسمه ورسمه كما هو دأب أكثر مشائخ الزمان . وقال مولانا خالد سليمان قدس سره: ويجب الاعتراض على حاله والإنكار . لأنهم ضاعوا وأضاعوا الناس لحبسهم عن ذهاب باب أهل الكمال جعي عن واو دونه نين رمانيم عن الكمال:» ٠‏ وفيهم الوعيد خصوصاً إذا كان جاهلاً بأمر الدين . ومنهم من كان في يده تصرّف في عالم الملكوت وتأثر المريد بصحبته . لكن ليس فيه الاستقامة بقدر ما يخرج من الفسق . ولا يكون 134 فيه أدب الشريعة والطريقة . فهو أيضاً لا يصلح لأن يُقتدى به؛ وإن كان صادقاً في حاله ٠‏ لأن من اقتدى غير أديب يكون غير أديب . مع أن الطريقة كلها آداب . لكن يحترم ويعظم ولا يتعرّض خوفاً من قهره . فعُلِمَ أن غير الأديب الصادق الحال إذا لم يصلح للاقتداء به فغير الأديب ليس فيه حال صادق فلا يصلح الاقتداء به بالطريق الأولى ٠‏ فالاقتداء بهؤلاء شعار جهلاء العصر ؛ على الخصوص إذا كان جاهلاً لفروض العين . ومنهم من في يده تصرّف وتأثير وعلم بالأحكام الشرعية التي يجب علمها عيناً واستقامة ٠.‏ فهو ممن يصلح الاقتداء . وإنه الكبريت الأخهرا». تحصؤاظا في هذا الأوان. وله فضائل في كتب السادات . ومثله فى « الخطاب » لإسماعيل الحقى قدس سره وه رسالة خالديّة ». وه الفتوحات المكية » لابن عرب قلا سر » قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في «١‏ أيها الولد»: ولا بد للسالك من شيخ يربيه ويرشده إلى سيل الله تعالى ومروط الذي لح للتربية : أن يكون تابعاً للرسول يل . وعالماً يصلح له ٠‏ لأن كل عالم لا يصلح له . وأبتّن بعض علاماته . لثلا يدّعي كل أحد أنه مرشد فنقول : من يُعرض عن الدنيا وحبّ الجاه . وقد كان تابعا بشخص يصير تسلسله إلى سيد المرسلين . وكان محسناً رياضة نفسه من قلة الأكل والشرب والنوم ٠‏ وكثرة الصلاة والصدقة والصوم . وكان بمتابعة الشيخ البصير جاعلا بمحاسن الأخلاق كالعلم . فهو نور من أنوار معرفة النبي 2 فيصح الاقتداء به . لكن وجود مثله نادر أعز من الكبريت الأحمر . انتهى باختصار وقال في « جامع الأصول » : يجب أن يُقتدى بمن علم بالديانة والصيانة والرحمة والعفة . والتقوى والأمانة من البدع والأهواء والخيانة . بعد أن تحقق أن طريقته موافقة للكتاب والسنة . وأفعال الصحابة والمشائخ الراسخين . والعارفين وكبار الأئمة . انتهى . دم وفي « روح البيان » في سورة (النساء» : الله تعالى يزكي من يشاء التزكية . تهيّأ لها بتسليم النفس إلى أرباب التزكية . مطلب مهم والمزكي هو النبي يْ في أيام حياته . وبعده هم العلماء الذين أخذوا التزكية ممن أخذوا منهم . قرنا بعد قرن . من الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان إلى يومنا هذا. ولعمري أنهم في هذا الزمان أعرٌّ من الكبريت الأحمر . انتهى . وقال أيضاً فى سورة (الإسراء) : فعلى السالك الصادق أن يطلب الضول: إلى 'مثل هذا العالم + فإنة هر العطلب الأعلى ع زولن تضل إليةازلة بقدم العلم والعمل . والرجوع إلى حال التراب . انتهى . قال الحقي قدس سره في « الخطاب » : قالوا : لا تكن مريداً إلا لعالم . ولا كل عالم إلا حي . يعني لا يجوز أن يكون مريداً لكل عالم . بل كن مريدا لعالم كان قلبه حيّا بحياة حقيقية . ومحلا للفيض الإلهي . حتى يحصل لك في صحيته فائدة وحياة باقية . انتهى . وقال في « روح البيان» : فكما أن العالم غير العامل . والجاهل غير العامل سواء في كونهما مطرودين عن باب الله تعالى . وكذا العارف غير الكامل . والغافل غير العامل سواء في كونهما مردودين من باب الله تعالى . مطلب وقال رجب أفندي في شرحه للطريقة المحمدية : وقال أبو يزيد رضي الله عنه وعنًا آمين : لو نظرتم إلى رجل أعطي الكرامات حتى تربّع فى الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهى وحفظ الحدود وَأذاه قمل الشترغية ؤإلا فهي استدراج : ١‏ 06. أقول : قد أجمعوا على أنه لا مقام للعبد يسقط عنه التكليف الشرعية . وأجمعوا أيضاً على أنه لا يصح النهايات إلا بتصحيح البدايات وهي العلم والعمل . انتهى واعلم أن التصوّف تفرّقت على اثني عشرة فرقة . فواحدة منهم ستيون وهم الذين أثنى عليهم العلماء . والباقون بدعيّون . انتهى كلام رجب أفندي . كذا في « الخادمي شرح 5 البيان » : هم الموافقون للكتاب والسنة اعتقاداً وعملاً . مطلب قال في « جامع الأصول » في سورة النور : واعلم أن من لم تتصل نسبته المعنوي بواحد من أهل النقش الرحماني . وادّعى لنفسه الكمال والتكميل ؛ فهو زان في الحقيقة . ومن هو تحت تربيته هالك . لأنه ولد الزنا . واعلم أن من لا يعرف أباه وأجداده في الطريق فهو مطرود . وكلامه دعوى غير مقبول. وربما انتسب إلى غير أبيه ٠‏ فيدخل في قوله ب :‏ لعن الله من انتسب إلى غير أبيه » . ١‏ وقد أجمع السلف كلهم على أن من لم يصمح له نسبُ القوم . ولا أذن في أن يجلس للناس لا يجوز التصدّر إلى إرشاد الناس . ولا أن يأخذ عليهم عهداً . ولا يلقّنهم ذكراً ولا شيئاً من الطريق . إذ السرٌّ في الطريق إنما هو ارتباط القلوب بعضها ببعض إلى رسول الله يك إلى حضرة الحق عرّ وجل . فمن لم يدخل في سلسلة القوم . فهو غير معدود منهم . انتهى . ولاق ااانا كات السيقة ربو زرا + الوط كرو للها كان الانتساب إلى ث شيخ إنما يحصل بالتلقين والتعليم من شيخ مأذون . إجازته صحيحة . مستندة إلى شيخ صاحب الطريقة . وهو إلى النبي 26 . انتهى كلام « جامع الأصول 0 زديك وقال في « تتماته ٠‏ أيضاً : وقال العارف عبد الوهاب الشعراني رضي الله تعالى عنه في « المدارج » : اعلم أيها الطالب المريد أن من لم يعرف أباه وأجداده في الطريقة فهو أعمى . وربما انتسب إلى غير أبيه فيدخل في قوله يد: ؛ لعن الله من انتسب إلى غير أبيه » . ولقد دَرَّجٍ السلف الصالح كلهم على تعليم المريدين آداب آبائهم . ومعرفة أنسابهم . وأجمعوا كلهم أن من لم يصحٌ له نسب القوم فهو لقيط الطريق ؛ لا أدب له . ولا يجوز له التصدّر والجلوس لإرشاد المريدين . إلا بعد أخذه آداب الطريقة من شيخ كامل مجمع على جلالته وخثرته بالطريق . ثم يؤذن له صريحاً بأن يرشد ويلقّن . ثم قال فيه أيضاً : اعلم يا أخي أن السرّ في التلقين إنما هو ارتباط القلوب بعضها إلى بعض إلى رسول الله بي إلى حضرة الله تعالى . وأقل ما يحصل للمريدين إذا دخل في سلسلة القوم بالتلقين؛ إذا حرّك السلسلة : تجاوبه أرواح الأولياء . من شيخه إلى رسول الله ية ف3. فمن لم يدخل في طريقهم بذلك فهو غير معدود منهم ٠‏ ولا يجاوبه أحد إذا حرّك السلسلة . انتهى كلام « المتممات » . وقال في ١‏ روح البيان » في سورة النور : واعلم أن من لم يتصل نسبه المعنوي بواحد من أهل النقش الرحماني وادّعى لنفسه الكمال والتكميل ؛ فهو زآن .قن السقيقة ٠٠‏ وم هو ,جحت تريعه عاك لأنه :ولد الزنا : ريما يكره بعض أهل الطلب على التردد لباب أهل الدعوى ويضْرفه عن أهل الحق عناداً وغرضاً ومرضاً واتباعاً لهواه . فهو إنما يكرهه على الزنا . لأنه بملازمة أهل الباطل يصير المرء ا يد فساد البيضة . نسأل الله تعالى أن يحفظنا من مكر الماكرين . ١‏ ا 0 وهم المشائخ المدعون . والدجاجلة المضلون ؛ فإنهم ليسوا بقادرين على إحياء القلوب وإماتة النفوس . فالتابعون لهم في حكم عابدي الأصنام ؛ اليك فليحذر العاقل من اتخاذ أهل الأهواء متبوعاً . فإن الموت الأكبر الذي هو الجهل إنما يزول بالحياة الأشرف الذي هو العلم . فإن كان للعبد مدخل في إفادة الخلق العلم النافع ودعائهم إلى الله تعالى على بصيرة فهو الذي يُرقّي غيره من الجهل إلى المعرفة . وأنشأه نشأة أخرى وأحياه حياة طيبة بإذن الله تعالى . وهي رتبة الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة والسلام . ومَنْ يرثهم من العلماء العاملين . وأما مَنْ سقط عن هذه المرتبة فليس الاستماع إلى كلامه إلا كاستماع بني إسرائيل إلى صوت العجل . انتهى كلام « روح البيان » من عبارته . قال مولانا الشيخ ابن سليمان الخالدي قدس سره في «١‏ كفاية المريد » : فالمرشد الفريد العالم ما يحتاج إليه المريد من الفقه والعقائد والتوحيد . وفي الحديث المحقق السديد . وفي الطريق من كان عارفا سلوكها . وفي النفوس عالماً شكوكها . وأن يكون ناصحاً عفيفاً . ذا همّة قن اله لطفا » وأزتتيكون غاضا .به عه المعاضى والكتافى2 وإن:وجات هذه الشروط قاتبعة وكن في قعلة«متوظا ٠‏ النهى + ٠.‏ ” وقال في « روح البيان» في سورة آل عمران : قال الشيخ الصفيّ قدس سره : إن الذين يدّعون المعرفة وتمكنهم في مقام الإرشاد ويراؤون جلباً لحطام الدنيا عذابهم أشد من عذاب النساء الزانيات واللاتي ولدن أولاداً من الزنا مع وجود أزواجهنَ وأولادهن (سبعين مرة) . فلو نظرت إلى شيوخ الزمان وجَدْتَ أكثرهم مدعين ما لم يتحققوا به . يضلون الناس بأكاذيب . ويروون أساليب ليس فيها أثر من المعاني والحقيقة . فعلى العاقل أن لا يغتر بظاهرهم . ولا يخرج عن المنهاج مقتفياً بآثارهم . بل يجتهد ليُميّز بين الحق والباطل . والعارف والجاهل . عصمنا الله تعالى وإياكم عن الزيغ وسيئات الأعمال . انتهى .70 6.6 وقال الإمام معصوم قدس سره في مكتوباته : حرّر أن مَنْ أذن له شيخه في واقعة لتلقين الذكر وتربية المريدين وأرواح السادات الماضية حاضرون ظاهرون . هل يجوز لهذا الشخص اعتماداً على هذا تلقين الذكر وتربية المريدين ؟ مطلب فالجواب : إن الإجازة لتعليم الطريق أمر عظيم لا يثبت بالواقعة , ولا يجوز الاعتماد عليه ال ل مون إن ضصحيحا . 0000 يرى في جميع عباداته عيباً وأنها لا يليق اهداؤها إلى جناب الحق جل جلاله . فحينئذ يجد معنى قوله : « من عرف نفسه فقد عرف ريه »2 . وهذا بعد اطمئنان النفس وتشرفها بالإسلام الحقيقي . فلا يصل السالك إلى هذه المرتبة إلا بعد الصحبة الصادقة مع الشيخ الكامل . وبعد هذه المرتبة يستعد لتربية الطالبين وللتوجه . وهي قبل هذا فمن قبيل خَرَط القتاد وجذب الألم إلى نفسه كما في أكثر مشائخ الوقت . وليس هذا إلا إيلام النفس . نعم ؛ إذا كان بإذن الشيخ الكامل فإنه حينئذ تربية الشيخ لا تربيته ؛ إذا كان فانياً في شيخه حيث يدوم له نسبة حضوره . ثم قال فيه أيضاً : إنه يعطي الكامل للناقص الإجازة . وليس هذا بمناف للإفادة والاستفادة , لأنَ يَدَ الناقص يد الكامل . لأنه واسطة في الجملة في ارتباط السالك له . فبمجرّد المحبة له يحصل له تربية النفس . فلذا يلزم عليه رعاية الأمرين فيه : أحدهما: محبة الشيخ المقتدى , والأخرى : الاستقامة في الشريعة . والتمسك بالسنة السنية ؛ فإذا لم يكن تقصيره في هذين الأمرين . لا يحصل الضرر له . وإن كان في أحدهما أفضل في الأمرين ؟ لا تحصل المعرفة . بل يبقى تحت تصرف الشيطان . ولا علاج له سوى الخسران الأبدي . انتهى كلام الرسالة . لكن الإمام الرباني شرط في مكتوباته في إذن الناقص تأثر المريد في صحبته . وقسم الإذن على أقسام وبيّن نفع الإذن للناقص أيضاً . وفيها كلام كثير الفائدة لأهل الانصاف لا يسعه في هذه الرسالة . وقال الشيخ الإمام صاحب الهداية”" : فسادٌ كبير عالمٌ متهتك”" . الذي يفعل خلاف الشرع من الأفعال الرديكة . 1 0 الجهال فيعتقدون به فيضل ويُضلهم ٠‏ وأكبر منه جاهل متنسك . متعبل - والجاهل المتَتشك هو المقلد فى معتقده الجاهل ف 0 وأقواله لا يعرف صحتها وفسادها كصوفية زماننا . وإنما كان أكبر من العالم المتهتك في الفساد ! لأن فساده قد يكون في اعتقاده وعمله جميعاً . فكان أكبر فساداً من العالم المتهتك في الفساد لأن اعتقاده صحيح . قاله في « شرح تعليم المتعلم » . كذا في « الخادمي شرح ا د د علي لاي رلور عليهم من خرق العوائد ما عسى أن يظهر لا يُغْدل (أي : لا يعد عادلاً) عليه مع وجود سوء أدب مع الشرع فإنه لا طريقة لنا إلى الله تعالى إلا الشريعة . فمن قال بأن ثمة طريق إلى الله خلاف الشرع ! فقوله ان ؛ وإن كان صادقاً في حاله ٠‏ قاله في « الفتوحات المكية » زلف ومر في ١17‏ . 3( راجع شرح «٠‏ تعليم المتعلم ٠‏ في ٠١‏ وفي 77 تجد بيانه وتفصيله . نمك وقال في « روح البيان » في سورة النحل . قال الشيخ الشهير بأفتاده أفندي قدس سره : هنا رجل يقال له ديوان جلبى . يأكل ويشرب ويشتغل بالشهوات ويزعم أن له نظرأ إلى الحقيقة من المظاهر . حفظن الله تعالى من الإلحاد . ففي حالة الاحتضار استغرق . وقال : يا حسرتا ! لم أعرف الطريقة . ويرجى أن يُعفى لسبق ندامته . وكان له كشوف سفلية وقطع بخطوة واحدة سبعين خطوة وأكثر . ولكن الكشوف السفلية مثلها بما كان في مرتبة الطبيعية . غير مقبولة وعوام الناس يعدّون أصحاب أمثال هذه الكشوف أقطابا لكونهم على الجهل لا يميزون بين الخير والشر . وقال أيضاً في سورة آل عمران : وقيل لأبي يزيد ذه : إن فلاناً يمشى على الماء . قال : الحوت أعجب منه ؛ إذ هو شأنه . فقيل له : إن لان يمك قي الهؤاة عزقال :+ الطيز امس قله :أذ عن بجاله قن لدافلدن يمف إلى .مكة وبحم مق يرطه كاله إلللتن: أعجب م بهذا .| دتهق حاله تطوى له الأرض كلها في لحظة . وهو في لعنة الله تعالى . انتهى « روح البيان ٠‏ . وقد أجمعوا أن الفوز والنجاة لا يحصل إلا بالعلم والعمل . وإن اتفقوا على أن العلم أشرف من العمل . لكن العمل متمم له . وإن المحققين قالوا : لو رأيت إنساناً يمشي على الماء وهو يتعاطى أمراً يخالفه الشرع فاعلم أنه شيطان وهو الحق . اعلم أن سالك سبيل الله قليل . والمدعي فيه كثير . ونحن نعرّف لك علامتين تجعلهما أمام عينيك وتعتبر بهما نفسك وغيرك : فالأولى : أن تكون الأفعال الاختيارية موزونة بميزان الشرع . الثانية : أن يكون حاضر القلب مع الله تعالى في كل حال . حضوراً ضرورياً يعظم تلذذه به . انتهت من مكتوبات الغوث الأعظم . والفرد الأكرم الشيخ محمود أفندي الألمالي قدس سره العالي التي جمعها وك من الكتب المعتمدة الصوفية . ومن تقريرات الأئمة الأولياء المشائخ الحقيقية . نفعنا الله تعالى بكلامهم . ورزقنا من فيوضاتهم . ووققنا الله تعالى لاتباع آثارهم الحميدة وأخلاقهم الكريمة . بمنّه وكرمه . وحفظنا الله تعالى من غرور الشيطان وتبعية النفس الأمارة أعلى العدوان. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ذي الطول والمنان والرحيم الرحمن . مطلب قال الرازي رحمه الله تعالى : ويجب على الطالب الصادق في بدايته أن لا يصحب أكثر مدّعي المشيخة في هذا العصر البتّة إلا بظهور أمارات الصدق ؛ بإلهام من الله تعالى للطالب . وبشهادة الصادقين من أهل الطريق . ولا يخفى أن من تصدر للمشيخة من غير إذن فما يفسده أكثر مما يصلحه وعليه آثم قاطع الطريق . فإنه بمعزل عن رتبة المريدين الصالحين فضلاً عن المشائخ العارفين . وإياك إياك أن تصحب أحداً من المدعين للطريق بلبس الزي . أو تدعهم يأخذون عليك العهد . فإنهم آذى من الثعبان . وذلك لأنك تشهد الأذى من الثعبان فتأخذ منه حذرك . ولا هكذا مَنْ ظهر مظهر الصلاح وهو في الباطن شيطان في زيّ إنسان . قال: ومن المدّعين للطريق جماعة وسموا أنفسهم بالمشائخ الصادقين كما يقال : الملامية والقلندرية والحيدرية والحريرية . وكذلك مَن ينسب نفسه إلى الأحمدية والدسوقية والرفاعية والمسلميّة والبسطامية وأشباههم . فإن الغالب على هؤلاء مخالفتهم لطريق من انتسبوا إليه . فإن المنقول عن هؤلاء التقييد بالكتاب والسنة . اناك مطلب قال : الضابط في تميّز الصادقين منهم من غيرهم : إقامتهم الأعمال الشرعية على قانون المتابعة . والتأدب بآداب الطريق على وفق سير المشائخ . وكل من ادّعى أنه خلّص مع الله تعالى ضميره ونال رتبة فى الحقيقة . وأنه تنرّه عن التقييد بظاهر الشريعة . وسقط عنه التكليف والارتسام بمراسم الشريعة . وجعل التقييد بالشريعة للعوام المنحصرين فى مضيق الاقتداء ! فاعلموا أنه مفتون فى دينه . ومن أهل الإلحاد والزندقة والفلسفة والإباحة . فإياكم أن تصحبوا مثل هذا وتعتقدوه فإن ظلمة أنفاسه سم قاتل لقلوب المريدين . فالعياذ بالله من صحبة أمثالهم . انتهى كلام العارف الخاني قدس سره . نسب أقرب في شرع الهوى بيننا من نسب من أبوي الجسم بعده . فكان ذلك أحقّ بأن ينسب إليه دون أب الجسم . وقد درج السلف الصالح كلهم على تعليم المريدين آداب آبائهم ومعرفة أنسابهم . وأجمعوا كلهم على أن من لم يصحّ له نسب إلى القوم فهو لقيط في الطريق . لا أب له . ولا يجوز له التصدر والجلوس لإرشاد المريدين إلا بعد أخذه آداب الطريق من شيخ كامل مُجمع على جلالته رضي الله عنهم أجمعين . انتهى كلام العارف في «١‏ البهجة » . فاعلم أيها الأخ المتشيّخ المجادل . والمتحيّر المريض القاتل . والمتصدّر للإرشاد العليل المتداول . أني نصحت لك أكمل النصائح . 6. وكتبت لك الميزانَ وأخرجتّك من أودية الفضائح . فإن عملت فبها ونعمت . وإلا فعليك وزرك ونقمك . ولقد كتبت هذا الكتاب . وحرّرت هذا الخطاب هدية منى للعلماء الأعلام وهداة الأنام . خاصّة لعلماء الظاهر الذين لا يطلعون السراة : ليعلموا بما فيه ويعملوا بمضمونه . وليقولوا إن كانوا مد متحيّرين قبل : هذا هو الميزان . يتنه به الحيران ٠‏ ويعضه اليقظان دكت فى سَليَمًا ونا إليَكَ مَْمَلٍ أ يمح يِقْرَجُونَ الحكِيّب ين قِِكَ لََدْ جك الْحَنُ ين ا مَكوتنَ ين لْمُمَيرنَ # فلعل الفقهاء يأمرون البعزرت وينهون عن المنكر . ويقولون للمتشيّخ قولاً لتنا لعله يتذكر أو يخشى . ولا يبيعون دينهم بدنياهم . ٠‏ وآخرتهم ببطونهم ٠‏ ولا يداهنون ٠‏ لأنه حرام #بل يدارون فيما لا يخالف الشريعة فإنه مأمور ٠‏ ومعلوم أن أمّتنا إنما تكون خيراً من الأمم للأمر والنهي . ومن لم يكن في شيء منهما فلا يدخل في قوله تعالى كفم حت أن لوجت يداس تأمردة بالمتروف وكتهوت عي ادر ل نكن نا غزا الى فته المؤمتوره: وَأَكَبَرْهُمُ الْتَسِفُونَ # ولولا قوله تعالى يتلى . وأمره يدك :ويتيلاى بقواه عر وجل «١‏ دع إل َمِل رَيْكَ بالكُمَةِ والْموْعِظةَ حَسَنَةٌ مَحَدد لْهُم يالَتى هىَ في 1# اخ ع د ع ين إِنَّ ريك هو أَعَلَربِمَن صَلَّعن سَبِلِه وهر أَعلَمُ َالْمَهِئَدينَ 6: وبقوله عرّ قائلا أ قل مذو سبل أَدَعْوَأإِلَ هَل ومع © وقوله تعالى : بق أو الصصلزة وأمر بالمعروف ونه عن السك وأصير عَلَ مآ ُصَابكَ إن للك من عر الأمور # وأمثاله من الآيات والأحاديث كثيرة شهيرة ما كتبت في هذا الكتاب حرفاً . ولا حوّرت من كلامنا المتقدّم طرفاً . ولكن لما لم تثبت الوراثة النبوية . والولاية المصطفوية . والقيام مقامه والتبليغ مرامه ؛ إلا بإعلام الجهلاء . والأغنياء الأغبياء من طريق شريعتهم . وكمالة طريقتهم وحقيقتهم . بالنطق والفم للأميين وكتبته الكتاب للعلماء 666 الغافلين النائمين . وجب" علينا وعلى أمثالنا إبلاغ الأحكام . وإيصال الشريعة والطريقة إلى الأنام . وأن لا نخاف لومة اللثام . وأن لا نأخذ رضا الخلق بسخط الله . وأن لا نبيع الآخرة بالدنيا . وأن نخرج من غرور الحرمان والخسران إلى يقظة الغفران . وأن لا نغفل يركون الدنيا وأهله . وجمع حطامه وميل غفلته . فإنه أعظم المصائب وأكدر النوائب . ولا يليق هذا بالعلماء . فضلاً لورئة الرسول الكمّل الأولياء . حفظنا الله تعالى عن الالتفات للأغيار . وصحبة العلماء المنكرين الأشرار . فإنهم أشقى الفاسقين وأفسق الخارجين . فوالله الذي خلق الخلق والقرون الأولين . وأرسل رسوله رحمة للعالمين؛ لم أجد في هذا الوقت . ولم أصادف عالماً يأمر بالمعروف وينهى عن المتكر ! إلا أخانا العالم المحقق . والفاضل المدقق . الألمعيّ الباسل . واللوذعي الصائل ؛ وليّ المؤمنين . عدو المنكرين عبد الُحميد أفندي ابن العلم العالم الحاج يعي الوم وسيد العلماء الكاملين ورئيس الفقهاء المدرّسين ؛ أخانا العالم الناصح إسرافيل دبر القنادي الكلويّ . وأخانا العالم الشجاع . والناصح الأمين المطاع . قرّة عيون الأولياء . وثمرة فؤاد الكرماء : عبد الله أفندي البكناوي البلكاني . وأخانا الآمر الناهي . المجتنب عن اللهو واللعب والملاهي ؛ العالم الأسد الهمام بن الأسد الشجاع الأكرم ؛ روح الأرواح طالب الفتح والفتاح : الحاج حمزة بن نور محمد الثغوري . ومن كان على قدمهم وقليل ما هم ! وهذا الفقير قد يتعجب كثيراً من علماء الزمان وفقهاء الأوان بأنهم يقولون : نحن ورثة رسول الله . والقائمون بأمر الله ودأب أكثرهم الخروج عن أمر الله . وجرّ الدخان المشهور الذي لعن الله من أحدثه . ولا يعلمون إنما يكون وارث الرسول من عمل بعمله واهتدى بهديه . )١(‏ جواب لمّا. 01١١ أخبار المؤلف الفقير والمصنف الحقير شعيب رحمه الله تعالى وإن ظهر بَعْتةٌ مَن يقول لي : أيها الفقير المجادل . والمحارب للمتشتخ المرائي القاتل : يا شعيب وقد ند جََدَاتََا َكَرَت يِدَالنَا ََِنَاِيمًا دنا إن حكنت يِنَ آلصَدِوِنَ 4 . وحجة لكونك من الأولياء المرشدين الكاملين . ومن المنخرطين في سلسلة المشائخ المكرمين وين أجارمم كُمّل الأولياء الصالحين . فأقول له مجيباً لسؤاله . وردّاً لجداله : « غنُ تَقْصٌ عَلَتِكَ أَحْسَنَ القصَصٍ يمآ أَِحَيْمآ إِلََكَ هذا الْقُرءَانَ وَإن كنت من مَبَلِدء لَيْنَ العيفايت * . ونبيّن أحوالي من وقت صباي إلى وقتي هذا . فإن كان أحوالي وأموري مطابقا للكتاب والسنة وأحوال السلف الصالحين قل لي : بارك الله ٠‏ ل مََبَعو هيك صرَطَاسَونًا # ٠‏ وإلا! قل لي اعد المَيِطّن إن الصَيِطوَكانَ لبن عَصِيًا * ٠‏ ولكن لا تقل أقوالك بالعناد قاصداً للإفضاح في البلاد . فأقول لك : أحوال ولادتى ورضاعى حاكياً عن والدي ووالدتي . ولقد قال لي الوالد الماجد . العالم الألمعي العابد إدريس أفندي 5 العالم العامل القرصي علي أفندي الحروخي ثم الباكني : يا بنيَ ويا قرّة عيني ؛ إني مذ بلغت بلوغي كنت أدعو الله تعالى خلف الصلوات وأوقات المستجابات بأن يهب لي ولداً واحداً صالحاً عالماً عاملاً . ثم لما وُلدتَ يا بن أمرت لأّك حبيبة أن لا تسلّمك لأحد ما من النساء للرضاع لتلا تختلط طبائعك ويختل مزاجك . فقد ائتمرت بأمري . وانقادت لحكمي . ثم لما وُلدتَ عققت عنك كبشا . وسمّيت اسمك شعيب اسم العالم العامل الشجاع . والفاضل الألمعيّ المطاع قاضي شعيب النقوشي . لأنه كنت في قرية نقوش . وكانت كتبه بيدي . وكنت أنتفع بها كثيراً . وكنت أقول حينئذ: إن رزقني الله تعالى ولداً صالحاً أسمّيه اسم العالم قاضي شعيب . ثم لما وُلدتَ سمّيت اسمك 01 وقالت أمي حبيبة رضي الله عنها : يا بنيَّ كنت لك خير أمّ لابن وقت الحمل والرضاع . وحفظتك عن مس الغبار والأغيار . وما سلمتك لأحد من النساء للرضاع . انتهى . ثم لما تم لي ثلاث سنين من عمري أحبّني جدّي علي أفندي حب شديداً بحيث أنى كنت لا أفارق عنه إلا مدة قليلة . وكان يجلسنى على حجره ويقول لي : حفيدي هذا والله يكون منه عالم أيّ عالم . ولا يرث إرئي من العلم من الأحفاد إلا هذا . وكان يتفاءل لي بذلك . وقد حقّق الله سبحانه فأله ولم يظهر من أحفاده عالم إلا أنا . ثم لما وصل عمري إلى سبع سنين فرّقني والدي عن أمي . وأذّبني وعلمني القران في قنداخ (قرية من قرى ولاية جار) . ولم أحتج للتعليم بتوفيق الله تعالى من فوق سورة الإخلاص . وكان الشيخ قرأته وكان يحلف كثيراً: إنك لست ابنى لأنه كان رحمه الله تعالى بطيء الفهم . وكان يؤدبني تأديباً بليغ بحيث لا أذهب إلى مكان ما فيه الوليمة واللعب واللهو حتى صار لي ملكة كوني مع العلماء والعقلاء . وطبيعة جبليّة ؟ فالحمد لله . ثم علمني رحمه الله تعالى « المختصر الصغير » فحفظته من ظهر قلبى سريعاً . وكنت أقرأها عند والدتى فى بيتى بين المغرب والعشاء . وأعلّمها ما فيها من أقسام الإيمان والإسلام بوت كبير . بحيث كانت تغضب علي في بعض الأوقات بعلو صوتي . ثم قرأ عليّ والدي الماجد رضي الله تعالى عنه « تصريف الزنجاني » و« مائة عامل » . فحفظت مفهومهما وإن لم يتم حفظ ألفاظهما . ثم قرأت « الأنموذج » الزمخشري فحفظت لفظه إلى الفعل . ومن « شرح المراح » حفظت متنه ومفهومه إلى المضاعف . ومن « شرح الشافية » ومن الفوائد الضيائية وشرح السلم للك حفظت متونهم وكنت بفضل الله تعالى إذا سأل عني سائل شيئاً . أجيب بقرائتها من ظهر قلبي . ثم لما أتممت « حدائق الرقائق » انتقل شيخنا الوالد من الدنيا إلى الآخرة وتأسفت عليه بحيث لا يتأسف ولد لوالد بعد ولا قبل . ونسيت جميع المتون بكثرة غمي وغلبة تأسفي . وكنت لم أقرأ إلى ذلك الوقت ولو حرفاً واحداً من الأغيار. وكنت بكثرة تركي الدنيا وغلبة الآخرة علي لا أنظر لشيء ء ما من متاع الدنيا ٠‏ وكنت آكل ما وجدت . وألبس ما صادفت . وكنت لا أعلم نقشاً ما من نقوش الفضة الروسية وتواريخها بحيث لا أعلم كفيكاً واحداً أو ثلاثاً أو درهماً . وكنت أكب كثيراً على وجهي على الأرض . وأبكي لأجل والدي . وكان يرحمني الوضيع والرفيع . وكانوا يتعجبون من فعلي وشدة حزني . ثم بعد ثلاثة أشهر ناداني العالم داود الحروخي لديه لقراءة العلم . وقال : طالما علمني والدك الكريم علماً . فالآن يجب علي أن أعلّمَك؛ وكان الشيخ الوالد أوصاه وقال : يا شعيب لو تركت علمك لتجيئن عندي غداً يوم القيامة مُسودٌ الوجه . ولولا وصيته لم أكن أقدر الذهاب لدى العالم داود. فذهيبت لديه فقرأت عنده « إيساغوجى » وحاشيته « نعمان». وه المعان » . وه البيان » . وه الفوائد الضيائية » . ثم تفرقت وذهبت إلى قرية هنوخ لدى الحاج ابن حجر أفندي , فقرأت عنده « العضدية » . و« شرح العقائد». و« تحفة المحتاج على شرح المنهاج من مواضع المحتاج » ثم تفرقت منه ووصلت إلى قرية عرب في ١١١‏ لدى الشيخ العالم الحاج أحمد أفندي الريلي فقرأت عنده « شرح جمع الجوامع » والمناظرة . وعلم الوضع . والفقه . والتفسير . والحديث . ثمٌّ بعد ثلاث سنين وقعت على أمر القضاء ومواضع التدريس . وفي سنة 1707 ارتحلت إلى قرية رُاخور من قرى سمبور مدرساً لتلاميذهم . ثم في أثناء تلك السنة اجتمع في صيفها أنوار الدنيا والآخرة ها١غ‎ المشائخ الثلاثة الكمّل : الشيخ الحاج جبرائيل أفندي والشيخ الحاج حمزة أفندي . مأذوني الشيخ الأعظم محمود أفندي . والشيخ الحاج قصي أفندي ؛ مأذون الشيخ حاج إسماعيل أفندي السواكلي . فصحبت 0 أسبوعاً فصادوني . وعن الدنيا والآخرة فرقوني . فما رأيت الدنيا إلا كظل الشمس . وربط محبّتي معهم بحيث لا تفارقه عنهم أبداً . وعزمت لدخولي تحت تربية الحاج جبرائيل أفندي . لأن محبّتي كانت معه أشد وعلى أثناء كوني على تلك العز م المصمم فارق ذه عن الدنيا . وحزنت عليه حزناً كثيراً ثم وُلَيت قاضياً بالتكليف في قرية جنيغ » وكنت وإن وقعت في القضاء لا أرى رسائل الحكام إلا كفحم . لمفارقة حبي من حب الرئاسة . ثم في شتاء تلك السنة استخرتٌ الله تعالى ليرسلني لدى مرشد كامل فوقعت استخارتي للشيخ الأكمل الحاجٌ أحمد أفندي التلالي رحمه لله تعالى . ولكن وقع خدمتي أولاً بلا اختيار مني عند الحاج قصي أفندي فرباني أحسن تربية . وجعلني في خلوة تسعة أشهر متوالية في قرية ممروخ وفي ذلك الوقت صارت حالي مطمئنة . وأجاز لي إجازة تامة . وكان ذلك في سنة ثم توفي رحمه الله تعالى بعد اتمام جميع المراقبات في ١7١5‏ فرحمه الله تعالى . ولكن لم أظهر إجازتي لأحد لاستحيائي وخوفي من الله تعالى من أن يقول الناس لي : مرشداً . وذهب من إخفائي سبع سنين . ثم دخلتٌ في سلسلة الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي وبعد ثلاثة سنين أجاز لي كذلك وأعطى لي كاغذ الاجازة وأمر لي بالإرشاد لكل من جاء لديّ من العباد . فابتدأ أمري لإظهار أمر الإرشاد بلا اختيار مئّي ولا إعلام لأحد عني . وإني الآن إذا جاءني أحدٌ لتلقين الذكر يأخذني رعدة شديدة في بعض الأوقات خوفاً من الله تعالى واستحياء من الناس . ماه ثم في أثناء ذلك مما أنعم الله علي إلهامه إلِيّ أن أحرّر وأهدّب وأنقح كتاب « سلك العين ؛ وشرحه ٠‏ نور العين » فشرعت فيه بحمد الله وحسن توفيقه بعد استخارة تامة ورضي الشيخان الصفدي والغلواني به غنانوضاء ظاهرا ,.وكاندهذا أمزا متنا للعلماء المريية الدولة التبائنة فضلاً لعلماء ومشائخ العجمية الداغستانية ؛ ولا فخر . فبه يتعجب العلماء تعجباً أكيداً . وألفت لسلك العين أيضاً تخميساً بديعاً . ولم يكن أحد ما قبلي ركض في هذا الميدان فرسه ؛ ولا فخر . ومما أنعم الله علي أيضاً تأليفي هذا الكتاب من الشيخ إسماعيل الكردميري إلى انتهاء سلسلته جميعاً . وهذا ميدان لم يجر فيه غيري . وهذه نعمة أنعم الله بها عليَ خاصّة من بين سائر العلماء ؛ ولا فخر . وكنت حين كنت شاباً متعلماً سألت الله تعالى أربعة أشياء علماً وعملاً وحجّاً واستشهاداً في سبيله . فأعطاني بفضله الثلاثئة الأولى . وأنتظر الأخير ولعل الله تعالى إن لم يرزقها لي ظاهراً يعطيها لي باطناً . ومما منّ الله تعالى على شدة حيائي من أوَّل نشأتيى ووقت صباي أكثر من البكر العذراء . وكنت في كمالة شبابي لا أقدر أن أنظر إلى وجه رجل فضلاً عن امرأة وكنت حيث كنت متعلماً في القرى أسأل رفقائي أن لا يرسلوني في حوائج المتعلّمين إلى خارج المسجد . وكنت ألتزم جميع خدمة المسجد ؛ والتلاميذ إِنْ تركوني . وإنَ الحياء من الإيمان. وإنى الآن بحمد الله لا أقوى بشدة حيائي أن أنظر إلى وجه امرأة؛ لحف اخراتر ومن كانت تحت تربيتى . وما رأيت وجه واحدة منهن إلا ثلاثة . وهن بفضل الله تعالى أكثر في تريسامن أل وعذه الخصلة تلارة في مشاتغ هذا الزمات: بل غير موجودة ؛ ولا فخر . 01 وحسدي لأحد ما من أبناء العصر . إلا في حق الله تعالى وحق حدود لله . فلو غصب أحدٌ جميع مملوك المجازي من أهل قريتي مثلاً لا أبغض عليه . ولا أترك النطق معه ولا أهجره إلا ما ألقاه الملعون الشيطان وسوسة قليلة . وإني بحول الله تعالى وقوته أقدر على دفعها . ومشائخ العصر على العكس فلله الحمد . ولا فخر . ومما أكرمني به تبارك وتعالى ما وهبه لي بفضله وكرمه ومنّه لا بحولي وقوتي تماما وكمالا من العلوم الظاهرة والباطنة . وحظا من العلم وحين كنت في خدمة شيخي وروحي وريحاني الشيخ حاج قصىّ أفندي الجنيغي قدس سره في الذكر السلطاني توجه إلي وقال : يا شعيب أفندي . هلا يجيء عندك جنود الجن ؟ وهل لا يضروك بضرب وعنف ! فقلت : لا بحق حرمتك يا أستاذ . فتوججه ثانياً وأطال وتأوّه وتنفس طويلا ذه وقال: لا عجب يا ولدي ؛ والله إني أرى القرآن كله مكتوبا على قلبك ومنقوشا على جميع بدنك وبين لحمك ودمك . واجتماع هذه المراتب الثلاثة فى ولى واحد أمْرٌ نادرٌ جدًا إلا فى الأئمة الأربعة والأقطاب الخمسة فضلاً في المشائخ الداغستانية ؛ ولا فخر . وجميع المشائخ والمتشيّخة والدجاجلة المضلّة في هذا العصر خال عن ذلك وليس واحد منها على وجه الكمال فيهم والحمد لله رب العالمين . ومما أنعم الله تبارك وتعالى علي محبتي لكل ولي ونبيَ على وجه الأرض . حتى من صباي إلى يومنا هذا . وإلقاء محبتي في قلوبهم وكل وليّ رآني أحبني وأحتّه سواء كان من الأحياء والأموات . ولا أحقد عليهم ولا أنكرهم فضلاً دراويشهم الذين تركوا الدنيا والعقبى وأخذوا المولى . وإِنّي أخاف منهم خوف الأسد حتى إذا كنت في المدينة المنورة كنت /اام أذهب إلى المسجد النبوي لصلاة العصر مع رفقائي الحجاج الداغستانيين . قد أقبل إلينا العالم العلامة شيخ الزمان الشيخ ياس المصري المدني فأخذ بيده المباركة يدي وقام متفكراً . وقال :يشر لك فلكم سول الله ٠‏ فكدت أموت بشدة الفرح من ذلك الطريق الواسع بين الجمع العظيم فأكرمه الله تعالى بالنظر إلى وجهه . ورزقنا الملاقاة له عز وجل ببركته وبركة أمثاله آمين . ومما منَّ الله تعالى به علي أيضاً نظر مشائخي إليَ حين كانوا أحياء وأمواتاً . وكل شيخ وأستاذ راضون عني ؛ خاصّة شيخيّ الحاج قصي أفندي والحاج أحمد أفندي . وأخذ جدّي الغوث الأعظم والقطب محمود أفندي الأكرم إياي حفيدا له . وكونه راضيا عني في كل الحالات ؛ وإن كنت غير متأدب معه ومع غيره. وسببه أنْي في كل وقت على إنجاز طريقته العلية النقشبندية الخالدية . وأمري على - جميع إخواننا بالدعاء له برفع الدرجات له ولمأذونيه وجميع المشائخ 0ه تعالى وتوفيقه وشفاعة رسوله وبركة أوليائه ندبر لإجراء هذه الطريقة العلتّة وقد وصلت بحمد الله لجميع أقطار داغستان بسبين'" ولله الحمد . مطلب ورضاء المشائخ عن المريد أمرٌ عظيم وفضل جسيم . لا يوزن به شيء ؛ وقد حصل لي ذلك وله الحمد وهذه الخصلة نادرة في مشائخنا ؛ ولا فتن ومما أنعم الله تعالى علي به أيضاً . كون سيري إلى الله وتقرّبي إليه من طريق النبوة لا الولاية . )00 وكذا بإخواننا المأذونين من طرف الحاج أحمد أفندي والحاجٌ جبرائيل أفندي رحمهم الله تعالى . وقدس الله تعالى أسرارهم العلية . ورزقنا الله تعالى من فيوضاتهم آمين (مؤلف) . 6018 ومعلوم أن الطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق . وأنّ طريق النبوة والرسالة أسهل للمريد وأكمل وأفضل . والفرق بينهما كالفرق بين الرسول والنبي . وسبب كون سيري سير النبوة لأمرين : أحدهما : إرادة الله تعالى ومشيئته ؛ وهو السبب الحقيقى . وثانيها : كون القرآن فى حفظى . وأنْ الحافظ نبي لا يوحى إليه وكأنه أدرججت النبوة بين جنبيه ؛ كما في الحديث الشريف النبوي ؛ ولا فخر . وأمئال هذه الخصال كثيرة ويكفي بهذا للعالم المنصف ولعلّك يا أخى لا تتكدر ببيانى هذه الأخلاق منّى . لأنه إنما بيّنته اقتداءً بالسلف الصالحين #الشيخ سلطان العارقين غبد 'الوهاب الشعراتي .وتاج الدين السبكي رحمهم الله تعالى . وغيرهم . ليقتدي بهم غيرهم . لا للفخر والرياء . وبياني هذا على طريقتهم لا للكبر والتعجب فافهم هذا ولا ثم اعلم أيها العالم المتهتنك والجاهل المتنسك والمتشيخ الهالك . تدبر فيما كتبت لك هنا . هل هذه الأخلاق كاملة فيك لادعائك للإرشاد ؟ فوالله إني مع كوني مأذوناً من شيخين كاملين . ومأموراً منهما بالإبلاغ والإرشاد ؛ أخاف الله تعالى وأستحي من الناس . وكيف أنت مع كونك غير مأذون من شيخ ما إذنا معتبرا ؟ والله الذي لا شيء فوقه ! إني لست راضياً عن نفسي . وإني أراه فويرا كلا عتورا) ولا اق من شو ازفهه لخطة مع إلى ملت الرياضة مرةً خمسة أشهر وخمس مرات خمس أربعينات . ولم يحصل لي بذلك مراد ما في ظني . وإذا كنت غير رائض نفسك . ولو لحظة فكيف أنت ؟ فتدبر ولا 014 وإنى إذا أردت أن أتوجبّه لأحد من إخوانى أوقف روحانية رسول الله ي على منكبي الأيمن . والشيخ محمود أفندي من قبالتي مرآة لي . بواسطتهم . ولولاهم لما أقدر لشيء ما وأيّ شيء أنا لفعل ذلك وحدي ؟ عصمنا الله تعالى من شرور أنفسنا . شيء ليس لي من ذلك . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . فلعلك أيها الناظر؛ لا تعيب عليَّ بطول الكلام . ولولا شدة الاحتياج لما أطلت . وجعلت هذه القطعة المكملة التي فيها بيان المشائخ الداغستانية . هدية لأهالى الديار الداغستانية . ولولا أنا لما كان خارجاً من العدم إلى الوجود" . وكذا بِيّنت بعض مناقب العلماء الكبار تبعاً واستطراداً فلعلهم له يعيبون علي ولا ينسوننا من الدعاء . 84 ألف وثلثمائة وتسعة وعشرين نفعنا الله تعالى به وبأمثاله ولا يضيع كاغذنا وأقلامنا بمّه وكرمه إنه بنا رؤوف رحيم غفور حليم . آمين . شيخ الواصلين عمدة الكاملين سيد المهاجرين الشيخ الحاج إبراهيم قدس سره ونور قبره . )١(‏ ثم اعلموا أيها العلماء الأخيار والكرماء الأبرار أني في جمع هذه القطعة أبو غدرها . لم يتقدم مني في جمعها في الداغستان إنس ولا جن . وإنما جمعتها ليكون العلماء على بصيرة ممّن كانوا قبلهم . وليدعوا لهم فمن وجد فيها خللا . ورأى فيها ذلك . فلعله يصلحه وبكتبة الاعتراضات لا يفضحه . وإنما كتبتها من أخبار الثقات وتكلمات الرواة وليس فيها كلام ما . إلا نادراً نقلته من الكتاب . إلا من موضع أو موضعين . والسلام يقودكم دار السلام . (المؤلف الفقير الكاتب) . 060 ولد ذه في 1777 في قريته الأصلية القدقاشينية (قرية من قرى محال شكى) وهو من نسل سلالة سيد المرسلين وإمام المتقين محمد المصطفى ين . ثم هاجر في ١510‏ إلى الولاية الدولة العلية العثمانية حين هاجر دانيال'" سلطان لدى الشيخ الإمام شمويل أفندي الداغستاني قدس سره . وتوطن فيها . وربي في حجر أبيه المرشد الكامل والفرد الواصل الحاج يحيى بيك القدقاشيني . وورث منه الإرث في العلوم الظاهرة والباطنة ووصل إلى الكمال والتكميل . بحيث يحصل به قربة المريدين وإهداء المسترشدين . ولقد رأيت في إجازة 5 الواصل الشيخ الحاج يونس أفندي اللالي ما نصّه هذا بخطه د : خادم الفقراء الخالص شيخ المشائخ كهيف الحجاج الحاج إبراهيم أفندي + بن المرحوم المغفور حاج بلا بيك بن السلطان أحمد القدقاشينى من محال داغستان من المهاجرين فى سبيل الله القادري النقشبندي ا الله تعالن أرواجه. .التهن من عين [إجَارة قدس سره وقد أجازه في سنة 15717 . ولكن ما حققه العلامة العالم الولي المرشد الكامل محمد أفندي المنزلوي القزاني قدس سره فيما مر. وقرره يخالفه من أنه نقل عن خط الشيخ محمد ذاكر أفندي الجسطاوي قدس سره : أن الشيخ يونس أفندي قدس سره أخذ النسبة عن الشيخ عبد الله المكي الأرزنجاني قدس سره الفاني وما سمع من الشيخ خليل فاشا أن الشيخ يونس أفندي أخذها من الشيخ يحيى بك وما لقي من الشيخ عبد الله . انتهى والله سبحانه وتعالى أعلم . (1) ثم هاجر دانيال سلطان إلى الدولة العثمانية من بلدة شخد في صفر سنة 7 انتهى . جك ا ا ا قن 071 ويجمع بين القولين بأنَ الكمالة للشيخ يونس أفندي . وإن كانت من الشيخ حاج يحيى بيك صدور الاذن من الحاج إبراهيم أفندي بإذن والده حاج يحيى بيك أو بلا إذنه والله أعلم . وقد علم كل أناس مشربهم . وما كتبناه من أن الحاج إبراهيم أفندي شيخ الحاج يونس قدس سرهما . هو ما قرره شيخنا شيخ الزمان بدر الأوان الشيخ حاج أحمد أفندي التلالي قدس سره العالي . وبه وبالنظر إلى إجازته جعلناة صاحب الترجمة دون أبيه يحين بيك ٠‏ وكذلك ما قرره شيخنا المذكور أن أستاذ الحاج إبراهيم أفندي هو الشيخ محمد صالح أفندي الشرواني قدس سره النوراني . والاعتماد على قول المشائخ واجب إن كانوا كاملين كأستاذنا المذكور فإنهم يرون ما لا يراه الناظرون . ويدركون ما لا يدركه العلماء المدرسون . ومن المعلوم أن صاحب الترجمة هو ابن الشيخ الكامل الحاج يحيى بيك أفندي القدقاشيني ثم المهاجر المكي وكتابة اسمه في إجازة الشيخ الحاج يونس أفندي قدس سره ببلا بيك لكونه لقبا له . إن شاء الله تعالى . وقد هاجر الشيخ حاج يحيى بيك مع الابنين الكاملين الشيخ خليل فاشا . والشيخ الحاج إبراهيم أفندي المذكور صاحب الترجمة . والشيخ خليل فاشا المذكور كان ملازماً على الجهاد وصابراً على تحمل مشاق البلاد والعباد . وكان رئيساً على عسكر عظيم في الديار السلطنة العلية الإسلام بُوليّة . ثم ترك تلك الرياسة العظيمة والحظوظ الدنيوية الجسيمة . وأناب إلى الله تعالى . وتوطن مكة المكرمة وصار من أوليائه . 05 مطلب ومن المعلوم أن ترك الرياسة آخر الأخلاق الذميمة التي تخرج من قلوب الأولياء . ومما شافهني شيخنا الشيخ المجذوب السالك الشيخ الحاج قصي أفندي الجنيغي قدس سره . ونور قبره . أنه لما حج في سنة 1١85‏ زار الشيخ يحيى بيك المذكور في مكة وقال بعد كلام طويل : إن ابننا الشيخ خليل فاشا صار صاحب دنيا . ولا يتركها لأجل الله . وأنا لا أرضى منه لذلك . وإن حال خليل فاشا المذكور قد كان وقتئذ صاحب الولاية الصغرى . انتهى . ومما شافهني شيخي المذكور أيضاً أنّه قال : قد سألت عن الشيخ يحيى بيك بعد أن توجه بي وبحالي . إنك أيها الشيخ الكريم تعلم أن ديارنا الداغستانية قد وقعت في يد الدولة الروسية . وذهب شوكة الإمام . فما نفعل الآن ؟ وهل لا يلزم الهجرة علينا منها إلى الدولة الاسلامية ؟ فأجاب رحمة الله تعالى . وكان وقتئذ عمره مائة وثلاثون سنة . وكان كاملاً في العلم الظاهر والباطن وقال : لا تجب الهجرة . ولا يجوز يا بني حاج قصي أفندي والله إني أرجو الخير كله من داغستان بعد الآن . (بشارة لنا أهل الداغستان) وفي ديارنا الداغستانية أخلاق حميدة غيريّة مرويّة . ليس في الحرمين الشريفين فضلاً في سائر البلاد : الأولى : أنه ليس هنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رأساً . والثانية : أنهم ليس فيهم بغض عدو الدين رأسا . والثالثة : أن محبة الدنيا أكثر فيهم دون أهالينا الداغستانية وأنهم ذوو الغيرة في الدين والدنيا . ولو كان لهم حاكم شرعي ذو شوكة يخربون جميع بلاد الكفار. بخلاف غيرة هؤلاء . انتهى والله سبحانه وتعالى أعلم . 0377 ومات الشيخ حاج يحيى بيك ذه في ه8١‏ رحمه الله تعالى وإيانا ونفعنا ببركاته وبركات الأولياء الكمل مثله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم العزيز الحكيم الحي القيوم ذي الجلال والإكرام . الواصل ؛ الشيخ حاج يونس أفندي الللالى الداغستانى قدس ره ولد رضي الله تعالى عنه في سنة ١519‏ في قريته الللالية ونشأ نشأة نظيفة وتربية لطيفة ٠‏ ولازم العلوم الظاهرة وحاز المراتب الزاهرة . ثم لما كمل نصيبه الدنيوي وشوقه الأخروي اشتاق إلى المرشد الكامل واجتهد لوصول الانسان الواصل لتقربه إلى الله تعالى ووصوله إلى الله تعالى . واجتمع مع شيخه الكامل المذكور وكان يطوف كثيراً إلى أبوابه ٠‏ ويجول دهوراً إلى أعتابه وترك جميع نعم الدنيا لأهلها . وزهد مما سوى المولى باجتنابها . فبه وصل إلى الله تعالى . فأجازه شيخه بالإجازة التامة . والإنابة العامة . وجلس فى دياره على بساط الإرشاد بهدائة أهلق المتلالة جالايكاء 'مدة سين .لا ينارهه أهل أرشين + وناهيلك لجلالته وعلو مرتبته كون سلطان العارفين محمود أفندي الألمالي تحت تربيته ومقام خدمته . وكان ذا همة عظيمة وأحوال حسليقة واف عند الناس كبيرة وجسم ولحية وفيرة . وكان صاحب الخوارق للعادات . وذا العبادات والكرامات . فمنها ما تواتر من أخبار الثقات وتكلمات الرواة أن الشيخ محمود أفندي مع رفيقه الحاج بيرام الألمالي كانا يرافقان كثيراً إلى زيارته وأخذ فيوضه . وكان الشيخ محمود أفندي وقتئذ يجر التتون . وحين وصل إلى حافة نهر غان جاي يستره هناك في مخفى وكان يوضئ . ويمضمض . ولا يغسل ؛ 03 تير اما ا ا روك له ركم أفندي ٠‏ وذهب أزمان هكذا ففي يوم ذهبا هكذا ؛ إلى زيارته فقال حاج بيرام : يا شيخ أفندي حَضرتلزٌ أن أخانا ملا محمود يجر التتون ولا يتركه . ولكن يريد تركه ولا يقدره'"' فأجاب له الشيخ : يا ولدي حاج بيرام إن ملا محمود في مقام لا نرى مقامه بسبب علوه . فاحترمه واتركه على حاله . فإنه وإن كان في تربيتي ظاهراً ونحن في تربيته باطتاً وكان الأمر ومنها أنه كان له صاحبة كاملة وزوجة عفيفة زاهدة وكانت تعينه بلا نهاية . وتطهر طعامه وشرابه فوق الغاية وبسيبه بلغ الغاية القتصوى والدرجة القوى . وكان من كرامته مروره على نهر غانق الذي هو قبالة قريته كما على البرَا" وكان يمر عليها إذا ذهب إلى خدمائه الذين يحرثون ويزرعون مزارعه الكائنة على طرف ذلك النهر الآخر . وعرض ذلك النهر من شط إلى شط ثلاث مائة ذراع وفي أكثر المواضع أكثر من ذلك مع زادهم من الخبز والأدم وغيرها من حوائج ج الحراثة فيوماً وقع المكالمة بينه وبين زوجته العفيفة المذكورة وقالت : إن التي أوصلك إلى تلك الدرجة الله تعالى أولاً بإعانتي . وتطهير طعامك بعدم فعلي إياه على غير وضوء وعلى غفلة ثانياً ٠‏ ولولا أنا ما وصلت إلى ما وصلت ؛ فقال في جوابها : ليست معينة لي في شيء ما إنما وصلت إليه تعالى بتوفيقه ويذكري إياه فأضمرت هذه المقالة فى قلبها وجرحت هذه الألفاظ فى لبها . ثم لما كان يوم ذهابه بعد صدور تلك الواقعة طبخت طعامه بلا وضوء وطهارة وعلى غفلة وغباوة وأرسلته مع ذلك الطعام إلى الحارثين والزارعين . وذهب على عادته الماضية إلى الفلاحين . ومرت خلفه . أي :لا يقدر على تركه‎ )١( . أي : كما يمر على البر‎ )9( 0 لتنظر ما يفعله وترى ما يصنعه . ثم لما وضع قدمه المبارك على وجه النهر راس و وانقسن فيه وتعاس :..ولكن: تفشيل الل قعالي, شرج الي حافته . وأعانت له وأخذت يده حين خروجه . وابتل جميع ثيابه وبدنه ٠‏ وحملته إلى بيته . وقالت : يا شيخ يونس أفندي ما الذي أصابك اليوم . ولمَ لم تذهب إلى الحارثين كما في عادتك الماضية وسيرتك الخالية ؟ فقال: لا أعلم . ولم يصل حقيقته إلى ولا أفهم . فقالت : بسبب قولك وتنازعك التي نازعت بها إلي في اليوم الفلاني والحين الأواني . فإن كنت وصلت إلى ما وصلت بقرّتك فقط . لا بإعانتي . لِمَ لَمْ تنذهب اليوم بقوّتك وكرامتك . وكنت طبخت لك الطعام اليوم بلا وضوء ولا ذكر له تعالى . فأقر الشيخ لها يومئذ وتاب . وإليه تعالى أناب . ثم عاد حاله وأقبل إقباله . وطهّرت طعامه وعادت كرامته . وله من أمثال ذلك لا تحصى . ومن العجائب لا تستقصى . رزقنا الله تعالى من فيوضهم ومن بركات حياضهم بمنّه وكرمه . ومات رحمه الله تعالى فى سنة ١77‏ ودفن فى قريته الللالية في طرف النهر الكبير المذكور قبالة القرية . ونحن ذهبنا إلى زيارته مرات . فوجد على قبره ما يليق بمقامه . ورزقنا الله تعالى زيارته وبركاته بعد اليوم كثيراً . اللهم آمين يا مجيب الدعوات ويا مقيل العثرات بحق سيد السادات . شمس فلك الإرشاد . مركز دائرة الإسعاد . قطب الهداية والإمداد . غوث الأوان * شيخ الزمان سلطان العارفين وعمدة الواصلين ذو الجناحين الشيخ محمود ا محمد أفندي الألمالي الداغستاني ٠‏ ثم الحاج الترخاني . قدس الله روحه ونوّر ضريحه . ورزقنا فتوحه ولد رضى الله تعالى عنه تخميئاً فى سنة ١١580‏ فى قريته الألمالة.. :ونشأ من :صغره. وصباء. نشأة غريبة. وترنية عيية + كان في شبابه من أغجب الزمان ونادرة الاوان في الفهم والحفظ وتحرير الكتابة وتنظيف الخطابة . 071 كان محرراً لسلطان زمانه دانيال سلطان وقريبه حاجي آغابيك الايلي سويين . وكان يحرّر أمرهما غاية تحرير . ويقرّرهما في نهاية تقرير . وكانا يتعجبان من وفور عقله . وكمال قوله وكان حينئذ يعلم علم الكمياء فبسببه أرسله أكابر الحكماء إلى ولاية سبير وغربوه إليها وأقام هناك مدة سنين ولما تجلى عليه تجلي الإرادة وظهر كونه من الرجال المرادة خدم الحاج يونس أفندي الللاليَّ قدس سرهما ووصل إلى مقام الولاية الصغرى وحال الفناء في الله واليقاء بالله ولكن بقي مقامه المقدر من العلم الأزلي بلا وصول إليه ورجوع عليه لعدم قوة شيخه المذكور لذلك . ثم لما أرسل بِقَدّر الله تعالى وحكمته إلى ولاية قزان وبلاد الروس صادفه هناك شيخ عظيمٌ وولي كريم أظنّه هاشم أفندي اليمشاني كما قاله محمد أفندي بن عبد الله القزاني المنزلوي . وبخدمته وصل إلى مقامه المقدر ومَيْزله المقدر . ١‏ ومما شافهنا في حقّه نقلاً عن فم الشيخ محمود أفندي أخونا'" الكبير وصديقنا الوّفير الشيخ الحاج شريف أفندي الكلوّكي أنه قال : قال له الشيخ محمود أفندي قدس سره : إنه لما وصل إلى ديار قزان ناداه الشيخ هاشم أفندي اليمشاني للضيافة من مسافة ستة مراحل للكرامة لما وضلت نديد بعتي عند كن مايه .ارما تن علوي م حمل إليه بعض مريديه وأخص محبيه طعاماً مستوراً وشيئاً مبهماً ثم رضن تالتهما لم قال الشيخ خائي لأقادي :يالا مجمره انظر إلى اما فى السفرة وتأمل بالعبرة لعلك تدرك . قال : فتأملتها بالبصيرة تأمل اعتبارات فرأيت كل مرّات بحراً يدور عليه إوز كل كرّات فقال : يا ملا محمود . ألم تنته وألم تدرك ؟ قال : فقلت له : تأملت لكن لا أرى شيئاً ما إليه استندت لأقول لك بحاله أدركت ٠‏ فقال: قل ما وصل إليه إدراكك . فقلت : إِنْي أرى بحرا كبيراً وإوزاً يضرب جناحه . فاعل شافهنا . (هامش الأصل)‎ )١( يفك عليه كثيراً . فقال : بارك الله فيك . أدركت حقيقتها وكوشفت سريرتها فكشف السفرة فوجد فيها بهتة'' وعليها بيض الإوزء ثم أكلا حتى شبعا ثم قال الشيخ : يا ملا محمود . إنك لم تصل إلى المقام وإلى ما قدره الله لك من المرام . وإن خدمتنا ووقفت في تربيتنا تصل إليه إن شاء الله تعالى . فقلت سمعا وطاعة حبا وكرامة . ثم ردني الشيخ إلى المكان الأول الذي كنت فيه وأعطاني أربعين تمرة بيده المباركة . وقال : اسكن في خلف حجرتك التي كنت فيه . وكُلُ كل يوم وقت الفطر تمرة واحدة بعد أن تقرأ الصلاة للرسول عليها مائة مرة . فبعد تمام أربعين يوما نحضر إِليِكم إن شاء الله تعالى . ثم قال : فبِعْد تمام المدة وانتهاء العدة جاء الشيخ وتوجّه توجّها بليغا وقال قبل التوجه : إذا جاء عليك حالة عظيمة ورفعة جسيمة لا تخف ولا تفرق عن رسول الله يلا وعن الشيخ بالرابطة . ثم لما توجه الشيخ وكان حينئذ في حجرتي وأقامني في خارجها في طاقة وصرت في حال الفناء في الله جاء صوتٌ هائل وكلام غائل مع زمرة الملائكة وفئة الروحانية وأجلسوني على سرير عظيم نورانيَ أخضر وأرفعوني إلى السماء الدنيا ثم منه إلى الثاني ثم إلى الثالث . حتى انتهيت بهم إلى السماء السابعة ثم رفعت بهم إلى العلى حتى ارتقيت إلى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى . وخفت وسألت منهم الرجوع فرجعوا بي ووضعوني على المكان الذي كنت فيه . وأمَا العجائب التي رأيتها لا يدركها إلا الله . ولكن لم ألتفت إليها ولم يسكن في قلبي إلا الله ؛ فسبحان الله القادر المقتدر . انتهى ما حكاه الشيخ الحاج شريف أفندي عن فمه رحمهما الله تعالى ورزقنا من بركاتهما . فبغد ذلك أجاز له الشيخ هاشم أفندي اليمشاني إجازة تامّة وزوّجه بنته وأكرمه غاية الإكرام ونهاية الاخترام . وكان بعد ذلك ذا )1غ( وبهتٌ : تحير . « مختار » . 058 تصرّفٍ عظيم وخوف من الله تعالى جسيم حتى إذا نظر إلى أحد ما من المسلمين أو سلطان من الكافرين بالهيبة كان يصير مطروحا وكل أعضائه مجروحا . وإذا تنفس على من ينكره أو أحد يكرهه كان يغشى عليه . كأنَّ الموت يرمى إليه . وإذا جر نفسه إليه كان كل واحد منهما يقعد كالميت القائم من قبره يرتعد . بحيث صار جميع أعضائه متفرقة وأعصابه متمزقة وصدور مثل هذه التصرفات منه كثيرة وأخباره شهيرة . وبه أخبرنا كثير من الثقات من رجال قريته الرواة . وفي بعض المكتوبات التي أرسلها صاحب الترجمة لمريده الشيخ ثم صلوات النبي ينو الذي داومنا عليه . (اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله) . ثم إذا اشتدت المحبة تجري على اللسان بما رزقنا الله تعالى بلا اختيار أي بلا إرادة بحب القربة . ولا يخفى أن الصلاة مما أمرنا به خضر عليه السلام شفاهاً في اليقظة وهي مفتاح جميع الخزائن . ثم أمرنا بكلمة التوحيد. ثم بعد ومنّ رسول الله يت عليه بالكلمة الطيبة مكتوبة على رقعة. ثم جرى بما جرى الله تعالى ومنَّ علينا بلا اختيار . ووجدت الحقائق واليقين بواسطة خحضر عليه السلام وتربيتي الخاص من نبينا يه فضلا من الله تعالى وتقدس . لكن بعد وساطة شيخنا ثم رباني مجدّد الألف الثاني . ثم شاه ابنه المعصوم . ثم رباني الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني قدس سره بعد تربية الله تعالى في زمان صبوتي . ثم شيخنا الغوث ذو الجناحين مجدّد المائة خالد شاه السليماني قدس سره بعد تربيته في أول السلوك . ثم غوث الواصلين بهاء 0 الحق والدين البخاري قدس سره يعد تربيته في أواسط السلوك . وكلها فق رسول ان كذ مقيلد من امد تعالن + تسد أى + تقظ يا محمد داك أفندي . ولا تغفل من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم . انتهى فانظر أيها العاشق المحبّ للأولياء . والواله الصادق للأصفياء إلى مقام القطب الرتاني أبي الفضائل والمعالي الشيخ محمود أفندي الألمالي ؛ فإن كثيراً من الأقطاب فضلاً عن غيرهم لا يصلون إلى هذه التربية في النهايات . فكييف يصلون في البدايات ؟ ! فهو محمديّ المقام في الأوائل وموصل الخلائق في الفواضل . ومحمدي المشرب في الأفاضل ؛ نسأل الله تعالى لنا ولإخواننا ذلك المشرب مشرباً هنيئاً مريئاً آمين . وقال صاحب الترجمة : ولهذا الفقير في هذا المقام يد يمكن أن يقول : يد بيضاء . ولكنه تحرقه حضرة الذات بنار البرودة . كأنه لم يكن ؛ فالحمد لله على كل حال سوى الكفر والضلال . انتهى وقال في بعض المكتوبات : إن مما شاهدناه في أنفسنا أني رأيت في ابتداء أحواليٍ يوماً من الأيام في حالة البفظة وأنا :قاعة متذكرا أو متفكراً أو متوجهاً إلى المطلوب شخصين كريمين كالملائكة المقدسة الموكلة لنظام عالم الملك والملكوت . ولكنهما على هيئتي وعلى صورتي شخصين معروفين عندي وأنا محسن الظن عليهما . أحدهما قائم حذاء كتفي الأيمن . والآخر داخل في جؤفي . يجري ويسري من لطيفة إلى لطيفة . ومن جوف إلى جوف . وعن عظم إلى عظم . كذلك في جميع أجزاء البدن ؛ لكنه في بطنه كأنّه يريد التخلية والتصفية ويهيئ منزلاً أو مقاماً لنزول شخص كريم ؛ كلما يأخذ من باطني شيئاً من الرذائل . يعطيه إلى القائم منهما الذي مر ذكره. حتى وصل إلى تحت الروح ؛ الذي يقابله الروح . ولكنه خارج عن دائرة لطيفة الروح . كأنّ فيها جوف معنوي أو مقام ينتهي إلى العصب المتصل إلى عظم الفخذ الأيمن من 00 مفاصل مخز 0 المقتضيات والشهوات . فأخذ من ذلك الضام مكاتب مفتوحة منتشرة وهو يطويها كطيّ السجل الطويل . ولما رانك إلى المكاتب رأيت ما كُتب فيها ولم أقدر على قراءته . بل لم أقدر أن أفرق حرفا من حرف . فجاء بها من بين الروح والقلب إلى فوق السر فأخرجها مطويّة من جوف كتفي الأيسر . الواقع بين العنق والكتف فأعطاها إلى الشخص القائم . ثم غابا عن النظر . فوجدت في نفسي حالة مغايرة لأحوال البشر . كأنّي لا عاقل ولا مجنون . ولا حيّ ولا ميت . ولا نائم ولا يقظان . ولم أكن محتاجاً إلى ما يحتاج إليه البشر كالأكل والشرب والنوم والراحة وغيرها . ولم يصدر متي شيء منهم ولم نباشر إليه . ولم يقع بالاقتضاء والاعتناء إلى سبعة أيام . وفي تلك الأيام وجدت صورتي مغايرا عن صورة البشر ومن صورتي الأصليّة وأوضاعا شتّى . وأوصافا لا يوصف بها البشر . كأنّ كل الحوادث يحدث مني وباحدائي . ويفنى مني بإفنائي . ولكن لا بإرادتي ولا اختياري . ثم بعد سبعة أيام وجدت في نفسي بعض أوصاف البشر . وأيضاً وجدت فيها علوماً ومّعاني ملء سعة الخيال كأنها يتموّج كالبحر . ولكن لا أقدر لإظهارها وإخراجها كالصبيّ الذي يريد التكلم ولا يقدر . وكمنْ بحت نطقه مع أنه يقتضي التكلم ؛ ولا يقدر . وما لقيتٌ في ذلك الأوقات شيئاً حياً كان أو جماداً . مؤمناً كان أو كافراً ؛ إلا رأيته عز وجل معه ؛ ولكنه بلا كيف ولم يطلع أحدٌ على حالي من الناس ٠ولم‏ اطهرء إلى أحد أيضا ل 0 الو لاه ار لا ا في ذلك الحال . . صفة عظم . (هامش الأصل)‎ )١( . من جال يجول . إذا سار به (قاموس)‎ )9( 07 ثم فهمت أنه أدرك متي شيئاً من الأحوال. وأنطقه الله تعالى بالاتفاق ولم أجد في تلك الأوقات في نفسي وجداً ولدّة سواء في السلوك والأحوال . لا في الأعمال الظاهرة . ولكتي عليها بالاستقامة بلا شوق ولا لذة ولا مشقة كحركة الجماد . ثم بعد سنة أو أقل منها رجعت إلى أحوالنا القديمة بتمام صفات البشرية ولوازمها وزال عنّي هذه الحال يعني'" ولم يستغل علي ولكنه باقتداري . وإن استعليت عليه كلما لزم . وطلبته وجدته بلا تخلف بذكر اسم الحق ثلاث مرات . لكن لا بالاختيار . بل يجري أولا على قلبي . ثم يظهر في لساني جهراً بلا فاصلة كأني صرت اثنين : واحد مني بين الخلق . وواحد في عالم بيضاء بلا شمس ولا قمر . كأنه عالم الهواء بسيط من جهاته الستة . ولكنّي قائم فيه على صورة . غير أنها مهيبة بهيبته الرحمانية المحبوية للقلوب المشوقة إليها دون هيبة الرعية . مع أني في الصورة في قغر بيتي قاعد وفي آن الميل إليها وإلى المعنى في ذلك العراء قائم وقاعد . والقاعد واحد يذكر اسم الحق . والقائم يجيء حال قيامه بلا حركة . والقاعد يذهب حال قعوده بلا حركة كأنّي أنا ذاهمب إليّ وجاء إلي حتى يتّحد . والمسافة التي بيني وبين بيني المعنوي كبين السماء والأرض ٠.‏ ؛ لكنه يقطع بثلاث خطوات . وكل خطوة تقطع بذكر مرة من ثلاث مرات ذكر من اسم الحق ٠‏ فلما اتحد الأمران زالت الصورة الصوريّة!" فبقيت على صورتي القائم في ذلك العالم . ووجدت الناس على صور شتى ؛ منهم ملك . ومنهم انسان . ومنهم طيور بأصنافها , ومنهم حيوان كالقردة والخنازير والكلاب ؛ لكنه في صورة البشر. حتى ججتسمي ء 5 ا ب ل ٠أي‏ 0 تلك الحال . وأما بعده فصرت غالباً عليها ٠‏ وصارت تحت تصرّفي واختياري والله تعالى أعلم للكاتب رحمه الله تعالى . (9) صفة الصورة . (هامش الأصل) . 001 إذا تمت الحاجة من ذلك الحال . والإقبال إليه تعالى . وقضي الأمر. وجدت نفسي كسائر الناس . والناس على حالهم وصورهم التي هي في الأعيان إلى مدة ثلاث سنين . ثم وجدت في تسليماً وتفويضاً تاماً إلى قضاء الله تعالى وقدره . ولم نحتج إليه . ولكن كلّما خطر ببالي رجاء شيء ؛ انتزع منّي شخصٌ وأنا بعينه هو . أو هو عيني ٠‏ ليتهيأ ذلك المرجو وأسبابه بلا قصد ولا إرادة مني إليه . ثمّ وثمّ وثم إلى هنا" فالحمد لله على كل حال سوى الكفر والضلال وجدْت ذلة واحتياجاً وفقراً ودناءة . كأنّي أرذل كل شيء وأخبثه وأكثرهم ذنياً ومعصية وفساداً كأني ممزوج به . ولكن أعلم أنه أقبح . ولا نرغب إليه لعدم الرغبة مع أنه تعالى على كل شيء قدير . مطلب فاعتبر أيها الأخ ؛ والحال ركعة مقبولة من الأوقات الخمسة أحبٌ إل من جميع ما ذكرنا إن يسّره الله تعالى . ٠‏ ولكنها كالعَنقاء ولم أجد غير اسمه نظراً إلى ما علمْناه . ولكن فضله تعالى رجاءٌ كل قانط . وعماد كل ساقط . انتهى مقولات . قدس سره . أقول : ومن المقرر عند أهل الله - روحي فداهم بإذن الله - أنْ تصحيح البدايات تدل على تصحيح النهايات . فانُظر وتدبّر على جلالة قدر شيخنا وإنافة شأن مرشدنا وجدّنا غوث الأوان الشيخ محمود أفندي الألمالي روح الله تعالى روحه ونور ضريحه . وجعلنا الله تعالى من الشاربين من بحار حوضه . والسابحين في أمواج فيوضه بمحض فضل الله تعالى وجوده وكرمه وسعة رحمته . آمين يا فتاح افتح لنا يا فتّاح . ثم بعد وقوع مثل المذكورات وغيرها ما لا تعد ولا تحصى رجع رضي الله تعالى عنه من ولاية سبير من نواحي الروس المنحوس خذلهم . أي : إلى هذا الزمان والله أعلم‎ )١( 01 الله تعالى في كل وقت بالبأس والبؤس . في سنة ١774‏ ألف ومائتين وتسعة وسبعين إلى وطنه وقريته الألمالية وصار حيئئذ قطباً للإرشاد وكهفاً للاستمداد . وتعلق بذيله ألوف من الناس . وذهب بسيبه عنهم جميع الوسواس الخناس . وظهر عنه الخوارق العجيبة والكرامات الغريبة . وكان صاحب تصرّف تامّ وتفرّس عام . ومن أعجب كمال تصرفاته'" فيما تواتر إلينا من رجال قريته الحاضرين في مجلسه . أنه إذا قصد إلى مجلسه منكدٌ ورآه يحضر من بعيد+ كان ينطر إليه ويرهي تقسه المبارك: من آنفه وكات ذللقا المكر يسقط حينئذ كالمغشي عليه . وكان يتركه بقدر ساعة على تلك الهيئة . ثم كان يجرٌ نَمْسَه من أنّفه إلى الخلف . فيقوم المغشي عليه من غشيانه , ثم يحضره إلى مجلسه . ويقعد قبالته . ويخبره بما كان في قلبه . ويوبخه غاية توبيخ . فإنه كان في غاية من الشجاعة ونهاية من القناعة . كان لا يهيب من الأمراء ولا يخضع للأغنياء . وكان لا يخاف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لومة لاثم «دَلِكَ عَضْلُ ّيه ميآد وَأَّهُ مو الْمَصْلٍ ل لْمَِيٍ) . ومنها ما أخبرنا به مريده الثقة المأمون الحافظ يوسف أفندي الألمالي وغيره : أن الشيخ محمود أفندي قدس سره كان إذا جاء إلى فكه نجام “كان يفقم بباغة” باذ زتها إلى الخارج وكا اقل تعجيا من ذلك مع أنْ ذلك عار عظيم عندهم . ونقول : يا شيخ أفندي حضرة ا بالبدكية توفشاك بعدف رفي اتجاكلة © وكاة رقي الله تعالى عنه يقول أيها الإخوان : إِنّي لا أجد مكاناً لرميها ولذلك أتوقف في طردها . لأنَّ في قبالتي روحانية رسول الله ينه . وفي جهة يميني روحانية الشيخ خالد قدس سره. وفي يساري روحانية الشيخ شاه نقشبند بهاء الدين محمد البخاري وكذا في حوالي جماعات روحانية الأولياء قدس الله أسرارهم . (1) كمامر الإشارة إليه . 0 ثمّ بعد ذلك كان رضي الله تعالى عنه يرفع قدمه اليسرى قليلاً ويرمي بانحنائه قربها تحتها ويضع قدمه على تلك النخامة . وكان هذا دأبه رضى الله تعالى عنه في كل وقت . فبذلك الأديه وهل إلن. عتطمه. ويحفظة. ارتمن إل بيه ونسيه رقنا الله تعالى حفظ الأدب . ووصول الحسب والنسب آمين يا إله العالمين ويا أرحم الراحمين . ومنها ما أخبرنا الرجال الثقات من حُضّار مجلسه أنَّه رضي الله تعالى عنه مع بعض أمنائه دعي للضيافة إلى بلدة مُحُو ٠‏ فلما قربوا إليها نزلوا في أيكة قريبة إليها وكان بَْض رفقائه يجني ثمراً من شجر هناك يسمى بلسان الترك (يمشان) فضحك الشيخ راكباً على فرسه وقال : يا هذا إِنَّ مَلا أحمد التلالي الكائن في قرية قاخ في سلوكه يضحك عَنْك وبقول : انظر ترك تأدب هذا الفلان بين يدي شيخه . يجني الثمر وأكله . فتعجب ذلك الجاني ؛ وقال: يا شيخ أفندي هل يراني ملا أحمد الآن وبيني وبينه مسافة ثلاث ساعات للفرس الجواد ؟ وقال الشيخ : هل أرى لك تصديقه ؟ قال : نعم ؛ يا أفندي . قال : أعطني حبة واحدة من تلك الثمرة . فأعطى . ثم رمى الشيخ تلك الحبة وقال: يا ملا أحمد خذ ما رميتك . ثم قال الشيخ : والله وصلت الحبة أنف ملا أحمد واحمرٌ موضع وصوله . وقال بعض رفقائه ثم لمّا رجعنا من تلك الضيافة وصرنا سائرين في الطريق عطشنا . كلنا عطشا فوصلنا إلى عين في الطريق . فقال الشيخ لرفقائه : أليس عندكم إناءٌ لأخذ الماء من العين للشرب حال كوننا راكبين بلا نزول من الأفراس ؟ فقالوا : لا فنظر إليهم فرأى منخلاً ينخل به الدقيق مربوطاً خلف فرس واحد منهم فقال : خذ يا هذا ماءً بهذا المدخل واملأه . فقال: يا أفندي هل يمسك المنخل ماءً فقال: يمسك إن شاء الله تعالى . وأملأه ببسم الله والبركة فملاً صاحب المنخل ذلك المخل بالماء من العين ولم يقطر منه قطرة حتى روي الجميع من الرفقاء مبتدأ من الشيخ ٠‏ ولما : تم النوبة وروّوًا انصبٌ الماء بغتة وما بقي في المنخل لحظة ولو شيئاً قطرة . 0 وكان صاحب تلك الحيّة المرمية إلى ملا أحمد عاشقاً إلى وصوله يستخبره عن حقيقته وحَقيّته فقال : لما رجعنا من الضيافة وما كان مقصودي غير السلامة وصلتٌ إلى قرية قاخ فأشرعت في الوصول إلى حجرة ملاً أحمد ثم لما اطلعت عليه من كوة حجرته وخلوته ناداني ا ا ل كرامات الأولياء حق ؟ ! فنظرته فرأيت موضع وصول تلك الحبّة من أت يحمرا ٠‏ وو جات لاك الجا محتونا في يده متتدراء وقال :ايا هذا إن الحبّة التي رماني الشيخ هذه الحبة ٠‏ فصرت مدهوشاً متحيّراً ؛ ومن كرامات الشيخ ومريده مقهوراً ومنكسراً. فرحمهما الله تعالى . وزرقنا من فيوضهما آمين . ومنها : أن الشيخ قدس سره كان لا ينقص عنده في كثير الأوقات من مائة سالك ومريد . وكان دأبهٌ في ساعات الليل والنهار التوجه إليهم . وكان إذا صلى صلاة العصر . وكان له حاجة لذهابه إلى البيت يقول لمريديه جميعاً حين كانوا في المسجد قاعدً”" هو في المحراب : اقعدوا بالحضور مع الله ورسوله وأوليائه وإني أتوجه إليكم الآن في الساعة بالنوبة وقال لنا: من كان في تلك المجالس كثيراً كل من وَصَلتْ إليه النوبة من المريد يخرج منه الصوت العظيم المزيد بعدم طاقته على توجهه لشدَّنه وقوة تأثّره وتصرفه فى ألطافه وكان يتوجه فى ساعة واحدة أكثر من ماثئة مريد ومراد . ١‏ 1 . حال من فاعل يقول . (هامش الأصل)‎ )١( الك مطلب مهم التوجه إلى المريد أشدٌ شيء عند الأولياء فانظر إلى قوته وشوكته وسرعة خبرته وأن أشد شىء وآكده عند الأولياء التوجه إلى المريد واستخبار حاله خاصة إذا كان المريد قليل المحبة كدير اللبّة . ومنها أيضاً : إن الرجال الكثير . والجمّ الغفير من الإخوان الكرام والأصدقاء العظام أخبرونا إن الشيخ قدس سره . لما توجَّه في السنة التي ذهب فيها إلى الحاج ترخان إلى زيارة الشيخ بابارتما ذهب معه ألف فارس ومئتا دارس سوى الرجالة وقرؤوا عنده في ليلة الجمعة الصلوات المقروّءة لهم في الخلوات . ثم لما فرغوا منها قال الشيخ وكان كل أهالي الزيارة حلقة في حوالي ضريح الشيخ بابارتما جملة : اسكتوا؛ فإني أريد التكلم مع بابارتما حَضْرَاْرِي فسكتوا كلهم ٠‏ ثم جرّ نفسه المبارك إلى الداخل والخارج . فخرج من داخل قبر الشيخ بابا صوتٌ عظيم مثل كوكوكو . فصار نصف الناس الكائنين هناك مغشيّين من الخوف والهيبة و ول لك الضؤات الخار كمعن ٠‏ فبعد ساعة جرّ الشيخ محمود أفندي نفسه كذلك :افسكن الضوت::فقام التامن كلهم كتفين:واجدةء ثم قال الشيخ : إن بَابَارَنْمَا حَضْرَئْلرِي يقول لكلكم : مرحباً أهلاً وسهلاً . وإنه قد رضي عنكم وأخبرني برضائه منكم . ثم ذهب الشيخ إلى الحجر المشهور بأنَّهِ ممسوخ من الحيّة . ثم لما وَصَل لديه قال : أنصتوا حتى أسأل عن هذا الحجر حاله وشأنه . وهل هو ممسوخ كما قيل ؟ أم مكذوب ؟ فضرب عصاه عليه واستخبر عن باطنه لديه . فتحرّك حركة عنيفة هائلة وخرج دخان عظيم مع رائحة كريهة ثم قال الشيخ . قدس سره : إن هذا الحجر يخبرني أنه كان حية عظيمة وكانت تأكل أغنام بابارتما . وكان يقول لي وقتا فوقتا : يا حيوان لكام الله . لا تأكلي أغنامي . وإِنَّ معيشتي منهم وأنستي معهم . ومع قوله لي هذه الأقوال الليّنة كنت لا أترك أغنامه . وأختلس منهم كل يوم واحدة منها . ففي يوم من الأيام كنت على هذا التَلَ أترصّد أغنامه للاختلاس وكان في ذلك الوادي ؛ ولكن لم أعلمه . ورماني قوسه . فوصل إلى جنبي وخرج من الجنب الأخرى . ثم جاء عندي وعلا عليّ بمكعبه ودعا علىّ وقال : كن حجرا بإذن الله تعالى فصرت حجرا كما ترى . انتهى . فمثل هذه الحكايات الصادرة عنه كثيرة . وكراماته غزيرة عجيبة . لا يحصرها كتاب . ولا يتكلم بها لسان وخطاب . فرحمه الله تعالى رحمة واسعة . ونوَرَهٌ بالأنوار ساطعة . ثم لما وصل إلى هذه السنة 87؟1 ألف ومائتين واثنين وثمانين . اجتهد في توجّه المريدين وتسليك السالكين وإيصال الواصلين وتكميل المرشدين . وكان في ذلك الشتاء يدور على خلفائه الساكنين في الخلوات في نصف الليالي والمَلّوات ويقول : يا بنيّ فلان . يا بنيّ فلان . اجتهد للوصول والتقرب . فإنه لم يبق لي رزقٌ هنا إلا الأيام والتقرب . قد قرب أجلي ووقت ارْتحالي . ثم لما لبس الربيع جلبابها . وخلع الشتاء رداء بردها . أجاز ثمانية خلفاء من هذه الديار ٠‏ وأغطى ليد كل واحدٍ منهم كتاب الإجازة لذهاب التهمة وإلا فلا حاجة له . ثم توجّه إلى الحاج ترخان هرباً من حبس الروس وكثرة النمامين منه إليهم بالمنحوس ٠‏ وأوصى لكل خليفة مقاماً ومكاناً وقال لهم :إذا أشكل عندكم أمد من الأمور الدنياويّة زماناً فاذهبوا لدى حاج بَبَا أفندي القاخي . وإذا أشكل عندكم أمرٌ مَّا من أمور الطريقة اذهبوا لدى مَل أحمد التلالي فإني أقمته مقامي وأطلعته مرامي . فأيّ شيء أردتم متي فتجدوثه عند ملا أحمد قدس الله أرواحهم ١‏ فأوّل الخلفاء وأكملهم شيخنا وسيدنا سيّد السادات الشيخ حاج أحمد أفندي التلالي . ولكن تأخّره لكثرة مناقبه وعدّة خلفائه . 06 وثانيهم : الشيخ الإمام الكامل . والفرد الهمام الواصل . العالم العلم العامل . مربي المريدين وضياء السالكين . الشيخ الحاج جبرائيل أفندي الزاخوري ٠‏ ثم اللكيتي ٠‏ كان بسيط الوجه والكلام . نشيط النطق والمرام . ا ا ل ل عظيماً . وقوراً حليماً كما هو دأب المشائخ . كالجبال الشوامخ . ذا كرامات كثيرة . وخوارق عجيبة . وكان يرحم لمريديه كالأب الرحيم لأؤلاده . وكان أولاً مريداً للشيخ الأعظم والدرويش الأكرم . والشيخ الحاج أحمد أفندي الألمالي . ار باد ضر وان إلى القرية الألمالية من ولاية الروس ؛ تسلم كلم ذلك الضيع و جميم فزيديه وكانوا ثلاث مائة لمحمود أفندي وكان كأصغر مريدي محمود أفندي لديه . وكان محمود أفندي يحبه حباً عظيماً ويحترمه احتراماً جسيماً . وكان يثنيه قبالة الناس . وكان من أعاجيب الزمان في تصغير أمور الدنيا وزينتها والزهد فيها وفي ترك حطامها . وقصصه عجيبة وحكاياته شهيرة . ومات سنة ١‏ قبل ارتحال محمود أفندي إلى الحاج ترخان وقبره هناك يزار ويتبرك فرحمه الله تعالى ورضي عنه وعنا وعن جميع الإخوان والمسلمين . ثم وقع الحاج جبرائيل أفندي في بريية محمود أفندي . اجتهد اجتهاداً بليغاً وجاهد للنفس والشيطان جهداً منيعاً فى مدة سبعة أشهر مر رلتاته التخلقاءت: ذرقع كاب لطن با لوقيل لكك إلى لجل جر ير إجازة تامة . وأذن لارشاد الخلق عامة . وكان رحمه الله تعالى من غريب آخر الزمان في جاسوس القلوب واطلاع الأحوال والريوب . ومن جملة اطلاعه عليها ما وقع لي معه حيث كوني إماماً في قرية زاخور في 1707 جاء هو والشيخ الحاج حمزة أفندي وشيخنا الحاج قصي أفندي إلى قرية زاخور لزيارة ضريح الشيخ محمود المدفون هناك في قبل الزمان . وكنت معهم أدور أينما داروا وأذهب حيثما ساروا . وكان 019 واحد اكثر من خمس مرات . وكانوا ينادوني معهم للضيافة ؛ وللأآرض من كأس الكرام نصيبٌ . وكان الحاج جبرائيل أفندي يقعدني عنده في خوان واحد متّصلاً ركبتي بركبته . وكنت أجرٌ إلى الخلف خوفا من ترك الحرمة . ولكن كان لا يتركني إلا متصلاً . وكان شيخنا الحاج قصي أفندي الجنيغي ينظر إلينا ويتيسم . وكنت هكذا معهم دائراً كالكلب . المحبوب الدائر خلف صاحبه . وفي اليوم السابع ناداه'" معي مخصوصيّن خاله الشيخ الهرم بابا سعيد الؤاخوري للضيافة وكنت معه سائرا مستويا ولا أقدر أن أفرق بصري من وجهه وإن كان ترك أدب لشدَّة محبتي ورسوخ مودتي له . ثم قال : يا بني شعيب أفندي . إني أريد أن أذهب غداً إلى قريتي لكيت واستحي من قرابتي وأهل قريتي في هذه القرية الزاخورية لكثرة حرمتهم إلينا وازدحامهم بها لنا فوثب في قلبي حينئذ هل أرى هذا الشيخ بعد اليوم بعد مفارقته منا أم لا فبلا مهلة عكس ما في قلبي إلى قلبه وضمّني إليه وإلى صدره. وكنت في جهة يمينه . وبكى وبكيِتٌ ثم قال يا بني شعيب أفندي . إن أعطى الله تعالى لنا مُهْلة في الأجل نرى إن شاء الله تعالى وإلا فلا . وكنت أخاف بعد ذلك فى حقه وفى فوته عن يدي لكوني قاصدا قصدا . مُصمّما لدخولي في تربيته . ولكن لا يكون إلا ما أراده ولم أره بعد ذلك . ومات في ذلك الشتاء في شهر جمادى الأخير (في يوم الاثنين الثاني عشر منه) من سنة 1707 ألف (1) حاج جبرائيل أفندي . (هامش الأصل) . 00 مطلب مهم : دُْيَال بَرَوْحاج بَبَا أده - قاخي - أسْكؤ ا ؛ طريَتَئِلٌ أمُورَل إز رُقَرَوْ أَحَمَدٌ التلالي يَضْدَ آسْكَ | . (محمود الفعال قدس سره) . (هامشٌ الأصل) . 7 0 وأما حكاياته وكراماته فكثيرة من أن تحصى ولا قُدرة لأن وخلف بعده للخلافة التامة وأجلس على بساط الإرشاد العامة خليفته أخانا العالم الواصل والفاضل الكامل : الشيخ الحاج عبد الرحمن أفندي العسوي'' من ولاية هيد من نواحي الشيخ شاميل أفندي . وهو الآن على تربية المريدين وتسليك السالكين وإضافة المستفيضين وإفادة المسترشدين . وفقه الله وإيانا للصالحات . وجنبنا عن المناهي والمكروهات الطالحات بمنه وكرمه آمين . وثالئهم : إمام الهدى وتارك الردى مخزن العلوم الإلهية ومصدر الفيوض الربانية . العالم في الظاهر والباطن شيخنا وجدنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ الحاج اسماعيل أفندي السواكلي قدس سره ونور قبره آمين . وأولا كان مع أقربائه مهاجرين إلى ديار داغستان في زمن الشيخ شاميل أفندي وتحت سياسته وفي تربية الشيخ الجليل والغوث الجميل شيخ بالمشائخ الشيخ جما الدين افتدي الغموقي قاس سره.وثور قبره ٠‏ فبعد دخوله في ضمن قوله تعالى 9 وَلَدِينَ ْهَدُوأ ضِنا لبت سْبْلنَا # وبلوغه ما بلغ من مقامات الأولياء ودرجات الأصفياء أجازه الشيخ جمال الدين أفندي بالاجازة الكاملة وأجلسه على بساط ارشاد الخلق الراضية المرضية . ثم لما وقع الفتنة الكبرى والبلية العظمى بحبس الإمام شمويل أفندي , وبوقوع ديار داغستان في يد الكفار - خذلهم الله تعالى الجليل الجتار - وكان أمر الله قدراً مقدورا وسرّه حتى عن الأنبياء والملائكة تورات فارق من شيخه جمال الدين أفندي لأنه مع العيال ذهب مع الشمويل أفندي إلى ولاية الروس والشيخ المترجم له رجع إلى وطنه الأصلي إلى قريته سَوَاكلٌ . )00( ومات الشيخ الحاج عبد الرحمن العسوي في بلدة جدّة في 177١‏ حين ذهبنا معه إلى الحج . فرحمه الله تعالى وإيانا (منه) . 0:١ وسببٌ كونه ودخوله في تربيّة الشيخ محمود أفندي - كما أخبرنا به خليفته وشيخنا الشيخ الحاج قصي أفندي الجنيغي نقلاً عن فمه - أنه قال: لما عزمت على مفارقتى من شيخى جمال الدين أفندي فى آخر الأمرفاكة نانس مد إسماعيل ".آنا :المطلي الأغريني يان داعا فلا يكوه يعدي نطب إلى آغر الرمان 6 وإ :وصلت لمرسدبوضل إن مقام القطبية الكبرى يمكن لك الذهاب لديه للاستفادة . وإلا لا حاجة لك للإياب إلى غيره فرسخ مقالته في قلبي . وتمكن في لبي . وكنت في بيني وفي قريتي في زمان . ثم سمعت بعد مدة مديدة عديدة أنَّ في قرية ألمالُو رجل عظيم يدعي المشيخة . المسمى بالشيخ محمود أفندي . وكنت لا ألتفت إلى أقوال الناس بالنظر إلى قول شيخي الأول . وكنتٌ تيقنت أنه لا يكون أحدٌ ما في ديارنا أكبر من الشيخ جمال الدين أفندي . فيوماً جاءت رسالةٌ إليّ من الشيخ محمود أفندي . مضمونها : حضوري عنده . فلم ألتفت . ثم بعد مدة جاءت ثانية هكذا فلم أنظر أيضا . ثم جاءت ثالثة إن كنت تجيء تعال وإلا أجيء عندك . فإني لا أستنكف عن زيارتك . وان استنكفت عن زيارتي . فتأئر هذا القول في قلبي . فقلت : فما يفعل إن ذهبت لديه فهل لا يحصل لي أجر زيارة الأولياء . وإن لم يفد لي بشيء . ثم ركبْتٌ الفرس الأبيض وارتحلت إلى قريته الألماليّة في الطول والعرض . فوجدت عنده جماعة كثيرة ناكسين من رهبته ساكتين من هيبته ؛ كأنَّ على رؤوسهم الطير . ثم لما اطلعت على زمرته الكريمة رفع رأسه المبارك من أعلى ركبته وقال : اقعد يا أخى بجمال طلعته . فلما قعدت في حلقته ودخلت في حجاب محيته قال : يا ولدي حاج إسماعيل أفندي . إن قول شيخك جمال الدين أفندي الغموقي أنا آخر القطب في . ولم يكن حجّ حينئذ . تدبر . (هامش الأصل)‎ )١( 0: الداغستان الفاروقى حقٌّ عندنا وصادق لدينا . ولكن نحن الأول منه فى القطبانية والأفضل في الجيلانية" . 1 ثم لما خرج هذا القول منه صِرتٌ مغشياً علي باستيلاء يي ولم أقدر لدفعه ولم أملك لمنعه ٠‏ فحين كوني في الحال علقني'" من ابهام قدمي بلا مجال مريؤاطا نهنمنا من أعلى شاهق كبير عال لا يدرك قعره . فخفت فناديت شيخي جمال الدين أفندي فجاء كالبرق الخاطف ووقف عن بعيد مني وناديته ثانياً وثالثاً واس ستغثت له باخلااص مما وقعت فيه . فلم يقدر ولم يحضر لدي من هيبة الشيخ محمود أفندي . ٠‏ فعلمت أن الشيخ محمود أفندي أعلى منه . فناديته واستغثت به فمد يده إلى وخلصني ٠‏ فبعد ذلك ذهب عني الحال ووجدتني كالطير المذبوح المرمي بين يدي الحلقة . ووجدت جميع أعضائي متألمة ممزقة . فقعدت على هيئتي وأدبي . فقال الشيخ محمود أفندي : يا حاج إسماعيل أفندي . ما أصابك يا ولدي قد وقعْتَ في حرج عظيم وضيق جسيم ٠‏ فقلت : لا قول لي ولا جواب وأنت تعلم كله . ثم قال يا بني . قد وجب عليك دخولك فى تربيتنا ٠‏ ولا تكلفك كبيراً في خدمتنا فلقّني ذكر القلب وما معه من الآداب والمعرفة . فأرسلني إلى بيتي . وكلما حضرت لديه كان يجدّد درسي ويكثر ذكري . ثم في آخر الأمر أجاز لي وأذن لي . وبالوصول بشر لي . انتهى وكان رحمه الله تعالى عالماً عاملاً وفاضلاً كاملاً . لا يحمل منة أحد حتى إذا ذهب إلى زيارة مريديه وأحبائه كان يحمل معه شعير فرسه . وكان لا يستقيم له أمور الدنيا . ويعلى عليه البلايا الكبرى . وكان يصبر كلما ابتلي ويشكر كلما أنعم كما هو شأن الأولياء الكمل والأصفياء الفضل فلله دره وإلى النعيم ردّه . )00 بالفكر والمقال فوقف الشيخ محمود أفندي على رأسي ناظراً إلى ضيق حالي ركق امي 0 وكان يجتهد في إرشاد الخلق إلى طريق الحق . ويلازم على الجمعة والجماعة . ويحمل آفات الخلق لرضاء الحق . وكان كثيراً ما يقول لأخيه الصغير الحاج عبد الله وكان كثيراً يختفي من الناس ولا يحضر الجماعة خوفاً من آفات الناس وظلمة الخناس : أتعلم الشجاعة والرجولية في العبادة في الخلوة . وإنما الرجل مَنْ يحفظ نفسه في الجلوة . ويحضر مع الله تعالى في ملا الناس . ويطرد قلبه من الوسواس . وكمالاته كثيرة وكراماته وفيرة . وحج قدس سره . ولو كتبنا كلها لحصل كتابٌ ضخم رحمه الله تعالى وإيانا . وبعد ما أجاز إجازةٌ تامة لشيخنا الشيخ الحاج قصي أفندي انتقل إلى رحمة الله تعالى وارتحل إلى ما عند الله في شهر رجب في الخامس والعشرين منه في سنة 17١7‏ . وأما سائر خلفائه من أخيه الشيخ الحاج عبد الله أفندي وملا حاجي أفندي القرقايلي فإِنَّ الناس اختلفوا فيهم فمنهم من يزعم أنهما من خلفائه . ومنهم من يدعى بكذبه . ولكنَّ العجب العجاب منهما أني سمعت من أفواه ثقات الناس أنهما يدعيان بكونهما مأذوني الشيخ محمود أفندي لأني سمعت شيخنا شيخ السادات وقائد القادات الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي يقول : إن محمود أفندي لم يجز في ديارنا لغير الثمانية فيه المذكورين في الكتاب . والله أعلم بالصواب . وأما شيخنا الشيخ الحاج قصي أفندي ابن عبد العزيز الجنيغي السمبوري كان مجذويا تالكا وسالكاً عاونا + وكان من أعاجيب الزمان في الخوف من الله تعالى ٠‏ لقلا أَمم يموع الشجُور 4 أني كلما حضرت لزيارته كنت أجده يبكي ولم أبصر عينيه في وقت ما جامداً من الدموع إلا نادراً . كان عالماً عاملاً فصيحاً ناصحاً . وكان قدوسيّ آخر الزمان في إنشاد الشعر العربي والفارسي والتركي والديون . وكان شجاعاً مهاباً وللدعاء مجاباً . وكان لا يترك القول الحق إلا بقوله ولو كان غغه المقول له أميراً بِحَوْلهِ . ولكنْ كان إنكارٌ الناس عليه كثيراً لكون أولاده غير مطيعين لله ولرسوله . وعاقين لقوله . وإن كان واحدهم الكبير عالماً يبد سه فَهُوَ آلمُهئَدِ وَسَ يُضْيِلَلَنَيَدَ لهم وَلَِاموْشِدًا # وكان تضيقه عليه كثيراً . وكثيراً ما كان يقول لي : يا ولدي شعيب أفندي . لو لم تكن امرأتا نوح ولوط عليهما السلام وولد نوح كنعان كافرين لش قلبي وتفرق روحي . ولكن لما تأمّلتهما استراحت نفسي واطمأنٌ لبي . وكما كان مأذوناً ومجازاً من شيخه الحاج إسماعيل أفندي كان مجازاً من شيخه وأب حليلته الشيخ حاج خليل أفندي الجنيغي الذي هو مأذون الشيخ جمال الدين أفندي الغموقي قدس الله تعالى أسرارهم العّلية . وكان يقول لي قد ناداني شيخي الحاج إسماعيل أفندي إلى قريته وأعطاني الإنابة فوق القنطرة في داخل محلته . ولما ذهبت معه لزيارة الحاج إسماعيل أفندي وضريحه أراني تلك القنطرة وقال : قد قعد شيخي فوق الصك الغربى وقعدت أنا فوق الصك الشرقي . وقال يا ملا قصَّئ : أن التو لك" ألما مو الاسستتا رز والقا مق العدلراشه» وحسية الا من ذكر لفظ الجلالة السرية . قال : فقلت له : يا أستاذي! أنا رجل مسافرٌ . وأنا الآن على ساق السفر قاصر . ولا أقدر إتمامه حتى أصل إلى قريتي جنيغ . فقال : لك المهلة لذلك حتى تصل إلى قريتك . ثم قال لي شيخي : إنِي لما وصلتٌ إلى قريتي وأدّيت ورد يوم وليلة كنت قعدت في زاوية مظلمة من مسجد الجامع على سبيل الرابطة . فرأيت نجما أزهر كنجم الصباح اطلع من الشرق . ونظرت إليه بعين بصيرتي وفرحت به . وقلت في نفسي : ما أسهل وصول درجة المشيخة لي ! وكان رحمه الله تعالى يحكي لي هذه الحكاية مرّات في بعض الأوقات . ويبتسم ويضحك ويعظ لي به . رحمه الله تعالى ورضي ولو لأجلي :خلا أقمْ رب ألْسَرِقٍوَاْمَربِ 4 أنه كان لي أرحم من والدي وأمي . 0 وكثيراً ما كان يَقول لي: يا شعيب أفندي! إني نظرت إليك وفكري عندك . فلا تنظر إلى غيرك من الإخوان في تساهلهم في أورادهم وآدابهم . وإن الله تعالى أراني إياك في أداء حقوق الإرشاد . والإقامة في مقامي للاستمداد . اللهم صدّقه وصدّق ظنه ولا حول ولا قوة إلا بالله الفتاح الوهاب . وكان يقول لي : قد كنت استخرت الله تعالى قبل هذا بسنين قبل اجتماع الأجساد بأني أقول : إلهي يا رب هل تهب لي مقيماً يقوم مقامي ويؤدي مرامي ؟ ثم نوديت في سري أني أعطيتك ووهبتك رجلاً داغستانياً شمويلياً ووصفني'" بصفتك ولا أريد غيرك ٠‏ اللهم إنك على كل شيء قدير . اللهم صدّق ظنون أوليائك وفهوم أحبائك وإن لم نكن أهلاً لذلك . وكان يقول لي : يا ولدي شعيب أفندي ! إِنَّ شيخي وروحي حاج إسماعيل أفندي قد جعلك ولدا له في عالم الأرواح ٠‏ وقال في حجلة الأنس : إلهى يا رب . إنى اتخذت هذا ولدا لى . فعلمه الكتاب واجعله حافظاً . وعرّفه تأويل القرآن ومعاليم العرفان. واجعله من أوليائك وزمرة أصفيائتك”" والله سبحانه وتعالى أعلم كرامات الأولياء ومقامات الكرماء . اللهم تقبّل دعوته . وأجب قولته آمين بحق سيد الورى آمين . وكان شيخنا رحمه الله تعالى مجاب الدعوة . وفي أي شيء دعا كان يظهر كفلق الصبح . وعجيبا عنه في إظهار ما في قلوب الناس وخياياهم . ومن مكتوبات الشيخ العرع إسماعيل أفندي لمريده الشيخ الحاج قصي أفندي : بسم الله خير الأسماء . حمدا لمن غرس نخيل الوداد في رياض قلوب مَنْ شاء من العباد . من عبد الله ذي الجلال الداعي الحقير بلق أي : النادي . (5) ولولا قوله تعالى 3 وَأْمَِْمَةِ رَيَكَهَحَوْتْ # وسبق عني من حدّّث بنعمته لم أكتب هذا هنا . (من الكاتب الفقير رحمه القدير) . 01 الحاج إسماعيل إلى حضرة العالم العليم والأخ الأعرّ الحليم ملا قصي . سلام تام يعطر كالعنبرين . ودعاء عام يتضوّء كالقمرين . عليكم وعلى أهلكم وأحبائكم قاطبة آمين . أمَا بعد؛ خلف إهداء التحية والسلام لقْت جنابكم الميمونة أولاً أن تكونوا سابحين في أمان الله تعالى دائماً . وثانياً إعلام لكم عدم النسيان والهجران عن فؤادنا بطول الفراق وترك الاختلاط بيننا وبيتكم . ولأجل ذلك ألتمس منك وأوصيك بالاستقامة في الشريعة المحمّدية . ومحاسبة النفس في كل حين . وترك المعارضة لأهل الزمان . وترك صحبة الجهلاء خصوصاً صحبة المنكرين . وموافقة الصالحين . وترك حبٌ الدنيا . لأنها رأس كل خطيئة . وفي حقٌّ ذم الدنيا من الآيات والأحاديث مشهورة . وعلاج ترك حبٌ الدنيا تذكر الموت وكثرة ذكر الله تعالى . وقال تعالى : 8 وَمَنيَعْشٌ عَنْفٍ هر ليحن تيص لَه 5 نا َهُوَ هبون 4 « ألا ,نكر أ تينُب © ١‏ مطلب وقال ذو النون المصري رضي الله تعالى عنه : لكل شيء عقوبة . وعقوبة العارف انقطاعه عن الذكر والمحبة الوافرة . قال الشيخ سري السقطي رضي الله تعالى عنه : لا تصحٌ المودّة بين اثنين حتى يقول أحدهما للآخر : ما أنا إلا أنت . وإن محبة الشيخ كافية في الوصول إلى الله تعالى والسلام هذا فكان انتهى من خطه رحمه الله تعالى . وأما شيخنا الحاج قصي أفندي - وإن كان وطنة الأصلي قرية جنيغ - كان سكناه في قرية كُذْبَرَكُ - قرية من ولاية جار كثيراً ولذا كان وفاته فيها ودفن في المقبرة الكاتنة قبالة بيته - وعلى قبره علامة للزيارة الآن يزار ويتبرك - في شهر جمادى الأخرى في سنة 17١4‏ فرحمه الله تعالى وإيّانا ورضي عنا آمين . ورابعهم : كعبة أرباب الفواضل . قبلة الفحول الأماثل . العالم الفاضل الأَجَل . والواصل الكامل الأدل . الحاج حمزة أفندي الؤاخوري ثم الايليسويّ ولد رحمه الله تعالى في قرية زُاخور في سنة ١547‏ ونشأ فيها نشأة كاملة . وكان في براعة النطق والبيان وفصاحة الكلام واللسان من أعاجيب الزمان . وكانت آثار السعادة والهداية . وأنوار الرشد والولاية ظاهرة من بين عينيه حين صغره وفي أيام كبره تعلم العلوم والفنون . ولازم العلماء الكرام والمأمون . وتضلع بالعلوم العقلية والنقلية . وشبع بمكارم الأخلاق الحسيّة . وكان متوطناً في قريته الأصلية . حتى جاء الفتنة الكبرى والبلية الفخرى في ١١18‏ بإحراق قرى ولاية سمبور التسعة بيد الملعون المتسومن(" اف رمن ولاية الإمام الشيخ شاميل أفندي في أودية داغستان وكان أهل القرى التسعة المذكورة قد تقدموا حينئذ فى القرى والبلدان في الولايات الكائنة في يد الروس . وكل ذلك من خوف الروس”'" من وقوع القرى التسعة في قبضة الإمام الشيخ شاميل . وحينئذ كان وقوف الشيخ الحاج حمزة أفندي في قريته إيلي سَوْ . ولما استولى الملعون المسكوف ولاية الشيخ شاميل بقي الشيخ مع أهله وبعض أقربائه في قرية إيلي سو متوطناً ولم يرجع إلى قرية رُاخور لكونه مكاناً في غاية المشقة ونهاية ضيق المعيشة ٠‏ وكان كالحاج جبرائيل أفندي أولاً مريداً للشيخ الحاج أحمد أفندي الألمالي . ٠‏ ثم لما رجع الشيخ محمود أفندي إلى قريته رجع إليه واجتهد اجتهاداً بليغاً ودخل في الرياضات الشاقة في تدبير نفسه الأمارة . فوصل بفضل" الله تعالى إلى مطلوبه ونال إلى 000 عدو الدين غنا رال مايور بارون مع ترخنو عليهما اللعنة إلى وادي رُاخور في شهر رمضان وأحرقوا قراها من قردول إلى كسور أي هجطة وخرجت أهاليها إلى ولاية كرجستان أي ولاية جار . ومات فيها أكثر أهاليها ولم يتفق لهم بعد اجتماع تام في القرى الجبليَّة وكانت هذه الفتنة الكبيرة في سنة ١5148‏ (منه) . (؟) الإضافة إلى الفاعل . (منه) . (*) في الأصل بفضله ولعل الصواب بفضل . م60 مرغوبه . وأجازه الشيخ إجازة كاملة وأجلسه على بساط الإرشاد وافرة . وكان رحمه الله تعالى كما رأيته على غاية في حسن خلقه وعَجيرّة'" تَلْقه . وكان جواداً حليماً . شجاعاً في إدارة أمور الدين وفي استقامة الدين القويم وكان ذا كرامات غريبة وغرائب عجيبة . منها ما سمعناه من أفواه الثقات : أنَّ محمداً الطويل الباكني الذي كان ساكناً في قرية إيلي سو . ٠‏ قد أخبر الشيخ بموته قبل أربعين نوها ار الإخبار فيضا -وقال : إني أرى خط وفاته وموته لائحة في جبهته ومنها ما وقع معنا. أني لما ذهبت إلى تعزية الحاج جبرائيل لدى ابنه العالم ملا عبد الرحمن وإخوته إلى قرية لكيت ورجعت من هناك مع رفقائي بتنا في قرية إيلي سو . وفي صباح تلك الليلة ناداني مع جميع رفقائي . وكانوا نحو عشرين رجلاً مع التلاميذ. وذبح لنا شاة . واحترم لنا ودار على رؤوسنا بنفسه بالخدمة كما هو شأن الصالحين وسيرة الكاملين . وكان ينظر إلينا في ذلك المجلس سر وجهراً ويتأّل في حقّنا . وكنتٌ أطّلع على حاله في النظر والتفكر . ولكن لم أعلم لأي شيء يتفكر ٠‏ ثم لما خرجنا من عنده تخلف عنده مريده حينئذ صديقنا الحاج عبد القادر الزاخوري . ثم لما لحق بنا ضحك فقلت : أضحكك الله تعالى يا صوفي لم تضحك ؟ فقال : كنت أقول لشيخي الحاج حمزة أفندي هل لا يمكن لكم أن تعلقوا قلادة الذكر في عنق شُعَيْبٍ أفندي ؟ فقال : يا ولدي عبد القادر إنه ليس في غنق تعيب أفندي: قلادة ذكرنا !'وإني "قد كنت أتفكر في المجلس في حق ذلك . ولكن لا أرى قلادتي فيه . ولكن في عنقه قلادة غيري ٠‏ فليس لي نصيبٌ منه ولأجل ذلك تركته . انتهى . . لأنه كانت كلتا قدميه معيبة كما رأيته هكذا (منه)‎ )١( ع0 وكان رحمه الله تعالى طليق الوجه بسيط الطبع . وكان صاحب علم الكيمياء . وكانت أرزاقه مع ضيق قريته واسعة . ولم يكن سخاء خليل سلطان مثله . وخلف مقامه خليفة له مماى أفندي الإيلي سوي . وانتقل إلى رحمة الله تعالى فى سنة 17١8‏ ألف وثلاثمائة وثمانية فرحمه الله رحمة واسعة آمين . ١‏ وخامسهم : مصباح الظلام وملاذ الكرام . الشيخ الأكرم الفاضل . والدستور الأفخم الواصل . الشيخ حاج حضرة أفندي ابن الحاج عثمان الؤاخوري رحمه الله تعالى ؛ كانت ولادته كما في خط ولده المرشد الكامل الأخ الأعز الواصل عثمان أفندي في سنة 0 تقريباً لا تحديداً ؛ صفته رحمه الله تعالى معتدل القامة . لطيف الجسم . نظيف الججَؤم . أجمل الناس وجهاً وحَحلقاً وتُلقاً بياض اللون يضرب إلى الحمرة . كثّ اللحية سوداء لكن قد تبيض من شعور لحية الملائكة . وكان معتزلاً عن الناس مؤنساً بالله ومؤتلفاً بزيارة القبور والمشاهد ومشتغلاً بالرياضة بعد الإنابة من الشيخ محمود أفندي قدس سرهما . وجدَّ واجتهد حتى وجد الله وظهر صلاحه وخيره . وطار في الفضائل طيرّه . وحمد في الطريق سراه وسيره . ثم قدم قريته الؤاخورية بعد كؤنه مأذونا فاضلا ومرشدا كاملاً . ولازم العبادة والرياضة . وسكن في أكثر الأوقات في المسجد الذي عند ضريح الشيخ محمود متصلا به . وازداد رياضة يوما فيوما حتى مات على تلك الحال . وأرشد الناس ولم يفارقهم عن تربيتهم وتزكيتهم . وكان معظم مخلصيه أكابر علماء زمانه . ومن كراماته ذه كما في خط ابنه المذكور أيضاً : أنه لما بلغه الخبر من حكام الروس بتضييقه وحبسه وإرساله إلى سبيرٌ قال : فإن شاء لله تعالى لا يصل من أيديهم إلى ضررٌ لأني أرى بحق أن طينتي من طينة قطب العارفين الشيخ محمود أفندي المدفون في رُاخور وأنَ تُربتتي بإذن الله تعالى تكون لديه . وكانت كما قال! 00 ومنها أيضاً : أنه كان يعلم مَنْ جاء لخدمته من الزائرين بلا التفات إليه ويدعوهم بأسمائهم بلا إشارة منهم . وكان قد علم أيضا وقت موته ومات في سنة 17184 في اليوم الأول من شهر ذي القعدة . فمدة عمره تسعة وخمسون سنة . وكان مدة حياته قليلاً بعد كونه مأذوناً . ومع ذلك أظهر لمخلصيه من عجائب وغرائب . وبقى منه آثار كثيرة . وكرامات عليمة لح أذكرة لطول الكتان وملالة اللخطات ‏ فرتحية الله تعالى .رضي عنه وعنا وعن جميع الإخوان والمخلصين آمين يا أرحم الراحمين . انتهى ما التقطنّهُ من كلام ابنه على المرام مختصرا . وسادسهم : هو الشيخ الإمام والفاضل الهمام والضيف الضرغام والعاقل الشجاع الصمصام ٠‏ الحاج بابا أفندي القاخي الحنفي قدس سره . كان كريماً حليماً صبوراً . وفي جميع الأمور عاقلا وفيراً وقوراً . كان رحمه الله تعالى حبٍّ شيخه وضيف روحه . وكان قد انتهى إليه رياسة الأمور الدنياوية . وخاقان الأحوال الأخروية وكان مضّيفاً لأهل الله . وخادماً لخدَّام شيخه لأجل الله . ومأوى الكرام . وكريم العظام . وكان قد حق فيه قولهم : (كريم القوم خادمهم) . وناهيك لجلالته وعلوٌ منقبته إنه كان كثير التواضع . ووضيع الترافع . فللّه درّه ! وللنعيم رده . وجاهد في الله حق جهاده . وراض نفسه حق رياضته فوصل إلى مراده . وأجاد في مفاده . وناصح في الله حق نصيحته . وكان للناس كالب المشفق لأولاده . ولم أعلم تاريخ ولادته ! ولكن مات وانتقل إلى رحمته تعالى في سنة ١7١١‏ ودفن في مقبرة قريته ١‏ وقبره يزار عليها ويتبرّك . فرحمه الله تعالى وإيّانا آمين . وسابعهم : الشيخ الشهير والنجم الزاهر المنير الشيخ نور الله أفندي الليسغي رحمه الله تعالى كان مرشداً للخلق :ناضحا للق ٠‏ وقد أخبرني أخونا الحافظ يوسف أفندي الألمالي أنَّ الشيخ محمود أفندي الألمالي قدس سره لم يكن قد أذن لنور الله أفندي حين يذهب إلى الحاج ترخان اهمه ولكن هو وأقاربه قد فعلوا له المنة في بلدة نحو بالإجازة له لرؤيتهم عاراً بالإجازة لرفقائه دونه . فأجازه في بلدة نُحُو بشرط ذهابه إلى خدمة الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي حتى يكمل . ولكن لم يذهب إليه ولم يكمل . وكان مع ذلك يعطي الإنابة ويرشد الطالبين . ولذلك لم يكمل به أحد . ولم يستفد به واحد . انتهى والله أعلم . اللهم احفظنا من شرور أنفسنا ومن سيّئات قبائح أعمالنا . ومات في قريته في سنة ١710‏ فرحمه الله تعالى وعفى عن عثراته وعنّا آمين . وثامنهم : العالم العامل والفاضل الكامل . الشيخ الحاج محمّد أفندي الأرجى الداغستانى قدس سره ونور قبره. وقد أخبرنا شيخنا شيخ الزمان ومدةة الأوان الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي أنَّ شيخه قطب حينه وغوث آنه الشيخ محمود أفندي الألمالي قدّّس سرهما أخيره أنه قال : إن أخانا العالم الحاج محمد أفندي الأرجي قد اجتهد اجتهاداً كثيراً . وراض نفسه وفيراً . وكذا نحن قد تحمّلنا التعب في حقه . ولكن لم يفتح له القلب ولم يرزق له ذلك ٠‏ ولا أعلم سر الله تعالى ٠‏ ولكن لا شك في كونه ولي . وولداً من أولاد الأولياء راضياً مرضياً . وليكونن له فتح قبل سكراته أو في بيت برزخه . انتهى . فأقول كما قال الشيخ إسماعيل : علي قيارو البيان » : ما أصعب هذا الطريق وما أشكله وما أعضله ! اللهم يا مفتح الأبواب ويا مقلب القلوب والأبصار . ويا خالق الليل والنهار . ويا دليل ل ويا غياث المستغيثين . توكّلتٌ عليك يا رب العالمين . وأفوّض أمري إلى الله إِنَّ الله بصير بالعباد . وحسبنا الله ونعم الوكيل . ومات الحاج محمد أفندي الأرجي رحمه الله تعالى في ولاية جاز في قرية شتوار . ودفن قبالة مسجدهم الجامع في 171١7‏ رحمه الله تعالى وإيانا امين . 606 وللشيخ محمود أفندي الألمالي مكاتبات كثيرة ومراسلات عظيمة في الطريقة والوّغظ والنصيحة . ولا نقدر كتبتها وإحصاءها. ولكن نكتب واحداً منها منقولاً من خطه المبارك للتبدّك بها والانتفاع بها . التي أرسله من حاجي ترخان إلى خليفته الحاج بابا أفندي القاخي رحمهما الله تعالى وإيانا آمين . بسم الله خير الأسماء ٠40404٠‏ جناب أخ مخدوم عزيز الوجود . صديق الوعد وفيّ العهود . ولو عاقتنا الزمان في الغيب والشهود . على”" ما يوافق محاكمة العقول . ولو كانت في مَعْرض الذهول عن المشيئة التي طلعت من مطالع التقدير بلا تغيير ولا تعبير . والله على كل شيء قديرٌ . سبحانه ! لا يجري في ملكه شيء إلا بمشيئة الله تعالى . وبيده أزمة الأمور وإليه المصير . مطلب مهم حاجي بابام يَادِكَارِي حاجي بابام ! أيقظنا الله تعالى عن تسويلات أنفسنا التي غَرّتنا بطول الأمل وتسويف العمل . وعن فناء الدنيا . وعن حُوّمة حبها وحب رياستها إلى ما هو الحطام . ولقد شاهدنا أنَّ مِنْ محبّيها جرت القوافل ومضت . فإنها تركوها بالحرمان ولم يبق منهم سوى التحشّر والخسران «إ أَممَرلَ أ لَحْمَنَ لََرِيثٍ كنبا متها مان فر مِنْهُ جلو لذن خسو متهم ثم تين لود هم وملوبهم لق ذم اسه دَلِكَ هُدَى أله تجدى يد من يَسَآ 4 الآية 0 وَلَقَدْ كيساف الور بت دازو أ اليس يمتها عِبسَادِىَ ألصديخُورست 97 إِنَ ف هَددًا بلا عور حيييت (405 اللهم ارزقنا الملاقاة بأحسنها . ثم لما أحاطنا الفراق . وحال بيننا الافتراق ٠.‏ واحترقنا بنار الاشتياق . واكتفينا من المشاهدة بالمذاكرة . ومن المكالمة بالمكاتبة (1) حال من فاعل عاقتنا . (منه) . 67م من الأقارب والمحارم والإخوان والأوطان. ولم أخل من الأمراض الجسماني والأعراضٍ الروحاني يومين متتابعين إلا وجدْتٌ نفسي في السراء والضراء مريضاً بلا سقم ٠‏ وفي تعب بلا ألم . ونسمع البكاء من دي ل 1ك لزاني واه يلد ودر وله عل هل لله اها خاو حتى فقدت رسوم البشرية . كيف الخلة والأخوة وما يلازمهما مع هذا إن لم يحرّك ولا يحرك الإخوان والخلان . لعل هذا من اقتضاء آخر الزمان . ولصاحب القلق يكفي الشكاية بمقدارها والسلام . ثم اعلم أيها الأخ الأعز الألذّ . وصل مكتوبكم الشريف من مكاتب أهل بيتي في أحسن الأوقات كأنه قام مقام الملاقاة . وانتشر منه أنواع المكارم وأصناف مراسم المحبة في رعاية المواخاة . وكان فيه مكتوب الإخبار والإعلام من المصائب التي بيننا وبينكم سواء ألما .بل اللغزيت أشد حزناً وغمّاً ٠‏ كانتقال الإخوان من دار الدنيا إلى دار القضاء . اللهم اغفرهم وارحمهم وعامل معهم بسعة رحمتك يا واسع الرحمة . واجمع بيننا وبينهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر . وارحمنا وارحمهم وارحم جميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من الذين سبقونا بالإيمان ومعنا في الإسلام . واللاحقون من الإخوان في الإيمان . وخاصة د ال ل ٠‏ اللهم اجعلنا واجعلهم من الذين «9إدآ أصَم هم م د أن وليه بن 4 بحرمة سورة الفاتحة آمين . اعلم أيها الأخ الأعز. فإن الصحبة والإرادة والإنابة والمحيّة الرحمانية لا تنعقد بين العباد إلا بثلاثة مراتب : أدناها أن تعد المريد أو المحب أو الصديق شيخه وحبيبه وصديقه في مرتبة عبده . وحق العبد على المولى معلوم . وأوسطها أن تعدّّه أخا لنفسه . وحق الأخ أيضاً معلوم . وأعلاها أن تعد مولاه ونفسه عبداً له . وحق المولى على العبد أيضاً معلوم ٠‏ والثالث والثاني معدوم كعنقاء . والأول في هذا الزمان يكاد أن يكون معدوماً ولو وٌجد يوجد لآحاد الألوف . غ060 ل ا وا ا وغواما + أميرا وبانوزا معاد الله الرحمن 0 حاص بر خا احمى شن له رجمها انابكيائى باسمتار كليل 0 ارزقنا بركته وبركات أمثاله وأفض علينا وعلى جميع إخواننا من فيوضاته واحفظنا بحرمة جميع الأنبياء والأولياء من مكر الأعداء وشر الأضداد والأنداد . ورد عليهم بحرمتهم كيد نحورهم آمين . يا حيّ يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام رباة قرانات تي الحاخ مجعو اتذي لا يطيقه مترة الأوراق ونحور الأشواق . وفضائله جميلة . ومناقبه كثيرة جليلة . ولقد خلف بعد ذهابه إلى حاجي طرخان هناك مقامه على سجادة الإرشاد . مطلق العالم العالي . حائز رتب المجد والمعالي . الشيخ محمد ذاكر أفندي الجسطاوي وعبد الوهاب أفندي . وقد انتهى إليه رياسة ديار قزان وما حواليها في الأمور الديئيّة والدنياويّة . وفضائله جمّة شهيرة كاشتهار الشمس 8 الضحى . وفي ديارهم متواترة عذياة +ولعا لم تقلع تفاصيلها لم تنه في الكتاب ولم نحرّرها في الخطاب . غير أنه سمعنا من أفواه الثقات وتكلمات الرواة أن الشيخ محمد ذاكر أفندي وصل إلى مطلوبه وارتقى إلى وصوله لربه في عشرة”" . أيام . وأذن في اليوم العاشر . فسبحان الله الفعال لما يريد . والفتاح لما يقود . فانظروا يا إخواني إلى كمال المرشد )١(‏ وهذا الفقير خادمكم عثمان الزاخوري قد كان سمعه كما كتب المؤلف رحمه الله تعالى ولكنه خلاف ما هو المكتوب في مكتوبات الغوث محمود أفندي إلى هذا العارف محمد ذاكر أفندي قدس الله أسرارهما حيث قال : فاعلم أنك جديد العهد وصلتم ما وصلتم في مدة سنة أو أقل أنتهى ملعخضاً ٠‏ فمن المعلوم أن ليس الخبر كالعيان ٠‏ هذا والله أعلم . أجيب بأن وصوله في مدة عشرة أيام باعتبار الإذن له ٠‏ وما قاله في « المكتوبات » باعتبار مقامه العالي الذي يصل له من بعد والله أعلم (مؤلف رحمه الله تعالى) . 0606 الكامل . وتدبّروا إلى شدَّة تصرّف الغوث الواصل والقطب الفاضل . وإلى كمالة استعداد المريد الأمجد . والعالم الأوحد . اللهم اجعلنا منهم ومن أمثالهم . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . مرض الشيخ محمود أفندي قدس سره في يوم الأحد ومات في يوم الأحد قبيل المغرب . وكان في لسانه في مرضه وسكراته اسم الذات مادًا له . ودّفن عند الشيخ الكبير شيخ زمان البخاري . وأخبرنا العالم العامل الحاج عبد الله أفندي الزاخوري . وفي مكتوبه أيضاً : إِنَّ مدفن الشيخ محمود أفندي بعيد عن بلده حاج طرخان بقدر ساعتين . ومن كثرة الناس وازدحامهم لم أقدر لدخولي تحت تابوت الشيخ . وكان حضر للدفن من خيار البلد ما لا يحصى . وكان حضر هناك خمسةٌ وثلاثون فَيْنُوناً لركوب الأكابر في ذهابهم ورجوعهم . جعل الله تعالى ذنبهم مغفوراً وسعيهم مشكوراً . ومات في يوم الأحد الخامس من محرم الحرام سنة ١١94‏ ألف ومائتين وأربعة وتسعين رحمه الله تعالى ونور قبره ووسّع ضريحه . ولقد كتب الشيخ العالم . الذي هو معدود من رجال الغيب الحاج عبد الله أفندي الؤاخوري مرثية كريمة . وكراسة عظيمة . حين كان في حاج ترخان عند وفاة الشيخ وسماها قصيدة الورود في مدح الشيخ محمود من بحر الخفيف . 001 صاح"" دعني أدعٌ امرءا بصباح" لاح بالأرض ضَووه كصباح أصفب"” القّطب بالدواعي رُويْدا!“ اي ع وََ « 1 به : عن مزاح ذال" بأرض دل الورى" وثمار» لهممنهقدجَنوالفلاح أسمه محمود وكوك فحوى"" لمديح أنيئنه بصَداح"" 8 فأمور"' قدأحكمت بسُّهُودٍ لأولى الرأي لم تقل" بمّراس"" جح . (أي :يا صاحبي . حذف الآخر للترخيم)‎ )١( (0) قنديل. 2 فإذا دّعى له بالكوكب المضيء عاد المرء قطباً فكأنّ القطبية ثبتت له بالدعوة فقيل له أصف القطب (منه) . (4) أمهلني. (9) وصف : أي وصفاً كاملاً كائناً فيه لم يكن فيه شائبة من مطايبة اللسان بالتمويه بالأقوال المزخرفة التي ليست موجودة فيه (منه) . (5) أي : مدحه بالأوصاف المثبتة بالدلائل في المدح كالتحصيل للحاصل . لأن حقية اتصافه بها يشهد عليها الناس وما وصل إليهم منه من المنافع (منه) . 00 فيها. (8) مفعوله معه (منه) . إلى أي : يدل اسمه مطابقا لمسماه ه على حقية معنى هذا المديح أي كل ما فيه من الأوصاف (منه) . الف أي : معنى المديح هو هذا النظم . . رفع صوت بالغناء‎ )1١( (19) أي : أي أمر كان إذا استخكم بالبينة لا ينكره أحدٌ وإن أنكر يردٌ . (1) أي : لم نحكم بأنها مراح أهل الرأي . (14) موضع الذهاب (منه) . /لاةة ا لق م قا م 0 ١‏ 4 4 اهل علم ورب لت وطث وججد حق ونجد سعد صلاح 0 جذبُ”" ذكرٍ وشّكربةإليه ذاك" فضلالإلهديؤتيه داح" صَنْعه الأمرُ© النهي طول الدهور» و 600 حام هجيناً وماح'" كم درى من بضائع العلم والرأ ي أطالوا أكف سّؤل النجاح 5 0 آبائه> نجوم وف غ"" في السماء ليلا صا لو رمى'""' سهم الرمق"" تلقا قلب"" ع إنقاذ 0 ف في + :1 3 000 زفة زفرة 20 )2 000 إف4 هو. صاحب . للأمراض الظاهرة والباطنة . أى ي : ذي صلاح وكذا كل المصادر ذ في آخر الضروب أتى به للمبالغة (منه) . أي :هن أهل.. كلها . أي : حال كون الله تعالى باسطه لمن يشاء وهو اقتباس من قوله تعالى 9# دَلِكَ يء م م2 و عَطْلُ أله يِه م يكَآه ‏ . الك إلى )000 )1١(‏ يي (09) أك 09 00) 016) 10 وتعريف الخبر تفيد التخصيص أي لا غير . أي : كقولهم عدة أيام في إضافة الصفة إلى موصوفها (منه) . جملة حالية بتقدير المبتداء من وهو حام هجانا . (منه) . يعني المراد أي حال كونه حاميا للحسن وماحيا للقبيح (منه) . أشرقت . من الصحو . (منه) . من آياته أنه لو رمى (منه) . النظر . قلب أحد في مجلس التربية والتزكية (منه) . 00 5 د00 إل ع ء موقد عاد ويروح"'”ا| ى مراح انشراح!) إن وذو “بدو سبي نائبيه* 2 والذين اقتفوا بهم في ارتياح هؤلاء* الأولى أتوا بطباع فيه باتت'" مّدى جناخ"" النجاح ذو انساع""' من حيث لم ب يحتسب رز ف حلي من كدٌّ وتعب اجتراح!” 01 قد تواردت نجد مجد*" وأخيطت بها سجال السماح"" )١(‏ اليصير. 0( أي : به يوقد النار تصلي الأحشاء وتطلع على الأفئدة تكاد تذهب مهج الأكباد (منه) . (9) يصير. (4) أي : موضع راحة الانبساط (منه) . (4) ومنها هؤلاء المأذونون منه ومريدوهم كلهم على هدى من ربهم في الظاهر (منه) . (5) ضوء. 690 حال كوحده وجهده (منه) . (80) نشاط. إلى أي : هم على أكثر أخلاقه مثل اليجود والعلم ويدل كون أكثرهم حجاجاً على كونه حاجاً فى الباطن وفى الظاهر لو خلى سبيله من الله تعالى (منه) . (١21_صارت‏ الطباع فيه سبب النجح (منه) . . خير بعد خير‎ )١١( (17) مقيس من قوله تعالى :ومن من يق أَلَّهيجْمَل لَه ربا ويررَْد ين حت لا حيس ومن يتوَكلٌ عل لله الآية (منة) . اتساع : أي له سعة في الرزق بلا تعب ومحنة حصلت بالهدايا وغيرها من كل فج عميق (منه) . (19) اجتراح اكتساب (منه) . (15) ومنها هذا (منه) . (16) مجد أي رفعة عظمة (منه) . (17) وهولا يدّخر يل يصرف ماله إلى الخلق بتوقيرهم وإقرائهم والمواساة إليهم (منه) . 0604 وكفاه استفادة الفضل سبي" بنواحي وتعضر كُفْرِ سفاح"" وكذارمية القضاء" من المو طن حتى أتى المنى بطراح"" وتمنى” إيابه قدأجيبا حين حان الوفاء مَرِْئْ" صلاح ودعاه” هُدى المجوسي” طوعاً قائلاًنيَّأالعليمٌ بناح" )130 وكا نم تتكداعة ناك 1 وفتيئً في بُرَيْهة ذاجناح )١(‏ يعنى يعني إكماله رتبة الولاية أسيراً في سبي الكفار في الزمان الذي عاد الإسلام غرياً وإن الأنصار ولت الأدبار إليه وتولى . وأقبلوا إلى الكفر يوالون بأهاليه . ودنوا إليهم بالخدمة وغيرها يوم يبون يحسنَصُنعا # بل لا يفقهون كون كلها يصليهم نارا ٠‏ كيف ؟ لأنه انهماك في المهالك . حتى مَنْ وأليهم بزعمهم هو العاقل ٠‏ ومَنْ بعد سفيه جاهل . يحترمون لمن وافى راغبته بألفتهم والتفاتهم والتشبه بهم في أفعالهم وأقوالهم . وهذه الآية كبرت لما ذكر ولكونها يفهم ازدياد رفعته ومتانته لو راح إلى الحجاز بتخلية سبيله ولبث ثمة بضع سنين لكونه منبع الإسلام (منه رحمه الله تعالى من خطه) . 0) فجور. (») أي: جرى قلم قضاء الله تعالى تبعيده من الوطن والأحباب والأقارب إلى الأقطار الغريبة ثانباً بعد التخلص من شبكة الكفر وإطالة مكثه فيها حتى مات وهو يتمنى ويسأل الرجوع إلى المنزل لكون حب الوطن من الإيمان . (14) مكان بعيد. (5) وأجيب التمني ولم يمهل وذلك خير وصلاح له عند الله تعالى لأن إنعام الولي في الآخرة . (5) مرئ : بالنسبة إلى الله تعالى (منه) . (90) (ومنها هذا) .(منه) . (8) المجوسي : (أسلم هذا على يده وهو يقول إذا سئل : من أنباك هذا ؟ أي هذا الشيخ قال : نبأني العليم الخبير) (منه) . (9) بناح : (من توجه إلى الهدى) . . أي : يخبر عما في الصدور وغيرها‎ )٠١( )1١(‏ وفتى : أي تربية المريد وإكماله في أربعين يوم . بل أقل منه ! كذاكر حضر الجسطاوي قدس سره) (منة) . 63 أساءه مس سوءً والذي كب | ى" و * تو © دَّسَّ" عن عَرُوه الإساءة رُغماً رُبّ عاص وهي” دارٌ مُرضّع فُرشٌ مر ) “موقرة" ألوف9" جَنّونَ؛» أينما حل ذل ذا باطراح'" ضاق ذرعاً به بكل مراح" بأمور لاحت به كالقباح" فوعة حبّها" رؤوس طلاح'"" كلّبروفاجرمنقباح . عاص : فكل من أذاه وهو قليل منكراً له ضل وأضل كثيراً عن سواء السبيل‎ )١( وباء بغضب . ضربت عليهم الذلة والمسكنة وساء سبيلا . كسيف الدين‎ وسيد جعفر الحاجي ترخاني (منه) . (؟) تبعيد الولي (منه) . (*) ألا يعلم ولا يرى أن كل من ضلّ فإنما يضل على نفسه (منه) . (4) تولى : مقتبس أيضا (منه) . )2( مراح : في كل موضع ذهب إليه (منه) . )5 أضع واكتف . أي : يا صاح إياك والقذف وسوء الظن إليه بسراية طيفك إلى بعض أمور لاح عليه كالفاسد لما سيجيء ء من الأدلة ٠‏ وهي قصور مرصعة وفرشس مرفوعة وأرائك مكللة وغيرها من التفات الناس بالإلفة بلا امتياز ب بين الصالح والطالح . واحترامهم بالضيافة وغيرها ٠‏ كل أولئك كان عنه مسؤولا (منه) . 037 جمع قبيح ١‏ (8) إحداها هذه. (9) حبها : فيه إشارة إلى قول « حب الدنيا رأس كل خطيئة » (منه) . 000 01) 000 0 05) طلاح : ضد صلاح . وثانتها . معظماً محترماً . (منه) . من الألفة مبالغة (منه) . نائلا كثيراً (منه) . بلك وبأسر'" وطرد عَضْر وتمْشر2 كان" كل مسطراً بالجناح”" قائلاً لوغدا“ وليَاً مجابً لينالالمأمول" أهلّ المُراح لله نوا اقفن" السرم جوز ٠‏ .كن بطال الأجار ب اندرمد” إنه'" بات منعمامن مليك ‏ فاستحق إشاعة حمد امتداح''" والتفات الورى إلى زينة الدند ‏ يا" وفخر تكاثر وانفساح'”" فا( 0 وأل 5 واد اظ هَارت09 راهب073 بجد اجتناح””" 03 )١(‏ وهذا بمتزلة الدليل أي إياك والسوء بأسر لأنه أمر مقدر في علم الله تعالى في أم الكتاب :ل لامعل عم عل وهم كوت © (منه) . (؟) كان اقتباس من «ِإكانَ ذَلِكَ فالكتي مسَطُوط © (منه) . (9) أي الكتاب مجازا (منه) . (85) صار. (4) مجاب الدعوة . (5) أي : ليرزقه الرجوع إلى وطنه (منه) . 607 علة للإبائة . (4) أي : إن لم تأب بقولي بل أقبلت بالسوء تدبّر على السرعة بالبراهين القوية (منه) . (9) دليل. . وذلك الدليل هذا أنه أي أوله‎ )20٠١( . والأول عام والثاني خاص فحينئذ جاز الإضافة (منه)‎ )1١( اقتباس من قوله تعالى 38 أَعَلَمُوَا أَََاكلْيَوةُ‎ )1( . وَتَكَانُ ف الأمولٍ الأول 4 (منه)‎ . انفساح : أي ميلهم فيها لا في إقامة الدين‎ )١16( . أي : إذا كان الأمر كذلك جعلت لحث (منه)‎ )١4( . من الضلالة‎ )١6( (13) خائف من الله تعالى . 000 ميل . عر ا0 هو ع سخ سرس لام له سس ألدنيا ليب وهو وزية وتفاخر بسكم فك جعلت كلهاذريعة" فوز مدير" مقبل" جناح نجاح وكذ!» أعدّها مفاسد شرعاً بالذي غدّهابزعم ضصَلاح” وغدامشغولا بهاعنإله" بثس بأسا” مرعاه بالإضرا © بيد ذا محمودٌ" كفيلٌ كفاكل"" مرشداً مغن" مبتغي الإيضاح م كيف"" لا تفويت التفاوت بين ال دَّر والدّر"" دأب أهل الصلاح مع مافيها؛" محملاً9" يذكر الله*" الورى في فرش على أبراح . وسيلة‎ )1١( (؟) فاعل فوزه أي من زينة الدنيا (منه) . (9) أي : إقامة الدين . (4) أي : كالجعل المذكور للحث في كون كلّ دليلاً (منه) . (0) أي : أنها خير له . (منه) . (1) غافلاً عن الله تعالى . 60 عذاباً (منه) . (6) بإبعاده من رحمة الله تعالى بالغفلة (منه) . (9) عطف بيان لا خبر (منه) . . إشباع‎ )٠١( . خبر بعد خبر‎ )١١1( (10) أي : كيف لا يغني مع أن تفويق (منه) . (1) قطر المطر . )١5(‏ في الأمور المذكورة أي : بينه وبين الذهول بون بعيد بمراحل . وأنى يأتيه الغفلة وهو من أكابر الطريقة النقشبندية الذين لا يلتفتون بميل القلب والألفة إلى التفاوت بين الذهب والخزف وإن كانوا يتقلبون على فرش بطائنها من إستبرق . لأنهم متصفون بكمال الإخلاص واتباع السنة وترك البدع والإعراض القلبي عن متاع الدنيا والميل إلى نعيم الآخرة . بل يستوي عندهم الذهب والخزف . (منه) . (16) هو قول يذكر الله . )١17(‏ اقتباس من حديث رواه أبو سعيد الخدري ذه ٠‏ ليذكرن الله عز وجل أقوام في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم على الدرجات العلى ؛ (منه رحمه الله تعالى) . ردك وتحايا"العدى لدفع شرار ووليٌ"أماليهابرواح" تزل'» واردٌ على قيد مصطادا» خلى موقرةا" لقباح القشاح؛'” لو أتاهاقصداً وبالذات حمداً» لالتوى”"" آثار الهدى والفلا"'" ومتى لمت ماضن 01 جاز جزئيّها"" هِدّى للصلاح“" . إشارة إلى قول « سلك العين » إني أحيّي عدوي عند رؤيته .إلخ‎ )١( (9) أي : رئيس الطريقة النقشبندية قدس الله سره . قيل هذا الحديث دليل على صحّة ما عليه النقشبندية قدس الله سرهم من الميل إلى نفائس النعم (منه) . 69 وجدان المرور . (منه) . دق وهذا نظيرٌ لكون التفات الطالحين واحترامهم بالضيافة والمصافحة ليست من صميم الفؤاد . كما أن الأطعمة التي أتى بها الصياد على قيد وضع لاصطياد السباع ليست لإكرامها واحترامها ولتتغذى وتتناولها بل لتهجم وتقبل إلى القيد وتدخل إلى يده (منه) . (0) صياد . (هامش الأصل) . (7) حال كوحده أي : مضيفاً للمباع (منه) . 0) القشاح : ذئب . (4) من محبة القلب (منه) . 09 :وجمدها حمدا. (منه)! . لأعرض . (منه)‎ )0٠١( )١1١(‏ أي : لو كان اختيار تلك الأمور لنفسه بميل القلب إلينا خلت عن كونها ذريعة ووسيلة إلى منفعة لهم وله في العقبى لما بقي فيه من آثار الولاية شيء . لأنها في معرض الزوال ممن أدبر عنها بإقباله إلى متاع الدنيا واغتراره بها لأنهما ضدان لا يجتمعان (منه) . (19) وهذا أيضاً مفعول مطلق لمحذوف منها . (15) إشارة إلى قولهم : مفسدة جزئية لمصلحة كلية جائزة (منه) . (14) ولو سُلّم كونها مفاسد مطلقاً فلا يرد عليه أيفاً ٠‏ لأنّ الارتكاب إلى مفسدة جزئية لمصلحة كليّة جائز شرعاً . ٠‏ كما لا يخفى إذا كان الآتي بها أهلا للمصالح والخيور . ومن المعلوم أن الشيخ أهل لذلك (منه) . كه مع'" ما فيها موجباً نزْلَ الي م" وذاناوياً بهالكفاح” أصبح النافي”" مُفْحَما ذا خسار حيث هاوى”" جا أتى للإكا "© 0 ضُرٌأنىبهعاد" نفعاً إذيّقرّي دليلَ دعوى الصاح" نم نات “إضاً النواحي ما خلى"" البو عن عنان الصّراح فمتى”" حلي السبيل إلى م" لميَرِدْ دار فيه فئِضٌ فلاح (1) إن في ذلك نفع أخروي ظاهراً من التصدق وهو ناو إليها لمحبة ٠‏ والميل القلبي . (مله) . (؟) إجلالاً له يوم القيامة (منه) . () لكفاح : لأشياء كثيرة ومصالح . (منه) . اق أي : من ينكر ولايته . (منه) . (6) سقط ؛ لأنه حفر حفرة لقصد إهلاك الغير ولكن الله أسقطه إليها (منه) . (5) إهلاك الغير .(منه) . (0) عاد: صار. (8) أي : كأنَ دلائله عليه لا له فوقع فيما فرَّ فيه ؛ لأنه غلب وعيب لأن العيب للعائب عيب (منه) . (9) لأنَّ بعلة . . أي القطب الحقيقي‎ 20١ . مادام خلوّه عن سحاب دافع الصحو . (منه)‎ )1١( (11) ولو رزقه الله رؤية الأمكنة الممكنة لم يرها من الحجاز والروم وغيرها لاشتهر أنوار تجلياته فيها (منه) . (*1) إلى مكان لم يرزقه . (منه) . 0616 وكذ!" ذا يدعوازدياد جلال إذأذّىناب" صالحا" من صلا" كم سلوف" مسّتهم البأسٌ والضر راء ما" فيها الذّل غير ارتياح والهوى راح كاره" وول فعسي 60 أن بحت ماحي”" الصّلاح إذغوى بالغناء يَصْليِ”" المناهي وهي سجر لهم خلى عن صهاج ”7 وكذاموته ريا : بم وم 9 مسدة!4" ة في المراح 00١‏ إن مولاه لم يشأأنيّنيبا ترح وعكل مان بعد طراح "2 000 (علة أيضاً) ؛ فكما كان الرمي والطرد يدل كل إلى قطبيّته كذلك يدل على رفعة أخروية ؛ لأنَّ كي ما أصاب المؤمن من محن الدنيا رفعة له فلذلك ابتلي الأنبياء والصلحاء الأقدمون كل بكل . (منه) . (9) أصاب . (منه) . () إشارة إلى قول الإمام : كل أمر ناب النبيين فالشدة فيه محمودة . (منه) . (4) مصلحة. (6) سلفا. 00 نفي. 60 ولكن النفس لا تريد الشدَّة (منه) . مقتبس من قوله تعالى وس أن كََْهوأسَبِعَاوَْوج'لَحطُع وصسهخ أن ماعنا مَموَسَرٌلَكُمَ 4 . (9) مزيل. . يدخل‎ )٠١( . شعاع القنديل‎ )1١( (؟١1١)‏ أي : بعد تخلية السبيل (منه) . (1) بدل المسرة بملاقاة الإخوان لو ذهب إلى الوطن (منه) . . الدنيا‎ )١5( (16) أي : الوطن . (17) أي : لم يشأ الله تعالى استبدال فضيلة الغربة في الآخرة بمسرّة الدنيا بالرجوع إلى وطنه والمواصلة بالأحباب والأقارب (منة) . 011 فبكل" يزول ريب مريب مك أتى 1 ما 00 بعناد صاح إياك والذهول طروباً جرع" بانكساف قطب مضيء وهواه إن لم يِعَقْ"" من جماح كزوال الظلام" بالإصباح كفم ماحي" طعم!" ما" بالبطاح ياأسفي على انطفا المصبا”” حَلَّ يا حَبْرَا'" جيء وعظه بماح'" كاديصلي”" من اصطفى "في جنا" . أي : كل ما ذكر من الدلائل الثابتة (منه)‎ )١( (0) ظلام الليل . (*» أنكر وأقبل بالعناد بعد إقامة الشواهد مثله كمثل فم مريض ينكر طعم الماء فعاد العيب للعائب (منه) . (4) من التلاوة . (0) منكر. (0) منكر ؛ إشارة إلى قول الإمام : قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم (منه) . 620 ما: لغة فى الماء بالقصر (منه) . (8) أي : أبعد من الميل والتمسك إلى الدنيا الفانية ؛ لأن مصباحاً قد طفئ فلا فائدة في المصباح ليس فيه ضوء على أن موته موتك ؛ لأن موت العالم موت العالم فكما مات هو تموت أنت (منه) . 1 (9) سلام في وقوعه مبتدأ منكرا (منه) . . تمام الأسبوع‎ )٠١( دلق الجذع . (16) يُمنع . (1) يدخل . )١4(‏ اخختار (16) ذنب. /ا6 لميَقفاعن إضائة'" غير أسبو ‏ ع سرى خلفه وراء الوّحاح'" خامسا" من محرّم غرصّدا» الحو ل قبيل الغروب وقت القماح' مورد "' الحمد لم يزل'”" يذكر الله كمااعتيدقيله بانشراح'” فإذاً دلج" النهار © كليل وعيون"" سالت”" سيول" البطاس؟» فانتقال له خلاص"'" من السج--20 ن“"" وجور العدى رؤوس القباح 000 قف إفرف حك )6( قف أي : التربية . جات بدل من خلفه أي : يوماً خامساً . حذف الموصوف (منه) . أي في سنة ألف ومائتين وأربع وتسعين . (منه) . أي في الشتاء . حالة وفاته في سكراته ملازماً على اسم الذات بجر النفس إلى الدماغ . وفي الآخر جر ولم يعد فقبض بذلك (منه) . 0370 الك إلى 0 )001 00 0 040 )006 050 لسانه . بانشراح : على عادته في حياته أي النشاط والانبساط (منه) . أظلم . جملة حالية . فيها . أي : دموعها كسيول . أودية . وفوز بحلول المؤجّل من أجور الأعمال . من الدنيا؛ لأنه سجن للمؤمن ومن شبكة أولي القهر والجور ومن مقاساة الشدائد والمحن والفتن (منه) . 014 ولنا كآبد" . 0 رجو" ياجتناب الهوى غوى! بجماح'" فلهالحمد" إِدْ أرانيه بالنص ١‏ ح" وسمع الندى وتقبيل راح”" قدّس اله سرّهوئرا" وأنار الضريح بالمصباس”"" فاقه""الله في" هداة معاد" وحواهشفاعة"“" الارتياح رب هَبْ لي شفاعة الشافع الها دي وهذاالوليّ داع الصلا-"" دفن الشيخ عند شيخ شهير” حاج ترخانٌ اسمٌ مثوى"" السّماه") دلق زفق إفرف حك اليك نف 070 لنت إلى )00 ليلق 00 09 040 )006 كدف فنف 0047 انكسار حال . بلا اقتراف ربح ولا اجتناء ثمر ولا اجتناب إثم وتخيب الآمال . (منه) . رجو : رجاء إلى الخلاص من الإثم بالتوبة على يده . (منه) . حال . بسبب جماح . أي : الله تعالى . بسماع كلامه إليّ وتقبيل يده . (منه) . ترابه أي : النبي #2 . بنور من ريه . أي : أعلاه الله تعالى . (منه) . كائناً . أي الذين ابيضَّتٌ وجوههم يوم القيامة . (منه) . التى فاز بها من رزقه الله تعالى إليه فوزا عظيما (منه) . أي الخير . يدعى بشيخ زمان البخاري . 8. مثواه . أي : ذي السماح . أي : الشيخ . (منه) . 01 ورد الواردث" المراد فعادا" لم يِمّرْ من زوال ظلّ الجناح" ألوم © الو اوري بالكتب هن" . بدلا" باععاً إلى الاتشترب” سؤله” أن يدعوهما”" الناظرٌ النا صرٌبالاهتداء والإسجا”" 000 وبتوبيخلايردهخحسشّودا حسن عشر والأذى بسججناح )00( أي هذا الشيخ السفيه الأسبق على التحقيق الآتي من كل فج عميق . (منه) . (؟) فعاد كما ورد خاليا عارياً من النفع (منه) . إفية أي : الشيخ . 420 أي : وقع في قلبه حين راح تارة إلى مرقده للزيارة ورجع وعظم إلى نظم نحو عشرين بيتاً فبعد الشروع طال القصيدة من غير نية مني إلى الإطالة . (منة) . (6) هذا ؛ أي النظم . ىم بدلا : ليكون تسلياً وتسكيناً للقلب ء» ٠‏ وهو راج إلى وصول نفع منه به ومن الذين خلفوا ومالوا إليه وانتفعوا منه من الخلفاء والمريدين وغيرهم من الذين يحسنون الحاسدين المعاندين (منه رحمه الله تعالى من خطه) . م( أي امادرن ونووى من اجالع ينالو ماكر رن مي ليد ٠لا‏ بالغفلة في أثناء وخلال الكلام . ٠‏ لأنه هو السبب الحامل الباعث إلى الشروع لكتبته لا بد من الإجابة للسؤال ؛ لأن الترك يؤدي إلى إثم . لأن معنى الترك أنه - أي : السائل - أحمق سفيه , فالذي يتكلّم مع الأحمق يكون أحمق الناس . فاللازم أن يترك الجواب , وترك جواب الجاهلين جواب . وجواب الأحمق السكوت فيكون ظاناً بالحماقة . وإن بعض الظن إثم . ٠‏ وهذا القول وارد في كلام الله تعالى . (منه رحمه الله من خطه) . زفق الكاتب والممدوح . 0 4 والإسجاح : حسن العفو والرحمة والمغفرة (منه) . )1١(‏ حسن : فيه إشارة إلى قوله تعالى لإ من جك يَلْسَحَةٍ لَه عَدْرٌ أمَاَِا 6 أي : إن دعاهما بالخير والرحمة والمغفرة فيكون على خير من ربه وإن أتى بالهجو ليل دج بم د 200 م ع و عقا رار ساح اه والاستهزاء فوباله عليه 3 مَن شفع شفلعة حسكة يكن لَكُ تصيب مه ون 5 4 الآية ولكلٌ امرئ ما اكتسب وكلّ بما كسب رهين فل لَاتُكَلك اَهُ دسالا وُسَمَهن لها مَأَكُسَبَتٌ وَعَلهَامَاكُتسبَتْ # (منه من خطه رحمه الله تعالى) . 07 تم بحمده وإفضاله فسبحان من لا انقضاء لملكه وهو السميع العليم وهو حسبي ونعم الوكيل . انتهى من خطه رحمه الله تعالى وإيانا . شمس سماء الطريقة العٌُجدوانية النقشبندية . بدر الحقيقة المجددية الخالدية المحمودية . شيخنا وقدوتنا وشيخ المشائخ المتأخرة . مجدد المائة الرابعة المتضررة الشيخ الحاج أحمد أفندي ابن مصطفى التلالي ولد د في بلدة تلا القريبة إلى بلدة جََارْ متصلاً به وبقلعته في سنة ٠ ١70١‏ نشأ في حجر أبيه ثم مات فبقي يتيماً ضعيفاً . ونحيلاً نحيفاً . فقيراً مسكيناً . لم يكن له في ملكه واختياره شيء ما من حطام الدنيا كزمّاد الأنبياء والأولياء . ثم في شباب زمانه خدم العلوم النقلية والعقلية . واكتسب منها ما يكفيه لدينه الفرضى والكفائى . وكان تلميذا في كثير من الأوقات في قرية إيلي سو عند العالم إسماعيل أفندي . ولكن محيّته الكثيرة . ومودته الوفيرة . كانت للعلم الباطن وفقا لما كتب له في العلم الأزليٌ . وكان طلبه واستمداده في طلب المرشد الكامل ليوصله إلى مطلوبه الفاضل ٠‏ فسمع الشيخ اجرج أحمد أفندي الألماليّ رحمه الله تعالى واشتاق سرّاً إلى لقائه . فعلم أستاذه المذكور . واطلع على حاله المستور. وقال: يا ملا أحمد! يا بُنيّ! إني أرى أنه لا نفع لك عندي . ونفعك عند الشيخ محمود أفندي الألماليَّ وهو الآن في قريته . فاذهب إليه واطلب منه الإرشاد. وكونك من أهل الاستمداد . فقال : فذهبت . ولكن لم يكن في نيّني الشيخ محمود أفندي ! إلا الحاج أحمد أفندي . فوصلت إلى قرية قَاخْ لأذهب منها قرية ألمالي . فحضر قبالتي رجل غير معلوم فقال : إلى أين تروح ؟ فقلت : أروح لدى الشيخ الحاج أحمد أفندي الألمالي . فقال : إنَ الشيخ الأكمل محمود أفندي الألمالي الآن هنا في قريته قَاحُ . فاذهب لديه . فقلت : نعم . ولكن لم أذهب وأسرعت إلى قرية المَالُو . فلمًا وصَلْتٌ وسط قرية قَاخْ قطعَ طريقي ذلك الرجل وقال : ألم أقل لك بذهابك لدى محمود أفندي ؟ فقلت : أذهب الاه ثم تولى عني . وأسرعت في انحطاطي إلى قرية المالي . ووصلتٌ إلى أسفل القرية . فقطع طريقي ثانيا فقال : يا هذا ! ألم أقل لك بذهابك لدى شيخ محمود أفندي ؟ فقلت له حيئئذ : لا أعلم مكانه . فقال : تعال معي . ورجع . وذهبت خلفه حتى وصل إلى باب حاج بابا أفندي القاخي وقال : أدخل وأنا أرجع من هنا إلى تلك الغرفة والخانة والشيخ محمود أفندي في داخلها . فدّخلتٌ إلى المحلّة . ونظرت لخروجه فخرج بعد مدَّة فإذا هو رجل طويل القامة . صغير الهامة . عظيم الهيبة . جسيم الأهبة . يشبع الجامع من نظره . ويكمل السالك من لحظه . فقال لي قبالته . وسألني عن حالي واسمي وقريتي . ثم قال : يا ملا أحمد . هل لك أستادٌ في الطريقة ؟ فقلت : لا . فقال: يا بنيّ! لِم تقول ليس لي أستاذ ؟ ألا تعلم مَنْ يوقظك في نومك برجله في أواسط الليل بقوله ؟ وكان قبل ذلك في كثير من الليالي رجل يضرب رجله إلى جنبي . ولكن كنت لا أعلمه ! وقال : وأنا ذلك الرجل . وإني منتظرٌ إليك إلى الآن قبل هذا بسبع سنين . فال رحمه الله تعالى : لما خرج من فمه هذا الكلام . وقعت مغشيّا عليّ ٠‏ وأحاطني فيوض المحبة وأغرقني . ثم قال : يا بنيّ ملا أخمد من الذي حملك إلى هنا ؟ فقلت : لا أعلم . فتبسّم . فظننت أنه خضر عليه السلام . ثم إن الشيخ رحمه الله تعالى أمر ضيفه الحاج بابا أفندي بحفظي في قصره. وخدمته لي في كل ما أحتاجه حتى يتم مرامي ويحصل مرادي ٠‏ وكنت جميع مدتي في أحوال رياضتي هناك + جره الفباتعال وجعل سعيه مشكورا . وذنبه مغفوراً وعملة 'مقيؤلا ميوورا : آمين . "لام كراماته وواقعاته وخوارق العادات وكان شيخنا رحمه الله تعالى ذا هيبة عند مريديه . ومجاب عند مُناديه . ولذلك - أي بسبب استغراق هيبته - كان محبّة مريديه له قليلاً لاستهلاكها بالهيبة . ولكن كانت هيبته أكمل في تربية المريدين وأنفع لهم . وكان أيضاً حليماً وقوراً . ومن الأخلاق الذميمة كلها بعيداً صبوراً . وكان على مقام يضرب به المثل في الحلم والعمّة والنجابة والنقابة . ذا كرامات عجيبّة . وخوارق غريبة . وكنا إذا حضرنا عنده وخطر فى خطورنا شيء ما يأخذ في يده المباركة كتابه ه مفتاح القلوب » ويخبرنا بما في قلوبنا بالنظر إليه . ويقول : يا ولدي! قد صعب علينا الإخبار لكم من فمّنا لعدم وثوقكم إلا بما في الكتب , أتظنون أنه يخرج من أفواهنا زورٌ كلام ؟ كلا والله ! ولولا قلة المحبة والإخلاص في قلوب العلماء لأؤْصّلتهم إلى مقاماتهم ولو إلى أربعين يوماً إن لم يحصل في أقل من ذلك ! وكان رحمه الله تعالى من عجائب الزمان . وغرائب الأوان فى إرشاد المريد . وعلم كيفية استفادة المفيد . وكان يُربّي كل أحد بتربيته الخاصة ورحمته العامة . وكان يكلم الناس بقدر عُقولهم . ويؤانسهم بحساب فهومهم ووصولهم . ويعاشر الخلائق بالمعروف . ويداريهم ؛ ولو مع الكفار بالحسن والكفوف . وكان بابه كباب السلطان الأعظم , والخليفة الأزحم في ازدحام الناس إلى بابه . وكان دأبه في الأوقات كلها توججه المريد وإفاضة المستفيد . وبعد تمام فطامه على عادة أهل الله تعالى وإلا فلا فطام أصلاً عن شيخه محمود أفندي قام في قريته التلالية على بساط الإرشاد ومراتب الإمداد. ثم دس عنه بعض أكابر مُجُرمي قَرْيّته وفسّاق نمام محلته فأرسله حاكم ولاية الروسيّ إلى سبير إلى أقصى بلاد الترك . وقام هناك عدّة سنين وقال : لما كنت هناك رأيت في المنام كأني على شاطئ البحر وعليه سفينة متوجهة إليّ وفيها ثلائة رجال يتلألاً وجوههم نوراً . فلما قربَتٌ إِليّ نظرتٌ وعرفتٌ أنَّ أحدهم أستاذنا غوث عصره ه وقطب دهره "لام محمود أفندي الألماليّ قدس سره العالي . والآخران منهم لم أعلمهم . ثم دعاني شيخي المذكور وأركبني كأنه يقول : جئناك لتحملك . وقلت : أيها الشيخ ! كيف أركب وفي ي البين ماء ؟ فمدّ الشيخ يده اليمنى المباركة ووضعني عندهم في السفينة . ثم انطلقت معنا إلى انتهاء البحر . وسألت منه : مَنْ هؤلاء ؟ قال: يا ولدي! أحدهما خضر . والآخر إلياس على نبينا وعليهما الصلاة والسلام . فلمًا استيقظت طبت نفساً وألهمني ربي بالخلاص عن أيدي الكفار . ثم جاء البشير بذلك . وخلصت عنهم . فالحمد لله رب العالمين . انتهى وممًّا أخبرنا به ابنه العزيز محمّد أفندي عن فم أبيه شيخ الزمان الشيخ حاج أحمد أفندي أنه كان يقول : إذا رأى ليلة القدر يسأل عن لله تعالى ثلاثة : رضائه عنه . والعلم النافع . ورؤية ليلة القدر متى أراد رؤيتها . وبعد ذلك رآها خمسة عشر سنة متوالية . ومما سمع الفقير أيضاً أنّي لما كنت في حجرته عنده وعندنا رجال كثيرون قال لي : يا شعيب أفندي . هل يكون ليلة القدر في شهر رمضان إلا في العشر الأواخر ؟ فقلت له : : إني رأيت في بغض الكتب - وأنت أعلم به - أنها تكون في الليلة الخامسة عشر نادراً وقليلا ٠‏ فتبسّم رحمه الله تعالى وقال : إِنَى رأيتها فيها مّة واحدة؛ وأيقظنى فى تلك الليلة لرؤيتها شيخي محمود أفندي . فلولا إيقاظه إِيَاي لكانت فاتت عن يدي فالحمد لله رب العالمين . وممنا أخبرنا به ابنه أيضاً : إن أبانا كان يقول : كنت لا أعلم ليلة البراءة وقدرها . ففى سنة رأيت فى ليلة نورا ساطعا إلى السماء من جهة القبلة فعرفت أنها ليلة البراءة في نصف شعبان وكان نصفه . ومنه أيضاً : أن والدي رحمه الله تعالى كان يقول : لم أخدم لشيخي محمود أفندي إلا ستة أشهر . وكان ذا توفيق للوصول بعنايته مع إراءته إلىّ جميع المنازل والمقامات . والأنوار والأسرار والكرامات . وإمضائه بي عن كل العقبات والأستار . انتهى . ءلاة ومما أخبرنا أخونا الأكرم ؛ المرشد الكامل الأفخم ؛ عثمان أفندي الا و ا ال در تمك نوم ابعر وا ا أفندي يقول لي : يا ولدي ! هل استعجبت من حالك ؟ ! فاذهب بجامع كذا ففيه عبد يتنفس في سنة واحدة مرتين . فلما كان يوم الغد طلبت الجامع وذَهَبْت إليه فوجدت الرجل المذكور في زاوية منه . عليه رقيبان حاله . فأجابا أنه لا يتنفس فى السنة إلا مرّتين . فخطر ببالى أن أمثاله يكونون أعظم درجة من هؤلاء المشائخ . فنظر شيخي إليّ وقال : ما خطر ببالك ؟ قلت : كذا وكذا . قال : يا ولدي ال الأحراكيا خطرت ايم يرعون أنفسهم . وهؤلاء 0 ل لو سايق أعظم درجة وكمالاً منهم . | 0 : سمعت مولاي يقول : أنّه لما كان في خدمة شيخه رأى في النوم كأنه على جبل عال ؛ أسفله واد مُظلم ل ري م ام رأحنا جلا رامذ إى أن لم ين مهم في | د ا ورا ول الحا لاني يت ميتي 014 أي 0 لضن [تاهرت أن أولئك و ا ومنه أيضاً : أن الشيخ عبد الرحيم أفندي الدمورانيَ قدس سره ا ا 2 اد القن ليك حلت ربع ب للنت ير اراك د ع0 في سنة واحدة . فتبقى هناك بقصد الإقامة وأنا أرجع بعد الحج . فلما في السفينة وأخذته وقلت له ما قلته في منزلي . فبعد الحج رجعت وبقي هناك في المدينة المنورة وكان الأمر كما قلت . انتهى ولقد حج شيخنا المذكور أربع حجات . ومن خوارق العادات التي لم يقع نظيرها لمرشد كامل غيره ولو شيخه غوث الزمان محمود أفندي ال ا . طاعة العلماء للدم الأرض الع لوليا ست بعد تأيه ٠‏ وأخلصوه 0 وكان مريدوه وخلفاؤه في جميع نواحي قفقاز . وديار السلطنة السنية إسلام بول ٠‏ حتى أقام في كل ناحية من نواحيها خليفة يُربّي المريدين . ٠‏ ويرشد السالكين على ما كان عليه رسول الله يد وأصحابه وأتباعه . بلا تطوٌق خلل وضلل كما كان في سائر الطرق غيره من الفرق . مبتدئا من ججان وجركص وغازي غمق وأواروكره وخيداق وأخته وبشلي وشروان وكذا فى دياره جار . فرحمه الله تعالى رحمة عامة . ووصل إلينا فيوضة عامة . وجزاه الله تعالى أفضل ما جوزي مرشد عن مريديه . وشيخ عن سالكيه ؛ وكل ما ذكر بسبب دعاء شيخه الألماليَ له بطول بقاءه ورجوع جميع إخوان الزمان إلى بابه . وجعله قبلة الحاجات . وكعبة المرادات . ومأوى السادات . وسيد القادات . فلله درّه وإلى النعيم ردّه . وكان رحمه :الله تغالئن جسيماً حليماً. ضيوراً رحيماً غاقلاً كاملا . بحيث 0-7 إليه ذوو العقوك في ا وذوو 0 وا 0 لعيوب مريذه 2 روفلا مالي تربية أولاده ا قال : واتفق فضلاء ء الزمان وكرماء الأوان أنه لم نر ولياً ما أكمل منه في تربية المريدين وإحاطة مراد السالكين . وكان يربيهم كل واحدٍ واحد كلام على حسب ما في نفسه مما يتفق له طبيعته . ويوافق له مزاجه ومروّته , وكان يقول لي في حجرته حين كنت معه ولا غير معنا : يا بُني شعيب أفندي ! إن هذا الزمان آخر الزمان . فكوننا على يقظة فيه واجب . وعلى حفظ مرادات الناس ما لم يخرج عن الشرع بالمداراة حتم لازم . ولولا ذلك لكنت أرى كل مريد لي هيئة صورته الروحانية . بعضهم على صورة الإنسان . وبعضهم على صورة الكلب أو الخنزير أو الثعلب أو الأسد على ما يوافق أخلاقه الذميمة . ولكن لما كان الزمان وأحوال أهاليه في يد الكفار . وكان الناس نمامين حتى السالكين . تركنا تلك الإراءة . وفوّضنا جميع أمورنا وأمورهم إلى الله تعالى . وكان يقول كثيراً: يا بُنيّ! لو حضر عندي للتربية عالم كامل بالإخلاص والمحبة . وأعطى الاختيار لي وقام عندي كالميت عند الغاسل لأؤصلته إلى المقام المعلوم عند أهل الله تعالى . وحضرة الوصول إليه تعالى في أقلّ من أربعين يوماً ولا يزيد المدة عنه البتة . ولكن أنتم معاشر العلماء ليس فيكم كمال الإخلاص وتمام المحبة والإيناس . وكان رُضّعِ جواهر معاني الأسماء التسعة والتسعين في قلبه وشكله مقرّراً ٠‏ وجميع الأخلاق الحميدة محمودة بكونها في جسمه محرّراً . فسبحان الله الفعال لما يريد . والحاكم بكن فيكون . وكان قدس سره ذا كرامات كثيرة . وخوارق وفيرة واستقامات قريرة. ومن أكملها كما مربّ انقياد كافة العلماء له. ووصول كثير العلماء ء إلى مرادهم ومفادهم كما قرروه في كتبهم بتوجهاته وتصرّفاته . وقام على تلك الكيفية العلية والمقامات السنية دائماً قائماً على بساط ل م ا ا ا و0 تسعاً وثلاثين سنة أباً طبيباً للقلوب المرضى ٠‏ ومرشداً للخلائق ال ساك او 1 المدة الطويلة والسنين المزيدة . الام ومن خوارق العادات التى صدرت منه : أنّهِ لما كان وقت السلوك في قرية قاخ في حجرته نازع أكابر الرجال من القرية الألمالية لحمود أفندي قدس سره وقالوا: أنت تريّي رجال الأغيار وتترك من قريتك من كنع ا الامسور يه ا جرد متو المخاطب ؟ ! فأجابهم سريعاً ٠‏ وبالكلام اللائق : إنكم تتكبّرون علي ل خدمة النفس والشيطان قرناء . فلذلك تركتكم . وعن جناح الرحمة باعدتكم ٠‏ فهل أريكم العبرة من الأغيارٍ ٠‏ وما فيهم من الاعتبار ؟ فقالوا : نعم :وكاتوا وقت في اييته أغبيافا وتكلم لهم إنصاناً فقال : يا ملا أحمد ذو القناعة ! احضر يا ب بنيَ لدي الساعة . بحيث لا يسمعه إلآّ مَنْ كان حاضراً ذ في المجلس . ومُستمعاً في المَدْرس . فجاء بعد ربع ساعة من وقت النداء . فقال : يا بني ! ما هذا التأخر والرخاء ؟ فقال : لما ناديت لي كنت في الحجرة فشرعت في لباس الخرقة . وبسبب غسلي في نهر كُرْمُوك تأخرت . وبين القرية الألماليّة وقرية قاخ مسافة بعيدة بحيث لا يقطعها الفرس الجيّد إلا في ساعتين . فتعبجّب الحاضرون . ونحيّر الجالسون . ٠‏ فنظر بعضهم إلى بعض تعجُباً . ٠‏ وتكلّموا فيما بينهم : طن وتغرّباً . وقال الشيخ محمود أفندي : كل يا ملآ أحمد يا ولدي من البهته . وأشبع بطنك من الجوعة . وكان وقته إذ ذاك لا يأكل شيئاً قا مما يخرج منه الروح ٠‏ ثم استأذن منه فأذن ٠‏ وارتحل بلا توقف إلى الصبح . وكانت ليلة مُظلمة . وساعة مُغْيِمَة . ثم التفت الشيخ إلى الحاضرين فقال :ايا هؤلاء ! أرأب ع يال عم العم الالالق 116 فإ كك علو رما كات عليه من الإخلاص والمحبة أَنْظر إليكم . وإلا - فلا تلوموني ولوموا أنفسكم . ثم صاروا مُقرّين . وبأمثال تلك المقالات تاركين . ومن خوارق عاداته أيضاً الصادرة منه قبل وفاته بشهر : أنه كان يُصلّي في حجرة بيته إماماً لبعض الإخوان لصلاة الظهر . فأقام في الركعة )١(‏ أي : للأرض . (هامش الأصل) . 4م07 الثالثة قياماً طويلاً بقدر نصف ساعة وأتم الصلاة واستحى من إخوانه المأمومين بطول قيامه . ثم لما تفرّقوا قال لحليلته أمَنا وأمّ مؤمني زماننا الحاجّة بالحرمين . والحائزة بزيارة سيد الثقلين الحاجّة عاشوراء : والله قد استحييت من الناس اليوم بطول صلاتي وقيامي . وإن بعض السفن السائرين على بحر غَرهُ دَنُكيز بين القسطنطينيّة والجدَّة قد قرب إلى الغرق واستغاثوا بي فأغثتهم وأنجيتهم وبقيت قائما بشغل ذلك الأمر الهائل . وانتظار سؤال السائل . فرحمه الله تعالى وأفاض لنا من فيوضاته . فالحاصل من مقاماته الحاصلة لنا والمعلومة لدينا أنه كان رئيس الأبدال السبعة . وواحد الأوتاد الأربعة . وإن أخذنا فى تعداد شمائله الشاملة . وطبائعه الحسنة الكاملة , وكراماته البريقة الفائقة الرائقة . لاحتجنا إلى كتبة الكتاب الضخم . وتسويدها بالكتابة كالفحم . ولكن تركناها خوف الإطالة . وتحرّزا عن الملالة . وبقيّة أهل بيته وقت وفاته ابنان وأربع بنات غير الحاجَّة المذكورة . أحدهما الأديب الكريم ابن الكريم العالم الطالب الرشيد ملا محمّد أفندي والآخر ابنه الفائق على الأقران . والبارع على الإخوان . ملا عبد الله ؛ وأما البنات فثنتان منهما متزوّجتان واثنتان صغيرتان . أطال الله تعالى عمرهم وجعلهم تذكرة لنا من الأستاذ وسببا للفيوض والاستمداد . آمين . وله خلفاء أجلاّء حكماء كرماء . وأجلهم سلطان العلماء المدرسين وإمام الأئمة المكملين عالم الزمان وفقيه الأوان ٠‏ سيدي الشيخ الحاج عبد الرحمن أفندي الغازي عُموقي . وكان عالماً جليلاً .وفناظرا جميلا . فضيم اللييان ٠‏ نصيح الإنسان ٠»‏ فائق الأقران . عجيب البيان . بحيث كان مأذوناً للتدريس في كل العُلومٍ من جهة السلطنة العلية والدولة السنيّة بيضة الإسلام والمسلمين . ظل الله على أرضه . وخليفة رسول الله 8 في دينه وأمره ونهيه . السلطان الغازي عبد الحميد خان الثاني بن الغازي المجدّد المجاهد عبد المجيد رحمه الله تعالى . أطال الله بقاءه وأدام ام دولته ٠‏ وأعرّ شوكته ود ا شكنيةة + وأذلٌ عدوه وأردك حسوده آمين . 0007 دع إلى دياره وأقام في داره اشتاق إلى الله تعالى . وكمل استعداده مع أحبّاء الله تعالى وصار أوَّلاً مريداً للشيخ الحاج جبرائيل أفندي ٠‏ ثم لما لم ب يُطق إلى إرقائه إلى مقاماته العلية ودرجاته السنية :غير لذ شبخنا. وو صل إلى مقصوده . وترقى إلى مقاماته . بحيث تجاوز فناؤه من سدرة المنتهى عندها جنة المأوى . وله كرامات كثيرة . وخوارق عديدة . لا يحصيها الكتاب . ولا ينطق بها الخطاب . فرحمه الله تعالى وأفاض علينا من فيوضه . ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى في السنة التاسعة بعد ألف وثلثمائة في اليوم الثالث من شوال . رحمه الله تعالى . ودفن في مقبرة قرية تله عند الطريق الكبير . وعلى قبره من الجلالة ما يليق بحاله . يُزار ويُتبكك . ومنهم : العالم الألمعيّ . والفاضل اللوذعي . رأس العلماء وسلطان الفقهاء . عجيب الزمان غريبٌ الأوان . الحاج مصطفى أفندي الغدبري الداغستاني . فإنه قد برع في العلوم العقلية والنقليّة . وفاق في الفنون الآليّة والفقهيّة ؛ ثم لما كان الواجب على كل عالم - وإن بلغ الغاية القصوى - أخذ يد المرشد الكامل لخروجه من الوحشة إلى الأنسة . ومن الأنسة إلى الوحشة . وتبديل الأخلاق السيئة بالأخلاق الحميدة . سلك في يد شيخنا الفاضل . وقام بين يديه كالميت بين يدي الغاسل . فأوصله إلى ربّه . وأناله إلى إربه بفضل الله تعالى وشفاعة رسوله وبركة أوليائه . ثم أجاز له بالإجازة التامة . وأقامه على بساط الإرشاد العامة . وهو الآن على إرشاد المريدين وتسليك السالكين ٠‏ وتربية السالكين وإهداء الضالين المُضْلين +:وققة الله :تعتالك لما يحت واترضى ؛ وحم أربع حبَّّات . وفاق على إخوانه أربع درجات . فلله درّه وإلى النعيم رده" . )١(‏ مات الشيخ العالم الحاج مصطفى أفندي الغدبري في الشام سنة 1718 بعد تمام حبّجه . وقد كان حجّ قبل ذلك خمس مرات . والله أعلم . 06/6 ومنهم أخونا العالم الأعلم . والفاضل الأكرم . شيخ دياره ومرشد أوانه . الشيخ عثمان أفندي بن الشيخ الحا حضرة أفندي الثؤاخوري السمبوري . فإنه لما كمل من الفنون العربية والعلوم الرسمية اشتاق إلى الفنون الدقيقة والعلوم الحقيقية . وأخذ ذيل الأستاذ الأعظم والدستور الأكر م شيخنا سيد السادات . وقائد القادات . الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي قدس سره ونوّر قبره . وفي رأس ثلاث سنين من اشتغاله أجازه إجازة تامة . وأقامه على بساط الإرشاد عامة . وأجاز الشيخ لي وله في أسبوع واحد في شهر صفر سنة 1١١8‏ فإنه كان كامل الاستعداد وطالب الاستمداد . فيه وصل إك مقضودة متريهاً وال مارنة متها" عه جيل القافة هلك اانه كير اللئعة «العديكت السام حديد الفهم ٠‏ فوالله إني كنت حين كنت في راخور أقرأ له ٠‏ شرح العقائد » بااشرع جم الجرايع 0 إلى الكتاب الأوّل . ٠‏ فلقد كان أسرع فهماً منّي . وأجود بصيرة عنّي ؛ فلقد كنت أقول له وأوبّخه من كثرة جر التتون ٠‏ فكان يجيب لي : فآني أتركه ؟ وفي الوقت المعلوم أطرحه . فلذلك أمضاه شيخه عن كل المنازل والعقبات سريعاً » بإراءته ما فيها من الأنوار والأسرار جميعاً . حتى أن شيخه أشار له بالإجازة فى أوائله . فكيف فى أواخره ؟ وقد انتهت إليه رياسة المشيخة السمبورية والشكوية والديار الولاية الجارية . فوالله إنه على ذلك حقيق . وعلى كل الكمالات لائق . فهو الآن على إرشاد المريدين وتسليك السالكين وققه الله تعالى للاستقامة . ولنا وله على ثبوت الهداية . وسدّدنا الله تعالى فى الأوامر والنواهي . وجنَّنا عن المحذورات والملاهي آمين . ومنهم : : أخونا الكبيرٍ الأكرم الدرويش الأفخم العالم العامل عبد الوهاب أفندي بن ملا إسماعيل الراخوري فإنه كان أولاً في خدمة الشيخ الكبير الشيخ الحاج حضرة أفندي الزاخوري . 000 سرهةء الذي هو والد أخينا الصغير عثمان أفندي المار آنفاً . ثمّ لما انتقل إلى المولى . وأصاب له هدف المنية الأعلى . تحوّل 0 خدمة قريبه امه العالم العابد الشيخ الحاج حمزة أفندي الؤاخوري قدس سره . ثم لمّا انتقل إلى رحمة الله ؛ ووصل إلى ما عند الله . تحوّل إلى خدمة مولانا وشيِخنا ؛ فلما خدم له عدّة سنين . وتحمّل مشاقٌ المعيشة في أرضين ٠‏ بحيث لا يطرق به أحدٌ إلا هو ٠‏ ولا يَصّبره ولا يشكره ولو واحد من إخواننا وخلاننا إلا هو . وصار هو على النفس والشيطان غالبا ٠‏ وحن عليهما قوله تعالى 3# مَمَييواأ تَعْليْوأ مَمْلِبُوأ هَاِك نموا صَريَ # ورآه شيخنا أهلاً للإرشاد ولائقاً للاستمداد أجازه . ومن جميع المكاره أعاذه . أعاذنا الله تعالى من فتنة النفس والشيطان . وحفظنا من كيدهما ومكرهما الرحيمٌ الرحمنٌ . ولا حول ولا قوة إلا بالله الموّق المئّان . ومنهم : : أخونا الكبير الشيخ الهرم الشهير الشيخ الحاج شريف أفندي الكلوكي رحمه الله تعالى لاقم م بلي 00 الجوار لكين (2) 4 إنه كان شديد المحبة وكثير المودة لله تعالى ولا ولرسوله ثانيا . ولأوليائه ثالث . فإنه رأى كثير المشائخ . وزار عديد الأولياء الشوامخ . فإِنّه قال لنا : أنه رأى وزار الشيخ جمال الدين الغموقي رحمه الله تعالى وكثير خلفائه . وكان أوَلاً مريداً للشيخ الحاج أحمد أفندي الألماليّ . ثم لمَا وصل قطب العارفين محمود أفندي الألمالي قدس سره إلى بيته خدم له ثم لما ارتحل إلى ولاية حاجٌ ترخان صار مريدا للشيخ المرشد والكامل الممدّ الشيخ الحاج جبرائيل أفندي الزاخوري . ثم إِنّه لما رأى أنه ليس له منه كمالة الإرشاد . وفضل الإمداد , تحر باو ]دق عه إلى خدية شيكنا .نجه ونع ين الجاع رادل أفندي وشيخنا فترات . ولكن وقع الصلح بِمَنْه وكرمه مرّات وكرّات . بذهاب شيخنا إلى بابه . وزيارته تلقاء وجهه .لوصول الخظ الأؤقى له والقدح المعلّى له ومات”" في بلدة جدة في طريق الحج في سنة 1518 . . أي : الحاج شريف أفندي‎ )١( 04 ومنهم : أعلم علماء دياره . وأكمل كاملي أعصاره . أخونا الكبير الشيخ الحا عمر أفندي الإقراوي الكرالي قدس سره . فوالله إنه كان كما سمعنا من رجال قراه بسيط اليد وكثير العطاء . وكان دأبه في كل وقت أكل الخبز مع الملح . ٠‏ وكان لا يترك عنده شيئاً ما من الإدام والفواكه إلآ لأجل الأضياف . وإكرام أهل الإضعاف . وكان له مريدون كثيرون . وكان رحمه الله تعالى دائماً على بساط الإرشاد . ولا يفتر عنه لحظة . ولا يغفل عنه فلتة . ووصل بسببه بركات كثيرة إلى النساء والرجال . ففى أثنائه انتقل إلى رحمة الله تعالى فى سنة ١71١06‏ رحمه الله تغالى :رتحمَة واسحة وأثالة ‏ إلى-مقاضدة:تامة... آمين” ومنهم الشيخ العالم . والعابد الفاهم . أشجع الإخوان. وأبرَ الخلآن أكمل الأوان . أخونا الكبير. وصديقنا الوفير. الشيخ حسن دبر التاشيّ الداغستانيّ فلقد كان صادق الموعود ووافي العهود . وكثير نجوى يوم الموعود . ورفيق أهل الوّفود . ومع كونه شيخاً هرماً كان مُلازم الذكرٍ والأوراد . وفائقاً في العبادة على أهل البلاد . ورعاً تقياً نقياً ٠‏ وكاملا راضياً مَرْضيَاً . أحسن الله تعالى أحوالنا وأحواله . وجعل خواتمنا خيراً . ووقانا ضَيراً 0 ومنهم : أخونا الكبير . وصديقنا العالم النحرير . الفرد الواصل . المرشد الكامل ؛ مماى أفندي الايلي سويّ رضي الله عنه وعنّا وعن جميع إخواننا في الدين . فإنه قد كان أُوّلاً في تربية مولانا وسيدنا الحاج حمزة أفندي الؤاخوري ثم الأيلي سويّ . ولازم على خدمته نحو ثنتي عشرة سنة . وأجازه وأقامه على مقامه . ثم لما ارتحل من الدنيا إلى العٌُقبى . وأراد الكمالة فوق الكمالة . لأن المقامات لا تتناهى . وبالدرجات العلى بها تُتباهى . خدم ثانياً لشيخنا . ولازم على تربيته وَالد روحنا . وجاهد )١(‏ مات العالم حسن دبر في ولاية بسواز في شهر شوال سنة 1774 رحمه الله تعالى . (منه) . ؟ممة في الله حنّ جهاده. وراض نفسه حَقّ رياضته . وأجازه شيخنا أيضاً وجعله من خلفائه . وفقه الله تعالى وإيّانا للسّداد . وللاستقامة في الدين والرشد والإرشاد آمين . ومنهم : أخونا الصغير . الفاضل البطل المنيرء موسى دبير بن العالم عمر دبير القراني القنصرخي . رحمهم الله تعالى وإيّانا . فلقد كان أَوّلاً في عنفوان شبابه مع أقرانه وطَلابه من أهل العشق المجازي مله صادف شيخنا ولازم خدمة أستاذنا صار من أهل العشق الحقيقيّ . وفقه الله تعالى ولنا لملازمة الأوامر وترك المناهى . وأخرجنا من تسويلات النفسن والعيكلات !ومن كه الرياسة والظعيانا تمه وكرقفابها متا ومنهم : أخونا الأديب . وصاحبنا الأريب . أفضل أهله . وأمثل دهره في مصره . الحاج مصطفى أفندي الملاخي رحمه الله تعالى «إوَأَلََ دَاتٍ لوج :ل وَالبورِ لْوْعُودِ (2) #6 لقد وجدته مرّة في حجرة شيخنا الواحد الوّدود . متواضعاً منكسراً في الأخلاق والقعود . فيكفيه هذا السلوك . والارتقاء إلى ملك الملوك . جعله الله تعالى معنا من أهل الوصال . ومن القربة والنوال . آمين لما يريد يا فعال . ومنهم : الكريم المطاع الفاضل الشجاع . شيخ الديار . حاج عبد السلام أفندي الخجمازيٌ رحمه الله تعالى ورزقنا من بركاته آمين . فلقد لازم لخدمة شيخنا . فبه وَصَل إلى ريّنا . فيكفيه منقبة لكماله كون أعلم الديار وأفضل الأعصار محمّد الملقّب بضمير الكقلي التلالي من مريديه . وصيرورته خادماً له وفى تربيته وسالكيه . وفقه الله تعالى للصالحات . وجتنا عن الطالات امن با مسحب الاعززات وكا فقيل الكراف: : ومنهم : الفاضل العابد . زين المنابر والمساجد . أخونا حاج كُولٌ محمد أفندي المئولّى مولداً والمهاجر العثمانيى مسكناً . وققه الله تعالى وإيانا لفعل الخيرات وترك المنكرات . وإهداء أهل الضلالات آمين . 08 ومنهم : أخونا الكبير العالم الشيخ الهرم النحرير العالم بكري أفندي”" المُشلشيّ السمبوريٌّ فلقد لاز م أولاً للعلوم الظاهرية نقلاً وعقلاً . فلما أكملها أخذ ذيل شيخنا وسيدنا وقدوتنا إلى الله . وأجازه حفظه الله تعالى وإيانا من المُكُورَات ورزقنا من الفتوحات بحرمة سيد السادات . ومنهم : العالم الفاهم . والحاذق القائم . كريم الكرام . موسى أفندي”” الكينولن الشكوى . كان صاحب الآداب والمعرفة . وذا النيكاوانف ولمعت فقوتن اود تمالى «زإنانة لمعن اللا امار ك2 رسول الله . ومتابعة طريقة أهل الله . ولا حول ولا قوة إلا بالله . ومنهم : الشيخ الغريب . والكامل القريب . أخونا وخليلنا تميرخان أفندي القرجاوي الجركيصي و( ونين وها )امم داكا( 4 إنه لمن أعلاها . وفي الأنوار أغلاها وأنواها . فلله دَرُّهِ حيث تحمّل المشاق في الوصول إلى المرشد بالميثاق . فلما لازم خدمته في ثمانية أشهّر . واجتهد في رياضة نفسه بشراب تسعة أبحر أجازه . ومن العقبات أعاذه , اللهم احفظنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . ومنهم : العالم الكامل والفاضل الواصل . عبد الرحمن أفندي الأنحديّ . رحمه الله تعالى . فإنه لمن أحسن الإنسان أخلاقاً . وأجودهم أرزاقاً ٠‏ وأكمل ديارهم اتفاقاً . وفقه الله تعالى وإيانا لإخراج محبة الدنيا عن القلب . وترك ما سوى المولى آمين'" ومنهم : العامل الكامل والفاهم الفاضل أخونا الصغير والبدر المنير . شاميل أفندي الباتوني رحمه الله تعالى وإيانا . فلقد اجتهد في الله . في قريته‎ ١7714 مات بكري أفندي في‎ )١( . فق ومات في ربيع الأخير سنة 1777 ودفن في بلده رحمه الله تعالى رحمة واسعة‎ (*) وقد انتقل إلى رحمة ربه في أواخر شهر صفر سنة 1777 ودفن في قرية شيخه وشيخنا الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي في زاويته قدس سرهما ونور قبرهما آمين . 6م08 حق جهاده . وجاهد نفسه جهاد عباده . وصار أولاً حين كان ة فى الخلوة مجنوناً وغروره اغتراراً عجيباً . بحيث انقطع عنه الرجاء . ثم بفضل الله ذي الكبرياء . وشفاعة سيد الأنبياء . وبركة الأولياء . وكمالة أستاذه سيد الأصفياء رجع عنه وطاب ووصل . ٠‏ وبفضل الله تعالى ورحمته نال . وقّقه الله تعالى ولنا للوقوف على الشريعة الغرّاء والاستقامة البيضاء . ومنهم : الشيخ الأمين . والحبر المبين . الشيخ أندال حاج الهدلي العرادي . فإنه الآن كما أخبرني به رجالهم على الخلوة وعلى الحفظ عن المخالطة لغيره تعالى والأنس به . وفقه الله تعالى وإيانا للخلوات فى الجلوات . والحضور في الفلوات . ١‏ ومنهم : الشيخ السمي باسم العلامة . ووصف الفهامة . ابن حجر العكاخي . حفظه الله تعالى وإيانا في حق الأعمال عن التراخي . ووفقنا للوصول له تعالى ولأوليائه بالتواخي . فإنه تعالى هو الموفق الوهاب . والمهدي من يشاء إلى طريق الصواب آمين . ومنهم : الشيخ المنير والعالم النحرير . جنيد أفندي القوبالي . فإنه من إخواننا البعيدة في المسافة . ولم أعلم حقيقته في العبودية والكرامة , فيكفيه رؤية شيخنا وخدمة سيدنا عن كل الكرامات . والاستقامة على الشريعة كل الكرامات كما اتفق عليه أهل الله . ولم يبالوا بغيره بأمر الله , ولا حول ولا قوة إلا بالله . ومنهم : المؤلف الفقير . والكاتب الحقير. غريب الغرباء خادم نعال الفقراء : ف فلقد ولد رحمه الله تعالى في سنة 1774 فلما تفرع ووصل إلى تجانية ينين قرا الثران تيفل الملاتة السادا؟ ؛ وبعنايته تعالى لم يحتج لمعلّم فوق سورة الإخلاص . ثم لازم العلام النقلية حتى قرأ كتاب « الحدائق » على والده الشيخ العالم إدريس أفنديٍ رحمه الله تعالى . فلما وصل إلى سبع عشر سنة مات وانتقل وبقي يتيماً وفات . ثم برحمة الله تعالى سخْر له بعض أقاربه للنظر إلى أحوال بيته . وتم له العلوم النقلية والعقلية . وأصول الفقه والتوحيد. وفروع الفقه . في ثمانية وعشرين 081 سنة من عمره كما في عادة ديارنا الداغستانية . ثم في تلك السنة حفظ القرآن المجيد بفضل الفتاح الحميد . ثم لما كان على سجادة الإمامة في قرية رُاخور حضر إليها المشائخ الثلاثة : الشيخ الحاج جبرائيل أفندي . والشيخ الحاج حمزة أفندي الزاخوريين الساكنين في قرية لكيت وأيلى سو . وشيخنا الحاج قصاي أفندي الجنيغي . قدس الله تعالى أسرارهم العليّة وضرائحهم السنيّة . وكان في مجلسهم نحو أسبوع توقّد في قلبه نيران المحبة لهم بالوفود . واشتاق إلى ربه . وتاق إلى أربه . ثم حين كان قاضياً في قرية جنيغ اشتد الاشتياق لرؤية الأولياء وخدمتهم بالتلاق . واستخار في طلب الاستاذ , ووصوله للمدد والاستمداد . فجاء في المنام شيخنا التلالي في ثلاثة ليال إلى مجمع النهرين ٠.‏ وكنت أخرج إليه من المسجد حافياً وأقبله مجمع ووصوله إلى خيامه وأطنابه . لقيني الشيخ الحاج قصي أفندي الجنيغي قدس سره وسدَّ طريقي وضل رفيقي . وحملني إلى المسجد الكدبراكية والبقعة البركية . ولقّننى ألف استغفار . وألف صلوات . وخمسة آلاف ذكر جلاليّ خفيّ . وبشَّرني بأن أكابر الأولياء قد انَخذوني ولّدا . وصاروا لي كل واحدٍ والدأً . وصرْتٌ كرجل وضع على كاهله جبل قاف . ومبتدثاً بذكر الألطاف . ثم في رأس ستتين أجازني . وبالكمالة بشرني . وكان له مريدون كثيرون علماء عابدون . ولكن لم يكن له رحمه الله تعالى فيك . وليس لي مَنْ يقوم مقامي غيرّك . وفي عالم الأرواح لم يني الله تعالى سواك . هكذا كان يؤدّبني في كل وقت . ويحذرني عن كل فوت . ويؤدّبني بالآداب الدنياويّة . والعبادات الأخراوية . كالأب الرحيم الشفيق . للولد الحبيب الشقيق . فنك فالحاصل أني بفضل الله تعالى ورحمته لم يكن له منظراً سواي ومحبوبا إلا أنا . اللهم صدّق ظنه وبلغه مقامّه ومَنّه . ولو لأجلي . ولو كتبت جميع الحكايات الصادرة منه لدي لحصل بها كتاب ضحم . وَمُسَوّد فخمٌ فرحمه الله تعالى ونور ضريحه . ثم لما انتقل إلى رحمة الله . ووصل إلى ما أعدّه له الله صرت يتيما في ثلاث سنين . فبعده بالقدرة الإلهية والقضية الربانية رجع لي المحبة المنقطعة من شيخنا شيخ المشائخ التلالي . رحمه الله تعالى . فذهبت عنده للخدمة . وحضرت لديه للتربية . فلامني ببعض الأفعال , وعابني بالأقوال . وصرتٌ بها مقرّاً بكوني عليها مُصرًاً . فعفى عني - عفى الله تعالى عنه - وجعلني من مريديه ٠‏ وأسلكني تحت خرذة سالكيه وجعلني - وإن لم أكن أهلاً - من إخوانه وأحّاء أولاده . وعلى رأس ثلاث سنين في 1718 من تربيته أجاز لنا. وأعطى بيدنا كاغذ الإجازة وأوصى علينا وأمرنا بالتقوى . وفي كل حال مع الله تعالى بالنجوى . ووضّانا بالاستقامة . وبكوننا آمرين للخلائق بالشريعة والإقامة وتعليم العواة أصول الدين وشرائع الإسلام . ولو أحاط بنا جميع الأنام . وصايا الشيخ أحمد أفندي وكان رحمه الله تعالى كثيراً ما يقول لنا : يا ولدي شعيب أفندي ! إنّ لله تعالى ملائكة على وجه الأرض مسخَرون لسَؤْق الخلق لدى الأولياء للإنابة والتربية . بيد واحد منهم سلسلة من نور. وبيد واحد حربة من نور. وبيد واحد سؤط من نورء وكذا يُغطى كل مرشد كامل وسالك واصل تلك الثلاثة لاصطياد عوام الناس . وإيصالهم إلى المحبة والاستئناس . فإن كنت رجلاً من رجال الله . وولياً من أولياء الله . لا تلتفت سوى الله . واترك الدنيا وأهلها لرضاء الله . ويعطيك الثلاثة الله . ويطيعك جميع الخلق بإذن الله فلا تقل لأحد ما : خذ مني ذكر الله . إلا فنك إذا صار مسوقاً ومُصطاداً بأمر الله ! فإذا بلغت مبلغ الرجال . وصرت من أهل الكمال والإكمال . يدور خلفك جميعٌ خلق الله . وإن هربت منهم لا يتركونك محيّة في الله وشوقاً إلى الله . ومودّة في رسول الله ؛ وإن لم تحفظ وصيتي هذه تبعد من حضرة الله . وتخرج من زمرة أولياء الله , وتطرد منّي ومن إبائي بطرد الله . وكن للناس كالأب النبيل . وفي حقٌ الدنيا كعابري سبيل . انتهى اللهم احفظني عن الالتفات لغيرك والمحبة عن سواك . وأخرج عن قلبي حبّ الدنيا ولا تنزعه من يدي . ولا حول ولا قوة إلا بالله الموفق الومّاب الفبّاح المهدي للصواب . ومن وصاياه لنا وجميع إخواننا أيضاً : أن لا نذهب إلى مكان ما لم تدع إليه . وأي -مكان دعينا إليه أنْ نتفسحقص من أحواله . وأن نجيب إليه بقراءة الصلوات الشريفة . وأن نفعل المداراة مع الناس . وأن نؤثر 0 الله تعالى على رضا الخلق رد والمشاهدة حين كنا بين الناس موافقاً لما قالوا : كن بين الناس لا بالاستئناس . وأن لا ا ل عن قلوبهم وغفلتك عن ربّك ورتّهم ٠‏ وأن لا تنطق بكلام ما بينهم إلا بما يطابق الكتاب والسنة أو كلام أهل الله . وأن تعلم كلاماً فيه مصلحة للناسن.: ٠‏ وكلّمهم به فيما فيه نفع الدنيا والآخرة . وأن نستر نساءنا عن غير محارمهنَ حسب طاقتنا . وإن كان أصعب الأمور في ديارنا وزماننا . وأن يعلم أن هذه الأخلاق أخلاق الأولياء . ويجب الاشتغال بها والعض بالنواجذ عليها . وأن لا نفعل شيئاً ما يسقط به مروّتنا. لثلآً يذهب أثرنا على الناس . والواجب علينا كوننا ذا هيبة عليهم بحيث إذا رأونا تقع في قلوبهم هيبتنا . انتهى . 0/4 وإن سلكنا لكتبة ما صدر عن فمّه وما تخلّق به من أخلاقه يطول الكلام . ويقصر حبر الأقلام . إنتقل شيخنا التلاليىّ رحمه الله تعالى إلى رحمته فى الليلة التاسعة عشر من شهر ذي القعدة الحرام حين ذهب أربع ساعات منها المنخرط في سّلك شهور سنة ١‏ ألف وثلاثمائة وإحدى وعشرين ٠‏ وحضر لصلاة جنازته ألف وخمسمائة رجل في مجمع واحد + وما من. صضلى بعده قبل الدفن وبعده لا يحصيه إلا الله . وسِنّه حينئذ ثلاث وستّون سنة كسِنّه يد وسنّ الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ولم يُطق أكثر الخلق الذين جاؤوا للدّعاء والتعزية للدعاء قبالة أهل بيته وأقريائه . ولم يصدر منهم إلا العويل والبكاء . والأصوات الهائلات والنداء . وكان يحضر كل يوم في أوائل أيام موته إلى عشرة أيام خمسمائة رجل وأزيد منه بكثير ١‏ . وكان يحضر في أربعين يوماً على قبره الشريف في الصباح والمساء نحو خمسمائة رجل ٠‏ فالحاصل كان يوم موته يوما مشهودا . ولم يكن مثل ذلك اليوم لمَنْ قبله معهوداً . فرحمه الله تعالى ورزقنا من بركات فيوضه وأنفاسه . وأن لا يقطعنا عنه وعن أجدادنا الأولياء الأماثل ِمَنّه وكرمه . آمين يا أرحم الراحمين . وممّا رثى به له أخونا العالم العامل . والدرويش الكامل . الحاج إسماعيل أفندي المكوخى رحمه الله تعالى : سبحان مَنْ خلق الأراضي والسما وات العلى لرسوله المختار وهَدَىَ مَن اتّبع الشريعة واممُتدى بوسيلةالأقطاب والأبرار أبدى لحنا الوُرَاتٌ من أنفاسهم كما تزيل غشاوة الأبصار بذلوا نفيسات من الأوقات في إرشاد ناس ضائع الأعمار قطب الرّمان أتمّ وعد الجن من هّمثمشدًالوّحلللغفار قطع المنازل عاد نسبته إلى ال سموليٌ فولآه مع الأخيار 6946 كهف الخلائق كقبة الآمال بل تجندو) إلى قر الاماكن والقرى باسم الثّلا لُقبَت لتكثير اللا شيحٌ وقورٌ مرشدٌ ومجِدّدٌ عيضن زهان تدى إلى كل الورق حدّث المآثرٌ والمصائبٌ في القرى لبس البهائمٌ والجَمادٌ ثيِابَ حس بكت العيون بدمعها ودمائها من صادف الذات الشريف بمدّة جَمَعَ العلوم ظواهراً وبواطناً بالورّمز والألطاف كن كلامه أخلاق رُسْل الله قد جمعت له أعيى الأمائل عن إحاطة وّصفه منْ رام عد مناقب العٌظمى له فتحت له حصن المشيّد قائما بهت الأميرٌ تحيِّرَ الرهبانٌ مِنْ لآنَ الحديد: فسَحَ الحيطان عن أقفاله سقطت كأوئان لهم طيّ الأراضي بل أطاع طيورها دلق النبي 85 . 014١ غوث يُسمَى أحمد المختار بأدة ليده مقع لسار وة فيه بالقرآن والأخحبار ولمورد الإخوان والأغغيار وتزلزل الأفلاك بالأسرار رَعْدٌ المُصيبَة صاح في الأقطار سرتها التي طويّت مدى الأغصار وتأسّفالأبرار بالأفكار لا يهتدي سبلا إلى الإنكار فكلامه بالوحي والأسرار لا بالهوى والعبث في الإخبار نفسٌ لها لنفائس الأنوار وتقاصر الآمال في الإحصار رَغمَ انْفُّه وأطال في الإهذار بوبه بالوّمحوالأوتار خَرقٍ بَدَى في السجن للكمّار مد عروعة بكري انيار في ليلةالمولود" والأبشار ووحوشها في الغاب والأوكار ربّاه خضًرٌ دار في الأقفمار ثعَّاستوى حمل وعشرا" عنده فأطاعه كل الورى ما شد مد أشراف عصر والأكابر للرّيا ولسسية الشر المروق قلبغدا خرق بدى للنّجم من نجم السما ابناه والتغليز يل كل البنا دوجن لواب امنيا وجني يا نور عين بم الأفول وهل ترى دمر السرور مضى فهل يرجو المسر أرجى الجوابر يا أخي قولي له أَرَّحْتٌ بالقلب الحزين المنتكسر فرأى الهداية أوفر الأستار هم عالم ذو الرأي والإبصار رةعاكفٌ بِالدَّلٌ والإقرار مدراً بلا نوع من الإبحار نور تخيّل قدرةالقهار يفضي إلينا حكمة الجبّار سرج أناروا ظلمةالأسفار سبي سوى هذا من الأكدار رّةبعدٌ بالإاقبال والإدبار ياسيدي خذمنيد العَنَّار لا 1 8 لفق بالوعي”" والإصبار”» انتهى من خطه رحمه الله . بحروفه . وفقه الله تعالى ولنا لما يحب ويرصى . ومما كتبنا مرثية في حقّه رضي الله تعالى عنه وقدّس سرّه حين انتقل من دار الغرور إلى دار القبور حين ضاقت عليّ الأرض بما رَحُبَثْ : . لعله ستر (منه)‎ )١( زفة لا نشتفي - الام‎ . 1١9 - بالوعي‎ )9( (8) الإصبار - 77١‏ . والمجموع - 1591 . 047 لقد غاب شمسٌ شامِسٌ"'' في البرازخ'” وفي فجأة غارت مياه الشوامخ”"» وقد حلَّ في دار القرار فريدٌ عَصْ وآثر ما عند الإله الكريم خص فأشكو إلى مولى الموالي مناجيا فإِنّي حريق باشتياق هوائيا'" لفقدي إمام عصرنا ذي الماثر وفخرالزمان المرشد للاأكابر وينبوع أنوار الطريق السرائر"” وكله نوريا أخي لليوافخ”" وقد مات عن أيدينا شيخ المشائخ ره شيخنا أَحْمَدٌ أفندي التلالي بص وقد فات للأبصار بدر البوازخ”© وأبكى وأدعو فى الدّياجى”” منادياً فأَهُمي دموعي في الخدود السوالخ") طبيبٌ الصدور للصّدا والتفاخر بكاء الكئيب الكاتب المتمادخ'"" ومشكاة”"" أنهار الفيوض الغزائر "© (1) ومن قواعد العربية إذا أرادوا المبالغة في الشيء : يشتقُون منه الفعل ويقولون : ليل الليل ٠‏ ويوم اليوم . كما في قوله تعالى 9# وَتُدَّخِلَهُم ِلّا ظِيلا * فراجع الشيخ زاده . وهناك تجد البيان . (منه) . 00 دخله . (قاموس) . البرزخ الحاجز بين الشيئين . ومن وقت الموت إلى يوم القيامة . من مات 6 أفخه : ضرب يافوخه . وهو حيث التقى عظم مقدّم الرأس ومؤخّره . جمع يوافيخ . (4) شمخ الجبل : علا وطال . (قاموس) . (0) بص يبِصٌ : برق ولمع وولى بيسير ببرق . (قاموس) . (1) شرف بازخ عال . وجبال شوامخ . (قاموس) . (0) أي : في الليالي المظلمة . )0 أي : مهوياً (9) إلى ذي الجلود السوالخ . كجلود الحيات . فراجعه . (منه) . 000 المتمادخ : من يعمل الشيء بعجلة . (قاموس) . صفة الانوار‎ )1١( 00 المشكاة : كلّ كرَّة غير نافذة . (قاموس) : إفنة الغزير : الكثير من كل شيء . والغزيرة : الكثيرة الدّر . (قاموس) . 0947 ومفتاح أسرار اليقين الغمائر"© وجوهرٌ رشد للأنام المُتَصّدا" وكبريت أعلى للمريد وصِنْدِدٌ ومَظهرٌ أطوار الكرام المُجَدّدِ إلى سذرة مَن انتهى في المقاصد سماء العُلى فضلاً وجوداً وسؤدداً وذو همّة تعلو على العرش محتدا وقد كان بحراً للفيوض الفوائيض”" منيراً مضيئاً للقلوب القوابض"" وكه"" عالم يبكي بفوت الهداية 00 الغمر : الماء الكثير ومعظم البحر . 4 وتناسخ : الأزمنة تداولها . إفرق والنضد محركة : ما نضد من متاع . نداءً الغريب الرّاقم ذي التناسخ'” وَمَعَدَنٌ إهذاء البلاد وعَسْجَرٌ نيا الحقير الحادر ذي التربّخ سائرٌ أفلاك المقامالمُمَهُدٌ كلامٌ الغريق النامق المتصالخ”" صرَاخ السّقيم الصَّائر للتواضخ'"© معادنٌ كل للعلوم الغوامض”" حليماً غفوراً في قفال الممالخ”"" وكم سالك يكبو”"" انعدام الكمالة (4) العسجد الذهب والجوهر كله كالدرٌ والياقوت . (قام) )26 أي . 0 (5) التواضخ يالفاة لا بالحين تمع . (قام)‎ ٠ : التباري في السقي والسيرة . تباريا تعارضا . (قاموس) . جمع فائض أي سائل م )0( تمن : لمان دن الاين عم ل 11 (9) قبض ضد بط . 000 مالخه : لاعبه . (قام) . )1١(‏ للتكثير أي الخبرية . 00 أي : يكبٌّ على وجهه باكياً على انعدام كمالته بفوت شيخه وانتقاله إلى الآخرة (منه) . غ60 وكم من ليف خاف خوف الغواية”" وقد كان قطباً للأراضي بأجمعا وعوناً لأفراد شداد بأبتعا وطيفورهم'/ في الحال صَبْحَ أوَانه ومن لحظهيُحْيى رَمِيمٌ زمانه وقد كان يم للخصال المحامد وكنرٌ الكنّوز للعَوَام الشوارد'" وقطب الطريق قُدْوةٌ للأماجد محط رحال النجباء الموّارد )غ0( غوى يغوي أي طغى وتمرّد . . تواطخ القوم الشيء تداولوه بينهم‎ (١ بأن غالبته النفس ذات التواطخ”" وعوفا لأوتاد”" كرام انها ووارث كل الأولياء المواض”" ججديداً" مقيماً من المقام وحينه ومَنْ لفظه يُهدي طويل التناجخ”" ونجمَ الهُدى بَخْرَ التّقَى والمرائد رفي تك قد عا ما التوا ك7 ورحلة أبدال لشام''" مراشد”"" رئيس الرجال النقباء النواسخ'”") (*) لأنه كان رحمه الله تعالى فيما وصل إليه علمنا واحد الأوتاد الأربعة . ورئيس السبعة كما مرّ في مناقبه . فراجعه (منه) . (4) المواضخة المبادرة في الاستقاء والعدو . (قاموس) . (0) أي أبا يزيد البسطامي قدس سره السامي (منه) . (7) أي جنيد البغدادي الذي هو رئيس الطائفة الصوفية في زمانه (منه) . 20 التناجخ : التفاخر . (9) عن الحق (منه) . )٠١(‏ توارخ : يتوارخ من باب التفاعل التاريخ ما يكتب على ألواح القبور لعلم زمان موت الميت . والله أعلم (منه) . أي التاريخ المقيد لا المطلق تدبّر (منه) . )١1١(‏ وتقييد الأبدال بالشام لكونه معدّاً لهم في أكثر الأوقات وخاصة في آخر الزمان لأن الصلحاء في مصر . والأبدال في الشام حينئذ . تدبر ! (منه) . (؟1) صفة الابدال . المراشد : مقاصد الطريق . (منه) . (1) النواسخ : جمع ناسخ على غير القياس (منه) . 06 وشمس العلى غيتٌ التّدى للعواكفٍ سيط الأيادي مُعْطياً للمعارف فتمثيلهماساغإلا بأنّه منوّرآفاقالظلاموإنّه إلى الآن أبدا”» الجليل جلاله وفي فتية الإكمال عز كماله فنا علق كل العالمين بتحشرة وأضحى لنا باب الوصول بفترة ولولا بقي فينا الأهالي'”'' لنقتدي لشمَّت علين كل أمر ونعتدي ومصباحهم ضوءاً ومأوى العواطف كراماته في جسمه من فراسخ'") وحيد الأقاليم المقيم طريقه'" معاليم عرفان سراج البرازخ”" وفي قبة الإعزاز جل جماله”” وبات بتحت" العرش ضيفا ناس" وأحرق سوداء”” الفؤاد بجمرة بأن طار“ ياقوت العظام المشائخ كَدامن أقيهوا "في المقام لنهتدي بأن فات عن أيدينا نورُ البوازخ . أي : كراماته كانت تظهر من جسمه من مقدار فراسخ لأهله تدبر (منه)‎ )١( (؟) أي : طريق الله تعالى (منه) . زفرة جمع برزخ ٠‏ كما تقدم . () في الدنيا . (6) أي : تجليات جماله تعالى له لأنه قد كان رحمه الله تعالى قد يتجلى له الجلال مرة . والجمال أخرى . والذات أخرى . كما هو شأن الأولياء الأكاير دون الأصاغر (منه) . (1) من قبيل صليت بالمسجد (منه) . 7وع( أي : ناسخ الأحكام الذي هو كل يوم هو في شأن (منه) . (48) السوداء من القلب حبة كسودائه . (9) أي : بطيران روحه الكريم إلى العرش العظيم (منه) . . أي : أهالي الشيخ قدس سره‎ 20٠١( . أي : خلفاؤه قدس سره . (منه)‎ )1١( 041 وموت الرسول أعلى كل البليّة ونسعى صبوراً في فوات البقية”" فيارب عامله بماأنت أهله وأكرمه بالرأي العظيه” خصاله خا به يتسلَّى المرء قذى”" القضية!" ونرضى بفوتان'» لزين الشوامخ وأغل المقام في العُلى وكمالّه مع الناظم لباغي لبغي" ذي التباذخ”" -. نمه في بيان سلسلتنا النقشبندية بالنظم الذي كنا نظمناه | كني للفائدة وطلبا للعائدة وتسهياا للحفظ الزائدة وبااعتدياق أب بكر رفي بي والحبّ سلمانَ للرَّسُولٍ كالبَصَرٍ و جَعمَرٍ الصَّادقٍ الإمام سيّدنا وبالمحبوب غيَّائِنا أبي الحَسَنِ (1) القذي مايقع ذ 6 سلما وشفيع عم في عَارٍ من جَبَلٍ َ تور بلا وضم” والقاسم القائد الكريم كالعتم'" والسسظاتي اين بزية ذي الههم وَالمَارْمَدِيٌ أبي عَلِيّ ذي الجكم في العين وفي الشراب قذيت عينه قذياً وقع فيها القذى . قاموس (؟) القضاء : الحكم . قضى عليه يقضي قضياً وقضاء وقضية . وهي الاسم أيضاً . (9) أي بقية المشائخ (منه) . (4) وإضافة المصدر إلى المفعول . (منه) . (0) صفة جرت على غير من هي له . (5) بغى الشي نظر إليه كيف هو . «ق م0 . 60 تباذخ الأمر تقاعس وتقاعس تأخر . )0 الوصم : العيب والعار . ٠‏ مختار» . (9) العَتّم : بفتحتين شجر لين الأغصان تُشْبَهُ به بنان الجواري . وقال أبو عبيدة رحمه الله تعالى : هو أطراف الخرنوب الشامي . « مختار» . /عا605 ويوسف الفاضل الهَمْدَاني ذي السّبَق والرّيؤْكري العارفٍ المعروف بالق والراميتني عزيزان علي الوَلِه وذي الكمال كّلالِ منبع الوب محمّد شاه نقشبندي ذي الخضضص© والعَطَاريٌ علاء الدينٍ والمِلَلٍ والتبخر أخرار عبد الله ذي الرَشَدِ والدَّر درويشِنًا محمد السَّنَد والَاقي ذي السَّكْرٍ لباقي محمَّدِهِمْ وبالمغصُوم العَليم المُرشد الوَلَد (1) العظم : البحر العظيم . ٠ق‏ م» . وَالعجدُوَانِي جلال الدّين ذي العَطم ”© والمَغْتوي الإنجير المحمود الدّيّم'" وللسّوّى النّاسي السماسي ذي القَدّم”" وعمدة القُوم شيخ الكل كالعَرم!» إلهي اجعل لنا مَرْقَى إلى العم" وذي الكُرَامَاتِ يعقوب ليخي لطب" والرَّاهِدٍ الرَّائِدٍ المحمد القَّر 0 والإمكناجي ابنه الحوّاجَكي الكرم والفارُوقِيٌ المجدّدي ذي الجر ه60 والسَيْف لَه في الأديان والهجما"" (9') الديم : المطر الذي ليس فيه رعد ولا برق أقله ثلث النهار أو ثلث الليل . وأكثر ما بلغ من العدة والجمع الديم ثم يشبه به غيره . (*) أي : الثبات . دق وفي التهذيب : قيل : العرم السيل الذي لا يطاق . « مختار » . (5) والحضض يضم الضاد الأولى وفتحها : دواء معروف . « مختار» . (5) عظم الشيء بالضم يعظم عظما بوزن عنب . أي : كبر فهو عظيم . « مختار» . (0) فطام الصبي فصاله عن أمّه . يقال : فطمت الأم ولدها تفطمه بالكسر فطاما وفطمت الرجل عن عادته . « مختار» . 2 المقرم البعير المكرّم . لا يحمل عليه ولا يذلل . وكذا القرم ومنه قيل للسيد : قرم مقرم تشبيها به . « مختار » . . جزم الشيء قطعه ومنه جزم الحرف . « مختار»‎ (١ . » دلق هجم على الشي بغتة من باب دخل . « مختار‎ 0344 والشيخ نور محمد المَغْرّرٌ إلى بَدْوَانَ ذي الفيض والآثار والوّرّه”" والمِرْرّجَانِي حَبيب الله ذي المَخَرِ و الَّهْلَو ي الشيخ عبد الله ذي الرّدّم"" والسائر العَوْتْ للإرشّادِ ذي النّحَفٍِ ‏ مُحَمّد الَالِد البغدادي كالكُرَم 6 والشيخ إسمّاعيل الكُرْدَمِيري الكَلِم 2 ولقائم" الصَّلحلشَّرْوَئِي ذي لوج" والحاج إبراهيم القدقاشني العطِرا"ت وا 0 يونس أفندي قائض النّعم ومن علا أمرٌةٌ في الشرق والغرب وسيّد الأوليَاء الجَدّ ذي الكَرم الخالدي النقسْبنْدِي الخضري ذي الخبر الشيخ مَحْمُودُ أقندي القطب في الأمم وعد الكتل السادات ذي العبّر غَوثِالأقاليم كالشَّمس المُضي الضِيّم مُرَيّنا ثسيخنارُوح الحَيَاةَلَنَا الحَاجٌ أَحَْمَدْ أفندي الحازي للحتّه" 2 يت : 5 00 مه 3 وسرهم قَدَّسَ القُدُوسٌ في القدّس ا والقيّم وشيخنا ذي الجلال الحبّ ذي الدب لحَاجٍ قُصَيْ قَصَيْ أفندي العَالِي و اهب" (1) رزم الشي جمعه . (مخ) عبارته . زفق ردم الثلمة سدها . وبابه ضرب . « مختار » . (*) والكرم : شجر العنب . والكرم أيضاً القلادة يقال : رأيت في عنقها كرما حسناً من لؤلؤ . « مختار » . (5) أي : القائم مقام إسماعيل . (6) الواجم الذي اشتد حزنه حتى أمسك عن الكلام . ٠‏ مختار» . (1) العطر الطيبة يقال: عطرت المرأة من باب طرب فهي عطرة ومتعطرة أي : متطيبة « مختار الصحاح » . 0 الحتم : إحكام الأمر . (مختار) . (8) أي في حضرة قدسه المعلوم عند أهله . (9) شهم من باب ظرف فهو شهم أي جلد زكي الفؤاد . (مختار) . 044 أعلا الإلهُ له المقام في القَرَبِ وَوَسَّعَ المَاعَ للشفاعة القكم'" يرجو شعيب المَقِيرٌ الأخقّر الكسل حي لام وآله أهل العبا . وجميع أصحابه أهل التتقى . وبركات جميع 00 الكرام . وخاصة مشائخ النقشبندية العظام . بفضل الله الملك العلام , ورحمته بحق سيد الانام . الخاتمة في تعليق نبذة حرّرها العالم الفاضل الواصل . محمد مراد بن عبد الله القزاني المنزلوي قدّس سرّه ونؤر قبره . ونفعنا بعلومه ومعلومه 2 وفيوضات وبركات ساداتنا التقشبنديّة والأولياء الخواجكانية إلى الآباء المحموديّة . والأحمديّة آمين يا مُعين . ثم أردنا أن نبيّن نبذة من كيفية طريقة مشائخنا الآن على سبيل الإجمال . فنقول وبالله التوفيق . وبيده أزمّة التحقيق قال الأكابر رحمهم الله تعالى ونفعنا بهم : إن أول ما يتنبّه العبد لطلب الحق سبحانه وتعالى وسلوك طريقه بخطرة سماويّة من الله تعالى . وتوفيق خاصٌ إلهي ٠‏ ويقال لتلك الخطرة ة في اصطلاحهم : تجلياً إرادياً . يعني تجلي الحق سبحانه وتعالى لعبده بصفة الإرادة ة كما مرّ. مطلب وتلك نعمةٌ عظيمة . يجب على صاحبها أن يقومَ بحقها. وأن يجتهد في حفظها ٠‏ فإنها سريعة الزوال وطريق حفظها أن يسلمها إلى كامل مكمّل عالم بالطريق . فإن لم يفعل ذلك فقد ضيّعها على ما حكمت (1) العكم بالكسر العذل . وعَكمَ المتاع : شدَّه وباب ضربه . (مختار) . 1 به المشاهدة وشهدت به التجارب . من زمان السلف إلى زماننا هذا قرناً بعد قرن . وجيلا بعد جيل . ومعرفة هذا الكامل المكمّل إنما هو بالاستدلال بظاهر حاله من استقامته في الشريعة المصطفويّة . واتّباعه للسّنّة النبويّة . وتمكنه في طريق السادات الصّوفية ؛ فإن انضمّ إلى ذلك جره الأحوانا.والتضرفات فى بواطن المريدين فهو الغاية . فإذا وجد مثل هذا الشخص وحضر عنده وأظهر له إرادته مطلب فأوّل ما يلقّنه هو التوبة . فإِنّها أوَل المقامات . وأساس الكل ؛ وكيفيتها : أن يظهر الندم بالصدق والخلوص على ما قَرّط منه فيما سبق , وأن يرد المظالم إن أمكن . وأن يستغفر ويدعو لصاحب الحق بالخير إن لم يمكن . وقضاء حقوق الله تعالى كالصلاة والصوم والرّكاة . والندم والاستغفار على ما لا يمكن قضاؤه كشرب الخمر والرّنا . وأن يعزم بقلبه على أن لا يعود إلى الذنوب أبداً . وأن يقول بلسانه بتلقين المرشد آخذاً بيده امتثالاً لقوله تعالى : #إإنَّألِِ بِبَايمُوَكَ تيمو أله 6: فإن المشائخ ورثته ونوّابه # . بعد ما قرأ الفاتحة مرة . والإخلاص ثلاثا . وإهداء ثوابها إلى أرواح المشائخ الكرام . والاستمداد منهم . بسم الله الرحمن الرحيم . أستغفر الله ربي من كل ذنب وأتوب إليه (ثلاثا) . لا إله إلا الله محمد رسول الله (ثلاثاً) . أشهد أن لا إله إلا الله وحده . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . رضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً وبسيدنا محمد يك نيَاً ورسولاً . ويقرأ المرشد هذا الدعاء أيضاً من شاء ثلاثاً : اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي . ورحمتك أرجى عندي من عملي . وهذا يقال له في اصطلاحهم البيعة في الطريقة والدّخول فيها وتلقّنها وأخذها . وللتوبة شروط كثيرة لا تكاد تحصر ٠»‏ ذكرت في المطوّلاات كه اللإحياء » و« عوارف المعارف » و« قوت القلوب » وغيرها, وكلها لازمة هنا . فينبغي تتيّعها والعمل بموجبها . ومن أهمّها تصحيح الثّة . فإن بها يحصل تصحيح البداية . وبتصحيح البداية يحصل تصحيح النهاية . قال شيخ الإسلام عبد الله الأنصاري الهروي قدّس سرّه في كتابه « منازل السائرين » : واعلم أن العامة من علماء هذه الطائفة والمشيرين إلى هذه الطريقة اتفقوا على أن التهايات لا تصمٌ إلا بتصحيح البدايات ؛ كما أن الأبنية لا تقوم إلا على الأساس . وتصحيح البدايات هو إقامة الأمر على مشاهدة الإخلاص ومتابعة السّنة » وتعظيم التتهى على مشاهدة الخوف ورعاية الحرمة . والشفقة على العالم ببذل التصيحة وكفٌ المؤنة . ومجانبة كل صاحب يُفْسِد الوَفْتَ وكل سبب يفرق القلب . انتهى ما تعلق به الغرض وقال في « حدائق الحقائق » : أول مقام التوبة هو الانتباه . وثاني مقذماتها هجران رفقاء السوء . فإنهم يمنعون عن التوبة والاستقامة عليها , ويدفعون التائب في المعاصي قولاً وفعلاً وحالاً ٠‏ ويضيّعون بضاعة انتباهه لكونها ضعيفة في أول الأمر . انتهى مع زيادة . وقال الشيخ أبو مدين المغربي قدّس سرّه : من علامات صدق المريد فراره عن الخلق . وهذه حالة الرسول في خروجه وانقطاعه عن الناس في غار حراء للتحدّث . أي للتعيّد . وقال مولانا الجاميّ قدّس سرّه في شرح هذا القول : أجمع محققوا الصّوفية على أن العٌزلة بالجسم سنّة كاملة واجبة على أهل الطريق في بداية الحال ! إلا من صَحْبة المرشد وخدمته . انتهى . وقال النيسابوري قدس سرّه الباري في تفسيره عند قوله تعالى : :ا وه وَالدِى يَعْبَلالوْيدَ عَنْ عبادو. 4 الآية . قيل علامة قبول التوبة هجران إخوان السوء وقرناء الشر . ومجانية البقعة التي باشر فيها الذنوب 3. والخطايا. وأن يبدّل بالإخوان إخواناً . وبالأخدان أخداناً . وبالبقعة بُفعةٌ . ثم يكثر الندامة والبكاء على ما سلف منه . والأسف على ما ضيّع من أيامه . ولا تفارقه حسرة ما فرط وأهمل في البطالات . ويرى نفسه لشيس اسع سم غير ٠‏ روّح الله روحه ونوّر ضريحه : ولر يصحبون الأغيار . وهم الذين لا يعتقدون في مشائخ الطريقة ؛ خصوصاً :0252252255 ل ا ا سرد في الظاهر إلى آخر المقامات . بل حفظ أساميها دون أن يضع قدمه فيها. ثم طريق السّلوك ثلاثة : طريق الصّحبة . وطريق الذكر , وطريق المراقبة . كل ذلك موصل بنفسه برعاية شروطه من غير توقف أحدهما على الآخر . الباطن . ويسمى الأخير عندهم رابطة ٠‏ يعني ارتباط المريد بالشّيخ المفسرون في قوله تعالى : 3 وَرَيَظنَا عل مُلُويهز *# وقوّيناها بالصبر على 0 لمكا 2 بالدذين 0 بعض 0 0 فقوتل لقم 8ة: وحاصلها الأ قب دق ميت و قط ره و أت مان الاين حيسا يلت بز لويوز لسك لل الك يك 4 2 الآية . فما ظنّك لو كان ذلك بواحد من صاحب دولة لائقة بالوساطة بين المريد المستوطن في حضيض البَعْد والهجران . وبين الملك المثان ! أو هي توسّل المريد بشيخه إلى الله تعالى + وهو أيضاً أمدٌ مطلوت ومحمود . قال الله تعالى : << يتأيها ألديت امثوأ أنَعُوا للَّه اموا ليه َلوَسِيلَةَ 4 الآية . والوسيلة تعم كل ما يصلح أن يتوسّل به . طاعة كان أو واحدا من أولياء الله تعالى م ا مسر < بكر يَدَعُوت يَبتَفْوت إِلَ رَيَهِمْ الْوَسِيلَةَ # قال المفسرون: هي القربة إلى الله تعالى عز وجل ا العليا . وعن ابن عباس رضي الله عنهما وعنّا آمين: هم عيسى وأمّه وعزير والشمس والقمر والنجوم (أيَهم أقرب) . بدل من واو يبتغون . وأيّ موصولة . أي يبغى مَنْ هو أقرب منهم الوسيلة إلى الله . فكيف بغير الأقرب ؟ أو ينظرون أيهم أقرب إلى الله فيتوسلون به . مطلب ولا ينكر على ذلك إلا أهل الغرّة بالله ٠‏ فكيف وقد قال العلماء في مدع الكنث في بان حكتة: الإيان بالعدادة ة على النبي يل وآله وأصحابه : ينبغي للعاقل أن يستعين في جميع أموره وكل شؤونه بجناب الحق تعالى . ويسأله إفادة طلبه وإفاضتها . وإنجاح بغيته دنياويّة كانت أو دينتّة . عاجلة كانت أو آجلة لكن لا بد من نوع الملاءمة والقرب المعنوي بين المفيض والمستفيض ٠‏ ولكوننا متعلقين غاية تعلّق بالعلائق البشرية والعوائق ق البدنية . ومتدنّسين بأدناس اللذات الحسيّة ٠‏ والشهوات الجسميّة ٠‏ وكونه تعالى فى غاية التقديس والتنرّه . تكون الملاءمة منتفية رَأساً ٠‏ فاحتجنا في سلوك سبيل الاتسفاضة منه جلّ وعلا إلى متوسّط له وجه تجرّد ووجه تعلق ؛ فبوجه التجرّد يستفيض من الحق . وبوجه التعلّق يفيض علينا . وهذا المتوسّط أشرف أصحاب الوحي وأعظمهم رتبة ١‏ نبينا 3 . ولما كانت ملائمة الآل والأصحاب بالنبي ية أكثر من ملاءمتنا له غ1 وملاءمتنا للآل والأصحاب أكثر من ملاءمسا له يله » جرت العادة بالتوسل بهم بالصلاة والسّلام . وكلما كانت الملاءمة أكمل وأوفر. كان أمر الاستفاضة َنم وحصول الاستفاضة أكثر . ولا شك أن ملاءمتنا بالمشائخ الكرام أكثر من ملاءمتنا بالآل والأصحاب العظام , فضلاً بالنبي يلا والملك العلام ٠‏ وهذا معنى قوله تعالى «( َلك نيدوت يلوت إِلَ 84 َيَّهِمُ ألوسِيكةَ أيهم أَقرَبُ ‏ . وقد صف في هذا الباب رسالات كثيرة . ومرّ في مواضع عديدة ما فيه شفاء للمتبضّر . ورسالتنا هذه ليست للمنكر حتى نحتاج إلى إقامة الحجة وإتيان الدليل . وإنما أوردنا هذا القدر للتوضيح والتنبيه . والاستبصار والاسترشاد. وإلا فكيف ينكر على ذلك ؟ وقد مرّ توسّل الشيخ عبد الله الدهلوي قدّس سرّه بذوي الحاجات والكلاب . عند ترجمته . ونقل عن الخواجه بهاء الدين قدس سرّه أنه كان يضع وجهه المبارك تواضعاً وتوسّلاً إلى الله تعالى بها لكونها مخلوقة لله تعالى ؛ وأمئال ذلك كثيرة لا تخفى على من تتبّع أحوالهم . وكيفية الرابطة : استحضار صورة شيخه في خياله . وملاحظة معيّة المعنوية الروحانية معه في جميع حالاته برعاية كمال الأدب وغاية التعظيم له . على ما مر عند ذكر خواجه عبد الله الإمامي الأصفهاني . وخواجه حسن العطار في غير موضع فارجع هناك تجد البغية . وأمَا الصحبة بحسب الظاهر : فهي أن يلتزم المريد صحية شيخه الذي أخذ عنه الطريقة دائماً ٠‏ برعاية الآداب الظاهرية والباطنية ٠‏ ونفي وجوده بأنه لا شيء محض ٠‏ وليس عنده شيء من الكمالات . من غير إلتفات إلى يوه من المتبائخ ٠‏ معتقداً أنّه الباب الذي يدخل منه إلى عالم الحقيقة . وأن غيره من الأبواب قد سدَّ دونه . فينعكس ما في قلب شيخه على قلبه بجاذبة المحبة . وتأخذ أنوار المشاهدة الإلهية في اللمعان في قلبه . وقد قال المشائخ : إن هذا الطريق أسهل وأشدٌ إيصالاً إلى المطلوب من بين الطرق الثلاثة . ومر ذلك أيضاً فى « الرشحات » : ولا بد من دوام الصحية ٠‏ ودوامها بحسب الظاهر متعسّر . وأما بحسب الباطن ! فلا تنقطع أصلاً لمن راعاها . وأما طريق الذكر : فهو أيضاً على نوعين : ١‏ ذكر اسم الذات . و ؟ ذكر النفي والإثبات . فذكر اسم الذات هو الاشتغال اه (الله) من اللطائف السبعة على الترتيب المعهود عندهم . فأوّلها لطيفة القلب : وهي لطيفة ربّانية مودعة في الجنب الأيسر مائلة إلى تحت الثدي والجنب بفاصلة إصبعين . ونسْبَتّهَا إلى القلب الجسماني الصنوبري الشكل ؛ الموجود في جميع الحيوانات نسبة الصبي إلى المهد . وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان عند الأكثر ٠‏ وتسمّى حقيقة جامعة . وتسمّيها الحكماء ء بالنفس التاطقة ٠‏ ويسمّيها بعضهم لطيفة إنسانية . وكيفية الاشتغال بالذكر منها : أن يخلّي القلب عن الخواطر وحديث النفس ٠‏ بل عن جميع ما سوى الله تعالى بقدر الإمكان بعد تقديم الرابطة , ويقول بلسان الخيال من هذا المحل : الله . الله . ملاحظاً مفهومه بأنّه ذات موصوفة بجميع صفات الكمال . ٠‏ ومنرّهة عن سمة التقصان والزّوال . كما آمنا به وصدقناه . من غير أن يتصور صورة قلبه وبلا حبس نفسه ؛ بل يترك نفسه على حاله . ولا يلاحظ صفة من صفاته سبحانه وتعالى لثلا ينزل عن ذروة الذات إلى وادي الصّفات . فإنََ مطمح نظر هذه الطائفة العلية . هو أحدية الذات دون الأسماء والصفات . بخلاف سائر الطرق . ولا يحرّك رأسه وسائر أعضائه باختياره . ولا بد من توجّه السالك إلى قلبه بكليته . وبقلبه إلى الله تعالى في جميع أنوار الذكر . فإن حصول النسبة بدون هذين الأمرين محال . ويقال لهذا : الوقوف القلب . كما مرّ في أول المقالة . ولا بدَّ أيضاً من حفظ القلب من هجوم الخطرات إليه . ويقال لذلك نكهداشت كما مر . وأما العزلة عن الناس : فليس ذلك بشرط في الطريقة التقشبندية إلا عن الأغيار . فهو من أهم المهمّات بإجماع المشائخ كما مرّ آنفاً . ولا يشترط أيضاً غضٌ البصر . مع ذلك لو فعل هذين الأمرين يكون حسناً . فإنهما أجمع للهمّ وأنفى للخواطر ٠‏ وقد ورد بهذين آثار كثيرة عن كبراء هده الطائفة:. ولمن هنا موجيع إيرادعيا: ٠‏ ولا يقال : إن بناء طريقة هؤلاء الأكابر على الخلوة في الجلوة لأن تلك الجلوة ليست مع كل أحد بل مع المرشد وَالإخوان . وأما القعود في الأربعينيات فليس هو من مختارات مشائخنا الكرام من لدن شيخ شيوخ العالم . الخواجه عبد الخالق الغجدواني . إلى هذه الأيام . وإنما اعتناؤهم بالصحبة برعاية شروطها . ففي اختيار الأربعين تفويت هذه الصحبة التي هي سنة النبي يق من غير نكير . قال الإمام الرباني قدّس سرّه الشامي في بعض مكاتيبه : إنه لما كان بناء الطريقة النقشبندية على انبا السنة اختاروا الصحبة لكونها سنة . واجتنبوا الأربعينات لعدم كونها في الصّدر الأول ٠‏ فكل صحبة عند هؤلاء الطائفة تعدل أربعينا . وقد اختار الأربعين من كبار متأخري النقشبنديين مولانا خالد الشهرزوري قدّس سرّه لشيء بدا له . ومشى أتباعه على ذلك . ولا يعترض عليه إلا مَن تعرض لحتفه . فإنه مولانا خالد فيشتغل اندي او لسري رو ا 0 عني الحواس الخمس الظاهرة بحفر حوض قلبه بمعول ذكر اسم الذات . 0 من الأنجاس والأدناس ؛ لينبع من أطرافه ينابيع الحكمة والحقائق الإلهتة والمعارف اليقينيّة . صافية عن كدورات الوساوس الشيطانية والخطرات النفسانية . فإن استصعب عليه شيء ممّا تصلب في قعره وتحججر فيشتكي إلى شيخه ومرشده . كما فعل سلمان الفارسي 5 رئيس هذه السلسلة وقت حفر الخندق . ٠‏ فإن الشيخ يدفعه بمعول توجّهه فعسى أن تلمع من تحت معوله برقة يشاهد السالك بها قصور صنعاء عالم الأرواح وحدائق شام عالم الحقيقة . وما ذلك على الله بعزيز . ويداوم على الذكر على هذا الوجه إلى أن تجري لطيفة قلبه بالذكر . بمعنى أنه متى توججه إلى قلبه تجده ناطقاً بالذكر وحاضراً بالله . لا أنه تحصل له الحركة . فإن ذلك ليس بلازم ولا مستحيل الحصول . 1 والعمدة في كل الأذكار هي الوقوف القلبيَ . وتعيين العدد ليس بشرط . فإن ذلك لم يرد من المتقدّمين كما عرفت . بل اللازم استغراق الأوقات بالذكر والمداومة عليها آناء الليل والنهار . مطلب ولكن لما رأى تميشايها الجتاخروة بقاعة العم :وتكامل المريلين عن المداومة تداركوا ذلك بت بتعيين العدد . واختلفوا في مقداره . فمنهم َنْ كلّف بالكثير من غير فرق بين مستعدّ وغيره . ومنهم تن تمسّك بقول النبي ين على ما في البخاري عن أبي هريرة 5 قال : قال رسول الله 88 : «لَنّْ ينجي أحداً مِنْكُمْ عَمَلَهُ ٠‏ سَدَّدُوا وَقَارِبُوا وَاغدوا وروحوا وشيء من الدلجة . والقصد القصدّ تبلغوا». وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ي قال: سدّدوا وقاربوا واعلموا أنه لن يدخل أحدّكم عملّه الجنة . وأنّ أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قل » . وعنها أيضاً : سألت رسول الله يق : « أيّ الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : أدومها وإن قل» . وقال : « كلفوا من الأعمال ما تطيقون » . وعنها أيضاً عن النبي #ة: « سدّدوا وأبشروا». وهذا اختيار مشائخنا قدّس الله تعالى أسرارهم فإنهم كانوا يعاملون مع كل واحد من الطالبين على حسب استعدادهم ٠‏ كما مرّ في تراجمهم ٠‏ ولكن لا ينبغي الي كي ا ال 0 شيئاً فشيثاً بالتدريج . وذلك مع مصاحبة حضور قلب . وبدونها لا فائدة للذكر معتدّ بها غير ثواب الآخرة . وهو نصيب الأبرار ٠‏ ونظر هذه الطائفة ليس في غير الحقّ سبحانه . ورضائه . ورجاآء التّواب عندهم يعد من الذنوب ولهذا قيل : حسنات الأبرار سيّئات المقربين . وينبغى أن يقول بعد مائة أو مائتى مرة من كل ذكر بلسان الخيال بغاية التواضع والتضرع والانكسار والاستحياء والانفعال: إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي . أعطني محبتك ومعرفتك . 14 مطلب ولينظر هل هو صادق في هذا الكلام أم لا؟ وليجتهد أن يكون منّصفاً بمفهومه في الواقع . ويتضرع إلى الله تعالى دائماً . ولا يفارق التضرّع أبداً . وليكن وقت اشتغاله بالذكر فارغ القلب من جميع الأشغال والتفرقة والأهوال . خصوصا في حضور المرشد . فإذا حصل للقلب نسبة الحضور مع الله تعالى . وجرى بالذكر على ما مرّ. فليشتغل من لطيفة الروح على هذا المنوال بأمر شيخه وتلقينه . ولا يسأل ذلك عن شيخه بل ينتظر أمره فإنه أعلم بحاله منه . وهي لطيفة مودعة في الجانب الأيمن . مائلة إلى تحت الثدي والجنب بفاصلة إصبعين . وهي في مقابلة لطيفة القلب . ثم بعد تمام أمرها يشتغل من لطيفة السرّ على المنوال السابق بأمر شيخه . وهي لطيفة مودعة في جنب الثدي الأيسر مائلة منه إلى وسط ثم يشتغل من لطيفة الخفيّ . وهي لطيفة مودعة في جانب الثدي الأيمن مائلة منه إلى وسط الصّدر كذلك بفاصلة إصبعين . ثم من لطيفة الأخفى وهي لطيفة مودعة في وسط الصدر . ثم من لطيفة النفس وهي لطيفة مودعة من وسط الجبهة . ثم من لطيفة القالب ومحلّها تمام البدن حتى يجري الذكر من كل منبت شعرة . ويقال له : سلطان الأذكار . وإِنّ خمسة من هذه اللطائف السبعة عند هذه الطائفة من عالم الأمر أعني : لطيفة القلب والروح والسرٌ والخفي والأخفى . (والخمسة) الباقية أعني : التفس والقالب الذي هو مشتمل على لطائف العناصر الأربعة من عالم الخلق . 9ت ولكل لطيفة من لطائف عالم الأمر أصل فوق العرش متعلق باللآمكان . وحصل لتلك اللطائف نسيان وذهول عن أصولها بسبب العلائق الجسمانية . والعوائق الدنياويّة والحظوظات النفسائيّة . فاحتيج لتذكير أَصُولها إلى شيخ كامل مكمّل . وذكر كثير حتى يحصل لها ميل إلى أصولها وتنجذب بالجذبات الإلهية . فتصل إلى أصولها . ثم إلى أصول أصولها . ثم وثم إلى أن تصل إلى الذات البحت من غير احتجاب بالصضَّفات والشّؤونات . ويقال له : التجليّات الذاتية . فيحصل له الفناء الأتمّ والبقاء الأكمل . وأمّا قبل وصولها إلى أصولها لا تحصل لها الفناء . فأصل القلب : الأفعال الإلهيّة . فيكون فناؤه من التجلي الأفعاليّ . وعلامة فنائه اختفاء أفعال السالك وأفعال جميع المخلوقات عن نظره . وعدم رؤيته غير فعل فاعل حقيقي . ويقال للولاية القلبية ولاية آدم عليه السلام . ويقال للسالك الواصل من هذه الولاية آدميّ المشرب . وأصل الرّوح : الصَّفات الثبوتيّة . ففناؤه في التجلي الصفاتي الثبوتية ٠‏ وعلامة هذا التجلي اختفاء صفات السالك . وصفات جميع الممكنات عن نظره ورؤيته إِيّاها مسلوبة عن الممكنات ومنسوبة إلى الحق سبحانه ؛ ويقال لولاية الروح : ولاية نوح . وولاية إبراهيم عليهما السلام ؛ ويقال للسالك الداخل من تلك الولاية : إبراهيميّ المشرب . وأصل السرّ : الشؤونات الذّاتية . ففناؤه في التجلّي الشؤوني الذاتية وعلامته وجدان السالك ذاته مستهلكاً في ذاته تعالى . ويقال لولاية السرّ: ولاية موسى عليه السلام . وللسالك الواصل منها ؛ موسويّ المشرب . وأصل الخفي : الصفات السلبية . ففناؤه في التجلّي الصفات السَلبيَة . وعلامته مشاهدة السالك تفوّده تعالى وتجرّده عن جميع العالم وما يناسبه . ويقال لولاية الخفي : ولاية عيسى عليه السلام وللشالك الواصل منها : عيسوي المشرب . وأصل الأخفى الشأن الجامع . ففناؤه في التجلّي الشأني الجامع . وعلامته حصول التخلّق بأخلاق الله تعالى للسالك . ويقال لولاية 306 الأخفى : الولاية المحمدية . وللسّالك الواصل منها : محمّدي المشرب فاحفظ ذلك فإنه كثيراً ما يقع في كلام هذه الطائفة : الولاية الآدمية والولاية الإبراهيمية وغيرها . فمن لم يعرف هذا لم يعرف ذلك . وربّما يراقبون بملاحظة أصول هذه اللطائف بأن يجعل قلبه في مقابلة قلب نبينا محمد بي . ثم يعرض على الحق سبحانه بالخيال أن أفض علىّ من فيض التجلّي الأفعالي الذي وصل من قلب سيدنا محمد 3 إلى_قلب آدم عليه السلام . ويقول في الروح : أفض على من فيض التجليات الصفات الثبوتية الذي وصل من روح نبيّنا محمد ييل إلى روح سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم عليهما السلام ؛ جاعلا روحه في مقابلة روح سيدنا محمد يل . وهكذا فى البواقى . ويجعل فى تلك المراقبة لطائف المشائخ كالمنظرة . ولكل لطيفة من لطائف عالم الأمر نور على حدة . ربما يظهر في أثناء السَلوك لمن له كشفٌ . فنور القلب أصفر . والروح أحمر . والسرّ أبيض . والخفي أسود . والأخفى أخضر . ونور النفس بعد التزكية يظهر بلا كيف ولون . وأصل كل ليطفة من لطائف عالم الخلق أصلٌ لطيفة من لطائف عالم الأمر . فأصل النفس أصل القلب . وأصل الهواء أصل الروح . وأصل الماء أصل السرّ. وأصل النار أصل الخفي . وأصل التراب أصل الأخفى . ْ وأمَا النفي والإثبات فقد مرّ تفصيله مستوفى مع شروطه فلا نعيده هنا . لكن لا يشتغل به إلا بعد دخوله في المراقبة . وأما طريق المراقبة : وهي في اللّغة بمعنى الانتظار . وفي اصطلاح هذه الطائفة : حفظ القلب عن الخواطر . وانتظار الفيض الإلهى من غير ذكر ورابطة مرشد . واستدامة علم السّالك باطلاع الرب عليه في جميع أحواله . ويدلٌ على ذلك آيات من القرآن كقوله تعالى 3 فلن مُحْعُوا ما في سُدُورِكُمَ أو بدُوه يَمَْهُ آنَهُ 4 وقوله تعالى :3 وما تَكوْنُ في سَأن وَمَاتتَلوا 2 سررسريا عو تي و ل و و اس ل 50 2 ٍِ 3 منه مِن قَرْءَانٍ ولا تمن مِنَ عَمَلٍ إلا حكن عَكٌ سْهودًا إِذْ ُفِيِضُونَ # وقوله 11١ تعالى : وض أَوبُ يِه ِنْ حبلٍ الوريد #4 ١ذ‏ ون أرب لَه مم وَليكن لا ور غم عراعي عر سيك د ع بس حر 3 ِ- نيرون 4 #( وهو مك أبن مَاككْثُمْ * وأمثال ذلك كثيرة وردت في القران لتعليم الله تعالى عباده أنه حاضرٌ معهم . وناظرٌ إليهم . لا تخفى عليه خافية . فمن لاحظ ذلك في جميع أوقاته يحصل له حضور عظيم الخسارة . قال الله تعالى : 35 وَبرْلُ مِنَ الشرءان ماهو شْفاء ورحمة لِلمَؤْمِنينَ وَلَابزِيدٌ الظَدِليِينَ إلا حسانا #. والعمل بموجبه من علامة الظلم بالكفر به . فيستحق الخسارة كل الخسارة . ومن الظالمين مَن يسمّيها صمتاً كاذباً من غاية جهالته ونهاية غوايته . ويدل عليها أحاديث كثيرة منها ما في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : « الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه . فإن لم تكن تراه فإنه يراك » . وعن النبى ب أنه قال : « فكر ساعة خيرٌ من عبادة سبعين سنة » أخرجه أبو الشيخ . كذا في ٠‏ الجامع الصغير» . وانتظار الفيض من الله تعالى هو عبن التعرّض لنفحات الله تعالى . نزول الأمطار ؛ ونسبة فيض رحمة الله تعالى متساوية للكل ولكن النقصان من القابل . نسأل الله سبحانه وتعالى كمال القابلية . فأوّل : مراقبة فى الطريقة التقشبنديّة هى : مراقبة الأحدية . وهي ملاحظة ورود الفيض من الذّات الأحد الموصوفة بجميع صفات الكمال . المنرّهة عن جميع التقائص والرّوال . على لطيفة القلب بواسطة الشيخ . وفيها يحصل الحضور مع الله تعالى . والغفلة والذّهول عما سواه 11 سبحانه وتعالى . فإن امتدذ الحضور إلى ساعتين فهو علامة لقطع تمام دائرة الإمكان التى هى أول دوائر تتكشف للسالك حين سلوكه إن كان له كشف عياني . فكلّما قطع شيئاً من الدائرة تظهر للسالك بالنورانية والتشعشع على قدره . والّذي لم يقطع بعد يرى مظلماً بلا نور كطرف الشمس حين الكسوف . فإن قطع كلها تظهر له تمامها كقرص الشمس . وإن لم يكن له كشف فعلامة قطع تمامها حصول الحضور على ما قلنا ؛ وبعضهم جعل رؤية الأنوار علامة لقطع تمامها . ونصف دائرة الإمكان هذه من مركز الأرض إلى مخدب العرش . ونصفها الباقي فوق العرش حيث لا خلاء ولا ملاء . وهو المراد من قولهم اللامكان وهذه صورتها : ١‏ وانكساف مقامات القرب لأهل الكشف في صورة الدائرة إنما هو لعدم اتصافها بالجهة . وإلا فأين الدائرة هناك ؟ والثانية : مراقبة المعيّة على وفق قوله تعالى : 98 وَهُوْمعَ مع أن ما ثم 4 بأن يلاحظ ورود الفيض من الذّات التي هي معه ومع كل ذرّة من ذرّات العالم بلا كيفيّة على لطيفة القلب أيضاً ٠‏ وفي هذا المقام يوجب التّرقي للسّالك التهليل اللسانيّ مع رعاية الوقوف القلبي وملاحظة المعنى . بأن يلاحظ وقت النفي نفي وجوده ووجود جميع ما سوى الله تعالى . أو ما يراد نفيه بخصوصه . ووقت الإثبات ؛ إثبات الحق تعالى على ما مرّ في النفي والإثبات . ويستعمل هذه المراقبة في الولاية الصغرى التي هي ولاية الأولياء . ومورد الفيض فيها لطيفة القلب ؛ وتنتكشف لأهل الكشف هنا دائرة ثانية يقال لها : دائرة الأسماء والصفات . ودائرة الولاية الصغرى وهذه صورتها : ؟ والشير هنا يقع في تجليات الأفعال الإلهية . ويحصل أيضاً في هذا المقام التوحيد الوجوديّ . والذوق والشوق والتأوه والصيحات . والاستغراق والغيبة . ودوام الحضور . ونسيان السوى الذي هو عبارة عن فناء القلب . وفي هذا المقام علامة من جميع المقامات الفوقانية بطريق الظلتّة ؛ فإذا قطع السالك هذه الدائرة بعناية الله سبحانه . 1 وتوججه المرشد وجذبه وحصل له الحضور التام . يشرع في تزكية النفس التي محلها وسط الجبهة . ويضع قدمه بعون الله تعالى في دائرة الولاية الكبرى التي هي ولاية الأنبياء عليهم السلام . وهي دائرة كبيرة مشتملة على ثلاث دوائر صغيرة وقوس ” الأولى : دائرة الأقربية التي أشير إليها بقوله تعالى : 3 وحن أرب ِلْهِ مِنْحبْلٍ لوريد * فيلاحظ فيها ورود الفيض من ذات الحق سبحانه باعتبار كونها أقرب إليه من حبل الوريد . ومنشأ للدائرة الأولى من الدائرة الكبرى على لطيفة النفس وسائر اللطائف الخمس بواسطة . والمداومة على تكرار التهليل باللّسان والخيال برعاية شروطه تورث الترقّى فى هذا المقام ,رما "يحل لصون وذواع التوة إلى اه كال ميجسانهة: والعروج والنزول والجذبات مثل مقام القلب . بل يحصل الانجذاب هنا لجميع البدن بالتدريج ؛ وأحوال هذا المقام ليس فيها كيفتّات أحوال مقام القلب وذوقها . ولكن إذا حصلت قوة لنسبة لطيفة النفس تكون أحوال القلب منسية بالكلية . وإلى هذا تنتهى الطريقة النقشبندية قدس الله تعالى أسرارهم العلية . ١‏ ومن بعدهذامايدق بيانه ‏ وماكتمه أحظى لدَيٌّ وأجمل مطلب وما فوق ذلك من المقامات . قممّا اختصٌ به الإمام الربّاني ٠‏ ويقال لمن سلكه مجدّديًا . وقد قطع جميع المقامات المجددية أولادٌه وأحفاده وخلفاؤٌه وخلفاء خلفائه إلى يومنا هذا . وتحقّقوا بأحوالها كلها . لكن بعد جهد بليغ , ٠‏ واجتهاد كثير ٠‏ ورياضة شاقة . ومجاهدة شديدة . وترك مقتضيات النّفس والطبيعة . وبذل الرَّوح والمهج في أزمنة طويلة كما وقفت عليها في تراجمهم ؛ والآن قد تقاعست الأمم ٠‏ وتقاعدت الهمم . وصار السّالكون بحيث لو وجد فيهم من يتم سلوك الطريقة النقشبنديّة 11 على وجه التفصيل فهو غاية الغنيمة . وانحصرت همّتم في أخذ التوجّه إلى آخر المقامات المجدّدية . ويزعمون أنْ ذلك هو السير والسّلوك . هيهات هيهات ! أين الثرى من السماك الأعزل ؟ فلا جرم لا يحصل لهم غير العجب والغرور والأنانية . لهذا اقتصر أكثر مشائخ ما وراء النهر على طريقة النقشبنديّة القديمة من منذ أزمان . أعني زمان الشيخ موسى خان الدهبيدي خليفة الشيخ عابد السّنامي وأخي مولانا مرزا جانجانان فى الطريقة قائلين أنه لا مصلحة من الزيادة على ذلك . وقد أردت أن أكتفى ببيان هذا القدر قائلاً : ويكفيك .من ذاه المنقئ'إشازة قدعه متضوتا بالجيال :سكا ولكن لما ورد الأمر من سيدي ببيان جميعها مكرراً لم أجد بدا من الامتثال . وبيانها على الإجمال بالضرورة فأقول مستعينا بالله سبحانه : والثانية من دوائر الولاية الكبرى دائرة المحبة التى أشير إليها بقوله تعالى : مإ بيهم ونه 4# فيراقب فيها ورود فيض من ذات الحق سبحانه من حيثية كونها محبّة له . وكونه محيّا لها . وباعتبار كونها منشأ للدائرة الثانية من الولاية الكبرى التي هي أصل الدّائرة الأولى منها على لطيفة التفس فقط . والثالثة : أيضاً دائرة المحبة ومراقبتها مثل مراقبة الثانية إلا أنه يبدل هنا قوله للدائرة الثانية إلخ بقوله للدائرة الثالثة منها التي هي أصل الدائرة الثانية منها على لطيفة النفس . والقوس هو أيضاً قوس المحبة . فيفعل فيه ما فعل فيما قبله . بتبديل قوله للدائرة الثالئة إلخ بقوله للقوس الذي هو أصل الدائرة الثالثة منها . وهذه الأصول الثلاثة المذكورة اعتبارات فى حضرة الذات ومباد والشكر والرضا والتسليم . وي ر تفع الاعتراض على قضاء الحق سيحانة وقدره . وتصير الاستدلاليات بديهيات بحيث لا يبقى الاحتياج إلى الدليل 116 في قبول التكليفات الشرعية . ويحصل أيضاً الاستهلاك والاضمحلال . والتوحيد الشهودي وانتفاء الأنانية . لحصول اليقين بكون الوجود وتوابعه منسوباً إليه تعالى . بحيث لا يقدر على إطلاق أنا على نفسه . وغير ذلك من ارتفاع الرذائل وحصول الخصال الحميدة . وبتمام قطع دائرة الولاية الكبرى يتم السير في الاسم الظاهر , فيقع في دائرة الولاية العليا التي هي ولاية الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام . ؟ ويشرع هنا في تزكية العناصر الثلاثة التي هي أجزاء هيكله الجسماني سوى عنصر التراب . وتكرار التهليل والمداومة على صلاة النوافل يورث الترقي في هذا المقام . وهنا يحصل التوججّه والحضور والعروج . والنزول للعناصر الثلاثة المذكورة . وتحصل للباطن وسعة يه ا بل رونم تير الجاوعة سره: ولما انتهى سيري إلى نهاية الولاية الكبرى تومّم لي أن قد تمَّ الأمر. فنوديت في سرّي أن كل ذلك تفصيل الاسم الظاهر الذي هو أحد جناحي الطيران . والاسم الباطن أمامك بعد . ولما أتممت السير في الاسم الباطن تيسّر جناحا الطيران إلى عالم القدس ومحل الأنس . فإذا حصل للسالك ذلك يقع سيره في كمالات النبوة . 6 وهي عبارة عن دوام التجلي الذاتي من غير حجب الأسماء كونها منشأ لكمالات النبوة على لطيفة عناصر التراب فقط . وفي هذا المقام العالي قطع مسافة نقطة أفضل . وأولى من قطع جميع مقامات الولاية . وهنا يحصل الحضور بلا جهة . ونزول أمثال الاضطراب في الطلب والانتظار والوجد ٠‏ ولا مجال هنا للحال والمقامات والمعرفة . فإن من لوازم هذا المقام نكارة نسبة الباطن وجهالتها ٠‏ والوجدانٌ والإدراكٌ من علامة عدم الوصول ذإ لَادُدَيِكُهُالْأَبْصَدرٌُ 6 شاهد عدل لهذه الأسرار ٠‏ ويحصل هنا 111 أيضاً صفاء الوقت وحقيقة الاطمئنان . وكمال الوسعة فى نسبة الباطن , ومعنى التجلى الذاتى بلا حجب الأسماء والصفات ليس هو ظهور الذات تعالث وتقدست ؛ هيهات ! فإنّ معنى التجلى ظهور شىء فى مرتية ثانية أو ثالثة أو رابعة إلى ما لا نهاية . بل هذا مبني على اصطلاحات الإمام الرباني قدس سره من أنْ فوق الأسماء والصفات شؤونات واعتبارات . كما بيّنه في مكاتيبه . ويشير إليه قوله تعالى كل يَورِ هُوَفِمَأَنِ 4 وقوله 32 : ١‏ إن لله سبعين ألف حجاب » الحديث . وما قال القائل : تبارك الله وارت ذاته حجب2 فليس يعلم غير الله ما الله صادقٌ في هذا المقام . فإذا قطع ذلك يقع سيره في كمالات الرّسالة . 1 فيراقب هنا ورود فيض من ذات الحق سبحانه البحت باعتبار كونها منشأ لكمالات الرسالة . ومورد الفيض من هنا إلى آخر المقامات الهيئة الوحدانية التي تقدّرت وثبتت بعد تزكية اللطائف العشرة وتصفيتها . وفوق ما تقدم . وتلاوةٌ القرآن المجيد . والصلاة بطول القنوت تورث الترقي في الكمالات الثلاثة وما فوقها إلى آخر المقامات . ثم تقع في كمالات أولي العزم . / فيراقب ورود فيض من ذات الحق سبحانه من حيثية كونها منشأ لكمالات أولي العزم على الهيئة الوحدانية . ويشرع في الأذكار والأوراد المأثورة المستعملة صباحا ومساءً من هذه المقامات . وتورث فائدة عظيمة . لا ينبغى أن تكون تلاوة القرآن انقص من ثلاثة أجزاء . وكلما كانت أزيد كانت أنفع وأولى . ثم مراقبة حقيقة الكعبة الربانية التي هي عبارة عن ظهور سرادقات عَظمة الذات الإلهية وكبريائها . 6 فيلاحظ ورود فيض من ذات الحق سبحانه باعتبار كونها مسجودة لجميع المكوّنات . ومنشأ لحقيقة الكعبة . وهنا تكون عظمة الحقّ وكبرياؤه تعالى مشهودة . وتستولي الهيبة على باطن السّالك . فإذا 11/ حصل الفناء في هذه المرتبة المقدسة والبقاء بها يجد السالك نفسه متصفاً بهذا الشأن . ويترتم لسان حاله بأفصح تبيان . وكل الجهات السب نحوي توجَّهّت 2 بمائمَ مِن نسك وحجٌ وعمرة ثم مراقبة حقيقة القرآن المجيد 4 بأن يلاحظ ورود فيض من ذات الحق سبحانه المقدسة . والمنزّهة عن الكيف . باعتبار كونها منشأ لحقيقة القرآن المجيد . وتظهر هنا بواطن كلام الله تعالى . ويجد السالك كل حرف من حروف الكلام المجيد موصلا إلى المقصود . ويكون لسان القارئ وقت قراءة القرآن كالشجرة الموسّويّة . وعلامة انكشاف أنوار القرآن المجيد عروض الثقل لباطن السالك . وكان في قوله تعالى : إن سملت عَلك قَولَا ًا # إشارة إلى هذا . ثم مراقبة حقيقة الصلاة : ٠١‏ بأن يلاحظ ورود فيض من كمال وسعة الذات المنرّهة عن الكيف المنشأ لحقيقة الصّلاة على الهيئة الوحدانية . ويضيق نطاق البيان عن وصف علوٌ هذا المقام . ثم مراقبة المعبودية الصرفة التي هي أصل الكل وملاذ الجميع ١‏ ولا مجال هنا للوسعة أيضا . إلى هنا ينتهي السير المقدس . ولكن لا منع للسير النظري . فيراقب هنا ورود فيض من الذّات المعبوديّة الصَّرفة . وهنا تتحقق حقيقة الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله) . ونفي عبادة الالهة الباطلة . وإثبات المعبود الحقيقي الذي لا مستحق للعبادة سواه . ويظهر هنا كمال الامتياز بين العابديّة والمعبوديّة . والترقي في هذه المرتبة المقدسة موقوف على المواظبة على الصلاة التي هي وظيفة المنتهين ١‏ وإلى هنا ينتهي السير في الحقائق الإلهية . والترقي فيها إنما يكون بالتفضّل الإلهي . وبعده يقع السير في حقائق الأنبياء . عليهم الصلاة والسلام . والترقي فيها منوط بمحبّة سيّد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين . 2116 مطلب اعلم كما أنَّ الحق سبحانه يحب ذاته كذلك يحب أسماءه وصفاته . وكل واحد من هذه المحبّة لها اعتباران : المحبيّة يعنى المصدر المبنىٌ للقاعل » والمحوية يع التصدن المت للمفعوك 1 1 وظهور كمالات المحبيّة والمحبوبيّة الذاتيئين إنما هو في الحبيب الأكرم يت وظهور كمالات المحبية الذاتية في كليم الله عليه السلام . وظهور كمالات المحبوبية الصّفاتية والأسمائية في خليل الله على نبينا وعليهما الصلاة والسلام . فيكون أوَّل شروع سير السالك في الكمالات الصفاتية والحقيقة الإبراهميّة التي مقام الخلة كناية عنها ؟١‏ فيراقب هنا ورود فيض من ذات الحق سبحانه باعتبار كونها منشأ للحقيقة الإبراهيميّة . والإكثار من الصلوات المعهودة المستعملة بعد التشهّد يورث الترقي في هذا المقام . ويحصل هنا الأنس الخاص بالله تعالى . ثم يقع السالك في الحقيقة الموسويّة التى هى كناية عن المحبية الصرفة . فيراقب هنا ورود فيض من ذات الحق انه باعتبار” انها محيية ليها وميك] للحقيقة الموسوية على الهيئة الوحدانية ١‏ ومن لوازم هذا المقام ظهور الدلال . والاستغناء مع وجود المحبيّة الذاتية كما صدر عن موسى عليه السلام ٠‏ إن هي إلا فتنتك . والإكثار من هذه الصّلوات . (اللهم صلي على محمد وآله وأصحابه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين خصوصاً على كليمك موسى) يورث الترقي في هذا المقام وفوق هذا المقام . مرتبة حقيقة الحقائق التي هى عبارة عن الحقيقة المحمّدية ١4‏ فيراقب ورود فيض من ذات الحق سبحانه باعتبار كونها محبّة محمّدية لذاتها ومنشاءً للحقيقة المحمّدية . وإنما قيل للحقيقة المحمدية حقيقة الحقائق . لأن سائر الحقائق سواء كانت حقائق الأنبياء الكرام أو الملائكة العظام كالظل لتلك الحقيقة . ثم الحقيقة الأحمديّة ١١‏ فيراقب ورود فيض من ذات الحق سبحانه 11 باعتبار كونها محبوبة لنفسها ومنشاءً للحقيقة الأحمدية . والإكثار هنا من (اللهم صل على سيدنا محمّد وأصحاب سيدنا محمد أفضل صلواتك وعدد معلوماتك . وبارك وسلم) كذلك يورث الترقي في هذا المقام . وبعد طيّ مقام الحقيقة الأحمدية يقع السير في مرتبة الحبّ الصّرف الذي هو أوّل ما ظهر من غيب الذات المطلق . والمنشأ لظهور الخلق رإيجاة المكزلات:: كما كير إليه في الحديت الفلسي و كه كرا حفيا فأحبيت أن أعدق :فتخلقت الخلق لأعرف +8 فيراقك هنا:وزوة فيض :من ذات الحق سبحانه باعتبار كونها منشأ للحبّ الصَرف . هذه المرتبة هي الحقيقة المحمدية في التحقيق . وما تقدم فإنما هو ظلها . وفي قول : لولاك لما خلقت الأفلاك . ولولاك لما أظهرت الربوبّة . رمز إلى هذا . نهايات المقامات المجدديّة وبعد ذلك مرتبة اللاتعيّن وحضرة الإطلاق ١‏ فيراقب هنا ورود فيض من حضرة الذات المنزهة المقدسة عن جميع التعيّنات . ويقال لهذه المرتبة غيب الهُويّة ٠‏ وغيب المطلق . وابطن البُطون وهي مرتبة استهلاك جميع التسب والاعتبارات والشؤونات . ١‏ وهذا هو نهاية المقامات المجدّدية المعمولة فى طريقة مشائخنا . وهنا مقامات أخرى مثل دائرة اليف القاطع الواقعة حذاء دائرة الولاية الكبرى . ودائرة القيومية الناشئة من كمالات أولي العزم المختصّة بالقيُوم . ودائرة حقيقة الصّوم الواقعة حذاء حقيقة القرآن لكنّها غير مشهورة وغير معمولة في طريق مشائخنا الكرام . ولهذا ضرينا عن ذكرها صفحا. واعلم أنّه قد كثر السؤال بين الإخوان عن معنى المنشأ وعن حقائق الأنبياء . أنها قديمة أو حادثة . ممكنة أو واجبة . وجواب الأوّل : إن المنشأ اسم مكان من نشأ بمعنى مكان الظهور والطلوع والصدور . وكثيراً ما يستعمل في معنى العلة والسبب والباعث 16 لظهور شىء ووجوهه . كما يقال: منشأ هذا الأمر كذا. بمعنى سيب ظهوره وعلته والباعث عليه . وجواب الثاني : قال الإمام الربّاني في المكتوب الحادي والعشرين من الجلد الثالث : فإن قيل : إِنّ هذا التعيّن الحيّى الذي هو التعيّن الأوّل والسققة السحدوة عر سر سكن .أو رواحت حادك 1 أراقدي 9 قلت : إِنَّ ذلك التعيّن تعيّن إمكاني ومخلوق حادث . قال عليه الصلاة والسلام : « أوّل ما خلق الله نوري » وكما هو مخلوق ومسبوق بالعدم فهو ممكن . وكلّ ممكن حادث . فإذا كانت حقيقة الحقائق ممكنة حادثة . تكون سائر الحقائق ممكنة وحادثة بالطريق الأولى . انتهى منتخباً . كيف لا ؟ وقد قال الشريف العلامة في « شرح المواقف » بعد بسط الكلام في الماهية التي مرادف الحقيقة : فالمجعولة بمعنى الاحتياج إلى الفاعل من لوازم الماهية الممكنة مطلقاً . فإنها أينما وجدت كانت متصفة بهذا الاحتياج . انتهى . وكل ما هو محتاج مجعول ممكن حادث . وأمَا على مذهب الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر فماهيّات الممكنات عبارة عن الصور العلمية . ويقال لها الأعيان الثانية . يعني في علم الواجب لا في الخارج . فإنها ما شمّت رائحة الوجود عنده . فلا تكون مجعولة . لأن كل مجعول موجود . وما ليس له وجود كيف يكون مجعولاً ؟ ! وكيف يكون واجباً قديماً ؟ ! فحقائق الممكنات لها ثبوت في علم الله تعالى . لا وجود ! كذا قال العارف الجامي في « شرح اللمعات » وها هنا مزلّة الأقدام بتوهم تفضيل الإمام الربّاني وأتباعه الذين بلغوا نهاية المقامات المجدّدية على مشائخهم العظام . مثل الخواجه بهاء الدين التقشبند . لأنا قلنا: إن نهاية الطريقة النقشيندية هي مراقبة الأقربية . وما فوقها مجدّدية . ولا شك أن صاحب المقام الفوقاني أفضل من صاحب التحتانيّ . 11١ ودفعها منع عدم وصولهم إلى آخر المقامات المذكورة . غاية ما في الباب أنهم ما قطعوها على التفصيل . ولا يلزم من ذلك عدم حصولها تدريجاً . كيف لا ؟ وقد قال الشيخ موسى خان الدهبيدي قدّس سرّه : وهذا القدر إجمال جميع المقامات . فإن وجدت الاستقامة بعد تكميله يخرج هذا الإجمال إلى التفصيل . وهذا بعينه مثل قول الإمام الرباني قدس سره : مك وفي هذا المقام - ب يعنى الولاية الصغرى - علامة من جميع المقامات الفوقانية بطريق الظلية . قال مولانا ميرزا جان جانان قدس سره على ما نقل عنه مولانا الشيخ عبد الله الدهلوي قدس سره في مقاماته : لا ينبغي أن يعتقد مساواة الإمام الرباني أكابر المشائخ أو أفضليته عليهم يسبب بيانه للطريقة الجديدة 3 وكثرة تحريره لمقامات طريقته وكمالاتها ٠‏ وكثرة إرشاده بحيث قد زاد مَنْ وصل إلى تلك المقامات وفاز بالواردات من زبدة أصحابه على ألوف . ولا شبهة في تلك المقامات أصلا . وبلغ ثبوتها حدّ التواتر بإقرار ألوف العلماء والعقلاء . فإن هؤلاء الكبراء من مشائخه . هل الإمام الرباني أفضل أم عبد القادر الجيلاني قدس سرهما ؟ ! وقال في بعض مكتوباته في جواب سائل سأله عن فضل الإمام الرباني على الغوث السبحاني الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سرهما . وعن عكسه : إن الفضل على قسمين : جزئي وكلي ؛ ومن الظاهر أنْ السؤال ليس من الفضل الجزئي . ومناط الفضل الكلي زيادة القرب الإلهى . وذلك أمر باطنى . لا مدخل للعقل فى مثل هذه الأمور. والقدر الممكن سؤاله قلة المناقب وكثرتها . ويمكن إدراك المطلوب بذلك . لكن لا مجال للقطع . والنقل عبارة عن الكتاب والسنّة وإجماع الأمة في القرن السابق . ووجود هذين الشيخين متأخر من زمان ورود الكتاب والسنة وإجماع الأمة . فالأصول الثلاثة الشرعية ساكتة عن هذا . لحر والكشف محتمل للخطأ لا يكون حجة على المخالف . وأقوال المريدين لا تخلو من غلوٌ المحبّة لمشائخهم . فهي ساقطة عن الاعتبار . وليس ل بباح للك حيط كال بده ورك جردا الل لكي لأحد الطرفين . فالطريق الأسلم تفويض هذا الأمر إلى العلم الإلهي . والسكوت عن هذا الفضول . والإقرار بفضائلهما . وعدم تحرك اللسان ملازماً للأدب . فإن هذه المسألة ليست من ضروريات الدّين حتى يكون التكلم بها ضرورياً . وقال أيضاً في جواب من سأل عن ذلك جواباً شافياً : إن كلاً منهما مرشدي وهاد إلى الطريق . وغمامّي رحمة إلهيّة يمطران على الفقير , ويكفي لإروائي أحدهما . ولا أدري أنَّ أيا منهما أقرب إلى السماء ؟ ! انتهى . وهذا الذي بِيِنّاه هو من لوازم الطريقة . بل هو نفسها لا بد من رعاية كله للسالك . وأما هذه الختمات فالمرويٌ منها من قدماء أكابر النقشبندية هو ختم خواجكان . وكانوا يستعملونه عند ظهور حادثة ووقوع بلية ١‏ برعاية شروطه من عدم الزيادة على الأعداد المعيّنة والنقص عنها . ويصرفون همتهم لدفعها . لأنهم كانوا يستعملونه في جميع الأوقات . وإنما كان استعماله واستعمال غيره بن الحتدات على دل الذران علد ميان المتأخرين . ويمكن اختيارهم ذلك على الدوام لأمرين: أحدهما: كثرة الحادثات والبية في زمانا بحيث لا يخلو منها وقث كما يبحكم به المشاهدة . والثاني : أن لكل مقام مقالاً . ولكل ميدان رجالاً . ٠‏ فإنهم لما رأوا عدم تأثر بعض الطالبين من طريق الخفية واحتظاظهم به اختاروا المداومة على تلك الختمات من أجلهم . وذلك جائز . بل مطلوب! وليس بتغيير للطريقة . وكيفيته : أن يقرأ أولاً سورة الفاتحة سبع مرات . والصلاة على النبي 3 د مائة مرة . وألم نشرح لك تسعة وتسعين مرة . والإخلاص ألفاً ثم الفاتحة سبعاً ٠‏ ثم الصّلاة مائة . ويزاد في آخره هذه الكلمات السبع . وه مائة مرة . يا قاضي الحاجات . يا كافي المهمات . يا دافع البليّات . 11 يا رافع 5500007 الأمراض 0 أخريدن اداه عبد الخالق إلى الخواجه 1 الذين التقشبندي قدس سرهم . ويسأل حاجته يستجاب بإذن الله تعالى . ثم ختم الإمام الربّاني قلس سرّه وهو (لا حول ولا قوة الأباله) خمسمائة مرة ويزاد في رأس كل مائة (العليّ العظيم) و(الصلاة) في أوّله وآخره مائة مرة . ثم يهدي ثوابه إليه . ثم ختم محمد مظهر قدّس سرّه وهو: المعوذتين. وبينهما الاستغفار بهذه الصيغ : (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) ثلثمائة وعشرين مرة . ثم يهدي ثوابه إليه . وهذها لختمات د تستعمز عندنا فى حلقة المغرب . ثم ختم الغرث الجيلاني قدس سرّه. وهو ( حسبنا الله ونعم الوكيل) خمسمائة مرة. و(الصلاة) في أوَّله وآخره (مائة مائة . ثم يهدي 7 إليه . أدركني بلطفك الخفي) خممائة مره : و(الصلاة أوَلٌ ا مائة مائة سن 00 خمسمائة 8 والصلاة أولةٌ وآخراً مائة اك 8 ااهل وأمَا عدهم بالحصاة 0 ٠‏ فإنه كلما يحضر شخص يعطونه عدداً معيناً من الحصاة ة فيستعمل بقدره . بخلاف ما إذا استعملوه سح فنا جلما يحضي واجد لي ]قد لضن بناج حيط أنا قر لكر من الحاضرين أن استعملوا الآن هذا القدر . وهذا كما ترى . 1 قلتٌ لنا ختم الآن أي في أوائل القرن الرَابع عشر يسى ختم المحموديّ الأعظم لقطب زمانه وغوث أوانه شيخي وسيّدي سيّد السادات ومحط البركات جدّي الأقرب . الشيخ محمود أفندي الألمالي قدس سره العالي . ٠‏ وهو أن يقرأ توبه نامه المشهور عندهم . ٠‏ ثم الاستغفار (خمسا وعشرين مرة) ٠‏ ثم الفاتحة بأعوذ . ثم الإخلاص (ثلاثا) بأعوذ . ثم يهب ثوابها لروح نبينا محمد يق وأهله وأصحابه . ثم إلى جميع أرواح المشائخ النقشبندية قدس الله تعالى أسرارهم العليّة . وخاصّة لخواجه بهاء الدين محمّد البخاري . والإمام الراني . والشيخ محمّد خالد الشليماني البغدادي . والشيخ محمود أفندي الألمالي . والشيخ شيخنا وروحنا الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي . قدس الله أرواحهم ونوّر ضرائحهم ورزقنا الله من بركاتهم وفيوضاتهم . وروحي وأرواح جميع آبائي وأقربائي وأولادي فداهم ., ثم الرابطة الكاملة بقدر ربع ساعة ٠‏ ثم الاستغفار (مائة مرة) . مطلب مهم جداً لناايا معشر الإخوان ثم الصلاة على رسول الله 3 بهذه الصيغة : (صلوات'" الله وملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على سيدنا محمد . وعلى آل سيّدنا محمّد عليه وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته) ثم (لا إله إلا الله) مائة مرة . ثم الصلاة المشهورة عشر أو خمس عشر . ثم الآية الشريفة . ولو قرأ من أواخر البقرة فهو المشهور . ثم يدعو . ثم يهب ثوابه لجميع المشائخ كما مر ثم يقفون ريع إساعة على طريى الرائطة .: ثم يقومون : ثم :يضاف بعضهم بعضاً . وهذه الختمة نستعمله في ليالي الجمع والأثانين نسأل الله تعالى بركاتها بحق السادات النقشبندية . انتهى قولي . )0غ( وقال علي رضي الله تعالى عنه : مَنْ قال كل يوم ثلاث مرات ويوم الجمعة مائة مرة : (صلوات الله وملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه . على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد . . عليه وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته) . . فقد صلى عليه صلاة جميع الخلائق . وحشر يوم القيامة في زمرته . وأخذ بيده حتى يدخله الجنة . « نزهة المجالس » من الجزء الثاني في 44 . 216 وإنما قلنا أن ما بيناه هو الطريقة دون غيره لتنبيه الطائفتين . أعني القاصرين عن إدراك حقيقة الطريقة . المغترّين بظاهر صورتها . المتشتهين بأهلها . المقتصرين على تلك الختمات زعماً منهم أنها هي الطريقة . وقد عم عم ذلك أكثر البلدان خضوطا ديار ما وراء النهر التي هي كانت أوَّلا معدن هذه الطريقة ومقرّ أهلها . بل منبع العلوم وروضة جميع الفضيلة . وصاروا الآن يقفون الضياع والعقار لهذه الختمات . ويحضرون يومين من كل أسبوع في المساجد والرّباطات . ويستعملون هذه الختمات . وينفقون محصول الوقف على مَنْ يحضر فيها ويحسبون أن ذلك هو الطريقة مع أنَ الوقف والوصيّة بالختمات باطلة ! والأكل منه حرام في مذهب الحنفيّة . وقد علمت أن هذه الختمات ليست من حقيقة الطريقة ولا من لوازمها . والطائفة الثانية المنكرون المفترون على الطريقة وأهلها لما رأوا من أحوال الطائفة الأولى زعماً منهم أنَ هذه الختمات هي الطريقة لا غير وأنها بدعة . حتى سمعت أن بعضهم ألف رسالة في ردّها . ونحن نساعدهم في ذلك فإنهم لا يردُون على الطريقة . بل يذبون عنها في الحقيقة بالردّ على الطائفة الأولى . ونقول : ليت مشائخنا قدس الله تعالى أسرارهم العليّة لم يكثروا من ذلك . فإِنْ المتوسّط الذي لم يبلغ مرتبة دوام الحضور . ولم يتميّز ظاهره من باطنه . يتضرّر منها وتوجب له الوساوس والخطرات . ولا مردّ لذلك . فإنه مما حكمت به المشاهدة وشهدت به التجارب . ولكن لهم ثم هاهنا شيء آخر موجبٌ لزلّة قدم هاتين الطائفتين ذكره الإمام الغزالي قدّس سرّه في بعض مصتفاته . ولا بأس بإيراده هنا على وجه الاختصار وهو هذه: وقد علم مما سبق شرف جوهر القلب . وصار طريق الصّوفية واضحا. وأظتك قد سمعت من الصوفية قولهم : إن العلم حجابٌ عن 111 هذه الطريقة فتنكر عليهم بأنه : إذا كان شيء بحيث يكون العلم حجاباً عنه كيف يقوم عليه أم كيف يرغب فيه ؟ ! وأيّ فضيلة له ؟ ! فلا تتكر على ذلك . فإنّه حقّ وصدق . فإِنْ الاشتغال بالعلم الذي يحصل من طريق المحسوسات يكون حجاباً عن هذه الأحوال الببّة . فإنّ القلب مثل الحوض . والحواس الخمس مثل الأنهار الخمسة ينصبٌ منها الماء فيه . فإن أردتٍ أن تملذ الحوض بالماء الطاهر الصافي ! فتدبيره أن تسدّ هذه الأنهار أوَلاَ حتى لا ينصب فيه ماء من حارج . ثم تفرغ الحوض من الماء والطين الأسود ثانياً . ثم تحفر قعر الحوض إثالثاً لينبع الماء الصّافِي من داخل الحوض ٠‏ فإ الحوض ما دام مشغولا بالماء الذي ورد عليه من خارج لا يمكن نبع الماء من داخله . وإن سلّمنا لا يكون طاهراً صافياً لاختلاطه بالماء التجس ؛ وكذلك لا يحصل العلم من داخل القلب حتى يكون خالياً من كل علم حصل من خارج . وأمَا لو امتنع العالم عن تعلّم العلم ولم يشتغل قلبه بما تعلّم سابقاً فلا يكون علمه الشابق حجاباً له عن الطريقة . بل يمكن أن يكون سبباً للفتوحات . وكذلك إذا خلّى السالك نفسه عن الخيالاات والمحسوسات . لا تكون الخيالات السَابقة حجاباً له . وسبب كون العلم حجاباً هو أن شخصاً لو تعلّم علماً مع دلائله وبراهينه على ما بيّنَا في فن الجدل والمناظرة . وأقبل عليه بكليته واعتقد أن ليس وراء هذا علم أصلاً ٠‏ فإن وقع شيء على قليه من خطرات سماويّة يقول : إن هذا خلاف ما أنا سمعته وعلمته ٠‏ وكل ما هو خلافه فهو باطل . فلا يمكن لمثل هذا الشخص انكشاف حقيقة الأمور . مطلب مهم غفل عنه غالب علماء الزمان فلينتهوا خيراً لهم ولا حول . . إلخ . فإنَ هذه الاعتقادات التي يُعلّموتَها عوام الخلق إنما هو صورة الحقيقة لا عينها . والمعرفة التامة هي خروج تلك الحقائق من الصَّورة إلى العين كخروج اللبَ من القشر. ومن المعلوم أن مَن تعلم طريق الجدل في نصرة الاعتقاد الحق وحراسته لا تنكشف له الحقيقة أصلاً , 1/ فكيف يظنّ أن هذا هو الحقيقة لا غير ؟ ! فمن ظنّ ذلك يكون ظنّه حجاباً له عن الحقيقة ؛ ولما كان هذا الظن غالباً فيمن تعلّم شيئاً من هذه العلوم لا جرم يكون هذا القوم محجوبين غالباً . :'قمن خرح من هذا الظن لا.يكون العلم حجاباً له ٠‏ فإنه معتقد أن وراءه شيئاً آخر أعلى من علمه ومتطلّع عوك عن الكل المصمين 8 لمع ا يمكن أنا مقن في عقذة المحان الاطل مده عديدة »ديل كون شبهة بدرة حجاباً له . والعالم يكون محفوظاً من مثل هذا الخطر . يقول الفقير راقم الحروف : لما ورد واحدٌّ من الإخوان من المدينة المنورة عام وفاة سيدي الشيخ محمد مظهر - نوّر الله تعالى ضريحه - سأله مولانا الشيخ عبد الحميد أفندي روح الله تعالى روحه : إن قلوب لا عار اا ل ا 1 1 فيه عير أله لا حلم له ٠‏ هنا لبها ل بل فيه عن غلم كتير ا للواقع . فإن كل واحد من أكابر هذه السّلسلة . من أوّلها إلى آخرها . كالجبل الشامخ في العلم . والحمد لله على ذلك . وهذا الذي ذكرناه آنفاً حال مَنْ له علم ! فقس على ذلك حال من لا علم له ويظن أنه من أهل العلم . وأنه حاز جميع الكمالات ولم يفته منها شيء . وقد علم أنْ في « شرح المقاصد » و« شرح عقائد التوحيد وبراهينه » . وزعم أن مَنْ لم يعرفها لا يصح إيمانه ٠.‏ ويزدري بالعوام ويعدٌ نفسه من الخواص ٠‏ ولا يدري المسكين أن معرفة الدلائل ليست هي معرفة أنها مسطورة في الكتب الفلانية ٠.‏ بل هي معرفة ترتيبها بشروطها ولوازمها المقررة في كتب الميزان . وهو عاجز عن ترتيب برهان التطبيق الذي هو أشهر دلائل إبطال التسلسل الموقوف عليه إبطال جريان سلسلة الكائنات لا إلى نهاية , المستلرم لقدم العالم . المستلرم لعدم استناد الممكنات إلى الواجب . فكيف بأصعبها ؟ وكيف يظنّ أن الدليل العقلي 16 يعطي أعلى المطالب ويفيد أسنى المقاصد ؟ خصوضا على أصول الأشعري . وإلا فما فائدة البعئثة . وقد ألفت في إثبات وجود الواجب بطريق الدليل العقلي رسائل كثيرة . ومن أحكمها وأمتنها . رسالة العلامة الدواني ٠‏ وقد أورد المُحَسُّونَ على كلّ دليل منها إشكالات كثيرة . كما لا يخفى على أريابها . ولهذا قال الإمام فخر الدين رحمه الله تعالى : ليت كتيبة فنّ العقليات وابن بجدتها وأبو عذرتها أشعارا : نهاية أقدام العقول عقال. وغاية سَّعي العالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا ١‏ وحاصل دنيانا أدْى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ‏ سوى أن جمعنافيه قيل وقال حتى نقل عنه أنه قال حين احتضاره بعد قصّة طويلة : اللهم إيماناً كإيمان العجائز . فلنرجع إلى ما كنا فيه . ولنبّن بطلان زعم الطائفة الأولى أعني : القاصرين المغترين . قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى : ومعنى لا تنكر على قولهم : « إِنْ العلم حجاب » . إذا سمعته من صاحب استقامة بلغ مرتبة المكاشفة . مطلب وأما من عري عن لباس التقوى والاستقامة وتشيّه بالقوم في الجلوس على السجادة . وأطلق لسانه بمذمة العلم والعلماء . فهم شياطين الإنس يضلون الخلق عن الطريق المستقيم . وأعداء الله تعالى ورسوله . فإنهم يذمّون ما مدحه الله تعالى ورسوله . فإن الله تعالى ورسوله دعا الخلق بالعلم لا بالحال . وهؤلاء المتشيّهون المبطلون . إذا لم يكونوا من أهل الحال وخلوا عن حلية العلم ٠‏ كيف يصح لهم التقوّل بهذا الكلام ؟ بل ينبغي أن لا يفصل كل أحد حصل له شيء يسير من أحوال الصوفية وإن 139 كان صاحب استقامة في الواقع على كل عالم . ٠‏ فإنه يرى لأكثر الصّوفية شيء من من أوائل الأحوال فيقعون فيه ويتعلقون به . فلا يتم أمرهم . مطلب بل الفضل على العلماء لشخص كان كاملاً في الأحوال بحيث يعلم كل علم يتعلق بهذه الأحوال . من غير تعلم يعلمه غيره بالتعلم . ومثل هذا نادر جدًا . فينبغي أن يعتقد في أصل طريق الصّوفية وفضل أهله . وأن لا يسيء الاعتقاد فيهم بسب هؤلاء المتشتهين المبطلين . وكل مَن يطعن منهم في العلم والعلماء فاعلم أنه لا حاصل له . انتهى . أقول : ولهذا ينبغي لسالك أن لا يتطلع على الأحوال . وأن لا يغتر عند ظهورها . فإن مَن تطلّع على شيء يسكن إليه قلبه عند حصوله البتة ‏ فإنَ المقصود ليس هذه الأحوال . بل هو وراءها . فإن ظهر منها شيء ينبغي أن يغتنمها ويشكر الله تعالى . فإنه علامة صحة سيره وسلوكه . ثم ينبغي أن يترقى منه . وإن لم يظهر منها شيء ينبغي أن لا يغتمٌ لذلك لعدم كونها مقصودا لقال السام :.» إن عدم ظهورها أسلم للسالك » . لما مر آنفا . وقالوار : إنَّ هذه الأحوال بمثابة السكر والرّبيب . يُعطاها أطفال الطريقة ليتسلُوا بها. فكما أنَّ الأطفال لا يعطون السكر والرّبيب إل عند بكائهم . كذلك أطفال الطريقة لا يعطون الأحوال غالباً إلا ضعاف القلوب منهم دون الأقوياء . فإن مطمح نظرهم وراء الأحوال . وقد مد في ترجمة الشيخ عبد الله الدذهلوي قدس سره : ١‏ إِنْ طالب الأحوال ليس بطالب الحق عرٍّ وجل » . وقال رئيس أهل المعقول في إشاراته : إِنّه مَن آثر العرفان للعرفان . فقد قال بالثّانى . يعنى من طلب المعرفة لأجل المعرفة نفسها فقد قال بالثاني حيث لم يجرّد نيته للمعروف . يعني الحق سبحانه . بل طلب شيئاً معه يعني المعرفة . ومَنْ وجد العرفان كأنه لم يجده . فقد خاض لبّة لين الوّصُول . يعني لو كان وجود المعرفة مساوياً عنده مع عدمها لكونها غير مقصودة في نفسها بل لغيرها . فهو علامة على أنه خاض في لجة بحر الوصول . حيث لم ير غير المعروف . فكيف يرى غيره تعالى مَنْ استغرق فى شهوده وغاب عن وجوده ؟ ! رزقنا الله تعالى سبحانه من هذا الحال كل و كته ولطفه . وهذه نبذة من بحر آداب الطريقة التي لا بِدَّ من رعايتها لمن سلكها . ووراءها أشياء كثيرة لا مطمح لاستقصائها . فمن أراد الاطلاع عليها فعليه ب« الرسالة القشيريّة » وه عوارف المعارف » و« إحياء العلوم » وغيرها . بل لا بد من نتبع هذه الكتب للسّالك الحقيقي . والعمل بما فيها بقدر الإمكان . وهذا الكتاب من أوله إلى آخره مشحون ببيان آداب هذه الطريقة النقشبندية العلية خاصة . فمن ظفر به وعمل بما فيه فقد صادف البغية فإن فيه غنية . وكل صيد في جوف الفرا . وليكن هذا آخر ما أردنا إيراده في هذه المجموعة . والحمد لله أولاً وآخراً وباطناً وظاهراً . وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وخيار أمته أجمعين إلى يوم الدين . والمرجوّ من كرم الكرام . وفضل ذوي الفضل العظام . أن يُصلحوا ما عثروا فيها من الخطأ والخلل . وإن يستروا ما وقع فيها من الزلل . وأن يردّه إلى الصواب دون استعجال باللّوم والعتاب . فنا لا ندّعى أن كلّ ما حررنا مصون عن الخطأ والشبهة والارتياب . بل إن أصبنا الهدف فليس ذلك على الله بعزيز . وإن أخطأناه فليس ذلك من شأننا بغريب . ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ومما زَل به الأقدام وطغى به الأقلام شعر : أستغفر اله من قول بلا عمل لقدنسبت بهسلاً لذي عقّم والمسؤل ممّن طالع هذا الكتاب . وانتفع به وصفى وقته وطاب . أن يذكر هذا العاجز بدعاء حصول كل خير . واندفاع كل شر وخير . ديق وصلى الله تعالى على أشرف المرسلين سيّد الكونين . محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأولياء أمَته أجمعين . وقع الفراغ من نقله إلى البياض . ضحى يوم الاثنين الثاني والعشرين من رجب سنة ثلاث وثلاثماتة وألف . في بلد الله الحرام شرفه الله تعالى إلى قيام الساعة وساعة القيام . بجاه نبيه وحبيبه عليه الصلاة والسلام . على يد جامعه الفقير محمد مراد القزاني ملكه الله سبحانه نواصي الأماني . ولنختم الكاد مر بالتوسل إلى الله سبحانه بمشائخنا الكرام امتثالاً لقوله تعالى ٠:‏ 8 يَتأيها لدت اموأ أتَعُوا لَه وَأَبْمَعُوأ إِلَتَهِ َلْوْسِيلَة * الآية . نسألك اللهم متوسلا بجاه سيدنا محمد رسول الله 85 . وبجاه سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه . وبجاه سيدنا سلمان الفازسي رضي الله عات قله » وكاء مدنا فليم الل محقد بن أب يكز الصديق رضي الله تعالى عنهم . وبجاه سيدنا جعفر الصادق ذه . ويجاه سيدنا أبى يزيد البسطامى #ه . وبجاه سيدنا أبى الحسن الخرّقانى ذه ., وضاءمنننا'أنى على القازعدى هت بونعاء سيدنا أن .قري بويت الهمداني #5 , ونجاه سيننا عد التعالق الغجدواني 5ك . وبجاه سيدنا عارف الريوكري ‏ . وبجاه سيدنا محمود الأنجير فغنوي ذه . وبجاه سيدنا عزيزان علي الراميتني ذه . وبجاه سيدنا محمد بابا السماسي 5ك . وبجاه سيدنا السيد الأمير كلال وه . وبجاه سيدنا إمام الطريقة وبرهان الحقيقة السيد بهاء الدين النقشبند رضى الله تعالى عنه . وبجاه سيدنا علاء الدين العطار ذه . وبجاه سيدنا يعقوب الجرخي ذه . وبجاه سيدنا عبيد الله أحرار ذه . وبجاه سيدنا محمد الزاهد ف . وبجاه سيدنا درويش محمد ذه . وبجاه سيدنا خواجكي الإمكتكي ه . وبجاه سيدنا محمد الباقي بالله 5 . وبجاه سيدنا الإمام الرباني المجدذ للألف الثاني الشيخ أحمد الفاروقي السهرندي 5 . وبجاه سيدنا محمد معصوم ذه . وبجاه سيدنا سيف الدين 2ه . وبجاه سيدنا السيد نور محمد البداواني ذه , ونا وبجاه سيدنا حبيب الله مرزا جانجانان مظهر الشهيد #ه . وبجاه سيدنا عبد الله الدهولى © . وبجاه سيدنا أبى سعيد الأحمدي د . وبجاه سيدنا ألحمك'سعيد الأحمدي 2ه . وبجاه سيدنا محمد مظهر الأحمدي ذه . وبجاه سيدنا عبد الحميد أفندي الشرواني المكي ذه . وبجاه سيدنا السيد محمد صالح الزواوي المكي ذه قلت: وبجاه سيدنا قطب الإرشاد ورحلة الأوتاد الشيخ خالد البغدادي 2ه . وبجاه سيدنا الشيخ إسماعيل الشرواني د . ويجاه سيدنا يحيى بيك القدقاشني المكي نه . وبجاه سيدنا الحاج يونس أفندي ذه , وبجاه قطب الأولياء المتأخرين الشيخ محمود أفندي الألمالي ذه . وبجاه سيدنا الشيخ الحاج أحمد أفندي التلالي د . مد الله تعالى ظلال جلاله وأفاض علينا من نوال أفضاله . أن تنظر إلى عُبَئْدكَ العاجز الفقير الحقير اللاشئي . محمد مراد . والمختصر والمقتصر غريب الغرباء . خويدم نعال الفقراء . شعيب بنظر العناية والرحمة والرأفة . وأن تفيض على قلوبهم من بحار معرفتك ومحبتك رشحة . وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ما إلتأم الأرواح بالأشباح . وما اتتشى عارفٌ بكؤوس الأسرار وصاح وباح . انتهى كلام المحقق العَلاآمة الَبّاني . ومنظوم العارف التوراني . الكامل الواصل . محمد مراد القزاني ابن عبد الله رحمه الله تعالى وإيّانا بفضله وكرمه . وجعلنا من زمرة أوليائه بأمنه ومَنّهِ إنه على كل شيء قدير . وبالإجابة جديرٌ . آمين . وهذا آخر ما قصدته وتمام ما أردته 5 والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . والحمد لله أُوَّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً . ولمّا تم سيران جياد الأقلام بعون المعين العلام المانّ بالإيمان والإسلام . المنعم المفضل المنعم . وختم نقوش مناقب سلسلة المشائخ التقشبندية العظام . إلى شيخنا شيخ الزمان والمقام . وقواعد الصوفية الصّافية من الظلام . وما به يتوسّل إلى ملك الملوك والإنعام على طبق اتنثا الكتاب وسنّة سيّد الأنام . على يد مؤلفه ومختصره خويدم نعال الفقراء في الأقوام . بتوفيق مَنْ خلق الخلائق وديّرهم إلى يوم القيام . فسبحان الله الواحد القهار . العفوٌ الرؤوف الغفار لمثل الكاتب الحقير الفقير . السَحارٌ الام الحكيمٌم الفاعل المختار , فأرجو 0 الله العزيق ن السشلام أن أن فيوضهم كالبحار في الليالي والأيام ؛ وتذكرة مع واي إلى آخر الزّمان . ورجاء لدعاء إخوان الصفا وخلآن الوفا في الأحيان , اللهم اغفر لمن دعاني بالعفو والغفران . حين كنت في ضيق اللحود والديدان . واستر عيوب من سترني بالإصلاح والإحسان . اللهمَ تقبل ما كتبتّه ٠‏ ولا تردَّ ما جمعته . إِنَك الكريم المنّان . ولا تجعله مسرّة لعدوّك اللعين والشيطان الرَجِيم ٠‏ وأنت الرحيمٌ يم الرحمّن ٠‏ بل اجعله مقبولاً بمنّك وكرمك وفضلك وجودك يا حتّان ٠‏ ولا تجعله رياء وسمعة للتكبّر على الأقران ٠‏ بل خالصاً عندك وعند رسولك وأولياتئك برحمتك يا غفران . وسُلّماً لوصولي إلى معرفتك . وطيراني إلى جوارك وإلى الوطن الأصلي لي تحت عرشك بوانت المتتعان “ولا جولولا قوة إلا بالله العلى الديّان . حّمنا الله تعالى على النَّار . وجعلنا من جملة أوليائه المقربين الأبرار . وأجارنا من جميع محن الدّنيا والدّين . وأدام لنا رضاه إلى أن نفوز بشهوده في أعلى عليّين ١‏ عع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . وجعلنا من أهل الفناء فيه واليقاء به بحرمة سيّد المرسلين . ومن علناهالاخلاض» وبالتجاة من سار العلاتق سين لا خاصن ونم بما ألفناه الخاصّة والعامة . وتقئّله من فضله لنرى من آثاره غاية الراحة من أهوال الحاقة والطامّة . إن أكرم كريم وأرحم رحيم . وأنْ يمن علينا بتوفيقه والهداية إلى سواء طريقه . ونتوسل إليه به وبإسمه الأعظم وبكل إسم هو له إستأثر به في علم غيبه . أو علمه أحداً من خلقه ٠‏ وبشرف كتبه المنزلة . وأنبيائه ورسله . وبخاتمهم وأفضلهم محمد يق وآله غ11 وبالملائكة كلهم والمقربين . أن يختم لنا بالحسنى . وأن يُبلَغنا من فضله المقام الأرفع الأسنى بحق جيمع أسمائه والأسماء الحسنى . وأن يوققنا من القول والعمل لما يحيّه ويرضاه . وأن يجعل خير أعمالنا خواتمها . وخير أيَامنا يوم لقاه. وأن يقرّبنا لديه ولا يخجلنا بين يديه . إنه الجواد وغافر أهالي يوم الميعاد . يا رّنا لك الحمد حمداً كثيراً طيّبأ مباركاً فيه كما تحب وترضى . الحمد لله بجميع محامده كلها ما علمتٌ منها وما لم أعلم . وبعدد خلق الله تعالى ما علمت منه وما لم أعلم . وبعدد نعم الله تعالى ما علمت منه وما لم أعلم . وبعدد علم الله تعالى ما علمت منه وما لم أعلم حمداً يوافي نعمه ويكافي مزيده كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك , سبحانك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك . فلك الحمد دائماً أبداً عدد خلقك . ورضاء نفسك . وزنة عرشك . ومداد كلماتك . وصّل يا ربنا وسلم وبارك أفضل صلاة وأزكى سلام وأعظم بركة على أشرف مخلوقاتك وعين أخضّائك محمد يق عبدك ونبتِك ورسولك . أكرم الخلق ورسول الحق . المؤيّد من ربّ العالمين بالصدق . وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرّيّته الطيبين الطاهرين . كما صليت وسلمت وباركت على إيرا هيم . وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد . عدد معلوماتك . ومداد كلماتك . كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الخافلون ط هذه ته متم يها سكم واي دَعْوَسْهُمْ أن كمد َرَت تِ العدّبيت 4 . وقد وقع الفراغ ووصل البلاغ في نقله من السّواد إلى البياض ليلة الخميس . العشرين من شهر ذي القعدة الحرام . من السنة التاسعة والعشرين بعد ألف وثلاثمائة من هجرة مَن له تمام العزَّة وكمال الفئة . م 07 وَسَكَمُ عَلَ الْمرسلت زا ولشسد يه تيت 48 2116 فهرس طبقات خواجكان النقشبندية ترجمة المؤلف ل ا ب ود ل 1 طبقات الخواجكان النقشبندية لي يد من ا ف 0 تنبيهات 36 بيخي جيك ريا رملادوة در برجا بحوبباة الى « الوذ ركرك ران ناا شروط الشيخ 00 سيدنا أبو بكر الصديق ذفن الي ليه ينا بو وكا ل او وق اب ف ا 0 1 سلمان الفارسي ذه ا 0 أبو عبد الرحمن قاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر وصيته لابنه موسى الكاظم 00 0 سلطان العارفين أبو يزيد البسطامي ذيد ل يان أبو الحسن الخرقاني مرج لل لاقت يجبا با وار عن ا ا ا و أبو علي الفارمدي + اللي + نزكه ا نوه اس وب ل يق و ا جه ا ا 3 يوسف أبو يعقوب الهمداني يأ هاء كف لي “1 يل جل جات و ايان وجا مرت له الحكمة لعدم انتقاض وضوء أهل الله حال الرقص والسماع . . . . عبد الخالق الغجدوانى وق انا ل و فاو ا ولا كن الو شي ور ار سور ا ل 4 الفرق بين علم اليقين والعلم اللدئي 1 قلب هذه الطائفة مورد لنظر الحق سراج الدين كلال البير مسي ا ام 4 ا و الما يي اي 10 محمد العطار تدخا وراهةا داعي كه د ايا عر لمي موي بها لوي .لي ل جره فل اباط ال د لذ اللازم على الطالب دائماً كسب التفويض ا 0 الفاني لا يرد إلى صفاته عاك نك 4 ل 417 1 ٠‏ م و رع 1 ود اك 9 طريق المراقبة أقرب إلى الجذبة ا وو رن م ود هوا وذ 14 منع الخواطر بالكلية أمرٌ قوي عسير ات ابر را مم فائدة جليلة لنا معاشر النقشبنديين ا 0 مهم لدفع الخواطر بكي انض جا رد لاسكا عام مختصر في الطريقة مفيد أطي اق حو جك لح ل ا ل مطلب مهم جداً للسالك والله تعالى الموقق 1 كيفية السبب لصفاء الباطن مخ ع م 0 بالاحتلام يقع الرجوع والتنزّل ا 0000 معنى النسبة والحمل والثقل ع عي بك ليزه فلع خا ممح ب وجلا اجا ل مطلب مهم جدا لسالكي زماننا ل ا ا بت ل مقس الكلمة الكافية عن الرسائل كلها كلمة : كن مع الله . . . . مطلب أهم لعلماء الرسوم ا 2 الاحتماء أفضل من الدواء كوا اساي لخ تج ع كار مزه 13 الهرة أستاذ الجنيد 5 الفرق بين مقام النبي والولي 5 ذكر اشتغال مولانا الجامي بتحصيل العلوم في مبادىء حاله فاعتبروا يا أصحاب العلوم الرسميّة ١‏ الطريق على نوعين الج ل امو 1 اخ + الفصوص روح والفتوحات قلبٌ 1 ا بنك ل ار ا 0 ذكر توجه مولانا الجامى إلى سفر الحجاز 111 فضائل الذكر الجهري ‏ ل ل ذكر بعض خوارقه للعادات فاح د مان اا ا 1 أحكام أبو الجن وأحوالات بنيها بقاع ناد لبتي مطلب في صفات الجن اي ب 7 ا ا ور يفيّات تجلّى الح للسالك ل ا ا ف 1 مقام قول العارفين : سبحاني ؛ ما أعظم شاني . و : أنا الحق علاء الدين الآبيزي اراي لانو ل ال دقح از أفضل العبادة ا م ا 7 ثلاثة أشياء لازمة على الطالب 121101011010111 معنى لا إله إلا الله ا 0 مرور النَمّس على غفلة يعدّونه من الكبائر للم مامه من صلى على النبي يق 7٠٠١‏ صلاة يرى النبي يع في المنام هيئة أدب العبيد ين ليقي أن سا بابز لاط كك ير ع 1 نه الحال والمقام قل ب روم ا و ا ام الخلوة في الجلوة 0 ذكر خوارقه للعادات ا اي 0 عالم الملك والملكوت والجبروت واللاهوت والناسوت . . حضرة الخواجه ناصر الدين عبيد الله أحرار الل الخدمة التى تكون سببا للقبول مقدمة على الذكر والمراقبة . نبذة فى ذهاب عبيد الله لملاقاة شيخه مولانا يعقوب الجرخى القناعة 0 العبرة بالاستقامة ولا اعتبار لظهور الكرامات 0 بيان الحقائق والداقائق التي نقلها عن المشائخ ا 4ن قول غريب مهم جدا ويج دوو وك اا ا ا ا استماع أصوات المزامير و و ل تر 4 طريقة خواجكان لع ددم دباو لم مقن جه و جه 12 التصوف 0 مطلب مهم لنا معاشر العلماء أ ينبغى لأصحابنا اختيار أحد الأمرين 00 العبادة والعبودية والشريعة والطريقة والحقيقة 00 الفرق بين العالم والعارف والمتعرّف ا المقصد الثانى ل م ا و ااا م 1 تجب مجانبة المتصوفة الرقاصين 2000 أصحابه ومأذونوه وا ‏ خ ‏ ة ‏ ة ا 1 درويش محمد السمرقندي الإمكنكيى لظ الخواجكي الإمكنكي السمرقندي .. 0 خواجه محمد الباقي بالله لام الما ا يي 1 1خ 4 الأحوط الخروج من الخلاف ل ف ليطا م ف ا هذه نبذة من كراماته والقليل يدل على الكثير ا ها محمد معصوم الملقّبٍ بالعروة الوثقى ابن الإمام الرباني . . لا سيف الدين ل ادص وود و رد در ردق لجراي لبي يد 3 نور محمد البداواني ا ا ل م الإيمان الإجمالي كافٍ في النجاة ا 0 عبد الله المشتهر بشاء غلام علي الدهلوي 20-7 مهم لجواز الانتقال من شيخ إلى آخر مر لم مر اننع عدن لسر لمينو اي اعم مطلب أهم للسالك الصادق 1 حفظ حرمة الشيخ مقدّم على الكل ا فرق بين التصلب والتعصب ف خا مطلب أهمّ لمدرسي زماننا و وعد خوك ا 1 قصة غريبة عجيبة ا 1 أجيز الشيخ خالد في الطرائق الخمسة 10000 محمد ذاكر أفندي القزاني الجسطاوي 0 المقضد الال م 5 ايا 1 0 محمد صالح الشرواني عب أبن جا ار ريد ني ٠‏ نيك تيوت لوا يرت م حاج محمد العبودي يفي أ لا حجر 1 يلل “رفني وات برذ ا محمد أفندي الزنى ريو حم العو بوم جه لل ره ار« فدح يي« ا إبراهيم أفندي الشكني ا الله ا أ ا ا ا العالم الأعلم حجيو الهنوخي أي لت القن مروت ا ا و ةا الحاج دبر الهنوخي اه ع ين رف يفك 3و7 40* « أ الور + جه “إن ل مافان ويك رف . :10 .رولك لين هرك 35 جمال الدين أفندي كب ب كه كر راك جك الم ما ب ا قصة وماك الدين م مع الشيخ إبراهيم القادري لدعب ب با ا عبد الله أفندي الباكني لشم يفوتسي بك د د قن أبو بكر العيمكي مشأ ديم 3 اا جو اع لم لت ا أحمد أفندي الحروخي ع خط ا ف كي بمج علي أفندي الجناوي ١‏ مايا1 تئبه على مهم و “قح ته ليه كا د د علق نيه" لع لين م 4 مري مومة (بشارة لنا أهل الداغستان) ا 20 حاج يونس أفندي الللالي الداغستاني م 21 التوجه إلى المريد أشدٌ شىء عند الأولياء 00000 كراماته وواقعاته وخوارق العادات 21110000 وصايا الشيخ أحمد أفندي ا ا 1 خاتمة ا ا 0 الخاتمة 1 001 مطلب مهم عنه غافلون جو ل م نهايات المقامات المجدّديّة 0 5 مطلب مهم جداً لنا يا معشر الإخوان ف اق كحض ا باه مطلب مهم غفل عنه غالب علماء الزمان ا 1 فهرس طبقات خواجكان النقشبندية 21111